Uncategorized

رواية لاجئة في الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نور زيزو

 رواية لاجئة في الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نور زيزو

             _____ بعنـــوان ” حمــــــايـة ” _____
دق باب غرفة “فريد” ودلفت “مروة” لتراه جالسًا على الفراش وشاردًا بتفكير عميق ويفكر بـ “جمال” وحديث “فرح” معه  ، قطعت “مروة” شروده وتساؤلاته وهى تقول :-
– فريد مش هتفطر 
– لا مش هفطر 
أقتربت منه بهدوء وجلس على حافة السرير وقالت :-
– مالك يا حبيبى ، فى حاجة مزعلك  وشغالة بالك 
– لا يا مروة ، روحى أفطرى أنتِ 
قالها وهو يلتقط الهاتف من فوق الكمودينو ، ابتسمت “مروة” له بخجل وقالت :-
– طب مهتنزلش يا فريد .. أصل مصطفى جاي يطمن على بابا 
تبسم لها بخفة وأردف قائلًا :-
– مصطفى قولتلى ،، ماشي هنزل
توردت وجنتها بخجل ثم خرجت من الغرفة ، تبسم وقام من مكانه وأتجه نحو المرحاض ليوقفه صوت رنين الهاتف عاد للفراش ورأى أسم “على” ، تنهد بحيرة وأجاب عليه قائلاً :-
– أيوة 
– عاوز أقابلك ؟؟
– أشمعنا 
قالها بلا مبالاة ليجيب “على” عليه هاتفًا :-
– هستناك كمان ساعة فى الأستراحة ولو فرح تهمك هتيجى لكن لو ميفرقش معاك اللى بتفكر فيه والأنتقام اللى مسيطر عليها متجيش 
أخرج زفيره بتعب من هذه المرأة التى تسبب فى أوجع قلبه فى كل مرة بسبب حبها الساكن فى قلبه ، كأنها تسبب الفوضى حولها ليصلحها هو دائمًا ، كالأطفال هى لا تفهم ولا تعلم شيء لكن تسبب المشاكل وهو لا مفر له ولا سبيل له سوى أصلاح فوضتها … ، رد عليه بتعب قائلًا :-
– ماشي
             ____________________________
                  _____ الأستــــراحـة _____
خرجت “فرح” من المطبخ ركضًا والبسمة تعلو وجهها بسبب قدوم “سيرا” المفاجىء وقالت :-
– سيرا 
عانقت “سيرا” بقوة وسعادة ، بادلت “سيرا” العناق بهدوء ثم ابتعدت عنها وقالت :-
– أزيك يا فرح 
تبسمت “فرح” لها بعفوية وقالت :-
– أول مرة تقوليلى فرح من غير مدام  
بعثرت “سيرا” شعر “فرح” بهدوء وهى تنظف وجهها من الدقيق ثم أخذت يد “فرح” بين كفها وأخرجت منديلًا تمسح يدها من أثر العجين ثم قالت بحزم :-
– لأنك رجعتى فرح ، أنا معلمتكيش كدة ، معلمتكيش تدخلى مطبخ وتجرى كدة .. أنا علمتك تكونى هانم ورئيسة شركة الفرح للأزياء 
جذبت “فرح” يدها وقالت بهدوء :- 
– سورى 
تبسمت “سيرا” لها بخفة وقالت بنبرة هادئة وهى تسير للداخل :-
– متعتذريش يا فرح ، إحنا اللى كنا عاوزين نغيرك ونقتل برائتك عشان نخافظ على الشركة ، بس دا حقك لو مخوتيش عليه تتوقعى مين هيخاف عليه 
– أنا عارفة يا سيرا 
أجابتها بنبرة جدية ، ثم تابعت حديثها بسؤال :-
– جبتى الفستان ؟
– اه هيعجبك جدًا 
– أوك هشوفه قبل ما أوديه لمروة 
تركتها وصعدت للغرفة العلوى ، أستدرت “سيرا” حين دلف “على” وقالت :- 
– أنا شايفة أنها بقيت أحسن لما جت هنا ، وممكن تكون بطلت تفكر فى الأنتقام 
وضع يده فى جيبه بسخرية وقال بنبرة باردة :-
– فرح لسه جاية من عند متولى وشبه أتفقت معه على حسين 
– يعنى أيه ؟؟ على أنا مش هسمح لها تأذي نفسها .. مش دى هتكون مكافئتنا للراجل اللى خيره علينا .. 
