روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الخامس

رواية ومقبل على الصعيد البارت الخامس

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الخامسة

استيقظ على تلك الآلام التي أصبحت ملازمة له منذ فترة حتى الادوية لم تعد تجدي معه نفعًا
تحامل على نفسه كى لا يشعر والده بشئ
وقام بالولوج إلى المرحاض وتبديل ملابسة وخرج من الغرفة.
نزل للأسفل فيجد والده جالسًا على الطاولة يتناول قهوته فيقترب منه وهو يحاول الثبات
قبل رأسه قائلًا
_ صباح الخير يا بابا.
ابتسم صابر لأبنه قائلًا بحب
_ صباح النور ياحبيبي، معلش بقى فطرت من غيرك قلت راجع متأخر ومش هيقوم دلوقت.
جلس أمجد بجوار والده يحاول أن يبدوا طبيعيًا كي لا يلاحظ والده شيئًا
_ لازم اقوم بدري عشان أسافر البلد وأشوف الجماعة اللي هتعاقد معاهم.
تذكر والده وسأله باهتمام
_ تقصد عمران المنياوى؟!

 

هز رأسه بتأكيد وهو يتناول إفطاره بالإجبار
_ اه بس التعامل مع أبنه جمال وحفيدة، وهروح النهارده أتفق معاهم على كل حاجه
لاحظ صابر على ابنه تبدل ملامحه مما جعله يشك في أمره فسأله بشك
_ امجد أنت كويس؟
رمش بعينيه وهو يقول بثبات
_ اه يابابا كويس ليه بتقول كده؟
إزداد شكه أكثر وعاد يسأله
_ انت بتابع مع الدكتور زي ما طلب منك ولا طنشت زي عادتك.
أومأ برأسه
_ بتابع متقلقش كل الحكاية انه زيادة مجهود مش أكتر
تحدث صابر برجاء
_ ياريت ياأمجد تحافظ على صحتك أكتر من كده، أنا خلاص من وقت اخواتك مـ اتجوزوا وسافروا مع أجوازهم وأنا معدش ليا غيرك.

 

ربت أمجد على يده يطمئنه وقال بهدوء
_ متخفش عليا وعشان اطمنك اكثر هروح للدكتور عصام النهارده لو رجعت بدري وأخليه يطمنك بنفسه.
رد صابر بتمنى
_ ياريت ياأمجد.
نهض أمجد من مقعده وقال بثبات
_ طيب انا ماشي عايز مني حاجه؟
_ عايز سلامتك وياريت لو تخلي السواق يروح معاك عشان الطريق.
_ لأ انا مش هروح بالعربية، هروح إن شاء الله بالطيارة عشان أكسب وقت
خرج أمجد وقد قرر الذهاب إلى الطبيب المعالج لحالته بعد عودته من الصعيد
❈-❈-❈
كـ عادتهم دائمًا يجتمع الجميع على طاولة الطعام ويكون أولهم جاسر الذي يمر بغرفة جده ويساعده على السير إلى غرفة الطعام
وآخرهم جمال الذي لا يتناول طعامه إلا باكتمال الجميع.
لكنه تلك المره شعر بالأستياء عندما لم يجدها
_ اومال فينها ليلى؟

 

ردت وسيلة بعدم اكتراث وهى تساعد العاملة في وضع الأطباق على الطاولة
_ في اوضتها بتجول ملهاش نفس.
علم جمال من ردها أنها تحدثت معها في هذا الأمور
_ طيب انى طالع لها.
وقبل أن تمنعه كان يصعد الدرج ذهابًا إليها.
طرق على باباها ودلف فور أن سمحت له بالولوج فيجدها منطوية على نفسها في الفراش وفور رؤيته اعتدلت قائله
_ صباح الخير يابوى
رد جمال وهو يتقدم منها قائلًا
_ صباح النور، مالك مش رايدة تفطري معانا ليه؟
نهضت لتقف أمامه قائله بإحراج
_ لا مفيش حاچه بس مليش نفس.
تتهرب بعينيها دائمًا كلما أُطرت للكذب وقد فهم سبب استياءها ليقول بتفاهم
_ أني خابر اللى مزعلك، وخابر إن أمك بتشد جصادك في الموضوع ده بس رايد أعرفك حاچه مهمة جوى، كلنا أكده متهمناش غير راحتك وسعادتك بس خوفنا عليكي اللي بيجيدنا.

 

ردت بحيرة
_ من ايه بس؟
تنهد بتعب وقال
_ الحياة مش وردية زي مـ انتي فاكره لا ، الحياة جاسية آوى وأحيانًا مبترحمش، طول مـ انتي چامبينا انتي في حمايتنا ومطمنين عليكي، إنما وأنتي بعيد فكرنا هيكون مشغول عليكي.
ردت برجاء وهي تقترب منه
_ بس هى سنه واحده بس وهرچع البلد ومش هـ هملها واصل
لم يرد احزانها عندما رأى إصرارها على تحقيق أمنيتها ليرد بحكمه
_ طيب أيه رأيك نأجل الكلام في الموضوع ده لحد مـ تخلصي امتحانات ، وأنى أوعدك إني هفكر فيه وألاجيلك حل يريح الكل؟
تراقص الأمل بداخلها و سألته بلهفة
_ صحيح يابوى؟
أكد جمال
_ صحيح، يالا بجى اغسلي وشك وتعالي عشان نفطروا مع بعض.

 

هزت رأسها بفرحه وأسرعت بالولوج للمرحاض.
عاد جمال بصحبتها لتفهم وسيلة من سعادتها بأنه طاوع رغبتها
لتأجل كل شئ وتستمتع بإبتسامة ابنتها التي اضاءت وجهها.
أقتربت ليلى لتقبل يد جدها وجدتها وتجلس بجوار جاسر وهى تنظر إليه بتحدي فيبتسم هو بتوعد بكسر ذلك التحدى.
فيقول حازم بهمس لمعتز
_ شكلها اقنعت أبوك وهتكمل علامها في مصر
فيجيبه معتز مأكدًا
_ تصدج صُح، شايفها بتبص لجاسر كيف وكأنها بتجوله أخبط راسك فـ الحيط
فتلاحظ جليلة تهامسهم فتسألهم
_ خير بتتودود منك ليه على مين؟
ضحك حازم قائلًا
_ لا داني بجوله إن چدك حالته اتحسنت اليومين دول ربنا يبارك لينا فيه.
رد معتز بمزاح

 

_ امبارح بالليل كان سهران مع جدتى چاه يجوم عشان يدخل اوضته لجيتها بتجوله أتسند عليا ياحاچ
وچدي زي مـ يكون مـ صدج ومسك إيدها ودخلوا اوضتهم وجفلوا الباب وراهم
نظر إلى جدتها وتابع بغمز
_ شكلك منتايش هينه واصل ياحاچه چليلة
ضحك اثنتيهم على مزاحهم الذين لا يكفوا عنه ولم يسلم أحدًا منه لتقول جليلة بحده
_ اتحشم ياجليل الرباية انت وهو.
رد معتز ببراءة زائفة
_ هو أني جولت أيه عصبك أكده؟
ثم نظر إلى عمران وأردف
_ اني جولت حاچه عفة لا سمح الله؟
هز عمران رأسه بيأس منهم وقال
_ لا مجلتش حاچه ياولدي يلا كملوا وكلكم

 

همّ بالتحدث مرة أخرى ليمنعهم جمال بأمر
_ ولا كلمة زيادة وخلصوا عشان تلحجوا مدرستكم
التزموا الصمت لينظر جمال إلى جاسر قائلًا
_ أمجد الأنصارى چاى النهارده چهزت الأوراج المطلوبة
أكد جاسر
_ كل حاچه چاهزه زي ما أتفجنا وچاهزه عـ الأمضة
_ زين
ثم نظر إلى وسيلة وتابع
_ ياريت ياوسيلة تچهزوا الاوضة اللى چانب المضيفة ممكن يحتاچ يرتاح شوية من الطريج
ردت وسيلة
_ من عينيه
❈-❈-❈
_ يعنى أيه الكلام ده؟ هتمشي كلمتهم عليا
هكذا كان ردها عندما أخربها بموافقته على سفرهم فيرد ببرود أغضبها
_ من حقهم يسافروا مع أصحابهم مش هقيد حريتهم اكتر من كده

 

حاولت التحكم في أعصابها كما أخبرها والدها وقالت بانفعال
_ بس أنا مش موافقة
هز كتفيه بعدم اكتراث وهو يضع الملف في حقيبته
_ مش مهم، المهم موافقتي أنا
إزداد ضيقها منه لتقول بحدة
_ يعني أيه مبقاش ليا كلمة معاهم
اوما لها وهو ينهض من مقعده
_ بالظبط كده
تركها وغادر من مكتبه ليذهب إلى الشركة
وهى تشتعل بنار غضبها
صعدت إلى غرفة ابنتها دالفه إياها دون أذن لتجدها تستعد للذهاب إلى جامعتها، فتسألها بحده
_ أيه حكاية الرحلة دي؟ انتى مش عارفه إني برفض موضوع السفر ده من غيري؟
ارتبكت سارة وقالت بخوف

 

_ ماما أحنا مش صغيرين، وبعدين كل أصحابنا طالعين الرحلة دي، وهيكون فيه آمن الجامعة والدكاتره يعني مفيش خوف أبدًا أرجوكي ياماما بلاش تمنعينا
لم تسجيب لرجاءها وقالت بتبرير
_ انا مش بمنعكم ولا عمرى وقفت ضد سعادتكم بس كل الحكاية إني بخاف عليكم
ردت عليها برجاء
_ متخافيش علينا هما كلهم تلات أيام ونرجع على طول
_ يعنى مصرين؟
أومأت سارة برأسها فحاولت سمر كتم غيظها منها وقررت تركهم الآن حتى تقرر ما تنوى فعله.
خرجت لتغلق الباب خلفها بحده ثم اخذت حقيبتها وذهبت إلى الشركة.
دلف مصطفى غرفتها بعد ذهاب والدته وهو يسألها بقلق
_ كانت بتزعق ليه؟
تنهدت بتعب وجلست على الفراش وهى تقول بضيق
_ انا زهقت من الكدب ده، فيه ايه يعني لو روحنا بعلمهم.

 

جلس مصطفى بجوارها وقال بتهكم
_ بعلمهم مرة واحدة؟ انتي فاكره لما سألنا بس عليهم ماما عملت أيه فينا؟ دي مش بعيد لو عرفت تقـ.تلنا
تحدثت بحيرة
_ نفسي اعرف ايه السبب؛ مع إن عمو خالد وهو بيحكي عنهم بيبين اد ايه هما كويسين ونفسهم يشوفونا.
وليه بابا مش بيودهم ولا هما بيودونا؟!
رد بنفس حيرتها
_ مش عارف، وعشان كده لازم نروح ونعرف إذا كانوا فعلاً كويسين زي عمو قال ولا لأ، ونعرف بردوا ايه سبب بعدهم عنا.
_ خلاص أحنا هنروح الجامعة عادي وبعدين نطلع على محطة القطار ونسأل عن ميعاد طلوعه.
أيد رأيها
_ تمام يالا بينا
❈-❈-❈

 

حطت الطائرة في موقعها في مطار قنا ويقف جاسر بسيارته ينتظر خروجه حتى خرج إليه من المطار
فور رؤيته اقترب منه يصافحه
_ جاسر مش كده؟
اومأ له جاسر مبتسمًا
_ صُح جاسر المنشاوى، أهلًا بيك في نچعنا.
رد أمجد بمرح وبلهجة صعيدية أراد بها الاندماج و التخفيف من ذلك الالم
_أهلًا أيه أنا باچي أهنه كل سنه وعارفها من اولها لأخرها.
رد جاسر على مزاحه
_ خلاص بما إنك خابر الطريج زين سوج انت وورينا شطارتك
_ لأ خليها مره تانيه.
استلقوا السيارة وظل أمجد يتابع الطريق من نافذة السيارة
الصعيد بحقوله وماشيته الذي تعلق بيهم منذ صغره، وكم كان يتحرى شوقًا للبقاء به لكن والده كان يرفض متعللًا بعمله وكأنه يهرب منه.
انتبه على صوت جاسر
_ بجالك كتير مچيتش أهنه؟
أومأ برأسه قائلًا

 

_ من خمس سنين لما استلمت الشغل مكان بابا
_ وعلى كده أهنه أفضل ولا البندر
رفع حاجبيه بتأييد
_ هنا طبعًا لو هنتكلم عن الحنين لموطنك، إنما لو هنتكلم عن الشغل هنقول القاهرة.
وأنت؟
_ لااا انا حياتي أهنه وعمري مـ فكرت أهمل البلد واصل، حتى في الچامعة فضلت إني أدرس أهنه ولا إني أفارجها لحظة واحدة.
ظلوا يتسامرون حتى وصلوا إلى المنزل
ليقول جاسر بترحيب
_ أهلًا بيك مره تانيه فـ بيت الحاچ عمران
ضحك امجد ورد ترحيبه
_ إن كان كده ماشي
ترجل الاثنين من السيارة وكان جمال في استقباله
يرحب به بحفاوة وكذلك التوأم الذين لم يكفوا عن مزاحهم مما جعل أمجد يتناسى تعبه قليلًا.
ثم تحدث أمجد بجدية
_ المحصول اللي اتبعت كان كويس جدًا وده خلاني أصر على التعامل معاكم ، وبعد ما شوفتكم واتعاملت معاكم خلاني أرحب أكتر بالتعاقد ده.

 

رد جمال بصدق
_ الشرف لينا أحنا ياولدي وربنا يديم المعروف بينا.
قال عمران مأيدًا رأى ولده
_ الشرف لينا صُح لأننا هنتعامل مع ولد صابر وحفيد مهران الانصاري.
بعد الإنتهاء تحدث أمجد بامتنان
_ انا متشكر جدًا على المقابلة الجميلة دي وياريت تردوها عندي في القاهرة.
رد جمال
_ إن شاء الله بس أتفضل ريح شوية من الطريج لحد ما يچهزوا الغدا
رفض أمجد بتهذيب
_ أعفيني معلش لأني لازم أرجع القاهرة النهاردة
تحدث عمران بجدية
_ عيب ياولدي دا أبوك سيد من يفهم فـ الأصول، بات معانا والصبح يبجى عاود
لم يستطيع الرفض تحت إصرارهم لكنه اعترض على بياته في منزلهم
_ طيب مش هينفع أتقل عليكم اكتر من كده وهروح أبات في بيتنا
رد جمال بإصرار

 

_ عيب عليك أكده، أنا خلتهم يچهزوا الأوضه اللى جانب المضيفة ومش عايز أعتراض تاني.
وافق أمجد مرغمًا ليبيت ليلته في تلك الغرفه التي تحاوطها الحديقة من كل جانب
خيم الليل وبدأ يشعر بـ عودة الألم مرة أخرى
تناول دواءه لكنه لم يجدى نفعًا
وقف في الشرفه يحاول التنفس بعمق كما أمره الطبيب فيقع بصره على تلك القابعة على المقعد تُذاكر بجدية، ويبدا انها تدرس بـ كلية الطب مما يراه أمامها.
شعر بالضيق من نفسه لاختلاس النظر لحرمة منزلهم.
فعاد إلى فراشه يحاول النوم لكن لا فائده
رن هاتفه ليجده والده، فتذكر أنه لم يخبره ببقائه في البلدة ومن المؤكد انه قلق عليه
_ أيه يا أمجد ايه اللى اخرك كده؟
رد أمجد باعتذار
_ معلش يابابا نسيت أعرفك إني هبات الليله وأصبح أجيلك على طول.
عاد الشك يزحف إليه ليسأله بتوجس

 

_ أنت كويس. في حاجه حصلت؟
رغم الألم الذي يشعر به إلا إنه رد بثبات
_ اه كويس متقلقش بس هما أصروا إني أبات معهم والصبح أمشي.
_ تمام ياحبيبي خلي بالك من نفسك.
أغلق امجد الهاتف ولم ينتبه بأنه عاد إلى الشرفة وعينيه مسلطه عليها فينهر نفسه مرة أخرى ويعاود إلى فراشه
ظل على ذلك الحال حتى استطاع النوم أخيرًا بعد عناء.
❈-❈-❈
في الصباح استيقظت ساره على صوت مصطفى
_ سارة قومى بسرعة عشان نلحق القطار
استيقظت سارة وهى تحاول رفع جفنيها بصعوبة وتقول بنعاس
_ أنا منمتش طول الليل ولسه يادوب نايمه
رد بضيق يجذبها من ذراعها كي تنهض
_ يبقى نامي في القطار قومي بقى

 

قامت بصعوبة بالغة لتدلف المرحاض لتغسل وجهها ثم تبدل ملابسها وتستعد للسفر
بعد انتهاءها دلف مصطفى مرة أخرى ليسألها بجدية
_ انتي معاكي التذاكر؟
أجابت بدهشة
_ لأ مش معايا، كانت معاك أنت.
فكر قليلاً ثم قال بعدم اكتراث
_ مش مشكلة نقطع تذاكر غيرها
خرج كلًا منهم يحمل حقيبته لكنهم تسمروا في أماكنهم عندما وجدوا والدتهم تجلس في الردهة وتضع قوم فوق الأخرى وهى تقول بهدوء رغم الغضب الذي يتأهب للأنفجار
_ على فين؟
نظر مصطفى إلى سارة بدهشة ثم نظر إلى والدته قائلاً
_ رايحين الرحلة زى مـ قولنا.
نهضت بثبات واقتربت منهم وهى تشير لهم بتذاكر القطار
_ أومال أيه ده؟
انحسر الدم عن وجههم وينقبض قلبهم بخوف من القادم وخاصةً عندما أردفت بحده
_ بسألكم أيه ده؟ والتذاكر دي بتعمل أيه معاكم؟
أرتبك مصطفى والتزمت سارة الصمت من شدة خوفها، مما جعل سمر تيقن بخدعتهم حتى يذهبوا إلى أهل والدهم وقالت بانفعال

 

_ يعنى عايزين تستغفلوني وتروحوا عندهم.
خرج منصور على صوتها يسألها بحده
_ صوتك عالى ليه؟ أيه اللى حصل؟
قذفت التذاكر في وجههم وهي تقول بحده
_ تعالى شوف ولادك اللى أستغفلونا وقالوا أنهم طالعين الرحلة وهما مرتبين أنهم يروحوا عند أهلك في الصعيد.
اندهش منصور من قولها ثم نظر لأبناءه وسألهم بدهشة
_ الكلام ده صحيح؟
لم يجيب أحد منهم لتقول سمر بغضب
_ هيقولوا ايه؟ هيكدبوا تاني؟
صاح بها قائلاً
_ أستنى أنتي؟
ثم عاد بنظره إليهم
_ مـ تردوا ساكتين ليه؟
رد مصطفى بأسف
_ أنا آسف يابابا بس انا طلبت منكم كتير وأنتوا بترفضوا، وأحنا من حقنا نعرف أهلنا ونودهم.
تحدثت سمر بإنفعال

 

_ أهلكم مين اللى عمرهم ما سألوا عليكم، أهلكم مين اللي طردوا أبوكم من بيته عشان طالب بحق من حقوقه
رفع الأثنين رأسهم إليها بصدمة
فيقاطعها صوت منصور الحاد
_ سمر أخرسي
ردت بعناد كي تشوه صورتهم ادام أولادها كى لا يكرروا فعلتهم
_ لأ مش هخرس، وهعرفهم حقيقتهم، جدكم كان عايز ياخد فلوس المشروع بتاع أبوكم اللى تعب وشقى لحد ما كونها عشان يحطها في الأرض اللي عمك حط إيده عليها، ولما أبوكم رفض طردوه من البيت وقاطعوه، ولو مش مصدقين اسألوا جدكم
سابلهم كل حاجه؛ حقه في البيت وحقه في الأرض يتمتعوا بيه وهو اكتفى بالقرشين اللى حوشهم وعمل بيهم المشروع اللى حلم بيه، ولما شافوا نجاحوا زاد حقدهم عليه اكتر ومبقاش حد منهم بيسأل علينا.
غضب منصور من تشويها لصورة أهله في نظر أولاده وصاح بها
_ قلت كفاية
تابعت بإصرار

 

_ لأ مش كفاية لازم يعرفوا حقيقتهم
نظرت إلى أولادها الذين وقفوا بدون حراك وكأن على رؤوسهم الطير وأردفت
_ عايزين تروحوا عند اللي ظلموا باباكم انتوا حرين بس انسوا وقتها أن ليكم أب وأم تعبوا عشانكم.
انسحبت سارة بصمت ولم تستطيع البقاء لتسمع المزيد، فيكفي ما سمعته حتى الآن
وكذلك مصطفى الذي دلف غرفته مغلقًا الباب خلفه بحده وقلبه يخبره بألا يخوض معهم جدال عقيم لن يجني منه شيئًا.
بعد دخولهم نظر منصور إليها وقال بغضب
_ ممكن أعرف أيه اللي قولتيه للولاد ده؟
ردت ببساطة وهى تجلس على المقعد وقد شعرت بالنصر بعد تشويه صورتهم أمام أولادها
_ وأنا قلت أيه؟ مش دي الحقيقة ان اخوك ضحك عليك وكوش على كل حاجه وأنت خرجت بالقرشين اللي كانوا حتى طمعانين فيها
اغتاظ من إهانتها الدائمة لأهله وتحدث باحتدام
_ انا مسمحلكيش تتكلمي عن أهلي بالأسلوب ده.
رفعت حاجبيها وهى تتحدث بتهكم
_ من إمتى الكلام ده؟
اشتد الجدال بينهما وقد أحيا اولاده الحنين بداخله ليقول بحدة

 

_ دول مهما كان أهلي ومسمحش بأى أهانه ليهم.
ابتسمت بسخرية وهى تنهض لتقترب منه تقف أمامه وتقول بثقة
_ متحاولش تضحك على نفسك لأننا كلنا عارفين إن منصور مبيحبش إلا نفسه وبس
وممكن هدوءك مع أولادك ده ليك مصلحه من وراه.
قطب جبينه متسائلًا
_ تقصدي أيه؟
أجابته بهدوء
_ أنت ناسي إن الثفقة اللي دخلنا فيها ومضينا على شروطهم محتاجه فلوس
رد بحده
_ هنجيب قرض زي مـ اتفقنا.
هزت رأسها برفض
_ مستحيل، أنا مش موافقة
رد بعناد
_ ميهمنيش رأيك أو قبولك أنا صاحب أكبر نسبة في الشركة والآخر اديتي رئاسة المجلس لأبوكي
ردت باستياء

 

_ والله كله لولادك في الأخر، ولو طالبت بـ حقك عند اخوك هيحقلك رئاسة مجلس الأدارة بدون منازع.
ابتسمت بخبث عندما لاحظت تأثره بحديثها وتابعت
_ والله أنت بتطالب بحقك ومحدش هيقدر يغلطك.
تحدث برفض لفكرتها
_ أنتي بتقولي أيه عايزاني أطالب بورث وأبويا لسه عايش؟
ردت بخبث
_ أومال هتستنى لما أبوك يموت وجمال ومراته يستولوا على كل حاجه؟
جمال اللي كان عايز يضحك عليك وياخد فلوسك بحجة الأرض والكلام الفارغ ده وبعدها بأسبوع اتجوز وعمل فرح ودلوقت الفلوس مش عارف يوديها فين.
يبقى أحنا محتاجين لكل جنية وهو بيشيل الفلوس في البنك؟!
رد منصور وهو يقنع نفسه قبل أن يقنعها هى
_ بس جمال تعب وشقى لحد مـ سد رهنية الأرض…
قاطعت حديثه وهو تقول بامتعاض
_ الأرض هى اللي سدت ديونها، الخير اللي كان بيطلع منها هو اللي سد تمن الرهنية وأكتر كمان
ودلوقت الخير اللي بيطلع منها في جيب اخوك ومراته

 

نجحت بجدارة مثل كل مره لتتابع بمكر
_ طالب بحقك السنين اللي فاتت دي كلها محدش هيقدر يقولك لأ.
اومأ برأسه قائلًا
_ عندك حق.
ابتسامة انتصار لاحت على شفتيها عندما استطاعت بسهولة إقناعه بفكرتها، وقررت ألا تتراجع عن أخذ ما هو له.
❈-❈-❈
استيقظ من نومه وقد أشتد الألم عليه فلم يستطيع التحمل أكثر من ذلك
حاول النهوض لكن كلما تحرك كلما ازداد الألم أضعاف وأضعاف
أخذ يتنفس بعمق كي تمر تلك النوبة لكن لا فائدة
تناول هاتفه كي يحدث طبيبه وعندما اجابه تحدث بألم
_ دكتور عصام إزي حضرتك؟
أجاب الطبيب قائلًا
_ أيه ياأمجد ماجيتش امبارح ليه؟ انت بدأت تتهاون بمرضك وكده غلط عليك.
وضع يده مكان الألم وتحدث باقطتاب
_ معلش سافرت الصعيد واضطريت إني أبات

 

إن شاء الله على آخر النهار أكون عندك.
تحدث الطبيب بشك
_ بس صوتك بيقول أنك تعبان
حاول أمجد ان يبدوا صوته طبيعيًا كي لا يخبر أبيه وقال بجدية
_ صدقن أنا كويس بلاش تعرف بابا بأى حاجه وانا وقت ما ارجع القاهرة هاجي لحضرتك على طول.
_ لو حاسس بأى تعب حتى لو كان بسيط أجل السفر وروح لاقرب دكتور وإذا لزم هجيلك انا، اتفقنا؟
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يتحامل على نفسه
_ حاضر
أغلق أمجد الهاتف ووضعه على المنضدة
وهم بملئ الكوب كي يأخذ دواءه لكن الألم أشتد أكثر بقلبه فسقط الكوب من يده وشعر بتنفسه يضيق.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!