روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء الثامن والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت الثامن والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الثامنة والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
من أقوال الإمام سفيان الثوري: ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم.
فالشخص الذي تجبر بخاطره اليوم، هو نفس الشخص الذي سيجبر بخاطرك، أو بخاطر من تُحبهم غدًا
……….
علمت زهيرة بما حدث لملك فحزنت عليها كثيرا ، وعلمت أيضا بحب عزة لباسم فأشفقت عليها ، لأنها تعلم لوعة الحب جيدا بعد فقد زوجها منصور الجبالى .
لذا حدثته أن يكرم الاولى ( ملك ) ولا يظلم الثانية ( عزة ).
وان يجمع بينهما بما أحله الله والعدل فيما يملك أما الحب فهو بيد الله ولكن باسم رغم ارتياحه إلى عزة ولكنه يخشى من أثر ذلك على ملك ، فهو يحبها لدرجة أنه يضحى من أجلها ولا تحزن وأخذ يردد …صعب صعب .
ليتفاجىء بمن تفتح عليها الباب وقد أصبحت عينيها بلون الدم من كثرة البكاء قائلة بإنكسار ….لا مش صعب ولا حاچة ، ده حلال ربنا يا دكتور ، وانا أصلا كنت حاسه بالذنب عشان بسببى مانع نفسك من عزة ، بس كنت عصبر نفسى وأقول هى رضيانة خلاص ، بس اللى سمعته دلوك غصب عنى وانا كنت جاية أطمن على الحاچة وأجعد معاها شوى أفك عن نفسى .

 

فعرفت أن عزة عتحبك وعرفت انها انها بنت أصول عشان راضية ومتحملة بعدك عنها وده ميخلصنيش يا باسم .
وانت تعرف زين أن أهم حاچة رضا ربنا عندى .
ثم تابعت وصدرها يعلو ويهبط من كثرة الدموع وباسم يكاد أن يبكى هو الآخر لبكائها ..
_ انت لازم تدخل على عزة يا باسم عشان ربنا الأول هيحاسبك على تقصيرك .
وكمان اللى مش بيعدل بين زوجاته هيچى يوم الجيامة يمشى كتفه مايل وانا ميخلصنيش إكده .
وعشان كمان تچيب منها الولد اللى انا مش هقدر أچبهولك عاد كيف ما قالت الحاچة .
ابتلعت زهيرة غصة مريرة فى حلقها بعد أن أحزنها رؤيتها هكذا فأردفت بحرج …..يا بتى متزعليش منى ، ويشهد ربنا انى حبيتك كيف بانة ، بس زى ما جولتى شرع ربنا .
وربنا سبحانه وتعالى يعوضك فى الجنة يا بتى وحب باسم ليكى يغنى عن كل حاچة ، مش أكده ولا ايه !
فابتسمت ملك بمرارة …اه طبعا هو حبيبى وچوزى وابنى ومهما عمل مش هقدر أزعل منيه .
دمعت عين باسم بالفعل واقترب منها واحتضتنها بقوة مردفا ..وانا عحبك أكتر من نفسى يا ملك ، ولا مش عدخل على عزة وهى لو چت وأشتكت هطلقها عشان مظلمهاش ، ومش عايز عيال ، انا عايزك أنتِ وبس يا جلبى .
فابتعدت عنه ملك وبثبات مصطنع …باسم انا اللى هطلب الطلاق لو معملتش اللى جولت عليه ، لانى كده انا اللى عحس إنى بظلمكوا انتوا التنين وده اللى مش هقدر ابدا أستحمله .
فلو عتحبنى صوح كيف ما بتقول ، يبجا راضى عزة اللى عتحبك ثم رتلت أية عظيمة

 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) سورة المائدة .
باسم بصدمة …ملك أرجوكى لو بتقولى كده عشان اللى حصل فأنا بقولك مش عايز عيال صدقينى ..
ملك …لا يا ابن الجبالى عشان شرع ربنا كيف ما جولت .
ثم تابعت بإنكسار *
واعمل حسابك الليلة مش هتبيت عندى ، هتبيت عند عزة .
قالت تلك الكلمة وأسرعت إلى غرفتها حتى لا يرى ضعفها أكثر من هذا ، فلا يستجيب لما قالت .
وعندما خرجت قالت زهيرة …اهو الحمد لله ، چت من عنديها يا ولدى ، فمتزعلش نفسك عاد .
ثم غمزته ..وافرح واتهنى مع التنين ، حد كدك عاد .
ابتسم باسم مرغما ولكن تبقى غصة فى حلقه من أجل ملك .
………..
قامت إلهام بزيارة محفوظ فى السجن .
فتنفس محفوظ بإرتياح وطالعها بعشق متيم مرددا …إلهام ، أخيرا چيتى تتطلى عليه ، متعرفيش كان حالى عامل كيف وانا مش خابر أنتِ عاملة ايه من ساعة اللى حوصل .

 

وكنت خايف عليكى من أمى جوى ، بس مكنش بيدى حاچة وانا إهنه .
وكنت هعد الأيام والليالي والساعات كمان من جهرتى على حالك من بعدى .
وكان كل ما يچى لسچين زيارة وينادوا على أسمه ، كان جلبى هيههف وأجول اكيد انا عليه الدور وعينادوا عليه عشان أشوفك .
بس لما معينادوش عليه كنت عحس إنى هموت من الخوف عليكى .
ليه اتأخرتى عليه إكده يا بنت الناس ليه ؟
تحدث محفوظ كلماته تلك إلى إلهام ولكنه لم يجد منها سوى الدموع وشهقات مؤلمة تخرج من صدرها كٱنها خنجر يشق صدره .
فلما اتأخرت عليه إلهام فى الزيارة ؟
……….
نام براء بجانب مرام بعد أن سبقته هى للنوم من أثر المنوم الذى وضعه لها فى الشراب .
ولم تستيقظ سوى على رنين هاتفها فى الصباح من قبل جوليا ، من أجل أخذهم فى جولة سياحية فى باريس .
مرام بنعاس …سورى يا جوليا ، راحت عليا نومة .
بس نص ساعة وهنكون تحت .
جوليا …تمام فى انتظارك..
ثم التفتت مرام إلى الذى نائم بجوارها عارى الصدر مرددة ….صعيدى بس مز ، لتمد يدها لتتحسسه ولكن تفاجئت به يردد …بس يا زاد هملينى انام شوية كمان .
فيسيطر على مرام الغضب….زاد مين يا سيادة المقدم ، انا مرام حضرتك .
ففتح براء عينيه ليراها ،ثم أغمض عينيه مرة أخرى وكأنه لا يريد أن يعيش معها فى الواقع وانما يعود إلى زاد فى أحلامه .
مرام بعصبية …انا بكلمك على فكرة وانت رايح تنام تانى .
فاعتدل براء مردفا ببرود …صباحية مباركة يا عروسة .

 

ابتسمت مرام ..ميرسى ، بس يلا نغير هدومنا عشان جوليا تحت مستنية ، عايزين نقضى يوم لذيذ ومش نسيب اى مكان هنا غير لما نزوره ، ونشترى منه تذكار .
براء ….ماشى كلامك ، يلا بينا .
وبالفعل نزلوا يتنقلون من مكان لآخر ، لتتركه للحظات مع جوليا وتتصل على والدها .
عصام …أحلى عروسة ،وحشتينى.
مرام بتنهيدة …وانت كمان كتير وحشتنى .
عصام ..مالك حاسس صوتك زعلان ؟
مرام …مفيش بابا .
عصام …لا فيه ، أوعى يكون الإنسان ده زعلك من أولها ، هدمره مش هو بس وكل عيلته كمان .
مرام ..لا بابى بليز ، هو كويس .
عصام …مرام فيه ايه ، ايه مضايقك ؟
مرام ..بصحيه بيقول اسم مراته تصور يا بابى ، يعنى مش نسيها بالرغم أنه معايا ، انا مرام اللى اى حد يكون معايا بخليه ينسى نفسه .
عصام بتحذير …مرام ، أوعى اللى بفكر فيه يكون صح .

 

اوعى مرام ده يكون بداية إعجاب وبعدين تقولى بحبه وندخل فى دوامة ممكن تتضيعنا وأنتِ عارفة طبيعة شغلنا مفهاش اى عواطف ولازم لها قلب من حديد تدوس بيه على رقبة اى حد يوقف فى طريقنا او ممكن يهدد حياتنا .
دمعت عين مرام مرددة ..اوكى بابى ، عارفة كويس الكلام ده .
بس برده حتى لو مفيش حب ، لازم برده أحس أنه مهتم عشان كرامتى ، مش يحن لوحدة فلاحة متصدقش أنها ست اصلا ، مفهاش ريحة اى أنوثة .
عصام …فهمك انا يا مرام ، قولى عايزة نعمل ايه فيها وانا أعمله عشان ميكونش فى حياته ولا يشوف غيرك لغاية بس ما مدته تخلص معانا .
فضحكت مرام مرددة ..هفكر وأقولك بابى ، هسيبك دلوقتى عشان ميحسش بحاجة ، سلام.
………..
أرسل محمود إلى نهلة مدرسة تأسيس تعلمها كيفية القراءة والكتابة للغة العربية بجانب الإنجليزية وقواعد الرياضيات .
فوضعت نهلة يدها على راسها باكية …اه يانى ياما ، من بعد ماشاب ودوه الكتاب .
هو انا لسه هتعلم كل ده ، هو انا هچوز ولا داخلة الچامعة ؟
فضحكت رقية الفتاة التى تعلمها ….معلش يا نهلة ، انا معاكى وحدة وحدة ، وصدقينى لما تتعلمى هتحسى بإنجاز وفرحة عشان تقدرى تتعايشى مع المجتمع وتطوراته ، الجاهل دلوقتى ملوش مكان ولا قيمة ، عشان كده التعليم سلاح تقدرى تواجهى بيه المجتمع وعشان كمان أولادك فى المستقبل تعلميهم وتعرفى هما بيعملوا ايه .
نهلة بإمتنان …..والله كلامك حلو يا ست رقية ، ماشى ، جولتيلى بجا .

 

بجرة اسمها ايه ، ايوه أفتكرت على أسم حاچة عنشربها .
ايوه كاكاو .
فقهقهت رقية …cow ، كاو .
نهلة.. ..ايوه _ايوه ، دى مقدور عليها ، لكن كله كوم واسم الكورة بالعنجليزى دى كوم تانى ، وريحة الأسم عتتطلع علينا واحنا جعدين .
رقية بضحك… ..قصدك ball بول كرة .
نهلة ..أضحكى أضحكى ، بس أنتِ بستينى النهاردة وانا عايزة أبستك مش زى حسن شاكوش الراچل العرة اللى عيقول ( هبستك إزاى وأنتِ مش بستانى) ده راچل ناكر للجميل .
وعشان أكده هقوم أعملك حلبة بعسل ، تخليكى تربرى أكده بدل ما انتِ كيف السلعوة أكده .
اتسعت عين رقية مرددة …لاااا بالله عليكى ، مش عايزة.
أقعدى نكمل الدرس عشان سيادة المقدم عطينى مهلة شهرين مش اكتر تكونى أتأسستى كويس .
فابتسمت نهلة لذكر إسمه الذى يصيب قلبها فى مقتل كلما ذكر امامها .
……….
مضى النهار وأسدل الليل ستائره وعاد باسم من عيادته الخاصة ، وتوجه نحو غرفته مع ملك ولكنها وجدها موصدة .
ابتسمت ملك فى بادىء الامر ، لأنه بالفعل قصدها هى ولم يذهب إلى عزة مباشرة كأنه كان يريد هذا منذ البداية ولكنه كان محرج منها.

 

ولكن سرعان ما عاد تجهمها ولكنها أمسكت بكتاب الله وضمته إلى صدرها لعله تجد منه القوة وصاحت قائلة …جولتلك مكانك مش إهنه الليلة يا دكتور ، روح بيت عند مرتك وأحسن ليها وأكرمها ثم صمتت قليلا ، تحاول إبتلاع تلك الغصة التى فى حلقها …وان شاء الله ربنا يعوض عليكم .
فضم باسم شفتيه بحزن ثم قال … أرجوكى يا ملك ، بلاش الأسلوب ده معايا ، قولتلك مش هروح أفتحى يلا .
ملك بتصميم …..مش فاتحة يا باسم .
باسم برجاء …يا ملك جولت مش عايز عيال وعايزك أنتِ .
أغمضت ملك عينيها بحزن مرددة. ..وانا مبجاش ليه فى الدنيا غيرك يا عيونى .
لكن الأمر لله وحده ، روح يا جلبى ، الله يهنيك .
فانفعل باسم….أكده يا ملك ، طيب .
لا عندك ولا عنديها ، انا هبيت تحت فى الجنينة .
فابتسمت ملك ..مچنون اياك .
باسم ..مجنون ايوه بحبك .
فحدثت نفسها …أكده عيخلينى أضعف بس مينفعش ، بردك مش هرتاح ولازم ياخد حقه .
فقامت وفتحت الباب ولكنها اغلقته ووقفت أمامه وامسكت يده وسحبته من يده نحو غرفة عزة .
باسم بإندهاش ..عتعملى ايه يا مجنونة ؟
ملك بإشارة على فمها ….هششش

 

لتطرق الباب على عزة حتى سمعت صوتها …مين ؟
ملك …انا ملك ومعى الدكتور .
فتلون وجه عزة ، فهى تخشى أن تفضحها عيناها أمام ملك وتعرف أنها تحبه بل تعشقه أكثر من نفسها .
ولكن سارعت بقولها ..اتفضلوا .
لتتخشب عزة فى مكانها عندما وجدت ملك تدفع باسم للداخل مرددة …عزة چوزك عنديكى أهو .
راضيه وهو عيراضيكى يا بنت الناس وانا مسامحة من چوايا عشان محدش فيكم يحس بالذنب وربنا يعوض عليكم عن جريب ، وتچبيلى باسم صغير .
ثم لم تنتظر منهم ردا وأغلقت الباب وأسرعت إلى غرفتها .
وألقت بنفسها على الفراش وكتمت فمها فى الوسادة ، كى لا يسمع أحد شهقاتها المؤلمة .
مرددة …اللهم اربط على قلبى ، وأفرغ عليا صبرا .
أما عزة فوقفت مصدومة تتطلع إليه بحرج والأدهى أن باسم كان أشد منها حرجا .
ووقف صامت وشارد.
فحدثت نفسها …مش مصدجة حالى ،معقول ده !
هيبيت عندى وفى حضنى ويكون حلالى .
لاااااا حاسه أنه عيحوصلى حاچة ، وجلبى هيوقف من الفرحة .

 

ثم اكتسى وجهها بالحزن عندما أدركت أنه جاء مغصوبا من ملك ، ولكنها قالت ..مش مهم المهم جه وخلاص .
والمرة دى مغصوب ، المرة الچاية هيچى بنفسه بإذن الله.
ااااه كنت خابرة أكيد ربنا عيراضينى بعد الحزن ده كله .
عزة بحرج …هتفضل واجف أكده كتير يا باسم .
باسم بتلعثم …لااااا عجعد ، أنتِ كيفك ، زينة ؟
عزة بعشق ….ده اكتر يوم حاسه انى فيه بخير وزينة ، عشان اخيرا عتكون حلالى يا باسم .
متصورش انا أتمنيت اللحظة دى قد ايه ، رغم انى كنت عبين إنه عادى والمهم عندى إنى أشوفك .
لكن كنت عتعذب كل ليلة ، وأبص جارى وأفضل أتخيل إنك چنبى وفى حضنى وعتونس بيك .
تنهد باسم بمرارة …ياه كنت للدرجاتى ظالم أوى ليكى ووحش كده يا عزة .
فأسرعت إليه عزة ووضعت يدها على فمه مردفة…لا معتجولش أكده ، انت حبيبى وبس مهما عملت .
ليجدها باسم قد مدت يدها لتزيل عنه سترته ، ثم احتضتنه ودفنت رأسها فى عنقه ، فاشعلت أنفاسها جسده .
لتجده هو الآخر حاوطها بيده ، ثم رفعها قليلا عن الأرض وخطى به نحو الفراش ليسمع باسم أنينها ، ليذهب معها إلى عالمهم الخاص لتكون ليلة من أسعد ليالى عزة .
وكانت على نقيضها ملك ولكن قدر الله فوق كل شىء .
……..
زار مسالم قمر فى السجن .
فابتسمت لرؤيته وغازلها بقوله … ماشاء الله ، أنتِ جيتى على السجن وأحلويتى اكتر يا ست الستات .
لو أعرف أكده كنت من زمان چيت واتعركنا مع بعض وكل منا بطح التانى واتسجنا .
وبعدين بردك كنت هجوزك عشان نعمل كيف المثل اللى عيجول ما محبة الا من بعد عدواة .
فضحكت قمر ثم تنهدت بحرارة …ياريت فعلا كنت عملتها يا مسالم كنت فوجتنى لحالى قبل ما اللى حصل يوحصل .
مسالم . …وايش عرفنى انك ساعتها كنتى عتحبينى أكده ، لا يا ستى ده نصيب عشان نكون لبعضينا يا بنت الناس .
قمر …صراحة مش خابرة من غير وجودك فى حياتى ، كان زمانى كيف .
انا كنت حاسه نفسى هموت خلاص لحالى وخسرت نفسى وأبوى واختى .
بس ربنا كريم وعوضنى بيك ، ثم بكت قمر …بس ابوى وحشنى جوى وملك كمان .
ونفسى أحب على يده ويسامحنى .

 

ابتسم مسالم ….طيب تعملى ايه فى اللى يچبلك أبوكى لحد إهنه .
تهلل وجه قمر مرددة …يااااه ياريت ولو أطول اديه عمرى أديله عن طيب نفس .
مسالم …ده عمره كله هو انتِ يا جمرى .
ثم قام وفتح الباب ، وقال اتفضل يا أبو قمر .
فانتفضت قمر من مكانها ووقفت ولمعت عينيها بالدموع وأسرعت إليه بلهفة تحضنه تارة وتقبل يده تارة أخرى ووالدها يبكى ، ومسالم من ورائهم يبكى .
والد قمر …كيفك يا بتى ؟
قمر …بخير من ساعة ما شوفتك يا أبوى .
انا كنت كيف الميتة وحييت دلوك .
ثم قبلت يده مردفة برجاء …سامحنى يا أبوى ، سامحنى أرچوك ، كنت طايشة وعامية وأدينى اهو أخدت جزائى بزيادة شوى ، فسامحنى يا ابوى .
طالعها والدها بحزن مردفا بإنكسار …طول عمرك عتبصى الى مش فى يدك يا قمر ، وياما نصحتك وجولتلك اللى يبص لفوق يتعب يا بتى وارضى بلى ربنا جسمهولك وخليكى كيف ملك راضية بكل حاچة ، لكن يلا اللى حوصل انا مش چى عشان أجلب فى اللى فات ، عشان خلاص عمره ما هيرچع يا بتى .
خلينا فى اللى چى وان شاء الله تكونى احسن فيه وتحمدى ربنا ان واحد زى مسالم فيه ، ده فضل ونعمة .
فنظرت له قمر بطرف عينيها وابتسمت … ألف حمد وشكر يا ابوى .
والد قمر …ربنا يرضى عنك وعنيه ، وتخلصى من الجرف ده ، وتتسترى معاه يا بتى ، بس تبدئى معاه على مية بيضة وتتقى الله فيه عشان ربنا يدوم ستره عليكى .
قمر …من غير ما تقول يا ابوى ، ياااه ميتى بس أخرج من اهنه .
مسالم …. الأيام بتچرى وان شاء الله قريب

 

قمر ….يارب .
ثم سئلت والدها عن ملك ، كيفها ؟
تنهد والدها بحزن مردفا …تصعب عليكى يا بتى .
فاضطربت قمر مرددة بفزع …مالها يا بوى .؟
لساها تعبانة من اللى حوصل بس دى مجعدتش كتير وسايباها هتتعالج ، ده انا اتعالچت فى السجن الحمد لله..
صوح كنت من الوچع هضرب راسى فى الحيط ، وعتتممرغ فى الارض وصوتى كان هيفزع اللى معايا بس الحمد لله استحملت وعدت وبقيت زينة الحمد لله.
والد قمر …الحمد لله يا بتى. .
انا مش قصدى على أكده .
ملك اتچوزت باسم ، فلمعت عين قمر من الفرحة …بچد الحمد لله .
امال ملها ؟
والد قمر …حملت وسقطت وشالت الرحم يا بتى .
قمر بصدمة …يا حبيبتى يا خيتى ، ليه أكده .
استغفر الله العظيم.
والد قمر …ومش بس أكده ، رچع جوزها طليقته ، يعنى النار هتنهش فيها من كل حتة .
قمر بقهر …يا جلب أختك ، متستهلش ملك كل أكده .
لا حول ولا قوة الا بالله ، الصبر من عندك يارب .
وليه باسم يعمل أكده بس وهو بيقول عيحب ملك ولا هو كلام وحديت وخلاص .
ولا اه عشان تچبله الولد اللى نفسه فيه ، هو أكيد عنديه حق بس برده هانت عليه ملك يا بوى ؟
والد قمر …اللى شايفه يا بتى إنه عيشجها ، بس النصيب وغصبا عنيه ، هو جالى إكده .
المهم ربك يربط على جلب أختك ويعوضها خير .
قمر …يارب يا بوى ، وحشتنى جوى جوى ونفسى أشوفها .
والد قمر …متزعليش منى يا بتى ، عيب أجول لچوزها وهو ابن الچبالى هاتها تزور اختها فى السجن .
فنكست قمر رأسها بخزى مرددة …عنديك حق يا بوى .
ربنا يفرچها من عنده .

 

………..
فى الصباح استيقظت عزة قبل باسم ، فأخذت تنظر إليه كثيرا ، وكأنها لا تصدق أنه بجوارها ..
ثم وجدت أن وقت عمل باسم قد أوشك ، ولابد أن توقظه .
فداعبته من أرنفة أنفه ، ثم وضعت عطر على يديها واقتربت بها من أنفه فاستيقظ مرددا ..ملك بتعملى ايه ، سبينى أنام شوية .
فأغمضت عزة عينيها متألمة وأدركت أنها لم ولن تكون يوما فى قلبه مثل ملك ، فدمعت عينيها وسمع لها باسم شهقة ، ففتح عينيه ليجد أنه فى غرفة عزة وليس مع ملك .
فوضع يده على فمه محدثا نفسه …وبعدين بقا ، بس غصب عنى ، بس يا ترى هى عاملة ايه دلوقتى وقضت ليلتها ازاى ؟
انا قايم أشوفها .
فاعتدل سريعا مردفا…انا آسف يا عزة ، ياريت متكونيش زعلتى منى .
عزة …لا مجدرش أزعل منيك واصل يا باسم .
باسم ..طيب انا معلش هسيبك دلوك.
ثم ارتدى ملابسه سريعا ، وغادر دون أن أن يتحدث معها بكلمة .
للتتابعه هى بنظراتها لتجده قد أسرع إلى غرفة ملك .
فوضعت يدها على قلبها مرددة …اللهم صبرا ، اللهم قوة لأتحمل .
ثم أغلقت الباب وعادت إلى فراشها تتحسس بيديها مكانه ، فهو مازال دافئا ثم احتضنت وسادته التى كان نائما عليها .
أستقبلته ملك بلهفة مرددة والدموع فى عينيها وكأنه كان غائبا عنه منذ سنين …..باااااسم ، وحشتني جوى جوى .
باسم …وأنتِ اكتر يا جلبى .
ودى أخر مرة تجوليلى أعمل أكده .

 

انا مش عايز غيرك وبس
ليعود معها الكرة وكأنه لا يطفىء ظمئه من الحب سواها .
…….
مرت الايام وعاد براء مع مرام إلى فيلا والدها عصام .
ولكن بلغ الشوق إلى زاد مبلغه ، فقرر أن يسافر إليها حتى وإن رفضته ولكنه يكفيه أن يراها .
فحدث مرام …بقولك ايه يا مرام .
فتلعقت مرام برقبته مرددة …بدلال قول يا حبيبى ، كلى آذان صاغية .
فزفر براء بضيق ..هو انا كنت واخد إجازة اسبوع ولسه فيه يومين ، فمحتاج أروح اطمن على أهلى .
فنزعت مرام يدها من رقبته ، مردفة بغضب وانفعال بصوت عالى …أهلك برده يا براء ، ولا مرات سيادتك .
مراتك اللى شبه شوال البطاطا ، بقا تسبنى انا مرام الدمنهوري وتروح لدى ..
فقبض براء على يديه بقوة ، ليتمالك أعصابه التى على وشك أن يفقدها .
ولكن نبرة صوته فضحت ما يدور بداخله مردفا ..بصى يا بت الدمنهوري ، مهما كنتى ولا عليتى ولا شايفة نفسك عشان عتبدلى حالك كل يوم بشكل .
فانتِ مهتجيش حاچة چمب مرتى زاد ، فميش وجه مقارنة أصلا .
عشان أكده اياكى تچيبى سيرتها تانى على لسانك ، ده لو عايزة الچوزاة دى تعمر .
لتتسع عين مرام من الصدمة وغلت الدماء فى عروقها ورفعت يدها لتصفعه لترد إهانته لها مرددة …انا تقولى كده ، ده انا ستك وتاج راسك يا اللى جى من ورا الجموسة .
فأمسك براء بيدها قبل أن تهوى بها على وجهه ، بعد أن بلغ به الغضب مبلغه هادرا فى وجهها …مش ابن الچبالى اللى تمد أيدها عليه مرة يا بت الدمنهوري .
وانا هوريكى مين اللى چى ده من ورا الچاموسة .
ثم تركها وفتح باب الغرفة ليغادر ، ليجد من يقف أمامه ؟؟؟

 

يا ترى شاف مين ؟
ويا سلام عليك يا مسالم 😊😊
وملك اكيد صعبانة عليه .
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
السعادة هي ..
أن يُقال اسمك في دعاء أحدهم كل يوم
و أنت لا تشعر …
يارب سخر لنا من عبادك من يدعون لنا بالخير ..🤲🌺🥀
اللهم_امين
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!