Uncategorized

رواية غرام الوتين الفصل السادس عشر 16 بقلم سمسم

 رواية غرام الوتين الفصل السادس عشر 16 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل السادس عشر 16 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل السادس عشر 16 بقلم سمسم

يقود سيارته بذهن شارد لم يفيق الا على صوت بوق تلك السيارة خلفه ليسرع ويتقدم بسيارته قليلاً فى ذلك الزحام حتى شعر انه غير قادر على القيادة فقام بركن سيارته جانباً يضغط بيده على مقود السيارة حتى ابيضت مفاصل يده احنى رأسه الى الخلف يريحه على طرف مقعده، يغمض عينيه بتعب شديد وخوف نهش كل إنش بروحه اليائسة،سمع صوت طرقات على زجاج نافذة السيارة القاتم، لم يتبين وجه الطارق فأخفض زجاج النافذة، لم يصدق ما يراه فهذا ضرب من الخيال، فهتف بلهفة
ثائر:” رائد رررائد”
ردد إسم طفله بتلعثم امتزج بحيرته ودهشته وعدم تصديقه، فإذا كان ما يراه الآن وهما او سرابا او حلماً نسجته روحه المشتاقة الى أطفاله فسيدعو الله الا يفيق وان يظل فى وهمه الذى شعر باسترداد روحه الغائبة عنه عندما رأى ذلك الصغير ولفظ اسمه من بين شفتيه، نظر اليه الصغير أيضاً بفرحة عارمة يناديه يقفز فى مكانه من فرط سعادته
رائد بسعادة وحبور:” بابا بابا”
فتح ثائر باب السيارة بأصابع متلهفة وروح تكاد ان تشق صدره وتسبقه فى احتضان جسد ذلك الصغير، ترجل من السيارة يجثو على احدى ركبتيه يحتضن صغيره 
ثائر:” رائد حبيبى انت كنت فين وفين رؤوف اخوك وايه اللى مبهدلك كده يا حبيبى هو اخوك معاك”
لم يمنع الصغير دموعه التى انسكبت على يد والده الموضوعة على وجنتيه يحتضنها بحب ابوى ولهفة وأعين مشتاقة لرؤيته
رائد ببكاء:” رؤوف يا بابا عيان وجسمه ساخن وكان فى ست وناس بيضربونا وبيخلونا نخرج نشحت وكانت بتخلينا ننام على الأرض”
سمع كلام صغيره شب حريق بداخله من تصوره فقط للمهانة والذل الذى تعرض له أطفاله وايضا لسماعه بمرض ابنه الآخر،فنفسه توسوس له الآن بإبادة من فعل بهم ذلك من تسبب فى ذرف أطفاله للدموع ومن أوصل ابنه الى حالة الاعياء التى يتحدث عنها شقيقه
ثائر:” رائد هو فين اخوك تعرف تودينى ليه يا رائد انت عارف المكان اللى كنتوا قاعدين فيه”
عندما هم رائد بفتح فمه للكلام سمع صوت تلك المرأة التى جلبته برفقتها تناديه بذلك الاسم المستعار الذى تطلقه عليه
عطيات:” انت ياواد يا زفت الطين يااللى اسمك سعيد”
التفت رائد خلفه وجدها تقترب منهم بتلك الملابس المهلهلة التى ترتديها لتستدر عطف الناس عليها، استقام ثائر فى وقفته يقبض بكفه على يد صغيره ينظر لتلك المرأة التى اقتربت منه
عطيات:” يابيه ربنا يخليك ادينا حاجة لله انا وابنى مكلناش من امبارح اى حاجة راضينا ربنا يراضيك”
استمع ثائر الى كلامها بذهول هل تقول ان هذا الطفل هو ابنها فربما هى السبب فى خطف أطفاله 
ثائر:” ابنك! هو ده ابنك انتى”
لم يفقه ما يفعل الا عندما سمع صوت صراخها من تلك الصفعة التى تلقتها على وجنتيها والكفيلة باقتلاع أسنانها قبض على حجابها ينظر اليها بغل وحقد فبفعلتها عانت زوجته من حالة نفسية سيئة وايضا هو احترق قلبه على غيابهم، ظلت تتوسله ان يتركها فهى حتى الآن لا تعرف لماذا يفعل ذلك فلم يسعفها عقلها البليد بأسباب تعنيفه لها هكذا
عطيات:” هو انا عملتك ايه يا بيه حرام عليك سيبنى خلاص مش عايزة منك حاجة بس سيبنا نمشى”
رائد:” لاء يا بابا متسيبهاش دى كانت بتضربنى وكمان كانت بتضرب رؤوف اضربها يا بابا وهى اللى تعرف مكان رؤوف”
 بابا…طنت تلك الكلمة بأذنها فعلمت انها قد وقعت فى شرك من صنع يدها وأنها الآن لن تستطيع الخلاص وربما سينتهى أمرها الى ان تزج فى السجن فصرخت بصوت عالى
عطيات:” الحقونى يا ناس الراجل ده بيتحرش بيا الحقونى”
فكرت ان ربما هذا هو الحل الوحيد الذى تملكه لتستطيع الفكاك من ذلك الرجل الذى ربما أوشك على اقتلاع شعر رأسها من تحت حجابها
ثائر:” اخرصى خالص اتحرش بيكى ايه يا بتاعة انتى انا هطلع عينك وعين اللى عمل فى ولادى كده واكتمى صوتك ده خالص احسن ما اكتم نفسك انا”
وضع يده على فمها يكتم صوت صراخها يدخلها سريعاً الى السيارة قبل ان ينتبه عليهم احد وتضيع فرصته فى ايجاد طفله الآخر فهو لن يتركها الا اذا وصل الى من فعل ذلك بأطفاله فربما اليوم سيشهد على عودته إلى تلك الطباع الغجرية التى تسرى فى عروقه فهو لن يتعامل بتهذيب بل سيصبح شخص آخر ذلك الشخص الذى كان فيما مضى يذهب الى مباريات العصابات للعثور على قاتل أخيه 
بقلم سماح نجيب سمسم
نهضت من فراشها سريعاً تركض الى الحمام تضع يدها على بطنها واخرى على فمها من حالة الغثيان التى هاجمتها هذا الصباح، قامت بافراغ ما فى جوفها حتى شعرت باعياء شديد ، ظلت بضع دقائق لتهدأ ، ظلت تغترف من الماء بكفيها تنثره على وجهها حتى شعرت بتحسن حالتها قليلاً 
رقية:” ايه ده معقول اكون حامل”
نظرت الى نفسها بالمرآة ثم حولت بصرها الى بطنها وهى تمسد عليها بلطف وابتسامة صغيرة تزين ثغرها الوردى، ولكنها ارادت ان تتأكد من ذلك اولا لذلك عزمت على احضار اختبار الحمل لتتيقن هل هى حامل حقا ام لا؟ لذلك فضلت عدم اخبار زوجها،خرجت وجدت زوجها استفاق من نومه هو الاخر فنظرت اليه بابتسامة
رقية:” صباح الخير”
نهض من مكانه اقترب منها يحتضنها يضع رأسه على كتفها يهتف بصوت غلب عليه النعاس
يحيى:”صباح النور يا حبيبتى”
هتف بجملته واغمض عينيه كمن يريد إكمال نومه، ابتسمت رقية على تصرفه فهزت كتفها التى يضع رأسه عليها
رقية:” هااا اصحى انت هتكمل نوم على كتفى يلا بقى يا يحيى بلاش دلع”
تثائب بصوت منخفض يتململ برأسه على كتفها رافضاً الاستماع اليها
يحيى:” طب شوية بس وهصحى على طول خمس دقايق بس يا رقية”
ابتسمت على كلامه فربتت على ظهره فاستحسن صنيعها 
رقية:” مش عايزنى اغطيك بالمرة كمان يا حبيبى”
يحيى:” يبقى كتر خيرك والله”
قامت بدفعه برفق تبعده عنها، فابتعد متأففا يزم شفتيه كطفل صغير حرمته أمه من لعبته المفضلة
رقية:” وبعدين معاك بقى يلا علشان تروح شغلك وكمان انا عايزة اروح اشوف ماما علشان تعبانة شوية”
فنظر اليها باهتمام:” ليه مالها مامتك الف سلامة عليها”
رقية:” عندها دور برد بس تقيل شوية فانا هروح اطمن عليها وبعدين اروح الصيدلية يلا سيادتك انت بقى علشان تروح الشغل مع باباك”
تجاوزته ذاهبة لارتداء ملابسها فشرعت فى ارتدائها لتقف أمام المرآة تضبط وضع حجابها على رأسها
يحيى:” حاضر ياستى هروح اهو وابقى سلميلى على مامتك وبكرة مش عايزك تروحى الشغل”
أدارت رأسها اليه وهى تغلق ازرار بلوزتها 
رقية:” اشمعنا يعنى مش عايزة اروح الشغل بكرة فى حاجة ولا ايه”
يحيى:” عايز نخرج بكرة نتفسح ونقضى اليوم برا “
اختلج ثغرها بابتسامة تعقد ذراعيها امام صدرها تنظر اليه
رقية:” وايه المناسبة بقى فى الفسحة دى”
اقترب منها يضع ذراعيه على كتفها يحاوط رأسها يقترب من شفتيها يهمس قريبا منها
يحيى:” بمناسبة ان بحبك فى مناسبة احسن من كده”
ضغط ذراعيه على كتفيها شعرت بأن جلدها تحت ملابسها على وشك الاحتراق من تلك المشاعر  التى فاضت بقلبها، اخذت انفاسها بصعوبة، زفرة هواء قوية خرجت منها تحمل على اجنحتها شوقا جارفا فهمست بضعف
رقية:” يحيى يلا بقى خلص خلينا نلحق شغلنا”
نبرة الضعف فى صوتها جعلته يتيقن انه إذا زاد فى همسه لها فربما ستذوب بين يديه ستصبح لينة كقطعة من العجين، فاقترب اكثر منها حتى سمع تلك الأنفاس الحائرة الصادرة منها
رقية:” يحيى بس بقى”
حزمت أمرها فابعدته عنها قبل ان يكمل ما هو ناوٍ عليه الآن
يحيى:” خلاص يا ستى متزوقيش ماشى اهو”
دلف الى الحمام لينتهى من روتينه اليومى يصطحب زوجته يهبط إلى الأسفل تحسس جيبه لم يجد هاتفه
يحيى:” انا شكلى نسيت التليفون فى الاوضة انزلى انتى وانا هجيبه”
رقية بابتسامة:” ماشى يا حبيبى”
اكملت نزولها على الدرج لتهبط إلى الأسفل ولكن اثناء مرورها من امام المطبخ لمحت نانى ولكن قبل ان تنطق رقية بتحية الصباح وجدتها تلتفت يمينا ويساراً قبل ان تضع بعض نقاط من دواء بيدها فى كوب الشاى الذى تحمله بيدها، اسرعت رقية تتوارى عن انظارها لتعرف ماذا تفعل تلك المرأة، خرجت نانى من المطبخ تحمل كوب الشاى تذهب إلى زوجها تناوله له بابتسامة مزيفة
نانى:” الشاى بتاعك يا حبيبى اتفضل”
تناوله زاهر من يدها يبتسم لها يرتشف منه بضع قطرات ينظر اليها باستحسان ورضا
زاهر:” تسلم ايدك الشاى مظبوط مبقتش اعرف اشربه الا من ايدك يا حبيبتى”
زادت ابتسامتها اتساعاً تجلس على مقعدها تبدأ فى تناول طعامها
رقية:” صباح الخير عليكم”
….:” صباح النور عليكى”
وضع زاهر فنجان الشاى امامه يبتسم لها يدهن قطعة الخبر بالمربى
زاهر:” هو يحيى فين هو لسه نايم”
رقية:” لاء هو نسى تليفونه وطلع يجيبه من الاوضة وزمانه نازل دلوقتى”
سمعت وقع خطوات زوجها فالتفتت اليه ولكنها لم تستطيع ان تسيطر بعد على اعصابها من ذلك الخوف الذى سرى فى عروقها بعد رؤية ما فعلته تلك المرأة 
زاهر:” يلا افطر خلينا نمشى يا يحيى “
يحيى:” حاضر”
جلس بجوار زوجته التى رمقته بنظره مبهمة لم يستطيع هو ان يفسرها
يحيى:” مالك يا رقية فى حاجة ولا ايه مالك مسهمة وسرحانة ليه كده”
انتبهت رقية على كلام زوجها فحاولت رسم ابتسامة على وجهها ولكن نظرها لم يبارح وجه تلك المراة التى تجلس بلامبالاة
رقية:” لاء مفيش حاجة بس قلقانة على ماما شوية عن اذنكم علشان اشوفها قبل ما اروح الصيدلية”
اخذت حقيبتها وخرجت سريعا من المنزل حتى قبل ان تودع زوجها قبل ذهابه الى عمله
نانى:” هى مراتك مالها مستعجلة على ايه كده هى هتتاخر على الديوان”
تلوى شفتيها بسخرية ينظر اليها يحيى بغضب واشمئزاز التقط هاتفه من امامه يقف للاستعداد للذهاب الى عمله
يحيى:” مش يلا بينا ولا ايه”
نهض زاهر من مكانه الا انه جلس مرة اخرى كأنه يشعر بوخز انتبه عليه يحيى اقترب منه بقلق
يحيى:” فى حاجة ولا ايه مالك”
ابتسم له شعر سريعاً بتحسن نهض من مكانه يستعد للذهاب معه 
زاهر:” انا كويس يلا بينا”
يحيى:” لو تعبان خليك مرتاح النهاردة هروح انا الشركة”
زاهر:” لاء انا كويس يلا بينا”
خرج زاهر يتبعه يحيى تنظر نانى لاثرهم بابتسامة تحوى نوايا شريرة التقطت ذلك الفنجان الذى احتساه زاهر تقلب ما تبقى منه فاطلقت ضحكة عالية صاخبة
نانى:” بالهنا والشفا يا زاهر يا حبيبى”
تركت مكانها تصدر صفيرا من شفتيها تدور حول نفسها كأنها تتراقص على ايقاع احد النغمات الهادئة، فلاشئ يحدث الا بارادتها ولابد ان تخرج من تلك اللعبة بفوز وفير
????????????
تجلس وتين فى حديقة المنزل تنظر امامها بشرود كأنها تعيش بعالم آخر ، اقتربت منها مريم تحمل بيدها بعض الطعام تريد ان تطعمها فهى رفضت تناول افطارها
مريم:” وتين حبيبتى يلا انا جبتلك حاجة تاكليها”
نظرت لمريم ثم عادت تنظر فى الفراغ أمامها فاقتربت منها مريم
مريم:” حبيبتى يلا علشان خاطرى كلى يا وتين مينفعش كده”
جلست مريم بجوارها مدت يدها سحبت يد وتين تضمه بين كفيها تنظر اليها بأعين بدأت تلتمع بالدموع
مريم:” علشان خاطر ربنا تفوقى يا وتين “
وتين:” هم ولادى فين يا مريم رؤوف ورائد فين مين خدهم منى انا عمرى ما عملت حاجة وحشة فى حد ليه بيحصلى كده طب اللى خدهم لو عايز فلوس ياخدها بس يرجعلى ولادى يرجعهم يا مريم”
صرخت صرخة معبأة بجراح قلبها تنظر إلى السماء بعيون قد ذبلت من كثرة البكاء
وتين:” يااااااااارب انا مش قادرة قلبى وجعنى يارب ردلى ولادى يارب يارب”
سحبتها مريم فى أحضانها تربت على ظهرها تشاركها بكاءها، عاصفة بكاء عصفت بأعينهن حتى شعروا بتعب يجتاح حواسهن، سمعت مريم صوت سيدة تناديها
سيدة:” ست مريم”
مسحت مريم دموعها تنظر اليها وهى مازالت تحتضن وتين كالطفلة الصغيرة
مريم:” ايوة يا سيدة فى ايه”
سيدة:” بنتك عمالة تعيط جامد جوا وعماله تصرخ جامد”
مريم:” ليه ايه اللى حصل”
سيدة:” مش عارفة انا دخلت عليها هى وجوانا لقيتها بتعيط جامد وبتصرخ حاولت اسكتها مش راضية قولت اجى اقول لحضرتك”
مريم:” خلاص انا جاية اشوفها يا سيدة”
ذهبت الخادمة فابتعدت وتين عن مريم تحثها على الذهاب لرؤية طفلتها
وتين:” روحى شوفى بنتك يا مريم “
مريم:” طب كلى طيب على ما اشوفها وارجعلك”
وتين:” ان شاء الله”
ذهبت مريم لرؤية طفلتها وعادت وتين الى شرودها مرة آخرى.دلفت مريم الى غرفة الصغيرتين وجدتهم يبكون بشدة اقتربت منهن بقلق
مريم:” فى ايه مالكم بتعيطوا ليه يا حبايبى فى ايه”
جورى:” مامى انا عايزة رؤوف هو فين رؤوف انا عيزاه مليش دعوة”
تنهدت مريم بتعب فهى حقا لا تعرف ماذا تفعل؟ فمن تواسى هل تواسى وتين ام تواسى نفسها ام تواسى طفلتها التى لم تكف هى ايضا عن الصراخ والعويل منذ حدث ماحدث
مريم:” ان شاء الله هيرجع يا حبيبتى “
جوانا ببكاء:”رؤوف ورائد تعبانين انا حاسة بيهم”
شعرت مريم بقلق من كلام الصغيرة فهل حقا جوانا تشعر بما يشعر به شقيقيها لأنهم تؤام
مريم:” لاء يا حبيبتى هم ان شاء الله هيبقوا كويسين متقلقيش “
فهى تطمأن نفسها قبل ان تطمئنهن فهى تشعر انها على حافة الانهيار ولكن يجب ان تتماسك فمن يقف بجوار عمها وزوجته فى تلك المحنة العصيبة
????????????
دلف الى الصيدلية بابتسامة كعادته فى تلك الاونة الاخيرة فهو يأتى لرؤيتها قبل ذهابه الى عمله 
خالد:” صباح الخير يا دكتورة آية”
زفرت آية بتعب ممزوج بضيق من تلك العادة التى بات يتبعها
آية:” استغفر الله العظيم اصبحنا واصبح الملك لله نعم”
اقترب خالد قليلا يبتسم بمكر على تلك الملامح المنزعجة من رؤيته ولكنه اصبح يتلذذ برؤية ذلك الغضب الظاهر على وجهها
خالد:” دا بدل ما تقوليلى صباح الخير يا حبيبي”
آية:” حبتك سحلية يا اخى يلا امشى بقى مش نقصاك على الصبح “
خالد:” الله على لسانك اللى بينقط سم عسل يا اخواتى”
آية بغضب:” خالد يلا امشى من هنا بقى شوفك رايح فين”
لم يصدق انه سمع اسمه منها أخيراً حتى وان قالته بطريقة غاضبة
خالد:” انتى بتقوليلى يا خالد انا مش مصدق ودانى قولها تانى كده”
هل تشعر بالخجل؟ لماذا تشعر بأن وجهها اصبح متوهج بفعل تلك الحرارة التى تشعر بها بسبب خجلها ازدرت ريقها فقالت بتلعثم
آية:” بببقولك ايه يلا امشى”
خالد:” همشى بس قوليلى يا خالد تانى”
آية بعند:” مش هقول يا خالد”
وضعت يدها على فمها فهى نطقت اسمه ثانية فاقترب منها يضع تلك الوردة التى بيده أمامها
خالد:” صباحك ورد يا آية سلام”
خرج من الصيدلية مدت يدها بتردد تحمل الوردة التى ربما اصبح وجهها اشد احمرارها منها ابتسمت ابتسامة خفيفة تحسست وريقات الوردة الا انها انتبهت على نفسها فوضعتها مكانها …فماذا تفعل؟ هل بدأت تستجيب لتلك الانثى بداخلها التى تسعدها الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ولكنها لن تظهر ذلك حتى ينتشل نفسه من تلك البؤرة الفاسدة التى كان يغرق فيها.ثوانى ولمحت دلوف رقية القت عليها تحية الصباح وجلست على المكتب تضع رأسها بين يديها
آية:” مالك يا رقية فى إيه “
فكرت رقية بأخبار آية بما حدث فأية صديقتها المقربة ولا تخفى عنها أمرا 
رقية:” شكل فى مصيبة يا آية”
ارتعبت آية من كلام رقية سحبت مقعد تجلس عليه بجوارها تسألها بلهفة وبملامح وجه قلقة
آية:” ياساتر يارب مصيبة ايه يا بنتى قولى فى ايه فى حد حصله حاجة”
رقية:” النهاردة الصبح لما نزلت من اوضتى وانا معدية من قدام باب المطبخ شوفت نانى مرات اونكل زاهر بتحط نقط فى فنجان الشاى بتاعه وكانت بتبص حواليها زى الحرامية كأنها مش عايزة حد يشوفها”
آية:” ياترى نقط ايه دى معرفتيش”
رقية:” بعد ما خلصت حطت الازازة فى جيبها”
حكت آية جبينها بتفكير فماذا يفعلون الآن لمعرفة ماذا تفعل تلك المرأة
آية:” طب واحنا هنعرف ازاى يا رقية “
رقية:” انا هخليها برا البيت وادخل اوضتها وادور يمكن الاقى الازازة دى واعرف بتاعة ايه”
مدت آية يدها تلمس ذراعها بقلق فهى تخشى ان تفعل بها شئ تلك المرأة التى من الواضح انها امرأة شريرة
آية:” رقية انا خايفة تعمل فيكى حاجة دى باين عليها مش سهلة فاكرة لما حكتيلى عن يوم فرحك وطلعت هى اللى ادت جوزك الحبوب المنشطة دى باين عليها مجرمة”
لم تنكر رقية خوفها من تلك المرأة ولكنها تخشى أيضاً ان تسبب أذى لوالد زوجها
رقية:” ربنا يستر يا آية مقولتليش ايه الوردة دى”
آية:” دا الاستاذ المتخلف اللى اسمه خالد جابهالى ومشى”
ابتسمت رقية رغما عنها ولكنها نظرت اليها بنظرات ماكرة
رقية:” اه قولتيلى بقى “
آية بإحراج:” بس يا بت انتى خلينا فى المصيبة اللى انتى قولتهالى”
ظلت رقية تنقر يدها بتوتر على طرف مكتبها حتى شعرت  بألم فى أطراف أصابعها ولكن ماذا تفعل ؟ فهى حتى قد نسيت شكوكها حول كونها حامل ام لا؟
????????????
تنهب سيارته الأرض نهباً ليصل إلى ذلك المكان الذى يقبع به طفله الآخر ينظر من حين لاخر لابنه الذى غلبه النعاس نظر اليه باشفاق ولكنه نظر فى مرآة السيارة الى وجه تلك المرأة المذعورة التى تقبع بالخلف تلتفت يمينا ويساراً لعلها تجد مهرب من ذلك الرجل 
ثائر:” ريحى دماغك مش هتعرفى تخرجى من العربية”
عطيات:” والله يا بيه انا مليش ذنب انا بروح اخد العيال من عند المعلمة انشراح الله يخليك سيبنى انا مليش ذنب مش انا اللى خطفت ولادك”
نظر اليها بكره شديد يلعن من فعل ذلك بكل لعنات العالم أجمع
ثائر:” دا انا هخلى عيشتكم سواد على اللى عملتوه واللى بتعملوه وتحرقوا قلب أهالى العيال اللى بتخطفوها صبرك عليا “
لطمت خديها تندب حظها العسر الذى اوقعها فى قبضة ذلك الرجل الذى من المؤكد انه لن يتوانى على الاقل ان يصفعها تلك الصفعات المؤلمة من كف يده القاسى الذى ربما اشد قسوة من المطرقة
عطيات:” والله ماليا ذنب حقك عليا يا بيه ربنا يباركلك فى ولادك سيبنى”
نظر اليه نظرة تحذيرية ان تكف عن الاسترسال فى التوسل اليه فهو لن يتكرها حتى لو فعلت المستحيل
ثائر:” اكتمى صوتك ده خالص واسمعى اللى هقولك عليه بالحرف الواحد والا مش هتعرفى هعمل فيكى ايه”
عطيات:” اللى هتقولى عليه هعمله بس بلاش ضرب”
ثائر:” لو عايزة ترحمى نفسك منى تسمعى كلامى وانتى ساكتة وتعملى اللى هقولك عليه قوليلى الأول البيت اللى رايحين له ده فى رجالة هناك”
عطيات:” ايوة فى اتنين شاهين وفتحى هم اللى بيخطفوا العيال وفى المعلمة انشراح والعيال اللى بيشتغلوا معانا”
ثائر:” هم كام طفل موجودين عندها”
عطيات:” بولادك الاتنين يبقوا عشر عيال “
شعر ثائر بشفقة على هؤلاء الأطفال وعلى أهليهم فهو يعرف ذلك الشعور بالفقد
ثائر:” اسمعى الكلام اللى هقولهولك ده كويس ماشى”
عطيات:” قول يا بيه”
اخبرها ثائر بما يريد وكل كلمة يقولها تزيدها تعجباً الا انها هزت رأسها بالموافقة على كلامه لعلها تتخلص من مصير مأساوى
ثائر:” فهمتى اللى قولتهولك ولا لاء”
عطيات:” فهمت يا بيه وهنفذ كلامك بالحرف الواحد”
فهو يتمنى ان يمر ذلك الموقف بسلام سحب هاتفه يطلب رقم هاتف رمزى دقائق وجاءه الرد 
رمزى:” ايوة يا ثائر فى حاجة “
ثائر:” رمزى انا هبعتلك لوكيشن دلوقتى تجيب أيمن وتحصلنى”
رمزى بعدم فهم:” احصلك على فين هو انت فين اصلا”
ثائر:” رمزى انا لقيت رائد ودلوقتى رايح لرؤوف”
انتفض رمزى فى مكانه بسعادة بعد سماع كلام ثائر فهتف بفرحة عارمة تجلت فى صوته
رمزى:” بجد يا ثائر لقيتهم كانوا فين طمنى”
ثائر:” هحكيلك كل حاجة بعدين بس اسمع كلامى بسرعة مفيش وقت وخلى أيمن ضرورى ييجى معاك فاهمنى يا رمزى”
شعر رمزى بالقلق بعد ما كان يشعر بالسعادة فكلام ثائر ليس له معنى سوى ان أطفاله فى خطر
رمزى:” تمام يا ثائر حاضر”
انهى ثائر المكالمة ارسل اليه موقع ذلك المكان الذى ذهب اليه حاول استجماع هدوءه وشجاعته ورجاحة عقله فخروج اطفاله من تلك المحنة يعتمد على ذكاءه اولا قبل قوته
????????????
تنظر اليه وهو يقف أمام المرآة يصفف شعره ويضع عطره المفضل ويتأنق بشكل ربما مبالغ به ولكنها خشيت ان تسأله الى اين ذاهبا بكل تلك الأناقة، نظر الى انعكاس صورتها في المرآة وهى جالسة على الفراش
سراج:” انتِ مالك بتبوصيلى كده ليه فى ايه على الصبح”
ابتلعت ريقها تهتف بتلعثم كعادتها عندما تكون بمفردها معه
بهيرة:” لا لا مفيش حاجة”
سراج:” عايزة تعرفى انا رايح فين مش كده وانا هريحك عندى ميعاد مع واحدة”
اغمضت عينيها تمنع تدفق تلك الدموع من مقلتيها فماهذا العذاب الذى تحيا به فليتركها بحالها
بهيرة:” طب طلقنى سايبنى على ذمتك ليه كفاية عذاب بقى لحد كده حرام عليك”
سراج:” عيزانى اطلقك يا بهيرة”
نظرت اليه بأمل ورجاء ان يطلق سراحها من هذا السجن المسمى الحياة الزوجية فهى لم تعش يوم سعيدا منذ ان تزوجته
بهيرة :” ياريت تطلقنى ينوبك ثواب فيا ارحمنى”
اقترب منها ينحنى اليها يبتسم ابتسامة خبيثة يخرج كلامه من فمه كفحيح الافاعى
سراج:” عيزانى اطلقك تتنازليلى عن كل ورثك من ابوكى يا بهيرة”
اتسعت حدقتيها ذهولا من طلبه فهو يريد ان يسلبها كل ما تملكه ان يأخذ منها كل ما اورثها إياه أباها 
بهيرة:” انت بتقول ايه”
سراج:” اللى سمعته يا بهيرة املاكك قصاد طلاقك تختارى ايه هسيبك تفكرى بااااى”
لوح لها بيده قبل خروجه من الغرفة ضمت قدميها تحاوطها بذراعيها تفكر فيما سمعته منه فلو وافقت على عرضه لها ستجد نفسها ربما على الأرصفة تتسول فهو لن يتوانى عن رميها خارج المنزل بعد حصوله على ما يريد فهى ليس لديها احد تستنجد به من بطش هذا الزوج القاسى، تركت فراشها وجدت نفسها ترتدى ملابسها قاصدة شقة هيام لتجلس معها قليلا فهى ولاشك ستصاب بالجنون اذا لم تجد من تتحدث معه، رنت جرس الباب فتحت هيام بابتسامة
هيام:” اهلا يا بهيرة ادخلى”
دخلت بهيرة باستحياء كعادتها :” انا اسفة ان كنت جتلك وانتى مشغولة ولا حاجة”
هيام:” لا ابدا دا انا كنت بعمل كيك يلا حماتك بتحبك ودعيالك”
بهيرة بهمس:” امال لو كانت داعية عليا كان حصلى ايه تانى من ابنها”
هيام:” انتى بتقولى حاجة يا بهيرة”
بهيرة :” لا ابدا مبقولش حاجة تحبى اساعدك”
هيام:” ماشى تعالى معايا على المطبخ “
دلفوا الى المطبخ بدئن فى اعداد الكيك وهم يتحدثون عن امور شتى خاصة بالمنزل حتى بادرت هيام بسؤالها
هيام:” بهيرة هو انتى مش بتروحى لأهلك”
بهيرة:” انا اهلى متوفيين”
نظرت اليها هيام بأسف :” انا اسفة مكنتش اعرف ربنا يرحمهم”
بهيرة:” ربنا يرحم الجميع امال الاولاد فين مش شيفاهم”
هيام:” بيلعبوا فى اوضتهم هيشموا ريحة الكيكة هيخرجوا زى التتار دلوقتى”
ضحكة عالية صدرت عنها لم تصدق انها تضحك هكذا فهى منذ زواجها وهى لا تعرف سوى ذرف الدموع 
بهيرة:” ربنا يباركلك فيهم يارب ويجعلهم ذرية صالحة”
هيام بابتسامة:” اللهم امين يارب العالمين”
نظرت اليها هيام بحذر وهى تسألها عن سبب عدم إنجابها حتى الآن فهى علمت منها انها متزوجة منذ اكثر من ثلاث سنوات
هيام:” بهيرة متزعلش منى بس عايزة اسألك انتى مخلفتيش ليه لدلوقتى هو انتى عندك مشكلة”
فرت دموعها ساخنة عندما تذكرت تلك المصيبة التى أدت الى عدم إنجابها
بهيرة:” انا شايلة الرحم يا هيام”
شعرت هيام بالشفقة عليها بعد ان سمعت منها ذلك وخاصة عندما تكلمت بتلك النبرة الحزينة وايضا دموعها التى خضبت وجنتيها
هيام:” انا اسفة يا بهيرة مكنش قصدى بجد اسفة”
مسحت بهيرة دموعها بكفها تبتسم ابتسامة واهنة فما فائدة ذرف الدموع
بهيرة:” ولا يهمك يا هيام حصل خير شوفى الكيكة لاتتحرق ولا حاجة”
ابتسمت هيام فى وجهها ولا تعلم لماذا اقتربت منها تحتضنها تربت على ظهرها بحنان فهى امرأة مكلومة ، فتذكرت بهيرة تلك المأساة التى حلت بها عندما كانت حاملا بجنينها الأول ولكن بسبب قسوة زوجها وضربه لها أدى إلى اجهاضها وأيضاً اضطر الطبيب ان يستأصل رحمها لتفيق بعد ذلك وتعلم ماحدث لها على يد ذلك الرجل الذى ربما تخلى عن كل معانى الرجولة 
????????????
ذهب رمزى مسرعاً لتنفيذ ما اخبره به ثائر ولكنه لم يجد ايمن فهاتفه فجاءه صوته بعد لحظات
أيمن:” اهلا رمزى اخبارك ايه”
رمزى:” ايمن انت فين جيت القسم وملقتكش”
أيمن:” خلاص دقايق وهوصل اهو فى حاجة ولا ايه”
رمزى:” ايوة ثائر بيقول عرف المكان اللى فيه ولاده وكلمنى وقالى اخدك واروحله وشكل كده الموضوع فى خطر
أيمن:” تمام تمام انا على باب القسم اهو هناخد قوة من البوليس ونروحله
انهى رمزى مكالمته دقائق ولمح دلوف أيمن فأقبل عليه باهتمام بالغ
رمزى:” يلا يا أيمن مفيش وقت”
أيمن:” يلا انا جهزت القوة يلا بينا هو المكان فين”
رمزى:” شكله كده فى مكان فى العشوائيات”
فكر أيمن فى كلام رمزى فهو يجب ان يتخذ الحيطة والحذر ليمر هذا الموضوع بسلام”
فى ذلك الحين كان ثائر اقترب من ذلك البيت الذى دلته عليه تلك المرأة المدعوة عطيات وجد نفسه يسحب مسدسه الخاص رأت عطيات ذلك صرخت صرخة عالية
عطيات:” ابوس ايدك يا بيه متقتلنيش”
نظر اليها ثائر بتعجب فبماذا تهذى هذه المرأة ؟ ولكن يبدو عليها انها قليلة الذكاء او لديها بلادة فى التفكير
ثائر:” اقتلك ايه هو انتى مفهمتيش قولتلك إيه ولا فاهمة هتعملى ايه”
اسرعت تهز رأسها دليل على ان فهمت كل ما قاله لها تظن بذلك انها تنقذ نفسها
عطيات:” لاء فهمت يا بيه والله فهمت متقلقش حضرتك “
ثائر:” والله شكلك ما انتى فاهمة حاجة وهتقرفينى معاكى هقولك تاتى تعملى ايه وانت يا رائد اسمع اللى هقولك عليه ماشى يا حبيبى علشان نروح البيت انا وانت ورؤوف”
رائد:” حاضر يا بابا هسمع الكلام”
أخبرهم ثائر للمرة الثانية بما يريد منهم ان يفعلوا يضع خطة ليستطيع ان ينقذ طفله الآخر وربما ينقذ معه هؤلاء الأطفال الآخرين.ترجلت عطيات من السيارة تسحب معها رائد يتبعهم ثائر بخطوات ثابتة بالرغم من الخوف المستعر بصدره من رؤية المكان الذى يحيا به أطفاله الآن ، التفتت اليه عطيات فأومأ برأسه قليلاً كأنه يخبرها ان تفعل ما تم الاتفاق عليه، طرقت عطيات باب المنزل فتح لها شاهين الا انه لمح ثائر يتبعهم
شاهين:” بت يا عطيات مين اللى جاى وراكى ده انطقى”
سحب من جيبة ميدية أشهرها فى وجهها فابتلعت ريقها بقوة
…….
يتبع..
لقراءة البارت السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى