Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

ظل واقفًا مكانه وهو يشعر بالخوف من فقدانها، يعلم بقسوته عليها ولكنه لا يكره شيئًا في حياته سوى الخداع! 
كيف لها بأن تخدعه وهو عاشقًا لها ؟ لا يصدق مع فعله معها هل حقًا تعامل معها بتلك السادية! لقد ظل ليلة كاملة يضرب بها وكأنها الد أعدائه! 
اتجه نحو الطبيب بلهفة وهو يتسأل
– أخبرني هل هي بخير ؟
نظر له الطبيب قائلًا بأسف
– آسف سيد مايكل، ولكنها مريضة قلب ومن الواضح أنها تعرضت لعُنف بالغ! أنا سأترك الأمر لأجلك فقط ولكن شيء كـ هذا لا بد من تدخل الشرطة بالأمر.
مايكل بنفاذ صبر
– أعلم كل هذا، ماذا بها الآن ؟ أخبرني ؟
– جسدها ضعيف الغاية، بجانب النوبة القلبية التي إصابتها، وادت لضعف وصول الهواء لرئتيها، ستكون على الأجهزة الطبية حتى تتعافى.
أمأ لهُ مايكل وهو ينظر من الزجاج لحور المستلقية على الفراش، وبعض الأجهزة المتصلة بها وجهاز الأكسجين، وذراعيها و وجهها مليئين بالكدمات.
ظل واقفًا ينظر لها لبعض الوقت وآلاف الأحاديث تدور داخل عقله، ليستدير للطبيب قائلًا بلهجة أمرة
– سأولج لاراها.
كاد أن يعترض الطبيب ليبعد مايكل سترته قليلًا وهو يشير لسلاحه الموضوع أسفل سترته، ليحمحم الطبيب بخوف قائلًا بتوتر
– حسنًا اذهب لتبديل ملابسك اولًا.
بعد وقت كان يجلس مايكل أمام حور بصمت تام، ولا يُصدر صوت بالغرفة سوى جهاز مقياس نبضات القلب..
امسك مايكل بيدها ببطيء وهو يقربها من فمه ليطبع قبلة حانية في باطنها ويأخذها بين أحضانه.
– اتدرين حوريتي ؟ لم أحب احدًا من قبل كما أحببتك أنت، لم أحب قبلك حوريتي، أعرف بأن هناك أشياء كثيرة ستمنع وجودك معي ولكني احاول، أحاول الحفاظ عليكِ، لم احتمل خيانتك لي وخاصةً أنني لاحظت لأكثر من مرة نظرات الإعجاب التي تبادلينها مع فهد! أليست خيانة تلك ؟ لم يختار أحد كيف تكون حياته ولم اختار ذات يوم ما اريد أن أكون ولكنكِ اختياري الوحيد حوريتي، ولن اسمح لشخصًا يأخذك مني ذات يوم، سيكون آخر يوم له بالحياة.
نهض مايكل وقبل جبهتها، وألقى نظرة أخيرة عليها وغادر الغرفة، ليبدل ملابسه ويغادر المشفى بأكملها بعدما أوصى على حراسة غرفتها.
في مكان آخر تحديدًا مبنى المخابرات.
وقف اللواء كامل بغضب
– فهد إزاي يعمل حاجة زي كدة! إزاي يفضل ف أوروبا ؟ ده بينهي حياتهم هما الاتنين! وكمان لوحده ؟ ع الأقل كان واحد فيكم فضل معاه! 
مهاب 
– حضرتك هو رجعنا علشان سيف أخوه.
أجابه بغضب
– أيوة ايه حكاية سيف ده ؟ قولي الموضوع من أوله لآخره.
حك مهاب رأسه وهو ينظر لياسين، ثم أعاد بنظره لـ لواء كامل ليبدأ بسرد ما حدث له.
انتهى مهاب من حديثه ليقاطع صدمة كامل رنين هاتفه وصراخ شقيقته به بما حدث لابنها.
في المشفى.
خرج الطبيب من غرفة سيف ليهرول الجميع نحوه بقلق، ليجيبهم بعملية
– الجرح اتلوث و واضح أنه عمل مجهود أدى إن السلك يتفك تاني، واتلوث.
مشيرة والدموع تلميء وجهها
– طب ابني كويس صح ؟ بالله عليك قولي كويس.
– كويس يا أمي متقلقيش، الجرح اتنضف واتخيط من تاني، وهيفوق بكرة بإذن الله بسبب الأدوية اللي خدها.
جلست مشيرة على المقعد وهي تردد داخلها
– ألف حمد وشكر ليك يا رب.
لتشكر چَيدا الطبيب وتعود لوالدتها لتحاول التخفيف عنها، ونظرت لـ ليان الواقفة مكانها و وجهها شاحب بشدة، وتحاول أن تستوعب ما حدث معهم! 
– انتِ مرات سيف ؟ 
انتبهت لها ليان وحركت رأسها بمعنى نعم لتتسأل چَيدا 
– هو ايه بينكم ؟ ايه حصل ؟ وكمان هو نزل..
قاطعتها مشيرة ف هي تعلم حقيقة زواجهم، وكيف تم الأمر بينهم
– بعدين يا چَيدا الكلام ده، وكلام اخوكِ كان واضح لينا هو مجروح من مين.
– ومنها، منا ومنها وأنا عايزة أفهم! 
اجابتها ليان لإنهاء الحوار بينهم، واخفاء حقيقة زواجهم، ف يكفيها ندمًا بأنها أفصحت لوالدته عن زواجهم هل ستخبر شقيقته الآن!
– اتجوزنا عادي يا چَيدا زي أي اتنين بيتجوزوا ! 
وسيف الصدمة من اللي حصل مع صدمته بأني عندكم ف كل الأمور دخلت ف بعض معاه.
ايدت مشيرة حديثها لتصمت چَيدا وهي تفكر بخوف من أن يتركهم سيف مرة أخرى، بينما وقفت ليان بآخر الممر وهي تستند على النافذة المطلة على الممر الرئيسي بالشارع، لتشرد بما حدث، وقلبها يتأكل ندمًا لكل ما اردفت به! 
وضعت يدها على فمها وهي ترفض تخيل ما سيحدث لو عرف سيف بأنها أخبرت والدتها ببداية زواجهم معًا ؟ هل سيغفر لها..! أم يعاقبها ؟ وبعد ما حدث كيف ستواجهه ؟ 
أغمضت عينيها والدموع باتت تغرق وجنتيها وكل ما مرت به معه يتكرر كـ مشهد سينمائي تراه أمامها الآن..! 
قاطعها صوت رنين هاتفها لتتوسع مقلتيها بصدمة وتبدأ يديها بالارتجاف وهي تغلق الهاتف بأكمله .
استدارت ليان على يد والدتها التي وضعت على كتفيها، لتبتسم لها بتعب، لتبادلها والدتها إبتسامة حزينة لما يمر به بناتها.
جاء اللواء كامل للمشفى وهو يتسارع مع كل شيء حوله ليصل بأسرع ما يمكن، ليتقدم نحو شقيقته بلهفة
– هو فين ؟ هو كويس ؟ حصل ايه ؟
بكت مشيرة وهي تسرد عليه ما حدث، لتنهي كلامها وهي ترتمي داخل شقيقها
– أنا السبب يا كامل، انا السبب ف نظر ابني! انا اللي خليته يبعد عن حضني ٢٠ سنة! ٢٠ سنة كان عايش وسط قتل واجرام بسببي ؟ انا السبب يا كامل.
ابتعدت مشيرة عنه وهي تمسح دموعها
– كامل لازم تتصرف، سيف مينفعش يتحبس! مش هضيع ابني تاني، لازم يبدأ حياة جديدة.
احتضن كامل وجهها وهو يحاول بث الطمأنينة بداخلها
– متقلقيش، هتصرف ف ده، مستحيل أبعده عن حضنك تاني صدقيني .
جاءه صوت چَيدا من الخلف
– كنت تعرف إن فهد أخويا أنا وسيف ؟ 
أغمض كامل عينيه وفتحهما وهو ينظر لمشيرة واستدار لابنة أخته
– آه يا چَيدا، بس انتِ عارفة أمه عملت ايه زمان عشان تبعد ابنها عننا ومتربطش حاجة بينا ! تخيلي لو كان فهد عرف وعرفت إن انتِ موجودة ؟ دي شيطان وأنا مكنش عندي استعداد لا أنا ولا أمك نخسرك انتِ كمان زي اخوكِ، هحميكِ منها بس مين يعلم الزمن ؟ هعيش لحد امتى ليكم ؟ مش كفاية مقدرتش احمي سيف! 
أخرج كامل زفيرًا من داخله ليكمل حديثه
– عشان ننهي كل الجدل ف الموضوع ده، ونقدر نبدأ مع سيف كويس وننسيه اللي فات، لأن مستحيل ينسى وحد فينا جواه حاجة عايز يطلعها، أمك مش السبب ف إن سيف يبعد، هي كانت وحيدة وانا كنت صغير وقتها، ملقتش غير ابوكِ معاها بس! اكيد هي حكيتلك اللي حصل بعدين، وابوكِ معرفش مراته الأولى إنه معاه تؤام، وعرفها بسيف بس، لو كانت عرفتك كانت هتتخلص منك زي سيف، عشان كدة بعد اللي حصل أنا غيرت لقبك لينا احنا، كنت طول الوقت خايف تعرفي فهد بس كنت عارف إنك مش جريئة لدرجة أنك تدوري ورا موضوع زي ده.
– بس فهد كان..
– عارف فهد كان لو عرف الحقيقة كان ممكن يحميكِ منها بس ف النهاية هي مين ؟ أمه يا چَيدا اللي حملت فيه وربيته، ممكن يصدقني ويكدبها ؟ ممكن العكس! ممكن يصدقني بس قلبه ميقدرش يقسى عليها ومنقدرش نلومه لأنها أمه وخاصةً فهد طول الوقت مش بيشكر ف حد قدها، وفهد لو عرف حقيقة كل اللي حصل صدقيني هيدمر، لأنه عمره ما وثق ف حد غير أمه.
– وأنا حكيتله الحقيقة اللي حصلت، ولسة هيجي وهكمله باقي الحكاية كلها، لازم يعرف أنه عملت ايه وفرقت ٣ اخوات عن بعض، وكلام ماما دايمًا قد ايه فهد كان متعلق بسيف، اكيد مش هيسكت وهيجيب حقي انا وسيف وانا واثقة.
قالت كلماتها وهي تأبى خروج دموعها الحبيسة داخل مقلتيها بتحدٍ لذاتها، لياخذها كامل داخل أحضانه ويربت عليها لتخذلها عينيها وتطلق العنان لدموعها لتغرق وجنتيها.
– أنا خايفة أوي يا خالو، خايفة سيف يسيبني، خايفة فهد يختار مامته ويسيبني، خايفة الاتنين يبعدوا عني أنا بحبهم أوي صدقني، آه فهد لسة عارفة امبارح إنه اخويا بس كنت دايمًا بحس بشيء جوايا ناحيته، شعور أخوي كان جوايا طول الوقت واني مطمنة طول الوقت أنه موجود، دلوقت عرفت إني عندي اخين! خايفة اخسرهم أو اخسر حد منهم.
قبل كامل رأسها وهو يضمها إليه أكثر
– متقلقيش، مش هيبعدوا، هما بيحبوكِ زي ما انتِ بتحبيهم بالظبط، خليكِ عارفة كدة كويس.
ابتعدت عنه لتخبره بسعادة
– بجد يا خالو ؟
– بجد يا حبيبتي.
مر الوقت على الجميع، مهاب وياسين يدرسون قضية مايكل وما الموجود بداخل الجهاز من كل جرائمه التي ارتبكها والكشف عن جميع أسراره، وعن جميع رجاله، وليان رفضت الذهاب للمنزل ليرحل چَيدا ومشيرة و وفاء على رأسهم اللواء كامل، وحور بالمشفى حولها الأجهزة ومايكل رحل عنها ليجد طريقة بإعادة الجهاز، ليأتي الصباح على الجميع بمفاجئاتٍ لكل شخص منهم، للبعض سعيدة والآخر تعيسة.
فتح سيف عينيه وهو يجول بها بأنحاء الغرفة ليجد ليان تجلس على الأريكة أمامه وتستند على يديها وهي تنام والتعب بادٍ على ملامحها، ليشرد بها وهو يتذكر بداية ما حدث معهم، لتلك اللحظة..!
أغمض عينيه بألم وهو يعنف نفسه التي تحاول وضع الأعذار لها بعد كل ما حدث! هل الخطأ عليه لأنه أتم زواجهم ؟ أم ماذا !
هل خطأ قلبه الذي أحبها منذ الوهلةِ الأولى التي رآها بها ؟ أم خطأها لأنها لم تحبه مثلما فعل! أم ذلك خطأ القدر منذ البداية! خطأ جمعتهم معًا تحت مظلة تلك الظروف التي هم بها الآن! 
أحيانًا تجبرنا الحياةِ على مواجهة بعض الاشياء رغمًا عنا، وما إن نحبها ونبدأ بالترحيب بها عن رضا، تسلُبها منا عنوةً وقوة..! 
سعل سيف بشدة ليتآوة حينما يشعر بتألم جرحه أثر سعاله..بينما فتحت ليان عينيها بفزع لتتجه نحوه بلهفة
– سيف في ايه ؟ هنادي الدكتور بسرعة استنى 
اوقفها وهو يمسك ذراعها يمنعها من الذهاب لتقع ليان على الفراش أثر سحبته العنيفة لها بعض الشيء، لتهوى قريبةً منه..
حمحم سيف وهو يتراجع للخلف ويعيد نبرة صوته ليجيبها بصوتٍ بارد خالٍ من كل شيء
– أنا كويس، مفيش داعي لكل التمثيل ده! 
عقدت حاجبيها بدهشة
– تمثيل! مبمثلش على فكرة بس خوفت ليكون فيه حاجة فعلًا لأنك امبارح وقعـ..
صمتت ليان وهي تتذكر مع حدث بالأمس، ليرفع سيف حاجبيه 
– كملي امبارح ايه ؟ حصل ايه امبارح ؟
– أنا آسفة.
– وبعدين ؟ 
اخذت نفسًا بداخلها وهو تحاول أن تزيل توترها
– اللي حصل أنا كنت معرفش هو..
صمتت وهي تحاول أخذ أنفاسها لتتمكن من إخباره بما شعرت به
– اللي حصل إني اتلغبط! معرفتش بقول ايه وايه طلع مني صدقني، أنا آسفة..
ظل سيف صامتًا، ليخرج صوتها بترجي وهي تضع يدها على صدره
– سيف أنت أكتر شخص عارفني، عارف ردود أفعالي ايه! أكيد فاهمني صح ؟ عارفة إن ده مش مبرر بس..
قاطعها سيف بجمود
– فاهم يا ليان، فاهم إني غصبتك تتجوزيني، فاهم إنك ملكيش ذنب ولادك يكونوا إبن واحد مجرم! عاش حياته ع السلاح والقتل، هربيهم على ايه ؟ دا أنا حتى مكملتش تعليمي عشان أقولك طلعت منه أي استفادة! أكيد فاهم كل ده، وعشان كدة هخرج النهادة وهنطلق انا وأنتِ، بدايتنا غلط وحياتنا هتفضل غلط دايمًا.
تجمد جسدها مما يقوله لتبتلع ريقها بتوتر
– قصدك ايه ؟
– نطلق! كلمة واضحة اهي هي ليها كذا معنى أنا معرفهوش ؟
أمسكت بيدها التشيرت الذي يرتديه لتقترب منه وتخبره 
– أنت اتجوزتني بمزاجك! عايز الجواز غصب ويكون الطلاق نفس الشيء ؟ انا مش هسمح بكدة، غصبتني على الجواز ومش هتقدر تغصبني على الطلاق يا سيف.
