روايات

رواية العشق الرمادي الفصل الثاني 2 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية العشق الرمادي الفصل الثاني 2 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية العشق الرمادي البارت الثاني

رواية العشق الرمادي الجزء الثاني

العشق الرمادي
العشق الرمادي

رواية العشق الرمادي الحلقة الثانية

مرت أيام إقتربت من شهر، هاجس يتملكها يوميًا
القلب مُتعلق بصاحب البذة العسكرية والعقل يخشى أن يكون ذو عقلية قديمة كأمثاله من الرجال اللذين تزوجن منهم صديقاتها، حقًا البعض منهن تمدحن الزواج، وآخريات يشكون أنهن توقعن سيجدن الحرية بالزواج وأكتشفن سجن آخر أشد قسوة من أبائهن وأمهاتهن…
عقلها حائر، متمردة تود أن تُصبح ذات شآن مثلما تفتخر بزوج يفتخر بها وبكيانها وكينونتها كآنثي مُتحررة لكن ليست مُنحلة كما تسمع من البعض.
بخضم تفكيرها سمعت رنين جرس الشقه التى تسكن بها مع عائلتها
نهضت من فوق الفراش ضبت ذاك المنديل أسفل ملابسها بالدولاب، ثم خرجت من غرفتها
كي ترى من الطارق
كانت تبتسم حين رأت أخيها الصغير يتذمر بضيق يتجه نحو باب الشقة بعد أن أمرته والدتها بان يفتح الباب لإنشغالها بالمطبخ،
سُرعان ما سئمت ملامحها حين رأت تلك التى دخلت كذالك أخيها تذمر بهمس مُتضايقًا، بسبب رياء تلك التى تدعي المحبه وهي مجرد مُتسلقة
تبسمت تدعي الإنشراح حين رأت آيات إقتربت منها تضمها قائله:
الغاليه حبيبتي.
ضمتها رغم عدم شعورها بالراحه معها، سألتها:
أمال فين “لُبني، ومحمد أخويا”
ردت بذوق:
ماما فى المطبخ وبابا نايم بيستريح شويه.
لوت شفتيها بسخط بنفس الوقت كان محمد يخرج من غرفة النوم ورحب بها قائلًا:
أهلا يا “ناهد” نورتي.
تبسمت وهي تنظر لآثار النوم على وجهه وقالت برياء:
معليشي جيت فى وقت مش مناسب، بس أنا كنت عند بابا وماما تحت وقولت أطلع أزور أخويا الكبير اللي له مَعزة خاصة.
تبسم لها مُرحبًا، بنفس الوقت آتت لُبني تُرحب بها، تنهدت قائله:
محمد كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع كده على إنفراد.
إبتسمت لبني قائله:
تعالى معايا يا آيات المطبخ نعمل لهم شاي.
لعدم شعور آيات بالراحه مع عمتها ذهبت مع والدتها، بينما نظر محمد نحو “أحمد” الذى إنسحب هو الآخر، جلس ناهد ومحمد، تنحنحت ناهد قائله:
بص بقى أنت عارفني ماليش فى اللف والدوران
“عادل” إبني الحمد لله إتوظف وإنت عارف محلتيش غيره وأخواته البنات إلاتنين إتجوزوا الصغيرة مولودة بعد آيات وحامل على آخرها، عادل إنت اللى مربيه وعارف أخلاقه كويس، بص بقى أنا شورت عليه يتجوز وقولت له انا اللى هنقي له العروسه، ولما فكرت فى بنات العيلة، قولت هروح بعيد ليه ومحمد أخويا عنده بنت مناسبة للجواز مبقتس صغيره عندها تسعتاشر سنه.
إزدرد محمد ريقه طريقة طلب ناهد لـ آيات طريقة مُتعالية خالية من التقدير، تُشعره أنها تمن عليه بذلك، توتر حين دخلت آيات بصنيه تحمل عليها أكوابً من الشاي… صمت كذالك ناهد، وضعت آيات الصنيه وخرجت مثلما حذرتها والدتها كما أنها لا تشعر بالتآلف مع عمتها، ظل محمد صامتًا الى أن تسائلت ناهد:
مقولتش ردك يا محمد.
تنحنح محمد قائلًا:
إنتِ عارفة الأصول
الموضوع ده مينفعش فى ردي لوحدي يا ناهد لازم صاحبة الشأن كمان تعرف.
عوجت ناهد شفتيها بنزق وتفوهت بإستهزاء:
ومن إمتى البنات بقى ليها رأي،عالعموم تمام .. هقوم أنا وخد رأي بنتك وهفوت عليك بعد يومين أخد الرد، هنزل أقعد مع ماما وبابا، أنا طلعت على هنا قولت أقولك الاول قبل ما تروح شغلك فى الشركة اللى بتشتغل فيها.
غادرت دون أن تحتسي ذاك الشاي، سمعت لبنى صوت إغلاق باب الشقه خرجت من المطبخ تلاقت مع محمد الذى كان مُتجه الى غرفة النوم ذهبت خلفه سأله:
هى ناهد مشيت بسرعه كده ليه، إيه الموضوع اللى كانت عاوزاك فيه؟.
تنهد مجاوبًا يسرد لها طلبها ليد آيات بالزواج من إبنها، سُرعان ما إنفرجت شفاها ببسمة، لكن سمعت الى قول محمد:
أنا مش عارف أخد قرار
أنتِ عارفة ناهد وعنصريتها وإعتزازها بإبنها ومعتقدش لو آيات إتجوزت من عادل هتعيش مرتاحة.
وافقته ناهد فى البدايه ثم فكرت قائله:
