Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام صادق

تعمقت عيناه في تأملها مع تمايلها أمام عينيه الواهنتين .. شهية هي ولذيذة وصغيرة شيطانه يُخبره بما ليس خَفيّ عنه.. نفس الرائحة التي علقت بأنفه أنه يشمها بلذة عجيبة وكأنه لأول مرة يشم رائحة امرأة وأي امرأة هي.. طفلة صغيرة وزوجة سائقه وخادمته
– حاول تساعديني يا بيه عشان أعرف أخدك أوضتك
أنتفض كالملسوع وأخيراً قد فاق من نشوته يُطالعها بنظرة غامضة جعلتها تتراجع للخلف دهشة تنظر إليه بترقب 
– روحي على المطبخ يا فتون.. ولو عايزة تروحي روحي
طالعته وهو يسير ببطء نحو غرفته تنظر إليه متعجبة من نبرته الجامدة ولكنها اصبحت تعتاد الأمر منه
أنهت عملها  وقبل أن تنصرف نظرت نحو باب غرفته المُغلق وغادرت 
…………
تجمدت يداها على الطبق الذي تنظفه وتلك اليدين ألتفت حول خصرها ظنته في البداية حسن
– تعرفي إنك خسارة فيه 
صوته الهامس في أذنها جعلها تنتفض مذعورة فسقط الطبق منها وتراجع هو للخلف يلتف حوله قبل أن يدلف حسن للمطبخ ينظر نحو صديقه ونحو الطبق المكسور 
– كل ده بتشرب يا مسعد.. وانتِ مالك واقفة كده ليه فين الأكل 
رمقها مسعد بنظرة مُحذرة وألتقط زجاجة الماء عائداً لمكان جلوسه يزفر أنفاسه مضطربًا فماذا كان سيحدث إذا رآه حسن 
رفع كفيه ينظر نحوهما فمنذ لحظات كان يلامس بهما خصرها الفاتن النحيل.. حسن صديقه لا يُقدر تلك النعمة التي بين يديه.. إنه يصف له خصالها الحميدة وجمالها ورغم كل ذلك لا يراها إلا لا شيء
غادر حسن المطبخ ومازالت كما هي واقفة في مكانها .. لم يُلاحظ إرتجافها ولا تلك الصدمة المرتسمة فوق عينيها 
أنحنت تلتقط الأجزاء المنثورة من الطبق تُسلط عيناها نحو أرضية المطبخ بشرود وبملامح باهته 
………. 
– مش هطلع يا حسن أحط الأكل حطه أنت 
استوحشت نظراته يرمقها بنظرة تحمل لها الوعيد لعلو صوتها 
– صوتك ميعلاش.. وخدي بالك لاء ديه بقت تتقال كتير
جذبها من مرفقها يُقربها منه يقبض على فكها بقوة 
– شكلك محتاجة علقة حلوة.. ولا أظاهر جسمك نحس من الضرب 
– ايوة جسمي نحس يا حسن.. هتعمل فيا أيه أكتر من كده 
دفعت يده عنها تنظر إليه بشجاعة واهية ولكنها قررت أن تكون شجاعة حتى لو لمرة واحدة  
– شكلك مش عايزه تعدي ليلتك السعادي يافتون 
رأسها أصبح أسفل قدمه يُطالعها من علو فتصرخ من شدة ضغطه 
– حسن أنت أيه اللي بتعمله ده 
– أسكت أنت يا مسعد وأرجع مكانك.. وبلاش تتدخل مراتي وبآدبها
دارت عينين مسعد بينهم أراد تخليصها ولكنه كان يعلم أن صديقه سيزداد في ضربها 
ألقى مسعد نظر أخيرة عليها ولكن عيناه توقفت نحو خصلات شعرها السوداء الطويلة وكتفها الذي عراه بعدما شق لها ثوبها. 
المشهد أصبح فاتنًا بهيئتها المُبعثرة التي ترسخت بعقله.. كاد أن ينسحب ولكن صراخها الذي أزداد جعله يقترب من صديقه 
– كفاية يا حسن.. الجيران هيسمعوا صوتكم 
أزاحه جانبًا  بعيدًا عنها يجذبه بصعوبة خارج المطبخ  ألتقطتها عيناه وهي تتكور علي حالها باكية قبل أن يبتعد عن المطبخ 
– تعالي أقعد هنا يا أخي  وأهدي 
– أبعد عني يا مسعد.. بنت.. بقت تعلي صوتها عليا وتقولي لاء
أراد أن ينهض مجددًا ليريها رجولته ولكن مسعد عاد لدفعه على مقعده 
– يا حسن براحه.. كتر ضربك فيها هيخليها تطفش منك 
– ما تطفش ولا تغور.. جوازه تسد النفس..ديمًا حارقة دمى على المسا 
– لا لا ده أنت محتاج كوباية ليمون تروق دمك..
