Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام العدل

◾تخطي بوابة المنزل ووقف لدقائق في الحديقة يملأ رئتيه برائحة المنزل الذي تحيى بداخله شعوره بالحياة… عندما طلب منه معاذ العودة لمقابلة جده،، علم حينها أن الأمر ليس بالهين وسوف يخضع لمزيد من التوبيخ  رغم أن تحمله التوبيخ معاكس لشخصيته ولكنه قرر التحمل من أجل أن يعود  لدفء  المنزل…  يتعجب من نفسه لو كان هذا حدث منذ أشهر لكان غادر المنزل بلا عودة ورمى كل شيء وراء ظهره… أما الآن فلا يعلم ماذا تغير بداخله… كل مايتمناه أن تعود به السنوات إلى الوراء ليكون مرواناً مختلفاً… من قبل كل ماكان يشغله هو أن يتفوق في دراسته ثم عمله… أما حياته الإجتماعية هي آخر اهتماماته… حتى عندما قابل سارة وأعجب بشخصيتها ورفضت عائلته بها حينها  لم يرد شيئاً  يعطله عن تفوقه العملي وإثبات وجوده… تزوجها سراً حتى يضمن ملكيته لها وتهدأ خلافاتهما بشأن الارتباط ورحبت حينها سارة بذلك… كانت الأمور ميسرة بشكل محبب له وتسير كما أحب أن يكون… كل ماكان يشغله استقراره النفسي ونجاحه في مجال عمله… ولكن اختلف الأمر بالنسبة له عندما تزوج وسيلة…  كان يرى تسامحها مع نفسها ومع الآخرين وعطاءها للجميع ونشر البهجة بينهم وروعة أخلاقها وإيثارها للعائلة… بدأت عينيه ترى الحياة بنظرة مختلفة… شعر أن الإنسان المحبوب أعلى مكانةً من الإنسان الناجح عملياً وأن التميز في الأخلاق أهم من التميز في العلم… بدأ يرى الحياة بنظرة أخرى… النظرة الصحيحة لها لأن هذا ماعاناه في البعد عن عائلته… رغم المدة القصيرة التي قضتها وسيلة بجواره ولكنه تعلم فيها درساً لم يتعلمه طوال حياته. 
-وصل لشقة جده ورن الجرس… ثوانٍ وفتحته له الباب جوري… ابتسمت له وقالت : مروان… حمد الله على سلامتك. 
-بادلها مروان الإبتسامة : الله يسلمك ياجوري… أنا جاي لجدي. 
-جوري بترحيب: تعالى ادخل جده في أوضته. 
-دخل مروان يتأمل المكان بعيون جديدة وكأنه يراه لأول مرة… 
-جوري : بعد إذنك أنا بقى عشان هتأخر على الجامعة… أنا كنت نازلة اعطي جدي الدوا وهروح الكلية. 
-مروان بابتسامة مجاملة : أوك ربنا يوفقك. 
-طرق على باب جده المفتوح طرقة خفيفة… فالتفت له جده الذي يجلس على فراشه وعندما وجده مروان امتعض وجهه ثم قال : ادخل. 
-دخل مروان متحرجاً : السلام عليكم… ازيك ياجدي (واقترب منه يقبل يداه فجذب الجد يده متذمراً) 
-ثم قال الجد بجمود : اتفضل اقعد. 
-جلس مروان على الكرسي المجاور لفراشه وقال بتلعثم : حـ… حضرتك طلبت تقابلني. 
-المهدي بصرامة : أيوة طلبت أقابلك… كنت عايز اتكلم معاك. 
-مروان بخضوع : تحت أمرك ياجدي. 
-المهدي  : زمان أول اما اتولدت وشوفتك ساعتها سعادتي بك كانت أجمل فرحة في حياتي… فرحة أول حفيد ليا… ومع مرور الوقت كنت بتكبر أدام عيني وبتكبر فرحتي بك… وأما بقى عندك عشر سنين بدأت اشوفك مميز عن بقية أحفادي… كنت مميز في عيني بتفوقك وشخصيتك… وقتها كنت فخور بك وكنت دايماً أقول إنك هتبقى عظيم في حياتك… وكبرت يامروان وكانت أحلامي لك بتتحقق أدام عيني… ويوم ماطلبت منك تتجوز وسيلة كنت بكافئك… عارف يعني إيه بكافئك… يعني كنت بعطيك هدية يامروان… بس للأسف اعطيتك هدية متستاهلش حتى الورقة الملفوفة فيها… 
-قاطعه مروان بأسف : أنا آسف ياجـ… 
-المهدي ببعض الانفعال : أخرس… أنا لسه مخلصتش كلامي… 
-مروان يبتلع ريقه من الحرج : اتفضل حضرتك. 
-المهدي وهو يحاول أن يتحكم في غضبه : اللي عملته ده مش غلط في حق وسيلة بس… ده غلط في حقنا كلنا… يمكن لو كنت يومها قولت لي أنك مـ… متجوز… كنت سامحتك  عن دلوقتي… أما أنت خدعتني وصغرت بيا… شوف ياابن ممدوح أنا مش هخلي البيت اللي كنت بجمع شمله طول العمر يتفكك بسبب تصرف ميصدرش غير من إنسان عديم المسئولية… أنت هترجع البيت وتطلب العفو والسماح من أبوك وأمك… 
-مروان :حاضر. 
-استكمل المهدى : والبنت اللي متجوزها دي متدخلش البيت برجلها… 
-مروان باعتراض: بس ياجدي دي مراتي وياريت الكل يتقبلها. 
-المهدي : البنت اللي ترضى على نفسها تتجوز في الضلمة ميشرفنيش ان عيلتي يكون لها صلة بها… اختارتها واختارتك اشبعوا بعض بعيد عن بيتي…. أظن كلامي مفهوم. 
-مروان بتنهيدة : مفهوم ياجدي. 
-المهدي : اتفضل اطلع شقة أبوك وشوف اخواتك وراضيه. 
-مروان بنبرة مكسورة : رضاك أهم ياجدي. 
-المهدي بنبرة جامدة : رضايا هتنوله في الوقت المناسب يامروان… اتفضل عشان عايز ارتاح. 
◾ رن جرس باب الشقة ينتظر ان يُفتح الباب… فضل ألا يستخدم مفتاحه الخاص ويدخل بإذنهم… إعتذاراً منه على تحطيم ثقتهم فيه…  
-ثوانٍ معدودة وفتحت ميان الباب.. نظر لها مروان بعيني مشتاق… تفاجأت به ميان… نظرت له باشتياق ثم اندفعت إليه وتعلقت برقبته : مروان… واحشني أوي. 
-مروان بعين خانتها دمعتين… شدد من احتضنها : أنتي كمان وحشتيني أوي ياميان…
-ميان بصوت باكي :وحشني حضنك أوي يامروان. 
-مروان وهو يمسح بيد على شعرها : أنا اللي كنت محتاج الحضن ده أوي ياميان. 
-ابتعدت ميان عنه ببطء ونظرت له ومسحت الدمعتين من جانبي عينيه ثم مسحت على خده برفق قائلة : تعالى ياحبيبي ادخل… البيت مضلم من غيرك. 
-دخل مروان وأدار بصره في المكان يروي شوق قلبه… ثم نظر على غرفة المكتب ثم إلى المطبخ ليتفقد أماكن تواجد أمه وأبيه… ثم قرر التوجه لغرفة المكتب أولا… اقترب من الغرفة ووقف أمامها… سمع أباه يتحدث في الهاتف…. 
-حاضر…… حاضر… اطمن…… اللي حضرتك قولت عليه أنا موافق عليه….. لا متقلقش…. سلام.
-علم مروان أن هذا جده يخبره بما دار بينهما… طرق مروان الباب طرقة هادئة… وانتظر حتى أذن له أباه بالدخول… 
-الأب بجمود :ادخل. 
-دخل مروان مطأطيء الرأس لأبيه :ازي حضرتك يا بابا. 
-الأب بنفس الجمود: اسمعني يامروان… أنا ابن بار مش زيك… وأبويا أمرني مفتحش معاك في كلام لا أنا ولا أمك… وده اللي هيحصل… وبقولك يابني أوضتك موجودة والبيت بيتك في أي وقت… بس شروط جدك لازم تتنفذ. 
-فجأة دخلت منال منفعلة : الهانم اللي متجوزها دي يطلقها ياممدوح وإلا ينسى أنه له أم. 
-ممدوح بلهجة آمرة : اهدي يامنال حياته وهو حر فيها. 
-اقترب مروان منها قائلا بصوت مكسور : أمي… أرجوكي…أنا مقدرش اعمل اللي بتقولي عليه ده. 
-الأم بحزن : بس تقدر تخسر أمك. 
-مروان : مقدرش أخسرك… بس حضرتك بتحبي الحق… والحق بيقول اني مينفعش اكسرها. 
-الأم بلهجة قوية مستفهمة : بس كان ينفع تكسر وسيلة وتظلمها معاك؟ !! 
-مروان بشرود : ظلمي لوسيلة هو اللي خسرني نفسي… وللأسف مش قادر استردها… وعشان كده مقدرش أظلم سارة كمان واتخلي عنها… لأن كفاية أوي اللي أنا عايشه. 
-تدخل ممدوح : خلاص يامنال… ابنك وهيرجع لحضنك وحياته الخاصة سواء كانت صح أو غلط فهو متحمل مسئوليتها. 
◾ في غرفة ميان تتحدث في هاتفها… 
-ميان بسعادة : أنا فرحانة أوي ياأدهم… أنت متعرفش أنا كنت حزينة قد إيه ببعد مروان. 
-أدهم :وأنا مبعرفش طعم للسعادة غير بسعادتك أنتي… ومبروك عليكي رجوعه لكم ياحبيبتي… بس أقولك الحقيقة… أنا كنت متوقع إنك متعلقة بمعاذ أكثر لأن معاذ إنسان اجتماعي ومحبوب من الكل… بس اكتشفت انك مروان مكتسح قلبك. 
-ابتسمت ميان قائلة : لا مش بالظبط… بس مروان بالنسبة لي حاجة كبيرة… كنت دايماً شايفاه زي بابا كده وكان قدوتي… وجوده معانا  بيعطيني قوة… ورغم كلامه القليل بس أي كلمة منه كانت بتتحفر في عقلي… أما معاذ بقى بحسه أختي (وضحكت) 
-أدهم :يا بختهم عقبالي اما يبقالي مكان في قلبك زيهم كده… وكل الشكر لوسيلة اللي كانت سبب في ضحتك وسعادتك. 
-ميان بابتسامة خجلة : أنا بصراحة ماشوفتش منها ومنك ياأدهم غير كل السعادة. 
-أدهم بابتسامة : طب الحمد لله إني سمعتك بتمدحيني… واعملي حسابك اني هعملك أكبر حفلة خطوبة بعد يومين عشان نلحق نفرح قبل ماوسيلة تنتهي إجازتها. 
-ميان بتعجب: يومين إيه بس ياأدهم… مش هلحق أجهز… وكمان مش لازم خطوبة كبيرة… نعمل حاجة بسيطة على قد العيلة.  
-أدهم :  ياميونة قلبي لو بإيدي أعملك أكبر حفلة في مصر كلها… بس أنا مستني الفرح… إنما دلوقتي هعمل حفلة كبيرة في أكبر قاعة عشان أقول للدنيا كلها إن ميان بقت ملكي بعد عذاب وحرمان سنين طويلة. 
◾ في أحد الأماكن العامة يجلس معاذ وأمامه جوري حول منضدة مستديرة … 
-جوري بتساؤل : ممكن أفهم في إيه؟ 
-معاذ مبتسماً : فيه إيه ياجوجو… مالك داخلة شمال ليه؟ 
-جوري بتحرج : آسفة مش قصدي… بس انت اول مرة تطلب مني تقابلني لوحدي برة البيت. 
-أراد معاذ التخفيف من توترها فقال مازحاً : وحاجة تضايق معاليك إما تخرجي مع شاب چان وزي القمر زيي. 
-ابتسمت جوري على مزاح معاذ ثم قالت : لا طبعاً… بس أنا عارفة ان جيهان بتحبك فـ طبيعي مش هتطلب تقابلني أنا إلا كان فيه حاجة مهمة. 
-تعجب معاذ من فطنتها ثم سألها : وأنتي بتقولي كده على أي أساس؟ 
-جوري بثقة وشرود : جيهان أختي… كانت أقرب حد ليا في الدنيا… اقدر أفهمها من غير ماتتكلم… وكمان حالياً مفيش في لسانها غير معاذ… معاذ… (ثم نظرت له بمكر.. واستكملت) وبكرة تشوف غيرك وتنساك… أختي وأنا عارفاها. 
-شعر معاذ بالضيق من حديثها ولكنه فضل أن يحاورها بهدوء : شيء كويس انك تكوني فاهمة أختك وبتحسي بها … ولكن اللي مش كويس انك تشوفي اختك كده وتقولي عليها كده… 
-جوري بتذمر : وهو أنا قولت حاجة غلط… جيهان كده وطبيعتها كده أي حاجة تعجبها عايزة تأخذها وبعد كده ترميها وتشوف غيرها. 
-معاذ بإستهزاء: آه… قصدك زي كريم  كده. 
-تعجبت جوري من معرفة معاذ بما يربطهما بكريم ولكنها استعادت ثباتها : دا جيهان قيلالك عن كل حاجة بقى. 
-تنهد معاذ بنفاذ صبر : شوفي ياجوري… أنا مش جاي اتكلم في زفت ده… 
-جوري ببعض الانفعال : أمال جاي تتكلم في إيه… عايز توصل لإيه؟ 
-معاذ بهدوء: عايزة اتكلم في علاقتك المقطوعة بأختك من شهور… أنا عارف انها صلحت الغلط بغلط أكبر وسذاجتها وقعتها في الزفت ده… بس أكيد مكنش قصدها تجرحك ياجوري… هي كمان كانت ضحية زيك… أنتي نفسك قولتي إن بتفهميها من غير ماتتكلم وده بيدل إن الرابط بينكم قوي… يبقى ليه نقطع الرابط ده عشان شيطان دخل حياتكم. 
-دمعت عيني جوري وقالت : طعنة الأخت مهما اتعالجت بتترك أثرها في القلب… الإنسان ده مش فارق معايا بس موقف جيهان اللي وجعني. 
معاذ : جيهان إنسانة طيبة جدا  وبريئة ومسالمة… وزعلك منها  نازع طعم أي فرح من حياتها… الأخت ياجوري سند وضهر… خليكوا إيد واحدة ومتعطوش فرصة للظروف تكسر مابينكم. 
-جوري بدموعها : أقسم لك إني بحبها جدا ووحشاني… بس أنا مو… 
-قاطعها معاذ : كفاية عليا الكلمتين دول ومش عايز اسمع اللي بعده… (وأمسك هاتفه وأرسل رسالة ثم وضعه أمامه مرة أخرى… بعد دقيقة ظهرت جيهان من بعيد ثم اقتربت منهما تنظر لهما بتردد) 
-معاذ آمراً : تعالى ياجيهان سلمي على جوري ومن هنا ورايح متزعليهاش تاني. 
– أومأت جيهان برأسها موافقة ثم اقتربت من جوري : أنا آسفة ياجوري… وانهمرت دموعها. 
– نهضت جوري وارتمت في أحضان أختها باكية هي الأخرى… شددت جيهان من احتضانها مع كلمات الأسف والندم. 
-تأثر  معاذ مما رأي، فحاول تلطيف الأمر : أنتوا هتقلبوها دراما ليه… تعالوا ياللا اما أحن عليكم وأعزمكم على الغدا واعملي حسابك ياجي جي انه هيتخصم من مرتبك. 
-ابتعدت كل منهما عن الأخرى مبتسمة وقالت جيهان مازحة : أنت هتبدأ خصومات من أول شهر ياساتر يارب. 
-أخذهما معاذ إلى سيارته… فدخلت جوري وقبل أن تلحقها جيهان… اقتربت منه هامسة: متشكرة أوي يامعاذ. 
-معاذ بهدوء : الشكر لله أنا معملتش حاجة… اركبي. 
-واستدار معاذ متجهاً ناحية كرسي القيادة فنادته جيهان مبتسمة : معاذ. 
-التفت لها معاذ مشيرا بيده ???? عما تريد فقالت هامسة مشددة على كل حرف : بـحـبـك. 
-توتر معاذ وابتلع ريقه وقال  : اركبي يابنتي احنا في الشارع. 
-سار بهما متجهاً للمطعم بين مزاح الفتاتان وحديثهما ولكنه شارداً في هذه الأنثى الجميلة المجنونة… وكأنها حلت على رأسه كالصاعقة… ولكن جنونها وخفة ظلها يميزاها بجانب جمالها الهاديء… هز رأسه قائلا لنفسه (إيه يامعاذ جمال إيه وبتاع إيه… خليك في جوز المجانين اللي وياك دول على أما تقعد مع نفسك وتشوف ناوي تعمل إيه) 
◾ أشرقت شمس أجمل أيام أدهم حتى الآن… اليوم  سترتدي ميان محبسه الذي يحمل اسمهما سوياً… الجميع في المنزل مستعدا لهذا اليوم وكأنهم عِطاش لفرحة تملأ قلوبهم… وراعي أدهم ذلك وأعدّ لحفلا كبيرا يستمتع به الجميع…. 
-في الظهيرة يستقل معاذ السيارة ومعه وائل لقضاء بعض الأشياء الخاصة بهما لحضور حفل المساء… وبينما تخرج السيارة من بوابة المنزل… تقف آثار بجانب الرصيف تنتظر سيارة أجرة… لاحظها الشبان… فاقترب منها معاذ منادياً : آثار… 
-التفتت لهما  ولفت وائل وجهه عنها بينما في نفس الوقت يراقبها من المرآة المعاكسة لها… أشفق عليها… شحوب وجهها وهالات عينيها واصفرار بشرتها أطفئوا جمالها الذي كان يميزها ولكن ارتاح بعض الشيء للبسها المحتشم وحجابها الذي أصبح يلازمها منذ أن عادت من هذه الزيجة الكارثية… عندما رآها لم ينكر لنفسه أنه حقاً كان مشتاقاً لها ولرؤيتها… فهو منذ يوم طلاقها لم يلمحها أبداً… ولكن عقله يأبى ألا يفكر بها دائماً… كان يتسرق أخبارها بشكل غير مباشر من الجميع… رغم صدمته فيها وكسرتها له إلا أنه مازال قلبه يزداد دقاته بقربها… 
-معاذ بتساؤل : رايحة فين ياآثار… تعالي أوصلك. 
-آثار بصوت مهزوز : لا.. لا… أنا رايحة مشوار كده… متشكرة يامعاذ. 
-معاذ بإصرار : شوفي رايحة فين… وأنا هوصلك أفضل ماتركبي مع حد غريب وكمان شكلك تعبان. 
-آثار وهي تنظر لوائل الذي أدار وجهه حتى لا ينظر لها : شكرأ يامعاذ… خدوا راحتكم… بعد إذنك. 
-وسارت بعكس اتجاه السيارة  تنتظر سيارة الأجرة… أدار معاذ السيارة وسار بها وظل وائل يراقبها من المرآة حتى اختفت عن عيونه. 
◾ في نفس الوقت تخرج وسيلة من شقة جدها صاعدة الدرج تتحدث في الهاتف : حاضر ياميان… نص ساعة وهكون عندك…. والله ماهتأخر… أنا بس هـ… 
-في ذات اللحظة يهبط مروان الدرج متحدثاً هو الآخر في الهاتف : خلاص جاي… ربع ساعة هكون عندك… تاني ياسارة مينفعش مش عايز مشاكل مع العيلة أنا ماصدقت إن جدي وا… 
-تقابل الاثنان… تقابلت الأعين… تصادمت النظرات… ولكن هناك نظرات لائمة وهناك نظرات نادمة… 
-عندما رأي كل منهما الآخر توقف عن الحديث… أغلق مروان الخط ثم تحدث بصوت حاني: إزيك ياوسيلة… 
-منذ أن عاد وهي تحاول ألا تراه أو تصطدم به حتى تعتاد على عدم وجوده ومن ثَّم نسيانه… ولكن عندما رأته الآن أيقنت أنها لاتستطيع نسيانه مهما حدث فمازال تأثيره عليها بقربه بنفس الدرجة وأكثر… ابتلعت وسيلة ريقها بصعوبة ثم ردت عليه تهز رأسها :تمام الحمد لله… 
وعبرت من جانبه صاعدة درجة واحدة… فالتفت لها ومسكها من رسغها قائلا بتوسل : وسيلة ممكن لحظة. 
-ارتفعت نبضات قلبها وزاد توترها ولكن لايمكنها أن تضعف أمامه فمازال جرحها لم يلتئم بعد… فنفضت يدها من يده ومثلت القوة : مروان لو سمحت متحاولش تمسك إيدي مرة تانية. 
-مروان معتذراً: أنا آسف… بس محتاج اتكلم معاكي… مش عارف اوصلك ومش عايز مشاكل تانية مع وائل. 
-وسيلة بجمود : مبقاش بينا كلام يتقال يامروان… 
-مروان بإصرار: بس أنا عندي كلام محتاج أقولهولك.
-وسيلة بإصرار: آسفة مينفعش عن إذنك. 
-وهمت صاعدة فناداها : وسيلة… أرجوكِ.
-شعرت وسيلة في نفسها بالشفقة عليه (مروان يترجى… مروان يعتذر…فلم تعتد منه على ذلك)… فالتفت له قائلة : نعم يامروان. 
-مروان بصوت حزين : طالما رافضة الكلام معايا… ممكن تسامحيني… ممكن؟ 
-وسيلة بهدوء عكس مابداخلها : مروان أنت ابن عمي زي معاذ وأدهم وأمجد… وهتفضل كده دايماً… وأنا بعتبر الفترة اللي قضيتها معاك وعكة وراحت لحالها. 
-مروان بإبتسامة متألمة : متشكر ياوسيلة… متشكر على كل حاجة… ومتشكر على كرم أخلاقك اللي رجعني البيت. 
-وسيلة بصوت مختنق بالدموع : دا بيتك ومن حقك تعيش فيه وربنا يوفقك…. وتركته وصعدت قبل أن تضعف أمامه وتهبط دموعها…. ظل هو الآخر يتابع طيفها حتى اختفى بقلب مفتور… كلما رآها شعر بضآلته أمامها وأمام نفسه…. 
◾ حل المساء ودخل أدهم مركز التجميل ليأخذ ميان وقلبه يتراقص طرباً  لتحقيق حلمه الذي طالما تمناه… وأخيرا استجاب الله له ورضى قلبه بعد عذابه لسنوات… 
-دخل عليها وجدها تجلس بين الفتيات ترتدي فستاناً من اللون الفيروزي المطرز مجسم من النصف العلوي ويهبط منفوشاً على هيئة تنورة واسعة من نفس اللون… كما ترتدي حجاباً بنفس اللون مع بعض الزينة على وجهها مما أبرز جمال عينيها العسليتين… 
-وقف أمامها أدهم يتأملها بهيام … يتمنى لو كانت زوجة له هذه الليلة ليدخلها في أحضانه يعبر عن عشقه لها… 
-في نفس الوقت يقف وائل مع الشباب أمام مركز التجميل  ينتظرون خروج أدهم… وفجأة يرن هاتف أدهم الذي تركه مع وائل وقتما كان يرتدي حلته… أخرج الهاتف من جيبه فوجد رقم آثار… في البداية لم يرد وقرر أن ينتظر حتى يخرج أدهم ويرد عليها … ولكن الهاتف لم يتوقف… استسلم أخيرا ورد ببرود : ألوووو. 
-فإذا بصوت غريب يرد : حضرتك الدكتور أدهم أخو الدكتورة آثار  المهدى… 
-دبّ الخوف في قلبه… فقال : أيوة مين؟ 
-حضرتك إحنا مستشفى الدكتور **** والدكتورة آثار في العناية المركزة وحالتها خطيرةومحتاجة نقل دم….
يتبع..
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!