روايات

رواية جنون العشاق الفصل الثالث عشر 13 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الثالث عشر 13 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء الثالث عشر

رواية جنون العشاق البارت الثالث عشر

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الثالثة عشر

عاد جاسر مسرعا إلى منزله يبحث عن ياسين فوجده كعادته منذ رحيل فرح يقبع فى الظلام فى غرفته شارداً فى ذكرياته معها ويحتضن زجاجة عطرها فأضاء جاسر مصباح الغرفه مما أزعج هذا المنكمش على فراشه وهتف بضيق : إطفى النور
فأجابه جاسر بحده : لأ لإمتى هتفضل كده لازم تفوق وتحاول تصلح بلاويك متستناش من حد يساعدك كله هيتفرج ويساعد بالكلام لحد ما تضيع منك نهائى
إنتفض ياسين سريعا ثم ركض نحوه سألا برعب : تضيع منى ليه انت سمعت حاجه شهد قالتلك حاجه
زفر بضيق : وشهد مالها بالموضوع أنا بكلمك انت هى هناك زى الورده اللى دبلت وانت هنا بتموت لحد ياياسين رجع مراتك وإعمل المستحيل عشان رضاها
تنهد بيأس ثم جلس على حافة الفراش ووضع رأسه بين كفيه لبعض الوقت ثم نظر له مجددا بخزى : وتفتكر هترضى بيا تانى
جلس جاسر بجواره ورتب على كتفه : صعب بس مش مستحيل حاول مره وألف لحد ماتلين اللى شافته مش شويه حاول تثبتلها طول الوقت إنك إتغيرت إنك بتحبها فعلا مش مجرد كلام حاول تعوضها اللى فات قبل فوات الأوان
نظر له بعيون تُشِع بالأمل وصوت ملهوف : وانا موافق بس ترجع
خبطه براحه يده على كتفه بخفه : طيب قوم إفتح الستاير ونور المكان وهويه بدل مهو قبر كده وأنا هنزل أشوف العالم اللى تحت دى عبال ما تحلق وتروق وتستحمى وتتعطر بدل ما انت شبه الكفار كده البنت هتنسرع
هب واقفا بحماس : هوا
بدأ فى الإستعداد للذهاب بينما نزل جاسر يبحث عن والده وما إن وجده حتى أخذه وذهبا إلى جده وأخبرهما بالأمر وكانا أكثر من مرحبين فقد أحبا فرح كثيرا وأخبرهما برغبته فى الزواج من شهد فتهلل وجهيهما بينما اعترضت عظيمه التى دلفت للتو حينما وجدتهم مجتمعين لترى ما يحدث : وإنت يعنى ملتجتش إلا بت عزت
– آه
نظرت له بتعجب : ياسلام ما طول عمرك بتكرهه
– ولا زلت
رفعت حاجبيها بدهشه : به أومال كيف عتناسبه
أجابها بهدوء : أنا هتجوز البت مش أبوها
إعترضت بقوه : أنى مريدهاش
رفع حاجبه بسخريه : وإنتى مالك أنا اللى هتجوز مش إنتى
– وه إنت من أولها عتتصدرلها
أجابهة بإبتسامه مستفزه : ليه لأ مش هتبقى مراتى
سألته بإستنكار : وبت أختى
أجابها ساخراً : خلليها مع المش
فصاحت بغضب : البت دى معتعتبهاش أنى جولتها كلمه ومن بكره عجوزك ست ستها
زفر بملل : مش هتجوز غير شهد
– ليه اللى خلجها مخلجش غيرها ولا خلاص كلت عجلك ونستك ناسك وأبوها اللى مطيجهوش هتتحمله كيف ولا عتتعلم النفاج على آخر الزمن
نهرها بضيق : مش أنا اللى بنافق وإنتى عارفه ده كويس ولو على أبوها فكرهى ليه بقى الضعف بعد ما عرفتها
ثم صر على أسنانه بغضب : الحيوان ياما سقاها المر
– بجى إكده
لاحظ لمعة عيناها بالشر فإنفعل غاضبا وصاح بها : جسما عظما لو خربتى الجوازه دى ولا أذيتى شهد لجيب عليها واطيها وإنتى خبرانى زين أنا مش ياسين فاهمه
– إنت اتجننت بتزعج فيه
لم يهتم لإعتراضها : يلا اجهزوا خلينا نروحلهم
إتسعت عيناها بغيظ : دلوك
فأجابها بهدوء : آه خير البر عاجله
وجدت أن من الأفضل أن تذهب معهم وتخرب الزيجه : وأنى منياش جايه إياك
إبتسم بمكر : إنتى أولنا
إبتسمت بثقه لكن بسمتها تلاشت حينما أكمل قائلا : عشان تعتذرى لفرح
– باه
صاح بها : يلا
فنظرت حولها ووجدت زوجها وأباه ينظران لها بإشمئزاز فوافقت مرغمه
_______________
منذ أن أُجهضت فرح أصبحت أخرى لا روح فيها أبدا مهما يحدث حولها لاتبالى بارده بلا مشاعر لم تحاول حتى أن تتركه وترحل فهو من وفرت عمرها من أجله وفعل بها كل هذا إذا فماذا سيفعل بها الآخرين ستظل تحيا هنا لترى انتقام الله منهم ثم ترحل مطمئنه بعيدا عن الجميع
اما ياسين فأصبح بائسا حزينا أكثر إنطوائا لا يهتم بأحد أو لأحد ومهما إقترب ومهما فعل هى كتمثال جليدى لا تعبأ له مما جعل جبال قوته تنهار ولكن جاسر أعاد له الأمل مجددا وشجعه على المضى قدما وذهب مع عائلته متحمسا لعودتها
بينما حسم عز أمره وحدث والدته فى أمر زواجه من رحمه لكى تقنع والده وأخبرها أن تحاول إقناعه من خلال الماده حتى يوافق فرحمه وحيدة أباها وسترثه وحدها ونفذت دون تفكير فحزن عزت وأخبرها أنه سيفكر ثم جلس فى الشرفه شاردا حزينا فلأول مره تحاول ساميه إقناعه بشئ من خلال الماده فدائما تستخدم الحكمه والحب فى توجيهه وهو يوافقها بطيب خاطر فهى النور الوحيد الذى يضئ عتمة أيامه هو ليس بقاسى جاحد كما يظنون هو تعرض للمهانه والخزى كثيرا من أب طامع شحيح لم يرحمه حتى أصبح مثله وأبلاه بزوجته تكمل ما بدأه اباه فهو ضعيف منذ صغره لم يكن ذو بنيان قوى فقد تعرضت والدته للكثير فى حملها بسيب شح والده الذى تزوج بأخرى فى ذلك الحين طمعا بأموالها رغم حمل زوجته كما أنها لديه منه طفل آخر ولكن عروسه الجديده كلفته الكثير وعلم أنه إذا استمر بزيجتها ستفنى امواله واموالها معا فطلقها وعاد إلى زوجته التى ارهقها العمل لتقتات العيش لها ولإبنها الصغير فخرج عزت للحياه ضعيفا مريضا كلف والده أموالا كثيره ليصبح كباقى ذويه لذا فهو يمقته وقد أثرت معاملته عليه كثيرا حتى أنه فشل فى دراسته مما يعانيه من أباه وأصبح أقل من إخوته فى كل شئ لذا حينما طلبت ساميه منه أن يترك عز وشهد يكملا تعليمهما وافق برحابة صدر ليعوضا فشله وحينما قررا العمل وشق طريقهما وافق وساعدهما دون أن يعلما فهو رفض مساعدة عز حتى لا يبدو ضعيفا متهاونا ولكنه أعطى المال لساميه حتى تساعد عز وتخبره أنه مدخراتها كذلك شهد قد جعل من يراقبها ليحميها من أى أذى فهى فتاه جميله مرغوبه وأكثر من يكن لها الشر هى كوثر وهو يقسو عليها خوفا من أن يفلت زمامها منه وتلك الحقود كوثر دائما ما تثيره نحوها فيطلق غضبه عليها ويندم فيما بعد ولكن لا يرى ندمه وحزنه سوى ساميه عشق قلبه لكنها اليوم تقنعه بزواج عز من رحمه لأن رحمه وحيدة أباها ومدللته ولن يكلفه الزواج شيئا فهما سيمكثان بنفس المنزل مما جعله يختنق منذ متى وساميه تراه مثلما يرونه شحيح ضعيف يشعرهم بالخزى هو لن يفعل كأباه ويزوج إبنه أو إبنته من أجل المال فحينما أراد تزويجها من ياسين لأنه ذو قوه وبأس يستطيع حفظها من غدر الأيام ليس لأمواله وأراد تزويج فرح بعز ليس لأموالها كما قيل بل لأنه يخشى أن ترحل فزوج والدتها يحاول بشتى الطرق اخذها منهم فهى ذكراه من زوجته ولكنه غريب ولن يتركها له كما ستظل بينهم رغم علمه بعشق عز لرحمه وكذلك هى لكنه لا يبدى معرفة بذلك وحاول أن يسرع بالأمر قبل أن يعلم أحد خاصه ياسين لأنها سليطة اللسان لن تتحمل عظيمه وقد تصبح مطلقه سريعا على عكس شهد من عانت من كوثر ستتحمل عظيمه وهو لن تحيا للأبد وستصبح شهد سيدة المنزل بعد رحيلها وحينما قرر ياسين العدول عن رأيه وتزوج فرح غضب حقا لأنه بمنتهى الغباء أشاع الأمر وهذا سيؤثر على سمعة إبنته لذا حينما طلبها شريكه وافق حتى لا تظل بلا زواج نتيجه خطئه وحينما هددها بالزواج من قريب كوثر كان يعاقبها فقط ولكنه كان ينتظر أول فرصه ليلقى بهذا الفاسد بعيدا فهو أدرى الناس بكوثر وعائلتها فرغم أنها واشقائها من امرأتان مختلفتان إلا أن الحقد لديهم واحد ورغم مقتهم لبعضهم إلا أن المصالح أهم من أى شئ لديهم ولكنه رفض شريكه فيما بعدْ بعدَ أن اقنعته ساميه بالود واللين كما اقنعته بالكثير سابقا ولكن ما زاد حزنه وغضبه ما حدث مع فرح لم يظن أن الأمر سيصل إلى هذا الحد فيبدو أن كوثر أهون كثيرا من عظيمه ورغم أنه يحمد الله أنها لم تكن شهد إلا أن فرح أيضا تعد ابنته
يمكن القول أنه منفصم الشخصيه حقيقته تختلف عن تصرفاته يخفى الجيد ويظهر السئ يعشقهم ويبحث عن كرههم فما مر به مع أباه ليس بقليل فقد كان يعامله كالخادم فى منزله حتى حينما قرر الزواج جعله يعمل فى الحقول ليجمع الأموال لزواجه ولم يساعده يوما إلا حينما زوجه من كوثر طمعا بأموالها على عكس إخويه كانا أشِداء فى كل شئ فى علمهما وعملهما وصحتهما فكانا فخرا لأب جاحد
أفاق من شروده ليجد تلك البغيضه تضع يديها فى خصرها وهى ترمقه بسخريه : إيه بتحب جديد ولا إيه
نظر لها بمقت : عتجولى إيه يابومه
أشارت إلى نفسها بغيظ : أنا بومه ياعزت
زفر بضيق : استغفر الله جايه ليه دلوك
سألته بحقد : انت هتجوز عز لرحمه
اجابها بملل فيبدو أنها كانت تتنصت عليهما كالعاده : أنى معجوزش حد هو معادش زغير وعنديه ماله يجوز حاله لحاله
– وبت اختى
– ااه خيتك اللى واكله مراثها جايه دلوك تفتكريها هملينى لحالى الله يرضى عنيكى مفيجش لحديتك الماسخ ديه وعز عيتجوز رحمه هيا اللى تليجله وتسعده
رفعت حاجبها بتهدى : بص ياعزت عشان نبقى على نور الجوازه دى كوم وارضى كوم
– ههههههههههه أرض إيه دى
رمقته بحقد : بتضحك ليه وقصدك إيه بأرض إيه أرضى ورثى
– اااه وإيه دخل أرضك بجواز عز
– هحرمك منها
– ههههههههه وهو انتى كنتى عطيهالى لما عتحرمينى منيهه
تلعثمت وهى تبحث عما تستطيع قوله لمنعه : أأ لأ بس كنت
قاطعها بضيق : كوثر مريجش لسمك دلوك والجوازه دى بعِدى عنيها وأرضك اتحرجى بيها من غير مرعيتى ليها ملهاش عازه
لمعت عيناها بالغضب تهدده : بقى كده طب من الصبح همسكها لولاد اخواتى
أجابها بسخربه : عطو للجط مفتاح الكرار
– أنا هديهالهم يهتمو بيها زيك وأقبض وأبقى أديهم أُجره ولا انت فاكرنى هبله هكتبهالهم
– اتحرجو سوا ومن إهنه وجاى متجيش تجوليلى أرضى ولا تاجى تولولى لما يتخرب بيتك
أرادت إغاظته: ها متفتكرش إنك هتهوشنى مهو يا الأرض يا جوزاة عز
لم يعلق وتركها تهذى وهى تسب وتلعن غاضبه فقد أصبح سلاحها الوحيد الذى تهدده دائما به بلا جدوى فيبدو أنه يأس وتخلى عن فكرة أخذ ثروتها هى لم تنوى يوما إعطائها له بل على العكس كانت ترغب فى إستنزاف ثروته ولكنها لم تحصل يوما على مرادها والآن رفع يده عنها تماما وهى تخشى من عائلتها الطمع فهم جميعا على نفس شاكلتها لذا ستجعلهم يعملون فقط ولن تمكنهم من الأرض
كان عز قريبا منهما وسمعا مادار بينهما وتعجب كثيرا والده لم يهتم بأمر الأرض فقط لإسعاده ظل يفكر ماذا حدث لأباه وقرر أن يتحدث إلى والدته ليعلم ماذا هناك ولكن مشكلة فرح الآن هى ما تشغل باله
(((((((******)))))))
جلست فرح شارده حزينه فى الحديقه تفكر فيما آلت إليه حياتها البائسه حتى قاطع شرودها من ظنت أنها لن تراه مجددا زوج والدتها فرغم الفراق إلا أنه كان يتتبع أخبارها دائما وحينما علم بمصابها أتى ليراها وهو يخشى من أعمامها أن يمنعوه ولكنه وجدها بالخارج فجلس بجوارها وما إن رأته حتى ألقت بنفسها بين ذراعيه تبكى بإنهيار ظلت تبكى وهو يربت على ظهرها بحنو حتى إنتزعتها قبضة قويه من بين يديه فقد أتى الثور الهائج ليصالح غزالته الشارده فوجدها بين ذراعى آخر فصاحت بإنفعال :سيب ايدى
قضب حاجبيه بغضب : انسابتى على روحك بجى أنى جلبى واكلنى عليكى وجاى اراضيكى وانتى مرميه فى حضن راجل غريب
إستنكرت إتهامه بغضب : انت حيوان دا بابا
– بو اما يلهفك بوكى مات من زمن
وضع جاسر يده على كتفه : اهدى ياياسين اما نفهم
صاحت فرح بغضب : عنه ماهدى ولا فهم أنا عاوزه أطلق مش كفايه ضعيت منى كل فرحه مستنياها كمان بتطعنى فى شرفى ياحيوان
رفع يده التى كادت أن تهوى على وجهها فهم زوج والدتها بمنعه ولكن جاسر كان أسرع منه : انت اتجننت إحنا بنصلح ولا بنخرب إسمعها الأول
إعترضت عظيمه بحقد : يسمع اييه مهى باينه كيه الشمس أهه
فنهرها زوجها : اتكتمى ياعظيمه
– إيه يعنى نشوف العفش ونتكتم
هددها الجد بحزم : هتتكتمى ولا نجيب المأذون ونخلص
فضربت على صدرها برعب : يامرى
حاول جاسر تخليصها من بين يديه : اوعى ياياسين سيب ايدها احمرت ياجدع
لم يبالى وسالها بحده وهو يشير براسه تجاه زوج والدتها : مين ديه؟
فاجابه الأخر : أنا جوز والدتها
رمقه بإشمئزاز : حصلنا الجرف
إستنكر إسلوبه الفظ ونهر فرح : إيه قله الذوق دى بقى دا اللى فنيتى عمرك فى انتظاره
لوحت بيدها بعصبيه لتسكته بينما سأله ياسين بلهفه : جصدك اييه؟
فاجابه جاسر بغيظ : واضحه ياغبى
ثم نظر إلى زوج والدة فرح : أنا بتأسف لحضرتك بالنيابه عن فرح
عارضت عظيمه : به بدل ما تطخه
فصاح بها زوجها : أنى اللى عتطخك اتكتمى
ادرك جاسر ما يحدث فحاول الشرح لياسين حتى يهدأ : الاستاذ يبقى جوز والدتها وهو مربيها من صغرها يعنى دى فى مقام بنته وانت مدمرها نفسيا وكانت محتاجه اللى تشكيله ومفيش اقرب لها منه لانها بتعتبره اب تانى ليها دى عاشت معاه وعرفته اكثر من ابوها الحقيقى وهو بيعتبرها بنته فعادى بيواسبها تمام كده وصلت
نظر راشد إلى عظيمه بتحذير : أظن وضحت
تعجبت منه: وه وعتجولى أنى ليه
إبتسم جاسر بسخريه وأجابها بدلا عن أباه : عشان عارفك هنخرج من هنا بفضيحة لو موضحتش الامور ولو الصبح طلعت اشاعه باللى فى دماغك الضهر هيبقى فى خبر اكيد بطلاقك مش كده يا ابو جاسر
أجابه مؤكدا : إكده يا ولدى
– وه انتو اتفجتو عليا
– آه اكتمى بجى اباى
نظر جاسر لزوج والدتها بإحترام : أنا بقول نتكلم جوه وكويس إن حضرتك هنا أهو تساعدنا نصلح بينهم
صاحت فرح : دا مستحيل
فحاول زوج والدتها تهدئتها : اهدى يافرح مش كده هنسمع الاول وبعدين نحكم
ابتسم له ياسين : ابتديت احبك والله
ذهب الجميع الى الداخل واستقبلتهم عائلة الشهاوى حيث خرج الجميع إثر سماع صياح ياسين بالحديقه حينما كان يصيح بفرح ماعدا شهد التى تقبع منذ أن عادت من عملها فى المطبخ تعمل وهى تضع سماعات هاتفها بأذنها ولا تستمع لما يحدث حولها
_______________
بعد ساعات من الإعتذار والترجى وإشفاق الأخرين على حالة ياسين فقد كان ذاهبلا وعيناه كمن فارقه النوم منذ دهر فحاولوا إقناعها معه
لاحظت أن لا فائده من الرفض ستعود ولكن لن تسامحه ستجعله يندم على فعلته وتتأكد أنه لن يسمح بتكرار تدخل عظيمه بحياتهما كما أن زوج والدتها نصحها بإعطائه فرصه جديده فيبدو أنه تألم كثيرا فالجنين كان طفله أيضا وهى أخطأت بمنعه من رؤيتها أثناء خطبتهما فقد لمشاغبه بلهاء وإلا لما حدث ماحدث وبصمتها عن شعورها بالمرض وعما يحدث فما كان يجب لها ان ترضخ لعظيمه وتصبح خادمه فى منزلها كذلك إذا تطلقت ستثبت لعظيمه أنها إنتصرت عليها بحيلها الجاهله ودمرت حب أكنه بقلبها طوال سنوات حياتها فلابد من المثابره والفوز فى معركة حياتها والحب ستجعل ياسين خاضع لها وليس لعظيمه أو أى معتقدات ساذجه
تجمعت العائلتان حولها وهم يؤيدون عودتها لزوجها ووافقت على شرط ألا تحتك بها عظيمه أو أم الخير لأى سبب لا أوامر أو طلبات أو تعليقات لا ضروره لها ولا حتى تلميحات ووافق الجميع ماعدا عظيمه التى إستمالت كوثر نحوها مشتغله إنشغالهم بأمر فرح وإتفقت معها أن تتسبب فى وضع شهد بموقف حرج أمام الجميع يجعلهم يتراجعون عن طلب يدها ووافقتها بترحاب فهى لا ترغب بهذه الزيجه أيضا
أظهرت عظيمه الموافقه المزيفه أمامهم فمال عليها راشد محذراً إذا ما إلتزمت بهذا الإتفاق سيطلقها ولن يهتم لشئ هذه المره ففزعت من تهديده ونظراته المؤكده لحديثه فيبدو جاداً هذه المره لذا ستبتعد قليلا عن فرح الآن حتى تهدأ الأمور خاصه أن الأمر تعقد بزواج هند
تركهم جاسر وخرج يجيب على هاتفه فإبتعد قليلا داخل الحديقه وما إن أغلق هاتفه حتى أطربه صوتها الشادى فإقترب بقلب لهوف ليستمتع بغنائها المرح وكم تمنى أن يكن هذا الغناء له حتى إنتبه أنه بالحديقه فإلتفت يبحث حوله عن الناس حتى لا يسمعها غيره أو يمنعه أحد من سماعها
زفر بإرتياح حينما لم يجد أحد ولكنه إقتضب بضيق حين تخيل إن لم يكن هو هنا وسمعها آخر لذا سيحذرها إقترب من النافذه ولكن قبل أن تراه أو يحدثها سمع صوت خلفها فتوارى عن الأنظار وإستمع للحديث بقلب حزين
نزعت كوثر إحدى السماعات من أذن شهد بحده : بتههببى إيه ياللى ينخفى إسمك من الدنيا
إنتفضت برعب : ااااه حرام عليكى سرعتينى
رمقتها بحقد وهى تتخصر : وهو إنتى بيحوق فيكى حاجه عماله تتمايصى وتترقصى وحسك شبه سرينه الإسعاف والرجاله قاعده بره عاوزه تفضحينا ويقولو معرفوش يربو بناتهم لكن ليه لأ هيا بنت ساميه هتطلع إيه يعنى
إنفعلت بعغضب : لأ بقى احترمى نفسك ماما دى ست الكل إن جيبتى سيرتها على لسانك الزباله ده مش هيحصلك طيب
إتسعت عيناها بغيظ : إنتى اتجننتى بتبجحى فيا يا ناقصه طيب ياعزت ياعزت
صاحت بصوت عالى جعله يأتى راكضا : فى إيه اتجنيتى إياك بتصرخى ليه إكده ناسيه إن الرجاله بره
أجابته بخبث : بنتك المصونه هيا اللى ناسيه وواقفه تتمايص لما حد يلمحها ولما بقولها عيب بتشتمنى
لمعت عيناه بالشر وهو يبحث عن أى شئ يضربها به فوجد اليد الحديديه للمكنسه الكهربائيه إلتقفها وهم ليضربها فصاحت برعب : لاااا والنبى لاااا دى كدابه لأااااا
ركض جاسر كالليث خلف فريسته بينما انتفض الحضور فزعا إثر صراخها وتعجبوا لجاسر الذى يركض وكان الأشباح تطارده ووصل إليه لاهثا وأمسك بيده قبل أن تهبط عليها مره أخرى فتعجب عزت : جاسر بيه جرى إيه
صاح به بغضب قاتل : عاوز تقتلها يامجرم
لوت كوثر فمها بحقد : اكسر للبت ضلع يطلعلها اربعه وعشرين
سحب جاسر العصا الحديديه من يد عزت بقوه ودفعه للخلف واقترب منها بعيون قاتمه وخطوات بطيئه
نظرت له برعب وقلب كاد أن يتوقف فيبدو لها أنه عزم النيه على قتلها : إيه إيه عاوز إيه
غضبه جعل لسانه يستعيد قوته الصعيديه وهو يقترب منها بصوت كفحيح الأفاعى : عجددلك عضمك يا عجريه
نظرت إلى عزت تستغيث : يا لهوى إيه الحقنى يا عزت
رغم ندمه على فعلته الهوجاء ورغبته فى عقاب كوثر لكن الأمر يمس كرامته كرجل فصاح مستنكرا : اخرج بره عاوز تمد يدك على حريمنا
إستدار له وبلمح البصر كان قابضا على عنقه يضغط بجسده للحائط وكاد عزت أن يفقد حياته وكوثر تصرخ مستغيثه ولم يستطع نجدته سوى ياسين حينما سحبه بقوه تاركا عزت يلهث بقوه بعد أن أفلته من براثن جاسر : اعقل يا جاسر جرى إيه هتموت الراجل
صاح غاضبا : دا حيوان كان عاوز
توقف حينما تذكرها ليلتفت سريعا فوجدها ملقاه على الأرض تأن سابحه فى دمائها فرفعها سريعا على ذراعيه وأسرع بها للخارج
سأل عزت بغضب: واخدها فين ديه
حاول ياسين ألا ينفعل عليه : انصحك تسيبه جاسر فى غضبه مبيعرفش أبوه من أمه
حاولت كوثر نفث سمها مجددا : يعنى ياخد البنت كده عينى عينك اقطع دراعى اما كنش فى بينهم حاجه
رمقها ياسين بغيظ : الظاهر إنك محتاجاه يدوقك طعم العصا فعلا إنتى مبتوبيش هو خدها أكيد عالمستشفى قبل ما تفرفر وإدعى ربنا ميعملكش محضر
تعجب عزت : محضر إيه دى بتى وكنت بربيها
– ويعنى عشان بنتك تموتها دا لو عملك محضر وعند معاك اوعدك منتش طالع منها بأقل من خمس سنين سجن جاسر لما ينوى الأذى لحد يبقى الله يرحمه
ابتلع ريقه بخوف فهو قد سمع سابقا عن بطشه وكان يشارك تلك العائله ويتودد لها ويرغب بنسبها لكى لا يلحق به أذاهم والآن بسبب ابنته البائسه وزوجته الحقود سيطاله عقابه وما زاد الأمر سوءاً أنه وقف متصديا له بغباء الآن يلعن نفسه ويلعن غضبه الذى لم يكن له من مبرر ولو كان صفع كوثر لإنتهى الأمر بدون خسائر فقد تموت ابنته والوحيده بسببه وسينال عقاب جاسر والأدهى من ذلك لو صدق حديث كوثر وهناك شيئا ما بينهما فسيقتله لا محاله
ركض كل من بالمنزل خلف جاسر بعدما هلع الجميع إلى المطبخ فور سماعهم صرخات شهد ولكن لم يستطع أحد التدخل ولكن حينما حملها جاسرا راكضا للخارج خرج الجميع خلفه وضعها فى سيارته وإلتفت ليجد امها تبكى بألم وحسره : بتى جرلها إيه
تحدث بهدوء بعكس العاصفة التى تضرب بقلبه الآن: اتفضلى اركبى جنبها
أسرع بالسياره حتى وصل المشفى ولم ينتظر حضور طبيب بل حملها وركض لقسم العظام صارخا بإسم صديقه الذى أتى له مسرعا وتعجب من حالها : شهد ؟!! ايه اللى جرالها؟
أجابه بلهفه : شوفها بسرعه يامحمد كانت فايقه واغمى عليها ف السكه ونزفت كتير
– طب اهدى وأنا هشوفها
بعد الفحص تبين أن مرفق يدها كُسر بجانب بعض الجروح والرضوض على كتفها المخلوع
استيقظت بعد أن تم تجبيسها وإعطائها الأدويه المناسبه بينما صاح جاسر بغضب : الحيوااان والله لسجنه
إعترضت شهد بصوت ضعيف : لأ
أسرع ليجلس بجوارها وسألها بلهفه : شهد إنتى سمعانى
أومأت برأسها وصوتها بالكاد يُسمع : آه
– حاسه بإيه
– ريقى ناشف ودماغى وجعانى وحاسه بتقل فى جسمى أكيد عشان متغدتش
ضحك بصوت حزين : ههه ضحكتينى وأنا مقهور
اجابته بحب : بعد الشر عنك من القهر
– رعبتينى عليكى
– عليا أنا؟ ليه؟
إقترب أكثر يلمس بأنامله وجنتها : ليه إيه إنتى لسه مش حاسه بيا
خجلت بشده وهى تنظر إليه ولا تجد كلمات تسعفها : هه
همس بصوت عاشق : بحبك يا شهد
عضت على شفاهها وهى تتصنع عدم سماعه : إيه
– لأ إيه إيه أنا أقولك بحبك تردى تقولى وأنا بدووووب فيك
– هه
ظهر بعض الضيق على وجهه وهو يتذمر بلطف : إنتى مش حافظه غير إيه وهه
إرتبكت خجلا : آه هه أأ قصدى عيب يا دكتور
– وانتى خليتى فيها دكتور دا أنا بسببك بقيت بلطجى ولولا ستر ربنا كنت بقيت سفاح
رفعت حاجبيها بإستغراب : انت!! ازاى ده؟!!!
تنهد بضيق حينما تذكر : البركه فى ابوكى
– بابا !!!
متخافيش عمره ما هيقربلك تانى
سألته بلهفه : بجد والنبى
أومأ بخبث : آه بس بشرط
– هو إيه
إبتسم بحب : تحبينى زى ما بحبك وأكتر
عضت على شفتها السفليه بخجل : عيب يادكتور
– يوووه عيب إيه بس مهتبقى مراتى
إتسعت عيناها بذهول :أنا؟!! معقول !!!!
– آه
قاطعهما دخول محمد الذى يبدو على وشك الإنفجار فقد جعله جاسر يمنع أى أحد من الدخول فثار عليه الجميع خاصةً بعد أن بدأت ساميه تنوح على إبنتها لظنها أنهم يمنعنها لأن حالتها ميؤس منها
فرافقه جاسر للخارج وأخبرهم أنها بخير لكن لن يراها سوى والدتها فقط لأن أى حركه خاطئه قد تسبب ضرراً جسيما
صمت الجميع والخوف يرتسم على وجوههم وجميعهم عاتب عزت على فعلته بينما إصطحب جاسر ساميه للداخل فركضت لتحتضن شهد فأوقفها محذراً لكى لا تؤذها وأخبرها أنها ستكون بخير لكنه لا يريد إزعاجها فإذا دلف الجميع للإطمئنان عليها سيرهقونها بحديثهم الفارغ كما أنه أراد سؤالها إذا ما كانت ترتضيه زوجاً لإبنتها فهو لا يهتم برأى أى إن كان فى هذه الزيجه سواها فنظرت له بذهول تحول لإمتنان وإقتربت منه تربت على كتفه بحنان وتوصيه على شهد فتنهد بإرتياح وطلب منها أن تعتبره إبنا لها منذ الآن فإحتضنته بمحبه ثم ذهبت نحو شهد مبتسمه تباركها بهذه الزيجه وتتمنى أن يعوضها الله به عما عانت سابقاً
إبتسم جاسر : جرى إيه مش هتسمعينا زغروته حلوه بالمناسبه دى
نظرت إلى إبنتها وتبادلتا نظرات القلق فأدرك خوفهما من ردة فعل الجميع فأصر على طلبه فإستجمعت ساميه شجاعتها لتزغرد بصوت جعل كل من بالمشفى ينتبه ثم خرجت مع جاسر والجميع ينظر نحوها متعجبين فنظرت إلى جاسر تطلب نجدته فإبتسم بثقه ناظراً لهم : مش هتباركولى زى الست ساميه
زاد إندهاش من لا يعلم بنيته للزواج من شهد فوضع كلا يديه بجيب بنطاله مكملاً: أصلى هكب كتابى آخر الإسبوع
باركه الجميع رغم أنه ليس الوقت أو المكان المناسب لهذا بينما دقق جاسر النظر إلى عزت : جرى إيه ياعزت مسمعتكش بتباركلى يعنى ياراجل طب جاملنى حتى وإسألنى هتجوز مين
نظر له بضيق فرغم تصرفه الأحمق وحديثه الساذج إلا أنه مرتعب على إبنته ونادم على ضربها بهذه القسوه أشد الندم فقد أعماه غضبه ولم يستطع التحكم به
إبتلع عزت ريقه الجاف وأجاب جاسر بإقتضاب : عتكون زينة البنته أكيد جاسر الأسيوطى معيتجوزش أى واحده لازمن بت أصول
إستنشق جاسر الهواء وزفره بهدوء وهو يتابع نظرات عظيمه الساخطه وكوثر القلقه ونظرات الجميع الباسمه الممتزجه بالتعجب ونظرات عزت المنكسره التى لا يعلم لما أراد محوها من عينيه قد يكون السبب أن شهد لها نفس العينين فإقترب منه وربت على كتفه بهدوء : عشان كده هتجوز بنتك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى