Uncategorized

رواية هوس عاشق الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

 رواية هوس عاشق الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق الفصل السابع عشر 17 بقلم فرح طارق

في صباح يومٍ جديد، في ڤيلا الفيومي.
خرج زين من غرفته مُتجه لِغرفة داليدا.. وأثناء وجهته قابل زياد.
زين : رايح لماما؟
أمأ زياد برأسه وإتجه الإثنان لغرفتها، فتح زياد ودلف وزين خلفه.
إقترب زياد لإيقاظها والإطمئنان عليها.
زين : طالما نايمة سيبها يا زياد.
زياد : قلبي مقبوض ومش مطمن هصحيها
رفع زياد الغطاء وتسمر مكانه وأردف زين : فيه إيه يا زياد؟
إقترب زين وجد يدها مُمتدة وغارقة بالدماء.
زياد بصدمة ودموع : إنتحرت يا زين.
أمسك زين بالورقة التي تحملها بيدها وفتحها بيد مُرتعشة وقرأها بصوتٍ سمعه زياد : ولادي، زين وزياد وفرح، أول مرة أعترف بيكوا إنتوا التلاتة، صح يا زياد؟ حقك عليا، عارفة إنك قلبك أبيض وهتسامحني يا حبيبي، شكلك حلو يا زياد، متسمعش كلام أي حد، إنت نضيف أوي من جواك يا حبيبي والي هيبص لقلبك هيعرف إنك حلو أوي، أقولك حاجه..يا بختك يا زياد، الي هيحبك هيحب قلبك، هيشوف قلبك بقلبه ويحبك يا إبني، مش هيكون هدفه حاجه تانيه، إفتخر بكده يا حبيبي، وسامحني يا زياد.. حقك عليا يا إبني، وإنت يا زين، متزعلش مني، أنا مش معاك دلوقت، أنا هبقى ف دنيا تانية.. كفاية عليا كل أعمالي الي عملتها مش هتبقوا زعلانين مني كمان، صح يا زين؟ حقك عليا وعلى كسرة قلبك إنت وإخواتك بسببِ، وبسبب حُبي للفلوس وإزاي يبقى عندي فلوس أكتر ونسيتكوا إنتوا، نسيت ولادي وإتلهيت ف شر أعمالي، قربوا من أختكوا..ملهاش غيركوا، إحتووها وكونوا السند ليها، وصيتي أختكوا متسبوهاش، عنيكوا عليها، أنا عملت كتير اوي ف حياتي، أذيت ابوكوا برغم إنه كان بيعشق التُراب الي بمشي عليه، كان مُستعد يعمل عشاني أي حاجة وبأنانيتي اذيتوا وأذيت حُبه ليا و خليتوا يدفع تمن حُبه وعِشقه ليا، والتمن ده كان حياته، عثمان كان صاحب ابوكوا، حبيته منكرش، والقلب مش بإيدنا، كنت أعرفه من شبابي ولما إتجوزت أبوكوا لأن يومها أبويا غصبني أتجوز أبوكوا، وعملت زي ما قال وإتجوزته، بس قلبي كان مع عثمان..مقدرتش أنساه، كنت بجرح أبوكوا وهو كان عارف إني بحب غيره بس ميعرفش مين، لحد ما ف يوم إتصاحب على عثمان وإتشاركوا سوى، عثمان كان نيته ياخد كل الي حيلة أبوك، وأنا مشيت ورا قلبي وأنانيتي إنه هيكون معاه فلوس أبوك كلها وف الوقت نفسه بحبه ف ساعدته وكنت بعرفه كل صفقات أبوك لحد ما خسرها كلها، وبقى عليه ديون وإتحكم عليه بالسجن، ومات بسكتة قلبيه وأنا إتجوزت عثمان، مستاهلش المسامحة بس أنا بقيت بين ايدين ربنا دلوقت، هتحاسب على أعمالي والي عملته ف أبوكوا ف سامحوني، وحافظوا على أختكوا وقربوا منها، ولو فرح مشافتش رسالتي دلوقت عشان خاطري متشوفهاش، خلوها متكرهنيش، أكيد هتزعل على فراقي لأن كلكوا واخدين قلب أبوكوا، كان أبيض..وانتوا زيه، هتكرهني لو شافت رسالتي متوروهاش حاجه، وحافظوا عليها، وسامحوني، و وصيتي التانية متوسخوش إيديكوا مع عثمان، بس رجعوا حق ابوكوا الي هو عايش فيه، كل جنيه مع عثمان ف الأصل بتاع أبوكوا مش بتاعه، مع السلامة يا حبايبي هتوحشوني أوي، متنسوش تزوروني، متنسونيش، ولما تتجوزوا وتخلفوا كلموا ولادكوا عني، خليهم يفكروا فيا بالخير ويدعولي، أنا مستاهلش عارفة بس عارفة انكوا هتسامحوني.
اغلق زين الورقة والدموع تنهمر من أعنيه، أخذها زياد من يده و وضعها بجيبه ونزل بجسده مُقابلًا لوجه امه واردف بدموع وآلم : ليه عملتي كده؟ تعرفي لو مكنتيش إنتحرتي بس توبتي وعرفتينا وقربتي مننا، والله كنا هنسامحك، كنا هنسامحك ونرجع حقك وحق بابا، كنتِ هتعوضينا غيابك عننا وإهمالك لينا، بس..إنتِ كرهتينا فيكِ أكتر لما بردوا إتصرفتي بنفس الأنانية وسبتينا وإتخليتِ عننا لتاني مرة يا أمي، نفس انانيتك حتى ف الموت.
جلس زين بجانبه وأردف : بحبك والله بحبك، بس كنت موجوع منك، مش من حقي أتوجع يعني؟ مش من حقي أكون إنسان طبيعي وبحس أبويا مات وإنتِ اتجوزتي الي كان السبب ف موتوا؟ مكنش حقي؟ بس مبكرهكيش والله، وكنت بحبك يا أمي ولسة بحبك كنت موجوع بس، والله كنت موجوع، ليه..؟ ليه يا أمي؟ ليه إنتحرتي؟ والله كنت هجبلك حقك وأنتقم منه، كنت هوجع بنفس الوجع الي إتسبب فيه لينا كلنا، كنت هاخد حقك وحق أبويا وحق بُعدك عننا، ليه يا أمي؟ ليه إنتحرتي؟.
ظل يبكي الإثنان…
بعد وقت كان يقف مالِك و فرح تصرُخ بأحضان نورسين، وجلال وميرا وعامر..كان الجميع متواجد وهُم يدفنون داليدا..
إقتربت فرح وأردفت بصراخ : مشبعتش منك يا ماما، حرام عليكِ، بكرهك.. أنا بكرهك، والله بكرهك ليه سبتيني؟ حرام عليكِ..
أردفت بصراخ : ردي عليااااااا، حرام عليكِ، بكرهك يا ماما سامعة بكرهك، ليه سبتيني بكرهك..بكرهك ليه سبتيني، ردي علياااا ليه روحتي وسبتيني؟ حتى وإنتِ عايشة كنتِ سايباني، حرام عليكِ..
جلست على الأرض ونورسين تحاول أن تواسيها وأردفت بدموع : يا وجع قلبي يا ماما، حرام عليكِ، عِشت طول عمري بحلم بحضنك يا ماما، ويوم ما أجربه وأحس بمعنى حضن الأم ويعني إيه يبقى عندي أم وحنينة عليا وبتطبطب عليا تسبيني؟؟؟ طب ليه خلتيني أجرب حضنك؟ ليه عرفتيني الإحساس ده؟ أنا مشبعتش منه، وجعتيني أكتر لما عملتي كده، والله وجعي زاد يا أمي، ليه حضنتيني؟ ليه طبطبتي عليا؟ ليه عرفتيني يعني إيه حضن أم؟ ليه عرفتيني يعني إيه يبقى عندي أم من الأساس؟ ليه؟ ليه أما إنتِ هتسبيني قبل ما أشبع من الإحساس ده؟ ليه يا ماما عملتي كده؟
جلس مالِك بجانبها وأردف : فرح، إدعيلها دلوقت يا حبيبتي هي محتاجة دُعاكِ
إرتمت فرح بأحضانه وأردفت ببكاء : قلبي واجعني أوي يا خالو، روحي إدفنت معاها، بقيت يتيمة أم وأب يا خالو، قلبي واجعني أوي
مالِك والدموع مُجتمعة بعيناه : شششش بس يا قلب خالك، كفاية يا حبيبتي، أنا معاكِ أهو، إنتِ مش يتيمة، معاكِ أنا وزين وزياد.
فرح : وماما وبابا!!! الإتنين راحوا خلاص.
ضمها مالِك بآلم، لم يستطع كبت دموعه، إنهمرت بوجع على رحيل أحبائه، ربتت نورسين على كتفه..شعرت بضعفه الآن، تمنت لو إحتضنته الآن، تخبره إنها معهُ، ولكنها أخبرته بوضع يدها على كتفه.
دُفنت داليدا ورحل الجميع للڤيلا.
في الڤيلا..
كان يجلس الجميع ونزل زين من الأعلى.
مالِك : نامت؟
أمأ زين برأسه بينما أردف زياد : ورحمة أمي وابويا ما هسيبه، حق الإتنين هجيبه.
زين بتوعد : وحياة وجع اختي و كل دمعة نزلت منها لهجيب حقهم منه.
مالِك : و كلام امكوا إيه؟ متوسخوش إيديكوا معاه.
زياد : ومين قالك إننا هنوسخ إيدينا.
زين : معندناش وقت نتوجع دلوقت على فراق أمي يا خالو، هنجيب حقها وحق أبويا ونحتفل بنارنا الي هتبرد يومها..
ثم وجه حديثه لزياد : يلا يا زياد.
مالِك : هتروحوا فين؟
زين : نبدأ ف أول خطوة هنرد بيها حق أبويا وأمي.
رحل زين وزياد بينما أردف جلال : أنا هروح الشركة يا مالِك.
أمأ مالِك برأسه ورحل جلال وصعدت ميرا لغرفة فرح وظل مالِك وشاهندا ونورسين وعامر وأحمد.
مالِك لعامر : روح مع زين وزياد يا عامر، وقولي على كل الي هيعملوه، أول بأول يا عامر.. لازم أكون وراهم خطوة بخطوة..
عامر :, حاضر يا مالِك بيه عن إذنك.
مالِك لأحمد : وإنت يا أحمد، فرح هتبقى فيما بعد مسؤليتك ف جامعتها، هتوديها وتجيبها، هتروح معاها كل مكان هتطلب تروحه.
أحمد : حاضر.
مالِك : و دلوقت روح الشركة لجلال.
أحمد : حاضر يا مالِك باشا عن إذنك.
رحل أحمد بينما نظرت له شاهندا وأردف : ليه أحمد هيلازم فرح؟
مالِك : مش مطمن، وكمان داليدا سابت لزين وزياد ورقة، كررت فيها كتير أنهم ياخدوا بالهم من فرح، ويحافظوا عليها كويس، وأنا مش مطمن، حاسس بلعبة بتتلعب من ورايا.
شاهندا : ولينا يا مالِك؟ هي مش ف مصر بس
مالِك : عارف، وهسافر النهاردة أجيبها، وهزود الحراسة على الڤيلا، وكل واحد هيطلع بحراسة معاه.
ثم وجه حديثه لنورسين : شيري فين؟
شيري من خلفه : موجودة أهو.
مالِك :, متطلعيش من الفيلا، إنتِ بالذات، ناصر هيتشقلب عشان يجيبك تاني لعنده، صفقته واقفة عليكِ إنتِ ونورسين، واحدة فيكوا لازم تكون معاه.
شيري : طب ما أرجعله وأكون معاه وكده هساعدك اكتر؟
مالِك بصرامة : مش مالِك الفيومي الي يدخل حريم عشان يغلب أعدائه يا شيري.
شيري بتوتر : م..مش قصدي بس ده
مالِك : عارف أنه مش قصدك، بس أنا هخرج كل عيلتي برة الموضوع يا شيري، وإنتِ اختي مراتي يعني واحده منهم.
شيري : ماشي يا مالِك.
مالِك لنورسين : يلا إحنا عشان نلحق نسافر..
ثم وجه حديثه لشيري وشاهندا : فرح..خدوا بالكوا منها كويس أوي.
شيري : متقلقش عليها.
أمأ مالِك وصعد للأعلى هو ونورسين.
مالِك بأسف : كان نفسي افضل معاهم خصوصًا دلوقت، بس مش هقدر اسيب لينا وخصوصًا دي مش عملية سهلة هتعملها.
نورسين بحزن : أيوة لازم حد من عيلتها يكون معاها.
مالِك : والحد ده يكون أنا، لازم أكون معاها بنفسي.
في شقة سيلين.
إستيقظت من نومها على صوت الطرقات، وقامت من فراشها بتأفف وإتجهت ناحية الباب..
سيلين بتأفف : أيوة إيه الدنيا إتهدت ولا البيت بيقع؟
فتحت سيلين الباب وجدت أمامها زين ومعه زياد وعامر.
سيلين : زين!! فيه إيه؟ ومين دول؟
زين : زياد أخويا وعامر صاحبي، هنفضل ع الباب؟
سيلين : لأ طبعًا وبعدين دي شق
قاطعها زين وهو يردف : بقيت شقتك، وعدينا يلا
إبتسمت سيلين ودلف زين وزياد وعامر وجلسوا..
زين : هنبدأ من النهاردة يا سيلين.
سيلين : إيه السرعة دي؟ وبعدين شكلك حزين كده ليه؟.
زين بتوعد : أمي ماتت النهاردة، إنتحرت بسبب الكلب ده، ومش هسيبه يوم واحد، وهنبدأ من النهاردة.
سيلين بحزن : البقاء لله يا زين.
أمأ زين رأسه بحزن بينما أردف عامر : هي دي الي هتلعب على عثمان.
سيلين : أيوة أنا فيه حاجه؟
عامر : لأ أبدًا بس عثمان مش سهل، يعني الي هتدخل معركته لازم تبقى مسبقاه ومسبقانا إحنا كمان خطوة.
سيلين بثقة : وأنا قدها متقلقش، هدخل معاه معركته وهكسبها كمان.
زين : أنا جبت عنوان النايت كلاب الي بيسهر فيه، بس عثمان دلوقت ف الساحل..
قتلها وراح الساحل يروق على نفسه.
عامر : يبقى تسافر الساحل، وده أنسب مكان يتعرف عليها فيه دلوقت، وإنت يا زين تسافر معاها.
زياد : أيوة، عثمان هيعرف إن ماما ماتت النهاردة، مش هيجي ف باله إنك ف نفس اليوم تنفذ حاجه، ولما يتعرف عليها ف الساحل مش هيشُك، لأنك منين هتكون ف الساحل ومنين ماما ماتت؟ وكده الموضوع هيبقى أحسن.
سيلين : طب وأنا هتعرف عليه إزاي.
عامر : هتسافروا، الساعة دلوقت 12، هتوصلوا وعقبال ما تعرفوا هو فين وكل ده هيكون بليل.
زياد : واحنا عاوزينه يعرفها وميكونش سكران، يكون ف وعيه.
عامر : يبقى تسافروا، وإنتِ تنزلي ف نفس الفندق الي هو فيه، وزين ف فندق تاني، بس هيبقى مراقبه، والصبح هتنزلي، وقت ما هتشوفيه..هتبدأيي تلفتي نظره.
زياد : وعثمان نظره بيتلفت لأي واحدة اصلًا ف ده هيكون سهل.
عامر : إنتِ هتراقبيه، وتزاولي فيه طول اليوم، وبليل تقعدي معاه، ومن غير ما تقعدي..أقعدي ف مكان هو فيه وهتلاقيه جالك.
سيلين : متقلقش دي شُغلتي، هعرف أزاوله كويس.
زياد بعدم فهم : شغلتك إزاي؟
زين بتسرع : تقصد إني، أصل أعرفها بقالي يومين..وبقالي يومين بفهم فيها هتزاوله إزاي، وأنها خلاص فهمت كده.
زياد : أه، طب كويس كده.
زين : قومي جهزي نفسك هنسافر دلوقت، وهكلم أحمد يجيبلي شنطة هدومي.
سيلين : ماشي.
نهضت سيلين وإتجهت ناحية غرفتها بينما أردف زياد : أنا همشي، وأبقى معايا على التليفون.
وعامر : وأنا كمان، هروح الشركة.
أمأ زين برأسه
رحل الإثنان، بينما وضع زين رأسه بين يداه..
يتذكر أمه، أبيه، الإثنان وقعوا أمامه، مات الإثنان وحملهم بين يديه، ذكراه مع أبيه تمُر أمام أعينه، كلمات أمه التي قرأها، تخيل حتمًا وهي تكتب تِلك الكلمات، وكيف كان شعورها حين ذلك، تخيل دموعها، تخيل كسرتها عِندما إغتصبها، يتخيل كل شئ أمامه، لم يشعر بِتلك الدموع التي باتت تغمر عيناه وتنهمر منهما..
رفع رأسه لِتلك التي تضع يدها على كتفه وتردف بحزن : حاسة بوجعك أوي دلوقت، شعور وحش أوي، بس ده نصيب، نصيبك تعيشه، ربنا كتب عليك تعيش الظرف والوجع ده، بس عارف متزعلش..نصيحة من واحدة مرت بنفس الإحساس وضيعت كتير أوي على الزعل، متزعلش يا زين، وإحمد ربنا أنه معوضك بحاجة تانية، أكيد معوضك بحاجه تانية ف حياتك صح؟
إبتسم زين بحزن وأردف : أه.
سيلين : يبقى خلاص بقى قول الحمدلله ومتزعلش، الإتنين ف مكان احسن من هنا، وكمان لازم تعمل صدقة لمامتك، هي إنتحرت ومحتاجة إنك تعملها صدقة، وكمان حاجة تعملها حسنات جارية.
نظر لها زين ببعضٍ من الدهشة بينما أردفت هي بسخرية : مستغرب كلامي؟ طبعًا أكيد بتقول إزاي واحدة زيي بتقول كلام زي ده وعارفة أن فيه ربنا بيحاسب.
زين : لأ مش قصدي كده، بس.. كلامك عجبني مش أكتر، ع العموم جهزتي؟
سيلين : أه.
زين : تمام يلا.
في مكان آخر..
كان يجلس بسيارته واضعًا الهاتف على أذانه بإنتظار شخصًا أن يرد عليه..
زياد : ألو
سيليا : الو.. إزيك يا زياد
زياد : الحمدلله، ممكن اشوفك دلوقت؟
سيليا بقلق : فيه حاجه؟ مال صوتك؟
تنهد زياد بحزن وأردف : تعالي بس، مستنيكِ تحت البيت عندك.
سيليا : طيب هكلم عامر وأنزلك.
زياد : ماشي يا سيليا سلام.
أغلقت معهُ وهاتفت أخيها الذي وافق، وبدلت ملابسها ونزلت لزياد.
وقفت في بهو العُمارة وجدته جالسًا بسيارته ساندًا برأسه للخلف ومُغمض عيناه.
إقتربت منه وطرقت على شباك السيارة، وإنتبه لها زياد وفتح باب السيارة، وركبت بجانبه بينما ظل هو صامتًا ولم تُحادثه هي بل إنتظرت أن يبدأ هو بالكلام، فقد أخبرها عامر بموت أمه.
أوقف زياد السيارة وباللحظة ذاتها كان يرتمي بأحضان سيليا، تسمع صوت بُكائه، بكت على بُكائه وإحتضنته بيد وبالأخرى كانت تُربت عليه، لم تعرف كيف تواسيه فقط كانت تحتضنه علها تُخفف بعضًا مما يحمله بِداخله.
زياد ببكاء : سابتني يا سيليا، إتصرفت بنفس الأنانية وإنتحرت، فضلت الموت على إنها تاخدنا ف حضنها وتعيش معانا، تعرفنا يعني إيه حضن أم، تعوضنا عن كل الأسى الي شوفناه، وإنتحرت وسابتنا.
أغمضت سيليا أعينها وهي تبكي عليه، بينما أكمل هو ببكاء : بحبها والله بحبها يا سيليا، دي أمي..مهما كان بينا كنت بحبها، كنت عارف إنها بتكرهني.. حتى مش مُعترفة إني إبنها، بس كنت بحبها وبدعي ليها بالهداية، كان نفسي بس أحضنها يا سيليا، متخيلة؟ يبقى حِلمي أحضن أمي وهي عايشة؟.
سيليا ببكاء : مبعرفش أواسي، بس هعيط معاك.
إبتعد زياد وضحك وسط بُكائه وأردف : مش عاوزك تواسيني يا سيليا، يكفي إنك معايا.
سيليا : مش هقول متزعلش، بس.. ده نصيب يا زياد، قدر ومكتوب ليك، هتعترض على قضاء ربنا؟ أكيد لأ، زعلان وهتفضل طول عمرك فيه جزء ف قلبك مُفتقده، لأن الجزء ده كان أمك وأبوك، بس حياتك مش هتقف، هتستمر..حقق أحلام أبوك، شوف كان نفسه ف إيه وحققه، خليه مبسوطة وفرحان ف تُربته هو ومامتك بدل ما تبكي، طلع صدقات ليهم، إعمل حاجات تفرحهم وتريحهم ف تُربتهم.
زياد : حاضر يا سيليا.
سيليا بإبتسامة : حضرلك كل خير، يلا ناكل.
زياد : لأ مش جعان.
سيليا بإصرار : لأ هتاكل، إيه علاقة الأكل بالزعل؟ ع الأقل تاكل عشان تقدر تواجه حُزنك.
زياد : معلش يا سيليا مرة تانية، بس هروح دلوقت أشوف فرح أختي.
سيليا بتذكر : يا حبيبتي أكيد حزينة أوي، هي كويسة طيب؟
زياد بآلم : إدعيلها.
سيليا : ينفع أجي أشوفها؟
زياد : أه أكيد.
سيليا : خلاص هاجي معاك دلوقت.
أمأ زياد برأسه وإتجه بالسيارة مُتجهًا للڤيلا.
يتبع….
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية اختار القدر ان يجمعنا للكاتبة فاطمة علي مختار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!