روايات

رواية غمرة عشقك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء الثاني والعشرون

رواية غمرة عشقك البارت الثاني والعشرون

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة الثانية والعشرون

كانت تقف بشرفة غرفتها مرتديه مئزرها الحريري فوق قميص النوم القصير….. رفرف الهواء شعرها البني الناعم………. وشعرت بخطٍ كالصقيع
يتخلل جسدها بفعل هواء الليل البارد…..
مرت ثلاثة اشهر على زواجهما كانت من اجمل الايام التي عاشتها طوال حياتها….. انها تفتحت كالوردة على يداه……. شعرت باحاسيس عديدة معه كالدفء والحنان والحب والرغبة معه….. انها ابتسمت وضحكة بكل صخب مرح بداخلها…… انها ثرثرت كثيراً معه عن اشياء عديدة……سنوات الطفولة
والمراهقة…..والشباب وعناءه…..حكت عن ابسط
الاشياء التي جعلت السعادة تغمرها…..ولو حتى
مؤقتاً…….
عليها الاعتراف الآن انها لم تستشعر تلك السعادة وما خلفها من مشاعر جميلة وغريبة تجتاح اعماقها، الا
معه هو……
ربما هناك غصة مؤالمة تعكر صفوها ألا وهي اتفاقه
المسبق وزواجهما الذي حتى الآن لا تعرف هل
سيظل مستمر ام سينتهي عند محطه معينة…..
الفكرة الان انها بدأت تشعر باشياء عديدة معه من ضمنهم التاقلم على وجوده وغمرة الدفء والسعادة بقربه ، وشعور بالشوق كلما ابتعد او انشغل عنها في العمل…. انها تخشى على قلبها منه… ان كُسر بعد ان يمل منها ويتركها كما كان اتفاقه….
من بين المشاعر المتخبطة هناك شعور الغيرة الذي يجتاحها بعد مدة قصيرة من زواجهما ألا وهو كيف
كان يقبل ويلامس زوجاته في الفراش…. هل كان يفعل معهن مثلما يفعل معها…… هل كان يعملهن هكذآ………
انها تتعذب على نيران باردة… ربما لا يجب ان تضغط على نفسها وتفكر بتلك الاشياء لكن عنوة عنها تجد
نفسها تشتعل كلما فكرت بانها الزوجة الخامسة في حياته بشكل رسمي…… وهناك الكثيرات ممن لم ينالو
الارتباط منه بشكل رسمي وكان على علاقه بهن
على حد قوله قبل زواجهما…..
يحق لي عز الدين الغرور……… فمن بهذا الجمال
والوسامة الشديدة التي تكاد تزعزع ثبات اي انثى
تقع عينيها عليه…… يحق ان يعجب به الكثيرات ويغرم به الجميلات…..ولن تنكر ان هذا الرجل
يفعل ما يحلو له وياثر بقوة عليها….. انها من أول
يوم زواج بدات تسير على الدرب الذي اختاره لها
مغمضة العينين تنساق بدون تفكير حتى….
هل القى سحره عليها ام هي من تهوى وجع القلب لذلك تسير خلفه برغم من انها تعرف نهاية
القصة !…..

 

 

سمعت بوق سيارته تقترب……سحبت عقلها من بقعة الظلام تلك واجبرت كل ذرة بداخلها ان تنبض بالحياة لأجله……
دخلت غرفتها ونظرت لوجهها في المراة….وجدت الدموع متجمعه في عينيها البنية تأبى النزول
وكانها تستاذنها أولا……مسحت عبارتها سريعاً وهي
تحاول نسيان الأمر حينما تاتي النهاية بينهما
ستجف الدموع ولن تبكي على بائع !……
وجدت الباب يفتح ويدخل منه عز الدين بطلته الطاغية وبطولة الفارع وصلابة جسده والجاذبية
التي يتمتع بها….
دخل الغرفة بشكلا مجهد ومتعب وكان نازع سترة البذلة ويضعها باهمال على ذراعه حتى ربطة العنق
ملقي على كتفه باهمال…انه يفتح عيناه بصعوبة من شدة الارهاق……
اقتربت منه حنين وحملت السترة وعلقتها
وهي تساله بقلق…..
“مالك ياعز شكلك تعبان كدا ليه……”
رفع عيناه عليها وكانه انتبه لها أخيراً واثناء وقوفه
مرر يده على خصلات شعرها المنساب فوق
وجنتها…
“لي صاحيه لحد دلوقتي….مش كلمتك وقولتلك نامي……اوعي تقولي انك مستنياني على العشا
زي كل يوم…….”
ردت وعيناها تداهم قسمات وجهه الوسيمة..
“طبعاً مستنياك…….انا قولتلك اني مبحبش اكل لوحدي……..”
رد بجزع…
“وانا قولتلك اني هتاخر…..”
مطت شفتيها حزناً وهي تعاتبه عنوة عنها…
“احنا من ساعة ما رجعنا وانت بتتاخر في الشغل لنص الليل…….”
لان صوته وهو يضع يده على خصرها مقربها منه
بقوة لا تناسب الاجهاد البادي عليه…..سالها ببحة
تذيب الثلج…..
“بوحشك ياحنيني……..”
رمشت باهدابها عدة مرات امامه بتوتر وهي تبرر
مشاعرها…..
“يعني……….اكيد عشان بقعد طول الوقت لوحدي ومش ببقا عارفه اعمل اي من الزهق…..”
تركها بهدوء وهو يجلس على حافة الفراش وانحنى كي يخلع حذائه…..ثم سالها بتعجب….
“زهقانه وانتي عايشة في فيلا طويلة وعريضة زي دي……”
ردت وهي واقفه مكانها تنظر إليه بهدوء….
“مفيهاش ناس ياعز….حتى الخدم بيتعامله معايا
بطريقة غريبة…….”
رفع عيناه في لحظة وهو يسألها بصلابة….
“ازاي يعني………. حد فيهم عملك حاجة……”
هزت رأسها بنفي وهي توضح….
“لا بس يعني نيرة ومدام نرمين…معاملتهم اتغيرت
كانوا الاول بيتعاملوا معايا ا…”
“حنين……”نادها وهو ينظر لعينيها بقوة مما جعلها ترتعد وهي تنظر له بوجل……
اشاح بوجهه وهو يزفر بجزع فهو راى خوفها منه برغم من تيبس جسدها وجمود ملامحها الا ان
عينيها الشفافة تفصح عن كل ما تفكر به وتخشاه……

 

 

 

نهض بشموخ وبدأ بفك ازرار قميصة وهو يقول باقتضاب وصلف واضح…..
” انتي هنا هانم…… ولي تحت دول شاغلين عندنا.. مش معقول هيبقى فيه كلام بينكم اكتر من امر
تطلبيه منهم ويتنفذ بعدها…. وده اللي هما
بيعملوا معاكي……………عايزه اي اكتر من كده…
حنين حولي تبصي حوليكي وتعرفي وضعك
دلوقتي معايا عامل إزاي……. ”
اومات براسها باقتضاب وهي تنظر لمكان آخر
ولم تعقب على شيء فهي لم تجد لسانها حتى..
القى عز الدين قميصة أرضا وهو يقترب منها يسالها بحنان…..
“كلامي ضايقك؟……”
نظرت لعيناه بضياع ثم قالت بحماقة…
“لا…. انت عندك حق….. انا اللي لسه وقفه مكاني مش عايزه اخد خطوة لقدام برغم انك بتحاول تسحبني لحياتك بس…. انا لسه مش قادرة استوعب
اني هانم والمفروض اتكلم وصاحب ناس من مستوى يليق بمركزك…….”
زفر بقلة صبر وعقب امام عينيها….
“حنين طول مانتي عامله حتة المستوى حساسية بينا عمرك ما هتفهمي وجهة نظري….”
هزت راسها وهي تقول باستياء…
“ازاي افهمها……. وانا لحد دلوقتي مش مصدقه اني اتجوزتك…….”
ابتسم عز الدين تلك البسمة العابثة من زاويه
واحده في شفتيه وهو يعقد حاجبيه بمزاح….
“المفروض افرح بكلامك ده ولا ازعل……”
ابتسمت مع ابتسامته وحركت كتفيها بقلة حيلة..
“حتى دي ملهاش اجابة عندي…..”
“بصي عشان نحلها… منين ما تحسي نفسك زهقانه اتصلي بيا وانا انسيكي زهقك دا كله.. “غمز
لها ثم أضاف بشقاوة…..
“اهو نخطط لكل حاجة في التلفون ونيجي ننفذ بليل علطول…..”
اخفضت جفنيها وتوردت وجنتيها وهي تنتبه لصدره العاري الممشوق البارز بالعضلات الرجولية الضخمة
وجدته يمسك يدها ويضعها على صدره الساخن واسفله نبضات قوية تضرب كفها بقوة….. رفعت عينيها عليه فوجدته يعاتبها بنبرة مظلله
بالرغبات…..
“فين استقبال المتجوزين ياحنين…هو انا لازم اعلمك كل حاجة…….”
عضت على شفتها السفلى وهي تحاول سحب يدها عن صدره ولكنه اطبق عليها وثبتها بقوة…
ابتسمت بحرج….
“عز…….سيب ايدي…..”

 

 

قربها منه برفق وهو يقول ببحة عميقة…
“جيلك قلب تبعدي عني….دا انا طول اليوم برا البيت……”
اغمضت عينيها وهي ترتاح على صدره العاري ليزيد في ضمها بحب ودافئ رجولي يشعرها بالامان…
شعرت به يقبل جيدها ببطء وهو يسألها….
“وحشتك…….”
اغمضت عينيها بضياع وهي تمتم بخفوت….
“اوي ياعز……..”
ابعدها عنه قليلاً ثم مرر اصابعه على وجنتها
الناعمة منحني الرأس عليها يسالها بخفوت…..
“وطالما انا وحشك اوي كده ليه ما ترمتيش في حضني اول ما جيت…ولي الاستقبال الوحش
ده…….”
رفعت عيناها عليه بحرج وقالت…
“شكلي بايخ صح……”
“شوية….بس ممكن تصلحي المقابلة دي…”قرب شفتيه وطبع قبلة سطحيه على شفتيها…..اكمل وهو يقول بوقاحة….
“وتسبيني اكلك شوية…….”
لاحت اجمل ابتسامة على شفتيها لا تخرج الا إليه
ثم طوقت عنقه بيداها وهي تقول برقة….
“موافقة بس تصبيرة….عشان نتعاشى سوا…..”
ابتسم بجاذبية وهو يحجز وجهها بين يداه ثم اقترب منها وهو يداعبها بانفه قائلاً بخبث….
“تفتكري تصبيرة واحده تشبعنا احنا الاتنين….”
اغمضت عينيها باستمتاع وهي تتذوق حلاوة قربه منها وانفاسه الساخنة تفعل العجب بها…..
قربت شفتيها منه بضعف فوجدته يلامسها بعذاب ولم يقبلها حتى الآن….همست من بين هذا القرب المهلك…..
“عز اا…..”
رد عليها بهمس….
“اي ياعيوني…….”
همست كالمحمومة بقربه وهي تمرر يداها على
صدره العريض وعنقه الممدود قليلاً..
“وحشتني………….”
طبع قبلات ناعمة كالورود تلامس شفتيها بعذاب ثم صارحها بصدق…..
“وانتي كمان ياحنيني….وحشتيني…. اوي…..”
اغمضت عينيها بقوة لتجده يقربها منه اكثر ويعتصر خصرها بقوة بين يداه خرج ئن بسيط من بين شفتيها الوردية فكتم إياه بشفتيه الدافئة التي داهمت شفتاها بقوة جامحة……
بعد مدة من جموح قبلاته ولمساته الجريئة على جسدها ابتعدت عنه بصعوبة للاسفل كي تحضر
له العشاء حتى يأكلا سوياً فهي لم تاكل شيءٍ منذ
وجبة الإفطار وكانت تنتظره….. فبعد قضى ثلاثة اشهر معه أدركت ان المشاركة معه احد اسباب السعادة التي تغمرها دوماً بجواره…
وكانها وجدت نصفها الغائب؟!…برغم الاختلافات
بينهما ألا انها تشعر معه بكمال…. وراحة…. وسعادة….
هل يمكن ان يغرم المرء بشخص مرتين…مرة لوجوده بحياته……. ومرة لأجل تلك السعادة التي تهفو لقلبه بسببه هو……
دخلت الغرفة وهي تحمل بين يداها صنية العشاء قد
اعدتها بنفسها برغم من وجود الخدم بالاسفل لكنها اصرت على تحضيرها……. لو فقط كان يرضى
ان تطهو له بيداها لكانت بأفضل حال !…..لكنه للأسف يمانع متحجج ان تلك الأشياء شغلة الخدم
ما عليها إلا ان تكون هانم في قصره الكبير وتتعامل على هذا الاساس من الجميع حتى هو يعاملها وكانها ملكة تستحق الافضل والاكثر من ذلك…..
لاحت الابتسامة على شفتيها وهي تضع الصنية على المنضدة…..لن تنكر ان هذا الوسيم غاية في الحنان
والكرم معها…..اتضح بعد المعاشرة القليلة معه
انه عكس هذا المتغطرس الذي قابلته سابقاً..ربما مغرور لكن لا يتعالى عليها ولا يقسى ، وهذه أحد
اسباب الانسياق خلفه مغمضة العينين، تاركه لقلبها حرية المطالبة بالسعادة المؤقته……والله حتى ان كانت مؤقته ستنال منها بمنتهى الرضا…فمن الاحمق
الذي يدخل الجنة ويرفض لمسها والاستمتاع بها..
سمعت صوت خرير الماء بداخل فجلست على الاريكة بانتظاره…وهي تتنهد بعذوبة متذكرة تلك
اللمسات الوقحة وقبلاته الساخنة على جيدها وشفتيها وملامحها التي كان يطوف عليها
بجموح…
لاحت الإبتسامة الاجمل على شفتيها وهي تغمض عينيها بشوق….ماهذا هل هو مؤثر لتلك الدرجة
على اية امرأه يقابلها……
توهمت باشتعال جديد بصدرها فحاولت نسيان
الأمر فالتفكير في حياته قبلها يحرقها ويهدم
السعادة بينهما بداخلها…..
خرج عز الدين من الحمام وقد بدل ملابسه بطاقم بيتي مريح…. رفع عيناه العسلية عليها فوجدها
مغمضة العينان بقوة وكانها تتألم وتعاني من شيءٍ
ما…….
“حنين……”نادى عليها ففتحت جفنيها ونظرت اليها

 

 

بعيون لامعه وكانت الدموع محتجزة بهم…..
اقترب منها وجلس بجوارها على الاريكة ينظر لها باستفهام وشعره الاشقر مبلل تنزل قطراته على
عنقه وصدره المشدود البارز من خلال سحابة
سترة الطقم….
قالت حنين وهي تنهض….
“على فكرة انت كده هتبرد……..استحميت بمايه دافيه صح…. “ابتعدت عنه الى الدولاب
فاخرجت منشفة نظيفة واقتربت منه…..
سمعته يبتسم وهو يخبرها بهدوء….
“اسمه شور ياحنين……”
اومات بحرج وهي تتقدم منه لتضع المنشفة على راسه وتجفف اياها…….
“بلاش تخرج وراسك مبلوله ياعز….هتبرد الجو مش
مظبوط…….”
لاحت المفاجأة على وجهه المغطى عن عينيها..فهي تهتم به وكانه طفلها الصغير……
حنين ماذا تفعلين….بالله عليكِ توقفي فوراً التعلق يزيد بكِ كل يوم عن السابق اصبحتِ شيءٍ مهدد لحياتي…….
ود لو يخبرها ان تتوقف عن ذلك ولكنه لا يمتلك الشجاعة حتى….فهو أيضاً سعيد بتلك المشاعر
التي تقدمها له على طبق من ذهب……
سحبت المنشفة وهي تنظر لعينيه بسكون جميل ثم قالت…..
“يلا عشان ناكل…….”
اوما لها وهو يمد يده لكي يأكل معها فافضل وجبه يحصل عليها تلك الوجبة التي يتشاركان بها ليلاً
في غرفتهما…….
بعد مدة اتت الخادمة وحملت صنية الطعام وخرجت ثم بعد الاغتسال وشرب شيءٍ دافئ…. اتجه بها على الفراش واستلقت حنين على صدره بظلام مغمضة عينيها براحة وهي تستمع لخفقات قلبه المنتظمة…
قالت في الظلام بخفوت…
“عز……”
همهمات خشنة منه كانت الرد……فسالته بحرج…
“هتنام؟؟؟…..”
مشط شعرها باصابعه وهو يقول بخفوت وسط الظلام الكاحل…..
“عايزه تقولي حاجة ياحنين……”
قالت بتردد
“ايوا……كنت عايزه اسألك عن اية هانم…..”
عقد حاجبيه وصحح بحزم….
“بلاش هانم دي…..اية….. اية بس….اتفقنا….”
اومات في الظلام وهي تسأله…
“آية…..وعلي ابنها……ليه مش عايشين معانا هنا انا فكرة انهم كانوا عايشين هنا الاول ……”
ارتسم الحزن على وجهه في الظلام فاجابها بخشونة…
“كأنو عايشين هنا…..بس اية حبت تعيش لوحدها…”
بلعة الغصة بالم وهي تقول بيقين….
“بسببي صح…………..عشان جوزنا……”
اخبرها بالامبالاة…..
“انسي ياحنين احنا معملناش حاجة غلط…..”
ابتسمت بعطف لأجل مصارحته وعدم انكاره
لحقيقة هجر اخته إليه…..
“انسى ازاي دي أختك ياعز …..ومهم كان الخلاف اللي بينكم مينفعش تسيبها تعيش لوحدها…..”
صارح بحنق وهو يزفر بكبت….
“هو وانا اللي مشيتها من هنا….هي اللي خدت بعضها ومشت…….وكانها ما صدقت….معترضه على اي آية
انا مش صغير عشان امشي على حسب هواها…
واختار الانسب زي ماهي عايزه…. ”
قالت بنبرة مقتضبة….
“بس هي عندها حق ياعز….. احنا فعلاً مش
مناسبين لبعض……”
صمتا قليلاً معاً ولم يكن هناك صوت الى هدير انفاسه العالية المشحونة بالغضب منها ومن جملته….. تضخم صدره وشعرت اسفل اذنها ان النبضات تعلو بقوة… فخشت ان يدفعها عن صدره بعد هذا الجو المشحون بينهما
تحركت قليلاً محاولة رفع راسها كي تبتعد عنه.. لكنها وجدته يكبلها من اسفل منكبيها ويضع راسها من جديد على صدره وسمعت صوته يعصف بخفوت مرعب……..
“انتي لي مصممة…….”
لم تفهم جملته فقالت بصوتٍ مرتعد….
“مصممة على ايه…..مش فاهمه…..”
هسهس بنبرة متجهمة……
“مصممة ان جوزنا يفشل………مع اني بحاول معاكي…..وانتي بتعندي ومصممة تفضلي مكانك….”
لعقت شفتيها في الظلام بحرج وهي
تقول….
“بلاش تحسبها كده…….”
هتف من بين اسنانه بتهكم…..
“امال احسبها إزاي ياحنين…” صمت قليلاً ثم
عض على شفته وهو يزمجر بعناد….
“انتي مناسبه ليا…. غصب عنك وعنهم….. وانا حُر

 

 

في اختياراتي….. فهماني ياحنين حُر……”
هزت راسها بسأم فقد عادت الغطرسة مجدداً…
هربت من جملته وقالت…….
“لازم تصالح اختك……. دا الأهم دلوقتي……”
برم شفتيه وهو ينظر لسقف الغرفة بانفعال…
“انسي الموضوع ده…..هي حره كمان في حياتها…”
رفعت راسها قليلاً وهي تنظر اليه بدهشة عاقدة الحاجبين…..
“بلاش القسوة دي ياعز…..انت محتاج لوجودها معاك…….انا يمكن معرفش البيت ده بيهم بيبقا
عامل إزاي بس مجرد ما بتخيل وجودهم معانا
بفرح اوي خصوصاً ابنها……ارجوك ياعز….. خلينا
نروح بكرة نزورها ونحاول نخليها ترجع
معانا……”
رفض عز الدين بشدة……
“انتي بتقولي اي ياحنين….تروحلها فين لا طبعاً…”
ترجت اياه بحنو وصوتٍ حاني……
“عز عشان خاطري اسمع كلامي المرادي بس…أكيد
اية فكره ان انا خدتك منها وبعدتك عنها وقسيت قلبك عليها……لكن لو روحت معاك وزورناها سوا….. هتتغير نظراتها شوية ويمكن ترجع تعيش معانا……”
هز راسه بقنوط من تفكيرها…..
“انتي متعرفيش آية ياحنين…اية مش من نوع اللي بيضحك عليه بكلمتين…..ومفيش حد يعرف يغير رأيها عن حاجة…… ”
ارتاح رأسها على كتفه الممدود اسفلها مجددا وهي تقول بنبرة متاملة بغد أفضل……
“تمام احاول اقرب منها وحسن علاقتي بيها….ويمكن
مع الوقت تغير نظراتها وترجع هنا تاني…..”
تثاءب عز الدين بقوة ثم قال بعدها بخفوت…..
“خلينا نتكلم في الموضوع ده الصبح انا عايز انام دلوقتي عشان تعبان…….”قبل قمة شعرها وهو
يقول بنبرة ناعسة…..
“تصبحي على خير ياحنيني…….”
ابتسمت برفق في الظلام وهي تقول…
“وانت من اهله….”
ارتاح كفها على صدره النابض واغمضت عينيها وراسها ترتاح على كتفه………. كانت يده القوية
تحيط خصرها ويده الأخرى متحررة من لمسها
لكنها تفاجئت به يرفعها ليعانق يدها المرتاحه على صدره…….ابتسمت اكثر وهي تحك انفها بصدرها
ثم تقترب منه اكثر بحب لتعانق بساقها ساقيه
من الأسفل….ونامت معه على تلك الوضعية
الحميمية حتى الصباح…..
صباحاً في نومها وجدت من يتحسس جسدها بوقاحة وينتشلها بلمساته وقبلاته من نومتها الهنية……
همهمت بحنق وهي تبعد يده بزمجرة…..
“بس بقا ياعز……”اولته ظهرها ونامت على
جانبها الآخر….
اقترب منها عز الدين اكثر وضمها من الخلف بقوة تارة تشعر به يشتم شعرها بقوة ويغرز انفه بداخله
وتارةٍ اخرى تشعر بمرور شفتيه الساخنة على طول
جيدها ومع كل هذا يده تسير عليها بمنتهى
الراحة والعبث…….
هزت راسها بحنق وهي تبعد يدها عنه بتصميم…
همس بعمق بالقرب من اذنها …..
“حنيني…………..تعالي في حضني……..”
رق قلبها فاستدارت اليه بعيون مغمضة ثم دفنت رأسها بصدره……
“مش عايزه………..عايزه انام……..”
سالها بخبث….
“متأكده……”
اومات له وهي تدفن جسدها اكثر به…..مشط شعرها باصابعه وشفتيه كانت تطوف على قسمات وجهها بنعومة……..فتحت عينيها وقد استيقظت من نومها بعد حركاته تلك…….
حينما نظرت اليه بضيق ونعاس واضح بعينيها داعبها بانفه وهو يقول ببحة خاصة…..
“صباح الخير………”
عنوة عنها ردت عليه بهدوء وعيناها كانتى تسافر على ملامحه الوسيمة القريبة جداً منها……
“صباح النور……..”طبعت قبلة ناعمة على وجنته
رفع حاجبه بتهكم وهو يقول بعدم رضا….
“اي ده انتي بتبوسي واحد من اخواتك…..”
وجدته يرفع راسه ويشرف عليها بجسده وهي اسفله لتجده يكبل يداها خلف راسها وهو يقول باستياء زائف…..
“لحد امتى هعلم فيكي…..”
نظرت لقربه منها وليديها المكبلة فوقها فقالت
بتوجس……
“انت بتعمل اي ياعز……”
“هصبح عليكي ياعيوني…….”مالى عليها وداهم شفتيها بقوة اغمضت عينيها…. وقد اصبح التمتع بقربه قطعة من الجنة…..وسكينة جسدها باحضانه
كالملاذ الذي وجد امانه أخيراً……
بعد مدة من اللحظات الجامحة الحميمية بينهما خرجت من الحمام تلف جسدها بمنشفة بيضاء
كبيرة تصل لفوق ركبتها………وتغطي شعرها
بأحد المناشف الصغيرة……..
تغيرت حنين كثيراً اصبحت أمرأه يافعة الجمال
ناضرة البشرة لامعة العينان…..والابتسامة الجميلة
لا تفارقها كلما كان بجوارها……
كانت تلاحقها عسليتاه وهو يرتدي ساعة معصمه الانيقة….. النفيسة كذلك… كبذلته الانيقة العملية
التي تبرز شموخه ووسامته الطاغية……
وقفت امام المرآة وهي تنزع المنشفة عن شعرها
ثم همست بدلال وعينيها تجتاح عيناه عبر المرآة…
“بتبصلي كدا ليه……. عايز تقول حاجة…..”
رد وهو يداهم لوزتين واسعتين بجمال خلق
للتأمل…
“حاجات كتير ياحنين…. شكلي ملحقتش اقول
كل حاجة الصبح……”
توردت وجنتيها وهي تمشط شعرها على وقفتها تلك…….ثم قالت بعد ثواني…
“عز……. هو احنا هنروح لاية امتى……”
برم شفتيه بتعجب وهو يرتدي حذاءه
الأسود…
“انتي لسه مصممة……….افتكرت اول ما الصبح

 

 

يجي هتنسي الموضوع ده…..”
تركت الفرشاة على سطح طاولة الزينة ثم استدارت إليه بتلك المنشفة القصيرة المغرية وشعرها الرطب بخصلاته الملتصقه بوجنتيها باغراء…….نظرت له وقالت بجدية جميلة لا تليق بالهالة الهشاشة المحيطه بها دوماً……
” لما اتكلمت معاك بليل مكنش كلام وخلاص عشان احلي نفسي قدامك…… انا فعلاً عايزه اروحلها…. ”
لاحت بسمة عابثة على شفتيه وهو يرمقها باستمتاع….
“مبدأيا انتي حلوة علطول قدامي من غير اي حاجة….”
بلعت الابتسامة بالاجبار وهي تقول بنفس
الجدية……
“متغيرش الموضوع ياعز…….وقولي انك موافق….”
اوما لها ببساطه…..
“موافق ياحنين….اخر النهار نروج نزورها…..تمام كده…”
تقدمت منه بحماس جميل وهي تسأله….
“طب نجبلها اي معانا ياعز…… هي بتحب إيه…..وعلي كمان بيحب إيه…… ”
رد باختصار وهو يرتدي سترة البذلة وزرار اياها
قائلاً بعجله…….
“متشغليش بالك بالموضوع ده….لم نيجي نخرج اخر النهار هنعدي على كام محل كده نجبلهم شوية حاجات ونطلع عليهم…..”
غمرتها السعادة وبعضاً من الحماس والكثير الكثير من التردد من تلك المقابلة التي اقدمت عليها
اكتفت بايماءه بسيطة إليه…..
اقترب عز الدين منها وطبع قبله على وجنتها
وهو يقول بخفوت…
“روحي كملي لبسك….وانا هروح الشغل دلوقتي واخر النهار هتصل بيكي عشان تحضري نفسك
ونطلع عليهم…….”
همست بالموافقة وحياء…..
“ماشي ياعز……هستنا مكالمتك…..مع السلامة.. ”
وقفت على طرف قدمها لفرق الطول بينهما ثم بادلته قبلة ناعمة كلمست ورقة الورد لكن على شفتيه
ثم ابتعدت بعدها سريعاً داخل الحمام….
تاوه بكبت وعينيه اظلمت بشوقاً وهو يتابع ابتعادها
واغلاقها للباب سريعاً بخجل…….. تمتم بتشتت
وهو يرجع شعره للخلف بقوة……….
” وبعدين ياحنين………. وبعدين معاكي…… ”
وضعت يدها على صدرها الذي يعلو وينخفض من شدة سرعة تنفسها… وابتسامة متعذبة تلوح على شفتيها….. انها تقترب من النيران ولن تلوم إلا
نفسها ان اصابها الأذى………

 

 

…………………………………………………………….
في المساء خرجت من بوابة الفيلا مرتدية طاقم
انيق عبارة عن بنطال جينز وكنزة من الون
الارجواني الفاتح……..كان طاقم غاية في الأناقة عليها بارز خصرها المنحوت ومفاتنها الناعمة بحياء…
اكتملت هيئتها الجميلة برفع شعرها البني الداكن
للاعلى على شكل ذيل حصان……و وضعت بعض الزينة الهادئه على وجهها فازداد جمالاً برونق
الخاص بها….
خرجت من باب الفيلا فوجدته ينتظرها بداخل سيارته…….
اخفضت حنين راسها تطلع اليه وتبادل معها النظرات لبرهة من تحت نظارته السوداء…..رفعت حاجبها وهي تسأله…..
“مش ناوي تفتح الباب……”
رد باختصار…
“مفتوح والله…….”
وضعت يدها على المقبض كي تفتحه في نفس اللحظة أغلقه…..عبس وجهها وهي تنظر اليه شزراً…
“يسلام هو كدا مفتوح؟!….”
قال بسماجة……
“لا كده مقفول……”
اغتاظت حنين فقالت بكبت…..
“طب ما تفتحه ياعز……..”
“افتح اي……”نظر لها ببلاده……
دبت في الارض وتاففت بـ…..
“استغفر الله العظيم………باب العربية ياعز…..”
برم شفتيه ببراءة وهو يفتح الباب..
“ممم….. مش توضحي كلامك من الاول…استني…..”
فتح الباب فدخلت واغلقته وهي تنظر له بحنق…
سالها بنفس البراءة…..
“مالك ياحنيني……”
عضت على شفتها وحاولت التحكم بغضبها قائلة
بسخرية….
“أبداً اتذليت شويه على ما جوزي فكره يفتحلي الباب……”
تأتأ بشفتيه وهو ينظر له بمراوغه…..
“تؤ تؤ……… في حد يقدر يذل القمر برضو……”
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت هازئه…
“قمر !………….. أمر بستر…..”
ردد الكلمة ذاهلا من ردها…..
“أمر بستر؟!……والله انتي مينفعش معاكي غير كده……”وجدته يجذبها من شعرها برفق فشهقت
بصدمة لتجده يداهم شفتيها بأكملها بهيمنة….
لم تبادله القبلة بل ضربته في صدره وهي تحاول ابعاده عنها وكانها تزيح حائط صلب….لن يتركها
إلا بعد ان ينال من شفتيها كما يريد….
تركها ونظر لعينيها الغاضبة للحظات ثم مسح شفتيها
الامعه بابهامه الغليظ…..ضربت يده وهي تبعده عنها
بضيق…..
“في حد بيعمل كده……”
نظرت للمرآة الامامية وهي تمشط شعرها من الامام بيدها فقد شعثه الاستاذ بيده العابثة…….زفرت
وهي تقول بقنوط…..
“حرام عليك ياعز بجد…مش عارف ان احنا رايحين عند اختك……”
لمعة عيناه وهو يتاملها بقوة…..
“واي المشكلة….وبعدين انت ياحنيني الكلام الحلو مش بيجي معاكي سكه….تقريباً لازم كل ما شوفك اعمل فيكي كده…….يمكن تقتنعي…..”
لم تنظر له بل سألت بنفس
الحنق…..
“اقتنع بايه بظبط…..”
نظر للامام وهو يقول بنبرة جامدة…..
“انك مش سهله خالص…..”
غيرت مجرى الحديث وهي تخفف من حدة صوتها وقالت…..
“احنا كده هنتاخر على فكرة…… مش لسه هنجيب حاجات معانا قبل ما نروحلها……”
اوما لها وهو يدير محرك السيارة واضاف
بمراوغة…
“ماشي…………..بس كلامنا مخلصش……”
ضحكت تلك المرة ضحكة خافته وهي تجارية
بعبث انثوي جميل…….
“تقريباً بقلنا تلات شهور مش عارفين نخلصه…”
سحبت النظارة بجراة من فوق عيناه وهي تضعها على شعرها من الاعلى باناقة قائلة بدلال…..
“خليها هنا أحلى…..”
رفع شفتيه هاكما وهو يرمقها باستهجان ثم
قال بغيظٍ منها…..
“حد قالك قبل كده انك باردة…….”
انزلت النظارة على عينيها واحبت اغاظته اكثر
فقالت ببرود…….

 

 

“معلومة جديدة دي……….بس حلوة عليا النضارة برضو……..مش كده……. ”
حاول كبح ضحكته ولكنها فلتة من بين شفتيه فقهقه
عالياً بصدى ضحكة رجولية جذابة على اثارها ضحكت وهي تنظر من نافذة السيارة……
يبدو ان هناك شعور مريض ممتع ينبت بداخلها حينما ينتابه الغيظ منها كلما بادلته المزاح السمج مثله
واستفزته !….
وصلا الى متجر الألعاب…. كان كبير وشاسع وانيق كذلك لا يشتري منه إلا فئة معينة ، كان له عدة اركان مخصصة للاطفال لكنها منظمة على حسب سنوات العمر……..
دخل عز الدين مع حنين التي كانت تمسك بيده وحينما وصلا الى الزاوية الجالسة بها البائعة…
انبهرت حنين من جمال المكان فتركت يد عز الدين وهي تولي ظهرها تلمس احد الاشياء التي جذبة انتباهه……وكانت احد الالعاب الذي طلبها منها اخيها
عبدلله الصغير يوماً لكنها لم توفق في اشتراها لغلاء
سعرها…….
لاحت ابتسامة حزينة على شفتيها وهي تنوي اشتراء الالعاب لهم من هنا حينما تنوي زيارتهم
بالغد……..
تحدث عز الدين مع الفتاة المسئولة عن عملية الشراء هنا وكانت بجواره تقف حنين لكن تولي
ظهرها له…..
“لو سمحت يانسة…..ركن العاب الاطفال من سن
سنة كده فين……”
ابتسمت الفتاة وهي تنظر له ثم للسيدة الواقفة بجواره والتي كانت جميلة بملابس قصيرة
شقراء الشعر ببطن ممتلئة امامها يبدوا انها على وشك الولادة…….قالت الفتاة بلطف وعملية…
“اخر زاويه على ايدك الشمال يافندم…..” ثم
نظرت للسيدة ثم له وقالت….
“ربنا يقومهالك بسلامه يافندم…. الف مبروك
يتربى في عزكم……..وربنا يقومهالك بسلامة.. ”
لاح الغباء على وجه عز الدين فرمق السيدة الحامل بجواره والتي ايضا بادلته النظر بابتسامة مندهشة…
بطبع سمعت حنين كل شيء فهي بجواره تقريباً لكن توليه ظهرها……استدارت وهي تشعر بنيران صدرها تتزايد وهي ترى جمال تلك الشقراء الحامل التي تقف بجوار زوجها ويبدوا ان الفتاة لم تخطأ التخمين… فهي لوهلة ظنت انها خارج تلك الدائرة وتشاهد
زوج حنون يصطحب زوجته الجميلة الائقة جداً عليه ، لمتجر الالعاب كي يشتريا لمولدهما الأول بعض الالعاب والمستلزمات لغرفته الجديدة….
بلعت الغصة بقوة وهي تقترب منه بغيظ ولاول
مرة وكاي انثى تظهر جانبها القوي بدفاع عن حقها
بزوجها…….
عانقت ذراعه وهي تنظر للفتاة ثم للشقراء الحامل..وكانها ترسل اول صك ملكيتها عليه….ثم وقفت وقفت الحوامل في اواخر شهور الحمل….
مسكت خصرها ومالت قليلاً للخلف كي تبرز
بطنها المسطحة وهي تئن بتعب مصطنع….
“ربنا يكرمك ياحبيبتي….كتري من دعواتك دي… لحسان الواد طالع شقي اوي……… زي ابوه…..”
توسعت عينا عز الدين بصدمة وارتفع حاجبيه
وهو ينظر لها….. برقت حنين بعينيها نحوه وهي تقول بدلال مصطنع من تحت اسنانها المطبقة
عليهم وكانت ترمق الشقراء كذلك من اسفل
جفنيها بخبث…..
“اسندني يازيزو……….لحسان مش قادره امشي….”
كبح ضحكته وهو يسندها بالفعل ويسير بها لاحد الزوايا التي اشارت عليها الفتاة…….
ابتعدا تحت انظار الفتاة والشقراء اللتانِ عاقدان حاجبيهن بتوجس منها ومن تصرفها…..
عندما وصل بها لهذا الركن وجدها تعدل وقفتها وهي تضربه في صدره بقوة….اندهش من تصرفها المباغت مجدداً ليجدها تصيح بغيرة حمقاء…..
“اي اللي انت بتعمله ده…عجباك اوي ام شعر اصفر دي….ممكن اصبغهولك برضو عادي…آآه اكيد عشان
الجيبه القصيرة………… عندي منهم برضو كتير بس انا
اللي مبحبش اخرج بحاجات قصيرة…….”
كان صامتا وهو يرمقها بجمود اغتاظت اكثر منه
واقتربت اكثر نحوه وهي وترفع راسها اليه لفرق الطول بينهما….
“وازاي تقولك يتربى في عزك وانت تسكت…اي ما صدقت……..”
اخرجت انفاسها السريعة الغاضبة امام ملامحه الجامدة الباردة نحوه….لتجده بعد صمتها
المشحون يقول بهدوء…
“خلصتي ياحنين……”
اشاحت بوجهها وهي تزفر بغيظ منه….

 

 

“تقريباً……”
قال بخشونة فاتره……
“طب يلا عشان نشتري كم لعبة من هنا لعلي……”
دبت على الارض بغيظ اكبر وهي توليه ظهرها فسمعت اياه يحذرها من خلف ظهرها…..
“براحه عشان اللي في بطنك…….اتحركي
على مهلك…..”
رفعت حاجبيها وتيبس جسدها وجحظت عينيها بصدمة وهي تنظر امامها لتجده يخطو خطواته بثبات ويقف امامها ويبدا بانتقاء احد الالعاب
المعلقة اعلى الرفوف المزينة…….
هتفت حنين بحرج وهي تنظر إليه….
“على فكرة….. انا…..انا مش حامل…..”
اوما باقتضاب….
“عارف……….تعالي شوفي العبه دي كده… ”
تقدمت منه وبدات بانتقاء عدة العاب تلائم عمر الصغير علي……
…………………………………………………………..
وصلا اسفل البنية التي تقطن بها آية…..
نظر لها عز الدين ويده مثبته على عجلة القيادة بتردد…….
“وصلنا……. ناويه تنزلي ولا غيرتي رأيك…..”
هزت حنين راسها بنفي….ثم تساءلت بغرابة من
أمره….
“لا ماغيرتش رأيي….بس شكلك انت اللي مش عايز تطلع……..هي مش وحشاك؟…..”
اسبل جفنيه للارض للحظات ثم رفع عسليتاه الضارية كالنمور عليها…فوجدها منتظرة اجابة
واضحه منه……لكنه لم يقول إلا شيءٍ واحد
بمنتهى الهدوء….
“انزلي……”
لم تحاول الضغط عليه أكثر….يكفي انها افصح عن مشكلته مع شقيقته ويكفي انه وافق على طلبها واحضرها لهنا وهو معها كما أرادت…..
صعدا معاً المصعد…. وبعد ثوانٍ وقفت معه امام باب الشقة المنشودة….كان يحمل بعض الاكياس بين يداه من ضمنهم العاب للصغير علي وبعض المخبوزات الساخنة والشوكلاته التي تفضلها آية……
ضرب عز الدين الجرس ففتح الباب وطلت عليهما آية بطاقم بيتي انيق رافعه شعرها الاشقر القصير
للأعلى بكعكة فوضوية لكنها جميلة جداً
عليها……كانت بشرتها بيضاء ناصعة وعينيها عسلية كعز الدين لكن الاختلاف بينهما كبير فعينيها كانت تضج بالحياة دافئة كذلك….. ليست مريبة وقاتمة كعينين عز الدين حينما تتاملهما……لكن التي لاحظته
حنين عند وصلت التأمل تلك.. الارهاق البادي عليها والحزن المرتسم على ملامحها وكانها تعاني في وحدتها ؟!…..
اختلج صدرها بشعور موجع وهي تشعر انها سبب
ما تعيشه( اية) ربما لا تعرف الاسباب لكنها تعرف ان
فقدان السند أحد اسباب كسر المرأه وحتى ان كانت كجبل شامخ تسقط مع اول عاصفة ترابية تداهمها !……..
كانت آية تنظر لهما بصمت وعلى وجهها بعضاً من الصدمة….وبعضا من الاشتياق وهي تنظر لاخيها بعتاب……..
ربما لم تراه منذ اكثر من ثلاثة اشهر لكنه يتواصل معها عبر الهاتف ويعين( نزار)حارسه الشخصي
اسفل البنية وتقريباً كل ساعة يصعد يسالها ان كانت
تريد شيءٍ ام لا……حتى في خروجها يذهب معها وكانه عين رسمياً حارس شخصي لها……وبرغم من كرهها لتلك الاشياء كالحماية والحرس والخوف الزائد إلا انها تركت الامر يسير من حولها على مضض……. انها اصبحت في دوامة عميقة و قاسية تلك الفترة وليس لديها جهد واحد كي تتناقش مع اخيها في أمر الحراسه المفاجئه تلك……
نظر عز الدين وتاملها باشتياق ثم بعد وصله من النظرات بين ثلاثتهم قالت آية بقنوط…..
“أهلا وسهلاً….اتفضلوا……”فتحت الباب على لاخره
وهي تشير لهما بدخول…..
دخل عز الدين وبعده حنين التي تقدمت منها بحرج
ومدت يدها محاولة قتل الصمت بينهما بسلام….
“مبسوطه اني قبلتك يا آية…..” نظرت اية لكفها الممتد لها ثم رفعت عينيها على عز الدين جامد
الملامح وهو يتابع تصرفها القادم بصمت….
عادت عيون اية على حنين التي تنظر لها بارتياد ويدها مزالت ممدودة لها……اخرجت اية نفساً مضطرب وهي تضع يدها بيد حنين تبادل السلام
بفتور…….. اقرب للبرود……
“مبروك ياحنين……..”ثم نظرت لاخيها واضافة…
“مبروك ياعز….sorry اني مقدرتش احضر فرحكم…….”
قالت حنين سريعاً بتودد….
“ولا يهمك احنا كمان اتاخرنا اوي في زيارة دي
معلش اعذرينا…..عز كان مشغول اوي الفترة دي
في شغل…… مش كده ياعز.. “استدرات اليه حنين وهي تشير بعينيها الواسعة العذبة تلك ان يتقدم من اخته ويسلم عليها…….
ابتسم عز الدين على تصرفاتها العفوية التي كانت على مرأى من عيون اية التي عقدت حاجبيها وهي تفسر نظراتها تلك…وحينما اقترب عز الدين من اية

 

 

اندهشت اية بعد تفسير نظرات حنين….
هل اتت لهنا كي تحل الخلاف بينهما؟….هل تعلم تلك الهزيلة ان الخلاف بسببها هي؟!…
رمقتها اية بتامل أكبر…… وبرغم من ملابسها الانيقة الغالية إلا ان ملامحها وهيئتها هزيلة هشه جداً…..لا تنتمي أبداً للبيئه الرفيعة مهما حاولت…….. واضح
من تصرفها العفوي الآن……وملامحها شفافة
التعبير…. هل تلك الشفافية مكتسبة بالفطرة ام انها احد الواجهة كقشرة تخفي خلفها أمرأه طامعه كغيرها من زوجاته السابقات…….
اقترب منها عز الدين وعانقها بادلته العناق وهي تقول بهمس معاتب بعد ان اختلات به قليلاً عن حنين…….
“شكلك جاي عشان هي اللي قالتلك……”
رد بهمس وهو يقبل قمة شعرها…..
“كنت مصيري هاجي يا آية…..وبعدين مين اللي المفروض يزعل من مين انا ولا انتي…مين اللي ساب البيت وبعد…ومين اللي بيتحايل على التاني
في التلفون عشان يرجع ……”
تركته وهي تقول بخفوت….
“قولتلك اني محتاجه ابعد ياعز وانت عارف السبب…..”
أنتبه ان حنين ابتعدت عنهما لاحد الاركان
تاركه لهم حرية الحديث من باب الذوق…
قال عز الدين من بين اسنانه بعد ابتعادها…..
“بعد زيارتها ليكي يا اية لسه مقتنعه باللي في دماغك……”
اشارت آية عليه وهي تقول بنزق….
“المشكلة مش فيها…….المشكلة فيك انت…..”
زم شفتيه باستهجان معقباً….
“واي هي مشكلتي بقه…..”
قالت بجدية بدون مواربة….
“الستات ياعز…….نفسي تستكفى بواحده بس وتقول الحمدلله…….”
رفع حاجبه واضاف باستنكار….
“على اساس اني كنت عمالهم مدليه قبل كده…..على يدك مفيش واحده فيهم كانت تنفع تكمل معايا…”
سألته آية بلوم….
“ولي اختارتهم من الاول…..”
اجاب بغروره المعتاد……..
“معرفتش كده غير لما عشرتهم…..هعرف منين قبلها يعني انهم مينفعوش …..”
لن يفلح العتاب معه ولا حتى التقريع يناسب طوله وسنه وعمره….ستصمت داعيه من الله ان تكون تلك الحنين الاولى والاخيره في قلبه…..فهي لن تتحمل
رؤية السادسة بحياته…….هذا كثير عليها..كثير
انها اصبحت معقدة عقد ليس لها حلول بعد معاشرة رجال تلك العائلة……باستثناء خالها فؤاد فهو كالحن
نشاز بينهم لا يناسب الإيقاع الموسيقي للعائلة…..
تحت شعار…..(نطالب بتغير….. زوجه واحد لا تكفي)
انتبهت اية وعز الدين الى صوت علي الذي يكركر بقوة وهو بين يدين حنين التي تداعبه بشقاوة
مسلوبه منها تحاول استردادها مع الوقت ؟!….
رغما عنها ابتسمت اية على اثار صدى ضحكات ابنها ونظرت نحو عز الدين بتلقائية لتجد اخيها غارق
في زوجته تاملاً وعيناه تلمع ببريق جديد عليه
كلياًّ…. انها لاول مرة ترى عيناه تلمع هكذا وهو ينظر نحو أمرأه ….. حتى انها لم تصادف تلك البسمة الحانية التي تشق شفتيه مع زوجاته السابقات……
عادت عينين آية مجدداً على حنين وكانها تحاول تفقدها مجدداً عن كثف…برغم من انها لا تقارن
بغيرها ممن دخله حياته وخرجه منها بتذكرة
سفر لياتي غيرهن بعدها سريعاً…..إلا ان حنين
جمالها عذب راقي…..حزين….هش…….. هناك رجال
ينجذبنا لهذا النوع من النساء…..وانها تفاجئت
ان اخيها واحداً منهم……..
اقترب منها عز الدين وحمل علي عنها بدأ يقبله ويلاعبه بحنان…..والصغير ايضا كان يقهقه اكثر معه
وكانه لم ينساه تلك الاشهر كما خشى عز الدين
حينما حمله……..هتف عز الدين وهو يلاعبه….
“طالع اصيل ومش بتنسى اللي منك احلى حاجة انك مطلعتش زي ابوك……..”

 

 

جفلة ملامح آية قليلاً وشعرت ببعض الاختناق وكان الهواء انسحب فجأه……استأذنت منهما وهي تقول..
“بعد اذنكم…هدخل بس اشوف الكيكة اللي في الفرن…..وهعملكم حاجة تشربوها….”
اوما لها عز الدين وهو يجلس على الاريكة ويداعب
علي الذي مزال يقهقه بمرح……
تفاجئ عز الدين بحنين تنهض وهي تقول لاية بحرج……
“استني يا آية……انا هـ…هاجي اساعدك…..”
رفضت اية برقة وهي تقول….
“متتعبيش نفسك ياحنين مش مستاهله…..خليكي جمب عز……..متسبهوش……”شددت اية على اخر جمله وهي تنظر لعينيها بجدية…..
لاحت البلادة على وجه حنين وهي تتقدم منها بهدوء……
“مفيهاش حاجة…لو وقفت ساعدتك…انا شاطرة اوي في المطبخ متقلقيش……”
برمت اية شفتيها مستنكرة بقنوط….
“اقلق !…..هقلق من إيه….مش هتبوظي قد اللي ببوظه تقريباً من كتر الافترى والوصفات الفشلة اللي بعملها مخزونة الدولة قرب ينتهي من تحت راسي……”دخلت آية المطبخ…..فدخلت خلفها حنين وهي تشعر ببوادر الراحة من ناحية آية فهي برغم تصممها على الزيارة إلا انها كانت مرتابه جداً من تلك المقابلة……
اخرجت آية صنية الكيك من الفرن على الرخامة ثم وضعت بجوارها طبق صوص الشوكلاته…تصرفت اية معها بطريقة ودودة حتى لا تزيد حرجها….
“بصي ياحنين تعالي حطي صوص الشوكلاته ده
على الكيكه…….لحد ما حضرلكم العصير……”
اومات لها حنين بهدوء وهي تقف امام رخامة
المطبخ الناصعة وتبدأ بعدها بسكب الصوص
على سطح الكعكة وتوزع اياه بالمعلقة……
اثناء انشغالها سالتها آية بهدوء فضولي….
“قوليلي ياحنين……عز كويس معاكي…..”
اجابتها حنين سريعاً بصدق بدون الالتفاته لها…
“آه……….جداً……… الحمدلله…..”
تردد صوت آية قليلاً وهي تسالها بتوضيح اكبر…
“هو انتوا بتحبوا بعض…….”
توقفت يدي حنين عن الحركه وتيبس جسدها وخفق قلبها خفقه قوية مؤالمة…. وهي تفكر في تلك الجملة جيداً….ماذا ان اصبحت واقع بينهما يوماً ما؟!……..زاد الصمت بينهن كثيراً…
فقالت اية وهي تتافف بقنوط….
“كنت متأكده……بس نظراته كانت…..انسي…”انحنت براسها بنعومة وهي تعد العصير الطازج اليهما…..
استدارت اليها حنين وهي تسالها بغير استيعاب…
“مالها نظراته.؟….”
ردت اية ببساطه غريبة وهي تحرك كتفيها
بقلة حيلة…
“وكانه بدأ يحبك…………او بيحبك…….مش عارفه حسيت للحظه بكده….. ”
بهت وجه حنين وهي تعقب بوجوم…
“احساسك خانك المرادي…..مش معقول حبني……”
لم تفوت آية تلك الفرصة الذهبية وهي تسالها
سريعاً كي تزيد تشتتها اكثر…..
“ولا انتي بتحبيه؟؟…….”
هزت حنين راسها وهي تنظر للارض الامعه
بحيرة وكانها امام معضلة صعبة…..
“معرفش…. انا مسالتش نفسي السؤال ده قبل كده…”
ضيقت اية عينيها وسألتها باستنكار…..
“وناويه بقه تسالي نفسك امته…..”
هزت حنين راسها بتشتت وهي تحاول التخلص من
كلام اية الذي كان بمثابة المرآة التي تعريها وتكشف الستار عن مشاعرها ومخاوفها؟!…
“انتي مش فاهمه حاجة احنا جوزنا…..” بلعت الكلام وهي تنتبه لمن تفصح سرها ولمن تعري نفسها…
توقفت حنين عن الكلام وهي تنظر لها بزعر و..
حرج…..حرج كبير بعد الغباء الذي اقترفته منذ لحظات…..
“انا…..”
قاطعتها اية بنبرة إذاعيّه جميلة….

 

 

“انسي…. ولا كاني سمعت حاجة….. وبلاش تخافي اوي كده الموضوع مكنش مفاجأه ولا صدمه في اخويا…. انتي مش الاولى… بس اتمنى تكوني الاخيرة….وواضح ان في فرصة في قلب جوزك
لازم تستغليها…….”
اولتها حنين ظهرها بحرج وهي تمرر المعلقة على صوص الشوكلاته بشرود……
من يحب ؟!…. زوج الأربعة هل تمزح معها…..
……………………………………………………………

بعد ذهاب اخيها وزوجته دخلت فراشها واستلقت عليه بجوار ابنها الذي اخذ قسطٍ من النوم بعد
جولات طويلة منهكة باللعب مع خاله في خلال الساعتين اللذين قضاهم عز الدين وحنين……
يبدو ان حنين ليست امرأة سيئة كما كانت
تظن…… ربما هي متررده خجولة هشه في
المعاملة لكنها ليست كميرال وغيرها من زوجاته…. ليست خبيثة او طامعه… ربما هي تطمع لكن ليس بالمال بل بالحياة مع اخيها وهذا ما استنتجه عقلها بعد تلك الجلسة الطويلة بين ثلاثتهم…..
حتى عز الدين كان مختلف في المعاملة معها.. تخلى عن بروده وعنجهيته قليلاً… كان لين المعاملة متفهم
معها بمجرد نظره واحده تصدر منها نحوه… وكانهما زوجين منذ سنوات لا من ثلاثة اشهر فقط…. بينهما تواصل غريب ولن تنكر انهما لائقين جداً بجوار
بعضهما برغم الفوارق الاجتماعية واختلاف
بيئة كل واحداً منهما ؟!….
رفعت رأسها للاعلى وهي تفكر بجد هل شفع المستوى لها معه……. كانا من نفس العالم يعيشان
في نفس البيئة الرفيعه…… و الرفاهية الدائمة في حياتهما ورغم ذلك تركها واختار امرأة اقل منها في كل شيء وكانه كان يريد ذبحها مرتين…….
وياليتها كانت تستحق بل كانت طامعه بمالهُ وحياته المرفهة واخذت كل ما تقدر عليه وتركته…والآن بعد عامين يود الرجوع إليها والى ابنه الذي ضحى به لاجل الانسياق خلف شهواته ، والانغماس في مستنقع اقذر من القذارة…….
الان يود الرجوع وماذا عن مشاعري واوجاعي.. ماذا عن نزيف الجراح الذي لا ينضب بداخلي… ماذا عن غيرتي وعن كبرياء المهشم…….ماذا عن حطام أنثى
تدمر كل جزاءاً بها تحت حذاءك واكملت الطريق
بدون الالتفاته…..
تنهدت وهي تغمض عينيها بوجع لتتذكر منذ شهرين
واكثر حينما اصطحبها لحفلة أصدقاءه……
بداخل الحفل التقت باصدقاءه نضال وريتاج زوجته
ريتاج التي سلمت عليها بحرارة وهي تقول….
(أخيراً شوفتك يا آية…..عامله إيه وحشتيني اوي..)
عانقتها ريتاج وهي تهمس بخبث…..
(اي الفستان الجامد ده…. خالد منزلش عينه من عليكي من ساعة ما دخلت سوا…….مبسوطه اني شفتكم مع بعض تاني…)
ابتعدت عنها اية وهي تبارك لها بابتسامة فاترة…

 

 

(الف مبروك ياريتاج…….عقبال العمر كل مع بعض…)ثم نظرت لنضال زوجها وسلمت عليه واعادة نفس الجملة بالباقة…..
بادلها نضال المباركة وهو ينغمس مع خالد في عدة احاديث وهي سحبتها ريتاج عند بعض النساء للتعرف عليهن….بعض النساء بدا بالانبهار باية
واخذ بعض الصور معها فهن على معرفة بالبرنامج
التي تقدمه ولا يفوتنا حلقة منه….والبعض الآخر لم يتعرف عليها لعدم متابعة برنامجها لكنهم يعرفون
من تكون اخت
(عز الدين الخولي) وطليقة( خالد العربي)وام ابنه
كذلك لذلك لها صيت عالٍ… في الاخبار الصحافيه المنتشرة عليها وعلى رجال عائلتها…..
مازاد حرج آية نظراتهن عليها وعلى خالد والواقف خلفها عن مسافة مع نضال… سالتها احدهن بخبث…
(ا…..Im so happy (انا سعيدة جداً).. اني قبلت حضرتك يامدام آية… وفرحت اكتر لما عرفت انك رجعتي لطليقك… هو صحيح كان متجوز بعد ما سابك واحده كول كده من الشاغلين بتوعك……..)
هتفت أمرأه اخرى واقفه معهن باندهاش ماكر…
(معقول اتجوز عليها واحده شغاله… أوه…. اي المستوى ده…..I do not believe…..
(انا لا أصدق….)………..)
مطت الاخرى شفتيها ببرود وهي تصفع اية بأدب…
(لا صدقي هما الرجالة كده مش بيملى عينهم غير التراب…… حقيقي ياية هانم…. I’m sad for you…(انا حزينة لأجلك)…بجد……)
وضعت الاخرى يدها على صدرها وتاوهت
بتاثر زائف…..
(او…. يا….. This sad……(هذا محزن)….)
نظرت ريتاج اليهن بحنق وهي ترى وجه اية الجامد
الجميل وهي تتابع ميوعة حديثهن المليء بشماته نحوها برغم من انهن لا يعرفونها إلا معرفة سطحية كغيرها من المعروفين الذي لا يسمعنا عنهن إلا في الأخبار…….
استأذنت اية ببرود وهي تبتعد عنهن….. صاحت ريتاج فيهن بغضب…..
(جرالك اي ياجماعة انتوا ما بتصدقه تلاقه حاجة تتسلى بيها….. آية ضيفه عندي وميصحش الكلام بتعكو ده….)
فغرت الاخرى شفتيها بصلف وهي تقول بصوتٍ
ناعم متعجرف……
(او… ريتاج اهدي شوية احنا عملنا اي يعني… احنا
بنواسيها…..It’s okay…….(لا بأس بهذا…)….)
وزعت ريتاج النظرات الغاضبة عليهن وهي تقول
بنزق…….
(م…. It’s okay….. بالبساطه دي…. انتوا ضيقتوها بكلامكم واحرجتوها…….)
قلبت الأخرى عينيها للاعلى بسأم وهي تقول بالامبالاة……
(اوه….. ريتاج ركزي في الحفلة بتاعتك وسبينا ننبسط…….أوكي…..)
زفرة ريتاج وهي تبتعد عنهن بحنق……
كانت واقفه آية في احد الشرف الكبيرة بداخل
قاعة كبيرة فخمه مقام فيها الحفل في احد الفنادق العريقة….كان يداعبها هواء الليل البارد ويتخلل
جسدها وروحها المهشمة…..لماذا اتت معه لماذا سمحت بمنتهى الغباء بالاقتراب منه مجدداً….
بسبب ابنهما…..قربها منه دافع قوي يجعلهما
مرتبطين ببعض عنوة عنهما……..
شعرت بمن يختلج خلوتها ويقف بجوارها ولم تمر اللحظات إلا وقال بعد وصلت تامل طويلة بجمالها…
(ريتاج كانت بتسأل عليكي…….اي اللي حصل خلاكي تخرجي من الحفلة وتيجي تقعدي هنا لوحدك….)
ردت وهي تضم ذراعيها بتلقائية امامه تساله
بصوتها الإذاعيّ الناعم…..
(عرفت منين اني هنا……)
رد خالد ببساطة وهو يضع يده بجيب بنطاله….
(بسيطه كنت بدور عليكي ولقيتك……)
زمت آية شفتيها بسام وقالت…
(غريبة…..انت مبتحبش تدور على حاجة……)
انهال منها بنظرات الجامعه ما بين الشوق وندم بعدها….قال بصوتٍ اجوف….
(قلولك اي ضايقك……..)
نظرت للساحة الخضراء امامهما وقالت
بسخرية……
(قالو الحقيقة اللي بضايق اي حد……)
لم يجد كلمات يقولها صمت وقبض بيداه على الشرفة بعجز واضح…….ثم حينما طال الصمت
المؤالم بينهما انتبه انها تضم ذراعيها لصدرها
وكانها تشعر بالبرد…..خلع سترة بذلته ووضعها
على منكبيها…….نظرت له محاولة نزع السترة
بضيق….
(ملوش لازمة يا خالد….انا مش سقعانه……)

 

 

 

رد وهو يسند بجزعه على السور وهو يسافر بعيناه الخضراوان عليها…….
(بس انا شايف غير كده……..خليه عليكي يا اية….
لحد حتى ما ندخل جوا……)
اخرجت من بين شفتيها نفسا مشحون بتوتر ولم تقدر على رفع عينيها عليه وتركت السترة
عليها ورائحة عطرة تفوح منها فتداعب انفها
بحنين لايام ولى زمن الشعور بها…..
قتل الصمت بينهما سؤالا مجوف منه….
(اي رايك في حياتنا دي…..)
نظرت له عاقدة الحاجبين بتعجب……وقالت
(حياتنا !…….حياتنا ازاي يعني…..)
أكد خالد موضح بنبرة مترددة قليلاً…
(حياتنا…….انا وانتي وعلي ابننا…..)
خرجت ضحكة مندهشة من بين شفتيها تحمل
وجع غائر…..
(انت جاي تفكر في حياتنا دلوقتي…ياترى اي سر
اللي خلاك تحس بابنك وتفكر فيه……)
تعمق بنظر لعينيها وهو يقول
بعبوس…..
(انا منستكوش يا آية…..)
لاحت بسمة قاسية على شفتيها وهي تعقب بسخط……
(منستناش……امال لو نستنا كنت هتعمل اي
ياخالد……..كنت هتعمل اي اكتر من كده…..)
أفصح عن الأمر بنبرة شاجنة…..
(انا غلط يا آية…اذيتك وخونتك…..وضيعتك من
أيدي…..بس عرفت قمتك دلوقتي….عرفتها وعايز ارجعلك……..)
فغرت شفتيها هازئة…
(ترجع؟!…..وكانك دوست على جزمتي بالغلط…
وجاي تعتذر… وترجع كمان……)ضحكت بوجع
وعيون مطعونة بالالم وهي تضيف بعذاب……
(عارف وجعي؟…لو عرفه عمرك ما هتقف قدامي كده……..عارف يعني اي واحده تحب وتتخان…
عارف يعني اي واحده تكون نايمه لوحدها على سريرها بتعيط وهي بتتخيل جوزها في حضن واحده تانيه دلوقتي…بيلمسها بيحضنها….. معاها
على سرير واحد……بيحصل ما بينهم زي اللي كان بيحصل بينها وبينه…….عارف وجعها ياخالد..عارف
وجع الخيانة والغدر……عارف الضياع…..عارف يعني
اكره نفسي ومعرفش اكرهك…….)
انهمرت دموع حارقة على وجنتها وهي تقول
بصوتٍ متهدج…..
(جاي ترجع…. تفتكر انا لسه مستنياك…. تفتكر انا اصلا بقيت انفع لحاجة….. انا لا هنفعك ولا هنفع لغيرك……… انت دمرت كل حاجة جوايا…. في حاجات كتير ما بينا مبقاش ينفع ترجع….انا مبقتش زي مانا ولا بقيت قادره انسى…….. ولا عندي طاقة ادوس
على نفسي عشان خاطر ابننا يفضل عايش وسطنا…….) استردت الحديث اكثر وهي تخفف
نبرتها بتدريج…….
(علي هيبقا كويس كده…. وانا اوعدك مش هقصر معاه….. وانت هتفضل جمبه مش همنعك عنه… خلينا كده احسن بلاش نفتح الموضوع ده تاني يا خالد ارجوك…..)
كانت ستبتعد ولكنه اوقفها بيده بدون ان يلمسها
ثم قال بنبرة متحشرجة….
(انا مش عايز ارجع بس عشان علي يا أية…. انا عايز ارجعلك……. انا غلط واذيتك……وجرحتك بدل المرة الف….. عارف….. بس انا محتاج فرصة واحده منك هستغلها وهحاول اعوضك….. اديني فرصة يا اية
ومتقفليش البابان في وشي…….)
رفعت راسها المنحني اليه وهي تقول بعتاب
ساخر من نفسها ومنه…..
(طول عمرها كانت مفتوحه….. وكنت بحاول معاك بدل المرة مليون وانت كنت مصمم تبعدني عنك
وكنت مصمم تفضل في الدوامه بتاعتك كتير…. المرادي جاي ترجعلي بقه باوامر من خالي زي
جوزنا كده اللي كان بأمر منه…….)
تلبك امامها لوهلة واهتزت حدقتيه….. ثم
حاول الانكار
(انتي بتقولي اي انا اتجوزتك عـ….)
قاطعته بقوة وبنبرة متعبة…
(متكملش ياخالد…كل حاجة واضحه مش محتاجه انك تنكر وانا اصدقك…….)
تراجع براسه للخلف وكانها ضربته على حين غفلة
فحاول بصوتٍ متلجلج….

 

 

(انسي اللي فات يا أية….المرادي انا جيلك بنفسي وعايزك في حياتي…..انتي وابني…انا محتاجلكم
اكتر من اي حاجة في دنيا……..)
عزت راسها وهي تقول بخفوت باهت
التعابير…..
(لا ياخالد مش هينفع……احنا مننفعش لبعض….
كده حياتنا احسن…وكل واحد ربنا يسعده بعيد
عن التاني……)
حاول معها بكل الطرق وهو يقول بخنوع لاول
مرة معها….
(أية…فكري متتسرعيش في الرد عليا….انا هسيبك تفكري براحتك بس اديني أمل واحد انك هتفكري
في رجوعنا لبعض…بلاش ترفضي بشكل ده…بلاش تحسسيني ان وجودي في حياتك من تاني مش
فارق معاكي اوي كده……)
قست ملامحها وهي ترد بجمود راقي….
(هي دي الحقيقة وجودك من عدمه مبقاش يفرق معايا…..)
داهم الالم امعائه بشدة… وكانها لكمته في بطنه
بقوة……فقال بنبرة قاتمة….
(اي القسوة دي يا آية……كرهتيني لدرجادي….)
القت عليه نظرة حانقه وهي تقول باختناق….
(حاجة زي كده…….)كانت ستهرب من تلك المواجهة
المتعبة لروحها…التي تعريها امامه بدموعها التي تنساب بغزارة على وجنتيها تاثراً بحبه وجراحه….
وجدته يعرقل هروبها وهو يجذبها من ذراعها ويدسها في صدره بقوة….وضمها بذراعيه بشدة
واشتياق مؤالم……
تاوهت وهي تغمض عينيها للحظة من الصدمة والتاثر بقربه…..انها نسيت شعورها باحضانه…
وخشيت ان تنسى رائحته الرجولية برغم
من انها تحفظ على ظهر قلبها كل شيءٍ متعلق
به…..
سمعت صوت ينشج بالبكاء او انها توهمت بذلك
وهو يترجاها بخفوت…..
(عشان خاطر ابننا يا اية….بلاش تسبيني انا محتاجلك……..)
همست وهي بين احضانه وبرغم من انها لم تبادله العناق الا انها كانت ساكنه على صدره كتمثال بلا روح…….
(انت اللي سبتني وتخليت عني…….)
شعر بحلقه يلتوي وصدره ينقبض وهو يفصل العناق
قائلاً بلوعة امام عينيها….
(غصب عني يا آية…. كلنا بنغلط… وانا عرفت قمتك في حياتي…..انا مبقتش عايز من الدنيا غيرك انتي وعلي…. سامحيني يا آية غلطه وعمرها ما هتتكرر تاني…….بس اديني فرصة واحده…واحده بس يا
آية..)
وبرغم تاثرها بوجهه الشاحب وعيناه الحمراوان اثار الحسرة والحزن على ضياعها….إلا انها قالت بكبرياء مهشم امامه وقلب ملتاع…. وروح متخاذلة…..
(مش هينفع ياخالد……مبقاش ينفع صدقني…….)
ابتعدت عنه بقوة تاركه صدره ينقبض عليه اكثر
يكاد يختنق من شدة الحسرة على بُعدها….
وقتها تركته في الحفل ورحلت… ثم اخذت ابنها
من عند جده وخرجت لشقتها مغلقة الابواب عليها منفصلة عن الحياة بما فيها حتى عملها اعتذرت عنه وتحججت باعذار واهية لفريق العمل…….
ظل يلاحقها باتصالاته الكثيرة ورسائلة المتعددة
ولكنها كانت ترفض التواصل معه مغلقه كل الابواب بينهما…هاربه منه ومن كل شيءٍ يرتبط به..باستثناء
ابنهما الذي يصعب تجاهل أمره فهو الرابط القوي
الذي يجمعهما……
نظرت لسقف الغرفة وهي تضم سترة البذلة التي تركها معها يوم الحفل ،ضمتها لصدرها واغمضت عينيها وهي متخيلة عناقه القوي لها في شرفة
ونشيج صوته الباكي وكل كلمة ترجي خرجت
منه لها……انهمرت الدموع على وجنتيها وهي لا تعرف هل رفضها كان امرا صائباً ؟!….
…………………………………………………………

 

 

نزلت سمر على السلالم بصحبت امها والجيران خلفها ينظرون لهم بفضول وارتياب من ملابس العروسة السوداء والتي غير ملائمة أبداً لحفل زفاف او غيره…….
كان ماهر ينتظرها بالاسفل البنية حيثُ سيارته الفارهة يقف بجوارها ومن الناحية الأخرى كان
ينتظر السائق الخاص…وخلف سيارته كان هناك
رجال الحراسه الخاصة بماهر أيضاً كانو ينتظرنا
رب عملهم وامامهم سيارة فارهة سوداء خاصة بهم……
كان الشارع مقلوب بشكل ملحوظ بسبب تلك السيارات الفارهة والحرس الرسمي المحيط بالسياراتان……وكان رئيس الجمهورية بقلب
الحي !….
بعض الجيران يقفوا في الشرف يشاهدون العرض
المثير عن ابنة الحي البسيطة التي تزوجت بدون مقدمات من رجل اعمال ثري بعد ان تركت خطيبها المسجون حديثاً في قضية مخدرات…..
الوضع يجعل الجميع لديه فضول لمتابعة ما يحدث ولو حتى من خلف النوافذ ؟!….
خرجت سمر من البنية وهي تشعر ببعض الخزي
و…… العار….وكانها عاريه امام تلك العيون التي تنهش بها بنظرات المزرية والهمسات النابية…..
انهُ اصعب يوماً بحياتها لن تنساه أبداً….ولن تنسى
المشاعر السواداوية الناتجه من خلفه……
رفعت عينيها على ماهر الذي فتح لها باب السيارة منتظر دخولها…..لم تنظر لاحد في تلك اللحظة
ولم تشعر حتى انها بحاجة للوداع كل ما تفكر به هو الهروب من العيون المحيطه بها وحتى ان كان الهرب عن طريق سيارة جلادها ؟!…..
انتبهت سمر لمجموعة كبيرة من الناس تتقدم عن بعد وهو منهم وقع قلبها وهي تراه بينهم يمسك يد امه التي تبكي وهي تتحدث معه وحوله شقيقتيه واباه…..
توقفت انفاسها للحظات وهي تراه يبصرها أخيراً حينما انتبه للسيارات الفارهة المحتله الشارع….
اهتزت حدقتي سمر وهي تبصره بصدمة… شعرت برغبة قوية بالبكاء… وعلى الرغم من ذلك لم تجد دموعها امامه وكانها نضبت او خشيت من الهبوط امامه… كانت تبلع كل غصه واخرى بعذاب وهي تنظر اليه بقوة تتشرب من ملامحه بشوق و…. ووداع
اخير بينهما…….
شعر ابراهيم بحلقه يلتوي وصدره ينقبض… وشعور هائل بالاختناق حينما رآها….. كان ينظر اليها بعينين ناريتين… ووجه قاتم…. وخلف تلك الواجهة الصلبه… رجل…… رجل مطعون… مطعون في حبه وحبيبته….
ترك عينيها السوداوان بعجز و الذي كان يمتزج سوادهما باحمرار البكاء…وكانها تبكي من يوم ان تركها !……..
القى ابراهيم نظرة عدائية على ماهر الذي بدوره ابتسم بسخرية وهو يشير اليه بعينيه على رجاله
الخمسة ضخام البنية…..وكانه يرسل له ببساطه
تحذير وضيع مثله……
قطعة والدته(نوال) وصلت النظرات العدائية تلك وهي تهمس له برفق….
“يلا يا ابراهيم يابني انت مش ناقص كفاية ياضنايا اللي حصلك من وراها……”
نظر لامه بملامح جامده وعيناه تسألها عن ماذا استنتجت بضبط……
للحظة نسيت نفسها وتحركت خطوتين نحوه خطوتين فقط وانتبه الجميع لتحركها وتوقف الجمع
يشاهد بفضول القادم منها….. حتى هو خفق قلبه خفقه موجعه وهو يراها أصبحت صعبة المنال…… ملكاً لرجلا غيره…….
آآه من هذا الوجع انه ينحر بقلبه نحراً وينتج خلفه شق غائر صعب علاجة…..وتلك الرجولة بداخله تزأر مطالبة بالقصاص؟!…….
تحركت خطوتين ثم توقفت وهي تشعر ان
فات الأوان بينهما لم تعد كما هي ولم تعود حياتهما كهعدها فارقت بينهما الحياة وكل شخص ترك يد الاخر عن طيب خاطر……..
نظرت سمر لباب السيارة جوارها ثم لعيناه التي ازدادت قسوة وظلاماً اكثر حينما لمح ترددها فيما اختارت……
انحنت سمر برأسها باستسلام وهي تمد يدها وتفتح المقبض وتدخل السيارة الفارهة امام عيناه المظلمة فشعر ابراهيم وقتها بمخالب حادة تنهش بصدره فجأه وهو يراها تبتعد بعد ان صعد ماهر بجوارها وانطلق السائق بسيارة بعدها امام عيناه المطعونة بالالم وكانه لم يكن في حياتها يوماً… وكان حبها سراب كوجودها سابقاً في حياته ؟!….
أصبت بغمرة عشقك فكانت كاللعنة بيننا لن تتركنا
إلا ونحن أموات ؟!…..
……………………………………………………………..

 

 

وصلت سيارة ماهر لاحد الاحياء السكنية الراقية
ووقفت السيارة امام فيلا أنيقة ، فخمة الشكل
كانت جالسة على المقعد شاردة تنظر للنافذة بوجوم
وجسدها يابس وكانها ذهبت للبعيد وهي بجواره…
تافف بحنق كي يجذب انتباها لكنها كانت كما هي..
مد ماهر يده ومسك كفها المرتاح فوق حجرها وقتها انتفضت سمر وكان حيه لدغتها مجدداً….وكان لمسته
كصعقة الكهربائيّه….ماذا سيحدث حينما ياخذ حقوقه منها كاي زوج……
بلعت الغصة بصعوبة وهي ترفع عينيها الجامدة عليه
ثم سالته بنبرة باهته….
“هو دا المكان اللي هنعيش فيه…..”
اوما لها ماهر قائلاً بابتسامة بشعة….
“ايوا….هي دي مملكتك يا سنيوريتا……”
عادت راسها الى النافذة ورمقت المبنى الشاهق العريق رفيع المستوى…….اخرجت نفس ثقيل على صدرها وهي تشعر بالاختناق لمجرد رؤية قبرها معه…..
قد ضحت بحياتها بمنتهى الغباء…..ولن يفيد
الندم….. افضل شيءٍ في تلك الزيجة خروج
ابراهيم من السجن؟!……
ترجلت من السيارة وهو معها حاول مسك يدها اثناء سيرهما لكنها حاولت التملص منه بسؤالها الفاتر..
“هو المكان ده بتاعك…. يعني انت كنت عايش مع رزان في شقه قبل كده…”
رمقها بغضب ووضع يده التي كانت ممدوده اليها
في جيبه بحنق وهو يقول ببرود….
“اديكي قولتي قبل كده……الفيلا شريها من قريب عشانك….. وناوي اكتبها بأسمك… اي رايك احضر اورقها واكتبها بأسمك….”
شعرت ببعض الدنأاء ان قبلت هذا العرض المغري منه……فهزت راسها سريعاً بنفي….
“لا….. مش عايزه حاجة…….”
عقد حاجبيه مندهشاً وهو يرمقها خلسة بمكر….
“غريبة في حد يرفض فيلا زي دي…. لو رزان مكانك كانت طارت من الفرحة…… وقعدت تشكرني من هنا لسنة قدام……”
احتقن وجهها ونظرت للامام بضيق…
“انا مش رزان ياماهر……… في فرق كبير بينا….”
ظن بغباءه انها غارت عليه فشعر ببوادر السعادة تتسلل اليه لذلك قال لها بحب……
“آآه عارف……. عشان كده حبيتك ياسنيوريتا…..”
دخلا معا الفيلا والتي كانت الردهة الخاصه بها غاية في الاناقة من ديكور لفرش لكل شيء….. ثراء عارم يحيط كل جزء بهذا المكان……
شعرت سمر به يقترب منها ويضع يده على خصرها
مقربها منه برغبة جامحة بها….
بلعت ريقها بخوف وشعرت بنفس الشعور الاشمئزاز منه ومن كل شيءٍ به……
مالى عليها ماهر محاول تقبلها لكنها في لحظة ابتعدت عنه بمعجزة وهي تقول بتوتر واضح…
“احم….. اا…..هو انا مش هشوف الفيلا كلها….”
ظلمت عيناه برغبة وهو ينظر لها بحنق….
“دلوقتي….”
اومات سريعاً وهي تتقدم لاحد الزوايا مطصنعة الاهتمام….
“آآه طبعاً دلوقتي…. مش دا المكان اللي هقعد فيه……”
ذم شفتيه بنزق وهو يتقدم منها على مضض….
“حقك ياسنيوريتا… تشوفي بيتك…… وتعرفي كل جزء فيه……..”
بدأ بفتح كل باب في تلك الفيلا كي تراه وتشاهد
ديكوره واساسه… كانت تطصنع الاهتمام والانبهار المخزي لمجرد ان تمر الدقائق وهو بعيد عنها….
كانت تشعر بان قلبها يكاد يتوقف وهي ترى انها ستسلم نفسها إليه مهم طال الانتظار ومهم تأخر
في نيلها سينال منها حتماً حينما يكونا في غرفة واحده…….
عقلها مشتت وقلبها ويتالم عينيها مطعونة بالوجع
والخذلان من نفسها… انها مضت على شهادة وفاتها
ليست زيجة بل انه قبر بمعنى الكلمة…..
صعدت على السلالم ووصلت لاخر غرفة… غرفة نومهما…..
تجمدت اطرافها وهي تسمع الباب يغلق خلفها.. وكانه

 

 

قبو اغلق عليها مع شيطان مؤذي… هكذا كانت تشعر بالاختناق والظلام رغم النور…. برغم من ان الغرفة
قطعة من الاناقة المنمقة بعناية إلا انها كانت كالجحيم وهي تعرف ان المقبل عليها منه لا يبشر بخير…….
اقترب ماهر منها ووقف امامها وهو يبتسم في وجهها تلك البسمة البشعة التي تدب الخوف في
قلبها… عنوة عنها تراه كابوس أسود يتغذى على
خوفها وضعفها……. وقلة ايمانها ان الخلاص قادم
لا محال…….
وضع ماهر يده على كتفها وهو يرى بوضوح الزعر يلمع بعينيها السوداء رغم جمود ملامحها وثباتها أمامه……. شعر بنشوة وهو يرى هذا الزعر منها…
شيءٍ بداخله اشعره بسعادة انه سينالها عنوة عن انفها ولن تقدر على الرفض وابعاده مهم اقترب…
مالى ماهر عليها وهو يقول بنبرة مشتعلة برغبة..
“مبروك ياسنيوريتا… وأخيراً بقيتي مراتي…”
مرر شفتيه على وجهها ثم عنقها بقوة مجنونة وكانها يريد ان يتشرب من رحيق انوثتها حتى تنفذ
كغيرها؟!….
كان يتعامل معها بطريقة بذيئة…. انها حتى لم يشفق على دموعها التي هبطت من مقلتيها بعجز وهي تحاول ان تبعده عنها تحاول التحدث لكن لسانها لجم وهي تشعر انه تزني معه…… وتخون حبيبها…..
شعور مقرف ينتابها باحضان هذا الرجل… احضان باردة لا تطمئن بل ترعب وكانك بدخل كهف غدار
باي لحظة ممكن ان يقع فوق رأسك……
ازداد الاختناق و الاشمئزاز بداخلها ورائحة عطرة مقرفة تجعلها تشعر بتقيؤ… انها بالفعل على وشك التقيؤ…….
ابتعد عنها ماهر سريعاً بصدمة ووضع يده على وجهه اثار تقيؤها المفاجئ عليه…..
لم ترفع سمر عيناها عليه بل دخلت سريعاً الى اقرب باب وكان الحمام افرغت ما بمعدتها بقوة.. وهي تتألم
وكانها تسممت بقبلاته ولمساته عليها ؟!…..
تشراسة نظرات ماهر على الباب المغلق… ولوى شفتيها بقرف وهو يدخل الحمام اخر كي يغتسل ويغير ملابسه التي افسدها التقيأ……
أحمر وجهها ونزلت دموعها وهي ترفع عينيها على المرآة…. لتجد امرأة مشابهة لها لكن منهزمة تحارب
وهي خاوية اليدين….
هل من العدل ان تستمر الحرب وانا خاوية اليدين..
فاقدة العزيمة على المعافرة…….
اغمضت عينيها بتعب وهي تفتح صنبور المياة وتغتسل بقوة لتزيل اثاره المقرفة من عليها….
بعد وصله من البكاء المستمر خرجت من الحمام فوجدته ينتظرها على احد المقاعد وضع قدم على اخرى ينظر لها بغضب سائد….. سالها سريعاً بعد ان تلاقت اعينهما…..
“اي اللي حصل ده……”
لو كان يحبها كما يدعي كان اهتم لامرها … كان
ركض لعندها يتفحص ما بها… لو كان يحبها
كان تساءل عن حالتها الصحية بلهفة وخوف
بعد هذا التقيأ المفاجئ…. لكن سؤاله كان
واضح…. كان يسألها عن ما يخصه
اهذا هو الحب؟!….
لاح الحزن على وجهها وهي تتذكر في سابق حينما اتتها نزلة برد بسيطة اتى ابراهيم ركضاً إليها وظل بجوارها ياكلها ويعطيها العلاج…. حتى يومها خرجت والدتها لاحد الجيران لم يتصرف معها بحقارة ويستغل خلوتهما بل ظل يطعمها ويشاسكها بالحديث كي تتناسى تعبها وتتحسن ولو قليل….
اين انت ياحبيبي…… ولماذا قست علينا الحياة هكذا…..
اخرجت تنهيدة ثقيلة وهي تجلس على حافة الفراش
ثم قالت بنبرة باهته وهي تنظر إليه….
“انا مش مستعده للحاجة دي دلوقتي يا ماهر….”
لاح الوجوم على وجهه وهو يسالها بتهكم…
“ازاي يعني؟!…. امال انا متجوزك ليه…..”
لو بداخلها ذرة مشاعر واحده نحوه لكانت اشعرت ببعض الالم والغضب منه… لكنها ردت ببرود وكانها
لم تتفاجئ برده……
“اديني وقتي شويه……. اتعرف عليك وقرب منك اكتر……”
سالها بنبرة باردة…
“وقت قد اي يعني…..”
اهتزت حدقتيها وهي تهرب من عيناه….وقالت
“شهر شهرين على حسب…..”
هتف ماهر بنبرة شديدة…..
“هو شهر واحد هخلص الشغل المتكوم عليه في شركة واخدك ونسافر برا نقضي شهر العسل هناك
ها قولتي إيه……”
لم يكن امامها إلا الموافقة ربما العناد الان معه
الغباء بعيناه…….قالت سمر بهدوء…..
“ينفع الفترة دي ابات في اوضه لوحدي…..”
احتدت نظراته عليها اكثر فقال بتهكم….
“كده كتير يا سنيوريتا…… احنا مش متجوزين
عشان نعيش مع بعض زي الاخوات…..”
طلبت منه بخنوع لا يليق بها أبداً…..
“الفترة دي بس ياماهر……… لو سمحت……”
نهض عن مقعده بحنق وهو يقول ببرود…

 

 

“تمام الفترة دي بس عشان تعرفي اني بحبك ويهمني راحتك……. بس بعد كده مفيش اعذار ولا
في بُعد………اتفقنا.. ”
اومات برأسها…..فوجدته يخبرها بهدوء…
“انا خارج دلوقتي ساعتين كده وراجع…تحبي اخلي
الخدم يحضرولك الاكل قبل ما تنامي….”
هزت راسها بامتناع وهي تقول….
“لا شكراً………..انا مش جعانه….”
لم يعيد الكلام مرة أخرى…. بل تقدم من الباب وخرج منه…وقتها شعرت براحة وطيف من السكينة يختلج اعماقها…..
اتجهت للباب واغلقته بالمفتاح وتركت المفتاح به
للامان من غدره…فهي حتى الان لا تصدق انهُ تركها
هكذا ببساطة……ممكن ان يكون هذا التقيؤ جعله
يلذها عنه مؤقتاً ؟!….
جلست على حافة الفراش وهي تجري اتصال باول شخص ممكن ان يريح قلبها عن أحوال إبراهيم
الآن…..
همست سمر بأرق واضح عليها…
“يارب تردي عليا يا حبيبة…..
………………………………………………………………
كانت اشهى الوصفات معدة امامه من يد امه وشقيقتيه كل ما يشتهي وطاب وكل ما يحب امامه على سفرة واحده طويله…… والديه وعمه وزوجة عمه وابنة عمه وشقيقتيه وزواجهن واولادهن كلهم
على سفرة واحده وهو وسطهم….
كان الجميع يحاول اخراجه من تلك الغمامة السوداء التي تحيط به… البعض يمزح والبعض الآخر يتحدث عن السياسة الظالمة وحكام الدولة….. احاديث مختلفة وكلها لأجل ان يخرج عن صمته ولكنه
يرد على حسب السؤال الموجه إليه.. ويكتفي بايماءة بسيطه مع كل حديث…..
عقله مشغول بها وقلبه يتألم لمجرد ان ينسج شيطانه صور مخلة عنها وعن ماهر…….. اليوم تزوجها ماهر
وذهبت لبيته… طبيعي سينالها…… طبيعي انه الان يسحق جسدها اسفله….. هل هي راضيه بهذا ، ام انهُ ينالها رغماً عنها…… هل يغتصبها…. هل حدث لها نزيف وهي الان بالمشفى… ام ان الامر مر طبيعياً كاي زوجين….. وقد اخذ ما يريده منها وهي كانت
مرحبه بهذا…….
كالمخالب تغزر بشراسة بقلبه تجرحه جرح غائر ينزف بغزارة…. مؤالم هذا الجرح… مؤالم هذا الغدر.. مؤالم
الفراق…. مؤالم الحب….. مؤالمة غمرة عشقك.. تثبت
دائماً انني اضعف من ان انسى عشقنا… لماذا يا سمر
هل هان عليكي عذابي….. هل خروجي للسجن الكبير افضل حل قومتي به !….. اي غباء اقترفتِ كي تضحي بكل شيء لاجل ان اخرج و أراكِ معه…. هل هذا إنقاذ ام انتقام حبيبتي ؟!…..
وجد والدته تربت هل كفه المرتاح على سطح السفرة
“كُل ياحبيبي…. مش بتاكل ليه……”
نظرت نوال لطبقه وجدت الطعام كما هو وكل ما خذه تقريباً معلقتين بالعدد…. هزت راسها بأسى
وهي ترفع عيناها مجدداً عليه بلوعة الام…
“وبعدين معاك يابراهيم….. فين الاكل اللي انت كلته….دا انا عاملالك الاكل كله اللي انت
بتحبه…. ”
نهض إبراهيم من مكانه بامتناع…
“اكلت ياحاجة…… تسلم ايدك…..”
انتبه الجميع لنهوضه من على سفرة الطعام ثم لابتعاده لحق به احد ازواج اخواته لكن إبراهيم
منعه وهو يضع يده على كتفه قائلاً بخشونة….
“رايح فين يا يافهمي….. خليك ياجدع مكانك كمل اكلك… اكلي جوزك يا رحمة…..” رمق اخته بنظرة متحفزة…. ابتسمت اخته ولمعة عينيها بدموع
وهي تنظر إليه بشفقة…….ثم قالت لزوجها بهدوء…
“كمل اكلك يا يافهمي عشان إبراهيم ميزعلش….”
قلبت حبيبة في طبقها بوجوم وشهيه مفقودة لديها…
شاعره بالغضب نحو سمر…… برغم من حبها الشديد لسمر إلا انها حزينة لاجل ما حدث مع ابراهيم…. حتى أحمد يتهرب من اسئلتها عن ابتعده عن
المنزل تلك الفترة وعدم تواجده في زيجة
اخته الزيجة الاغرب على الإطلاق…. عروس بملابس سوداء عادية بنطال وكنزة بنصف كم……والعريس ثري وكبير في العمر انه بعمر والدها تقريباً…… والغموض انها تزوجت في نفس اليوم الذي خرج
فيه إبراهيم…. لو كانت انتظرت قليلاً لكانت بينهم
الآن؟!……
انتبهت حبيبة لاهتزاز هاتفها الموضوع بجوارها نظرت اليه لتجد اسم سمر ينير الشاشة…
وقع قلبها ووقعت المعلقة من بين يدها وانتبه الجميع لضجيج الصارد من عندها…. سالتها والدتها (صفاء) بشك……
“مين بيرن يابت ياحبيبة…. ومال وشك مخطوف كدا ليه…..”
شاحب وجهها اكثر بعد سؤال امها وعيون الجميع تخترقها… فقالت بتلعثم وهي تنهض….
“دي واحده صاحبتي ياماما….. شكلها عايزه حاجة هرد عليها وجاي علطول….”
انسحبت للشرفة قبل حتى ان تسمع رد والدتها….
وضعت الهاتف على اذنها وهي تتحدث بخفوت.. فان علم احد انها سمر ستقوم القيامة داخل هذا المنزل…
“الو….. ايوا ياسمر….”
هتفت سمر بلوعة من الناحية الاخرى…
“حبيبة…… معلش اني بتصل بيكي دلوقتي.. بس انا كنت عايزه اطمن على إبراهيم…..”
عقدت حبيبة حاجبيها بغرابه وفغرت شفتيها اللحظات بغير استيعاب….
“إبراهيم!….. هو كويس…. احنا عندهم في البيت….”
اتت اللهفة في صوت سمر وهي تبكي بصمت متعب..
“بجد كويس يا حبيبة…… بيتكلم معاكم…… ولا ساكت….. حبيبة هو كل؟……”
سالتها حبيبة بحيرة….
“انتي لي بتعملي كدا ياسمر… وطالما بتحبيه اوي كده ليه سبتيه…..”
ارجعت سمر شعرها للخلف بحرج وهي تجيب…
“سبته عشان برضو بحبه…… انسي انا بس كنت
عايز اطمن عليه…….”
ات صوت خشن قاسي اخترق اذنيها….
“بتطمني على اي ياعروسة…. اني لسه عايش ممتش بعد اللي عملتيه…..”
وقع قلبها وهي تحاول التأكد من ما سمعته….

 

 

“إبراهيم……”
رجفة قاسي صارت على كامل جسده وهو يسمع صوتها الباكي الملتاع باسمه….فلم يقدر ان يمنع
نفسه عن سؤالها بقلق….
“بتعيطي ليه………… هو آذاكي……”
نزلت دموعها مجدداً وعلى تنفسها وهي لا تصدق
ان بعد كل هذا يهتم لامرها…..
“انا لازم اقفل……. كويس اني اطمنت عليك…..”
قست عيناه وجف حلقه وهو يقول بصوتٍ
مسنن…..
“اطمني محدش بيموت عشان حد….. ربنا يسعدك
مع اللي اخترتيه…….”
نزلت دموعها وهي تقول بنبرة متهدج….
“ويسعدك يا إبراهيم……”
رد بتهكم قاسي…..
“يسعدني !….. بعد اللي شوفته على إيدك…. هتيجي منين السعادة وراحت البال…..”
قالت بعجز……
“انا آسفة……..”
لوى شفتيه هاكما وهو يقول بسخط وعذاب…
“وتفتكري الكلمة دي هتريحني…. وهترجعك ليا…. قفلتيها ياسمر….. وخدتي كل حاجة حلوة معاكي… ومسبتليش غير الوجع……”
انتحبت بحرقة وهي معه على الخط….. اغمض عيناه بعذاب لماذا يتالم لأجل دموعها….. لماذا وهي سبب
عذابهما بتصرفاتها الغبية اضاعته واضاعت نفسها
قبله……
اغلق الخط بصعوبة حتى الحديث لن يفلح بينهما
بل سيزيد الأمر سوءاً……
استدار فوجد حبيبة تبكي وهي تقف عند عتبت الشرفة ويبدوا انها سمعت الكثير منه مما جعلها
تقف مصدومة تبكي لاجله……
ربت على وجنتها بكفه بحنان وهي يقول برفق….
“بلاش عياط يا حبيبة عشان خاطري انا…..”
اهتزت حدقتيها وهي تنظر له بوجه مبلل
حزين……….ثم سألته ببلادة….
“هو الحب مؤذي يا ابيه…..”
اهتزت ابتسامة مؤلمة على محياه وسط ملامح رجولية مظلمة جامدة…… اجابها بنبرة باهته
قبل ان يبتعد لغرفته…..
“احنا اللي بنخلي مؤذي….. احنا ياحبيبة…..”

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى