روايات

رواية شيخ قلبي الفصل السادس 6 بقلم سارة سمير

رواية شيخ قلبي الفصل السادس 6 بقلم سارة سمير

رواية شيخ قلبي الجزء السادس

رواية شيخ قلبي البارت السادس

رواية شيخ قلبي
رواية شيخ قلبي

رواية شيخ قلبي الحلقة السادسة

أميرة: دي أستقالتي من الشركة.
فجأها رده الغير متوقع:
سراج: وأنا قبلتها.
غر فاها بصدمة عندما وقع كلماته على مسمعها فقالت بِـصدمة:
منال: إيه!
أكمل حديثه وعلى ثغرها ابتسامة خاصةً بها:
أكمل: أنا قبلت أستقالتك من الشركة، بس مش هقبلها من حياتي!
ارتبكت من كلماته الرقيقة، طأطأت رأسها خجلًا، تفرك يدها :
منال: إيه الكلام اللي بتقوله دا حضرتك؟!
سراج بعذوبة: أنا جاي وشريكِ يا ست البنات، أنا وطالبك في حلال ربنا، ممكن تحني عليا وتوافقي.
ابتعلت لعابها الجاف وقالت بحزن: حضرتك أنا كُنت متجوزة قبل كده….
قاطعها بهدوء: اشش مش عاوز اعرف حاجة عن حياتك السابقة، من اليوم اللي هتكبي على اسمي دا هو اللي يخصني من الساعة دي، أنا حابب اعرفك بنفسك، أنا سراج المهدي مدير وصاحب الشركة اللي خسرت مشمحاسبة شاطرة متقنة بعملها بتشتغل بكُل إخلاص، عندي ٣٢ سنة، ملتزم إلى حد ما حافظ عشرين جزء من المصحف وبكمل حفظ، منتظم بصلاتي الحمدلله بالنوافل، ومخصص خمس دقائق أول ما اصحه أقرأ قرآن وآخر الليل، وبتابع بعض الشيوخ الموثق فيهم وبسمع فيديوهات ليهم لما أكون فاضي، هاا حبة تسألي عن حاجة ولا تعرفي حاجة.

 

 

 

 

اؤمت برأسها فقال:
سراج: اتفضلي.
أميرة: اشمعنا أنا اللي طلبتني وعاوزيني أكون زوجتك.
نظر له بسكينة: لما بشوفك بحس بسكينة، روحك حلوة واخلاقك أجمل واجملهم حيائك اللي بقىٰ نادر، شُفت فيكِ ولادي بالمستقبل اللي هنربيهم على عقدتنا اللي ناخدها من القرآن والسنة.
دق قلبها بعنف فنهضت وهي تقول: ردي هيوصلك مع بابا؟
تركته وغادرت تركض لخارج ليبتسم بخفة على فعلتها.
قررت صلاة الاستخارة وشعرت براحة، وفي يوم جلس والدها بجانبها يسألها عن قرارها:
محسن: هاا يا ست البنات موافقة؟
نظرت باضطراب فقالت مصارحة والدها: بص يا بابا أي بنت بتجوز وتطلق وتيجي تتجوز تاني بتبقي خايفة، تغلط تاني نفس الغلطة الاولنية نظرايتها وحسبتها لزواج بتغير، بتبقىٰ اكتر دقة بتشوف الناقص في جوزتها الأول وتعوضه بالتانية بتبقىٰ عاوز واحد يعوضها عن جوزتها الاولنية، أنا خايفة اوي!
مسح على شعرها بحنان: طب صليتي استخارة.
أميرة:آه
محسن: وارتاحتي؟
اؤمت برأسها فابتسم والدها: يبقىٰ نتوكل عليه ونوافق، الواد كُل دقيقة يرن عاوز يعرف ردك، أنا هشتمه واللهِ رواشني بس إبن حلال وشاريكِ.
أميرة: يبقىٰ اللي تشوفه يا بابا.
صاح والدها بفرحة لزوجته الموجودة بالمطبخ: بلي الشربات يا ام أميرة عندي عروسة ولا كُل العرايس.
صدحت والدتها بالزغاريد من المطبخ حتىٰ خرجت منه وضمتها بفرحة:
والدتها: مبروك يا نور عنيا ربنا يعوضك خير ويسرو قلبك يارب.
شددت على احتضانه والدتها لتخرج لتوجه حديثها لي والدها: أنا عاوزة اقعد معها ونتفق على شوية حاجات.
والدها: حاضر هرن عليه واخليه يجي وتتكلمو سوا.
لبى سراج طلب محسن وآتى وجلسان سويا لتخبره أميرة بأنها لا ترغب بإقامة عُرس، فقط ترغب بكتب كتاب بحضور اقربهم وأصدقائهم فقط بعدما علمت بأن سراج يريد الزواج منها في أسرع وقت ولا دعاي لخطوبة.
وافق سراج وقرر الزواج معها بأنه يكون بعد اسبوعين وافقت أميرة بخوف وقلق.
“”””””””””””””””””””””””””””””

 

 

 

 

بعد أسبوعين كانت عادة إلي بيتها بعد قابلت “جملية” رفقيتها بالمتجر التجاري، وذهبو إلي إحدى المطاعم يتثرثرون سويًا مقاربة الساعة وأستاذنت بعدها جملية بالذهاب بعدما اتصل زوجها يحثها على الرجوع بسرعة، فصغيرتهم تبكِ وتأبي أن تسكت وهو لا يعرف كيف يهدئها، تسير بالشوارع بضيق لكن شدا انتباها السيارات الكثيرة تحت البناية التي تقطن بها أميرة زوجة يحيى وعلى شرفة شقة أهلها مزينة بالانوار الملونة، عقدت حاجبيها بتعجب فهي تعلم بأن أخيها صغير، فقالت لنفسها:
سارة: ياتره من سيتزوج عندهما، أخيها صغير وليس لها اخوة أخرة غير أخيها.
اتسعت عيناها بدهشة عندما رأت عروس بفستان أبيض رقيق ترتدي فوقهم خمار ونقاب بنفس اللون تقف بجانب أحدة السيارات ، واخى أميرة يحضتنها وهو يبكي بحزن.
زياد ببكاء على ذهاب اخته: أميرة متمشيش خليكِ هنا.
غر فاها بصدمة لم تصدق ما سمعته وهي واقفة على مقربة منهم، وضعت يدها على فمها بصدمة.
أميرة عروس! كيف وهي زوجة يحيى؟! ومتىٰ ارتدت النقاب؟
وعند هذه النقطة خطر ببالها شيء واحدة وأن يحيى وأميرة انفصالن عن بعضهم، ركضت مسرعة لبيتها فاليوم سقطت المفاجأت واحدة تلو الأخرة عليها.
تطرق على باب الشقة بقوة وهي تلهث من فرط ركضها، انفتح الباب وكانت تقى، تعجبت من حالتها فسارة تضع يدها على قلبها وتلهث:
تقى: سارة مالك في حاجة حصلت ….
لم تنتظر تسمع ثرثرتها دفعتها لتدلف لاتجه غرفة زين، الذي دفعت بابها بحدة لتقع عيناها على زين الذي يستذكر دروسه على مكتبه الصغير الموضوع بأحدى اركان الغرفة، نظر زين لها متفجأ من فعلت سارة، اقتربت منه وهي تحاول انتظام انفاسها وقالت بلهفة وقلبها يدق :
أميرة : زين هو الشيخ يحيى انفصل عن مراته؟
زين بتلقائية:آه يا عمتو، ليه فيه حاجة حصلت؟
تغاضت عن سؤاله وقالت متسائلة بفضول:
سارة: حصل أمته الكلام دا؟
زين : بعد جوزهم بحوالي تلت شهور، وهو فيه حاجة؟
تركته وغادرت الغرفة لتجد تقى واقفة عند باب الغرفة تنظر له بحزن وشفقة:
تقى: أنتِ لسه بتحبيه يا سارة لحد دلوقتي؟
تركتها هي الأخرى ولم تجيب على سؤالها، دلفت غرفتها بتيه جلست على فراشها تضم ساقيها بذراعيها لصدرها تدفن وجهها بينهم تبكِ بألم.
“”””””””””””””””””””””””””””””

 

 

 

 

جالس بشرود بجانب زوج اخته بعد خروجه من المشفى بعدما تعاف جرحه قليلًا وأصر شريف أن يستكمل علاجه ببيته:
ربت شريف على فخد يحيى : مالك يا شيخ يحيى سارح في إيه؟
تنهد بحزن وهو يحاول أن يرسم بسمة على ثغره:
يحيى: مفيش يا شريف، أخبار جرحك إيه النهاردة؟
شريف: الحمدلله جرحي بقى كويس وكلها فترة ويطيب، الباقي والدور على اللي جرحهم مش راضي يتلم ويطيب.
قال آخر جملة قاصدا يحيى الذي فهم ما يرمي به شريف، فقرر أن يصمت فتنهد شريف بيأس:
شريف: يحيى أنا زي اخوك فضفض معايا يمكن تخف الحمل التقيل اللي شايله على كتفك، وكن على ثقة كلامك هيفضل بنا للآخر العمر.
ابتسم يحيى بأمتنان وعزم على أمره البوح له فأخذ نفس عميق وبدأ يقص عليه من يوم خطبته والشعور الذي شعر بيه تجاه سارة عند رؤيتها هذا اليوم وختم كلامه بيوم أن اكتشفت أميرة حبه لسارة وتركته وطلبت الطلاق منه:
نظر شريف له بأسىٰ: أنا مش عارف اقولك إيه، بس أنت أكيد عارف أنك غلطان في اللي عملته.
طأطأ راسه بخزي: عارف، أنا السبب في حزنهم وكسرتهم هما الاتنين، بس مكنتش عارف أن دا هيحصله، حسبتها غلط وأنا دلوقتي بدفع التمن.
مسح شريف على ظهره: كُلنا بنغلط يا شيخ يحيى محدش معصموم من الغلط، المهم نفهم الدرس كويس ومنقررش غلطانا تاني.
اؤما ثم رفع عيناه الملئ بالشجن: سارة رجعت من السفر.
شريف بفرحة: بجد! طب كويس يلا شد حيلك قوام وروح اتقدملها.
ابتسم بسخرية: وأنتِ فاكر إنها هتوافق!
شريف بتفائل: أن شاء الله أعمل اللي عليك وسيب الباقي على ربنا.
نهض ليستاذن بالذهاب: همشي وابقىٰ اجيلك مرة تانية.
شريف باعتراض: لا خليك قاعد معانا شوية، منال قربت تخلص الأكل ونأكل سوا.
يحيى: اعذرني المرة دي ورايا مشوار مهم تتعوض بإذن الله.
وافق شريف على ذهابه فهو لا يريد أن يضغط عليه أكثر، خرجت منال من المطبخ على قفل باب الشقة:
منال: هو يحيى مشى؟
نهض شريف يتجه لغرفتهم: آه، أنا هدخل أنام شوية.
منال: والأكل أنا خلصت خلاص.
شريف: لما اصحه ابقىٰ أكل لو جعانة كُلي أنتِ.
ختم حديثه ثم اغلق باب الغرفة خلفه.
“””””””””””””””””””””””””””””””

 

 

 

هبطت من السيارة عندما واقفت داخل الفيلا، هبط سراج أولًا ثم اتجه لاتجه الآخر لسيارة، فتح الباب لتهبط أميرة بمساعدته، عانق أناملها باناملها فسرت رجفة في بجسدها شعر بها سراج:
سراج متسائلاً : مالك خايفة؟
هزت رأسها بنفي وبخفوت: لا أنا بس مكسوفة شوية.
ابتسم بعذوبة وهو يضغط على اناملها ليبث لها الطمأنينة:
سراج: وهو كسوفك دا اللي جاب رجلي وقعني في الهوىٰ يا هوىٰ القلب.
أحمر وجهها خجلًا من كلامه المعسول الذي دغدغ فؤادها، سار بها إلى الداخل لتجد تجمع آناس كثيرة بالداخل فنظرت له متسألة عما تراء فهم هو واجابها بهدوء:
سراج: أهلي حابين يفرحو بينا حتىٰ لو فرح بسيط، أنا عارف إنك ملكيش رغبة في أن نعمل فرح، بس معليش عشان أهلي أنا مش بحب ازعلهم.
اؤمت بتفهم: عادي ولا يهمك أنا مش زعلانة.
ابتسم بأمتنان لها: شكرًا.
اخذتها عائشة أميرة المكان المخصص لسيدات والفتيات بعيد عن الرجال ليخذو راحتهم.

 

 

 

جلست على مقعد مزين بالورد ثم انزلقت النقاب لتبدأ المباركات وبعدها صدحت بعض الأناشيد الدينية، لتشدها عائشة لترقص معهم هي وزينب اللي في منتهىٰ السعادة بزواج ابنها، رقصت أميرة وسطهم بسعادة وكأنها أول زواج لها، قلبها فرحًا وكان تزوجت من ادرها قلبها وفي الحقيقة من اختاره ربها، لا تعلم بأنه القدر الذي جمع بينهم ليطيب خاطرها ويرمم قلبها المكسور، العوض الذي آتها بعد أيام عكاف.
“لا تيأس يا صاحبي فربك لا ينسىٰ عبد من عباده، سيزول الحزن وسيزرع بدل منه الفرحة، ستطيب جروحك وسينبت مكانها وردًا، فقط لا تيأس وكُن علىٰ يقين بهذا”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيخ قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!