Uncategorized

رواية البوص الفصل الخامس عشر 15 بقلم يمنى عبد المنعم

 رواية البوص الفصل الخامس عشر 15 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل الخامس عشر 15 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل الخامس عشر 15 بقلم يمنى عبد المنعم

المواجهة
حينما تداهمنا الحياة باختبارات صعبة غير متوقعة ولا تكون في الحسبان، عندها نقف كثيراً حائرين، أمام أمرين هما السير وراء التيار والاستسلام، أم رفض هذا الأختبار وقتها لابد لنا من أن نتحمل لوحدنا عواقب الأمور. 
 وقفت فريدة داخل حجرتها حائرة فيما استمعت إليه من ملك اليوم، وتساءلت كثيراً، هل تخبر شقيقها بحقيقة الأمر أم تقوم بتنفيذ رغبتها، لكن ماذا عن تهديدها بحياة عاصي.
هل حياته لا تساوي شيء عندها، بل لا إنه كل حياتها ولا تستطيع العيش بدونه…. لكن ابنة عمها ماذا سيكون مصيرها مع هذا المجرم الذي اختطفها عنوةً.
تنهدت بيأس قائلة لنفسها بتردد: طب فرضنا وأبيه عاصي عرف إنها بتكلمني ومبلغتوش، ساعتها مش هيسكت، وكمان هيه متعرفش هيه في أنهي مكان بالظبط… هقوله إيه بس.. ياربي أعمل إيه واتصرف إزاي.
أتى اتصال مهم لعاصي من مدير مكتبه قائلاً: للأسف معرفتش أوصله أبداً، وتليفونه مقفول على طول.
ضم قبضته على هاتفه بقوة كبيرة حتى كاد أن يكسره قائلاً بضيق: بردو خليك تسأل عنه لغاية ما تلاقيه.
تنهد الرجل قائلاً: حاضر يا بشمهندس أول ما أعرف طريقه هبلغك على طول…. زفر عاصي بحدة ناقماً بداخله عن ما فعلته به شقيقته الصغري ، الذي اعتنى بها منذ نعومة أظافرها، وما فعلته الآن هو رد الجميل لعنايته الدائمة بها.
وضع كفه الأيسر على جبهته بحيرة غاضبة، قائلاً لنفسه بحزن أليم: بقى كده يا ملك، تعملي في أخوكِ الكبير كل ده، وتعيشيني كابوس أنا في غنى عنه.
هبطت فريدة من غرفتها تبحث عن مربيتها فوجدتها في المطبخ، ابتسمت زينب قائلة: حبيبة قلبي عايزه حاجه ولا إيه.
بادلتها بابتسامة مضطربة قائلة بتردد: عايزة… عايزه… آخد رأيك فــــ…. قطعت كلمتها عندما شعرت بأن عاصي يقف خلفها عند باب المطبخ.
قائلاً بحدة: عايزة تاخدي رأيها في إيه خير…. امتقع وجهها بشدة تود لو انشقت الأرض وابتلعتها، قائلة بخفوت متوتر: مـــ… مـــ…مفيش يا أبيه.
عقد حاجبيه بغضب عارم قائلاً بحنق: لأ فيه وشكلك باين عليه الكدب كمان.
نظرت إلى زينب كي تدخل بالأمر فقالت: اهدى يابني مفيش حاجه حصلت لكل ده، زفر بحرارة قائلاً بغيظ: لأ فيه يا دادة ولو ما قلتش هيبقى يومها مش معدي معايا.
خشيت فريدة من تهديده ففرت هاربة من المطبخ، راكضة نحو الدرج، لحق بها عاصي على الفور.
جاذباً إياها بقوة قائلاً بغلظة: في إيه يا فريدة ها بتجري ولا بتهربي من حاجه أنا معرفهاش ها.
هزت رأسها سريعاً نافية عنها ما يقوله لها قائلة بخوف: يا أبيه مفيش أي حاجه وأنت عارف كويس أوي ان عُمري ما خبيت حاجه عليك.
تنهد بسخط هامساً بحدة: لا بتخبي وكذا مرة كمان ومش مرة واحدة وانطقي بدل ما هتتعاقبي على عمايلك دي وقولي قبل ما أفقد أعصابي.
فكرت فريدة سريعاً، بأي شيء تخبره فقالت بتوتر: أبداً يا أبيه أنا بس كنت هاخدرأي دادة زينب واقولها أروح الكلية بكرة ولا اقعد في البيت أذاكر أحسن مادام الامتحان على الأبواب.
ضم شفتيه مغتاظاً من كلماتها قائلاً بسخرية غاضبة: وعايزاني بقى أصدقك مش كده، اشاحت ببصرها بعيداً، قائلة باضطراب: وانا هكدب عليك ليه يا أبيه.
دفعها بعيداً عنه قائلاً بغلظة: طب امشي من قدامي دلوقتي قبل ما اتصرف تصرف مش هيعجبك.
شعرت فريدة بأن هناك أمراً ما حدث معه جعله عصبي هكذا هذه الليلة… انشغل بالها من أجله كثيراً وكادت أن تسأله لكنه استبقها قائلاً: واقفة كده ليه ما تتحركي.
أسرعت بالفعل بالصعود إلى غرفتها بالأعلى قائلة لنفسها بقلق: يا ترى في إيه بالظبط…. مغيره بالشكل ده.
اتسعت عيونها بصدمةٍ قوية جعلتها على الإقتراب من الإغماء عليها هذه المرة…. قائلة بهلع: مش معقول ورقتين جواز عرفي….!!!
رفعت بصرها إليه غير مصدقه ما تراه عيناها…. ثم هزت رأسها باعتراض شديد رافضه ما يقدمه إليها من عرض لن ترضاه لنفسها أو لغيرها.
مردفة بقوة: إنتَ فاكرني مين بالظبط علشان أسمع كلامك في حاجه زي دي… أنا إستحاله أوافق على كده أبداً، أنا بقولك نتجوز مش تجبلي ورقتين عرفي.
لوى فمه بغضب بالغ… وأمسكها من فكها بعنف حتى صرخت بألم ضاغطاً بفوهة سلاحه على وجنتها قائلاً بعصبية: إنتِ ليه مش عايزه تفهمي إني مش بتاع  جواز، ومش انتِ اللي اسمك يرتبط بواحد زيي فاهمة.
حاولت التخلص من قبضته دون فائدة، وهي تحدق بالسلاح بهلع شديد، قائلة بوجع: مهما تعمل مش هتخليني أوافق على المهزلة دي.
قطب حاجبيه بشدة، مقترباً من محياها يتأمله، حتى أنها أحست أنها في دوامة ولا تستطيع الخروج منها.
هامساً بنبرة مخيفة: شوفي يا حلوه أنا من الآخر كده أقدر أعمل حاجات أخليكِ تندمي عليها وكنت عادي تقومي من النوم تلاقي نفسك ملكي من غير أي ورقة جواز خالص… بس لولا اني بلسم وحنين أوي ولسه عندي ضمير، كنت عملتها من أول يوم شفتك فيه.
ارتعد جسدها جراء كلماته الحقيرة المهددة معاً، شعرت أنها بكابوس عظيم ولابد من أحد ما يوقظها…. منه، لمعت عيونها الواسعة بدموع الندم على فرارها من أخيها الوحيد كأنه عقاب الله على ما ارتكبته من إثم.
ابتسم ساخراً من عبراتها التي بدأت في الأنهمار مستكملاً حديثه بجرأه: يالا يا ملوكة قلبي متتعبيش نفسك معايا هتوافقي يعني هتوافقي…. امسكي القلم بإيديكِ الرقيقة دي وامضي.
نظرت إليه برجاء أن يتركها لحال سبيلها قائلة بألم: أرجوك سيبني أمشي من هنا أرجع لأهلي وهنسى إني شفتك في يوم من الأيام، وعُمري ما هجيب سيرتك لأي حد وده وعد مني.
ضحك سليم باستماع هذه المرة، قائلاً بخبث: وبقى معقول بردو واحد زيي يتنسي بين يوم وليله يا ملوكه….
هزت رأسها سريعاً بالأيجاب قائلة: أكيد هنسى طالما هتسيبني أمشي من هنا وممكن كمان أكتبلك ورقة بكلامي ده.
زفر البوص بنفاذ صبر، رافعاً زناد سلاحه، فخفق قلبها بقوة مع هذه الضغطه التي جعل الرعب يتسرب إليها، قائلاً بتهديد: أنا كده صبري نفد عليكِ ضغطه واحده بس وتكوني في عداد الأموات…. ثم أشار لها بعيونه كي توقع بالأمضاء.
متابعاً بحدة: امضي واخلصي بدل ما هخلص عليكِ، أمسكت القلم بيدٍ مرتعشة تتحاشى النظر إلى قساوة تأمله لها الآن.. 
وباليد الأخرى أمسكت بالورقة، مجبرة على ذلك تحت تهديده لها، وكادت أن تمضي لولا انطلاق هاتفه في هذه اللحظة.
أمسكه سريعاً بجمود قائلاً بضيق: أيوه يا ابراهيم عملت إللي قولتلك عليه، فقال له بسرعة: آه يا بوص…. وعرفت كمان حاجه جديدة دلوقتي.
عقد حاجبيه بحدة مولياً ظهره لها… قائلاً باهتمام: عرفت إيه اتكلم، تنهد ابراهيم قائلاً بهدوء مفتعل: طلع إن أخوها فعلاً بلغ الشرطة عن اختفاءها وبيدور عليها من ساعة ما سابت البيت.
اتسعت حدقتيه بشدة قائلاً بغضب: كل ده مش لازم أي حد يعرف بيه، وعدي عليا كمان ساعتين ضروري النهاردة فاهم.
إلتفت سليم وراءه ليرى امضتها فإذا بها، تقف ملك أمامه ممسكةٍ بقبضتيها بسلاح آخر كان معلقاً على الحائط…. توجهه إليه ونظرات الكره بعيونها، تنطق بالكثير.
وقف فتحي بالقرب من فراش زوجته سهر…. يراقبها أثناء نومها، فقد شعر بالندم لتسرعه في إظهار مشاعره، لكن قلبه رفض هذا الندم الذي انتابه…
كأنه يحذره مما هو مقدم عليه، مسح على وجهه بإجهاد كبير من أثر ما مر به معها من انفعالات مختلفة…. أغمض عيونه بضيق 
قائلاً لنفسه بلوم: الله يسامحك يا سهر، كنت بحاول أسجن مشاعري على أد مقدر… لكن برجوعك لحياتي من تاني… كل حاجه جوايا بقت بالعكس.
جلس على حافة الفراش بجوارها، متردداً في إمساك يدها التي توجد على مقربةً منه… وضع قبضته على كفها للحظاتٍ قليلة لكن سرعان ما رفعها من جديد.
متأملاً لملامح وجهها المجهدة من كثرة ما تعانيه من صراع حتى في أثناء نومها هذا… زفر بقوة عائداً بذاكرته إلى الوراء، يوم أن بدأت تقابله بالعمد أكثر من مرة في مقر عمل سليم الأنصاري وتتظاهر على أن ما يجمعها به هو الصدفة البحتة.
في ذلك الوقت بدأت في التقرب منه حتى أنه انجذب لها… لصوتها الرنان داخل أذنيه، لصوت ضحكاتها التي كانت شفتيها تؤثره بها، لهمسات عيونها الشقية التي كانت تتأمله بشقاوه لم يعدها في أي شخص قريب منه من قبل.
خفق قلبه عندما لامست أنامله ذات يوم وجنتها عندما روت له حكايتها، مسح عنها عبراتها التي تدفقت مع صوتها الباكي.
رق قلبه لها عندئذٍ، وواساها قائلاً: متخافيش طول ما أنا جنبك، ابتسمت برقة وقد اطمئنت لمبتغاها قائلة بخفوت: يعني اطمن يا فتحي طول ما انت معايا.
هز رأسه بالموافقة قائلاً بحب: طبعاً أنا هفضل جنبك ومش هسيبك أبداً مهما مرينا من ظروف…. ثم صمت برهةً مردفاً بعدها ببطء: تتجوزيني يا سهر…
أفاق من شروده على صوتها تئن من الوجع بداخلها، اعتدل بجوارها أكثر، يحس بأنها تعيش كابوساً بأحلامها فجبهتها التيى بدأت تتصبب بالعرق تدل على ذلك.
أخذ يهزها من كتفيها برفق قائلاً بقلق: سهر فوقي وكلميني زي ما بكلمك، بدأ جسدها بالانتفاض مع فتح عيونها المتسعة قائلة بتوتر: أنا فين وإيه اللي جبني هنا.
أغمض عينيه بشدة قائلاً لنفسه: شكلها مش فاكرة اللي حصلها من ساعتين ولا إيه.
انتبه لها مرةً ثانية على نظراتها المتسائلة قائلاً بود: أنا اللي جبتك في بيتنا الجديد متقلقيش.
جلست في الفراش يزداد ارتعاش جسدها تحاول تذكر ما مر بها اليوم من أحداث قائلة بعدم تصديق: انت اتجوزتني من اسبوعين صح ومن غير ما أعرف مش كده.
انتابت ملامحه الكثير من الاضطراب قائلاً بخفوت: أيوه بس اهدي ا؟لأول وأنا هقولك على كل حاجه.
هزت رأسها بعنف قائلة بحدة: لا مش ههدى غير لما تقولي الحقيقة كلها… نهض من جوارها وأتى لها بكوباً مليئاً بالماء قائلاً بجمود: طب اشربي مايه الأول، وانا هقولك كل اللي انتِ عايزاه.
رفضت بشدة أن تتناول الكوب قائلة بعصبية: مش عايزه مايه ابعدها عني، أمسكها من كفها بخشونة قائلاً بغلظة: إسمعي كلامي بدل ما انتِ عارفاني ساعة ما بنسى مين اللي قدامي.
أغمضت جفونها بخوف، من تهديده الواضح واضطرت إلى أخذ الكوب رغماً عنها… ابتسم بتشفي وقتما عاد تأثيره عليها من جديد.
قائلاً بسخرية: بتبقي حلوه وانتِ مطيعة يا سهر، حدجته بضيق ممزوج بالهلع… ارتشفت القليل من المياه ثم ناولته الكوب من جديد.
زفر بعمق قائلاً باختصار صارم: تمام يالا كُلي بقى بالمرة علشان تاخدي العلاج.
رمقته بحدة، لكن سرعان ما غابت الحدة عن عيونها عندما ههددها قائلاً بغب: اتعدلي واسمعي الكلام بدل ما تشوفي الوش التاني.
اومات برأسها على الفور قائلة نبرة خفيضة: حاضر هاكل، ممكن تجبلي الأكل، ابتسم لنفسه بمكر قائلاً لنفسه: ملكيش غير كده يا سهوره.
بعد انتهاءها من الطعام أخذت جميع الدواء الذي وصفه لها الطبيب المعالج لحالتها… قائلة بضيق: أديني أهوه كلت ممكن تقولي الحقيقة.
ابتسم بتهكم قائلاً: حاضر هحكيلك يمكن تبطلي لح في الكلام… اعتدلت بجلستها وأخذت تنصت إليه باهتمام بالغ.
توقف سليم بمكانه دون حراك وعيونه فقط تحدجانها بشيء مبهم لا يدل على أي مشاعر أو تعبير يذكر، سواء غاضبة أو العكس على وجهه.
تراجعت ملك للخلف من هذا الغموض الذي يلفه تتساءل بخوف ماذا تفعل بحمقاتها هذه…. لكن مبررها الوحيد انها لن تستسلم لشخص خطير، مثله وهذا هو الحل الوحيد لمشكلتها العويصه معه.
حاولت أن تشجع نفسها على النطق وقطع هذا الصمت الجاف من الغرفة… قائلة بحنق: ارمي المسدس من إيدك بسرعة.
عقد حاجبيه يتأملها بصمت كبير أيضاً، دون أن ينفذ ما طلبته فصرخت به بمرارة: بقولك سيب المسدس يالا.
ألقاه البوص بجواره على المكتب ثم تراجع وجلس وراءه على المقعد، وبصره مازال عليها دون تعابير تذكر.
تنهدت ملك بارتياح بعد ان ترك سلاحه، حاولت بعدها أن تتماسك وتبدو هادئة وشجاعة أمامه على عكس ما تشعر به قائلة بغضب: اطلب هات المأذون دلوقتي, يا إما هموتك وأخلص من شرك.
وضع سليم قدم فوق الأخرى وتناول هاتفه بكل هدوء من فوق المكتب…. ذُهلت منه قبل أن يتحدث… فمع كل كلمة تنطقها لمجابهته.
وحركة يأتي على فعلها ينتفض قلبها الصغير داخل صدرها دون رحمة…. فتعود من جديد إلى الثبات الزائف، رمقها بجمود قائلاً ببرود: المأذون يجيني حالاً يا ابراهيم…!!! 
يتبع..
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!