روايات

رواية مهرة الفصل السابع 7 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل السابع 7 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت السابع

رواية مهرة الجزء السابع

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة السابعة

تململ بفراشه إثر رنين هاتفه المزعج الذي استمر في رنينه وكأنه يخبره مهما حاولت لن يكون هناك نوم اليوم، تأفف وهو يعتدل بجلسته قبل أن يلتقط هاتفه، لكنه انتفض فور أن وقع نظره على اسم المتصل، أغرورقت عيناه بالدموع لإعتقاده بأنه سيحيا ويموت دون أن يسمع صوته حتى، تحمحم قليلًا وبإيد مرتعشة فتح المكالمة وقبل أن يرد جاءه صوت جده عبر الأثير يأمره بأن يعود إلى الصعيد على الفور، وقبل حتى أن يجيبه سمع صوت المكالمة تنتهي.
إندهش مما حدث للتو حتى أن اعتبره مجرد حلم أو أنه يهذي فقط، إلى أن أفزعه رنين هاتفه مرة أخرى ألقى نظرة سريعة لإعتقاده بأنه جده لكن تلك المرة كان عمه الأصغر ربيع: أنت فين يا غيث؟
غيث: في البيت يا عمي، هو في ايه؟
ربيع: مش وقت أسئلتك دي، دلوقتي تقوم من مكانك وتركب أول طيارة وألاقيك قدامي هنا، فاهمني يا غيث؟
إندهش أكثر مما أمره به عمه للتو، ما الذي يحدث بحق الله؟
غيث: طيب يا عمي فهمني ايه اللي بيحصل؟
ربيع: كل اللي هقدر أقولهولك أن مُهرة ولدت
أذدرق ريقه بصعوبة متسائلًا: امتى؟
ربيع: من يومين
حاول إخفاء مشاعره قدر الإمكان عندما أفصح عن سؤاله: والمفروض هيحصل ايه دلوقتي؟
ربيع بدون تردد: اللي أمر بيه جدك يا غيث هو اللي هيحصل، وأنت هتنفذه بدون مناقشة ده لو أنت حابب تحسن علاقتك بجدك، فاهمني يا غيث ولا لا؟
داهمه غيث بسؤاله: طب وبالنسبه ليها؟
ربيع: مالكش دعوة بيها المهم أنت، ثم أكمل حديثه بنبرة يفهمها هو جيدًا عندما سأله للمرة الثانية: فاهمني يا غيث؟
مسح وجهه بكفه يحاول أخذ نفس عميق قبل أن يجيبه: فاهم يا عمي فاهم
ربيع: كويس، ودلوقتي قوم جهز نفسك وتعالى بسرعة
أجابه بقلة حيلة: حاضر
أزاح غطاء فراشه عنه بغضب جارم بعدما أغلق مكالمته مع عمه يتذكر امر جده منذ حوالي سنة بعدما حدث ما لم يكن على باله قط لكن ما أدهشه ليس امر جده بل موافقتها، كيف لها أن توافق على شيء كهذا دون حتى التفكير به، نفض تلك الأفكار عنه عندما ألتقط هاتفه ليتصل بسكرتيرته “داليا” التي أمرها بأن تحجز له أول رحلة جوية ستذهب إلى الصعيد ثم أغلق الهاتف قبل حتى أن يستمع إلى إجابتها، دلف إلى حمام غرفته عسى أن الحمام الساخن يريحه من كل تلك الضغوط المحيطة به منذ ولادته إلى يومه هذا
********************************************************************
قبل تلك الأحداث بعام..
هو أنتِ مدركة للي بتعمليه؟
حاولت إخفاء دموعها قدر الإمكان كي لا تهتز صورتها أمامه فلو كان حياتها بيده لن تظهر ضعفها أمامه أبدًا قائلة بابتسامة: آه متأكدة، ليه بتسأل؟
حك رأسه بأصبع يده يحاول أن يجيبها قائلًا بدهشة لم يحاول إخفائها: يعني أنتِ بضحي ببيتك وبتخربيه بإيدك ليه يا مُهرة؟
أطالت النظر به قليلًا قبل أن تجيبه بابتسامة: إزاي أخرب بيت ماكنش ليا من البداية؟
أمأ بتفهم: فهمت
حاولت تغيير دفة الحديث كي لا تسط عزيمته قائلة بمرح: بقولك ايه
نور: ايه؟
أشارت مُهرة خلفها على التي تقف تراقبهم من بعيد قائلة: ما تجبلنا السكر اللي ورانا دي بدل ما هي باصة في قفايا لما كلته
قهقه على ما قالته: ده أنتِ صعب
مُهرة: أنا مافيش مني اتنين أصلًا
أطال النظر بها عندما كانت تنظر إلى كاثرين قائلًا: عندك حق
أدار نظره عنها عندما فاجئته بنظرها إليها قائلة: دي شكلها بتخطط لقتلي
رأته ابعد نظره عنها لذا تسألت: في حاجة؟
نور: لا خالص، استني هقوم أنديلها
قام من مكانه ينادي بإسمها التي ابتسمت له فورًا وهي تداري الزجاجة الصغيرة التي كانت بيدها: ماذا هناك؟
جذبها من رسغها قائلًا: تعالي اجلسي معنا أنا ومُهرة فهي تريد التعرف عليكِ
حاولت رسم اللطافة على محياها قدر المستطاع وهي تقول: حقًا؟
ابتسم لها يجبرها على التحرك معه بإتجاه المكان الذي تجلس به مُهرة وهي تنظر لهم تنتظر لقائهم: حقًا فقط تعالي
لكنها أوقفته قبل أن تتحرك قائلة: انتظر لنأخذ معنا ما يمكن أن نشربه
نور: حسنًا، فقط لا تجلبي مشروب يحتوي على أي كحول
كاثرين: بالتأكيد عزيزي، أنا أفهم جيدًا بأنها لا تشرب الكحول
نور: شكرًا على تفهمك
أخذت كوبان من العصير الذي كانت تحضره بوقتًا لاحق وبالأخص ذلك الكوب الذي وضعت به بضع من القطرات من الزجاجة التي خبأتها من نور قبل أن يراها ثم ابتسمت تخبره بأن يحضر هو الآخر مشروبه، أمأ لها ببسمة ثم ألتقط كوب عصير من أمامه ثم ذهبوا حيثما كانت تنتظرهم مُهرة
ابتسمت لهم فور أن شاهدتهم يقتربون منها وبيدهم أكواب العصير، حاولت مُهرة عدم إظهار ملامح السخط قدر المستطاع وهي تصافحها قائلة ببسمة: تشرفت بكِ كاثرين
بنظرة طويلة لفحتها من رأسها حتى أخمض قدميها أجابتها: شكرًا لكِ
لاحظت مُهرة ما حدث لكنها لم تعقب على ما حدث قائلة وهي تشير لها بالكرسي الذي خلفها: تفضلي بالجلوس
جلست على مضض تلفحها ينظرات اقسمت مُهرة بينها وبين نفسها لو كانت النظرات تحرق لجعلتها رماد على الفور
وضعت أمامها كاثرين كوب العصير وبابتسامة صفراء قالت: لقد أحضرت لكِ عصير البرتقال
مُهرة: شكرًا لكِ
لم تلتقطه لذا قالت كاثرين: ألا تحبينه؟
مُهرة: أحبه بالطبع
كاثرين: لمَ لا تأخذي رشفة
شعر بتوتر الجو لذا تدخل نور على الفور بينهما: اتركيها وشأنها كاثرين وقتما تريد أن تحتسي عصيرها ستفعل
كاثرين: أنا فقط أحاول أن أكون ودودة
ابتسمت مُهرة: لا عليكِ، سوف أحتسيه الآن
رفعت كوبها واحتست منه بضع رشفات معها لفحتها كاثرين بنظرات انتصار لم تحاول إخفائها، بعد فترة شعرت مُهرة بثقل برأسها لا تعلم ما سببه، شعر بها نور لذا سألها إن كانت بخير أمأت بابتسامة دون رد، لكنها لم تستطع الجلوس أكثر من ذلك لذلك استئذنت منهما كي تصعد غرفتها لتستريح بها، هنا علمت بأن الجزء الأول من خطتها قد نجح تبقى الجزء الثاني.
إلى اين؟
نظر إليها قبل أن يخطو بخطوة خلفها: سأذهب معها كي أطمئن عليها
خبطت بقدمها على الأرض بغضب صارخة بوجهه: ألا ترى بأن إهتمامك اصبح بها فوق الإحتمال
خطى بخطوات سريعة يرجع إليها لكنها ابتعدت عنه: أتعلم ماذا فقط اذهب أنت وهي إلى الجحيم
أوقفها سريعًا يحتضنها بأسف: حسنًا فقط اهدئي حبيبتي أرجوكِ
كاثرين: دعني وشأني
أحكم قبضته عليها قائلًا برجاء: أرجوكِ كاثرين، حسنًا أنا آسف
كاثرين: هل أنت آسف حقًا؟
نور: نعم
كاثرين: إذًا أقضي الليلة معي
نور: طلبات أميرتي أوامر
ابتسمت لحديثه قائلة: لنذهب إلى النادي الليلي
نور: موافق
ذهبا اثناهما إلى حيث أشارت لكن وقبل الدلوف أشارت غليه بأن يسبقها متحججة بأنها تريد دخول الحمام حتى تعدل من وضع مكياجها، انتظرت حتى اختفى عن نظرها ثم أخرجت هاتفها تهاتف رقمًا بعينه قائلة: هل كل شيء كما أخبرتك؟
المجهول: نعم
كاثرين: حسنًا ستجدها بالداخل
ثم أغلقت المكالمة وهي تبتسم بنصر هامسة بينها وبين نفسها: فقط تبقى الليلة يا مُهرة فقط الليلة
*******************************************************************
قامت من مرقدها واضعة يدها على رأسها شاعرة بصداع لا تعلم مهياه، ظلت على حالها حتى شعرت بشيء ثقيل عليها وضعت يدها كي تزيحه لكنها تفاجئت بيد أحدًا ما عليها، ابعدتها عنها بفزع ثم نظرت إلى الراقد بجانبها ونصفه العلوي عاري أما عنها فقد ظلت على وضعها هذا دون أن تعي ما الذي يحدث لكن ذكريات مشوشة بدأت تأتيها عما حدث بليلة أمس، صُدمت ولم تستطع التحرك من مكانها وكأن على رأسها الطير مما تذكرته، حاولت التحرك من مكانها قبل أن يستيقظ لكنها تفاجئت به ينظر إليها دون وعي يحاول هو الآر تذكر ما حدث وفور إدراكه شاهدته يقوم من مكانه بفزع متسائلًا بفزع: ايه اللي حصل بالظبط؟
ارتبكت مما فعله وهي تحاول رفع غطاء فراشها قدر المستطاع عليها كي تغطي نفسها تجيبه بعدم فهم: مش عارفة
نور بغضب: يعني ايه مش عارفة؟
أجابته بحدة: يعني مش عارفة
نور: عايزة تفهميني أنك مش فاكرة حاجة
طفح الكيل منه ومن مزاجه المتقلب ذاك لذا قامت من مكانها وما زالت تلف الغطاء على جسدها: اسمع كويس أنا ماعرفش ايه اللي حصل ومش كل حاجة المفروض عليا أنا اللي أعرفها يا دكتور فوق لنفسك كده شوية وابقى افتكر ايه اللي هببته فيا وأنا نايمة
نور: أنا آخر حاجة فاكرها لما كنت مع كاثرين
مُهرة: وأنا لما سبتكوا وطلعت علشان انام و..
هنا أدركت شيء ما وهي تنظر حولها بريبة قائلة: نور دي مش أوضتنا
نور بإندهاش: نعم!
مُهرة: بص حواليك كده، دي مش أوضتنا
نور: ايه اللي بيحصل
مُهرة بعدم فهم: مش عارفة
***********************************************************************
بعدما أدرك نور ومُهرة أن ما حدث معهما كان مجرد خطأ عندما تحرك رقم الغرفة المجاورة ليصبح رقم تسعة بدلًا من ستة عندها دلف كل منهما الغرفة الخاطئة، قطع نور شهر عسلهما يخبرها بأنه اكتفى من تلك المهذلة أما ما حدث بينهما فهو مجرد خطئ ليس عليهما أن يقفا عنده طويلصا لم تستطع إيجابته، وكأن لسانها قد لُجم أو القط أكله، عندما أخبرها بذلك، هل يرى زواجهما مجرد خطأ عليه تصحيحه حتى الآن وهي التي رأت بعدما حدث شعاع من النور يدلف بهدوء حياتها البائسة كي ينير عتمتها من جديد، لم تستطع الإعتراضض وكيف لها ذلك وهي على علم بعلاقته الغرامية منذ البداية، تعلم جيدًا بأنها لن تستطيع الفوز على غريمتها مهما فعلت وكيفما خططت لذا قررت الإستسلام تنتظر مرور ذلك الشهر بفارغ الصبر
ظلت حياتها روتينية مع نور إلى أن أتى ذلك اليوم الذي تبدل معه كل شيء عندما علم الجميع بأن مُهرة حامل بأسبوعها الثالث ومع ذلك الخبر تبدل زوجها من الصديق إلى العدو وقتما أخبرها بأن عليها التخلص منه، رفضت قائلة بأنها هي من سيتولى تربيته وليس عليه القلق بشأنه على الإطلاق
تجنبها طوال الأسبوع الأخير أما عنها فقد علمت بأن عيد ميلاده في أول الشهر الجديد ومعه أصرت على تحضير حفلة له تدعو فيها كل من بالمنزل ومعه ستحضر له هدية ستفاجئ الجميع، كان الجميع قد حضر إلا صاحب الميلاد، انتظره الجميع حتى دلف ومعه كاثرين التي كانت تتأبط ذراعه بدلال وغنج، لفحه الجميع بنظرات تهكمية إلى أن تحدث جده بعصبية: مين دي يا نور؟
ولأول مرة لم يهتز أمامه عندما أجابه بثقة: دي كاثرين يا جدي؟
تدخل مصطفى قائلًا: يعني ايه دي كاثرين؟
بادله نظرات التحدي قبل أن يجيبه: كاثرين مراتي يا بابا
صدمة أحلت على الجميع معها ألجمت لسانهم إلا مُهرة التي ابتسمت قائلة: مبروك يا نور
رفع ذقنه قائلًا بتحدي: الله يبارك فيكِ، عقبالك
ابتسمت دون رد إلا أن لطمة قوية من والده نبهته على ما يفعله: أنت ايه مابتغيرش، مهما حاولنا معاك مابتتغيرش، عايز ايه فهمني، عايز ايه؟
كل حاجة عندك، تعليم واتعلمت أحسن علام، عيلة وعندك عيلة بيحلم بيها كل شاب، حياة ماحدش بيحلم بيها وزوجة مافيش..
إلى هنا وقد طفح الكيل يكفي هذا، لن يستطيع السكوت اليوم: زوجة؟ زوجة ايه؟ أنتوا كنتوا عايزين ايه مني وأنتوا بتجوزوني واحدة أكبر مني بست سنين كنتوا متوقعين ايه، وياريتها حتى حلوة ولا فيها ميزة ثم اقترب منها يجذبها رغمًا عنها أمام المرآة يكمل ما بدأه: بصي لنفسك كويس يا استاذة مهرة ايه اللي فيكِ علشان يجذبني ها، ولا شكل ولا جسم يخليني حتى اتشد ليكِ في حين هناك كاثرين ثم اقترب من الأخيرة يجذبها هي الأخرى أمام المرىة يكمل ما بدأه: بصي ليها وليكِ تفتكري جنبها أختار مين اختارك أنتِ بتاع ايه بصي ليكِ وليها، دي واحدة في مقتبل عمرها قوام ممشوق عيون ملونة شعر مافيش منه اتنين بتحب الحياة في حين هناك أنتِ واحدة خلاص بتودع العالم مش هقول عليكِ وحشة لكن جنبها كاثرين تضربك بالجزمة وده بس وإحنا لسة بنتكلم عن الشكل أما العيلة فحدث ولا حرج عيلة ايه دي اللي بتناسبوها عيلة شحاتة اما صدقوا شموا ريحة الفلوس فرموا بنتهم لأول..
لم يكمل حديثه عندما فاجئته صفعة قوية تعالت في الأرجاء لتلجمه عما يريد أن يكمله، نظر بجانبه ليرى عيناها وهي تطلق شرر من شدة غضبها تصيح بوجهه: كل إلا عيلتي يا نور كله إلا عيلتي، أنا سكت لما غلط فيا وماتكلمتش ولا اعترضت لكن عند عيلتي وتقف، أما عن العبط اللي كان بيحصل فأنت ماكنتش محتاج كل الدراما دي علشان تقدر تخلص مني أنا أصلا كنت مجهزة ليك هدية كانت هتبسطك أوي، وتوقفت عن الحديث وقتما سمعت رنين جرس الباب تنظر إلى الخادمة التي فتحت الباب ومنه يدلف المأذون، اقتربت منه تخبره بأن يجلس ثم وقفت أمام الجميع تقول: هي دي كانت هديتي لنور، المأذون علشان يطلقنا
لا يدري لمَ ولكن عندما علم بأن تلك هي النهاية غاص قلبه ودق سريعًا فور إدراكه بأنه سيخسرها إلى الأبد وقبل ان ينطق
جاءه أمر جده: طلجها يا نور أنت ماتستحجش النعمة دي في حياتك بس ياريت ماترجعش تندم بعد فوات الآوان
أحابه بكبر: مش أنا اللي اندم يا جدي
محمد: أرمي عليها اليمين
بتردد قال: أنتِ طالق يا مُهرة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!