بس آيات عاقله وممكن تتحمل طباع ناهد، كمان مبقتش صغيرة معظم البنات اللى فى عمرها إتجوزوا وفتحوا بيوت ومنهم اللى حامل فى المره التانية، وهى متشعلقة فى الدراسة ونفسها تبقى مُدرسة ، أنا بقول توافق يمكن لما تتجوز تنسي الهبل ده، لو مش عمي هو اللى بيساندها مكنتش الفكرة اتوغلت من راسها فى الآخر البنت مصيرها الجواز وبيت جوزها.
نظر محمد لـ لبني مازالت تمتلك العقليه التى ترسخت فى دماغ جميع النساء، وهو أيضًا كان كذالك لكن بحُكم مزاولة عمله أصبح هنالك نساء لهن شآن كبير وجوارهن رجال أزواج أيضًا ذو شآن، أكثر من عادل، فكر فتاتة الطموحة بالتعليم أصبح يرسوا برأسه، لكن لن يُعطي قراره قبل معرفة رأيها الاول مثلما يقول الشرع.
….. ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهيرة اليوم
وضعت آيات تلك الصنيه أمام والدها قائله:
الشاي يا بابا ماما عملته وقالتلى أجيبه لك.
تبسم لها قائلًا:
تسلم إيدك، أقعدي يا آيات عاوز أتكلم معاكِ.
تبسمت وجلست بدلال قائله:
تسلم آيد ماما هى اللى عملت الشاي أنا جيبته من المطبخ بس.
تبسم لها قائلًا:
تسلم إيدكم إنتم الإتنين، بصي يا آيات أنا عارف إن انتِ نفسك تبقى مُدرسة.
أومأت راسها ببسمة موافقة، تبسم لها قائلًا:
وفكرة الجواز مش فى دماغك… زي بقية البنات.
شعرت بالحياء وهزت رأسها بالنفي مُبرره ثم قالت برجاء:
أنا كل اللى بفكر فيه دلوقتي يا بابا هو أخلص دراسة التدريس وأشتغل مُدرسة ، أنا حابه يبقى ليا كيان خاص بيا، مبقاش زي بنات عمتي
حضرتك شايف حياتهم، انا عاوزه يبقى ليا كيان خاص بيا يا بابا،الزمن إختلف مش زى ما عمتي بتفكر إن جواز البنت هو الهدف الاساسي لها.
لمعت عيناه ببسمة، إبنته ذات التاسعة عشر عقلها به طموح، وهو لن يقف أمام طموحها، لكن لابد أن يسألها حتى يُعطي قرارًا لأخته… طبطب على كتفها قائلًا:
بصي يا آيات، عمتك طلبت إيدك لـ عادل.
بتسرع منها رفضت قائله:
لاء يا بابا، أرجوك أنا مش بفكر فى الجواز زي ما قولت لحضرتك من شوية.
طبطب عليها قائلًا:
تمام يا حبيبتي، أنا معاكِ وعمري ما هوقف قصاد طموحك.
لمعت عينيها پبسمة وهي تنهض بعد أن أراحها والدها بقراره.
بينما تنهد محمد ليس آسفًا لكن يخشي رد فعل أخته حين يُخبرها بالرفض،
دلفت الى الغرفة لبني بأثناء خروج آيات، جلست جوار محمد ترسم أماني سعيدة بقبول آيات، قائله:
ها قولى وافقت.
هز رأسه برفض وأخبرها بذلك، إعترضت لبني ولكن محمد أقنعها لا يود الضغط على إبنته ويتحمل عواقب ذلك لاحقًا، ربما هنالك الافضل بإنتظارها، لكن يعلم رد فعل أخته قد لا تتقبل ذلك، لكن مع الوقت، ستنسي.
❈-❈-❈
مرت فترة أكثر من شهر، ولم يظهر رحمي، شعرت بالقلق أن يكون أصابه مكروه، لكن ليس هنالك أي وسيلة تواصل بينهم سوا تلك الجوابات التى كانت تأخذها من يده بالقطار، شعرت بالقلق الزائد هو قال شهرًا ومر أكثر من شهر ونصف، هو يعمل بالجيش أيكون أصابه مكروه تعلم خطورة ذلك
لكن لطفًا من الله قد مَن عليها، طوال الفترة الماضية،واليوم لم تفقد الأمل كانت تذهب الى القطار مُبكرًا، وتعود بالقطار مساءًا، لكن سهوًا منها أثناء العودة تأخرت، وكاد يفوتها القطار لكن دلفت الى محطة القطار تلهث تُشير الى سائق أن ينتظرها، لكن لم ينتبة لها وقد سار القطار، وهي تأخرت، وقفت تذم نفسها وهي تنظر الى القطار تشعر بآسف، والآن لابد من حل آخر كي تذهب الى مدرستها، إستقامت دون يآس، ستنتظر القطار القادم وتُبرر تأخيرها بالعودة لوالديها لاحقًا، فهذه ليست المرة الاولى الذي يفوتها قطار العودة، لكن نظرت أمامها لوهلة تفاجئت، أغمضت عينيها وفتحتها مرات كثيرة علها تكون تتوهم، هل حقًا ما تراه رحمي، هنا بمحطة القطار، لكن شهقت بخضة كان يرفع إحد يديه برباط أبيض يحاوط عُنقه… تجمدت بمكانها لاتعلم كيف وصل هو الى مكان وقوفها يرسم بسمة أمل، فاقت من الخضة حين أصبح أمامها مباشرة عيناه تُحملق بها، تبسم قائلًا:
إزيك يا آيات وحشتيني.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العشق الرمادي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!