روايات

رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس عشر 16 بقلم هدى مرسي أبو عوف

 رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس عشر 16 بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس عشر 16 بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل السادس عشر

وصل شاكر وفايز المستشفى بوالداتهم وقد اصبحت بارده كالثلج،فحصها الطبيب قائلا : هى لسه عايشه بس حالتها صعبه جدا، ولازم تدخل العنايه المركزه حالا .
شاكر : بس لساتها حيه ؟
الطبيب : ايوه بس النبض ضعيف، شكلها اتعرضت لصدمه شديده، اتسببت لها فى ازمه قلبيه .
صدم شاكر قائلا : بس هى معندهاش القلب ولا عمرها شكت منه ؟
الطبيب : ده بسبب السن، انا هدخلها دلوقتى بس انت ادفعو مبلغ تحت الحساب .
فايز : ليه  اكده هو انتو متعرفناش ؟
الطبيب : اكيد طبعا نعرفكم وعشان كده هدخلها ومش هستنا، بس ده نظام المستشفى .
اخذها الطبيب ودخل بها غرفة الرعايه،نظر شاكر  لفايز  قائلا : هروح اجيب  فلوس  من البنك واجى  ندفع فلوس المستشفى،خليك انت وياها لحدت لما اعواد .
فايز : واتصل بواحده من خواتى اجولها تروح تجعد جار ابوى .
اسرع شاكر وذهب الى البنك، وطلب منهم مبلغ من النقود،لكن البنك رفض متعللا انه لاتوجد نقود فى الحساب ،تشاجر معهم ورفض هذا الكلام فاخذوه للمدير الذى قال له : يا استاذ شاكر والدك سحب اخر فلوس كانت ليه، ومفيش حاجه باجيه غير الوديعه اللى باسم بهيره والنيابه وجفتها، وجى لنا قرار بكده .
صرخ به شاكر : يعنى ايه؟! وليه  الوديعه تتوجف، هى مش دى فلوسنا .
المدير : مخبرش احنا جانا امر من النيابه نوجف اى حاجه باسم بهيره حفظى،مفيش حاجه باسمها غير الوديعه،والحساب بتاعكم خلصان .
شاكر :يعنى من الاخر مهتندونيش فلوس .
المدير : لو فى اى فلوس فى حساب والدك خدهم .
وقف شاكر فى غضب قائلا : احنا هنجطع علاقتنا معاكم ومعنشتغلش معاكم تانى .
احضر احد السعاه ورقه فنظر بها المدير وقدمها له قائلا : دى صوره من قرار النيابه، خدها وشوفه بنفسك واسال كيه مابدك .
نظر شاكر بالروق وجد مكتوب به انه تم ايقاف اى حساب باسم بهيره بناء على قرار النيابه،ولكن لم يذكر شئ عن سبب الايقاف فقال : مش مكتوب اهنه موجوف ليه .
المدير : منا جولتلك اننا منعرفش السبب، لانهم مجالوش فى القرار، بس انت ممكن تسال المحامى بتاعكم، يمكن يعرف حاجه .
شاكر : انا هروح للمحامى دلوك اما اشوف اخرتها ايه فى الوجعه الطين دى .
اخذ الروقه وذهب الى مكتب المحامى،دخل له حتى دون ان يدق الباب، وضع الورقه امامه على المكتب قائلا بحده : ممكن تفسرلى ايه ده ؟
نظر علوان لغضبه الشديد واخذ الورقه نظر بها،بالرغم غضبه من دخوله بهذه الطريقه، لكنه لايريد ان يتشاجر معه،اعاده قراتها اكثر من مره وقال :مخبرش انا حاجه عن الموضوع ده، هتصل بناس اعرفهم فى النيابه واعرف ايه سبب  ده،اجعد على ما اسال .
شاكر فى غضب : معايزش اجعد ولا اتهبب، امى فى المستشفى ولازما اروح ادفع لها فلوس،وانت تجولى اجعد .
علوان : وانا بيدى ايه ؟! النيابه هى اللى وجفت الدنيا، مش انا، وجولتلك هشوف وجفوه ليه، معايزش تجعد انت حر،وبعدين ابوك هو اللى مرضيش يفك الوديعه، ويغيرها خاف على الارباح  .
سكت شاكر وظل واقفا مكانه، امسك علوان هاتفه واتصل باحد من اصداقاؤه يعمل بالنيابه،الذى اخبره بامر قضية بهيره ،انهى معه المكالمه ونفخ فى غضب قائلا : كانها غفلجت من كل ناحيه .
شاكر : حُصل ايه جول خلصنى؟
علوان : بهيره مامتتش ورافعه جضيه انها لسها عايشه، والحكومه وجفت كل حاجه تخصها،والوديعه لسه باسمها فاتوجفت .
لم يستوعب شاكر ماقاله علوان قائلا : بهيره مين ؟! بت عمى اللى دفنها من فتره دى كيف يعنى طلعت من التربه يعنى ولا ايه؟! تكون ….(تذكر انهم ظنو انها احترقت فى السياره)  مفهمش انا ؟
علوان : معرفش انا هروح دلوك النيابه عشان افهم الموضوع .
شاكر رافضا : مهتخرجش من اهنه الا لما تفهمنى كيف رجعت، وبعدين احنا معنا شهادة وفاتها، كيف يعنى تجول اكده ؟
علوان بزهق: واه وانا ايش عرفنى انا، بجولك روح شوف حالك دلوك وصرف امورك، وانا هروح اشوف موضوع بهيره ده واجى افهمك .
امسك علوان ذراعه وخرجا معا من المكتب عنوه، واغلقه وتركه مسرعا،ظل شاكر واقف مكانه للحظات لايفهم شئ، وهو يقول لنفسه : هو مين اللى مات ومين اللى عاود يعنى بهيره عاودت كيف يعنى؟!مش هى اتحرجت فى العربيه ويا عمى كيف ده ؟!
ونظر حوله لم يجد علوان فقد ذهب،فتحرك هو الاخر مسرعا ليفكر فى حل .
………………
انتهت العياده ودخل على الى عبير قائلا : خلاص كده خلصنا .
ابتسمت عبير قائله : طب اقعد عايزه اتكلم معاك شويه .
توتر قليلا وجلس قائلا : اتفضلى .
نظرت اليه عبير بدهاء قائله : قولى بقا ايه حكايتك ؟لما كنت عندنا مكنتش على بعضك، شويه القيك بتجز على اسنانك وبتبتسم ابتسامه غريبه كده،وشويه بتعيط ومش على بعضك،وشويه مبسوط وعنيك هترقص من الفرحه فى ايه بقا ؟!
ابتسم بخجل وفرك فى راسه قائلا : ايه ده هو انا كنت مفقوس قوى كده؟ (نظر اليه مستفها) ولا انت اللى كنتى مركزه معايا ياخالتو ؟
ضحكت قائله : الاثنين ياروح خالتو قولى بقا قر واعترف .
ابتسم وتنهد قائلا : اعترف بايه بس متسبينى باللى انا فيه .
ابتسمت قائله: اهو هو ايه اللى انت فيه ده بالظبط ؟
تنهد مره اخرى ولكن هذه المره ممتزجه بالالم وسكت شاردا .
اخذت نفس وزفرته قائله: بتحبها قوى كده ؟
اغمض عينه وتنهد قائلا : كلمة بحبها دى قليله قوى على شعورى نحيتها، اول ماحكتيلى عنها كنت هتجنن ونفسى اشوفها كانت صعبانه عليا،لكن اول ماشوفتها قلبى فضل يدق بسرعه لدرجة انى خفت ليقف منى، مكنتش فاهم انا حصلى ايه،رغم ان جملها مكنش باين اصلا من لبس الرجاله اللى لبساه،قولت يمكن متأثر بكلامك عنها،لكن مع الوقت كل يوم كنت بحس انى حبى لها بيزيد مش عارف حاجه بتشدنى لها،لحد لما كانت بتعيط كان نفسى اقوم اخدها فى حضنى، واطبط عليها واقولها متاخفيش، انا معاكى وهساعدك وهحميكى وقتها حسيت انها خطفت قلبى وامتلكته(تنهد )،لكن بعد كده لما فكرت، لقيت انه وعد مش هقدر اوفى بيه، مش هقدر انفذه،مملكش انى اساعد نفسى حتى،انت عارفه ظروفى يعنى وبشتغل عشان اساعد بابا بعد ما طلع من الشغل،ولولا انك اصريتى اشتغل معاكى، مكنتش سيبت المحامى حتى لو هسقط،المهم انى اساعد بابا مش هسيبه فى محنته وافكر فى نفسى حتى لو قلبى هيوحعنى .
اخذ نفس وزفره وامتلاءت عيونه بالخزن والالم،ابتسمت عبير بحزن على حال ابن اختها، وقررت من داخلها ان تساعده،لكنها لن تخبره فهى لاتعرف هل تستطيع ام لا، تنهدت قائله: طب خلاص ياعلى روح انت عشان مذاكرتك .
هز راسه بالموافقه وقبل ان يخرج قال بحرج : ممكن متقوليش لحد  على الكلام اللى قولته ده ممكن ؟
ابتسمت وهزت راسها بالموافقه،خرج وهو موجوع،قامت هى الاخرى اغلقا العياده وعاد كل منهم الى منزله .
…………….
بعد عدات سعات عاد شاكر الى المستشفى،وعندما راه فايز اقترب منه قائلا : ايه اللى اخرك اكده ؟
تلجلج شاكر قائلا : هبجا جولك بعدين المهم جبت الفلوس هدخل ادفعها،امى عامله ايه دلوك ؟
فايز : الدكتور طمنى جالى حالتها بتتحسن ولو فضلت على اكده هيطلعا بكره ان شاء الله.
شاكر : زين الحمد لله هدخل ادفع واعاود .
دخل شاكر دفع مبلغ تحت حساب المستشفى وعاد الى اخيه،ظل معه وهو شارد ،اتى اليهم الطبيب قائلا : الحمد لله حالتها اتحسنت كتير وهننجلها دلوك لغرفه عاديه، وعلى بكره الصبح هتطلع ان شاء الله .
فايز : انا مفهمش كيف عندها ازمه قلبيه وكيف خفت وهتطلع ؟
الطبيب : هى مش ازمه قلبيه بالمعنى اللى جه فى بالك، هى كان عندها صدمه شديده، من شدتها قلبها كان هيجف، بس الحمد لله لحجتوها وجبتوها، واحنا عملنا الاسعافات اللازمه .
فايز : اه اكده فهمت .
لاحظ فايز على شاكر الشرود، ظن انه قلق على والده فربط على كتفه قائلا : متخافش انا كلمت اختك الكبيره، وهى راحت عند ابوى، وطمنتنى انه نايم ومدريش بحاجه، وفهته ان امى تعبانه مرهقه يعنى .
هز شاكر راسه دون كلام، خرجت رقيه من العنايه المركزه، وتم نقلها الى غرفه عاديه، جلسو معها لكنها لم تتحدث معهم فى شئ،فقد اتت اخواتهم البنات وجلسن معها،وذهب شاكر وفايز وتركها معهم، عادا الى المنزل لاحظ فايز سكوت شاكر الغريب، وقبل ان يساله رن هاتف شاكر فرد مسرعا قائلا : ايوه يااستاذ عرفت ايه الموضوع ؟
علوان : ايوه عرفت بس لازمً اعرف منك انت دفنتو بهيره كيف ؟
شاكر : كيف يعنى ؟
علوان : يعنى على اى اساس جولتو انها ماتت ؟
علم شاكره ان عليه اخباره بالحقيقه فقال : طب انا جايلك دلوك عشان مينفعش الحديت ده فى التلفون .
هم ليخرج فامسك به فايز قائلا : انت رايح وين دلوك ؟
شاكر وهو خارج : لما اعاود هجولك .
وتركه دون ان يلتفت له،وصل مكتب المحامى وجلس معه قائلا : هى بهيره عايشه صُح ؟
علوان : لما تجاوب على سؤالى هجولك ان كانت هى ولا لاء .
تردد شاكر للحظات واخبره بالحقيقه،ففكر علوان قائلا: يعنى انتو جولتو انها اتحرجت فى العربيه مع عمك، ومدورتوش عليها ودفنتو الدثه اللى خدتوها من البحر وخلاص ؟
شاكر : ايوه .
 اخذ نفس وزفره قائلا : يبقا كده هى مكانتش ويا عمك فى العربيه، وهى دلوك رافعه جضيه عشان تجول انها لسها عايشه، وعايزه تاخد حجها منيكم .
 فكر شاكرقائلا  : خلاص احنا هنكدبها ونجول انها مش هى .
علوان : ايوه فتطلب هى مطابجة البصمات، وتحليل dna وتثبت انكم شهدتم زور وتحبسكم وممكن كمان تتهمكم انكم زورتو شهادة وفتها ودفنتو اى دثه على انها بنتكم .
انتفض شاكر قائلا: كيف ده يعنى تهرب وتيجب لنا العار، وكمان تحبسنا ليه يعنى .
علوان : عار ايه هى مهربتش هى راحت لعمها، يعنى فى جعدة رجاله تركبكم الغلط،خصوصى لو شهدتو ضدها،اصبر علي اكده هروح اشوف المحامى بتاعها،لو بعها لنا يبجا خلاص هنخلص الموضوع من اول جلسه، لجيته متمسك بقضيتها يبجا نحسبها ونشوف مصلحتنا فين .
نفخ شاكر عابسا : طيب ماشى انا همشى دلوك ولما ترجع ابجا جولى عملت ايه ونتفج هنعمل ايه .
علوان : تمام اتفجنا  .
تركه وخرج شاكر عاد الى منزله ولم يتحدث مع احد فى الامر .
……………
جلست عبير مع بهيره، علمتها كل شئ عن الحاسب الالى وكيفية التعامل معه،وبعد ان انتهت نظرت لها قائله: انت شاطره جدا واتعلمتى كل حاجه بسرعه .
ابتسمت قائله: تسلمليى يارب هو منغيرك كنت عملت حاجه .
عبير : لاء طبعا لو انت مش شاطره اصلا مكنتش انا قدرت اعمل حاجه انت الاساس .
فكرت بهيره قائله : تعرفى زمان وانا صغيره كانت امى تحكيلى قصص كتير، وديما تعلمنى انى اكون قويه .
ابتسمت عبير قائله : طب وليه استسلمتى بالسهوله دى ؟
تنهدت بالم وحسره : لما ابوى مات اتوجعت جوى، بس فضلت واجفه على رجلى، رغم انى كنت لسانى صغار،لكن لما اتكسرت امى جدامى،اتكسرت وياها ومجدرتش افكر حسيت الدنيا وجعت من حوليا،ملجيتش حاجه اتسند عليها،عمى عمري طفش من البلد وجال مهيعودش تانى، وعمتى دوزها مرض ومبجتش فاضيه تاجى تشوفنى، وانا متعودتش اشكى وجعى لحد .
تعجبت قائله : ليه مكنتيش بتقولى ليه مصرختيش وسمعتى الكل صوتك ؟!
اخذت نفس وزفرته : كنت اسمع امى تجول اللى ميحسش بوجعك، مفيش كلام هيوصله صوتك .
عبير بحزن : لاء طبعا لما هتصرخى الكل هيسمع صوتك، ومره مع مره اللى محسش هيحس ويفهم .
بهيره : يا دكتوره يعنى هما مفهموش من شكلى، ومن حالى كلامى هيفرج وياهم .
اخذت نفس وزفرته : اكيد طبعا لان الشكل ده ممكن يكون اختيارك،وخلى بالك الظالم لما نسكت على ظلمه، بيفكر انه صح، وبيزيد فى ظلمه،مش بس كده ده بيحاول يقنعك انه على حق، وانك انت اللى ظلماه .
ابتسم بهيره قائله : صُح هو ده اللى كانت بتعمله مرات عمى ديما وياى،بس انا عمرى ماشوفتها اكده،كنت بشوف انها حسبها غلط ومسيرها تفوج وتفهم .
عبير : تفتكرى هى فهمت دلوقت ؟
سكتت بهيره وكان سؤالها افاقها، انها كانت مخطأه لانها كانت تظن انها لاتملك حيله،ولكن الحقيقه انها تملك ولكنها استسلمت ولم تقاوم،اكملت عبير : انت اول ما اخدتى قرار تقومى، قومتى وخرجتى من تحت جناحها،يعنى من الاول القرار كان فى ايدك .
نظرت اليها قائله : هو فعلا القرار طول عمره فى يدى، بس كانت مربطه،ولو كنت خرجت منغير سبب كانو جالو عاليا خاطيه، وجتلونى ومليش ديه، عويدنا اكده  البنت حدانا ملهاش ايها حج .
هزت راسها رافضه : عوايدكم دى غلط،بس انا مش هلوم عليكى، انت كنتى فى لحظة ضعف، وهى استغلتها كويس، داست عليكى فى لحظة انكسار، وعمرها ما كانت هتسيبك،عموما الحمد لله ان ربنا نجاكى وخرجتى واتمنى انك تكونى اتعلمتى الدرس كويس .
اخذت نفس وزفته قائله : ايوه اتعلمته زين، وعمرى ماهنساه ابدا درس خد من عمرى كتير .
ربطت على كتفها قائله : انا متأكده من ده هسيبك بقا(اتتها فكره) ولا اقولك ايه رايك تيجى معنا ؟
تعجبت قائله : اجى معاكم وين ؟
ابتسمت : انا بحب اخد البنات افسحهم، والنهارده يوم الفسح بتعنا، ايه رايك تيجى معنا هنروح الملاهى .
تفجات بهيره قائله: انا اتفسح وياكم بس يعنى بناتك مهيضيجوش منى .
عبير : لاء مش هيتضايقو بالعكس هيفرحو .
بهيره : هى بعيده الملاهى دى ؟
عبير : هو انت متعرفيش ايه هى الملاهى ؟
بهيره : لاه معرفاش .
عبير : طب عموما انا متاكده انك هتتبسطى جدا منها، يالا البسى واجهزى وانا هروح اشوف البنات .
تركتها ودخلت بهيره استعدت للخروج، وهى غير مصدقه انها ستخرج،فهى حتى وهى متنكره فى زى ولد كانت تخاف الخروج،كانت خائفه من ان يكون حلم وتستيقظ منه فجأه،وتعود الى ما كانت عليه،لكنها كانت قد اخذ قرارها ان لن تستسلم مره اخرى،
 بعد ان عادو من الملاهى كانت بهيره سعيده جدا فهذه المره الاولى تذهب الى مكان كهذا .
نظرت لها عبير وللسعاده فى عينها قائله : متخيلتش انك مروحتيش الاماكن دى قبل كده ؟
ابتسمت بحزن قائله : هروحها كيف وويا مين بس ؟! انا معرفاش ايه ده؟ اتارى فى عالم تانى ودنيا تانيه ماريتهاش جبل اكده،كن الواحد كان مسجون وهو مداريش .
ربطت عبير على كتفها قائله : منه لله عمك وولاده حرموكى من الحياه نفسها .
تنهدت بابتسامه حزينه : هما اصلا ماكنوش عايزنى اعرف ان فى حاجات فى الدنيا غير بيتهم، عشان مفكرش اخرج منيه، واتنى محبوسه فيه برضايه وبمزاجى، الحمد لله ان طلعنى من عندهم، وابعتك ليا يا دكتوره،وربنا يباركلك فى بناتك دول دمهم زى العسل حبيتهم كتير .
عبير : ابقى تعالى اقعدى معاهم فى اى وقت تحبيه .
بهيره بسعاده : واه ممكن ده تسلملى يارب  .
ضحكت عبير من فرحتها بامر بسيط كهذا وعلمت كم كانت اسيره وحبيسه لديهم .
…………….
دخل علوان مكتب جلال وكان قد حدد معه موعد من قبل،جلس فى الانتظار قليلا ودخل له،كان ينظر الى المكتب ويتفحصه بنظره فهو مكتب فخم، اقترب منه ومد يده قائلاه : علوان ذكرى  المحامى جاى حسب المعاد .
ابتسم قائلا : اهلا بيك ممكن اعرف انت جاى بخصوص ايه ؟
علوان : منا جولتلك فى التلفون قضية بهيره .
جلال : اه افتكرت اسف القضيا كتير فنسيت،اتفضل قول وانا هسمعك .
فكر قائلا: زين انا محامى عزمى عمها،وكنت جاى اعرف هى كيف ظهرت؟ وكانت فين ومعاودتش البلد ليه ؟
ابتسم جلال فهو يفهم مغزى سؤاله ونظر اليه قائلا : هى استنجدت بعمها اللى كان عايش فى مصر، لما موكلك غصبها تتجوز ابنه، وهو راح اخدها من هناك وخلاها عنده فى شقته، بس للاسف اتوفى قبل ما يقولهم،وهى لما عرفت انه مات وانهم قالو عليها ماتت خافت ترجع لهم،وكان الحل انها ترفع قضيه تثبت فيها انها عايشه الاول، وبعدين ترجع .
علوان : وايه اثباتك انها هى مش بنت تانيه ؟
جلال : عندى شهود هيشهدو بده فى المحكمه .
علوان : مين دول ؟
ابتسم قائلا: هو ده سؤال بردو من محامى مخدرم زيك .
اسند علوان ظهره على الكرسى قائلا : اه تمام طب انا جاليك بعرض، وشوف كده يعنى يلزمك كام وتسيب القضيه دى ؟
نظر له فى غضب قائلا: انت لولا ضيفى وفى مكتبى كان هيبقا ليا رد تانى،طلبك مش عندى .
علوان : متكبرش الموضوع احنا كده كده هنكسب الجضيه، اللى عندك دى مش بنتنا يعنى مسالة وجت وهتنتهى .
ابتسم جلال قائلا : لو مش بنتكم مكنتش جيتنى تعرض عرض زى ده .
علوان متحديا : المحاكم لعبتى والقانون ده مزاجى، واعرف كيف اخسرك الجضيه .
ابتسم واثقا : والقضيه خلصانه من قبل ما تبدأ،ونصحيتى ليك شوف فين الكفه الكسبانه وخليك معها .
لم يفهم قصده قائلا : مافهمش تقصد ايه ؟
اسند ظهره على الكرسى وابتسم قائلا: يعنى بهيره لما ترجع للحياه، هترجع فلوسها وارضها، اللى هى تقريبا ما يقارب ستين فدان،يعنى اللى هيورثه عزمى من مراته اللى اتقلت ، بعد ما اخوها ياخد حقه، هما  يداوب عشرين فدان،تفتكر مين كده كفته اتقل؟!فكر فيها واحسبها كويس .
فكر علوان وشعر ان كلامه صحيح، وانه قد يخسر القضيه فامسك ذقنه قائلا: فى حاجه مهمه البنت جاصر ولم تصل سن التقاضى .
اتسعت ابتسامته قائلا: لاء تمته قبل بدأ القضيه بكام يوم، مش هتفوتنى دى بردو،وخلى بالك بعد ظروف عزمى الصحيه الوصايه هتتسحب منه .
اخذ علوان نفس وزفره قائلا : واضح انك عارف كل حاجه عنهم،عموما انا همشى دلوك وابجا اتواصل معاك تلفونياً .
جلال بابتسامة المنتصر : شرفت المكتب واهلا بيك فى اى وقت بس منغير عروض .
ابتسم علوان وقام قائلا : الشرف ليا انى اتعرفت بيك عن اذنك .
خرج علوان وهو يفكر فى كل ماقاله المحامى، وعاد الى البلد واتصل بشاكر واخبره، انه سيأتى اليهم فى المنزل ليخبرهم بما حدث، كان على شاكر اخبار والدته واخيه بالامر، فهو لم يخبر احد خوفا على والدته،صعد الى الاعلى كانت هى بغرفتها مع والده،فدخل لها قائلا : ابوى عامل ايه دلوك ؟
رقيه : الحمد لله نايم لساه واخد العلاج فى حاجه ؟
شاكر : تعالى وياى بدى اتحدت وياكى بره شويه .
هزت راسها بالموافقه وخرجت معه،اخذها ودخل غرفة فايز الذى تعجب من قدومهم قائلا : فى حاجه حصلت ؟
شاكر : اللوال طمنينى عليكى يااما عامله ايه دلوك ؟
نظرت اليه رقيه عابسه : عايزه خلص انا بخير مفياش حاجه .
اخذ شاكر نفس وزفره قائلا : المحامى جالى على كارسه جديده،بس مجدرتش اجول الايام اللى فاتت، من ناحيه انت كنتى تعبانه، ومن ناحيه تانيه اخوتى البنات كانو اهنه .
شعرت رقيه ان الامر كبير فقالت : اتكلم منغير مجدمات كتير جول .
تردد قائلا : المحامى جالى بهيره بت عمى لسها حايه .
فايز مستنكرا: بهيره مين ؟
شاكر : واه هو احنا نعرف بهيره غيرها فى ايه ياواد ابوى متصحصح اكده معاى .
فايز غاضبا : انا اللى اصحصح بهيره ماتت ويا عمك فى العربيه، وطلعتنا شهاده وفاه ليها من زمان .
شاكر : لاه مكنتش وياه، اللى عرفته انها مامتش ولسها حايه، ورفعه جضيه عشان تجول انها حيه، ووجفت حسابات البنوك كلها .
وضعت رقيه يدها على راسها قائله : بوه منك لله يابهيره، كيه الجرش المسح كل منخلص منك تعاودى تانى، بوه اه يانا ياراسى كيف مفكرناش فى ده، ليه محدش راح دور عليها، حتى ولو مباب الاحطياط، اه يامرارى ياناى .
فايز رافضا : كيف ده يعنى وهوده كلام يتصدج، دى واحده نصابه،وجايه تاخد فلوسنا .
شاكر : معرفش المحامى راح يفهم وهيجول لنا دلوك هو عرف ايه،بس كان لازم اخبركم جبل لايجى، عشان متحصلش مصيبه تانيه .
رقيه بعديد : هى مالها المصايب عماله تنزل علينا اكده ليه، اه يانفوخى خلاص مخى مجدراش افكر اه اه .
شاكر : اهدى اكده يا امه احسن توجعى تانى، وانا روحت استلفت تانى عشان ادفع فلوس المستشفى .
نظرت اليه رقيه غاضبه : استلفت من مين ؟
شاكر : من عم درغام بس مليش عين اطلب منه فلوس تانى .
فايز : وهنعمل ايه الفلوس اللى فى الدار اصلا جربت تخلص .
شاكر : بجولك يااما بيعى الدار الجديمه، مش هى باسمك اهو نمشى حالنا بيها .
رقيه بعديد : ياريت كان ينفع، دى دارى انا واخواتى البنات، يعنى مش بتاعتى لحالى، وانا وجفتلهم في بيعها زمان، مظنيش انهم هيسبونى ابعها دلوك .
فايز : طب وهنعمل ايه دلوك ؟
شاكر : معرفش لما يجى المحامى ويقول لنا عمل ايه .
فكرت رقيه قائله : انا هنزل دلوك امشى الشغالين كلهم عشان محدش يعرف حاجه .
تركتهم ونزلت كلمت العمال وطلبت منهم الذهاب،وفور تاكدها من ذهابهم،نزل شاكر وفايز وجلسو جميعا ينتظرو قدومه، وهم على احر من الجمر، وكأنهم ينتظرون لحظة النطق بالحكم عليهم، رن جرس الباب فانتفض الثلاثه واقفين،صعدت رقيه الى الاعلى وقفت ترقبهم وتسمعهم من الاعلى،دخل علوان القى التحيه قائلا: السلام عليكم اسف على التاخير بس لسانى جاى من السفر .
شاكر : وعليكم السلام ولايهمك اتفضل جُلنا ايه اللى حُصل ؟
جلس علوان وجلس شاكر وفايز ونظر له بانتباه،تنحنح قائلا : انا روحت للمحامى بتاعها،واضح انه خابر زين هو بيعمل ايه،ومالى يده تمام .
شاكر : يعنى اتاكدت انها هى بهيره؟
فايز : ريتها بنفسك ؟
علوان : لاه طبعا مريتهاش بس هو جال ان معاه شهود وورج .
جز شاكر على اسنانه غاضبا : مين الشهود دول ؟
علوان : مجليش وده متوقع المهم دلوقتى اللى جاله مهم جوى، وهو اللى خلانى اجى لكم اهنه .
شاكر : جال ايه ؟
علوان : جال ان بهيره لما تعاود للحياه، هتاخد ارضها كلها تانى، يعنى فيه ستين فدان هيتشالو من الورث بتاع نواره، واللى هيتبجا ليكم اربعين يتجسمو بينكم وبين اخوها،وكمان لو طلبت بحج الوصيه والواجبه من ورث عمري تاخد تانى،يعنى فى كل الاحول مهتخدوش غير حاجه بسيطه من الارض، يبجا الاحسن لكم انكم تاخدها بالحضن وتفرحو برجعتها مش تزعلو .
نظر له الاثنان فى صدمه وسكتو للحظات لاستيعاب ما قال، ابتلع شاكر رقيه قائلا : يعنى بهيره لو عاودت هتاخد ارضها كيف يعنى مفهمش ؟
علوان : الجانون بيجول ان اذا واحد فكرنها مات ورجع، بياخد كل حاجته تانى، وحتى لو اتباعت بيتلغى البيع او ياخد حجها فهمت .
فكر فايز قائلا : تقصد ان برجوع بهيره اغلب الارض ترجع، وخصوصى انها مهر مش بيع وشرا،واللى يتبجا يتجسم بنا وبين اخوها،يعنى فعلا مصلحتنا ان بهيره تعاود .
شاكر : طب ماهى هتاخد الارض كلها واحنا مهناخدش حاجه .
علوان : هى مش بتكم وعايشه وياكم .
فايز : وكمان هتبجا مرتك يعنى كل حاجه فى الاخر لنا .
تنبه شاكر للامر قائلا : ده اكده تبجا كانها طابت ووجعت فى حجرنا تانى .
علوان : عشان اكده جيت لكم على طول، عشان تبينو جدام الكل انكم فرحانين لرجعتها،مش اكده وبس وانكم ندمتم على انكم زعلتوها كمان .
فكر شاكر قائلا : مخابرش عموما احنا هنفكر ونحسبها زين ونجولك .
قام علون وقف قائلا: تمام فكرو براحتكم وبلغونى قراركم .
تركهم وخرج نزلت رقيه جلست معهم نظر لها شاكر قائلا : ايه رايك فى اللى سمعتيه يا اما؟
نفخت فى غضب قائله : معرفاش دماغى واجفه مجدراش افكر، سيبونى شويه افكر وارد عليكم،لازم احسبها زين عشان القرار اللى هناخده مامنهوش رجوع .
كان كل منهم مشوش الذهن ولايعرف ماذا يفعل او يقول .
يتبع..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى