Uncategorized

رواية خط أحمر الفصل السابع عشر 17 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

 رواية خط أحمر الفصل السابع عشر 17 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

رواية خط أحمر الفصل السابع عشر 17 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

رواية خط أحمر الفصل السابع عشر 17 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

ضيقت نظراتها وحدقت فيه بغضب قبل أن ترفع سلاحها وتوجهه تجاهه لتطلق الرصاص لكن أوقفها «طيف» بسرعة كبيرة قائلًا:
– استني يا سيزكا
ثم نظر إليه واقترب منه حتى أصبح يقف أمامه مباشرة وردد بتساؤل:
– قصدك أيه بأني حضرت المحفل بتاعه؟ غارم مات ومحمد الهواري مات حتى القائد التالت خالد تقريبا مش فاكر اسمه أوي مات بردو، رجعوا من الموت يعني ولا أيه مش فاهم
ابتسم «هادي» بعدما شعر بانتصار كبير ليرد عليه بغموض وسخرية:
– قولتلك هتبقى مفاجأة وبعدين احنا أشباح تتوقع منا كل حاجة
لم تحتمل «سيزكا» حديثه المستفز وأطلقت رصاصة على رأسه فالتفت «طيف» ليقول بغضب:
– قولتلك استني يا سيزكا، احنا محتاجين أي معلومة ومفيش غيره هنجيب منه المعلومات اللي عايزينها 
نظرت إليه ورددت بثقة:
– لو فاكر إن حد من رجالة مجلس الريد لاين هيقدر يقولك معلومة فـ أنت غلطان، دول مش بيقولوا حاجة غير اللي عايزين يقولوه بس، كان هيفضل يبتسم الابتسامة المستفزة بتاعته دي ويقولك خليها مفاجأة ومهما تتكلم مكانش هيقول مين بس أنا هعرف
عقد ذراعيه أمام صدره ورفع أحد حاجبيه ليقول بتساؤل:
– هتعرفي ازاي وبالنسبة لرجالة الريد لاين اللي هيهجموا على المكان النهاردة أيه نظامهم؟
وضعت سلاحها في مغمده بتقول بجدية:
– هنتحرك من المكان ده على المكان الجديد، أنا كنت عاملة حسابي
“بعد مرور يوم”
استيقظت وفردت ذراعيها في الهواء قبل أن تنظر جوارها لتجد «يارا» نائمة فنهضت من مكانها وربتت على كتفها بهدوء قائلة:
– يارا، يارا حبيبتي!
فتحت عينيها ونظرت إليها قائلة:
– أيوة يا ياسمين فيه حاجة!
هزت رأسها بالإيجاب وأردفت:
– أيوة فيه يا يارا، لازم تروحي المدرسة وتذاكري شوية علشان مينفعش تسيبي المذاكرة كدا!
اعتدلت ونظرت إليها بحزن قائلة:
– أنتي عارفة إن ده غصب عني بسبب اللي حصل لنائل
ابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تقول:
– ياحبيبتي إحنا معاه أهو وبعدين النهاردة هجيبلك الكتب هنا علشان تذاكري هنا بالمرة علشان لما يفوق يفرح بأخته حبيبته ماشي؟
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بابتسامة:
– تمام ماشي
وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة استمعت لصوت مرتفع بالخارج فنهضت من مكانها واسرعت إلى الباب وفتحته، ولجت إلى الخارج ونظرت إلى الطبيب الغاضب وهو يوجه حديثه إلى تلك الممرضة:
– إزاي يعني مش موجود! ده عضم جسمه كله متكسر وعمره ما يقوم ويتحرك لوحده؟ اللي بيحصل ده هزار
اتسعت عيني «ياسمين» بصدمة قبل أن تتدخل قائلة:
– أنت قصدك على نائل؟
نظر إليها ولم يعرف ماذا يقول فردت الممرضة نيابة عنه:
– أيوة يا مدام ياسمين، جيت علشان اغيرله المحلول ملقتهوش في الاوضة 
ضيقت ما بين حاجبيها لتقول بانفعال واضح:
– ازاي يعني ده ميقدرش يتحرك أكيد حد هو اللي خرجه، أنا هوديكم في ستين داهية
ردد الطبيب بهدوء ليمتص غضبها:
– اهدي يا مدام ياسمين أكيد فيه حاجة غلط وكل حاجة هتتحل
نظرت إليه بغضب والشرار يتطاير من عينيها قبل أن تقول بصوت مرتفع:
– هو أيه اللي هيتحل يا دكتور؟ لما مريض عنده كسور متخليهوش يقدر يقف حتى يختفي من أوضته معنى كدا انه اتخطف، فين الحراسة وازاي أصلا يخرج من أوضته مش فيه كاميرات!
نظر الطبيب إلى الممرضة بغضب قبل أن يوجه بصره إلى ياسمين قائلا:
– إحنا هنراجع الكاميرات وأكيد هنفهم اللي حصل 
تركته وهاتفت شقيقها الذي حضر على الفور واتجه إلى الغرفة الخاصة بالمراقبة، جلس على المقعد بجوار رجل الأمن وردد بجدية:
– عايزك تجيب من أول بليل لما كان موجود لغاية لحظة اختفائه وسرع علشان ننجز 
هز رأسه بالإيجاب ونفذ ما طلبه وركز بعينيه على باب الغرفة ولم يخرج أحد حتى لحظة اختفاءه فضم حاجبيه بتعجب قبل أن يقول:
– ازاي يعني؟ مينفعش حد يخشله أصلا من الشباك، اختفى ولا أيه؟
عاد المشهد مرة أخرى لكن باب غرفته لم يُفتخ فنهض من مكانه وهاتف صديقه «احمد» وهو مهندس حاسبات ويفهم في هذه الأمور وطلب منه الحضور لأمر هام وانتظر لنصف ساعة حتى حضر صديقه الذي قال بتساؤل:
– أيه الحاجة المهمة اللي عايزني فيها يا زين خضتني؟
مرر كفه بين خصلات شعره قبل أن يقول:
– بص أنت مش هتفهم، تعالى هوريك 
أخذه إلى غرفة المراقبة وأعاد تشغيل الفيديو وانتظر حتى انتهى ليقول:
– الباب متفتحش ونائل اللي جوا اختفى الصبح معنى كدا أيه؟ 
تقدم «أحمد» بكرسيه وأعاد تشغيل الفيديو مرة أخرى وركز على الوقت فوجده عند ساعة معينة توقف وعاد للعمل مرة أخرى بعد عشر دقائق فضغط على عدة أزرار وولج إلى العديد من الملفات الخاصة بالنظام قبل أن يلتفت إلى «زين» قائلًا:
– بص يا سيدي، الساعة 10 بالظبط حصل هاك على السيستم خلى كل أنظمة الحماية والكاميرات تقف وفضلت واقفة لمدة 10 دقايق وبعدين اشتغلت تاني، الهاكر ده عمل حاجة ذكية وهو انه لما وقف النظام مقفلهوش لأن كان هيتلاحظ لكن هو ثبت نظام الكاميرات على آخر مشهد لقطته وبكدا محدش هيلاحظ إن نظام الحماية وقف
لوى ثغره وخبط كفه بقوة على سطح المكتب ليقول بغضب:
– يعني اللي عمل كدا مكفاهوش ده وخطفه! الحوار مقصود بقى
***
خرجت «نيران» بصحبة «تنة» التي قررت التسوق وشراء مستلزمات للمنزل بينما قررت «نيران» مصاحبتها حتى لا يحدث ما حدث معها في المرة السابقة وتقوم بحمايتها، اتجهوا إلى سيارة «نيران» لكن ظهر «بارق» من اللاشيء وردد بجدية:
– أنا آسف بس مش مسموح تخرجوا لوحدكم، لو عايزين حاجة ممكن تتفضلوا معايا وأنا هوصلكم وارجعكم 
التفتت «تنة» التي عرفت هذا الصوت جيدًا فوجدته هو الذي أنقذ حياتها بينما رفعت «نيران» أحد حاجبيها وهي تقول باعتراض:
– وأنت مين بقى علشان تقول مسموح ومش مسموح؟
قبل أن يتحدث أسرعت «تنة» لتقول بابتسامة:
– ده الرائد بارق اللي أنقذني المرة اللي فاتت، اللواء أيمن معينه لحمايتنا
نظرت إليها بتعجب قبل أن تعود ببصرها إليه لتقول بجدية:
– شكرا يا سيادة الرائد أنا كمان شرطة وأكيد تعرفني ومش محتاجة لحماية أنا هعرف أحمي نفسي وأحميها كويس
وقبل أن تتحرك أوقفها وأردف بجدية:
– دي أوامر سيادة اللواء أيمن لو سعادتك هتخالفيها أنا معنديش مشاكل بس هتتحملي كل العواقب 
وقفت ونظرت إليه بغضب وعدم رضا قبل أن تقول بصوت مرتفع:
– أنا هاجي معاك علشان أوامر سيادة اللواء بس لكن أنا محدش بيمشي كلامه عليا اتفضل يلا
تحرك هو في البداية بينما نظرت هي إلى «تنة» ورددت:
– ده بني آدم تنح ورخم
نظرت «تنة» إليها ورددت بابتسامة:
– حرام عليكي يا بنتي ده شكله محترم وكيوت خالص 
رفعت أحد حاجبيها لتقول باعتراض:
– محترم وكيوت؟ أها صحيح مين يشهد للعروسة مش هو اللي أنقذك يبقى لازم تدافعي عنه
ضحكت «تنة» على طريقتها وتابعت التحرك معها إلى سيارة «بارق» الذي نظر إليها بابتسامة فأدارت وجهها وجلست بجوار «نيران» بالمقعد الخلفي.
تحركت السيارة إلى “سوبر ماركت” وتوقف أمامه ليقول:
– اتفضلوا أنا هتحرك معاكم 
ترجلوا جميعًا من السيارة ودلفوا إلى الداخل ليقوموا بشراء حاجاتهم وظل هو خلفهم إلى أن نظرت إليه «نيران» ورددت بجدية:
– تعالى جر العربية أهو شغلانة بدل ما أنت ماشي على الفاضي 
حرك رأسه بالإيجاب وجر عربة التسوق خلفهما بينما ضحكت «تنة» على حاله ورددت بصوت منخفض لـ «نيران»:
– حرام عليكي مش علشان أنتي رتبة أعلى منه هتذليه
– يابنتي رتب أيه أنا مبحبش اللي يعند معايا إذا كان رماح إبن خالتي مبيعرفش يمشي كلامه عليا في الشغل، جيه لنصيبه بقى خليه يجر العربية أهو علشان ميملش من المشي 
توقفت «نيران» بعد دقائق قليلة وتنفست بصعوبة بينما اقتربت منها «تنة» ورددت بقلق:
– مالك يا نيرو؟ تعبانة؟
التقطت أنفاسها ورددت بتعب واضح:
– مش عارفة تعبت وبنهج جامد من المشي، أنا مكنتش كدا، أنا كنت أجري ورا المجرم يتقطع نفسه وأنا مكملة عادي
ضحكت على كا قالته قبل أن تقول بتوضيح:
– يا حبيبتي أنتي حامل لازم تتعبي وغلط أصلا الحركة الكتير، بصي ارجعي أنتي العربية واستنيني فيها وأنا هخلص وأجيلك
هزت رأسها بالرفض واستعدت للحركة مرة أخرى وهي تقول:
– لا لا خلاص أنا بقيت كويسة يلا
اعترض على قرارها ورددت بإصرار شديد:
– لا نيرو أنتي حامل وبعدين أنا لسة هشتري حاجات كتير جدا وهتتعبي، ارجعي واستنيني وأنا هخلص وأجيلك وبعدين معايا بارق أهو بيجر العربية وهخليه يشيل الشنط 
وافقت بصعوبة على ما تقول واضطرت للعودة إلى سيارتها بسبب إرهاقها بشكل كبير.
دفع عربة التسوق أمامه وتقدم حتى أصبح مجاورا لها قبل أن يقول:
– هي تقربلك؟ سيادة اللواء مقالش إن عنده بنات في شرطة، مفيش غير ابنه طيف بس
رفعت حاجبيها وأجابته:
– شكلك اتضايقت منها صح؟ 
هز رأسه بالنفي قبل أن يجيبها بابتسامة هادئة:
– لا أبدا بسأل بس عادي يعني
ابتسمت وتابعت التحرك وهي تقول:
– دي نيران تبقى مرات طيف أخويا
رفع أحد حاجبيه ليقول بتعجب:
– بجد؟ معرفش والله بس الحمدلله إنها راحت للعربية
توقفت ورددت بتعجب:
– نعم؟
هز رأسه بسرعة وبشكل عشوائي وهو يقول بتوتر:
– أقصد يعني علشان متتعبش ربنا يقومها بالسلامة
ابتسمت وتابعت التحرك بينما تحدث هو بحرج:
– وحضرتك الاخت الكبيرة صح؟
ضحكت على جملته قبل أن تقول:
– حضرتي؟ أيوة أنا الأخت الكبيرة
تابع التحرك معها وفكر في فتح حديث جديد ليتحدث معها فقال على الفور:
– هو معلش أنا آسف يعني في السؤال في العادة بتجيبي كل الحاجات دي كل مرة أصل ده كتير أوي، مش قصدي أقر والله 
أدارت وجهها للجهة الأخرى وضحكت بشدة على طريقته فرفع هو حاجبيه وأعتقد أنها شعرت بالضيق مما يقول فأسرع وقال:
– أنا آسف والله خلاص اعتبريني مقولتش حاجة
التفتت ونظرت إليه لتقول بابتسامة:
– لا أبدا، أنا بجيب كل ده علشان دي حاجات الشهر كله يعني كل ده يكفينا شهر مش لمرة واحدة فهمت كدا 
هز رأسه بالإيجاب وفكر في سؤالها عن حالتها الاجتماعية لكنه لم يعرف كيف سيسألها هكذا، فكر للحظات ثم ابتسم وقال:
– وزوج حضرتك ظابط بردو ولا شغال شغل تاني؟
توقفت وأشارت إلى رف علوى وهي تقول:
– ممكن تجيب علبة من ده علشان مش طايلاه
ترك العربة وأسرع ليجلب لها ما تريد لكنه تفاجئ أنه لا يصل إلى هذا الرف فردد بحرج:
– آسف نسيت اقولك إني قصير 
كتمت هي ضحكاتها بينما اقترب هو من سيدة طويلة وردد بحرج:
– آسف يا فندم بس بعد اذنك ممكن تجيبيلي علبة من الرف ده علشان مش طايلها
هزت رأسها بالإيجاب وتقدمت وجلبتها له فردد بابتسامة:
– شكرا
ثم مد يده بها إليها وهو يقول:
– والله يابخت الناس الطويلة مش بينادوا الناس تجيبلهم الحاجة من فوق
أخذتها منه ورددت بابتسامة:
– فعلا يابختهم
وضعت العلبة في عربة التسوق ودفعها هو قبل أن تجيبه على سؤاله القديم:
– أنا مُطلقة، حصل ظروف بينا وانفصلنا 
شعر بالحرج فنظر إلى الأسفل وقال بصوت شبه مسموع:
– إن شاء الله ترجعوا لبعض
نظرت هي أمامها حيث الطريق وقالت:
– مش هنرجع لبعض تاني لأني اكتشفت إنه عضو في منظمة الريد لايد اللي كانوا عايزين يقتلوني من كام يوم وأنت أنقذتني
اتسعت حدقتيه بصدمة مما تقول ونظر إليها ليقول بعدم تصديق:
– يعني عضو في المنظمة؟ يابن الأيه، ولا تزعلي نفسك الحمدلله إن ربنا خلصك منه
تابعت التحرك بينما ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه وتقدم بالعربة فرددت هي:
– ربنا يكون في عون مراتك وأولادك زمانهم مش بيشفوك غير فين وفين
اتسعت ابتسامته أكثر ليجيبها بثقة كبيرة:
– أنا مش متجوز أصلا ولا خاطب ولا حتى مرتبط، سينجل يعني 
تابعت التحرك بينما ردد هو في نفسه:
– ياترا غيرت صيغة السؤال عن قصد زي ما عملت أنا ولا مش قاصدة! وبعدين أنا مالي أنا هنا حراسة بس، أمشي يا بارق وركز في شغلك
***
ظل محدقًا في هاتفه منتظرًا تواصل والده معه فهو قد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه وفجأة صرخ قائلًا بسعادة:
– بابا بعتلي ايميل
ظل محدقًا في هاتفه منتظرًا تواصل والده معه فهو قد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه وفجأة صرخ قائلًا بسعادة:
– بابا بعتلي ايميل
أسرعت واقتربت منه وهي تقول بتساؤل:
– قالك أيه؟ 
نهض من مكانه ووضع هاتفه في جيب بنطاله وهو يقول:
– بعتلي عنوان وهنتقابل هناك كمان ساعتين بالظبط، اجهزي
***
امتلئت عربة التسوق فردد «بارق» بتردد:
– ما كفاية العربية اتملت على الآخر
امسكت بزجاجة عصير ووضعتها بالعربة قبل أن تقول:
– كفاية أيه لسة حاجات كتير أنت تعبت ولا أيه
هز رأسه بالنفي ليقول مسرعًا:
– لا لا متعبتش براحتك 
ابتسمت وأشارت إلى خلفه ورددت:
– روح عند الكاشير وحط العربية عنده وهات واحدة جديدة وتعالى ورايا 
– حاضر
تحرك بعربة التسوق وقام بتسليمها للكاشير قبل أن يجر عربة أخرى وهو يقول بعدم رضا:
– أخرتها هجر عربية في سوبر ماركت! يارب يحصل هجوم مسلح علشان أعيش شوية أكشن وأخرج من الملل ده وبعدين هجوم مسلح أيه اللي هيحصل على سوبر ماركت! هيجي يسرقوا طماطم ولا زبادي، امشي يا بارق امشي 
عاد إليها مرة أخرى وهو يقول بابتسامة واسعة:
– النهاردة حققت رقم قياسي جديد
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتساؤل:
– رقم قياسي أيه
ترك العربة وفرك يده بقوة وهو يقول بجدية:
– أول مرة أقعد جوا سوبر ماركت 3 ساعات متواصلة
ابتسمت ورددت بتلقائية:
– أها طبعا ما أنت متعود على الأقسام وضرب النار 
دفع العربة بخفة قبل أن يقول بعدم رضا:
– والله لسة بقول يارب يحصل هجوم مسلح علشان الملل ده 
اتسعت حدقتيها لتقول باعتراض شديد:
– حرام عليك متدعيش بحاجة كدا أحسن تتحقق والدعوة تستجاب وساعتها هنموت 
سحب سلاحه من مخمده وشد أجزائه ليقول مازحًا:
– لا ما هو أنا مش سوسن علشان نموت وأنا هنا، مش تكبر على قد ما هو ثقة في النفس 
ابتعدت قليلّا عنه وأشارت إلى سلاحه قائلة:
– ياريت تشيله علشان السلاح ممكن يطول 
وضع السلاح في مخمده مرة أخرى قبل أن يقول:
– مش رافع صمام الأمان متقلقيش، يلا بينا نكمل تسوق أنا رجعت للفورمة تاني
***
– يعني أيه يا زين وبعدين أنت سيبتني كدا ومشيت ليه؟
قالتها «ياسمين» هاتفيًا لشقيقها الذي أجابها بإيجاز:
– اسمعي الكلام وروحي يا ياسمين، خدي معاكي يارا أخت نائل لغاية ما نفهم اللي بيحصل، أنا مشيت علشان فيه اجتماع مهم، هخلص وأكلمك
أنهى المكالمة ونظرت إلى «يارا» التي قالت بعينان دامعتان:
– نائل فين يا ياسمين! مش هشوفه تاني؟
اقتربت منها وضمت وجهها بين كفيها وهي تقول بجدية:
– أهدي يا يارا نائل هيرجع تاني إن شاء الله، نائل كويس علشان كدا ربنا هيحفظه وهيرجعه سالم إن شاء الله، يلا بينا نرجع البيت ولو حصل حاجة جديدة زين هيقولنا
***
وصل الجميع إلى الاجتماع ونظروا جميعًا نظرات صامتة إلى «سيزكا» التي فضلت الصمت ونظرت إلى اللواء «ايمن» الذي بدأ حديثه قائلًا:
– في البداية أعرفكم بسيزكا
أشار إليها ثم تابع حديثه:
– طبعا كلكم عارفينها، سيزكا على الرغم من إنها رئيسة منظمة إلا إنها قررت تبعد عن الطريق ده وتساعدنا في مواجهة مجلس الريد لاين اللي بدأوا يعينوا قائد جديد، أنا اجتمعت مع قيادات كبيرة وحطينا الخطة اللي هتتنفذ، عايزكم تركزوا كويس أوي في كل كلمة هقولها لأن كل واحد فيكم ليه مهمة مخصصة ليه، إحنا هنواجه على جبهتين، جبهة هنا في مصر وجبهة في أمريكا
بدأ في شرح الخطة ووضع لكلٍ منهم مهام خاصة به قبل أن ينتقل ببصره إلى «سيزكا» قائلًا:
– موصلكيش أخبار عن القائد الجديد؟
لوت ثغرها قبل أن تهز رأسها بالنفي قائلة:
– للأسف معرفتش حتى هادي قبل ما يموت قال هتبقى مفاجأة وقال لطيف إنه حضر المحفل بتاعه 
ضم حاجبيه بتعجب ليقول بتفكير:
– خالد ومحمد الهواري و غارم ماتوا، استحالة يكون حد منهم 
فكر «زين» قليلًا بالأمر قبل أن يلوي ثغره وهو يقول بعدم اقتناع:
– معتقدش إن هو يقصد حد منهم بالمعنى الحرفي، المحفل بتاعه يقصد بيه محمد الهواري لأنه كان القائد لعبدة الشياطين، غارم كان عايز يقتل نائل علشان يبقى هو القائد، نائل دلوقتي اتضرب من ناس مجهولة واتخطف النهاردة معنى كدا أيه؟
رفعت حاجبيها ورددت بتساؤل:
– نائل ده يبقى ابن محمد الهواري؟
هز رأسه بالإيجاب ليجيبها قائلًا:
– أيوة ابنه والنهاردة حصل هاك على سيستم الكاميرات في المستشفى واختفى 
ابتسمت وعادت بظهرها للخلف وهي تقول بثقة:
– محمد الهواري كان عمود كبير في مجلس الريد لاين، غارم كان جديد وحب ياخد منصبه وحصل اللي حصل، أنا دلوقتي افتكرتك يا طيف لأني سمعت اسمك إنك من ضمن الظباط اللي وقعوا الهواري وغارم بس ساعتها المنظمة مهتمتش أوي لأن فيه بديل، دلوقتي أقدر أقول بثقة إن نائل هو القائد الجديد للريد لاين 
رددوا جميعًا في صوت واحد:
– أيه!
بينما قال «زين» برفض تام:
– استحالة، نائل أنا أكتر حد عارفه وعارف كان عايش إزاي ومحترم إزاي، نائل مش هو القائد 
عقدت ذراعيها أمام صدرها قبل أن تقول بثقة كبيرة:
– أنت بنفسك قولت اتضرب وبعدين حصل هاك على سيستم الكاميرات واختفى! مش صدفة يحصل ده وهو ابن الهواري 
أسرع «ايمن» ليقول هو بجدية:
– مش هنبني شغلنا على أساس توقعات، لسة القائد الجديد مجهول وهنبدأ بتنفيذ الخطة، يوسف وعمر وطارق هناك هيبقى دعم ليهم رماح وفاطمة وطبعا هيتم التنسيق مع المباحث الفيدرالية هناك والباقي هيبقى هنا جاهز، خلص الاجتماع
***
وضع ما بيدها بداخل العربة ورددت بتعب:
– بس كدا كفاية، يلا بينا نروح نحاسب بقى 
تهللت أساريره وردد بسعادة كبيرة:
– ياااه أخيرا ده أنا نسيت شكل الشارع عامل أيه
عاد معها وتم وضع كافة الأشياء في حقائب كبيرة فرفعها هو بيديه وردد بابتسامة:
– يلا بينا 
مدت يدها ورددت بجدية:
– هات شنطة طيب دول تقال أوي عليك
رفع الحقائب بكلتا يديه بقوة وقام بإنزالها عدة مرات وهو يقول بثقة:
– مفيش حاجة تقيلة عليا وبعدين أبقى موجود وأخليكي تشيلي! عيب في حقي على فكرة، يلا بينا
ابتسمت وتحركت فتحرك هو خلفها وهو يقول بابتسامة:
– أنا بكره التسوق وشراء أي حاجة بس مش عارف مالي مبسوط كدا ليه النهاردة 
خرجت «نيران» من السيارة عندما رأت خروجهما وقامت بفتح الباب الخلفي للسيارة ورددت بعتاب:
– بقالي ساعتين في العربية يا تنة اتأخرتي أوي
اقتربت ورددت بابتسامة:
– معلش يا نيرو عقبال ما جيبت كل حاجة إحنا محتاجينها علشان منضطرش ننزل الفترة الجاية بسبب القلق ده 
اقترب «بارق» ووضع الحقائق بالباب الخلفي للسيارة قبل أن يردد بسعادة:
– اتشرفت بيكي يا مدام نيران، على فكرة أنا بارق صاحب طيف وكنا شركاء في المهمة الأخيرة قبل ما يسافر 
ضيقت نظراتها وأردفت بتعجب:
– أنت كنت شريكه في المهمة! طيب يا سيادة الرائد أهلا بيك، يلا بينا رجعنا 
التف حول السيارة بينما تابعته هي بنظراتها المبتسمة فرددت «نيران» :
– يلا بينا 
وقبل أن تتحرك لاحظت شرود «تنة» وأنها لم تستمع إليها فنظرت إلى حيث تنظر قبل أن تبتسم وتقول بصوت هادئ:
– نيرو حبيبتي يلا بينا 
انتبهت لها فهزت رأسها واتجهت إلى السيارة دون أن تتفوه بكلمة واحدة.
***
اقتربت منه ورددت بابتسامة واسعة:
– دايما زي القطط بتسع أرواح يا طيف
ضحك ورفع كفيه وهو يقول مازحًا:
– خمسة، كفاية قر هتجيبوني القر وبعدين يا فاطمة مش هنحضر جوازك على المعلم رماح قريب ولا أيه
اقترب «رماح» في تلك اللحظة ونظر إلى فاطمة بحب قائلًا:
– اتفقنا بعد ما المهمة دي تعدي على خير إن شاء الله هنتجوز ونعمل الفرح، دعواتك يا طيف يا بركة
رفع كفيه إلى السماء وردد:
– يارب اشوفكم عرسان يارب، خلينا نفرح شوية بعد الهم اللي إحنا فيه ده 
اقترب منهم «زين» الذي ابتسم قائلًا:
– أنت مهكر الحياة يا طيف ولا بيضربوك بمسدس خرز؟ ده أنا شايفه بيرزعك رصاصتين يا مفتري 
خبط بكفه على كفه الآخر وهو يقول:
– لا حول ولا قوة إلا بالله، أيه يا زين قول ما شاء الله يا أخي، كفاية قر بقى بدل ما اتنش واحدة هيد شوت تجيب أجلي
ضحك بصوت مرتفع قبل أن يقول بجدية:
– ما شاء الله ياعم وبعدين أنا مش بقر، عايزك بس تديني سر الوصفة السحرية، سر الحياة الجامدة حبتين بعد ما تتنش رصاصتين 
رفع أحد حاجبيه ليقول بعدم رضا:
– المثل بيقول يا مستني يبطلوا قر يا مستني الحلو يبقى مر، حل عن نفوخي يا زين 
***
فتح عينيه ليجد نفسه في غرفة شبه مظلمة، كانت الشموع تضيئ جزء كبير منها، حاول التحرك من مكانه لكنه لم يستطيع فرفع صوته قائلًا:
– أنا فين؟ حد هنا؟
اقترب أحدهم من الظلام وظهر أمام عينيه ليقول بابتسامة واسعة:
– متتعبش نفسك يا بطل
حاول أن يميز وجهه لكنه لم يستطيع بسبب هذا الظلام فردد بتساؤل:
– أنت مين؟ 
ردد «الخفي» بنبرة تحمل الجدية:
– أنا حد من رجالتك، تقدر تقول إن أنا دراعك اليمين يا قائد
أغلق عينيه وفتحها مرة أخرى وأردف بعدم فهم:
– حد من رجالتي! أنا كل اللي فاكره إني صحيت لقيت واحدة مجنونة بتقول إن أسمي نائل 
ابتسم هذا الخفي واقترب منه أكثر ليقول بجدية:
– أنت فعلا نائل حصلك حادثة وفقدت الذاكرة ومحمد الهواري رباك وكبرك ودلوقتي حصلك حادثة وفقدت الذاكرة تاني لكن المرة دي المجلس هيساعدك وهيعرفك كل حاجة علشان تبقى القائد يا قائد 
على الجانب الآخر اقترب أحدهم من «باسل» قائلًا باللغة الإنجليزية:
– حان وقت تشتيتهم، سيتشتت جمعهم من بعد الآن، حان وقت تنفيذ الخطة
***
عاد «رماح» من العمل بعد يوم عمل طويل، أوقف سيارته في المكان المخصص لها خارج الفيلا ثم تقدم إلى الباب ووضع به المفتاح وأداره قبل أن يتقدم إلى الداخل ثم وضع يده على زر الإضاءة وأضاء المكان، تقدم إلى الداخل وفرد ذراعيه بتعب في الهواء وأثناء ذلك وقعت عينيه على دماء بجوار جثة لأنثى فاعتدل على الفور وتقدم بسرعة تجاهها، نزع شعرها الذي كان يغطي وجهها فوجدها هي حبيبته «فاطمة» ورقبتها مقطوعة! جحظت عينيه من الصدمة ومسح بيده على رأسها وهو يقول بعدم تصديق:
– فاطمة! 
ثم ارتفع صوته وصرخ بصدمة:
– فاطمة مين عمل فيكي كدا! 
كانت الدماء تخرج من رقبتها بشكل مخيف فمد يده وحاول منع الدماء من الخروج بينما انهمرت الدموع من عينيه وهو يقول:
– ليه عملوا فيكي كدا، ليه حرقوا قلبي عليكي كدا، لييييييه!
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!