ابتسم وهو يليق برجولته ذاك التحدي وهي تبدي لأول مرة رغبة استمرار زواجهم، يشعر بذاك الشيء بأن رجولته باتت تعود إليه من جديد وسط كل ما حدث، ليجيبها بتحدٍ واعجابًا بتلك اللعبة
– اديكِ قولتي، اتجوزتك غصب، وبمزاجي، ف الطلاق كمان هيكون بمزاجي، وبعدين هنكمل ليه!
اقترب من أذنها وهو يهمس بداخلها
– الصراحة أنا ندمان دلوقت للشوط اللي خدته ف حياتي! مش متخيل قد ايه كنت غبي كدة ! 
نظرت له باستفهام
– قصدك ايه ؟
أكمل بهمس
– إنك معجبتنيش، خديها كـ تجربة كدة جربتك صدقيني لو كنتِ عجبتيني كان ممكن أفكر ف كلامك وإني حتى أكمل كام شهر اروق بيهم عن نفسي ف الحلال، بس للأسف! 
ابتعد عنها وهو ينظر لها بأسف ليرى احمرار وجهها الغاضب، لترفع ابهمها أمام وجهه
– أنت إنسان زبالة.
– الصراحة بتزعل دلوقت يا لولو ؟ 
اغرورقت مقلتيها بالدموع
– سيف قول إنك بتقول كدة عشان تضايقني ! 
– تؤ تؤ دي صراحة وأنا مبحبش الكدب واللف والدوران خالص يا ليان، ف ايه المشكلة ؟ نطلق وكل واحد يشوف حاله وحياته، بس تكوني اتعلمتي بقى عشان متتغصبيش على حاجة بعد كدة.
تشبثت بملابسه مرة أخرى لتخبره والدموع تنهمر على وجنتيها
– سيف.
شعر سيف بحرارة تندلع بجسده، ومدى بدأ تأثيرها عليه، ليحاول إبعادها عنه قائلًا بصوت خافت
– هنطلق.
ابتعدت عنه قائلة بغضب
– مش هنطلق يا سيف.
– وأنا عايز اطلقك! مش حابب أكمل هي غصب ؟
ابتسمت بسخرية وهي تجيبه بنبرة ساخرة
– غصب! لأ لسمح الله! 
استند سيف على يديه وهو يحاول النهوض من مكانه ويخبرها بصوتٍ حازم
– ليان، بلاش كتر كلام بينا، لأن اللي هيحصل مش حاجة غير الطلاق ماشي ؟ 
– مش عايزة أطلق يا سيف! 
كاد أن يجيبها ليقاطعهم صوت رنين هاتفها، الذي فتحته بالأمس حتى إذا حدث شيء وتحادث والدتها..
نظرت ليان للهاتف بتوتر لتقوم بإغلاقه سريعًا، لتنظر لسيف الذي يطالعها بأعين مضيفة 
– د..دي ماما.
– طب ردي عليها ؟ أحسن تقلق ! 
قال كلماته بشك واضح ليقترب منها وهو يجد توترها يزداد، ويمسك بهاتفها ويقوم بفتحه ليجد مكالمات كثيرة فائتة من رقم مجهول! 
نظر لها لينظر للهاتف مرة أخرى ليقوم بالاتصال على الرقم، ليأتيه الرد
– أخيرًا ليان هانم تكرمت وردت! ع العموم فكرتي ف اللي قولتلك عليه ؟ سيف زمانه على وصول وكل شيء لازم يتم قبل وصوله.
أغلق سيف الهاتف فور الإنتهاء وبلحظة كانت تصطدم ليان بالحائط وسيف أمامها وعينيه تقطر غضبًا واشتعالًا
– هتقولي دلوقت كل اللي يقصده، وإلا اقتلك دلوقت وأروح اقتله! 
حركت رأسها بخوف ليبعد سيف يديه المُلتفة حول رقبتها، لتطالعها ليان بخوف
– يلا مش سامع!
أغمضت عينيها وجسدها كله يرتجف، لم تتوقع سرعة ما يحدث، كانت ستخبره ولكن ليس بذاك الوقت الذي تحاول به إصلاح ما حدث معهم!
– ده مازن.
التوى فمه بسخرية
– والله ؟ ع أساس مش عارف ده! قولي الموضوع يا ليان انجزي! 
انتفضت فور نطقه للكلمة الأخيرة بصراخ، لتتحدث بخوف
– بـ..بقاله فترة كبيرة بيهددني، بحاجات كتير، و..و إنه يأذي ماما، وإنه عارف مكان حور وترجع بس بشرط لو روحتله.
– وعملتي كدة ؟ روحتي ؟ شوفتيه ؟
أغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما، ليضرب سيف الحائط بيده، ومن ثم امسك ذراعها بقسوة
– روحتي صح ؟ وعمل ايه ؟ عمل ايه رجعك منه ؟ واما انتِ ميتة عليه رافضة الطلاق مني ليه ؟ انطقي!
صرخ بكلمته الأخيرة لياتيه صوتها
– هقول والله هقول، هو بعتلي رسالة إن لو عايزة أعرف مكان حور أقابله، روحت عشان أختي، كنت خايفة، بس كان هيقابلني ف مطعم، مكان عام ف روحت واطمنت شوية، بس روحت وكان مستنيني بعربية على باب المطعم، وكان مصمم أركب معاه لأن مينفعش اللي هيقوله يتقال ف مكان عام، قولتله ده مش اتفاقنا، وحاولت أمشي بس كان بيحاول يجبرني أركب، خبطته وجريت وقدرت أهرب منه، واللي ساعدني إن الناس بدأت تتلم، بعدها فضل يهددني اروحله واختي هترجع، بس صدقني معملتش كدة تاني، كنت مستنياك ترجع.
اقتربت منه وجسدها يرتجف وهي تتذكر ما حدث لتضع رأسها على صدره وبيدها تلتف حول خصره
– سيف، صدقني غصب عني، أنا عارفة إنك هتعاني معايا كتير، بس أنا غصب عني! حاجات كتير مريت بيها مكنتش سهلة! انت عارف يعني ايه عايشة ف بيتي خايفة من بابا اللي كان بيحاول يعتدي عليا اكتر من مرة ؟ محدش كان بينجدني غير حور! كنا خايفين أنا وهي طول الوقت، كنت بشوفه بيضرب ماما دايمًا، بيضربها بعنف كبير، ماما كانت ضعيفة، محدش كان حاميني منه غير حور، وهو كان بيخاف منها لان حور كانت ممكن تفضحه، بس هي ف الأصل تخاف تعمل حاجة زي كدة، بعدين اكتشف إنه عمي مش أبويا !! الشخص اللي عشت معاه سنين خايفة منه وطول ما هو ف البيت ببقى ف اوضتي قافلة عليا بميت مفتاح، و..وبعدين لما لقيت حب من ناحية حد يطلع مزيف! عارفة إني غلطت من الاول بس رغبتي بأني ابعد عن بابا اللي طلع ف الآخر عمي واهرب لأي حاجة سيطرت عليا.
رفعت رأسها إليه وهي تكمل حديثها بترجي
– سيف متسبنيش عشان خاطري، أنت كنت أكتر عدو ليا، بس دلوقت مبقتش أحس بالأمان غير وأنا موجود، مبقتش أثق ف حد غيرك، سيف أنا بحبك صدقني المرة دي عشان خاطري.
أنهت حديثها وهي تطبع شفتيها على شفتيه وتقبله، ليستوعب سيف ما فعلته ويكمل ما بدأته هي..
ابتعد عنها على صوت طرقات على الباب، لتدلف والدته، وشقيقته التي هرعت نحوه بلهفة وهي تحتضنه
– سيف قلقتني عليك، كنت خايفة أوي.
ضمها سيف بين ذراعيه وعينيه على والدته الواقفة على مستفة بينهم لا تقوى على الإقتراب.
ابتعدت چَيدا وعينيها مليئة بالدموع
– سيف، عشان خاطري متسبنيش، أنا ما صدقت لقيتك، أنا مليش ذنب ف اللي حصل، زي ما أنت كمان ملكش ذنب، سيف أنا ما صدقت الاقيك، وكمان فهد! مش مصدقة إن بقى عندي اخين بدل واحد! واحد اتحرمت منه ٢٠ سنة ولما لقيته بقى عندي اتنين، عشان خاطري يا سيف متسبنيش.
– حاضر يا چَيدا، مش هيحصل متخافيش.
– بجد يا سيف ؟ فهد هيرجع وتكونوا معايا صح ؟
قبل سيف جبهتها ليخبرها بإبتسامة
– أيوة.
احتضنته بلهفة ليتأوة سيف بألم فقد تحامل على جرحه كثيرًا؛ لتبتعد چَيدا بلهفة
– أنا آسفة مقصدش.
ليان وهي لم تقدر على إخفاء غيرتها أكثر
– أيوة اتوجع أهو ابعدي شوية عشان جرحه! 
رفع سيف حاجبيه بتسلية ويده تحاوط كتف شقيقته وهو يخبرها بتسلية
– أنا كويس يا ليان متقلقيش.
أدمعت عينيها بغضب وغيرة، لتصمت عما يحدث، بينما ابتسم سيف برضا داخله ولثاني مرة يشعر بفخر ذاته!
ساندته چَيدا حتى الفراش، ليستلقي عليه، وذهبت ليان لإحضار الممرضة للتغيير عن جرحه والاطمئنان عليه، بينما كانت مشيرة على نفس صمتها، ولم يقدر سيف على الحديث معها، ف يكفي شقيقته وزوجته، فهو غير قادرًا على ازدياد الضغط عليه أكثر من هذا..! 
عادت ليان، ليراها سيف تأتي مع الممرض بالمشفى ليبدأ بالاطمئنان عليه ليخبره بعملية
– الجرح هيتغير عليه بكرة، وبعد كدة يوم ويوم تغير عليه عشان كتر الغيار هيخليه يطرى وميلمش.
– تمام.
أنهى الممرض عمله ورحل، وهتفت چَيدا 
– هترجع معانا البيت ؟ الدكتور قال هتخرج النهاردة.
– هروح بيتي يا چَيدا أكيد! 
بهت وجهها بحزن
– طب وأنا ؟
أجابها سيف بحنو
– بيتي مفتوح ليكِ طول الوقت، وقت ما تحبي تيجي ف أي وقت أنا ف انتظارك يا چَيدا.
صمتت بحزن بينما أغمض سيف عينيه ليستريح قليلًا ف كل شيء أصبح فوق عاتقه الآن! من ناحية زوجته، والأخرى شقيقته والاثنتين تحملاه شيئًا غير قادرًا على تحمله داخله ولكنه مُرغم على ذلك! ولكن هل سيأتي فهد ويساعده مثلما كان يفعل ؟ هو يتذكر بعض اللحظات بينهم وكيف كان يقف بجانبه! ف هو كان بالصف الأولى الإبتدائي وكان فهد يحمل جميع واجباته عنه! هل سيأتي الآن ويفعل الشيء ذاته معه ؟ 
في أوروبا وقف فهد أمام الشرفة داخل منزله، وهو يفكر بأخيه، ليجول بخاطره أن يهاتفه ليطمئن عليه.
على الجانب الآخر فتح سيف عينيه على صوت رنين هاتفه، الذي طلب من ياسين الذي جاء لرؤيته إحضاره، وقد كانت چَيدا و والدته غادروا الغرفة ليرتاح قليلًا وبقيت ليان معه فقط..
– الو.
ابتسم فهد قائلًا بتساؤل
– عامل ايه دلوقت ؟
أغمض سيف عينيه بألم
– محتاجك، هتيجي امتى ؟
– هانت، يومين وأكون جمبك، متقلقش.
– مستنيك بعد يومين يا فهد تكون جمبي، صدقيني كل حاجة هنا حواليا حملاني بشكل اكبر! حاسس إني متكتف وحاجات كتير محطوطة بشكل تقيل على صدري، وايدي متكتفة مش قادر اشيلها.
ابتسم فهد بحزن لأخيه
– هجيلك، وهشيل كل ده عنك وافك التكتيفة دي واخليك تتحرك بكل حرية.
– هتنسيني يا فهد ؟ 
– مش هنسيك، بس هشاركك، هشيل عنك شوية، فيه حاجات كتير حصلت وسكوتك عنها مخليها تلف حوالين رقبتك زي الحبل، هجيلك واخليك تواجه بس وانا ف ضهرك، وصدقني كل شخص عمل غلطة هيدفع تمنها مهما كان درجة قربه وغلاوته عندي، كل اللي عمل ذنب هيتحاسب اوعدك، بس هخلص حسابي مع مايكل و اخد حور، واجيلك مصر أخلص حسابي هناك.
– مستنيك يا فهد.
استرد فهد الحديث بتساؤل
– عامل ايه مع مراتك ؟ 
نظر سيف لـ ليان الغافية على الأريكة، ليبتسم بحزن
– مش عارف.
– ازاي ؟
– صدقني مش عارف! واقف ف نقطة مش عارف اتحرك منها، نقطة مش قادر احددها اصلا ! بس فهد..مازن اللي شغال مع مايكل، بيهدد ليان، بشكل مستمر، آخر مكالمة تهديد ليها كانت النهاردة الصبح، مكنتش هتقولي بس أنا شوفتها صدفة وكان بيرن ورديت وعرفت منها.
أجابه فهد وهو يحاول بث الطمأنينة بداخله
– متقلقش، لو عرف إنك رجعت مصر مش هيعمل حاجة، هيخاف ويختفي شوية، خاصةً بعد آخر مقابلة بينكم واللي عملته فيه.
ابتسم سيف بثقة
– وأنا هستنى يختفي ؟ مازن مرمي ف المخزن عندي! المخزن اللي موجود قريب من بيتي ف الغردقة، والنهاردة هخرج وهروح انا وليان وهاخد حماتي معانا، وبكرة هروحله بنفسي.
ضحك فهد على أخيه ف هو قد علم فور أخباره بالأمر بأنه لم يهدأ ولن يهدأ حتى يقوم بفعل شيء
– ماشي يا سيف، بس اهم حاجة متجيش على جرحك! ولو حسيت بأي تأثير فيه ارتاح.
– حاضر، وأنت كويس ؟
– الحمدلله بخير، بس مش عارف اطمن على حور، وهي طلعت من الفندق، وراحت المستشفى، فيها حاجة وروحت حاول أدخل معرفتش، لقيت حرس على اوضتها، بس درست المكان وهروح ف وقت متأخر وأدخل ليها.
– خلي بالك، مايكل مش سهل، ممكن يحطلك طعن ويسهلك سكة تفكر انه مش واخد باله منها ف تمشيها ويستناك ف آخرها، فتح عينيك عليه وأنت لوحدك لو حصلك حاجة مش هتعرف تعمل حاجة، أو ع الأقل فكر ف حور.
تنهد فهد وهو يفكر متى سينتهي من هذا الكابوس ويعود بها ؟ 
– حاضر يا سيف، هقفل دلوقت واكلمك وقت تاني.
– خلي بالك من نفسك، مع السلامة.
أغلق فهد معه وهو يفكر بما سيفعله، يريد طريقة ياخذها بها ويعود لوطنه، إن انتظر الإجراءات القانونية وإرسال أدلة الجهاز لقانون أوروبا سينتظر الكثير! عليه أن يعود بها بأقرب وقت ممكن، ف هو يكره شعور العجز هذا خاصةً حينما رآها بين ذراعي مايكل كـ جثة خامدة ولم يقدر على السير خطوة واحدة لها ! بل وقف بعيدًا وذهب للمشفى واستمع من مسافة بعيدة لحديث الطبيب مع مايكل وعرف ما حدث معها 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى