Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام العدل

◾ سيدة لم تتجاوز من العمر الخمسين عاماً تدخل باندفاع لاستقبال المستشفى حاملة طفل في الثالثة من عمره فاقد الوعي وجهه ملطخ بالدماء والسيدة تصرخ الحقوني… الحقوني… ابني بيموت. 
-قابلها طاقم الإسعاف الأولى وأخذ منها الطفل واستدعوا الأطباء… 
-مروان بتعجب وهو ينظر للطفل: مين مازن!!!!
-بحث بعينيه وجدها جالسة تبكي على الكرسي ناداها: طنط سعاد… اتفضلي تعالي. 
-نظرت له وكأنها وجدت طوق النجاة… اقتربت منه تستنجد : مروان… الحق مازن يابني… عربية خبطته وهو بيعدي الشارع. 
-مروان وهو يتفحصه ويمسح الدماء التي على وجهه : متقلقيش هيبقى كويس… (ثم يرفع صوته) حد يستدعي الدكتورة سارة ياجماعة بسرعة… وخدوه على غرفة الأشعة بسرعة… 
◾بعد حوالي ساعة كانت تجلس سارة باكية محتضنة الطفل على أحد الأسرة في المستشفي وبجوارها أمها سعاد جالسة على أحد الكراسي في الغرفة… دخل مروان عليهم موجهاً حديثه لسارة : مازن عمل إيه دلوقتي؟ 
-سارة بصوت باكي… نايم من ساعتها. 
-مروان : كويس خليه يرتاح واهدي وبطلي عياط عشان طنط سعاد متقلقش… الحمد لله أنه كسر في رجله بس وجروح في الوجه… أنا تخيلت من شكله إما دخل إنه إصابة في الرأس ولا حاجة… لكن الحمد لله. 
-سعاد : الحمد لله… أنا كان قلبي هيقف. 
-مروان :  هو خلاص تمام وممكن يروح في أي وقت. 
-سارة :أنا فعلا هآخده ونروح أنا وماما… طب وأنت يومك إزاي؟ 
-مروان : خليكي انتي النهاردة مع أخوكي وانا عندي شغل كتير … وآخر اليوم هروح أنام. 
-سارة: ماشي. 
◾ منذ أيام عادت ميان من المستشفى إلى المنزل ولكنه حالتها النفسية تسوء منذ أن علمت بما حدث بين مروان ووسيلة… غاضبة من مروان ولم تتوقع منه ماحدث وخاصة مع وسيلة التي لم تخطىء في حق أحد يوماً ما ولكن في نفس الوقت مشتاقة إليه… ليست معتادة على فراقه بهذا الشكل… غريزة الحنان بداخلها تريد أن تراه وتمسح على شعره وتحتضنه بسبب قسوة والديها وجدها عليه… أن تهون عليه… شعور متناقض مابين الغضب منه والشفقة عليه… 
-طُرِق باب غرفتها وأطل معاذ برأسه : ادخل ولا الف ارجع. 
-ميان: تعالى يامعاذ… جيت في وقتك. 
-دخل معاذ وجلس بجوارها وقال بتفاخر وهو يمسك ياقة قميصه : طبعاً يابنتي… أنا معاذ بتاع الأوقات الصح… طمنيني كِلية الواد أدهم دي شغالة ولا بتركن منك نرجعاله تاني… عارف ان قطع غياره كلها بايظة. 
-ضحكت ميان  : هههه… بس يامعاذ… مش كتر خيره أدهم. 
-معاذ بسخرية: كتر إيه… خيره… يحمد ربنا إننا رضينا ناخد منه ياختي… وكمان مش ده اللي بيقول أنا أموت بس ميان تعيش. 
-كسي وجهها الحمرة وقالت : بس بقى يامعاذ… اسكت. 
-معاذ : حاضر هسكت… غلطان أنا قولت أخفف عنك بدل الاكتئاب اللي انتي عايشة فيه. 
-ميان وقد تمكنت ملامح الحزن منها :  حزينة يامعاذ على وسيلة… وزعلانة من مروان وفي نفس هموت واشوفه واخده في حضني. 
-فجأة طُرِق الباب… معاذ: ادخل. 
-طلت وسيلة… نهضت ميان من فراشها وصاحت : وسيلة!!! 
-اندفعت وسيلة تجاهها واحتضنتها بقوة… بكت ميان بحُرقة… ووسيلة تمسح على شعرها بحنان : اهدي… اهدي ياميان انتي لسه تعبانة. 
-ميان من بين دموعها : وحشتيني ياوسيلة… هونت عليكي تقعدي أكتر من أسبوع متشوفينيش… حتى اما رجعت منزلتيش تشوفيني. 
-وسيلة وقد دمعت عينيها : غصب عني… غصب عني ياميان. 
-حاول معاذ تلطيف الجو فقال : أنتوا هتقلبوها دراما… البنات دول يعشقوا النكد.
-ابتعدت ميان من حضن وسيلة وجذبتها :تعالى اقعدي وطمنيني عليكي…. 
-معاذ بمزاح : طب اطلع منها أنا بقى واسيبكم ترغوا. 
-وسيلة : ماتقعد يامعاذ… رايح فين؟ 
-معاذ بسخرية : رايح فين!!!…هو أنا صايع… ياناس أنا محاسب قد الدنيا… عندي مكتب محاسبة ملحقتش أفرح به…. وفتحت في البيت مكتب إصلاح إجتماعي. 
-وسيلة بابتسامة حزينة :  معلش يامعاذ… كل حاجة مع الوقت بترجع لطبيعتها
-معاذ بهدوء : احنا اللي المفروض نعتذر لك بالنيابة عن مروان… مش انتي اللي تعتذري. 
-ميان بأسف: عندك حق يامعاذ… احنا اللي المفروض نطلب منك تسامحينا. 
-وسيلة تخنقها العبرات: متقولوش كده أنتوا أخواتي واللي حصل ده نصيب… أنا كنت جاية أسلم عليكم عشان مسافرة الأقصر. 
-ميان بإعجاب : واو… الأقصر… أكيد إرشاد سياحي… بالتوفيق ياوسيلة. 
-معاذبتساؤل  : بس مش بعيدة الأقصر؟… ماتشتغلي في أي حاجة تكون قريبة. 
-وسيلة : بصراحة فرصة حلوة أي حد في مجالي يتمناها… وكمان أنا عايزة أغير جو. 
-معاذ : على العموم ربنا يوفقك… وبعد إذنكم بقى أنا اتأخرت. 
-ميان : مع السلامة. 
-وسيلة : في رعاية الله. 
◾ يجلس يراجع بعض الملفات الخاصة بمكتبه على الحاسوب وإذا بالباب يُطْرَقْ : ادخل. 
-تفتح الباب حاملة حقيبة بلاستيكية في يد وفي يدها الأخرى حقيبة يدها الخاصة : مساء الخير. 
-معاذ بإبتسامة : مساء الخير ياجيهان… إيه المفاجأة دي؟ 
-جيهان تضع الكيس جانباً وتجلس أمامه على الكرسي : طب والمفاجأة حلوة ولا وحشة. 
-معاذ : حلوة طبعاً. 
-جيهان بإبتسامتها الجميلة: تسلم يامعاذ… بس قولي مش ناوي تجيب سكرتير. 
-معاذ بمزاح : حاططها في تخطيطي بس مستني شوية… بس ليه سكرتير… أنا أجيب سكرتيرة بقى وأقع في حبها وأبقى المدير الذي عشق السكرتيرة. 
-تهجم وجه جيهان وشعرت بالغيرة… ثم قالت بغيظ : طب ماأنا اشتغل معاك… وابقى سكرتيرتك؟
-معاذ بتعجب : تشتغلي فين؟ 
-جيهان بتأكيد : معاك هنا في المكتب. 
-معاذ بضحكة واسعة :ههههه… إيه اللي جاب القلعة جمب البحر. 
-جيهان بتساؤل : مش فاهمة؟ 
-معاذ موضحاً : يعني إيه جاب الحقوق لإدارة الأعمال والمحاسبة؟ 
-جيهان : أنا هشتغل سكرتيرة عندك واللي أنت عايز تعلمهولي هتعلمه… وأنا أفضل من الغريب. 
-معاذ بحيرة : خلاص هفكر وأشوف. 
-جيهان بإصرار: اسمها  هفكر وأوافق. 
-معاذ وهو  يتشمم بعمق: طب أنا شامم ريحة أكل… ده بجد ولا عشان أنا اللي جعان. 
-جيهان بإبتسامة وهي تلتقط الكيس : لا دا أنا اللي عاملة أكلة جديدة وجايبالك منها تدوق. 
-معاذ بإستفسار : أكلة جديدة إزاي؟ 
-جيهان بفخر : وصفة من جروب على النت. 
-فغر معاذ شفتيه ثم قال : نت… طب ياجيهان لو كنتي جيتي بدرى شوية كنت أكلت… بس أنا اتغديت الحمد لله. 
-جيهان بغضب : أنت لسه قايل إنك جعان… كل ده عشان متأكلش من إيدي. 
-معاذ بجدية: ماهو أنا مش فأر تجارب ياجي جي. 
-نهضت جيهان والتقطت حقيبتها والكيس الذي به الأكل  وقالت بغضب : براحتك يامعاذ… وهمت ذاهبة… 
-نهض معاذ من على مكتبه وذهب اتجاهها : طب استني… تعالي. 
-استدارت ونظرت له متصنعة الغضب : عايز إيه؟ 
-معاذ بهدوء : اتغديتي.؟
-جيهان : تؤ تؤ… كنت جاية اتغدى معاك. 
-معاذ مضطراً: طب اقعدي نتغدى وأمري لله… هي موتة ولا أكتر. 
-نظرت له جيهان بإعجاب ثم ابتسمت وجلست مقابلة له يتناولا الغذاء سوياً. 
◾ عاد إلى شقته بعد يوم شاق بين المستشفى وعيادته الخاصة… تعمد أن يكثف عمله في الآونة الأخيرة لعله ينشغل وينساها… هي التي عالقة بذهنه لم تفارق خياله… ابتسامتها التي تزين وجهها بإستمرار لامعة دائماً أمام عينيه… عينيها  اللامعة الدافئة التي تحوي دفأ العالم  تنظران له من كل اتجاه… حتى عطرها الهاديء عالق بأنفه… كل يوم تسوء حالته عن قبل… لايعلم ما السبب هل أصابته لعنتها بسبب ماتسبب لها فيه من أذى… أم هذا ضميره الذي يأن منذ أن رآها منهارة في حضن أمها في آخر لقاء بينها… الأسوء أنه لم يستطع التغلب على ذلك الشعور الملازم له… أصبحت حياته باهتة وباردة… حتى علاقته بسارة لم تكن كما كانت من قبل أم أنها كانت هكذا وكان ذلك بالنسبة له الحياة الطبيعية… ولكن لِمَ بعد أن عاش مع وسيلة هذه الفترة القصيرة علم أنه كان يفتقد الدفء والحنان والإحتواء في حياته… كل ذلك الأفكار تطارده كل ليلة وتؤرق نومه… ظل يتقلب في فراشه وقد جافاه النوم… نهض والتقط هاتفه وطلب رقم معاذ… وبعد رنين متواصل… 
-آتاه الإجابة بصوت معاذ النائم : ألوووو. 
-مروان : اصحى يامعاذ وكلمني. 
-معاذ بصوت ناعس: فيه إيه يابني إحنا نص الليل ؟
-مروان : أنا عايز أقابل وسيلة بأي طريقة بره البيت. 
-جلس معاذ مفزوعاً: أنت سخن يامروان… مكلمني قبل الفجر وعايزني أقابلك في وسيلة. 
-مروان : ماتفهم يابني آدم… قصدي بكرة… حاول يامعاذ… اتصرف. 
-معاذ : مش خلصنا يامروان… عايز تفتح جروحها ليه؟
-مروان : جروحها مش هتكون ربع جروحي اللي بتنزف ومش عايزة تقف. 
-معاذ : أصبر بقى عشان هي مسافرة الصبح ومش هترجع الا بعد تلات أسابيع. 
-مروان بتعجب : مسافرة فين؟ 
-معاذ : رايحة الأقصر… جالها شغل هناك. 
-مروان : متعرفش هتمشي الساعة كام وهتسافر إزاي؟ 
-معاذ : اللي أعرفه انها هتسافر ٦ الصبح وهتروح إزاي فهي هتوصل القاهرة ومن القاهرة هتسافر في القطر للأقصر. 
-مروان : طب يامعاذ… روح نام. 
-معاذ: ناوي على إيه؟ 
-مروان : على كل خير… سلام
يتبع..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!