روايات

رواية وجع الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمي نور

 رواية وجع الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمي نور

بعد منتصف الليل جلست اميرة فوق الفراش تضحك بسعادة وعيونها المنبهرة تتطلع فى ارجاء الغرفة وهى تتحدث فى هاتفها قائلا
: اسكتى ياما على العز اللى بنتك فيه… هنا ياما هنا
صمتت للحظة تستمع لطرف الاخر عاقدة حاجبيها بتركيز تهتف بعدها
: لاا… وانا اعرف منين هو رمى لى انا وعمتى الكلمتين واختفى ….ومن بعدها مشفتهوش لهو ولا المحروسة مراته
توترت ملامحها تهمس بانزعاج
: تفتكرى انه يعملها؟
عادت تكمل فورا تقنع نفسها قبل ان يكون اقناع لطرف الاخر
: لا متخفيش… هو خلاص سلم ووافق… وبعدين مكنش ادامه حل غير كده… لااا متخفيش عمتى مظبطة كل حاجةوبنتك اخيرا هتعيش وتقب على وش الدنيا
قطع حديثها طرقات هادئة فوق بابها لترتفع الحيرة فوق ملامحها وهى تتطلع الى الباب قبل ان تعاود التحدث فى الهاتف هامسة باستعجال وهى تنهض من مكانها متوجه ناحية للباب
: بقولك ايه ياما اقفلى دلوقت وهكلمك بعدين… اصل فى حد على الباب هشوف مين وارجعلك …
اغلقت هاتفها بينما تمتد يدها لمقبض الباب وهى تسأل بقلق وحيرة عن هواية الطارق فى مثل تلك الساعة فيجيبها الصمت من الطرف الاخر لتقف مكانها بحيرة تلوك شفتيها قلقا حتى تغلب فضولها اخيرا عليها حين عاود الطرق مرة اخرى ولكن هذه المرة باصرار لتحسم امرها وتفتح الباب فورا
فتتسع عيونها ذهولا وصدمة وتتراقص امارات الخوف والقلق فوق ملامحها حين رأت امامها اخر شخصا تتوقع حضوره اليها فى تلك الساعة وهو يقف مستندا فوق اطار الباب بارتخاء وراحة تتراقص ابتسامة ساخرة فوق شفته القاسية ليزحف الشحوب الى وجهها تزيده البرودة المنبعثة من عينيه لها جاعلة دمائها تتسرى فى عروقها كالسقيع تشعر وكأنه زحف الموت اليها ببطء شديد
***********
لاتدرى كيف مر عليها اليوم فبعد خروجه العاصف من الغرفة ظلت مكانها فوق الفراش تطالع السقف بعيون شاردة متألمة لا تعلم كيف لها ان تتصرف ا
اتذهب الى منزل ذويها كما نوت منذ البداية وتتجاهل شعورها بالخوف من راغب وما يستطيع فعله بها خاصة بعد خروجها عن حماية جلال لها
ام تظل هنا تشهد بعينيها كرامتها المهدرة ونظرة الانتصار فى اعين الجميع لها بعد ان يعلم الجميع ماحدث معها وكيف تم استغلال سذاجتها
لتظل على حيرتها حتى بعد حضور حبيبة اليها ومحاولتها الاستفهام منها عما حدث وكيف اصبحت ابن خالها هى الزوجة المنتظرة لجلال لكن استقبلت ليله جميع اسئلتها وحيرتها بالصمت والسكون التام لا تجيبها بحرف واحد تجلس شاردة باهتة الملامح حتى استسلمت حبيبة تزفر بحيرة وهى تغادر الغرفة تاركة ليله مكانها كتمثال قد من حجر بعد فشل جميع محاولات حبيبة المتكررة لاخراجها عن صمتها هذا
حتى تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وهى مازالت على جالسة بحالتها هذه بعد ابدلت ملابس النوم اعلانا منها باستلامها ومكوثها هنا حتى اشعار اخر تتأكلها الافكار حتى شعرت بثقل عيونها وزحف النوم اليها وقد حاولت مقاومته كثير لكنه تغلب عليها اخير متكاتفا معه ارهاقها واجهادها طوال اليوم ليسقط جسدها المرهق فوق الاريكة تغيب عن العالم تماما
فلا تشعر بشيئ عن دخوله الهادىء الى الغرفة ولا وقوفه بصمت عدة لحظات يتطلع اليها بنظرات لا تقرء للحظات طوال حتى تقدم منها ينحنى على عقبيه امامها متأملا وجهها عن قرب يلاحظ علامات الاجهاد فوقه وشحوبه الشديد ليهاجمه شعور من عدم لرضا عن رؤيته لحالتها هذه يزعجه بقوة زافرا بحدة لعله يمحو شعوره ذاك قبل ان ينحنى عليها يرفع جسدها بين ذراعيه برقة متجها بها ناحية الفراش بخطوات هادئة خوفا من استيقاظها
لكنها ظلت مغلفة داخل شرنقة النوم لا تشعر شيئ مما يجرى حتى بعد ان وضعها فى فراشهم بحنان ثم يغيب عنها للحظات يعود بعدها الى الفراش ببنطال نومه وصدره عارى يستلقى بجوارها بهدوء يتتطلع الى ملامحها وانامله تتلاعب بخصلات شعرها تبعدها عن وجهها قبل ان يجذب جسدها اليه بهدوء يقربها منه لتسرع هى دون تردد كانها تعلم مكانها اين تتوسد براسها صدره الصلب وهى تضم جسدها اليه متنهدة براحة واستماع جعلته رغما عنه يبتسم ابتسامة صغيرة وهو يزيد من ضمها اليه هو الاخر يغمض عينيه بارهاق مستسلما لسلطان النوم سريعا
تمطلت براحة وهى تحرك راسها متنهدة بنعومة تمرر يدها بإستمتاع فوق وسادتها سرعان ما تحول لرعب حين شعرت بصلابة تلك الوسادة وتقسيماتها تحت اناملها التى من المستحيل ان تصير بها فتفتح عينها سريعا تتسع بصدمة حين وقعت نظراتها فوق عضلات معدته والتى كانت يدها تقوم بتحسسها قبل قليل شاهقة بفزع وهى تحاول التحرك مبتعدة عن جسده لطرف الفراش لكنها فشلت فشلا ذريعا حين جذبتها يده فورا من ذراعيها لتستلقى فوقه بنصفها العلوى وصوته الاجش من اثر النوم يصل اليها ساخرا
: على فين يا مراتى ياحلوة يا مؤدبة كده على الصبح.. ايه شوفتى عفريت؟!
رفعت ليله عينيها اليه تتطلع اليها بتوتر وقلق وهى مازالت تحاول الابتعاد عنه قائلة
: سيبنى اقوم… مش عارفة انا ايه اللى جبنى هنا انا كنتى نايمة على الكنبة
احاطها جلال بذراعه الاخر من خصرها يضمها اكثر قائلا بهدوء غير مبالى متجاهلا محاولتها الفكاك منه
: انتى….اللى جيتى الفجر وقلقتى منامى ولقيتك نمتى جنبى بالشكل اللى شوفتيه ده حتى معرفتش ابعد عنك طول الليل من تكتيفك ليا
كانت ليله تطالعه بذهول عينيها متسعة يظهر عدم تصديقها له فيهما لكن تمالكت نفسها سريعا تهمس بصوت مرتعش متوتر وقد بدء يزحف دفء جسده اليها كنار لاهبة من خلال كفيهاا المستقرين فوق صدره قائلة بتلعثم رغم محاولتها اظهار التماسك
: طيب… انا اسفة… ممكن…. بقى تسبنى اقوم
هز جلال كتفه يهمس بأبتسامة متلاعبة فوق شفتيه
: اتفضلى…انا مش ماسك فيكى على فكرة
توترت ليلة تشعر بالخجل الشديد حين وجدت صدق حديثه فقد اختفى ذراعه من حول خصرها ليصبح فجأة خلف رأسه براحة لا تعلم متى حدث ذلك بينما وهى من تستلقى فوقه بجسدها دون اى تمسك بها من ناحيته لتنهض سريعا بأرتباك مبتعدة عنه ثم تغادر الفراش بلهفة كادت ان تسقطها ارضا تتجه بخطوات سريعة ناحية الحمام ولكن وقبل بلوغها اياه نداها صوته الناعس غير مبالى وهو يعاود النوم على جانبه
: لما تخلصى حمامك صحينى…. علشان اقوم انا كمان استعد… يدوب الحق اسافر انا واميرة بلدهم علشان اكلم خالى فى موضوع جوازنا
وقفت مكانها كمن ضربتها صاعقة تضربها كلماته فى مقتل تسحب منها روحها بعيدا عن جسدها فكل حرف كان يخرج من شفتيه صب فى اذانها كالمعدن المنصهر يثقل جسدها فتصبح جسدا هامدا بلا روح الا من شفاها والتى اخذت تحاول التحرك بلا صوت تشعر بها ثقيلة كالباقى من جسدها حتى خرجت اخيرا منها كلمة واحدة كصرخة متألمة
: هتتجوزها؟!
اعتدل جلال فى الفراش على ظهره مرة اخرى ينظر اليها ببطء وعينه تلتمع بشراسة قائلا بقسوة
: وليه لا….. على ما اظن ده كان بموافقتك امبارح…ولا انا غلطان
وفقت مكانها لاتدرى بأى كلمات تجيبه تتلعثم الحروف داخل جوفها دون ان يخرج منهم شيئا للنور فقد ظنت ليلة امس حين عرضت عليهم ابنه خاله ذلك الامر انه بمثابة شرط تعجيزى منهم لها حتى ترضى بما حدث وتصمت فى مقابل احتفاظها به ليأتى كلامه لها الان ليمحو ظنها هذا تماما فتتكسر الى شظايا حين عاود الاعتدال مرة اخرى على جانبه يغمض عينه وهو يكمل بصوت خشن جاف
: يوم كتب الكتاب ارضك هترجعلك…واظن كده ابقى نفذت طلبك
ليله بصوت خرج اخيرا من بين شفتيها تهمس برجاء منكسر رغما عنها
: بس انا مش عاوزة الارض…انا عوزاك انت
لم يتحرك جلال ابدا كانها لم تنطق بشيئ بل ظل مكانه مغمض العينين لا يظهر عليه اى ردة فعل بانه استمع لها فتعلم انها قد همستها لنفسها كأن كرامتها مازالت لها السلطة العليا على جسدها تتحكم به دون رحمة او شفقة به
*******************
جلست قدرية فى صحن الدار تتناول فنجان قهوتها الصباحى بمتعة وتلذذ بينما نزلت حبيبة تقترب منها حتى وقفت امامها غاضبة هاتفة بحدة
: ارتحتى لما عملتى اللى فى دماغك مش كده ياما
قدرية وهى مازالت تستلذ بطعم قهوتها محركة شفتيها باستمتاع قائلة بعدها بهدوء
: ايوه يا قلب امك ارتحت…ولسه هرتاح اكتر لما الجوازة تتم
حبيبة بذهول وصدمة
: طيب ليه؟ عملتلك ايه الغلبانة دى علشان تعملى فيها كده ما الارض ورجعتك عاوزة ايه تانى؟!
وضعت قدرية فنجان قهوتها فوق الطاولة تهتف بحدة وعصبية تتخلى عن هدوئها
: عاوزة مرات ابن تملى عينى قبل عينه هو…مرات ابن نقاوة عينى ليه…عيلة المغربى خطفت منى الحاجة اللى اى ام تتمناها… انها تختار و تنقى عروسة ابنها ليه
وقفت حبيبة تتطلع اليها بذهول تهمس
: واميرة بقى هى دى مرات الابن اللى تملى عينك وتعجبك!
تراجعت قدرية فى مقعدها تهتف بحزم واصرار
: ايوه ياحبيبة اميرة هى اللى تملى عينى وهتبقى مرات اخوك غصب عن الكل
صرخت قدرية بجملتها الاخيرة لتتسمر خطوات سلمى وزاهية فوق الدرج بصدمة حين وصلهم صوت قدرية الغاضب فتسرع سلمى بالنزول سريعا بعدها فورا تتبعها زاهية هى الاخرى تسأل بصوت مرتعش مصدوم
: مين دى اللى بتكلموا عنها….مين دى اللى هتبقى مرات جلال
عم الصمت ارجاء المكان لا يجيبها احد لتهتف زاهية هى الاخرى
: هو جلال هيتجوز تانى…..مين ياقدرية قولى
لم تجيهم قدرية بل ظلت محتفظة بصمتها لتتحدث حبيبة وهى تتطلع الى والدتها بخيبة امل قائلة
: قوليهم مين هى عروسة جلال… ولا تحبى اقول انا
هتفت سلمى وزاهية فى وقت واحدة يطالبن باجابة لتلتف لهم حبيبة ببطء قائلة
: ااميرة….اميرة بنت خالى حسن …هى العروسة اللى اختارتها امى لجلال
وقفت زاهية فاغرة فاها بذهول وصدمة اما سلمى فقد كان حالها كمن تلبسه الجنون تفح من بين اسنانها صارخة
: اميرة مين اللى تبقى مرات جلال دانا اصورلكم قتيل هنا
ثم اسرعت ناحية الدرج تصعده سريعا متجاهلا كل ندات الجميع لها وقد كانت فكرة واحدة تسيطر عليها التخلص من تلك الدخيلة مهما كان الثمن
****************
وقفت مكانها تراقبه للحظات اخذت فيها تستجمع شجاعتها حتى استطاعت اخيرا النطق قائلة بصوت خرج منها مرتجفا
: بس انا مش موافقة انك تتجوز عليا يا جلال
ظلت واقفة تفرك كفيها بتوتر فى اتنظار اجابته على ما قلته له فتأتيها الاجابة فى صورة اهتزاز جسده الشديد لتعقد حاجبيها بقلق وتوتر للحظة راقبته فيها قبل ان تصدح ضحكته الرجولية الساخرة داخل الغرفة ينهض سريعا على قدميه متجها ناحيتها
ليزاد توترها حين توقفت ضحكته ينحنى نحوهافجأة بوجهه و عينيه الشرسة يسألها بصوت حاد رغم سخريته
: بتقولى ايه يا روح جلال….سمعينى كده تانى
حاولت ليله ترطيب شفتها قبل ان تعاود التحدث مرة اخرى بقلب يرتجف خوفا وهى تكرر كلماتها السابقة
تتوقع اجابة ساخرة اخرى منه لكنها شهقت فزعة حين احاطها بذراعه من خصرها يجذبها بعنف الى صدره منحنيا عليها حتى امتزحت انفاسهم يهمس لها وعينيه تتطلع الى شفتيها
: ليه مش عاوزة ارضك ترجعلك..؟!
هزت رأسها كالمغيبة له بالنفى ليزداد هو اقترابا من شفتيها تظهر نوايا فى بريق الشغف بها فى عينه فتغمض عينيها دون ارداة منها شوقا ولهفة له ولتلك اللحظة لكن طال انتظارها لها حتى شعرت بابتعاد انفاسه عنها وانسحابه بعيد لتفتح عينيها ببطء تتطلع اليه بارتباك وهى تراه يقف بوجه جامد وعينه تختفى منها نظرتها الشغوف تماما تحل مكانها برودة بعثت الرجفة فى اوصالها قائلا بقسوة ساخرا
: بس انا بقى لازم ارجعهالك…..والا تفضحينى فى البلد وتقولى… انجدونى يا خلق جلال سرقنى واخد منى ارضى مش كده ولا ايه يا ليله…
شحبت ترتجف بشدة ترتفع الغصة فى حلقها وهى تسمعه يلقى بكلماتها السابقة له فى وجهها مرة اخرى فلا تستطيع الدفاع عن نفسها وانكار تلك الكلمات فيسود الصمت بينهم يتطلع كل منهم الى الاخر للحظات طوال حتى تعالت صوت صرخات عاليه واصوات متداخلة ليهرع جلال الى الخارج فورا
******************
وصل جلال الى مكان الاتية منه تلك الاصوات ولم سوى غرفة اميرة وتتبعه ليله والتى وقفت امام بابها تتطلع الى ذلك المشهد المتمثل امامها بذهول شديد وهى ترى تجمع نساء العائلة حول الفراش ويحاولون جذب سلمى الجاثمة فوق اميرة وهى تكيل لها الضربات من كل حدب وصوب ثم تكللها بجذبها لخصلات شعرها حتى كادت ان تقتلعها واميرة بلا حول ولا قوة بين يديها تتعالى صرخاتها العنيفة المتألمة حتى اندفع جلال اخيرا بينهم ويقوم هو برفع سلمى عن اميرة بقوة قاومتها سلمى وهى تحاول التملص من بين ذراعيه المقيدة لها تصرخ بعضب وثورة عارمة
: سبونى…لازم اطلع روحها الحرباية دى كمان….ايه خلاص الرجالة خلصت من الدنيا ومبقاش غير جلال
اعقبت كلماتها تحاول التملص مرة اخرى مندفعة اتجاه اميرة التى صرخت برعب تسنجد بجلال
: الحقى يا جلال…المجنونة دى هتموتى..الحقنى
سكنت حركة سلمى تماما تلتفت الى جلال ببطء وعينيها مازالت تتراقص بجنون ولكن ارتجاف شفتيها الباكى ناقضه ليرخى جلال قبضته من حولها حين راى عودتها الى رشدها يتراجع الى الخلف وهو يتطلع الى الجميع بعيون صارمة ووجهه محتقن بالغضب رغم هدوء نبراته
: والله عال يا حريم عيلة الصاوى….بقيتوا حاجة تفرح بصحيح…خناق وضرب تلاقى…مؤامرات وشغل تلات ورقات تلاقى….ولا كأن ليكم حاكم ولا كبير
حاولت سلمى التحدث برجاء وصوت مستعطف تناديه لكنه قاطع حديثها صارخا بعنف
: مش عاوز اسمع حاجة من حد…الظاهر ان انا سبت الحبل ورخيته ليكم على الاخر….لحد ما نسيته ان البيت ده ليه كبير
التفت يدير انظاره الحادة بين وجوهم الناظرة ارضا بخزى حتى توقفت فوق امه لترفع عينيها اليه للحظة اسرعت بعدها تخفض عينيها عنه خجلا ليكمل حديثه موجها اياه الى سلمى التى وقفت تبكى بشهقات عالية هاتفا بها بصرامة
: ظبطى حالك وتنزليلى اوضة المكتب علشان عاوزك فى كلمتين
ثم التفت الى زاهية هى الاخرى مشيرا لها يكمل
: وانتى كمان عوزك معاها يا مرات عمى
اسرعت زاهية تهز راسها له بالايجاب فورا ليرتفع صوت قدرية بلهفة سائلة
: تحب اكون معاهم انا كمان يا جلال
اجابها بحزم دون ان يلتفت لها متوجها الى الباب
: اظن انا قلت عاوز مين بالظبط غير كده محدش يدخل المكتب غير اللى طلبتهم
تعالت شهقت زاهية بصدمة وهى تتطلع بتساؤل الى قدرية الواقفة بجمود ووجه شاحب بعد كلمات جلال لها بينما يسرع هو ناحية الباب بخطوات سريعة لكنه توقف بجوار ليله المتابعة بصمت وذهول ما يحدث تلتقى عينيه بعينيها فترى بداخلهم نظرة من خيبة الامل ومعها شيئ اخر لم تستطع التعرف عليه موجهين لها قبل ان يتحرك مرة اخرى مغادرا تتبعه هى الاخرى بخطوات مثقلة حزينة
****************
: شوفتوا علشان الست هانم يخصمنى انا!!! ….انا امه يقولى متدخليش عليا اوضة المكتب
ارتفعت ابتسامة صفراء فوق شفتى اميرة وقد كانت تجلس على يمينها بكامل زينتها اما حبيبة فقد زفرت بضيق وعدم تصديق لكلمات والدتها الظالمة لتلتفت لها قدرية بحدة تصرخ بها
: مش عاجبك كلامى يا ست حبيبة….ايه زعلانة اووى على حبيبة قلبك ومش همك زعل امك
هزت حبيبة راسها بقلة حيلة ناهضة من مكانها تهتف
: انا هقوم من هنا احسن اروح اشوف بيعملوا ايه فى المطبخ
طوحت قدرية بكفها لها بعدم اهتمام تعاود الالتفات الى غرفة المكتب تطالعها باهتمام وهو تضرب بكفيها فوق ركبتها تهتف بغل
: اه يا نارى…دى عمرها ماحصلت ان جلال يكلمهم فى حاجة ومكنش انا موجودة معاهم فيها
اميرة وهى تتطلع الى اظافرها قائلة بخبث
: معلش…ماهو دايما كل حاجة وليها اول
تجمدت حركة قدرية تلتفت الى اميرة ببطء تهتف بها بحدة وذهول
: تقصدى ايه بكلامك ده يا بنت اخويا
اميرة وهى مازالت تتطلع الى اظافرها توليها اهتمامها تهز كتفها
: مقصدش يا عمتى….ما تخديش على كلامى…. ركزى انت مع جلال وسيبك منى
همت قدرية بالرد عليها ولكن اتى صوت بكاء سلمى وخروجها المفاجئ من الغرفة وهى تجرى ناحية الدرج كالعاصفة تلحقها زاهية هى الاخرى لكنها توقفت حين نادتها قدرية تسألها بلهفة عما جرى فتجيب زاهية بصوت هادئ ولكنه حزين
: جلال وصبرى خلاص حددوا كتب كتاب سلمى على على ابن اخويا يوم الخميس الجاى
اتسعت عين قدرية بذهول تصرخ مستنكرة
: وزاى ده يحصل من غير حد ما يعرفنى ويدينى خبر…. من امتى حاجة زى دى بتتحصل من غير علمى؟!
:من هنا ورايح حاجات كتير هتحصل من غير علمك فى البيت ده يا حاجة قدرية
تعال صوت جلال الحاد يهز ارجاء المكان بهذه الكلمات يبعث الرجفة فى اوصال الحاضرين وهو يتقدم خارجا من الغرفة بخطوات بطيئة واثقة تراقبه اميرة بعيون متسعة رهبة ممزوجة بالاعجاب على عكس قدرية والتى وقفت شاحبة عينين تتسع بعدم تصديق قائلة
: بقى كده يا جلال…بتقولى انا الكلام ده
لم تهتز ملامح جلال كانه لم يستمع الى شيئ موجها حديثه الى اميرة يسألها بحزم
: هجهزتى حالك…علشان هنتحرك بعد الفطار
هبت اميرة واقفة تهتف بسعادة
: جاهزة من بدرى….ومستعدة فى اى وقت
اومأ جلال برأسه لها ثم التفت الى زوجة عمه زاهية قائلا لها بهدوء
: عوزك يا مرات عمى تهدى سلمى وتحاولى تعقليها وتفهميها ان اللى حصل ده لمصلحتها…وعلى انسان كويس وهيصونها
زاهية بهدوء هى الاخرى
: حاضر يا بنى انا هتكلم معاها..وربنا يهديها…عن اذنكم هطلع اشوف عاملة ايه واتكلم معاها
تحركت بعدها صاعدها الدرج يتبعها جلال هو الاخر لتسرع قدرية فور صعوده تجذب اميرة بعنف من ذراعها تلفها اليها تفح من بين انفاسها
: رايحة فين انتى وجلال يا بت….ومعرفتنيش ليه
تأوهت اميرة بألم مصطنع وميوعة قائلة
: اه ايدى يا عمتى هتخلعيها فى ايدك
صرخت قدرية بحنق وعينيها تشتعل غضبا
: انطقى يا بت انتى وبلاش دلع ماسخ والا هتلاقى ايدك على وشك تطرقع
اسرعت اميرة تجبيبها ولكن لم يخلو صوتها من الشماتة قائلة ببطء مغيظ
: هنروح عندنا يا عمتى…جلال هيطلب ايدى من ابويا النهاردة….هنروح انا وهو بس
ترنحت قدرية الى خلف كمن ضربتها صاعقة تسقط فوق مقعدها تهمس بصدمة وتلعثم..
: لوحدكم…طب….وانا…..
هزت اميرة كتفها بعدم اكتراث وابتسامة صفراء تعلو شفتيها قائلة
: معرفش….ده بقى حاجة بينك وبين جلال اروح انا اشوف حبيبة فى المطبخ بتعمل ايه….. وماهو لازم اخد على البيت واللى فيه ولا ايه يا عمتى
تحركت مغادرة دون ان تنتظر رد لقدرية والتى جلست تتطلع امامها بذهول تهمس لنفسها بحرقة
: هو ايه اللى بيحصل ياقدرية… ايه اللى بيحصل شكلت حسبتيها غلط وانتى اللى هتشيلى الليلة على دماغك ولا ايه
*****************
فتح الباب بهدوء ليقف هو مستندا فوق اطاره عاقدا ذراعيه فوق صدره يراقبها وهى تجلس فوق الفراش تضم الوسادة الى احضانها بتوتر شاردة تماما فى افكارها ليظل يراقبها قبل ان يسألها بهدوء متقدما الى الداخل
: قاعدة عندك هنا لحد دلوقت ليه؟
نهضت ليله تلقى بالوسادة فوق الفراش فورا تنظر اليه بحيرة وحذر وهى تتابع تقدمه نحوها بخطواته الواثقة وملامح وجهه الصارمة اصابتها بالتوتر حتى وقف امامها تماما يكمل ببطء
: قاعدة هنا مستنية مين يعمل الفطار لجوزك حبيبك؟…اميرة مثلا!
اشتعلت عينيها غيرة فور ذكره لتلك الافعى امامها تزداد نيرانها غضبا حين رأت تلك الابتسامة العابثة ترتفع الى زاوية فمه تدرك ان شعر بما يثور داخلها من مشاعر تهتف بحنق وغيرة عمياء
: متجبش سيرتها وانت بتتكلم معايا يا جلال الا والله هنزل اجيبها من شعرها الصفرا ام….
صمتت تحدق بذهول به حين وضع سبابته فوق شفتيها يصمت الباقى من حديثها قائلة بهدوء مستفز
: لااااا عيب يا ليله….فى ست مؤدبة تتكلم ادام جوزها كده وتشتم بالشكل ده… مش انتى مؤدبة برضه يا روح جلال؟!
تساءل فى اخر حديثه بسخرية مبطنة اشعلتها اكثر واكثر تبتعد عن مرمى يده تصرخ بغضب وعدائية شديدة
: لا مش مؤدبة يا جلال وهسمعك الشتيمة اللى هى تستحقها بحق…دى واحدة خطافة رجا….
شهقت عاليا بقوة حين جذبها من خضرها اليه بقوة ترتطم بصلابة جسده بقوة فتضع يدها فوق صدره كحائل بينهم فى محاولة عابثة لايقاف تلك الحرارة المنبعثة منه اليها والتى اصابتها بالرجفة نتيجة هذا القرب تتراجع براسها الى الخلف تتطلع اليه بوجل حين انحنى عليها واضعا كفه خلف عنقها يوقف تراجعها عنه يجذبها مرة اخرى ناحيته تلفح انفاسه وجنتيها حين تمتم بتهديد خشن
: الظاهر مبقاش فيه حل اسكت بيه لسانك ده غير حاجة واحدة بس
ارتجف جسدها بكل عصب به ترقبا وشوقا لتهديده هذا تتراقص عينيها امام عينيه لهفة لم يستطع هو مقاومتها كثيرا ترتفع دقات قلبه بخفقات متسارعة استجابة لها لينقض على شفتيها يلتمهما بشوق ووله
جعلها تتأوه بنعومة بين شفتيه تزداد رجفةجسدها شوقا لقربه منها هامسة بأسمها كالمغيبة حين انحدرت شفتيه بقبلات متلهفة على بشرة عنقها قبل ان تستقر فوق شريانها الخافق بجنون بقبله بشغف يرتجف جسده هو الاخر من شدة رغبته بها وهو يزيد من ضمها اليها حتى كادت ان تختفى بين اضلعه يهمس بأسمها من بين قبله واخرى كانه ترنيمة عذبة يعشق ترديدها
ليظلا هكذا كالمغيبن عن العالم داخل لحظتهم المجنونة تلك غافلين تمام عن باب الغرفة المفتوح ووقوف تلك العقربة التى وقفت تراقب ما يحدث بعيون حاقدة مغلولة قبل ان يصدح صوتها كصوت غراب متألم
: جلال….
شهقت ليله تبتعد فورا عن جلال بوجنتيها المشتعلة احمرار من اثر ماحدث بينهم وشعرها مشعث اهوج تلتفت الى اميرة الوافقة تلوك شفتيها بغيظ ثم تلتفت الى جلال ليدهشها وقوفه الثابت وبرودة ملامحه برغم عينيه مازالت تشتعل ببقايا عاطفتهم الا انه اجاب بصوت هادى رتيب اجش
: افندم يا اميرة…
اميرة وعينيها مسلطة فوق ليله تمررها من اعلاها الى اسلفها تعى عينيها جيدا حالتها المضطربة ومظهرها المشعث لتقول بغيظ مكبوت
: انا كنت جاية اقولك ان الفطار جاهز والعيلة كلها تحت مستنايك
جلال بهدوء وحزم
: طب انزلى انتى وانا وليله هنحصلك
ضغط اميرة فوق اسنانها بقوة ترمى ليله بنظرة غيرة وحسد كالسهم ثم تغادر بخطوات حانقة متيبسة ليلتفت جلال بعدها الى ليله بأسف ساخر
: الظاهر ان حظى معاكى وهو كمان متغيريش زاى حاجات تانية كتير
وقفت مذهولة من كلماته لا تدرى ابتسم لمزحته والتى اعتاد قولها لها فى السابق ام تبكى على ما اتبعها من كلمات تدرك جيدا مقصده منها لكنها لم تفعل اى من ذلك بل وقفت صامتة وهى تراه يتركها مغادرا ناحية الباب قبل ان يتوقف مرة ثانية يلتفت اليها يكمل بابتسامة ساخرة
: كان نفسى اقولك انى شبعت وده كان احلى فطار…بس يا خسارة ده كلام كان يقولوه جلال الحرامى لزوم النصب على ليله المسكينة….علشان كده مبقاش ليه لزوم ما بينا…… سلام يا….. مراتى
غادرا صافقا الباب خلفه بعنف ارتجت له الغرفة حتى جسدها هب هو الاخر فزعا تشهق بصدمة لكن ليس من عنفه مغادرته ولكن ومن وقع كلماته والتى نزلت فوقها كدلو من الماء المثلج فى اقسى ليالى الشتاء بردا
يتبع..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى