روايات

رواية محكمة الحياة الفصل الرابع عشر 14 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الفصل الرابع عشر 14 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الجزء الرابع عشر

رواية محكمة الحياة البارت الرابع عشر

محكمة الحياة
محكمة الحياة

رواية محكمة الحياة الحلقة الرابعة عشر

-منين تعرفي اني عيني عليكي أصلا،انتي أكيد كنتي بتتوهمي ،أنا طول عمرى خطواتي ثابته و تصرفاته عكس اللي في قلبي،و عمرى ما وعدتك.
ابتسمت كاميليا قائله
-كنت كل اما اقرب منك أحس انك نار بتفور قدامي، فاكر السنه اللي قبل اللي فاتت في المصيف لما اتعاكست علي البحر انت اللي اتصدرت ليهم.
هز كمال رأسه قائلا
-غلط،انتي كنتي فاهمه كل ده غلط ،أنا كان لازم أعمل الصح في غياب أكمل خصوصا انه كان رافض يسافر معانا و ده اللي دفعني أكون معاكم.
ابتسمت كاميليا قائله
-و مين قالك اني فهمت غلط،انت بس كنت رافض تصرح بأي حاجه ،مش عارفه ان كنت صح و لا غلط،بس لو كانت كملت كنت هضيعني.
-من فضلك يا كاميليا ،بلاش نفتح في الجرح ده أنا عارف انك كنتي هضيعي من ايدي،بس كان صعب أثور علي والدي و أخويا،كان عندي استعداد أمشي من حياتكم و لا اني أكسر بخاطرهم.
-انت معاك حق،بس خد بالك انت القدر كان معاك ،و علشان بس في حياتنا قدام،الفرصه بتيجي مرة واحده يا تاخدها يا ترميها و تدوسها عليها.
وضع كمال يده علي شفتيها حتي تتوقف عن الكلام ورد عليها قائلا
-الحمد لله ان القدر كان معايا،بتمني يكون معايا ديما،و بتمني ان عمرى ما أخسرش أبويا و أخويا و لا انتي كمان،سامحيني يا قلبي،انا استنيت اللحظة دي عمر بحاله.
استيقظت من نومها تتمطع بنعومه،تتحسس المساحه من حولها علي الفراش فلم تجده و بلا جهد منها في البحث عنه وجدته يطل عليها بطلة مرحه تعكس طبيعته ز كأن طلته الجديده هذه تمنحها شيئا أكثر خطورة عنه،شئ هتصبح غير قادرة علي مواجهته مستقبلا
-جميله!
زفرت بحنق خاصه و هو يمده يده اليه بقدح قهوة الصباح فهي لا تعشقها مثله تشربها فقط للضرورة،اضطر ليشرب بعضه لطالما هي رفضت احتسائه معه ،و بعد انتهائه منه انتبها اليها و هي ترمقه في جمود كاد أن يتحدث معها و لكن أتاها اتصالا من والدتها للاطمئنان عليها فاضطر لترك الغرفه لها و الخروج الي الشرفه لتناول سيجاره الصباحي
فتحت الاتصال و ردت عليها
-ماما وحشتيني من امبارح للنهارده ،طمنيني عليكي انتي و بابا،فطرتوا و أخدتوا الدوا و لا نسيتوا نفسكم علشان أنا مش موجوده ،قلقانه عليكم جدا.
قدريه و هي تطهو الغذاء
-يا حبيبتي ما تشغليش بالك بينا احنا فطرنا و كلها ساعه و ابوكي يرجع من المحمه و نتغدا المهم بنوتي الحلوة عملت ايه طمنيني عليكي
-دماغي لفت شويه و انتي عارفاني مش بطيق القهوة و لا ريحتها و هو مصبح عليا بريحتها،اعمل ايه بقي كنت براحتي باكل و بشرب اللي نفسي فيه
-هيجي اليوم هتلاقي نفسك بتحبي كل حاجه هو بيحبها ،التألف مش من يوم و ليله،بس تعرفي انتي هربتي من سؤالي بس رديتي عليه و طمنتينيز
-ماشي يا حبيبتي اهم حاجه انك تطمني انتي و بابا انا مبسوطه جدا و مش ناقصني غير اني بعدت عنكم حبه صغيرين و بكره اتعود زى ما قلتي.
خرج من الشرفه بعد انتهاء مكالمتها يبتسم لها ابتسامه جذابه جعلت قلبها يدق كثيرا،كان يريد ازالة نظراتها الجامده عنه فتحدث لها قائلا
-عامله ايه دلوقتي يا جميله،أحسن؟أنا هكلمهم يبعتوا الفطار أو غدا زى ما بتحبي ،و شوفي حابه تشربي ايه،فكرت بتحبي القهوة زىى،بس أحسن علشان ننام بدرى.
كان الجمود من أثر احتباس دموعها و لا يعلم لما تحتبس كل هذه الدموع في مقلتيها و لكن فجأه فهم كل شئ فهو كان يرتدي كنزة بحمالات غريضه أبرزت عضلاته و لكن فوق العضله بضع سنتيمترات كان هناك جرحا و يبدو عليه أنه كان مخيطا بعنايه هي تفهم جيدا اذا كان قديما أم حديثا بحكم عملها و دراستها كطبيبه
-صدقيني الرصاصه مدخلتش دراعه زى ما انتي فاهمه،و طبعا انتي دكتورة هتفهمي لو قربتي من الجرح،دي طلقه طايشه كنت بنضف سلاحي.
انقلبت ملامحها للعبوس فأراد أن يغير مسار الموضوع فتحدث في أمر أخر
-فاكرة لما اتخناقنا علي فستان الفرح ؟كنت متغاظ منك يومها ،و بعدين انتي عارفه اني الفترة دي لازم أمن نفسي فنضفت سلاحي و الرصاصه جت فيه.
مرة أخرى يكذب عليها،هي لا تريد رؤيته مصاب بسببها،هتف بحده بسيطه قائلا
-تعالي هنا انتي قلتي هتجيبي فستان حشمه،هو حشمه بس كان حلو عليكي،بس برضه ضيق و ضيق خلقي امبارح و أنا بساعدك تقلعيه.
ما زالت صامته تنظر له باندهاش
-لو كنت أعرف كده كنت خليتك في اوضتك و عملنا الدخله فيها بدل ما تنزلي للكل بالفستان دهنو بعدين بطلي بصاتك دي ما تنطقي بقي.
أخذت تستوعب أمره و من ثم ردت عليه قائله
-ليه مقولتليش انك كنت بتنضف سلاحك و انجرحت ده لو كلامك صدق فعلا،و لو كدب ليه تكدب عليا؟أنا مش قلت لك مش بستحمل أشوف اللي بحبهم مجروحين.
ابتسم أكمل قائلا
-و أنا بحب أشوف اللي بحبهم فرحانين و بعدين محصلش جريمه يا جميله دي مجرد رصاصه طايشه،و زلى ما قلت لك محدش يقدر ياخد منك حاجه.
-أصلا أنا السبب في كل حاجه،أنا أصل الجريمه،ليه تعمل في نفسك كده و تستحمل كل ده علشاني،افرض كنت روحت مني و من عيلتك تفتكر كنت هسامح نفسي؟
اقترب أكمل منها قائلا
-مش هستحمل تكوني لغيرى ،عشان أنا حمايتك و أمانك و كل حاجه تخصك،و قلت لك متخافيش و متحمليش نفسك فوق طاقتها،وفرى طاقتك ليا.
نظرت له جميله و حدثت نفسها قائله
-مش مصدقه،حاسه ان بيتهيألي،هو فعلا في راجل كده،و لا ده كلام و السلام و الفعل مفيش،يارب ما يزهقش من مشاكلي و يبيعني زى غيره.
بعد مرور أسبوع علي زواجهم أخذها في سهرة و ما ان انتهوا من سهرتهم حتي فاجائتهم سيارة دفع رباعي كان يستقلها غسان و رجاله و فجأه و هم في قمة سعادتهم وجدوا من يحاصرهم و اذا به غسان يشير لرجاله ألا يقتربوا،و ألا يقوموا برده فعل عوضا عنه خاصه عندما رفع أكمل سلاحه عليهم،عاد غسان و منح أكمل نظرة وحش ثابت علي موقفه و هو اخذ جميله لهنو نظر لها نظرة موحشه حجريه و كانه قائد الشياطين يريد هدم قلعتها الصغيرةنصرخت جميله بتوسل عندما رفع غسان سلاحه في مواجهه اكمل و هنا اكمل ضغط علي الزناد لتهزه جميله تترجاه بصوت متحشرج منهارة من البكاء
-لا يا اكمل متعملش كده ارجوك بلاش هو هيمشي لوحده بلاش تضيع نفسك علشانه
مال اكمل نحوها بنظرة كانت كافيه لتوصيل احساس أنها ستدمر كل شئ بينهم،نظرة بارده أشعرتها بالتعاسه،نظرة حزن منها و شعوره بالعجز في المدافعه عنها من هذا الاخطبوط،ثم تحولت نظراته الي غضب فاجر و لكن هيهات جائت سيارة اخرى تطلق النار علي غسان و من ثم الانقضاض عليه و أخذه يبدو أنها تابعه لزعيم المافيا،تحرك أكمل نحو السيارة بهدوء و استقلها و هي ذهبت لتجلس بجواره صامته الي أن انتهي بهم الطريق لتتفاجئ أنها عند باب منزل أهلها،فهمت انه الأن لا يريدهانهبطت بهدوء و دلفت منزلها في صمت
-ايه ده يا جميله فستانك متبهدل كده ليه و طرحتك و فين اكمل انتي جايه غضبانه و لا ايه انتم لحقتوا و بتعيطي ليه طمنيني قولي انطقي
ردت جميلة بخجل قائله
-الفستان اتقطع من العربيه و احنا رايحين نسهر و لقينا نفسنا قريبن من البيت قلت ادخل اغيره عندكم من فساتينينما انتي عارفه ان كل حاجه بعيط عليها
-مش معقول يا جميله لا مش مصدقاكي طب لو كلامك صحيح فين جوزك مش معقول يكون سبقك علي المطعم و بعدين الوقت اتاخرهتسهروا دلوقتي
-ما هو انا قلت له يروح بقي و فرصه ابيت معاكم الليله ديوحشتوني بقالي اسبوع بعيد عنكم و عن البيت و عن اوضتي خلاص بقي يا ماما
-حركة غضوبه بس شيك قوى بس مش عليا يا جميله اقعدي و احكي ليه ايه اللي حصل بينكم متخافيش مش هاجي عليه انا عارفه انك متعبه
هبط هشام المرشدي من علي الدرج و هو يعلم كل شئ حيث هاتفه اكمل و سرد له كل شئ
-يلا يا قدريه روحي حضرى ليهم العشا و سيبي جميله علي راحتها خلاص جوزها رجع من نص الطريق مقدرش انها تبعد عنه ربع ساغه
-يالا يا حبيبتي روحي غيرى الفستان و انا هروح احضر ليكم العشا امرى لله طالما سياده المستشار حكم بكده واضح انه عرف كل حاجه
ذهبت قدريه الي المطبخ بينما جميله ذاهبة الي غرفتها ليستوقفها هشام قائلا
-اكمل حكي ليا علي اللي حصل و انك كنتي عايزاه يستسلم و ميقفش في وش غسان ايه يا جميله مش ده ضعف و غلط و لا انتي شايفه ايه
عضت جميلة علي شفتيها بخجل قائله
-بابا انتم رجالة قانون و علمتوني اننا مش في غابة و الدفاع عن النقس مش بالطريقه دي انا خفت عليها يضيع نفسه علشان واحد زى غسان
دلف اكمل منزلهم و استمع الي ردها ليبتسم قائلا
-عامله ايه دلوقتي يا جميله قلت لك كتير اننا هنبقي بخير غسان لازم يتواجه بالطريقه دي لو بينا له ضعفنا هنضيع بجد ثقي فيا قلتها ليكي كتير
التفتت اليه قائله
-انا بخير طول ما انت بخير و والله يا اكمل انا خفت تقتله فعلا و تدخل السجن و تسيبني انا ما صدقت حياتي تستقر معاك و مش حابه حاجه تفرقنا
ظل جامدا يرمقها في تعبير متفكر قبل ان تتقدم نحوه قائله بلطف
-اعملك قهوة تشربها مع بابا علي بال ما اغير الفستان علشان ماما متحسش بحاجه
نظر لها بلا تعبير فاستطردت ببساطه و هي تشير الي غرفتها
-مش هتاخر و حقك عليا بس علشان خاطرى خليك طبيعي قدام ماما مش عايزاها تحس بحاجه هي مش ناقصه قلق هي فاهمه اننا متخانقين
صمت قليلا حتي ادرك مقصدها و بالفعل كل شئ تم علي ما يرام و انقضت ليلتهم في منزل والديها و رحلا الي منزلهم مجددا صعدت من قبله الي غرفتهم و ارتدت قميصا قطنيا ناعما خفيفا صعد اليها ليجد الغرفه مظلمة بينما انتعشت بضوء هادئ نظر للمكان المنبثق منه الضوء ليجدها شفتيها تلتمع بحمرة شفاه ورديه خفيفهنظل صامتا يرمقها بلا تعبير فهي الان تمنح نفسها فرصه جديده كالعاده ركز عينيه علي عينيها التي كانت اشبه بلون المحيط وجدها تسدل اهدابها بخجل تقد منها قائلا
-ممكن تبصيلي يا جميله انا عارف ان مكنش قصدك يحصل اللي حصل النهارده بس غصبن عني ما استحملتش اشوفك بتترجيني علشانه.
أدارت جميلة وجهها بخجل له
-في حاجه لازم تعرفها كويس أنا اترجيتك علشانك مش علشانه،هو مش فارق بالنسبه ليا ،أنا ممكن أقتله بايدي ،بس ليه و هو روحه متسواش.
زفر أكمل بقوة قائلا
-في موضوع مهم لازم تعرفيه،غسان مش لوحده غسان وراه الراس الكبيرة بس لو ركزتي في اللي حصل هتفهمي انه بقي كارت محروق
نظرت له جميله باستفهام
-ايه محروق!!!طب بيعترض طريقي و طريقك ليه طالما معدش ليه لزمة،بيلعب لصالح نفسه يعني،تقصد اني لسه في دماغه،طب و العمل؟
-هو عايزك انتي و أنا مش هسمح له بكده،علي فكرة كل خطوة بيخطيها ناحيتنا أنا بنقلها صوت و صورة و كنت عارف انه مش هياخد غلوة.
احمر وجه جميله غيظا وردت قائله
-بس ده انت كنت هتقتله،لا مش معقول ،هاا انت كنت بتمثل عليا ،طب و أنا هعرف منين كل ده ،غصبن عني هصدقك زى ما هو صدقك.
-أنا كنت هرجع و هقولك،أنا من أسبوع و أنا ببعت ليهم أخباره،لأني كنت حاسس ان شغله معاهم انتهي،بس هو رافض يرجع ليهم ،ده اللي دفني انقل أخباره.
اندفعت جميله قائله
-أسبوع و أنا مفكرة انه نساني تماما و انت ما كلفتش خاطرك تفهمني حاجه و طبعا بعد ده كل المفروض النهارده مكنتش أخاف و لا أتهز.
تعالت ضحكات أكمل قائلا
-انتي قويه معايا أنما بس،و صغيرة و ضعيفه قدام الكل،بردو مش بتتغيرى نفسي أشوف قوتك دي قدام الناس مش معايا،معايا عايزك ناعمه.
زفرت جميله بضيق قائله
-عايزني بنوته معاك و بره راجل بشنبات،بحس كتير انك اتجوزتني للسبب ده انك شايفني طفله مع الناس و نفسك اني ألبس روح الطفله و أنا معاك.
-و مع ذلك وافقتي عليا،يعني أكيد في يوم هلاقي روح الطفله اللي جواكي أنا معاشر بعض الصفات و هي العناد بس أنا عايز أكتر من كده.
ردت عليه جميله بحده قائله
-مش معني انك شفت فيا عناد الطفله انك هتشوف بقيت صفاتي الطفوليه و بعدين ارجع بالذاكرة لورا و افتكر اني مكنتش موافقه عليك،
ابتسم أكمل قائلا
-بس بعدها جيتي مكتبي و طمنتي قلبي انك ليا و دي حاجه كويسه جدا،حتي بعد ما شفتي أول عيوبي و هي السيجار،اقتنعي بقي اننا مكتوبين لبعض.
جميله بضيق قائله
-ايه مكتوبين لبعض دي محسسني اننا كنا عايشين لامور من زمان،و بعدين أنا مطمنتكش و لا حاجه أنا وجهتك تقول ايه لبابا لأنه الوحيد اللي لازم يطمن.
رد عليها أكمل بثقه قائلا
-بس برضه مبقتيش لغيرى بالرغم من رجعه غسان علي أخر لحظة و من قبل ما تعرفي انه السبب في قتل أخوكي،كنت عارف انك عايزاني زى ما أنا عايزك.
شحب وجهها و تسارعت أنفاسها ليمنحه هذا الشعور لذه فحالتها هذه تشعره بالانتعاش
-عرفت من النفس اللي بطلعيه من صدرك انك رافضه اي راجل غيرى في حياتك،ساعتها هديت و قلت الصبر مسيرها تبوح في يوم من الأيام.
كانت غير مستوعبه لما يقوله لها دفعة واحده و عجز لسانها عن الرد بل شعرت أن الرد هو يعرفه جيدا من قبل ما تنطقه يالا له من رجل أكمل بصحيح.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية محكمة الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!