Uncategorized

رواية عندما يعشق العملاق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم عبدالرحمن أشرف

 رواية عندما يعشق العملاق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم عبدالرحمن أشرف 

رواية عندما يعشق العملاق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم عبدالرحمن أشرف 

رواية عندما يعشق العملاق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم عبدالرحمن أشرف 

فى اليوم الثالث من خروج عبد الرحمن من المستشفى كان عبد الرحمن يجلس مع أهله 

أنور: يعنى لسه ملقتش حاجة ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن بيأس : لا. انا قلبت الدنيا و لسه مفيش حاجة. دا لو اللى عمل كده جن كنت لاقيته

طرق الباب ففتحت هنية الباب ثم دخلت و خلفها أحد الحرس 

عبد الرحمن : فى حاجة؟ ؟؟؟؟

الحارس و هو يلوح بظرف : فى واحد رمى الجواب ده قدام البوابة اللى برا و قالنا نسلمه لحضرتك و جرى بسرعة  فملحقناش نمسكه 

أخذ عبد الرحمن الظرف ثم فتحه و قرأ ما به. فاتسعت عيناه و رمى الجواب أرضا و خرج راكضا من الغرفة 

أمسكت مروة بالرسالة و قرأت ما بها. كانت الرسالة ممكنة من ٤ كلمات فقط و هى ” الجليد يذوب أيها الشيطان “

أنور باستغراب: ايه اللى مكتوب فى الجواب ده ؟؟؟؟ 

مروة بحيرة : مش عارفة. حضرتك شوف كده 

أخذ أنور الرسالة و قرأ ما بها ثم تنهد و وضع الرسالة جانبا 

أنور: الشغلانة اللى انا زورى نشف و انا بقوله سبها. ( ثم التفت لمروة ) هو رايح إدارة المخابرات الحربية دلوقتى

مروة بفزع : مخابرات ليه ؟؟؟؟

أنور: هو مقالكيش انه شغال فى المخابرات ؟؟؟؟؟؟ 

مروة بتفكير : لا قالى بس متكلمش عن الموضوع ده خالص قبل كده. بس حيروح ازاى و هو لسه تعبان؟؟؟؟

أنور: حيروح لو كان بيموت مش بس لو كان عيان 

===================================

قلقت مروة عليه ثم قامت كى تبحث عنه و تحاول الا تجعله يذهب. صعدت الى الجناح لكنها لم تجده. بينما كانت تتمشى فى القصر رأت أمامها رجلا ضخما له بشرة بيضاء ثلجية و عيون عسلية و شعر بنى فاتح يرتدى تيشرت ابيض دون أكمام و ذراعه اليمنى مليئة عن آخرها بوشوم مرعبة كثعبان و عقرب و وجه شيطان. فزعت مروة و صرخت بكامل صوتها و حاولت الهرب لكن ذلك الرجل أمسكها و كمم فمها بإحكام ثم همس لها بصوت هى تعرفه جيدا 

الرجل: اهدى يا حبيبتى ده انا. انتى معرفتنيش ؟؟؟؟؟

توقفت مروة عن الحركة و الصراخ ثم نظرت له و الدهشة تملأ وجهها 

مروة و الدهشة لم تفارقها: ده انت بجد ؟؟؟؟؟؟؟

الرجل بابتسامة: آه انا. كده متعرفيش حبيبك. اخص عليكى 

مروة و هى تحرك يدها على وجهه : هو فى حد يقدر يعرفك كده ؟؟؟؟؟  ده انا لولا انى عارفة صوتك مكنتش خدت بالى. معقولة ده عبد الرحمن ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن( الرجل الضخم ) بضحكة : آه انا 

مروة : بس إيه اللى انت عامله فى نفسك ده ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن: بعدين حفهمك كل حاجة. بس انا لازم امشى دلوقتى حالا عشان طالبينى بسرعة. يلا سلام

================================== 

قبل عبد الرحمن خدها ثم خرج راكضا من القصر. أخرج جناحيه و طار متجها الى مبنى إدارة المخابرات الحربية 

اما مروة فلم تكن قد أفاقت من دهشتها بعد. عادت الى الصالون كان يوسف قد خرج. جلست بجانب فريدة و لم تسمع كلام أنور 

أنور: مالك ؟؟؟؟؟؟ متنحة كده ليه ؟؟؟؟؟؟

مروة: ………..(لا رد) 

فريدة  و هى تهزها : مالك يا مروة؟ ؟؟؟؟؟؟تعبانة ؟؟

افاقت مروة : لا مش تعبانة. ( التفتت لهم ) مش حتصدقوا اللى انا شفته 

أنور: شفتى إيه ؟؟؟؟؟؟؟

مروة: عبد الرحمن 

أنور بضيق : ماله زفت تانى ؟؟؟؟؟؟ هو احنا معندناش غيره؟ ؟؟؟؟؟

مروة بزعل مصطنع: حرام عليك يا بابا. ده عبد الرحمن ده سكرة 

أنور بسخرية: دافعى عنه دافعى. انا مش عارف البغل ده ابنى ازاى ؟؟؟؟؟؟

فريدة : يلا و هو بقا قد مارد المصباح كده 

مروة : حتألشوا على الراجل حمشى 

فريدة بسخرية : سكة السلامة يا اختى 

ضحكوا جميعا ثم قالت مروة : بس بجد هو غير شكله ليه ؟؟؟؟؟؟

توقف أنور عن الضحك و فكر قليلا و قال : قصدك انه شعره بقا بنى و انه راسم على دراعه؟ ؟؟؟؟

مروة: آه 

أنور: ده حاجة هو عاملها عشان محدش يعرفه. هو بيقول انه ان حد يعرف هو مين 

اطرقت مروة تفكر قليلا ثم صعدت الى الجناح 

===================================

اما عملاقنا 

فقد وصل الى مبنى الإدارة و نزل بقوة على مكان هبوط الطائرات الهليكوبتر وجد امامه رجلا يحمل رتبة ملازم و ينتظره.  عندما رأى الملازم عبد الرحمن هرع نحوه و أدى التحية العسكرية 

الملازم : سيادة اللواء مستنى حضرتك فى مكتبه على نار يا حضرة المقدم 

عبد الرحمن و هو يدخل الى داخل المبنى : مقالش عايزنى فى إيه ؟؟؟؟؟؟

الملازم : لا مقالش بس أكيد فى مهمة جديدة. 

أماء عبد الرحمن ثم توجه الى مكتب مدير المخابرات. طرق الباب و دخل وجد رجلا كبيرا فى السن ذو شعر أبيض يحمل على كتفه رتبة لواء. اشار الرجل إلى عبد الرحمن بالجلوس 

المدير : اتفضل اقعد يا حضرة المقدم. و معلش جبناك على ملا وشك بس الموضوع خطير بجد

عبد الرحمن: خير يا فندم ؟؟؟؟؟؟؟

أعطى المدير صورة الى عبد الرحمن و قال : احفظ شكل الراجل ده كويس 

دقق عبد الرحمن فى الصورة وجدها تحوى صورة لرجل يبدو انه قد قارب على الأربعين كثيف الحاجبين حاد الملامح و له لحية طويلة تصل إلى صدره. أماء عبد الرحمن ثم أعاد الصورة الى المدير 

عبد الرحمن: شكله مش مريح ابدا.  مين ده ؟؟؟؟؟

المدير: ده مصعب سيد.  مصرى ٣٨ سنة و هو قائد خلية اللواء الأحمر الإرهابية 

قطب عبد الرحمن حاجبيه و نظر الى المدير 

المدير: الراجل ده هو المسؤول عن أغلب عمليات التفجير الإرهابية اللى بتحصل لنقط الأمن و البوليس . 

قلب المدير بعض الأوراق ثم أعطى عبد الرحمن صحيفة و قال : اقرأ الخبر الأول 

نظر عبد الرحمن الى الصحيفة وجد تاريخها من ٥ أيام و تحمل عنوانا رئيسيا يقول ” تفجير إرهابي جديد لنقطة بوليس على الطريق الصحراوى و سقوط الكثير من الشهداء ” امتعض عبد الرحمن بشدة ثم وضع الصحيفة على المكتب ثم نظر للمدير و الشرار يخرج من عينيه 

عبد الرحمن: إيه المطلوب منى ؟؟؟؟؟؟؟؟

المدير بهدوء : الراجل ده حاولنا نجيبه كتير بس هو كل مرة بيهرب و الأمن مش عارف يمسكه لأنه محصن نفسه كويس و بيغير الخطة كل مرة. و القيادة العسكرية طلبت تدخل المخابرات الحربية و هنا بييجى دورك يا حضرة المقدم 

فكر عبد الرحمن للحظات ثم قال: بس يا افندم مش المفروض الأمن  هو اللى يقبض عليه لأن لو انا قبضت عليه باسم المخابرات سمعة الأمن ممكن تتضرر. لأنه حيكون مش عارف يقبض على إرهابي جوا البلد. 

أماء المدير بإعجاب و قال : لسه نبيه زى ما انت. فعلا عندك حق عشان كده انت مش حتشتغل لوحدك. 

نظر له عبد الرحمن بتساؤل. فأشار له المدير ان يتنظر و ما هى الا دقائق حتى طرق الباب أذن المدير للطارق بالدخول. فوجد عبد الرحمن رجلا طويلا ذو شعر اسود  بجانبه فتاة سمراء متوسطة الطول لها شعر أسود قصير يتخطى أذنيها بقليل 

المدير موضحا : ده المقدم مالك و دى الرائد مها. دول هما شركاءك فى العملية اللى جاية. ( ثم وجه كلامه للرجل و الفتاة ) اعرفكم بالمقدم G9 شريكم فى عملية القبض على مصعب سيد 

صافح عبد الرحمن الرجل باحترام و كان الصمت هو سيد الموقف. كان الجميع يفحصون بعضهم بالنظرات فقط 

مالك بجدية : يشرفنى انى اتعامل مع حضرتك 

عبد الرحمن بجدية متبادلة : الشرف ليا. 

مها : انت اللى بيسموه الشيطان ؟؟؟؟؟

عبد الرحمن: آه انا  ثم التفت للمدير : بس انا برضو مفهمتش إيه المطلوب منى

المدير : المقدم مالك قائد فرقة فى قوات الأمن و هو المطلوب منه المهمة و انت حتساعده بمعرفتك 

عيد الرحمن: إيه الهدف من المهمة ؟؟؟؟؟؟

المدير : تدمير الخلية الإرهابية و القبض على مصعب سيد حى

عبد الرحمن : مصعب بس ؟؟؟؟؟؟

المدير : آه مصعب بس 

عبد الرحمن : و الباقى ؟؟؟؟؟؟

ابتسم المدير و قال : اعمل ما بدالك 

عبد الرحمن بابتسامة خبيثة : حلو اوى. أمرك يا افندم 

مالك : لازم نتفق الأول حنعمل إيه. اتفضل معانا 

ربت عبد الرحمن على كتفه و قال : مش لازم. قولى المكان و الزمان و انا حتصرف. سيب الموضوع ده عليا انا 

مالك : الفرقة معسكرة عند الكيلو …… فى طريق …… و إن شاء الله التنفيذ الساعة ١٢ بالليل انهارده 

مها بتساؤل : انت حتشتغل لوحدك و لا إيه ؟؟؟؟؟

عبد الرحمن بسخرية : لما تجى الساعة ١٢ انهارده يا حلوة حتعرفى. سلام 

خرج عبد الرحمن من المكتب دون سماع الرد. أما فى الداخل 

مالك : مش عارف ليه حاسس اننا حنتعب معاه اوى فى المهمة دى

المدير : اكيد يا حضرة المقدم 

مالك : شكله كده يا بيه من النوع اللى بيركب دماغه و عنيد 

المدير : جدا. نصيحة منى اسمع كلامه و متناقش احسنلك 

مها : طب حنعمل إيه دلوقتى؟ ؟؟؟؟؟؟

المدير: ارجعوا على المعسكر عندكم و استنوه. 

مها : تفتكر حيجى و لا لا ؟؟؟؟؟؟

المدير بسخرية : لو سمعك بتقولى كده عليه كان طير رأسك من غير أى تردد 

مها بدهشة : بس انا المفروض من اعوانه 

المدير : مش بتفرق معاه 

ابتلع مالك ريقه بصعوبة و ظل ينظر إلى الباب الذى خرج منه عبد الرحمن بتوجس. ثم استأذن و خرج مع زميلته 

===================================

اما عبد الرحمن فقد عاد الى القصر. عندما دخل وجد مروة فى وجهه. ركضت نحوه و احتضنته 

مروة بقلق: انت رحت ليه ؟؟؟؟؟؟ انت لسه عيان 

عبد الرحمن برقة : معلش يا حبيبتى. بس لازم اروح. مينفعش مرحش. لازم اتحرك كمان ساعتين او حاجة  

مروة : طب تعالى كل حاجة قبل ما تمشى

عبد الرحمن: حاضر 

ذهبوا الى السفرة وجدوا الجميع جالسين. جلس عبد الرحمن و بدأ بتناول الطعام 

أنور: حتعمل إيه المرادى ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن: حنهاجم خلية إرهابية و نقبض على قائدها 

توقف الطعام فى حلق مروة فبدأت بالسعال بقوة. فزع عبد الرحمن و ظل يربت على ظهرها حتى هدأت 

مروة : انت قلت خلية إرهابية ؟؟؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن: آه 

مروة : لوحدك ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن: لا. حيكون معايا قوات الأمن بس انا القائد 

مروة : تروح و تجى بالسلامة 

عبد الرحمن : الله يسلمك 

مروة : بس انت برضو لسه مقلتليش إيه اللى انت عملتوا فى نفسك ده ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن : و لا حاجة. غيرت شكلى عشان محدش يعرفه لو شافني 

مروة : كان صعب عليك اكيد 

عبد الرحمن بهزة رأس: لا. مجرد صبغة شعر بنى و عدسات عسلى و شوية ميكب ابيض للوش بس كده 

مروة: طب و دراعك ؟؟؟؟؟؟ انت رسمت عليه ازاى ؟؟؟؟

ابتسم عبد الرحمن ثم أمسك جلد كتفه الأيمن و شده للأسفل فظهر لون بشرته القمحية الحقيقى تحت اللون الأبيض 

عبد الرحمن موضحا : ده جاونتى بس طويل بيوصل للكتف باللون الأبيض و عليه الرسم ده. انا معملتش حاجة غير انى لبست الجاونتى بس كده 

يوسف بضحك : بتتكلم كأن ده حاجة عادية. 

هز عبد الرحمن أكتافه بلا مبالاة ثم أكمل طعامه بعد ١٠ دقائق قام من مكانه 

مروة : ده أكلك ؟؟؟؟

عبد الرحمن : آه عشان الحق اروح. قبل رأسها ثم قال من مكانه و ذهب الى إحدى الغرف و أغلق الباب خلفه 

===================================

بعد نصف ساعة خرج عبد الرحمن من الغرفة. كان قد ارتدى بنطلون جينز و تيشرت باللون الأسود القادم مع قفازات بدون أصابع و ارتدى حزاما و ثبت به جرابين خاصة بالمسدسات. و بها مسدسين من الطراز المفضل لعبد الرحمن( MAGNUM.44 ) واحد به رصاص عادى و واحد به رصاص متفجر. كان يلف حزاما آخر يمر من فوق كتفه الأيسر و ينزل من تحت إبطه الأيمن و مثبت به سكين موضوع فى غمد محكم. عاد الى الصالون كى يودع أهله وجد أهله و ياسر موجودين اما مروة فلم تكن موجودة 

يوسف : انت حتروح لوحدك و لا إيه؟ ؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن : انا رايح اقبض على قائد إرهابي مش رايح العب 

يوسف : عموما ربنا يوفقك و تروح و تجى بالسلامة 

ابتسم عبد الرحمن و احتضن أخاه الصغير و أوصاه بالاهتمام بكل شئ فى غيابه أماء يوسف و ادى امامه التحية العسكرية فضحك عبد الرحمن و أوصى ياسر ان يساعد يوسف و يقف معه ثم احتضن والده و والدته التى كانت تبكى. نظر حوله لكن لم يجد مروة فتنهد ثم صعد الى جناحه وجد مروة تجلس على السرير و شعرها البنى منسدل على ظهرها. كانت تبكى و هى تنظر للأرض.  ذهب اليه و رفع رأسها 

عبد الرحمن بحنان : مرات عبد الرحمن التهامى متحطش رأسها فى الأرض أبدا 

مروة ببكاء : عشان خاطرى بلاش. متروحش انا خايفة عليك 

عبد الرحمن: مينفعش مرحش. هما دلوقتى مستنينى و الفرصة دى مش بتيجى كتير. انا رايح أخدم البلد. حخلصها من مجرم. و بعدين لو حصلى حاجة يبقى قدرى كده 

مروة ببكاء أكثر : بلاش تقول كده.  متقولش كده. حترجع سليم بإذن الله 

عبد الرحمن: يا رب. خلاص بقا بطلى عياط. عياطك ده بيقطع قلبى و الله 

توقفت مروة عن البكاء إلا من شهقات تخرج من حين لآخر. نظر لها عبد الرحمن بحنان و مسح دموعها ثم أبعد خصلة شعر متمردة من على وجهها. نظرت له بتوسل ألا يذهب. نظر الى شفتيها بعشق كبير. ثم مال عليهما بقبلة عاشقة طويلة. تعمق جدا فى قبلته و كان على وشك البقاء معها لكنه تذكر انه يجب أن يذهب فالساعة تشير الى السابعة . فصل قبلته ببطء و هدوء. و قال : انا لازم امشى دلوقتى. عايزة حاجة ؟؟؟؟؟

مروة : حترجع امتى ؟؟؟؟؟

عبد الرحمن : معرفش. ممكن بكرا و ممكن يومين تلاتة كده 

مروة : تروح و تجى بالسلامة 

عبد الرحمن: يا رب 

قبل رأسها ثم ذهب الى الشرفة و فتحها. أخرج جناحيه الذان كانا باللون الأسود نظر خلفه وجدها تبتسم فغمز لها ثم قفز و بدأ يطير بهدوء. ركضت مروة الى الشرفة و نادت عليه بصوت عالى. التفت عبد الرحمن لها وجدها تلوح له ابتسم و لوح لها هو الآخر ثم أطلق لسرعته العنان و ذهب. دخلت مروة و ارتدت إسدالها ثم بدأت تصلى و تدعو الله أن يعيد لها زوجها سالما

===================================

بعد ساعتين و تحديدا فى الساعة التاسعة مساء 

وصل عبد الرحمن الى معسكر فرقة الأمن. دخل الى داخل كوخ صغير  وجد بداخلها مها و مالك. بدأ مالك بشرح الخطة له 

مالك موضحا : الخلية مقرها على بعد ١٠ كيلو من هنا فى الاتجاه الشرقى. و وصلتنا معلومات مؤكدة ان الخلية أغلب قوتها حتبعد و تروح تعمل مهمة الساعة ١٢ بالضبط. و حتسيب مصعب مع ١٥ راجل لحمايته. احنا ان شاء الله حنبعت مجموعة بقيادة الرائد …….. عشان نقبض على مصعب بهدوء 

انتظر عبد الرحمن حتى انتهى مالك من حديثه ثم عقد يديه امام صدره و قال: خلصت ؟؟؟؟؟؟؟

مالك : آه. و المجموعة اللى حتروح بتجهز نفسها 

عبد الرحمن: محدش حيروح 

مالك : افندم؟ ؟؟؟؟؟؟؟

عبد الرحمن بجمود : قلت محدش حيروح. انا حروح اجيب مصعب بنفسى و اجيبه هنا 

مالك : مينفعش تروح لوحدك. على الأقل خد رجالة معاك 

عبد الرحمن و هو ينظر له بنصف عين: قصدك انى مش حقدر لوحدى ؟؟؟؟؟؟

مالك : حضرتك شخصية مهمة و خسارتها حاجة صعبة 

عبد الرحمن بنبرة لا تقبل المناقشة : الكلام خلص. انا حروح و انت تستنا هنا.

مالك : و انا مش حسيبك تعمل كده فى نفسك 

شهق الجميع برعب عندما أمسك عبد الرحمن رقبة مالك و الصقه بالجدار 

عبد الرحمن بصوت مرعب: اسمع. انت مقدم و انا مقدم بس انا G9. و انا عمرى ما نفذت حاجة انا مش مقتنع بيها. انت كل الفكرة من وجودك ان الفضل حيتنسب ليك. بس كده. التنفيذ عليا انا. مفهوم ؟؟؟؟؟

اماء مالك برعب فأنزله عبد الرحمن ثم خرج و صفع الباب خلفه بعنف. ذهبت مها الى مالك و ساعدته على الوقوف 

مها : انت ازاى تسيبه يكلمك كده ؟؟؟؟؟؟

مالك : بس يا مها و النبى. انا نفسى مش عارف ايه اللى انا عملته ده 

دخل عبد الرحمن مرة أخرى و قال بصوت عالى: مين هنا المسؤول عن الأسلحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تردد رجل قليلا و قال : انا يا حضرة المق……….

لم يكمل كلامه فقد جذبه عبد الرحمن الى الخارج و هو يقول : تعالى قدامى عشان عايز حاجة 

سار معه الرجل باستسلام حتى وصلوا الى سيارة نقل كبيرة. ظل عبد الرحمن يتفحص محتويات السيارة بدقة و هو يتمتم: لا شغلهم نظيف. ظل داخل السيارة لدقائق ثم خرج منها. كان قد أخذ قنبلتين يدويتين و قنبلة غاز مخدر مع RPG و ٣ صواريخ. 

فى داخل كوخ القيادة كان يثبت الRPG على ظهره و يحكم وضع القنابل فى حزامه. نظرت مها اليه ثم قالت بسخرية: و يا ترى يا حضرة المقدم بتعرف تستعمله ؟؟؟؟؟( تقصد الRPG ) 

رفع عبد الرحمن بصره اليها ثم قال بسخرية مماثلة : المنحوس اللى حستخدمه عليه حيقولك يا حلوة إذا كنت بعرف استخدمه و لا لا 

وجلت مها من إجابته المليئة بالثقة. نظر عبد الرحمن فى ساعته وجدها العاشرة و ٥ دقائق فنظر الى مالك و طلب منه أن يضبط ساعته على توقيت ساعة عبد الرحمن بالضبط 

عبد الرحمن : انا إن شاء حتحرك من هنا الساعة ١١:٣٥. لو مرجعتش لحد ١٢:٣٠ تهجم على مقر الخلية بكل قوتك. تمام ؟؟؟؟؟؟

اماء مالك بصمت فهو يكره ان يوجه احد اليه الأوامر لكنه لم يعلق. كان يعلم الكثير عن غطرسة عبد الرحمن أثناء العمل لكنه لم يكن يتوقع أبدا ان يصل إلى هذا الحد ظل الجميع جالسين بصمت حتى اشارت الساعة الى ١١:٣٠ فنهض عبد الرحمن و تأكد من وجود و جاهزية جميع أسلحته ثم قال لمالك : انا حتحرك دلوقتى خليك فاكر الكلام اللى اتفقنا عليه 

مالك : تروح و تجى بالسلامة  

مها : ربنا يوفقك يا حضرة المقدم 

ابتسم عبد الرحمن بود غريب قبل ان يضع على وجهه قناعا أسود يبرز عينيه فقط ثم أخرج جناحيه فكان يبدو كالشبح الأسود. كان يرتدى الأسود الكامل من رأسه حتى قدميه ثم طار بعيدا فى اتجاه معسكر الخلية.

===================================

بعد ١٥ دقيقة وصل عبد الرحمن الى المعسكر و اختبأ خلف تل قريب و نظر باستخدام منظاره المعظم وجد الكثير من السيارات المصفحة تخرج من المعسكر المحاط بسور خشبى عالى. بعد أن أغلقوا البوابة الكبيرة طار عبد الرحمن بهدوء مستترا بالظلام و نظر الى الرجال المنتشرين حول كوخ خشبى صغير. خمن عبد الرحمن ان مصعب بداخل هذا الكوخ و ظل يفكر فى طريقة تجعله ينهى الأمر بهدوء و سرعة فهو لم يكن يريد الاشتباك معهم خشية ان يهرب مصعب. دار ببصره ليجد رجلا يقف وحيدا فابتسم بمكر 

كان ذلك الرجل يسير بتكبر بمحاذاة السور و هو يحمل سلاحه فى يده عندما وقع بصره على ثقب كبير فى الجدار. كان الثقب كبيرا بالقدر الكافي الذى يسمح فيه بدخول إنسان و من الواضح أن هذا الثقب بفعل فاعل. نزل على ركبته كى يعاين الثقب عندما وجد يدا ضخما تمسك وجهه و تسحبه الى خارج السور. حاول التخلص منها لكن تلك اليد كممت فمه بإحكام ثم أحس بشئ حاد يخترق قلبه فجحظت عيناه و سقط ميتا بين ذراعي قاتله. الذى ابتسم وهو و يقول : دلوقتى نستنى الباقى يجى وقفز قفزة عالية و تعلق بالسور و ظل ينظر حوله حتى رأى رجلين يهرعان الى مكان الثقب فهما شاهدا زمليهما يسحب الى الخارج عندما وصلا الى مكان الثقب و شاهدا جثة زميلهما التفت أحدهما الى الآخر و كان على وشك الحديث عندما نزل عبد الرحمن بقدميه بقوة على رأسيهما. كسر عنقهما بسبب وزن عبد الرحمن الكبير لكن أحدهما أطلق صرخة قوية قبل ان يفارق الحياة. خشى عبد الرحمن ان يحضر احد الى هنا فطار فى الجو مبتعدا عن الأضواء التى سطعت فجأة فى اتجاه الصرخة. ظل عبد الرحمن مبتعدا عن الأنظار حتى جاء ٥ رجال الى مكان الأضواء وجدا جثث زملائهم الثلاثة و اثنان منهما مقتولان بسبب الاختناق نتيجة كسر أعناقهم. عندما رآهم عبد الرحمن و هم يتجمعون بهذه الطريقة الغبية ابتسم بسخرية و أخرج قنبلة يدوية من حزامه. سحب صمام الأمان الخاص بها ثم ألقاها فوقهم. كان أحد الرجال الخمسة ينظر حوله عندما وقع شئ صلب على رأسه. تأوه الرجل بغضب ثم انحنى ليأخذ ما وقع عليه من السماء. أمسك شيئا معدنيا و رفعه الى الضوء فإذا هى قنبلة. توقفت الكلمات فى حلق الرجل الذى لم يسعفه الوقت كى ينبه زملاءه فانفجرت القنبلة فيهم جميعا. سمع باقى الرجال دوى القنبلة فترحكوا جميعا نحو الصوت و كانت الكشافات الضوئية تبحث فى المكان. عندما وجد أحد الرجال الممسكين بالكشافات ظلا أسود يتحرك فى السماء. أشار اليه بالكشاف و صرخ محذرا زملاءه جميعا. أما ذلك الظل فعندما رأى ان امره قد كشف رفع مسدسه العادى و قال : مبدهاش بقا. ظل يدور و يصيب جميع الكشافات فسقط الجميع فى ظلام دامس لا يمكنهم من رؤية شئ. عندها فقط نزل ذلك الظل على الأرض و بدأ بتصفية الرجال واحدا تلو الآخر باستخدام ديدانه الحادة و القوية . كان يقضى عليهم واحدا تلو الآخر غير متأثرا بالرصاص الذى ينزل عليه كالمطر. عندما سمع صوت محرك سيارة يعمل. التفت بحدة الى الصوت وجد سيارة تسرع بالهروب محطمة الباب الخشبى. قطب كاجبيه و فهم بسرعة ان تلك السيارة تحمل مصعب. فأسرع طائرا خلفها حتى لحقها. كان يطير فوقها تماما و أخرج مسدسه و صوبه نحو إطارات السيارة ثم اعاده الى جرابه و هو يقول لا. فقد كان يخشى انه اذا انقلبت السيارة فقد يصاب مصعب و هذا ما لا يريده ظل يفكر لثواني فيما يفترض ان يفعله ثم ابتسم و قال : خلينا نجرب بس يا ريت يكون خفيف.

طار بسرعة فتجاوز السيارة و تركها خلفه ثم استدار بحدة و طار متجها نحو السيارة كالقطار. فزع قائد السيارة عندما رأى الظل الأسود يطير نحو السيارة كأنه سيصطدم بها  فانحرف الى اليمين بقوة و انطلق. ابتسم عبد الرحمن فهو قد قام بهذه الحركة كى يعرف فقط أين يجلس مصعب بالضبط داخل السيارة. لاحظ انه يجلس خلف السائق تماما. فتبع السيارة طائرا و نزل فوق سطح السيارة. شعر الجميع أن شيئا ثقيلا قد وقف فوق السيارة فأخرج أحد الرجال نصفه العلوى من الشباك و نظر فوق السيارة مصوبا سلاحه فرأى الظل الأسود الذى أهداه رصاصة واحدة فى جبهته أردته قتيلا. ثم قام بخلع الباب الذى يجلس مصعب بجواره باستخدام يده. أمسك بعدها مصعب من ملابسه و سحبه الى خارج السيارة و طار مبتعدا عنها. حاول مصعب المقاومة لكن عبد الرحمن وجه له ضربة فنية على مؤخرة عنقه أفقدته الوعى. حمله عبد الرحمن على كتفه و هم بالرحيل عندما استوقفه صوت رصاصة مرت بجوار أذنه. نظر الى السيارة وجدها قد توقفت و بدأ رجالها الإطلاق عليه. خشى ان يصيب الرصاص مصعب فأخرج مسدسه ذو الرصاص المتفجر. و أطلق نحوهم رصاصة واحدة فجرتهم مع سيارتهم الى أشلاء. ابتسم عبد الرحمن و أعاد مسدسه الى جرابه ثم طار عائدا الى معسكر الأمن ( ولا جيمس بوند فى زمانه ????)

===================================

فى معسكر الأمن 

كانت الساعة قد تجاوزت ١٢:٣٠ عندما قال مالك بقلق : هو اتأخر ليه ؟؟؟؟؟؟؟

مها : مش عارفة. تفتكر حصله حاجة ؟؟؟؟؟

مالك : معتقدش. ده مش أى حد. انتى ناسية ؟؟؟؟ده بيسموه الشيطان 

مها : طب و العمل ؟؟؟؟؟؟

مالك و هو ينظر فى ساعته : الساعة جت ١٢:٣٠ يلا حنتحرك على معسكر الخلية. دى اوامره هو. 

صرخ احد العساكر منبها الجميع و أشار الى السماء. رفع مالك بصره فرأى ظلا أسود يقترب بهدوء الى المعسكر. رفع الجميع أسلحتهم و كان سيطلقون النار لولا أن مالك اوقفهم و أمرهم بإنزال أسلحتهم. نزل ذلك الظل بهدوء على الأرض ثم خلع قناعه فرأى الجميع وجه عبد الرحمن المتنكر بشعره البنى و بشرته البيضاء يبتسم و هو يرمى مصعب النائم على الأرض بإهمال 

عبد الرحمن: شفتوا بقا ان الدنيا بسيطة ؟؟؟؟؟ ادى مصعب اهو. 

صرخ العساكر صرخة فرح لنجاح المهمة و هتفوا ” الله اكبر ” ذهب اثنان من العساكر و امسكا مصعب و حبساه بداخل الكوخ

تقدم عبد الرحمن نحو مالك و قال : إيه الخطوة الجاية دلوقتى ؟؟؟؟؟ 

مالك : حبعت للقيادة اقولهم ان المهمة نجحت و نشوف إيه الخطوة الجاية 

عبد الرحمن : مش المفروض نبعد من هنا الأول قبل ما نعمل أى حاجة 

مالك : لا احنا عندنا أوامر اننا معسكر هنا لحد ما تجى أوامر بغير كده 

اعترض عبد الرحمن لكن مالك أصر على تنفيذ الأوامر رغم كل شئ. اضطر عبد الرحمن الى السكوت. هاتف مالك القيادة و أبلغهم انهم قبضوا على مصعب سيد فأمره اللواء باستجواب مصعب و عدم التحرك الا بعد اعتراف مصعب بكل شئ. اعترض عبد الرحمن مرة أخرى 

عبد الرحمن بغضب : ازاى نفضل هنا و احنا المسافة بينا و بين معسكرهم ١٠ كيلو ؟؟؟؟؟ خلينا ننسحب و بعدين نستجوبه براحتنا 

مالك بإصرار : انسى. احنا حنفذ الأوامر بالحرف

عبد الرحمن: يا ابنى لو الخلية لاقتنا دلوقتى انت حتخسر عساكر كتير فى معركة مش مضمونة و ملهاش اى ٣٠ لازمة و حتخسرهم على الفاضى 

مالك بعنف : بص. انت اهم راجل فى المخابرات. على عينى و رأسى من فوق بس انا لا يمكن أخالف الأوامر اللى عندى. مش عشان انت جبت مصعب حتمشى كلامك علينا. لو انت عايز تمشى اتفضل بس انا مش رايح فى حتة من غير أوامر. 

تأفف عبد الرحمن بضيق ثم خرج من الغرفة و أغلق الباب خلفه بعنف حتى كاد يكسره. كان عبد الرحمن يعرف ان هذه أوامر القيادة لكن لما قد يأمر اللواء المسؤول بالبقاء هنا. شعر عبد الرحمن بالقلق شم رائحة مؤامرة لكنه كبت ذلك الشعور بداخله 

=========================

يتبع..

لقراءة الحلقة العشرون : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية يوميات دكتورة سنجل للكاتبة مريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!