وحجة أتخذها ذاهبًا للمطبخ.. وجدها كما هي فأقترب منها بعدما ألتف حول نفسه خوفًا من إتباع حسن له .. مدَّ لها يده فرفعت عيناها نحو يده الممدودة فجمدها الذعر.. حاولت أن تصرخ ولكن أسرع في تكميم فمها 
– ولما تصرخي ويجي هتقوليله أيه.. فتون أن مش عايز أذيكي.. أنا عايزك تعتبريني أخوكِ 
وأزدرد لعابه عند تلك الكلمة…فما يشعر به نحوها أبعد عن معناها 
دفعت يده عنها ناهضة من جلستها وقبل ان تصرخ وتفضحه عاد يُكمم فمها 
– حسن عمره ما هيصدقك وهتكوني فضحتي نفسك.. أنتِ عارفه حسن أكتر مني 
أبتلعت صراخها فمن سيعرف حسن أكثر منها… جذبت السكين الذي ألتقطته عيناها تنظر له بوعيد 
– أمشي من هنا.. 
تراجع بخطواته هاربًا وزادت ربكته وهو يسمع صوت حسن من الخارج 
– كل ده بتعمل كوباية ليمون يا مسعد.. مش عايز خلاص وخلينا نروح القهوة 
أنغلق الباب ومع سماع صوت أنغلاقه كانت تهوى على ركبتيها تتحسس مواضع الألم في جسدها تغمض عيناها بقوة 
…………
– فتون ممكن تعمليلي حاجة دافية أشربها
أرتجف جسدها قليلًا فمازالت صدمة أمس ترجف أوصالها.. هدأت ضربات قلبها وألتفت إليه
– هتفطر يا…
شحوبه أفزعها فهيئته لم تكن تحي إلا بشدة مرضه..أقتربت منه تسأله
– أنت لسا تعبان من أمبارح يا بيه
طالعها في صمت مُتكأً على الجدار خلفه
– أروح اجيبلك دكتور.. قولي اعمل ايه طيب 
– فتون اسكتي شويه واعمليلي حاجة دافية أشربها
أبتلع لعابه بصعوبة فحلقه يؤلمه كحال سائر جسده.. عاد لغرفته يسترخي على فراشه بإنهاك 
دقائق وكانت أمامها بالمشروب الساخن تعطيه له 
– ديه وصفة ماما إحسان 
هتفت أسمها بحنين وترقرقت الدموع في عينيها ولكن سرعان ما رفرفت بأهدابها تطردهما فليس وقت البكاء الآن 
طالع المشروب ينظر إليه مُستعجبًا رائحته.. وعلي أية حال  سيشربه مهما كان مذاقه فهو يكره الأدوية والأطباء وكأنه مازال طفل في العاشرة من عمره 
– طعمه وحش كده ليه 
قالها متذمرًا يعطيها الكوب فعلي ما يبدو أن الأدوية أفضل منه 
– طعمه وحش بس مفعوله حلو يا بيه.. متبقاش زي الأطفال يا بيه 
حاجبه أرتفع تلقائيًا… أنتبهت لجملتها فتراجعت للخلف تطرق عيناها أرضًا 
– مكنتش أقصد.. اعملك حاجة تانية 
مدَّت يدها لتلتقط الكوب منه ولكنه عاد يرتشف منه ببطء يُقاوم إستياء طعمه
أعطاها الكوب شاكرًا عائدًا لأستلقاءه على فراشه
– متعمليش منه تاني يافتون 
غادرت الغرفة بعدما أبتسمت رغمًا عنها ف رب عملها يبدو كالأطفال في مرضهم 
عادت إليه بكوب أخر بعد ساعتين ولكن قدماها تيبست في مكانهم تنظر إلى ملامح وجهه المُتعرقة
” مش هكون زيك..مش هكون زيك” 
تحركت بخوف نحوه بخطوات مضطربة فمن هو الذي يُخاطبه رب عملها في أحلامه 
هتفت أسمه بصوت هامس مهزوز 
– سليم بيه.. سليم بيه
ولكنه كان غارق في هذيانه… تعلقت عيناها بقميصه القطني الغارق في عرقه 
– سليم بيه 
هاتفه أخذ يرن فوق الكومود المُجاور لفراشه صوت هذيانه يعلو ويداها ترتجف وهي تحمل له ذلك المشروب الذي يتصاعد أبخرته.. عيناها تدور بينهم فأقتربت من هاتفه تنظر لرقم المتصل ” حازم ” لقد أصبحت تعلم القليل عن هوية ذلك الشخص فهو شريكه في مؤسسة المحاماة 
– سليم بيه تليفونك بيرن 
نادته لعله يُجيب عليها ولكنه مازال في هذيانه… وتلك الصوره التي يرى فيها والده بعد زواجه من زميلاته في الجامعة حتى تلك الفتاة التي أعجب بها في سنوات دراسته نالها وهو مُعجبً بصِباهُ في شِيبتهُ 
” عمري ما هكون زيك مش هكون زيك يا صفوان ” 
– يا بيه تليفونك بيرن.. حازم بيه بيتصل
وضعت الهاتف بالقرب منه لعلا صوته يُقظه ولكنها كانت بصوتها علي أميال بعيدة منه..  في سنوات مضت. 
الهاتف مستمر في الرنين وهي مازالت واقفة تنظر له وللهاتف إلى أن حسمت أمرها 
– انا فتون.. فتون الخدامة يا بيه
خرج حازم برفقة الطبيب يلتقط منه تلك الروشتة الطبية .. عاد إليها بعدما أنصرف الطبيب 
– هو فين حسن.. 
كادت ان تتحدث فحسن زوجها لا يأتي إلا عندما يستدعيه السيد سليم كما أصبحت تفهم عن طبيعة عمله الذي لا يعد عملًا.. أنشغل حازم في محادثته عبر هاتفه ولكن سرعان ما تذكر أمر الدواء 
– هتعرفي تروحي تجيبي العلاج 
– اه يا بيه.. في صيدلية على أول الشارع 
رمقها فاحصًا لها بعينيه مُتعجبًا من صغر سنها فصديقه لم يكن يومًا يفضل الخادمات الصغيرات.. أعطاها المال يُخبرها بنبرة أعتادت عليها 
– روحي هاتي العلاج بسرعة وبلاش لكاعة
سعل سليم بشدة مُحاولًا النهوض من فوق فراشه
– من أمبارح وأنت شكلك تعبان بس لازم تفضل تعند كتير 
اعتدل في رقدته بعدما عدل له حازم موضع وسادته 
– كنت بتصل بيك عشان أوراق القضية الخدامة ردت عليا 
– فتون 
نطق أسمها بهدوء وقد أرخي رأسه للخلف يُطالع صديقه 
– ايوة ياسيدي فتون..
وطالع ساعته حانقاً من تأخيرها 
– مع اني قولتلها هاتي الدوا بسرعه لكن أقول أيه على الخدامين لازم يتلكعوا 
حاول أن يعتدل من فراشه بعدما ألقى صديقه عليه عبارته الأخيرة فهو خير من يعلم أن فتون مازالت تجهل الأماكن هنا ولا تعرف كيف تتصرف وحدها 
– مبعتش حسن ليه 
– هو حسن فاكر نفسه سواق عندك… ده فاكر نفسه باشا حتى المؤسسة مش بيجيها غير لما نطلبه.. انا مش عارف يا سليم أنت ليه متمسك بي لحد دلوقتي 
– عشان أبوه الله يرحمه 
أزداد في سعاله فأقترب منه قلقًا يناوله كأس الماء 
– مش لو كنت متجوز دلوقتي كان زمان واحده قاعده جانبك بتراعيك.. 
وأردف مُستنكرًا ذلك الزواج الذي لا يعترف به ولا يراه زواجً
– بدل ما أنت مقضيها جواز وقتي وكام ليلة حلوه 
– مش كل الستات زي مراتك يا حازم… وخد بعضك وأمشي 
– ما أنا همشي يا أستاذ بس الخدامة بتاعتك تيجي بالدوا… أنا غلطان إني أعتمدت عليها 
رمقه ممتعضًا يغمض عيناه 
– بدل ما أنت واقف كده بتديني نصايح.. كنت روحت أنت جبت العلاج مش ودتها هي 
– وهي شغلتها أيه 
–  أكتر حاجة نفسي تبطلها النفخة الكذابة… اللي ورثتها عن فريال هانم 
– الدوا يا سليم بيه
التقطت أنفاسها بصعوبة تنظر إليهما وقد لمعت عيناها فرحًا وهي تراه مُستيقظًا 
– باقي الفلوس يا حازم بيه 
– خليهم ليكي 
لم تكن نية حازم أن يُشعرها بوضعها ولكنه كان معتاد علي أسلوبه هذا.. تعلقت عيناها بالمال وقبل أن تُخبره أنها ليست بحاجة إليه
– ياريت كوباية ماية ولا هتفضلي واقفة كده كتير 
تعلقت عيناها بكأس الماء الفارغ الذي يعطيه لها.. أسرعت تجلب دورق الماء وكأس أخر مُمتليء 
ناوله علاجه مُلتفًا نحوها 
– روحي أعملي  شربة يشربها.. بدل وقفتك هنا 
لم يكن سليم بحالة تُساعده أن يَردَع صَفاقة حازم التي لا يغفل عنها.. عادت بأدراجها للمطبخ تشعر وكأن شيء يلتف حول عنقها يخنقها
بدأت تطهو له الشربة تخبر حالها أن السيد سليم مريض ولا ذنب له في بؤسها
– أعمليلي فنجان قهوة مظبوط وهتهولي على مكتب سليم 
هتف بها حازم وهو يقف على أعتاب المطبخ.. أرتجف جسدها على أثر صوته ولكنها تمالكت رجفتها تنظر إليه وهي تُحرك رأسها
ألتف بجسده مُنصرفًا ولكنه توقف 
– فلوسك يا بيه
عاد يُطالعها بنظرة فاحصة فمنذ متى والخدم يرفضون المال
– سليم بيه بيديني مرتبي
أعطته المال الذي باتت تكرهه… ضاعت أحلامها من أجل المال فكيف كان  سيتحمل والدها نفقات تعليمها ولديها من الأخوه سابعة غيرها.. تزوجت حسن حتى يخف الحمل قليلًا ففي النهاية الفتاة ليس لها إلا بيت زوجها كما كانت تحفظ ..جعلها حسن خادمة يُبرر لها عملها الذي أجبرت عليه فالحياة صعبها والزوجة لا بد أن تُعاون زوجها.. فماذا صنع المال لها ؟ 
أخذ المال منها بعينين مذهولة.. غادر نحو غرفة المكتب الخاصة بسليم يبحث عن بعض الأوراق وينتظر قهوته
أنصرف أخيرًا بعدما ألقى عليها بعض الأوامر.. أنهت إعداد الشربة التي فاحت رائحتها وأقتربت من غرفته تطرق بابها ولكنه لم يجيب عليها.. خطت للداخل بعدما أمرها بضعف أن تدلف
– الشربة يا بيه زي ما حازم بيه قالي
– شكراً يافتون مش جعان..تقدري تروحي
– أروح وأسيبك كده يا بيه..
– أنا كويس مش محتاج حاجة
ولكن أعتراضه كان واهيًا كحال جسده.. ولم يكن إلا بحاجة لأحد جواره
………..
دار حول نفسه بعدما وصلته رسالة شقيقته عبر أحد الأشخاص.. لعن نفسه وغباءه انه ترك هاتفه في الفندق الذي قضى فيه ليلته الأولى في العاصمة قبل أن ينتشر الفريق الطبي بباقية الدولة.. أراد أن يرح عقله قليلًا الذي أنهكه في الأيام الماضية وينتبه لعمله حيث يتطلب منه كامل تركيزه
كاد أن يخرج من الغرفة الصغيرة المُقيم فيها الفترة الحالية.. فأصطدم جسده بزميلًا له
– كمال انا عايز تذكرة طيارة تكون الليلادي 
– صعب يارسلان
– حاول تتصرف يا كمال
………. 
وقفت أمام مرآتها تنظر لملامح وجهها الباهتة.. عيناها قد ذبلة من شدة البكاء.. ناهد تضع حبها كأم مقابل مُقابلتها لذلك العريس الذي لولا الظروف التي حدثت له لكان قد أتى ولكنه سيأتي حتمًا فلا مفر من الأمر 
زفرت أنفاسها بعمق تستجمع شجاعتها ستخبر والدتها اليوم بحبها لرسلان منذ زمن وحبه لها.. ستنهي وجع قلبها وتضع نهاية لتلك العلاقة المرهقة التي تُحاوطها العاتمة 
خرجت من غرفتها التي أصبحت مُعتكفة بها أغلب وقتها.. شجعت نفسها للمرة الأخيرة قبل أن تقترب من والدتها حيث  كانت جالسة تتابع أحد البرامج 
– ماما ممكن نتكلم شوية
– تعالي ياملك
قالتها بأبتسامة زادتها شجاعة.. فجلست جوارها تفرك يداها 
– فرحيني وقوليلي أنك مقتنعة بالعريس…عايزه أفرح بيكي عشان أفوق لأختك وموضوعها مع رسلان 
– بس رسلان عمره ما حب مها 
تجمدت عينين ناهد من تلك الحقيقة التي ليست مُقتنعة بها 
– مين قال كده..أنتِ شكلك يا ملك مش عايزه لأختك السعادة
تعمدت في رمي عباراتها.. هي تحبها وقد أعطتها المزيد من حبها ولولا حبها ما كانت أصبحت ما عليه الآن.. لكانت صارت طيلة عمرها تُكافح في الحياة ومهما فعلت لظلت فتاة بلا نسب… فمن حقها أن تبحث لأبنتها عن السعادة والعيشة الرغدة ولن يُحققها إلا رسلان 
– لكن رسلان.. 
قاومت تراجعها… ولكن ناهد كانت لا تريد إلا سماع ما ترغب 
– ملك لازم تعرفي أن سعادتي في جواز رسلان من مها ولازم تساعدي أختك.. ولا أنتِ مبتحبهاش.. ردي عليا 
الغصة استحكمت حلقها..قاومت دموعها تُحرك رأسها يمينًا ويساراً فكيف لا تحب مها إنها شقيقتها الصغرى 
– يبقي مدام بتحبي أختك تسعي معايا أننا نجوزها لرسلان سمعاني 
قوة الألم كانت مُهلكة تشعر وكأن حبلًا يلتف حول عنقها..تتسأل داخلها ماذا فعلت في تلك الحياة حتى يكون نصيبها من الألم هذا 
………….. 
أتسعت عيناها إنبهاراً تنظر نحو تلك السيدة الأنيقة التي تقف أمامها… لم تمهلها تلك الضيفة الحسناء لحظة تسألها عن هويتها بل سارت للداخل 
– فين سليم 
– نقوله مين ياهانم 
ألتفت إليها تلك الجميلة تتأملها متفحصة هيئتها 
– هي ألفت فين… أنتِ خدامة هنا
– مدام ألفت مشيت وأنا هنا مكانها.. نقول للبيه مين يا.. 
لم تنتظر سماع المزيد وأندفعت نحو غرفته تهتف بأسمه 
– سليم.. أيه ده مالك ياحبيبي 
تعلقت عيناها بالأدوية التي تُجاور فراشه وتلك المنشفة المبتلة على جبهته 
– جيتي أمتي من السفر 
أحتضنته قلقًا 
– أنت كويس.. أطلبلك دكتور 
– يا بيه.. الهانم هي 
– روحي أنتي المطبخ يافتون.. أنا بقيت كويس خلاص 
تعلقت عيناها بهم.. لقد أصرفها دون أن يُطالعها أو يسمعها  فيبدو كما ترى أن الضيفة الحسناء غالية بشدة علي قلبه 
أنسحبت من الغرفة بعدما أطالت النظر إليهم.. وعادت للمطبخ فهذا هو مكانها حقيقة أضحت تحفظها 
…………. 
نظر لهاتفه بضيق… بعدما أجمع حاجته من الفندق.. الرسالة التي بات يكرهها بل وكره الهواتف بسببها 
– برضوه يا ملك تليفونك مقفول 
ألتقط حقيبته مُغادراً … يتوعد لشقيقته ويتوعد لتلك التي كانت سببً في غضبه عليها 
…………. 
تجمدت عيناها نحو المشهد وقد اهتزت يداها بطبق الحساء الساخن
المرأة الحسناء التي شبهتها بذلك الوصف منذ أن وقعت عيناها عليها تميل نحوه تعدل له وسادته وقد تحررت من معطفها وتلك الرابطة التي كانت تلفها حول عنقها … جسدها الفاتن أصبح واضح أمام نظرات عينيها المذهولة فبدت إليها كعارضات الأزياء ونجمات السينما 
اتسعت حدقتاها والتمعت عيناها صَدْمَة.. إنها تقبله على جبينه  الذي كانت منذ ساعات تضع عليه الكمادات الباردة بيدين مُرتعشة بعد أن نصح الطبيب بهذا
– الحرارة نزلت.. أنت متأكد أنك كويس يا حبيبي 
” حبيبي” الكلمة اخترقت أذناها فأخذت تُرددها على لسانها لمرات ” حبيبها ”  الفاتنة حبيبة السيد سليم 
أنتبه أخيراً لها بعدما تمكن من رؤيتها ووقفتها العجيبة يُصوب عيناه نحو يديها المرتجفة وعيناها الزائغة 
– فتون مالك واقفة كده عندك 
يتبع..
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى