Uncategorized

رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان ناصر

 رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان ناصر

رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان ناصر

رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان ناصر

نظرت أسماء للواقفه أمامها لا تصدق ما تراه عينيها حتي أخرجها من دهشتها تلك
_ مفاجاه إيه يا بنتي إنتي اتجمدتي ولا ايه؟! أسماء
لوحت بيدها أمام وجهها وهي تقول بصوت عالي نسبياً: يابنتي أسماء إيه مالك يابت هي المفاجأة صدمتك للدرجه دي
فاقت أسماء من زهولها وابتسامه مشرقة شقت وجهها تحت بيشة نقابها لتقول بعدم تصديق
أسماء بفرحه : علا !!!! 
علا بمرح : أنا هنا يا سلامه ههههه
أسماء ببسمه: مش هتتغيري 
علا بضحك : ولا إنتي طب يا هبله انا واقفه علي الباب بقالي 6 ساعات وانتي مفيش دم طب دخليني طاااااايب وكملي صدمتك جوه 
اندفعت أسماء تجاهها وهي تلف زراعيها حولها وتحتضنها بشوق كبير فابتسمت علا لها وعانقتها هي الأخري وهي تبكي حتي انتبهت أسماء علي بكاءها فابعدتها ونظرت إلي عينيها ثم أخذت يدها ودخلوا الشقة وأغلقت أسماء الباب ثم عادت إلى علا التي ماتزال تبكي  جلست أسماء بجوارها ثم رفعت نقابها  وأمسكت يدها وهي تقول لها 
أسماء ببسمه: علا متعيطيش  انا كويسه 
علا ببكاء: خفت كتير عليكي كنت هتجنن يا أسماء
أسماء وهي تربت على كتفها بحنان قالت لها 
أسماء ببسمه: انا الحمدلله بخير يا علا نحمد ربنا
علا ببكاء: يعني إنتي كويسه صح 
أسماء ببسمه: الحمدلله والله 
علا وهي تمسح دموعها: بس إنتي اتنقبتي إيمتي؟!
أسماء ببسمه: لسه لابساه انبارح بس 
علا ببسمه: طيب أنا اطمنت عليكي والحمدلله يارب الف حمد وشكر لله إنك كويسه 
أسماء ببسمه: طيب قولي لي عرفتي العنوان إزاي ؟! وانتي جيتي ….قصدي قولتي إيه لأهلك وكده ….يعني انتي تعرفي المنطقه دي ولا سيف هو اللي جابك مش كده 
علا بمرح: آه قصدك الوسيم ده هيييييح ده عسل أوي
عقدت أسماء حاجبيها بيأس من تصرفات علا ثم قالت لها 
أسماء: وبعدين يا علا معاكي قولي لي عرفتي العنوان إزاي وجيتي هنا كيف أنا مش فاهمه حاجه
علا بهدوء: هقولك ياستي أهدي بس ياستي أنا هنا عند بيت عمي ساكن في الشارع اللي وراكم ده في العمارة التانيه وقولتلهم في البيت إني رايحه عند واحدة صحبتي هبركلها عشان إتجوزت
وإن كان قصدك بقا أنا عرفت عنوانك إزاي فهقولك
فاكره آخر مرة اتصلتي عليا 
هزت أسماء رأسها بإيجاب فتابعت علا حديثها 
وقتها أنا فضلت ارن عليك كتير لاني خفت أوي من بعد ما كلمتك وانتي سكتي فجاءة كدة وفجاءة الخط اتقفل في وشي ما علينا بعدها انا ……
عودة إلى الوراء
في منزل علا كانت تجلس والقلق والتوتر يسيطران عليها بعد إغلاق الخط في وجهها هكذا فجاءة 
علا بخوف : ياربي أسماء تكون بخير  انا قلقانه جدا 
ثم حدثت نفسها:
بس إنتي غلطي يا علا مكنش ينفع تقوليلها كل الصدمات دي من وري بعضها كده 
علا بتوتر: هي إن شاء الله كويسه مفهاش حاجه أيوة ربنا هيحميها أكيد ثم أمسكت الهاتف الخاص بها وبحثت عن الرقم الذي أتصلت منه أسماء عليها وعاودت الإتصال وبلا فائدة لا أحد يجيب ازداد خوفها وبكت خوفاً من أن يكون قد أصابها شيء سيء 
علا ببكاء: يارب احميها يارب ثم نهضت عن سريرها ودلفت إلي المرحاض (عافانا الله وإياكم) توضأت وخرجت ارتدت إسدال صلاتها وصلت تدعو الله أن يحفظ صديقتها أنتهت من الصلاة وبدلت ملابسها ثم غطت في نوم عميق وهي ترجو الله أن تكون أسماء بخير ولم يصبها مكروه
في الصباح استيقظت علا وبعد ممارسة روتينها اليومي المعتاد عاودت الإتصال مرة أخرى وهي تتمني أن ترد عليها  هذه المرة ولكن بلا فائدة 
وتوالت الأيام وكل مرة علا تحاول الإتصال وعندها امل أن تسمع صوت أسماء مرة أخرى ولكن كل مرة يكون الجواب أن لا أحد يجيب عليها 
عودة إلى الواقع
علا بتنهيدة: وكنت علي الحال ده علي طول إنك تردي بس مكنش فيه رد خالص 
أسماء بانتباه وهي تصغي لها جيداً: ها وبعدين جيتي بردو إزاي مقولتليش مش فاهمه بردو إنتي كدة مقولتليش عرفتي العنوان إزاي وسيف هو اللي. قالك عليه ولا لا ….صمتت ثم قالت لها ….شوفي انا مش فاهمه حاجه خالص من اللي قولتيه يعني ايه علاقة اللي حكتهولي ده بمجيتك هنا أفهم بقا
علا بضحك: مش كنت بحكيلك معاناتي وإني مستسلمتش وحاولت ارن عليك كتير ثم تابعت بمرح
وإن كان قصدك بقا جيت هنا إزاي ده موضوع طويل
يبقي يقولك عليه الظابط بتاعك ههههه إنتي بقا دلوقت جيه دورك تقولي لي علي كل حاجه
أسماء ببسمه: طيب ما هو اكيد سيف حكالك
علا بضحك : حكالي ايه ياستي مقاليش حاجه 
أسماء باستغراب : إزاي؟!
علا بضحك: هو انتي علقتي علي الكلمه كل شوية إزاي إزاي أهدي يا قلبي وقولي لي بقا يلا اتعرفتي علي الوسيم ده فين 
هزت أسماء رأسها بيأس من علا: مفيش فايدة فيك يا بنتي طب راعي إني مراته وقاعده معاكي طااايب
علا بضحك: مش أحسن أما أقول من وراكي يعني 
أسماء بضحك: لا كدة عداكي العيب وأزح يا علا 
علا بضحك: مش بقولك اوماااااال يابنتي ????
أسماء ابتسمت وسرحت في ملامح سيف فعلاً وقد إيه هو وسيم فعلاً
لاحظت علا ونظرت إليها بتضيييق لعيينيها ثم هتفت بخبث 
علا بخبث: بت يا أسماء قفشتك إيه سر الابتسامه اللي علي وشك دي ها إنطقي وقولي
أسماء بانتباه: ها بتقولي ايه يا علا 
علا بخبث: الله ده فيه سرحان كمان إنطقي يابت سرحانه في مين كده 
أسماء ببسمه: بس هبل بقا 
علا بضيق مصطنع: اخس عليك بتخبي علي علا صاحبتك ماشي 
أسماء بضحك : وهو فيه إيه عشان اخبيه يا هبله مفيش حاجه
علا بضيق: هعمل نفسي مصدقاكي دلوقت بس يلا قولي لي إيه اللي حصل من بعد ما مشيتي من عندي 
تنهدت أسماء بضيق فهي تود حقا لو تنسي ذاك اليوم العصيب عليها فكادت تموت من شدة رعبها وخوفها 
لاحظت علا الضيق الذي ارتسم علي ملامح أسماء الهادئة فقالت لها وهي تمسك بيدها تحثها علي الحديث
علا بحنان: قولي يا اسماء انا معاكي يا قلبي
تنهدت أسماء براحه ف علا  فتاة مثلها وستكون أشد تفهما وتدرك مدي ما عانته بمفردها 
ابتسمت أسماء في وجهها ثم قصت عليها كل شيء من وقت ما تركتها حتي دخلت شقة سيف وزواجها منه 
انتهت أسماء من قص كل ما حدث معها لصديقتها الوحيدة ” علا” وهي تتنفس الصعداء بعد ما انتهت في حين أمالت علا رأسها للأرض بحزن وبدت علي ملامحها علامات الضيق والامتعاض الشديد مما قصته لها أسماء لاحظت أسماء أنها تميل رأسها للأرض ويبدو عليها الضيق فوضعت يدها علي كتفها وهي ماتزال تنظر إليها متعجبه من صمتها هكذا ومن ردة فعلها الغربية قليلاً ثم هتفت بقلق 
أسماء بقلق: علا مالك ؟! 
هبت علا من جلستها ورفعت رأسها وهي تتطلع إليها بضيق شديد في حين نظرت أسماء لها بتعجب لا تدري مالذي أصابها فجاءة ولما صديقتها المقربة تتطلع إليها بمثل هذه التطلعات وكأنها تنفر منها ومن فعلها أو تنظر إليها بشمإزاز
وقفت أسماء تنظر إليها بينما علا أشاحت ببصرها عنها وهي توليها ظهرها 
أسماء وهي تتطلع إليها باستغراب: علا فيه إيه؟! مالك ساكته كده ليه ؟! طيب إتكلمي قولي أي حاجه
علا بضيق : كلمه واحدة إنتي غلطانه وغلط كبير أوي يا أسماء
أسماء وهي تنظر إليها ودموعها بدأت في النزول من عينيها هوت علي الأريكة وهي تبكي 
ألتفتت علا لها وقالت لها باستهجان: متزعليش مني بس إنتي غلطانه أيوة غلطك كبير اوي أوي أوي يا أسماء
أسماء ببكاء: عارفه بس قولي لي كنت أعمل إيه؟! مكنش فيه حل تاني 
إقتربت علا منها وجلست على المقعد المقابل للاريكه وهي تقول لها 
علا بضيق: أسماء إسمعيني كويس أول حاجة إنتي دخلتي شقة شاب بغض النظر بقا متجوز أو لا والمصيبة إنه طلع  أعزب ومفيش معاه حد في البيت عايش لوحده  يعني دي حاجه تاني حاجه إنتي بيتي هنا معاه في نفس البيت آه أنا عارفه إنه مكنش عارف بوجودك معاه هنا بس الناس بقا متعرفش الحكاية  متنسيش احنا في مجتمع شرقي متخلف ومش هيفهم تصرفك ده او ياخدوا باسبابك وهيقولوا ……صمتت لا تدري ماذا تقول لها؟! ……
أسماء ببكاء: كنت عايزاني أعمل إيه؟! مكنش فيه قدامي حل غير كدة يا علا …..لو معملتش كدة كنت هضيع …..والله ماكنت اعرف إنه عايش لوحده ولا حتي أعرفه هو أصلاً
علا بضيق: ارجوكي إنتي سبيني أكمل كلامي 
تالت حاجه بعد فترة قليلة من دخولك هنا اتجوزك ده معناه إيه بقا ؟! …….توقفت علا عن استرسال الحديث …..ونظرت إلى الأرض وهي تفرك في يديها بشدة ……من كثرة الخجل
أسماء ببكاء: أنا  …..زي  ……ما …… أنا يا علا 
علا بضيق: ده إزاي يعني مش فاهمه؟! 
أسماء ببكاء حاد : مش جواز حقيقي بعد فترة هنطلق بس لسه أما يمسك دليل ضد خالتي هو هيطلقني هو قالي كدة هرجعلك حقك وكرامتك ومش هخلي حد يتكلم عليكي بكلمه 
علا بضيق : سامحيني يا أسماء بس الخطوة دي غلط أوي والناس مستحيل تفهم تصرفك ده علي طول هيفكروا غلط ومش بعيد يقولوا إن هو ده اللي هربتي معاه و يعني هو بردو إللي …….صمتت وهي تشعر بالخجل الشديد فظلت تفرك في يديها بشدة
أسماء من بين دموعها: بس بس عمي حمدان عارف إني معملتش حاجه وكمان هو كان وكيلي يا علا وعارف إن بنت أخوه متعملش كده 
علا بضيق: عمك يعرف إنك دخلتي شقة سيف؟؟
أسماء توقفت عن البكاء وهي تهز رأسها : مش عارفه بس أكيد سيف قاله 
علا بضيق: لأ طبعاً يا فالحه مقلوش لانه لو قاله كده هيبقي بيأكد المصيبة إللي وقعتك فيها خالتك فهمتي 
مفيش حد هيصدق خالص وهو أكيد مقالش ليه وابقي اساليه اراهنك إنه مقلوش 
أسماء: طب أعمل إيه يا علا أنا والله تعبت ….سيف معمليش حاجه والله ولا قرب مني حتي كان دايما في حدود هو مستحيل يتخطاها حتي بعد جوازنا مطلبش بحقه هو انسان كويس 
علا بضيق: مهو الناس مش بتفكر كده يا أسماء مش بيفهموا كل واحد بيفسر علي مزاجه واللي هو مقتنع بيه وأنا صراحه شايفه إن جوزك انسان شهم وجدع بس
أسماء ببكاء: بس بس إيه كملي؟!
علا بشرود: انا مفكرتش إنه اتعرف عليكي كده 
أسماء بتوتر: كدة إزاي مش فاهمه؟!
علا بتردد: يعني ….يعني إنك تدخلي شقته كدة ….انا اتوقعت حاجه غير كدة هو أصلا مقاليش هو اتعرف عليكي ازاي أو شافك فين بس بس انا يعني اتوقعت إنه مثلاً شافك وانتي بتجري وفي شباب بيجروا وراكي فهو كتصرف واحد مصري جدع حاول ينقذك وبعد كده اخدك علي بيته اللي هو فيه أهله وكدة يعني وبس وعرض عليكي الجواز وانتي وافقتي عشان يحميكي 
أسماء بدموع: إحنا مش جوه رواية يا علا اللي إنتي بتقوليه ده شغل روايات ارجوكي ماتزودهاش عليا أنا والله تعبت ومش محتاجه حد يقولي غلطانه لاني عارفه والله عارفه …..ثم اجهشت في البكاء …..
إقتربت علا منها ونهضت عن مقعدها وجلست بجوارها وقبل أن تنطق أسماء بكلمه كانت علا تحتضنها بقوه وهي تربت علي ظهرها بحنان وتبكي علي حال صديقتها الوحيدة 
في حين تعالت شهقات بكاءها الحاد وهي تبكي بقهره علي ماحدث لها * أسماء*
علا مربته علي ظهرها : عيطي يا أسماء طلعي كل القهر اللي جواكي عيطي اصرخي هترتاحي أنا هنا معاكي مش هسيبك …..ثم اخرجتها من أحضانها وهي تمسك بوجهها وتمسح دموعها بحنان وهي تقول لها
علا بحنان : متزعليش مني يا اسماء علي كلامي إللي قولته أنا عارفه يا صاحبة الدرب إنك مش كدة ابدا وإن دخولك شقته ده أمر خارج عن إرادتك محدش يقدر يقف قصاد القدر بس لأني صحبتك كان لازم اوعيكي وانصحك وعاتبك كمان لأن ده حقك عليا فهمتيني 
أسماء : فاهمه يا علا ربنا يخليكي ليا
علا وهي تقبلها في خدها: ويخليكي ليا يا قلبي إنتي يلا روقي كده ومحدش عارف الخير فين مش دي كلمتك يا أسماء
أسماء ببسمه خافته: الحمدلله على كل حال وزي ما قولتي محدش يعرف الخير فين 
علا بضحك: طب فكي بقا كده وقولي لي الواد اللي إسمه جوزك ده بيعاملك إزاي انا اسمع إن ظباط المخابرات معقدين وخلقهم قد السمسمه ودايما متعصبين خلقه اسوء من بتوع الزمالك آه والله زي ما بقولك كدة يا سوسو
ضحكت اسماء ضحكه خفيفه وهي تبتسم بألم من داخلها : إنتي مش معقوله يابنتي
علا بضحك: والله ما عارفه يابت يا أسماء إنتي إزاي عايشه مع واحد من بتوع إللي بقولك ده بيتخانق في دبان وشه ده وعلي طول قالبين خلقتهم
أسماء: بس بقا راعي إن ده جوزي 
علا بخبث: اها أوعي تكوني يابت حبت……
أسماء مقاطعه وضعت يدها علي فم علا تمنعها من التكمله وهي تهز رأسها بنفي 
علا : امممممممممم
أسماء بضيق: أخرسي خالص
علا تحاول أن تتحدث ولا تعرف من يد أسماء فجاءة …..صرخت أسماء بألم ……
علا بضحك: تستاهلي عشان تبقي تعمليها تاني
أمسكت أسماء يدها التي قامت علا بعضها فيها وهي تدلكها بخفه فقد غرزت علا أسنانها في يدها 
أسماء بضيق : والله إنك غتته بتعضي أيدي كده ليه ؟!
علا بضحك: أصلها عجبتني هههههه طعمها حلو كدة يا حلو أنت …. أنهت حديثها ثم غمزت لها ????
أسماء بضيق : مستفزة 
علا بضيق: يلا يابت غوري اعملي لي أكل أي حاجه ايه البيت الفقر ده مفهوش أكل ولا إيه أنا أعرف إن ظباط المخابرات مش بخله ولا إنتي جوزك استثناء بقا 
أسماء بضيق : لا يا ختي قومي معايا طيب ندخل المطبخ وابقي كلي علي السفرة هناك يلا مش هنوسخ الاوضة بتاع الأكل انا لسه مرواقها دلوقت يلا قدامي وبعد متاكلي هتغسلي المواعين اه مهو إنتي صحبتي بقا والمفروض تساعديني 
مطت علا شفتيها بضيق: نعم نعم أساعدك لا بجد يعني هتخليني أعمل زي المثل اللي بيقول أعمل بلقمتك صح وبعدين صاحبة مين أنا معرفكش وهو ده كرم الضيافة اسفخس عليك يا أسماء
( نسيت أقولكم إن علا بامبه رغايه جدددددددددي????????????)
أسماء بيأس: طب افصلي شوي ايه ده كله بالعه راديو قومي يلا خلصيني يلا عشان العصر علي آذان 
علا بضحك: يلا يا شاااابة إحنا هنحصلوكي اسبقي انتي 
وهكذا قضت أسماء اليوم مع علا في جو مرح بعد ما تحدثوا في شتي المواضيع حتي استأذنت علا وغادرت إلي بيت عمها الذي يسكن في العمارة التي تقع علي الجهة الأخري من العمارة التي يقطن فيها سيف
أما في مكان آخر فكانت الأعصاب مشدودة وتكاد تنفلت منهم جميعاً فقد تأخر الأطباء كثيراً ولم يخرج أحد منهم حتي الآن ليطمأنوا أولئك الواقفين والقلق والتوتر يتأكلهم بالخارج 
فكان جاسر يقف بجوار سيف الذي يستند على الجدار بتعب شديد كانا هذان في جهه أما علي الجهه الأخري فكان أسر يقف بجوار زوجته تحت رفض دينا بأنها لا تريد ولكن أسر أصر عليها أن تقف معه ليس غيظٱ في سيف وانما لكي يتقبل الأمر و يخبره أنهم لن يهربوا من مواجهته ومستعدين للمواجهة  فهم لم يفعلوا شيئا خطأ هكذا يعتقد هو وزوجته 
قطع ذاك الصمت المخيم علي أرجاء الممر الموصل لغرفة العمليات صوت يهتف بتعب شديد
_ لسه مفيش أخبار عنه؟!
ألتفت الجميع ليروا من ؟! 
فتفاجيء الجميع عندما رأوا سوريانه تستند علي عصا طبيه وبرفقتها أحدي الممرضات التي تساعدها 
أقترب جاسر منها بقلق عليها فهي مصابه في قدمها وزراعها في حين كانت سوريانه تتحامل علي نفسها وألا تظهر ضعفها أمام أحد كما اعتادت دوماً ولكن هذه المرة تكاد تصرخ من كثرة البكاء الذي تكتمه في داخلها فأصعب شيء مر عليها عاد مجدداً ورأته من جديد مشهد مقتل أسرتها وجميع أصدقائها وخاطبها أيضاً والآن تري مشهد مهاب وهو جوارها يصارع الموت امتلأت عينيها بالعبرات عندما مر ببالها مشهد مهاب الذي كان ممدد علي الارض والدماء تسيل منه بغزارة 
ثم إقتربت دينا منها تساعدها مع الممرضه التي تستند عليها وهي تقول لها بقلق
دينا : ليه يا سوريانة قومتي من مكانك بس كدة غلط علي رجلك متتحامليش عليها والرصاصه كانت مضرره العظام مينفعش كده
سوريانة لم تنتبه ولا علي كلمه مما قالتها دينا لها فقد تحدق بمظهرهم وهم صامتون هكذا كأن علي رؤوسهم الطير وعلامات القلق والتوتر تسيطر على الجميع 
حتي صرخت سوريانه بهم في حدة 
سوريانة بحدة: متنطقوا مفيش حد خرج منهم 
أمال جاسر رأسه للأرض بحزن بينما سيف كان يولي ظهره للجميع وهو مستند علي جدار بتعب
سوريانة : حد يرد عليا أنتوا ساكتين ليه كده ؟!
دينا تربت على كتفها بحنان وهي تقول لها: أهدي لسه محدش طلع من جوه يلا تعالي معايا اوديك أوضتك ترتاحي فيها 
هزت سوريانة رأسها بنفي في حين قال لها جاسر بصوت متعب
جاسر : المدام دينا معاها حق يا سوريانة يلا روحي معاها لسه مفيش أخبار عنه يلا ارتاحي ولما نعرف حاجه هاجي بنفسي وهقولك 
سوريانة بإصرار: لأ مش متحركه من هنا 
ألتفتت لها الممرضة بتوتر: يا آنسه رجلك هتتعبي أكتر كدة تعالي معايا
دينا لأنها تعلم أن صديقتها عنيدة ولن تستمع لأحد وستنفذ ما في رأسها قالت للممرضة: هاتي كرسي متحرك هنا بسرعه هخليها تقعد عليه هي مش هتروح لمكان 
أومأت الممرضة بإيجاب وذهبت لتحضر الكرسي لها وتعود  مضت دقائق ثم أتت الممرضة تهرول سريعاً ومعها الكرسي ،ساعدت دينا مع الممرضه في أن تجلس سوريانه عليه 
ثم عاد الصمت يخيم من جديد عليهم جميعاً 
عند سيف كان مازال يولي ظهره للجميع وهو يزفر بضيق لا يطيق أن يبقي في مكان بصحبة هؤلاء * يقصد دينا وأسر* 
تنهد سيف بضيق ونظر إلي ساعة يده فكانت تشير إلى السادسه وعشر دقائق فخرج من الممر واتجه للخارج رآه جاسر ثم ذهب خلفه 
في الخارج كان سيف يجلس على أحدي المقاعد في حديقة المستشفى
وجد يد تربت على كتفه ألتفت سيف ورآه جاسر أبتسم في وجهه ووضع يده علي يده التي يضعها على كتفه وهو ينظر إليه بعينيه يخبره بأن كل شيء سيكون بخير بإذن الله
أبتسم جاسر له ثم التف وجلس بجواره 
مضت دقائق ولم يتحدث منهم أحد حتي قطع الصمت جاسر يهتف بقلق 
جاسر : سيف أنت كويس يا صاحبي 
نظر سيف له ثم قال بهدوء عكس ما يعتريه من غضب جحيمي  في داخله 
سيف بهدوء: تمام يا صاحبي 
جاسر بتوتر: أنا مقدر شعورك ده ب ……
سيف مقاطعٱ: مفيش داعي تكمل أنا عادي يا جاسر 
جاسر بتردد : طيب هو أصلاً الموضوع مش وقته بس أنا هقولك وخلاص 
نظر سيف له وهو يضيق عينيه فازدرق الأخير ريقه وتابع كلامه
جاسر : شوف من الآخر لازمكم قعده كدة يا صاحبي عشان نقفل علي أم الموضوع ده بقا نهائي
سيف بهدوء: هو اللي قالك كده 
جاسر متعجباً من هدوءه هذا ولكن هو يعلم تماماً أن هذا هدوء ما قبل العاصفة
جاسر : شوف من غير ما يقولي انا شايف كدة يعني لازم بقا الموضوع ده يتقفل عليه  
سيف بهدوء: مش وقته نخلص من موضوع مهاب ونبقي نشوف هنعمل ايه!! 
ثم نهض سيف عن مقعده وذهب إلي الخارج وهو يتمشي بعيداً عن المستشفى ثم أخرج هاتفه ونظر إلي الإسم في هاتفه مطولاً ثم أبتسم * مقتحمة ❤️????مسجلها كدة* 
ثم ضغط عليه لم تمر ثواني معدودة واتاه صوتها تهتف بقلق بالغ
أسماء بقلق: سيف 
شعر سيف بقلقها عليه من نبرة صوتها فابتسم في داخله بألم ثم رد عليها 
سيف بهدوء: أيوة يا أسماء صاحبتك مشت 
أسماء بتوتر: آه قبل ساعه كدة هو أنت فين وأنت كويس أنا قلقت عليك أوي  
سيف بهدوء: متقلقيش …..صمت قليلاً ……ثم رد عليها ….. أسماء متستنانيش النهاردة لأني هتأخر نامي تمام
أسماء بقلق أكثر : ليه هو فيه ايه مال صوتك كده أنت تعبان يا سيف 
عبره صغيرة ترقرقت من عينيه فأزالها سريعاً ثم تابع حديثه معها 
سيف بهدوء: مرهق بس شوي مفيش حاجه متقلقيش كدة 
أسماء: طيب صليت المغرب 
سيف بهدوء: الحمدلله
ابتسمت أسماء ثم أجابته: ربنا يتقبل 
سيف بهدوء: منا ومنك يا رب 
أسماء ببسمه: خلي بالك من نفسك
سيف بهدوء: سيبيها علي الله المهم إنتي خلي بالك من نفسك كويس ومتخرجيش من الشقة مهما حصل فاهمه 
أسماء بدأت عيونها تدمع والقلق والتوتر تمكن منها فأجابته وقد شعرت في صوته بالاختناق والضيق وغير ذلك كله هو الحزن نبرة صوته حزينه جدا لتقول أسماء بدون وعي منها 
أسماء بلا وعي: تعبك ده وصوتك الحزين ليه علاقه بدينا مش كده 
سيف بضيق: أسماء أنا مبحبش السيرة دي بلاش تذكري إسمها قدامي تاني مره
أسماء بضيق ولا تدري السبب وتشعر بنار تتأجج في صدرها تكاد تحرقها لتقول له بنفاذ صبر 
أسماء : يبقي هو زي ما قولتلك صح هي عملت إيه ايمتي بقا هتقولي وقبل ما تتعصب عليا أنا بس دلوقت عرفت أنت هتتأخر ليه عشان تفرغ غضبك في مكان تاني عشان متجيش البيت وتزعقلي وده كله بسببها لأني بشبهها صح 
عند هذه الكلمه وفقد سيف كل زرة من ثباته ليصرخ بها في حدة
سيف بصراخ : اياكي أسمعك تقولي كده تاني إنتي مستحيل تشبهيها فاهمه ولو بتشبهيها هقتلك سامعه 
بكت أسماء فقد تأكدت من أن الأمر له علاقه  بتلك الفتاة ومن يدري لعلها معه في نفس المكان الآن لتقول له
أسماء ببكاء: حتي لو مقولتش يا سيف أنت دايما شايفها فيا 
سيف بهدوء نسبي: أسماء بالله عليكي أنا مش ناقص روقي كده وسبيني أنا عايز أقعد لوحدي ومش عايز اعصب عليك إنتي بنفسك شوفتيني لما بتعصب مش بشوف قدامي 
أسماء بتردد: حاضر أنا مش هتكلم ولا هجبلك الموضوع ده تاني بس كان في سؤال عايزة أسأله
سيف بنفاذ صبر: اسألي
أسماء  بتردد وخجل :  احم ….أنت يعني بتحبها 
عقد سيف حاجبيه باستغراب ثم قال لها
سيف بهدوء: هي مين دي؟!
أسماء بتراجع: لا لا مش حد 
علم سيف من تقصد بسؤالها فقال لها
سيف بهدوء: كنت 
ابتسامه لطيفة رسمت علي شفتيها وتنهدت براحه وكأن أسدٱ يركض ورائها و أخيراً استطاعت أن تلتقط أنفاسها وتهدء فقالت له  
أسماء : طيب أنا لسه مش هنام دلوقت هستني العشاء 
سيف بهدوء: ماشي أنا عارف إنك عندك أسأله كتيرة عن صاحبتك وازاي جبتها بس هقولك كل حاجه في وقتها 
_ ممكن نكمل كلامنا  
فتحت عينيها علي اخرهما وهي تستمع لذاك الصوت الأنثوي علي الجانب الآخر من الهاتف الخاص بزوجها حدثت نفسها: طلعت معاه فعلاً بس بس بتعمل إيه معاه 
بينما عند سيف ألتفت لها وصرخ في وجهها بغضب 
سيف : إنتي إيه مبتفهميش مش عايز أسمعك ايه اغنيهالك أنا بقا ولا إيه؟!
دينا برجاء: أرجوك لازم تسمعنا 
تجاهل سيف كلامها وابتعد عنها قليلاً ثم عاد يحدث أسماء ولكن وجدها قد أغلقت الخط زفر بغضب من تلك التي دائماً ما تنغص معيشتهم 
بينما علي الناحية الأخري كانت تجهش في البكاء بعد أن أغلقت الخط لا تعلم لما شعرت بالضيق لما سمعت صوتها وهي تقول له” ممكن نكمل كلامنا” معني هذا أنها حدثته قبلا وكانت معه منذ البداية الهذا السبب لا يريد أن يرجع للمنزل ولكن كان يصرخ بها توا إذن لما يرفض العودة إلى الشقه 
ظلت تبكي وهي لا تدري لماذا حتي تبكي 
صدر صوت هامس من داخلها سمعته يهمس لها 
_ بتحبيه يا أسماء أنتي بتحبيه
أسماء وهي تبكي وتهز رأسها من هذه الأفكار ثم قالت 
أسماء: أنا محبتوش أكيد لا لا أكيد مش بحبه عادي ده مجرد تعلق لا لا أكيد محبتوش  …..صمتت ثم تابعت بنحيب …..ولا حتي تعلق معرفش أنا معرفش حتي أنا قاعدة بعيط ليه …..وليه قلبي وجعني كده ….
عاد الصوت يهمس مرة أخرى
_ تنكري إنك غيرتي لما سمعتي صوتها مع جوزك ده غير  فيه انك اضايقتي لما عرفتي سبب الحزن اللي في صوته 
نهضت أسماء عن المقعد وزفرت بضيق وهي تنفض هذه الأفكار من رأسها تماماً وذهبت إلى غرفتها تسطحت علي سريرها تنتظر آذان العشاء لتصلي وتنام أفضل شيء 
عند سيف
سيف بضيق: قفلتي يا اسماء ازاي تعملي كده ثم كاد يعاود الاتصال بها عندما سمع 
أحدي الممرضات : حضرة الرائد المريض اللي في العمليات  
تحفزت أذنيه لاستماع باقي الكلام بترقب شديد وفي ذات الوقت توتر أيضاً
سيف بحدة : ما تخلصي قولي  انتي هتقعدي تنقطيني بالكلام 
الممرضة بتوتر من صوته الحاد أجابته برعب: حضررررتك المريض دخل في غيبوبة
قالت كلمتها ثم فرت هاربه من أمامه كأن الشياطين تلاحقها 
سيف بصدمة : مهاب !!!! ثم نسي أمر أسماء وهرع سريعاً ليري ماذا حدث؟! 
دخل سيف إلي الطابق المتواجدين به وهو يهرول سريعاً وكاد يدخل فوجد جسد يرتمي بثقله عليه فتراجع سيف بضع خطوات للوراء ثم نظر سيف بدهشة فوجد أسر هو من يرتمي عليه وقد فقد الوعي زهل سيف من ما حدث وهو لا يعرف ماذا يفعل أيتركه أرضاً أم ماذا يفعل ؟! 
سيف بضيق في نفسه: وده وقتك أنت كمان ملقتش غيري تقع عليه اوووووف بقا 
تردد كثيراً قبل أن يضع يده عليه يسنده ثم لاحظ تلك الممرضة التي أخبرته بشأن غيبوبة مهاب فنادي عليها فأتت سريعاً وهي تقول له
الممرضة: أغمي عليه 
سيف ساخراً: لا بيدلع بس 
الممرضة بحرج: مقصدش بس انا قولتله إنه عايز راحه ده اتبرع بكميه دم كبيرة أوي ومرضيش يرتاح 
سيف بضيق: طيب شوفي مراته فين ونادي عليها وقولي لي أدخله فين ولا عاجبك المنظر أوي كدة انجزي ده رامي تقله كله عليا 
هزت الممرضة رأسها ودلته علي إحدي الغرف يضعه فيها ريثما تحضر الطبيب 
وضعه سيف بضيق ثم تركه وغادر أكمل صعود الدرج ووصل إلى الغرفة العمليات فوجد جاسر يخرج له يوقفه 
جاسر : خلاص يا صاحبي ممنوش فايدة قعدتنا كده يلا روح لمراتك مينفعش تقعد في الشقة كدة لوحدها يلا  صمت ……ثم أكمل بحزن ….هو دخل في غيبوبة والله اعلم بقا هيفوق منها ايمتي يلا يا صاحبي روح 
سيف بضيق: طيب وأنت كمان يا صاحبي يلا أمشي معايا هوصلك في طريقي أنت كمان تعبت يلا 
هز جاسر رأسه بإيجاب في حين تابع سيف وقال له بأن ينتظره في الخارج 
ثم أكمل سيف طريقه حتي وصل للغرفه التي يقصدها دق الباب وسمع الاذن فدخل وقال وهو لا يتطلع إلي وجهها 
سيف بضيق: جوزك تعبان تحت 
هبت دينا من جلستها وهي تنظر إليه لا تستوعب ما قاله
دينا بقلق: أسر أسر ماله 
سيف بضيق: معرفش أغمي عليه ثم نظر إلي سوريانة التي تحاول حبس دموعها فقال لها مطمئنٱ
سيف بهدوء: سوريانة مهاب هيبقي كويس وحمد الله على سلامتك ثم غادر سيف المستشفي واتجه إلى سيارته فوجد  جاسر يجلس في الخلف وهو يغمض عينيه بتعب شديد
نظر له سيف ثم صعد سيارته وانطلق إلي منزل صديقه جاسر أوصله ثم ذهب سريعاً إلي منزله ليرتاح ولكن قبل ذلك كله أوقف سيارته قليلاً وهو يتطلع إلى هاتفه وينظر إلى اسمها ثم عاد يقود سيارته دون أن ينتبه أنه اتصل بالخطأ عليها 
عند أسماء كانت ماتزال متسطحه علي فراشها وآثار البكاء تركت بصمتها علي وجهها وهي شاردة بأمر سيف وتلك الفتاة ،قطع عليها شرودها صوت نغمة هاتفها فنهضت عن سريرها وخرجت إلي غرفة المعيشة لتحضره أمسكت أسماء به ونظرت إلي المتصل بضيق ومن غيره سيف هو من يرن ترددت كثيراً قبل أن تفتح وترد عليه حتي حسمت أمرها وفتحت عليه تزامن ذلك مع دقات عنيفه علي باب شقتها ففزعت أسماء بشدة من تلك الضربات العنيفة فعلي الفور ردت علي سيف الذي كان مشغولا بالقيادة ولم ينتبه علي هاتفه مطلقا أما عند أسماء فظلت واقفه مكانها برعب شديد وهي تقول 
أسماء بخوف: سيف يا سيف أنا خايفه 
عادت تلك الضربات العنيفة مرة أخرى فاقتربت أسماء برعب وخطوات بطيئة من الباب تنظر من العين السحرية جحظت عينيها بشدة وتصلبت جميع أطرافها لتقع علي الارض فاقدة للوعي
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عروسة جدي للكاتبة بنت الجنوب

‫9 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى