Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايمان محمود

-ما تاكلي
هتف “سعيد” بقسوة لتُعرض “سلمي” بوجهها عنه وقد شعرت بالتقزز من مجرد مشاركته الطعام ، زفر بغيظ قبل أن يتحدث بحنق:
-بقولك اييييه.. يا تتعدلي معايا يا اما اقسم بالله لتكون ليلتك سودة يا سلمي
هبت واقفة لتضرب الطاولة بعنف صارخة في وجهه بحرقة:
-انت عايز مني اييييه ارحمني بقي ، مكافكش اللي عملته فيا امبارح ارحمني بقي انا بكرهك
لمع الضوء بعيناها بقوة وتعالي الصفير بأذنها لتستوعب بعد ثواني أنه قام بصفعها ، لم يكتفي بذلك بل توجه نحوها ليجذبها بعنف من خصلات شعرها التي طالها لتصرخ بألم ، هزها بعنف ليتحدث بقسوة بينما هبط كفه علي وجهها من جديد:
-صوتك ميعلاش علياااا ، وبعدين اكرهيني براحتك يا سلمي ، قلتهالك مرة وهقولهالك تاني ، اكرهيني.. اكرهيني اووي عشان انا هبقي عملك الاسود يا بت بثينة
فرت الدموع من عينيها لتهتف ببكاء:
-حرام عليك انت بتعمل فيا كدا ليه!.. اتجوزتني ليه طالما مش بتحبني
-عشان عجبتيني ، ارتحتي! شوفي يا بت انتي هي كلمة ورد غطاها ، يا تسمعي الكلام وتتعدلي عشان ممدش ايدي عليكي في الرايحة يا اما اقسم بالله يا سلمي لتشوفي ايام هتتمني فيها الموت وما هتطوليه
تعالت شهقاتها وازداد بكائها في حين دفعها هو عنه ليهتف بقرف وهو يتوجه لغرفة النوم:
-روحي جتك القرف سديتي نفسي عن الطفح
صفع الباب من خلفه تاركاً اياها واقفة تحاول ايقاف بكائها ، لم تستطع الصمود فانهارت علي الأرض لتضم ركبتيها الي جسدها دافنة رأسها بينهم ، ما يحدث فوق طاقتها ومن حديثه هذا تعلم أن بانتظارها الكثير فهي لم تقضي معه حتي الآن سوي يومان وقد كانا أسوء يومان قد مرت بهما بحق..
قضت فترة طويلة في البكاء لتنهض بعد ذلك متوجهة الي غرفة الأطفال لتتخذها مقرا لنومها محاولة الابتعاد عنه قدر المستطاع حتي تجد حلاً يخلصها من ذلك المستبد..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
انتهت “زينة” من ضب أغراضها لتتنهد براحة ، لا تكاد تصدق أنها بعد ساعات ستحظي بتلك الرحلة المميزة التي دعاها “فارس” بـ(شهر العسل)..
ارتمت علي السرير براحة وقد علت ثغرها ابتسامة واسعة دلت علي سعادتها بما سيحدث ، كانت تحتاج الي تغيير بعض الأجواء وقد جائت هذه الرحلة في الوقت المناسب ، اعتدلت فور شعورها بدلوف احد ما الي الغرفة لتبلل شفتيها بتوتر حالما رأت “فارس” يغلق الباب من خلفه ببعض العصبية ، آثرت الصمت علي الحديث اليه وهو في تلك الحالة فجلست تراقبه بينما يتجول في الغرفة وهو يكاد يركل الأرض بغيظ ، طال صمته فتحدثت بتردد:
– فارس!
– عايزة ايه!
هدر بعنف أفزعها قليلا فتحدثت بتلعثم:
– انت كويس؟
– ايوا
أجاب باقتضاب ليتركها ويتوجه الي المرحاض بعدما أخذ بعض الملابس ، صفع الباب خلفه من جديد لتضرب هي كفيها ببعضهما بذهول:
– لااا حول ولا قوة الا بالله ، هو انا وقعت في عيلة مجنونة ولا ايه 
……
مرت فترة خرج من بعدها “فارس” ببنطال منزلي مريح وتيشيرت ابيض فوقه ، نظر حوله فدهش لاختفاء “زينة” المفاجئ من الغرفة لكنه لم يعقب ، توجه الي السرير واستلقي عليه دون ان يقكر حتي بتجفيف شعره المبتل وما هي الا ثواني وغرق بعدهم في نوم عميق..
فتحت “زينة” الباب ودلفت بحذر وهي تنظل للصينية التي تحملها بضيق ، وضعتها جانبا علي الكومود المجاور للسرير وتوجهت له لتوقظه بحذر ، كان قد استغرق في النوم سريعا فهزته برفق كي لا تفزعه ، تململ بنومته بانزعاج فأعادت الكرة من جديد بإصرار ، تمتم بضيق عندما هميت باسمه:
-سيبيني شوية 
-طب قوم كل طيب
-مش.. جعـ…
لم يكمل كلمته وعاد للنوم فتنهدت بياس ، لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ، أيجدر بها ان تظتره حتي يستيقظ ام ايقاظه من جديد ليتناول الغذاء!..
أرادت تركه نائما منذ البداية لكن إلحاح “درية” عليها جعلها تصعد له بالطعام..
هزته برفق من جديد لتصرخ فجأة عندما….
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
جلست “بثينة” الي جانب “جمعة” عم “سلمي” لتصفع فخذيها بقهرة ، رفعت يداها فوق رأسها لتهتف بتحسر علي ابنتها:
-منك لله يا سعيد ، ااااه يا حرقة قلبي عليكي يا بنتي ، ربنا ياخدك يا سعيد يا بن عزت ، ربنا ما يسامحك لا دنيا ولا آخرة ، ااااه عليكي يا ضنايا ، حقك عليا يا بتي انا اللي عملت فيكي كدا ، حقك عليا يا بت بطني
هز “جمعة” رأسه بحسرة علي حالها فهو لم يتوقع أن يكون الأمر سيئا هكذا ، صحيح أصابه الهلع عندما اتصلت به تستنجده ليأتي إليها لتزداد صدمته بها بعدما قصت عليه ما رأته بابنتها ، شعر بالحنق منها لكنه لم يملك سوي الصمت..
بقت تندب حظها لفترة طويلة لتضرب وجنتيها بحسرة من جديد صارخة بحرقة:
-ياريتني سمعت كلامك يا درية ، يا ريتني ما رميتهاله ، ياريتني استحملت كلام الناس ولا عطيتهاله يعمل فيها اللي عمله ، ااااه يا حرقة قلبي عليكي يا ضنايا
صمت “جمعة” لبعض الوقت ليتحدث بعد مدة:
-ما نطلقها منه يا بثينة
-الكلب قالي هيفضحها ، الحيوان مكفاهوش اللي عمله فيها لا وكمان عايز يجرسها في البلد ، ااااه يا وجع قلبي عليكي يا ضنايا ، ااااه ياني 
ضرب “جمعة” كفيه بحسرة علي حالها وهو يفكر برد فعل ابنه الذي سيراه اذا اخبره بما علمه ، بالتأكيد لن يهدأ حتي يأخذها _وان كان قسراً_ من براثن ذاك اللعين..
عادت “بثينة” تبكي حالها من جديد في حين جلس هو يطالع الفراغ أمامه وهو يفكر بحل مناسب ينقذ به تلك الصغيرة التي لطالما اعتبرها كابنته التي لم يرزق بها من ذاك الظالم الذي أخذها قسراً!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~ 
في منزل صغير..
استند “محسن” الي ظهر كرسيه وقد شخّص بصره علي تلك الصورة الكبيرة التي احتلت جزءا لا بأس به من الجدار أمامه..
ابتسم بألم وهو ينظر لتفاصيل تلك المرأة التي تألقت في فستان زفاف من اللون الأبيض وقد اتخذت إحدي الوضعيات التي أبدتها كالمهرجة قليلا خاصة وهو تنظر للكاميرا بتلك الطريقة الغريبة ، كان واقفا خلفها يضمها بينما يوجه أنظارها لها بابتسامة واسعة نمّت عن سعادته..
تحولت نظراته الي السخرية وهو يهمس لنفسه بقسوة:
-زعلان عليها!! بعد ما كسرتك! لسة بتحنلها يا محسن؟ امتي هتستوعب الدرس بقي؟ امتي هتفهم انك مكانش ليك لازمة في حياتها؟ ااااه يا ليلي ، ربنا يسامحك
همس بضعف وهو لا يدري ماذا عليه أن يفعل ، لا زال قلبه الخائن ينبض باسمها مانها إياه من ذكرها بالسوء لكنها تستحق أكثر من هذا.. فقط لو يعلم ما الذي دفعها لفعل ما فعلته!..
عاود النظر للوحة التي كانت قد أصرت هي علي طبعها بهذا الحجم ووضعها في الصالون علي الرغم من تواجد الكثير من الصور الحسنة غيرها ، لا زال يتذكر ردها البسيط الذي أقنعته به في ثواني حين قالت بحب “حبيت الطريقة اللي بتبصلي فيها في الصورة دي فهنحطها.. بلييييز بقاااا” لم يكن ليقاوم إلحاحها فوافق علي الفور ليحصل منها علي عناق عفوي أحبه بشدة..
أدمعت عيناه وهو يتأمل تقسيمات وجهها المليحة ، كانت حسناء المظهر ذات عينان بنيتان تظللهما أهداب طويلة ليتوسط وجهها أنف متوسط الحجم لطالما كرهته وكرهت وجهها بسببه لأنها رأته كبيرا بعض الشئ ، اكتملت تلك اللوحة بشفاه وردية ممتلئة أعطتها مظهرا حسناً وجذابا ، كانت معشوقته الوحيدة لكنه لا يصدق أنها حقا فعلت به هذا بعد هذا العمر!..
استقام لينال قسطا من الراحة بعدما رأي أن الجلوس هنا لن يجدي نفعا ليتوقف مكانه حالما…..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
صرخت”زينة” فجأة عندما انتفض “فارس” جالسا بعنف ، تراجعت للخلف لتصرخ بارتجاف:
-يا اخي حرام عليك صفيت أعصااابي
-معلش.. آسف
بدا شبه فاقد الوعي بما حوله فاقتربت منه بهدوء ، لمست كتفه بهدوء ليتنهد بقوة ، تحدثت بحذر بينما تربت علي كتفه بهدوء:
-انت كويس؟!
-ايوا ، اجهزي عشان هنمشي
-بس….
حاولت الاعتراض لإخباره بأن خالته لا زالت بالأسفل لكنه لم يمهلها زقتا بل هتف بينما يستقيم ليتوجه الي دورة المياه ليغتسل:
-مفيش بس ، خالتي بايتة هنا أصلا فاجهزي عشان هنمشي يا زينة
أغلق الباب من خلفه لتتنهد بتعب قبل أن تبدأ بتجهيز نفسها كما طلب..
……..
ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغر “زينة” وهي تراقب الطريق بسعادة ، كانا متوجهان الي (العين السخنة) وعلي الرغم من ذلك الا انها شعرت بالسعادة وكأنها متجهة الي خارج البلاد!..
راقبها “فارس” بصمت وداخله يتسائل عن الخطوة التالية ، تبدو سعيدة بتغير علاقتهما الي ذلك النحو وكم هو سعيد ايضا بهذا لكن أيجدر به تصعيد الأمر بينهما الي مرحلة جديدة!..
تنهد بقوة وهو يراقبها بهدوء ، كانت جميلة حقا خاصة بلون بشرتها الذي بات يري أنه مميزا بطريقة جميلة ، متي وقع لتلك المجنونة ليدرك أنها ملفتة بهذا الشكل!..
وصلا أخيرا بعد ساعات ليتوجها الي الفندق الي حجز هو لهما فيه والحماس ينمو بداخلهم بترقب لهذه الرحلة..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
جلست “درية” بجانب أختها التي لم تتوقف عن التمر من تصرف “فارس” _الغير لائق_ والذي سافر دون مراعاة لوجودها ، قلبت “درية” عينيها بملل وما ان كادت تتحدث حتي قاطعها…
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى