Uncategorized

رواية إشارة الحلقة السابعة 7 بقلم دعاء الأنصاري

 رواية إشارة الحلقة السابعة 7 بقلم دعاء الأنصاري 

رواية إشارة الحلقة السابعة 7 بقلم دعاء الأنصاري 

رواية إشارة الحلقة السابعة 7 بقلم دعاء الأنصاري 

“عُمر”

جميلة هى زي البدر لما بيطلع ف السما ويمحى كل الظلام ويخلى عندنا أمل، أنه مهما الدُنيا بقت سودة هيجي البدر وينورها????

 دُنيتي كانت ضلمة وماشية على وتيرة واحدة، حياتى كلها روتين، وحتى الناس اللى حواليا تعاملاتى معاهم بقت مجرد. روتين، بس هى كانت مُختلفه من اول يوم شوفتها فيه،  كانت قاعدة وساندة دماغها على المخده، عيونها كانوا حلوين وهى مغمضة ونايمه، ووشها كان بريئ، 

للحظة كنت واقف مذهول ببرائتها ووشها المُريح، وللحظه انتبه لأفكاره “ايه اللى انا بفكر فيه ده؟”

بعدها أبتسم واتكلم بصوت مسموع 

 مش هتهرب من الحقيقة النهاردة  يا عُمر…

 دينا خطفتك❤كفايه انك بقيت تروح كل يوم نفس الجنينه اللى هى بتروحها.

هى خرجتك من الضلمة اللى كنت عايش فيها بعنادها وحتى بعصبيتها وصوتها العالى، هى صحت عُمر القديم، عُمر اللى كان عايش بعفويه،

 فكرتنى بنفسي زمان فكرتني بعنادى وعفويتى وعصبيتي وبكل حاجة،

_عُمر! 

_أهلاً يا خالد،  أيه المُفاجأة الحلوة دي

_روحت الشركة  أسأل عنك قالولى أنك ف أجازة  من أسبوع وبتشتغل من البيت

ف جيت أطمن عليك

_متقلقش أنا كويس،  حبيت بس أغير الروتين شوية ف قررت أشتغل من البيت

_تغير الروتين!  انت! 

_آه، فيه حاجة؟ 

_لأ، بس الواحد بقه يشوف العجب الأيام دى… عُمر أنت زي ما أنت بتروح الشغل كل يوم وبتعمل نفس الحاجات كل يوم من سنين، يا ترى أيه التغيير ده؟

_حسيت بملل وغيرت… عادى يعني متكبرش الموضوع

_طب الشغل وحسيت بملل وحبيت تغير،  ممكن تقولى أيه سبب الأبتسامة اللى وشك دى؟

_أنت مش ناوى تسبني ف حالى النهاردة صح؟ 

_بالظبط يا صديقي،  ف قر وأعترف بسرعه ووفر عليا وعليك التعب

صوت ضحكتهم علىّ 

_الأول قولى تشرب أيه

_قهوة 

مشيوا مع بعض ناحية المطبخ وعُمر وقف يعمل القهوة وهو بيتكلم

_كانت جميلة بالفستان الأزرق، وبسمتها البريئة اللى على وشها، عصبيه وعنيدة وطيبة والأهم من ده كله إنها إنسانه♥

_ايه ده كله يا عُمر،،  يا بني أنت عيان!  

_أنت اللى عاوز تعرف وأديني بقولك

_أنا مش مستوعب بس،  طب قولى مين هى؟ 

_…. 

_عُمر!  تكونش رجعت لسارة؟

_شوفت!..علشان بس تعرف أنك صاحب مبيوفيش بوعده

_خلاص انا آسف…نسيت اننا متفقين منجبش سيرتها، بس بصراحة هى جت ف بالى لأنكم كنتوا مخطوبين لفترة كبيرة وعارفين بعض وكمان كان فيه حُب كبير

_سارة موضوع و أتقفل من زمان 

_طب مين سندريلا اللى خطفت قلب عُمر بيه

بعيون بتلمح من الفرحة وقلب نبضاته بتدق كان بيحكي لخالد عن كل اللى حصل بينهم 

_عاوز رأيى؟ 

_سامعك

_رأيى انها فرصة ومش لازم تضيعها يا عُمر

نادين دايماً  بتتكلم عن دينا بكل خير، هى بنت طيبة وعاقلة وبجد. فيها كل الصفات اللى بيتمناها كل واحد فينا ف البنت اللى عاوز يرتبط بيها 

_بس ده شيئ من طرف واحد،  يعني زي ما حكيتلك، هى مبتطقنيش، ودايماً بتتخانق معايا 

_معتقدش يا عُمر

_وأيه اللى مخليك واثق كدة؟ 

_من فترة كدة، كنت بزور نادين وبعدين كنا بنشوف حاجة مع بعض ع الانستا ف خدت بالى انها عاملة سيرش على أسمك، استغربت ف الأول بس بعدين فهمت لما نادين اتوترت لما عرفت انك جاى كتب كتابنا وبعفويه قالت “لازم دينا متعرفش”  ف فهمت انه فيه حاجة واكيد هما عملوا سيرش ع الاكونت بتاعك من عند نادين

_دلوقتى عرفت فايدة الصحاب،  ماشاء الله قلبت مخابرات يبني????

_بتعلم من نادين???? دى اقولك ايه.. عندها كل الاخبار وبتعرف تراقب كويس????????

_لأ ربنا يعينك ع اللى انت داخل علي، انا مفهمتش برضو،هى نادين مش عاوزاها تعرف انى كنت رايح كتب كتابكو ليه؟

_معرفش بس يمكن هى بتتوتر لما تشوفك ونادين مش عاوزة تقولها لانها  عاوزة توفق راسين ف الحلال???? هتعمل ايه انت؟ 

_مش عارف،  بس احنا منعرفش بعض

_سهلة،  اخطبها وتتعرفوا على بعض

_أخطبها؟ 

_آه طبعاً،  مهو أكيد هى مش هتكلمك وأنتوا مفيش بينكم حاجة رسمي ومن اللى فهمته منك أنها كانت متدايقه من كلامكم مع بعض

_أنت عارف أنها خطوة كبيرة بالنسبالى، بس هفكر

_فاهمك، ربنا يوفقك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“دينا” 

كنت بسأل نفسي يا ترى أحنا اللى بنصنع أقدارنا بإختيارنا ولا إحنا بنختار لأنه ده قدرنا اننا نختار؟ 

 يا ترى سندريلا لو مكنتش راحت الحفلة كانت هتتجوز الأمير برضو؟  

يا ترى لو مكنش دكتور أحمد خالد توفيق كاتب، كان فيه حد تانى هيكتب سلسلة ما وراء الطبيعة؟ ورفعت إسماعيل هيكون موجود وكلنا كدة هنحبه؟ 

 والسؤال الأهم، يا ترى لو مكنتش روحت وأشتغلت ف المطعم كنت هعرف عُمر؟  أو حتي كان هيتقدملى إسلام؟

جهزت نفسي علشان أروح  بيت أخويا لأنه كان مُصر أقعد مع العريس، وافقت رغم أن كل حاجة جوايا بتقولى بلاش

بس كنت عارفة انه مفيش حاجة هتم إلا بموافقتى  وأنا مشوشه ومش عارفه اخد قرار، بس لما بكون تايهة كدة ببقه عارفه مين هيديني القوة واللى دايماً  مصدر أمان ف حياتى 

قدام قبر ماما كنت واقفة،، كنت دايماً  باجي هنا اول ما  ماما ماتت  وده لانه اتعرضت لصدمة ف الدكتورة نصحت بابا ومحمد  انهم يجبونى عندها علشان اتقبل الواقع واصدق انها ماتت لانه كان دايماً  ف دماغى انها مسافرة وهترجع????

_كبرت يا ماما،  المرة دى بجد كبرت مش بقولها كدة زى زمان لما كنا بنتخانق انا وانتِ وكنتِ تقوليلى انتِ لسه صغيرة وغير ناضجه وكنت أرد واقولك أنا معدتش صغيرة أنا كبرت 

دلوقتى بنتك كبرت بجد وبقت تتحمل مسئوليات كتير وكمان بقت قادرة تسيب الحاجات اللى بتحبها بكل سهولة ومبقاش يضحك عليها زي زمان، بقت مُسالمه جداً  ف العلاقات، اللى يحبها ويقعد معاها ويتمسك بيها بتتمسك بيه واللى يأذيها ويعمل أى حاجة  تجرحها بقت تسيبه وتمشى مهما كانت بتحبه! 

تايهه من غيرك أوى،  ضعيفه ويتيمة يا أُمي، وحشنى حضنك وضحكتك والقعدة معاكى،، عارفة يا ماما انا بقيت خايفه من اى علاقة،، محمد عاوز يتطمن عليا وفاكر ان رفضى للعرسان  دلع،، بس انا برفض علشان خايفه،  خايفه انى اتطمن لحد واديله قلبي ويسيبني!  خايفه نبقي اسرة حلوة ومبسوطين ويجي يوم ونفقد حد مننا

بقيت خايفه يا ماما من الفقد، علشان كدة حاسه انى مش عاوزة ادخل ف اى علاقة وعندى رهبة من انى أكون  أسرة

انا عارفه ان ده يمكن مرض او دى افكار غير سوية بس انتِ عارفة بنتك يا اُمي لما بتحب بتحب بغباوة ????

أنتِ  بس اللى كنتِ تستاهلى كل حبي وقلبي كله، حاسه انى مكتفيه بالناس اللى حواليا…. محمد ونور وعيالهم ونادين وفيه كام حد دخلوا حياتى ف الفترة الأخيرة واتطمنتلهم 

متقلقيش عليا انا كويسه، وهفضل قوية زي ما أنتِ  عاوزة وهخليكي دايماً  مبسوطة بيا.. انا بحبك يا ماما❤

وصلت بيت محمد وكانوا كلهم مبسوطين وحاسين ان الجوازة المرة دى هتم،، حسيت محمد بيفرض عليا العريس المرة دى، مش زى كل مرة بيقولى براحتك وانتِ اللى هتتجوزى، لأ المرة دي كان بيقول انا متأكد هيعجبك  واحياناً كان بيتكلم عن التجهيزات اللى بتحصل للفرح… لكن انا  فضلت ساكته ومُحتفظه برأيى لنفسي وقولت هقعد معاه علشان اراضيهم بس، لكن طبعاً مش هوافق

وبالفعل جى إسلام هو وأهله وكانوا ناس طيبين جداً  ومن نفس مستوانا، لبست فستان بسيط وشيك وخرجت سلمت عليهم  وبعدها بشويه قاموا كلهم وسابونا لوحدنا 

كنت متعمدة أخليه يتكلم عن نفسه وسألته عن حياته وفضلت مُحتفظة بحياتى وكل حاجة تخصنى لنفسي 

بعد ما مشيوا جى محمد وقعد جنبي

_ها؟  نقول مبروك؟ 

_هنقولها يوماً ما

_يعني ايه؟ 

_يعني ربنا يعوضه بالأحسن منى

_لأ انتِ مجنونه رسمى،  طب عريس زى ده ترفضيه ليه؟  لو ع الادب والاحترام والدين ف  هو موجود ولو ع الشكل ف عاوزة ايه احسن من كدة؟ 

_اهدى يا محمد بس

_اهدى ايه يا نور، مش شايفه هى بتعمل ف نفسها ايه

بصلى وقرب من وشى وبعصبيه اتكلم

_يا بنتي هو انتِ فاكرة نفسك صغيرة ع الدلع ده.. انتِ  دلوقتى  عندك 25 سنه  ولو كملتى على وضعك ده وتُرفضى كل اللى يتقدملك، صدقيني محدش هيجي ناحيتك

_ان شاء الله  عنه ما جى يا محمد،  هو غصب… الجواز قبول!   يعني عاوزنى اعمل ايه.. اوافق وبعدين اجيلك متطلقة وبعيل؟  لو سمحت متعليش صوتك عليا تانى، دى حياتى وانا اللى اقرر عاوزة اعيشها مع مين، انت اخويا وعلى راسي بس مش علشان ماما وبابا ماتوا ده يديلك الحق تتحكم فيا بالطريقة دى

حسيت بألم ف قلبي ومقدرتش امسك دموعى وجريت على اوضتى وقفلت الباب.. فضلت ابكى زي العيلة الصغيرة اللى اخوها ضربها وابوها وامها مش موجودين ف البيت،  قد ايه كنت محتاجة بابا وماما، قد ايه حسيت انى ضعيفه????

قضيت الليل كله بعيط وبشكى لربي 

وقررت ان الصبح بدرى همشي قبل ما حد يصحى وفعلاً صحيت الصبح وخدت حاجتى ومشيت بس كنت ناوية اكلم نور واطمنها عليا لانها كانت طول الليل كل شوية تيجي وتخبط وتقولى انتِ  كويسه… بس انا محبيتش افتح واكلمها لانى عارفه ان محمد هيجي وراها ويكلمنى… قبل ما امشى افتكرت الجنينه اللى كنا بنروح فيها مع بعض… قررت اروح اقعد فيها شويه يمكن نسمات الهوا الجميلة اللى فيها تهون على القلب كل الوجع اللى فيه 

كنت بستغرب واقول سبحان اللى خلى قلبي يتطمن بالهوا والاشجار والطبيعة 

كنت بحس الاشجار والورد والسما بيطبطبوا على قلبي دايماً 

فتحت شنطتي وطلعت الدفتر وفضلت اقلب فيه وابتسم وذكرياتى الجميلة خففت عنى كتير… جت ف ايدي رسالته طلعتها من الدفتر ورفعتها قدام عنيا وقرأتها مرة. تانيه

” جميلة الذكريات،  بتخلى قلوبنا طايرة ف السماء،

بتفرحنا،  بس للأسف فرحتنا بالذكريات بتكون لدقائق معدودة وبعدها بنحس بمرارة الإشتياق 

وبنبقي عاوزين كل حاجة ترجع زي ما كانت وبنحس بالغربة،  بس عارفة ايه اللى بيهون كل ده؟  انك تفتكرى انها دُنيا ولازم كل إنسان هيدوق مراراة الفقد وحاجات كتير هيتمناها ومش هتحصل،  الذكى بس هو اللى لما الألم يجي ف قلبه ويحس انه مشتاق يروح ويحكي لربه وتانى يوم اول حاجة يعملها هو انه يتصدق ويساعد انسان او انه يزور مريض ف مستشفى او يتصل بصديق يتطمن عليه او يصل رحمه، صدقيني كلها حاجات بتحسسك بإنسانيتك ولما بتشوفى الفرحة ف عيون غيرك وانك كنتى سبب فيها  هتحسى انك بخير 

هتحسي انك عايشة علشان بتفرحى غيرك “❤

يا ترى انت كمان عندك ذكريات!؟  يا ترى كنت بتتكلم عن نفسك ف الرسالة دى ولا عنى؟

_وهو فيه إنسان معندوش ذكريات؟ 

بصيت ورايا وكان قلبي بيدعي يارب ميكونش عُمر ولكنه كان عُمر! 

فضلت ساكته ومرديتش وافتكرت وعدى لنفسي انى مش هتكلم معاه، بس هو كمل 

_ازيك؟ 

_بخير… أنا كنت ماشية،   اتمنى انك تستمتع هنا 

_معلش ممكن بس دقيقة من وقتك

_لأ  انا آسفه  مش هينفع

_بتهربي؟ 

_نعم؟  اهرب!   وأهرب ليه؟ 

_كنت فاكر ف الأول  انك مقرأتيش الورقة اللى سيبتهالك بس لما كنت بروح المطعم ولقيت الملاحظات الملونه والكلام الجميل اللى مكتوب فيها، عرفت انك قرأتيه

_كتبت كدة ليه؟  صعبت عليك؟

كتبت،  لأنه كنت حاسس نفس اللى انتِ حساه،  تقريباً  احنا زي بعض ف اننا كنا متعلقين بأمهاتنا…. انا زيك بعد وفاة امي وقعت ف فراغ كبير وحياتى كلها بقت ضلمة

_ربنا يرحمها

_يرحمهم جميعاً،  انا مش هضغط عليكي 

عارف انك مبتحبيش تشوفيني او تتكلمى معايا ف اتفضلى لو عاوزة  تمشي.. براحتك اكيد

_حرام

_نعم؟ 

_مبتكلمش علشان حرام

مشيت وسبته واقف وحسيته فرح بجملتى، انا مبكرهوش!  ولا حابه احسس حد انه تقيل عليا، قولت كدة علشان يعرف انا مبكرهوش  بس كمان مش هينفع نتكلم

مشيت ودماغى بتفكر، ايه اللى. جابه ف الجنينه دى؟ واللى قريبة من بيت محمد اخويا القديم… كنت انا دايما بحب اقعد ف الجنينه دى 

والأهم من كدة.. ليه طريقة كلامه معايا اتغيرت؟  ليه شايفه ف عيونه نظرة مُختلفة؟  تقريباً  نفس النظرة اللى بشوفها ف عيون خالد لما بيبص لنادين

معقولة!  هو كمان بيفكر فيا؟  

والله ووقعت يا عُمر بيه!  قولتها والبسمة كانت مرسومة على وشى وحاسه بحماس ف قلبي 

طبعاً  مش هيوصلى بسهولة!  عُمر دلوقتى عامل زي واحد واف ع الأرض وباصص للسما ف شاف عصفورة جميلة بترفرف ف السما وأُعجب بيها، 

 ف من الغباء أن العصفورة تسيب السما وتنزل بسهولة كدة على الأرض… لازم  هو اللى يدور على طيارة ويحاول يمشى ورا العصفورة  

ووقتها لو ربنا أرد انهم يلتقوا ف اكيد  ده هيحصل❤

يتبع..

لقراءة الحلقة الثامنة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية انتقام ثم عشق للكاتبة فاطمة محمد.

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!