– أنا خارج دلوقت ، فرح مش لازم تغيب عنك لحظة يا سيرا ، أشغليها فى اى حاجة … شغل أو كلام أى حاجة 
أومأت له بنعم ثم ذهب من أمامها للخارج …….
             ____________________________
                _____ منـــزل “فــــريـد” _____
بدل “فريد” ملابسه ونزل مُسرعًا من الغرفة لتقابله “نيرة” فقالت :-
– على فين يا فريد ، الضيوف زمانهم جينا 
– مش هتأخر يا نيرة نص ساعة بالظبط 
خرج من المنزل وصعد سيارته لتمتم قائلاً :-
– مينفعش أسيبك تتأذي يا فرح … مينفعش 
ضغط على زر التشغيل وأنطلق بالسيارة إلى وجهته حيث سيلتقى بـ “على” ، كان المكان بقرب الجبل فارغ تمامً .. لا يوجد أى أحد هنا و”على” مُتكيء على سيارته ويرتشف سيجارته ، ترجل “فريد” من سيارته وألقى “على” بالسيجارة ودهسها بقدمه ثم قال :-
– أتاخرت ، أنا كنت همشي 
وضع “فريد” يديه فى جيبه بغرور وقال وهو يسير نحوه بنبرة باردة :-
– كنت بفكر الموضوع يستاهل اجى ولا لا … 
قطع حديثه “على” حين قال بجدية :-
– الموضوع ولا فرح 
– الأتنين ، فرح طلعت كذبة فى حياتى ، تفتكر لما فجأة تلاقى حياتك كلها عبارة عن كذبة هتفكر فى حاجة أو أنك تنقذك حاجة ماهى ممكن تكون كذبة هى كمان 
– صح أنت صح … بس أنا غلط وأخترت الشخص الغلط ، عن أذنك 
كاد “على” أن يفتح باب السيارة كى يرحل فأوقفه “فريد” بتذمر قائلاً :-
– أستن يا عم متبقاش عصبى كدة 
أنفرج “على” غاضبًا وهو يصرخ بعصبية شديدة به قائًلا :-
– أنا معنديش وقت أضيعه معاك ، أنا محتاج أحمى فرح وأوقفها عن اللى بتفكر فيه ولو حضرتك لسه متردد ومصدوم ومش عارف تعمل ايه يا حرام يبقى مضيعش وقتى معاك لأن فرح أتحركت ومش مستنية لحظة ندردش فيه … 
اجابه “فريد” ببرود قائلاً :-
– فرح متعرفش تعمل كحاجة .. فرح بتخاف أهدا 
تنهد “على” بسخرية وقال :-
– هههههه فرح بتخاف بذمتك مش مكسوف من نفسك وأنت مش عارف حبيبتك مع أنك المفروض أكتر واحد فاهمها وحافظها … فرح أتفقت مع متولى على حسين … فرح أتغيرت يا فريد ، أتغيرت وبتسعى للانتقام وبس وأنا عاوز أحميها وأطلعها من اللعبة دى 
أتسعت عيناه بدهشة من حديثه فهذه الفتاة تتغير للأسوء وتذهب بحياتها للجحيم ..قال :-
– اتفقت معه على أيه ، وراحت لمتولى أزاى ؟؟
– أتفقت معه أنه يسلمها حسين وهى تسلمه جمال 
سأله “فريد” بصدمة قائلاً :-
– جمال أخويا
– اه جمال بس مش أخوك … جمال أخوك مات ، أنما اللى معاك دا جمال جابه متولى عشان يعرف ينافس والدك ويوصله أخبره .. متولى لما لاقى والدك هيتجنن عن اخوك وعمال يدور عليه رغم السنين اللى بتمر جاب واحد يمثل انه جمال … ودا السر اللى رحمة عرفته وكانت بتهدد به جمال عشان كدة قتلها 
سأله بصدمة قائلاً :-
– ازاى والتحاليل ؟؟
ضحك “على” ساخرًا منه وقال :-
– ايه يا حضرة الضابط عمرك ما سمعت عن التحاليل المزورة ولا الرشوة والفلوس 
أتكأ “فريد” على السيارة وقال بتلعثم :-
– أنا حاسس أنى بحلم ؟؟
– أسيبك تكمل حلم بقى لأن ورايا شغل 
مسك”فريد” يده وقال بخفوت :-
– وفرح ؟؟
– فى الاستراحة مع سيرا … إحنا محتاجين نقابل متولى عشان نعرف نحمى فرح 
– ماشي 
             ____________________________
               _____ منـــزل “فــــريـد” _____
دلف “جمال” إلى غرفة والده وقال :-
– ابا فريد مش اهنا شكله خرج 
أجابه “فؤاد” بأغتياظ وقال :-
– خرج كيف هو ميعرفش أن عريس أخته والرجالة جاينا دلوجت 
– معرفش بس نيرة بتجول أنه خرج وجال مهيتأخرش 
رن هاتف “جمال” مُعلن عن أستلام رسالة جديدة ونظر بالهاتف … تنهد “فؤاد” بأغتياظ وهو ينظر لشرود “جمال” وتركيزه فى الهاتف وقال :-
– ماشي ، روح غير خلجاتك ومتتأخرش
خرج “جمال” من الغرفة ليُتمتم “فؤاد” قائلاً :-
– الواد دا وراه مصيبة ونفسي أعرفها 
– أنت بتكلم نفسك يا حج 
قالتها “فتحية” وهى تدخل من باب الغرفة فقال وهو يعتدل فى فراشه :-
– اه ولادك التنين جنونى 
– سلامتك من الجنان يا حج ،يلا ميعاد الدواء بتاعك 
قالتها بهدوء وبسمة وهى تمد له يدها بالعلاج ….
             ____________________________
               _____ منــــزل “متــــولى” _____
دق باب المنزل فقال “متولى” :-
– أفتح يا طايل ما هو شكله يوم مش فايت النهاردة 
فتح “طايل” الباب ووجود “فريد” و “على” فقال بأختناق :-
– خير الله ما اجعله خير … فى حاجة يا فريد باشا 
– متولى موجود 
قالها بأستحقار ليجيب عليه بأستنكار :-
– لا 
مسكه “فريد” من كتفه ودفعه خارج المنزل بقوة ودلف هو و”على” وأغلق المنزل ، ليدق “طايل” بقوة على الباب مما يؤثر غضب “متولى” ليخرج من غرفة مكتبه ليجد “فريد” فقال بغضب :-
– ولك عين تدخل هنا برجلك ؟؟
أجابه “على” بحزم قائلاً :-
– أقعد يا أستاذ متولى واسمعنا 
صرخ بهما بغضب وانفعال شديد من رؤية “فريد” قائلاً :-
– اطلعوا برا أنا معاوزش اسمع حاجة منكم ولا أشوفكم وحج بتى أنا هعرف أرجعه 
أجابه “على” وهو واقفًا بوقار وبرود قائلاً :-
– مش هتجيبه لأنك متعرفش القاتل من الاساس وكل اللى فى دماغك أوهام ، أقعد واسمعنا لو عاوز حقها يرجع 
زفر “متولى” بأختناق فقال “على” :-
– أولاً فريد مقتلش بنتك ، بنتك خانته واللى خانته معه هو اللى قتلها وطبعًا أنت متعرفش هو مين بس إحنا نعرف 
– أنتوا عاوزين أيه ؟؟
– أنا عاوزك تنسي الأتفاق اللى أتفقته مع مدام فرح نهائى ، أنا هسلمك اللى قتل بنتك وأنت تسلمنى حسين متلبس ببضاعة المخدرات اللى جايله ، أنا مش محتاج منك غير ميعاد ومكان التسليم وتجبلى حسين لحظة التسليم وبعدها أنا هبلغ البوليس وبس … وأنت تستلم اللى قتل بنتك ومن غير البوليس تقتله بنفسك تسلمه للبوليس دا شيء ميخصنيش 
صمت دقائق وسأله بفضول :-
– وفرح !!
– مدام فرح لما تسألك قولها أنك بتفكر أو أنك مش عارف حتجة عن حسين وهو مبيطلعش من السرايا … اى حاجة تطول بيها الفترة لحد ما الأتفاق معانا يخلص 
صمت “متولى” للحظة وهو ينظر لـ “فريد” بأشمئزاز وقال بضجر :-
– موافج 
– يبجى أتفقنا عن أذنك وهستنى منك مكالمة بميعاد ومكان التسليم 
ووضع “على” له الكارت الخاص به ورحل هو و”فريد” ، خرجا من المنزل ليسأله “فريد” :-
– أنت هتسلمه جمال 
– اللى غلط لازم يتعاقب يا فريد باشا ، بس بالقانون ومتولى ميعرفش القانون 
أجابه ثم صعد لسيارته ورحل تاركًا “فريد” خلفه ، ركب “فريد” سيارته وعاد للمنزل 
دخل “فريد” مُنهكًا من التفكير ليجد “فؤاد” و “جمال” جالسين فى الصالون مع “مصطفى” ووالده ، ابتسم أبتسامة مُصطنعة وقال :- 
– أسف جدًا على التأخير كان فى مصلحة بس بخلصها فى السريع ،، منور يا درش 
تبسم “مصطفى” له وقال :-
– بنورك يا فريد .. عمومًا إحنا مستنينك وجولنا مهتغداش إلا لما تيجى 
– كويس والله لأحسن أنا واقع من الجوع 
وقف من مكانه ببسمته وهو يقول :-
– نتغدأ بقى الأول 
دلف للمطبخ ليرى “مروة” واقفة خلف الباب تحاول أن تختلس النظر أو تسمع شيء فقرصها من اذنها وهو يقول :-
– مش عيب تكونى عروسة على وش جواز وبتلمعى اوكر يا بت 
تبسمت بخجل له وقالت بأحراج :-
– مش عارفة أسمع حاجة اصلًا 
عقد ذراعيه أمام صدره وحد من عينه وهو يقول :-
– وأنتِ عاوزة تسمعى ايه ؟؟
اقتربت خطوة منه بخجل من أختها الصغرى و”سلمى” ووالدتها وقالت :-
– بتجولوا ايه عنى ؟ هو جال عنى ايه ؟؟
قهقه ضاحكًا وقال :-
– مبنتكلمش عنك يا عروسة … دا كلام رجالة اجرى جهزى الغداء بدل ما أجبلك الحج 
قوست شفتيها بتذمر وعادت للداخل مع النساء وهى ترمقه بنظرة حادة واغتياظ ….
             ____________________________
                   _____ الأستــــراحـة _____
حملت “فرح” طفلها بعد أن بدلت ملابسها وسارت نحو باب الأستراحة فوجود أتنين من الرجال يقفه أمامها يمنعوها من الخروج فقالت بأستغراب :-
– فى أيه ؟؟
رد عليها أحدهما وهو يقول :-
– أسف يا مدام فرح معنديش أوامر أنك تخرجى 
أتسعت عيناها بدهشة وقالت بجدية :-
– أفندم .. تانى كدة عشان مسمعتش كويس اصلًا شكل جالى تهيوات 
– أسف يا مدام فرح معنديش اوامر أنك تخرجى .. الأوامر اللى عندى أنى أمنعك من الخروج بأى طريقة حتى لو بالقوة فياريت تدخلى ومتخلينيش أستعمل القوة معاكِ 
رفعت حاجبها بتحدى وقالت بغرور :-
– أنت أتجننت شكلك كدة ،، أنت مطرود أنا مش عاوزك عندى 
تبسم لها بطريقة مُستفزة وهو يقول بثقة أكبر بعد أن تقدم خطوة نحوها لتعود هى خطوة للداخل :-
– أنا مش شغال عندك أنا شغال عند أستاذ على وهو الوحيد اللى يقدر يطردنى ويدينى التعليمات … عن أذنك مفيش خروج 
أغلق باب المنزل بالقوة لتنظر له بدهشة وأغتياظ ودلفت للداخل وهى تعطي “مروان” لـ “عليا” وتُتمتم هاتفة :-
– أنا هجبلك اللى يطردك ويكسر الباب على دماغك 
أخرجت هاتفها من جيبها بأغتياظ وضغطت على أسمه لتجرى أتصال به …..
             ____________________________
               _____ منـــزل “فــــريـد” _____
كان “فريد” جالسًا مع الجميع على السفرة يتناول الطعام ليرن هاتفه بأسمها فاغلق الخط ، رنت مرة وأخرى وأخرى ولم يجيب عليها … صمت الهاتف دقائق والجميع ينظر له فقال “مصطفى” :-
– لو عندك شغل روح إحنا بجينا عيلة ومش ضيوف دا بجى بيتنا 
– طبعًا يا درش بس دا واحد صاحبى رخم شوية بس قلبه بينسي بسرعة أنه مزعلنى
قالها وهو ينظر للهاتف المُضيء بصورتها فأجابه “مصطفى” بعفوية وهو فهم معنى بسمته جدًا :-
– بس أنت لو مروحتش لصاحبك دا أحتمال يبيتك فى الشارع 
ضحك الجميع ليرن الهاتف برقم مجهول فأستاذن منهم ووقف بعيدًا وهو يفتح الخط فأتاه صوت “عليا” قائلة :-
– ألحقنى يا فريد … فرح وقعت منى وقطعت النفس ……
خرج من المنزل ركضًا بلهفة حتى بدون أعتذار من الضيوف ….
             ____________________________
                   _____ الأستــــراحـة _____
أغلقت “عليا” الخط وهى تنظر لـ “فرح” بخوف وهى واقفة أمامها وعاقدة ذراعيها أمام صدرها فقالت بتلعثم :-
– زمانه جاى بس حرام الخضة
– يستاهل عشان لما أرن عليه يرد عليا 
قالتها بشر وهى تجلس على الأريكة وتضع قدم على الأخرى وقالت ببرود :-
– روحى يا عليا ومتخافيش أنا مقدرش أستغنى عنك مش هطردك من شغلك … دا كان تهديد طايش 
أومأت لها بنعم ثم دلفت للمطبخ وتركتها جالسة كما هى تفكر بصمت شديد وطفلها بجوارها نائمًا ….
             ____________________________
أتصل الحارس بـ “على” وكان يقود سيارته وبجواره “سيرا” ففتح الميك وهو يقول :-
– فى ايه ؟؟
– مدام فرح مُصرة تخرج 
نظر لـ “سيرا” بغضب وقال :-
– أنا جاي فى الطريق ، لحد ما أجى متخرجهاش 
– تمام 
أغلق الخط وهو يقول :-
– شوفتى يا سيرا ،، فرح مبضيعيش فرصة وتخرج فيها عاوزة تقتله بأيدها .. أتصلت بمتولى لحد دلوقتى من الصبح خمس مرات 
– فرح الأنتقام عاميها ولازم نمنعها حتى لو بالقوة يا على .. فاهمنى ، هو متولى قالك البضاعة هتوصل أمتى 
أجابها وهو يقترب من الأستراحة :-
– فى خلال أسبوع 
– خلال الأسبوع دا لازم فرح متخرجش حتى لو أضطر الأمر أننا نحبسها بالقوة .. فاهم 
أومأ لها بنعم وأوقف سيارته لينزل منها وتترجل “سيرا” من السيارة ليراه الحارس ويفتح الباب له ودلف هو و”سيرا” فى تلك اللحظة التى وصل فيها “فريد” بلهفة شديدة وترجل من سيارته يركض للداخل دون أن يغلق باب السيارة من خوفه ولهفته …
وجودوا جالسة على الأريكة عاقدة ذراعيها أمام صدرها وواضعة قدم على الأخرى ، توقف “فريد” وقلبه ينبض بجنون وهو لم يفهم شيء ، لكن رؤيتها بصحة جيدة أمامه كفيل بأن يهدأ قلبه ويهدا من روعته ولهفته لكن عقله لم يقبل بهذه الرؤية فقط بل يحتاج للجواب فقال :-
– أيه دا ؟؟ 
رفعت نظرها لهم بغضب شديد ووجهها أحمر كالجمرة ثم وقفت مكانها ببرود وقالت :-
– أنا لما أتصلت بيك مردتش عليا ليه ؟؟
أقترب منها وهو يمسك ذراعها بغضب من أفعالها وقال بحزم :-
– أنتِ بتهزري يا فرح … هى حياتك وخضتى عليكى فيها هزار ومردتش ليه .. مردتش أنا حر مش عاوز أرد عليكى أنا حر ،، مش عاوز أشوفك يا ستى ولا أسمع صوتك 
أزدرد لعابها بغضب ثم حولت نظرها لـ “على” ونفضت ذراعها من يد “فريد” بقوة وقالت بشراسة :-
– أنا محبوسة يا على 
– اه يا فرح محبوس حتى لو بالقوة طول ما أنتِ بتفكرى فى أنك تكونى مجرمة وقاتلة هفضل حابسك عشان احميكى وأحمى روح الراجل اللى خيره عليا اللى متعلقه فيكى عشان لما أقابله بعد عمر طويل أقدر اقوله أنى حافظت عليكى 
صرخت بوجهه قائلة :- 
– أنا متدكش الحق فى دا يبقى متدهوش لنفسك …. وأوعى أى حد فيكم يدى لنفسه مساحة وحق أنا متدهولش فاهمين … 
– أهدى يا فرح 
قالتها “سيرا” وهى تربت على يدها فنفضت “فرح” يدها بقوة وهى تصرخ بها بشراسة وعيون تشبه الصقر بقسوته :-
– مدام فرح يا أنسة سيرا … دى القوة اللى عملتهالى … أنا مش عاوزة أشوف وش حد فيكم كلكم مطرودين … عليا 
خرجت “عليا” من المطبخ على صوت صراخها فقالت لها :-
– اطلعى هاتى الفلوس من الخزانة وأديهم مكافاة نهاية الخدمة اللى فى عقد كل واحد فيهم
– أسفة يا مدام فرح … دا مش من حقك وأنتِ مجبرة تسمعى كلامهم 
أستدارت “فرح” لها بصدمة ثم سارت نحو الأريكة وحملت طفلها الذى فزع من صراخها وقالت بتحدى :-
– يبقى أنا اللى همشي …. 
سارت نحو طريق الخروج ليمنعها “فريد” قائلاً :-
– على فين ؟؟
– مبقاش من حقك لأنك اخترت وقولت لا عاوز تشوفنى ولا تسمع صوتى 
أتجهت نحو الباب بقوة وقالت دون أن تستدير لهم بغضب :-
– اللى هيجى ورايا هتبقى نهايته وكلكم عارفين أنى أقدر أعملها 
خرجت من الباب ليمنعها الحارس فأشار “على” له بنعم ليفسح لها الطريق …. 
سارت فى الطريق وحدها وهى تحمل طفلها الصغير ، كانت هناك سيارة تمشي خلفها ببطيء فتحدث الرجل إلى “حسين” فى الهاتف وقال :-
– اه يا باشا لوحدها ومعاها عيل صغير 
– أقتلهم … 
– تحت أمرك 
وأنطلقت السيارة نحوهما بسرعة جنونية ، أنتبهت “فرح” لصوت السيارة وهى تتحدث فى الهاتف ونظرت إلى المصابيح الأمامية للسيارة المُضيئة بشدة لتصطدم بها بقوة ويسقط جسدها أرضًا غارقة فى دماءها وتنظر على طفلها المُلقى على الأرض ثم تلقطت نفسها الأخير وهى تحاول لمسه بأصابع التى لم تستطيع تحريكهم وتغلق عينيها بأستسلام وتسقط يدها فوق الدماء ……….
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!