روايات

رواية عشق خارج السيطرة الفصل الثامن 8 بقلم دينا العدوي

رواية عشق خارج السيطرة الفصل الثامن 8 بقلم دينا العدوي

رواية عشق خارج السيطرة الجزء الثامن

رواية عشق خارج السيطرة البارت الثامن

عشق خارج السيطرة
عشق خارج السيطرة

رواية عشق خارج السيطرة الحلقة الثامنة

ما ان تسللت كلماتهُ ألى اذنيها حتى توسعت عينيها بصدمه، بل بذعرًا وقد تعلقت يديه بالهواء، بينما يتابع اعترافه قائلًا بصوتًا اجش وقلبًا يعربد بجنون بينما يفرج عن سراح مقلتيه:-
– لا بل أنا أحببتك رغم كل مساوئك وتنمرك الدائم إلا أنني احببتك وأريد الزواج بكِ.. I love you and I want to marry you ..
انهى كلماته وهو يتنهد بقوة لقوله تلك الكلمات واخيرًا
ثم تنهد براحه قائلًا:-
Finally, I said it( اخيرًا قولتها) Now what do you think?.. الأن ما رأيك؟
لكنه تفاجئ بنظرات الذعر المرتسمة على ملامحها اعقبها صراخها بقوه وهي تستدير لتهرول مسرعة ألى الخارج..
فتوسعت عينيه بصدمه وهو ينظر بعدم استيعاب لما يحدث مغمغمًا وهو يمط شفتيه:-
-Oh my God .. She escaped.. I didn’t expect this
– يا الهي لقد هربت… حسنًا ا لم أكن اتوقع هذا…
– That gir surprises me every time..
– تلك الفتاة تفاجئني بكل مره… حسنًا عرض الزواج هذا هو الأغرب على الأطلاق..
ثم فكر في اللحاق بها وأسرع يهرول خلفها وهو يهدر من بين شفتيه:-
– انتِ يا فتاة، أيتها الغبيه انتظري ألي أين انتِ ذاهبه؟، لما تهربين يا غبيه أنا اعرض عليكِ الزواج هنا!…
بينما هي لم تستمع أليه واستمرت بالركض حتى خرجت من الجناح بأكمله وهي مصابه بالصدمة والذهول معًا مما عرض عليها، ليلحق بها فتقع عينيه على أعضاء فرقتهُ بالخارج في أقصى الردهة ويبدو أنهم على وشك استقلال المصعد للهبوط للأسفل حيث صالة التدريب فصرخ بهما سريعًا قائلًا بلغته الكورية وهو يستمر باللحاق بها:-
– تشاو.. تاي.. وتشانغ أوقفوا تلك الغبية لا تدعوها تذهب من هنا
استداروا جميعًا ما أن تسلل ألى مسمعهم ما قال وأسرع كلًا من تشينغ وتاي بالتوجه نحو تلك التي تركض باتجاههم في محاوله لاعتراض طريقها والأمساك بها وكان “تشانغ هو” أول من وصل أليها لكنه تفاجئ بها تلكمه في وجهه من ثم تركله بقدمها بمعدته فسقط على الأرض متأوهًا، حينها تدخل تاي الذي نال قبضه في وجههُ وأخرى بمعدتهُ كذلك بينما تتخطاه بمهاره فائقة، حينها اضطر تشاو الذي كان يقف موضعه متفرجًا بالتدخل حينما وصلت أليه اعتراضها والتي حاولت استخدام يديها في ضربه، فتأرجح للخلف بكل غرور ويديه في جيب بنطالهُ ولم تلمسه يديها وحاولت استخدم قدمها فلم تفلح كذلك في ركلهُ بها، فتفادى الركلة بمهارة أصابتها بالغضب وتناست مما هي هاربه بينما تصر على أصابة هذا المغرور الذي يستهين بها لدرجة عدم اخراجه ليديه حتى بل يتفادى اللكمات والركلات بسهولة، وخلال اندماجها في محاولة اصابته، كان قد وصل أليها بالفعل “تشين هو” الذي قبض على سترتها من الخلف، فأخذت تتحرك بعنف تحاول التملص منه وقد سيطر عليها غضبها ورغبتها في إصابة هذا المغرور بلكمه، ودون وعيًا منها استدارت قابضة ليديها لتلكم هذا الذي قام بتقيدها، فأصابته بلكمه مفاجئة بوجهه جعلتها تنظر نحوها بصدمه ما فعلت بينما تسمعه يلقي سبابه ما بلغتهُ لم تفهمها، ليتجمد جسدها موقعهُ وهي تنهت بينما هو لم يعتقها..
ـــــــــــــ
بعد مرور بضعة لحظات داخل الاستراحة الخاصة بهما كان كلًا من تشانغ وتاي جالسان على مقعدهما بوجهًا مكدوم وكلًا منهما ممسك بمعدته بينما “تشين هو” واقفًا ينظر لذاته أمام المرأة مطلقًا سبابه ما من ثم ينظر ألي تلك الجالسة تنظر بلا مباله له وغضب، وتشاو الواقف بعنجهية واضعًا لكلتا يديه ببنطاله مستندًا بظهره على باب الغرفة والذي هدر بهم متسائلًا بلغتهُ:-
– ما الذي كان يحدث بحق الجحيم “تشين” ولما تلك الغبية كانت تهرب بتلك الطريقة لتهاجمنا حتى لا يتم الأمساك بها وتكون تلك النتيجة..
– قال ما قال بغضب بينما يشير ألى وجوههما المكدومة.
تنهد “تشين هو” بقوة وهو ينظر أليها من ثم يوجه بصره ل ” تشاو ” قائلًا:-
– أنا فقط قمت بأخبارها بأنني أحبها وعرضت عليها الزواج لأتفاجئ بردة فعلها تلك لقد صرخت بوجهي مثل المجانين وهربت فأردت منعها..
حينها اصاب جميعهم الذهول والصدمة لثوانًا قبل أن تصدح قهقهة كلًا من تاي وتشينغ عاليًا متناسيان وجعهما، ليهتف تاي بسخرية بلغته:-
-يا الهي تشين هو عشق ويريد الزواج ايضًا، كنت أظنه مجرد أعجاب
فيجيب عليه تشينغ بتعجب:-
– ومن من تلك العربية العنيفة المتنمرة
ليتابع تاي قائلًا:-
– والأغرب ردة فعلها الغريبة تلك لقد هربت فور سماعها عرضهُ الذي يتمناه الكثير من الفتيات..
بينما نظر بصمت “تشاو” الذي بدى عليه الغضب والضيق وقد كلل ملامحه التجهم وبدى رافضًا وبشدة لهذا، لكنه أحترم رغبة صديقه الذي سبق وحذرهُ من تلك العلاقة ولم يستمع لهُ ليتنهد قائلا بينما يرمق كلًا من تشينغ وتاي ليتوقفوا عن الضحك والسخرية ، فأذعنوا لهُ سريعًا:.
– حسنًا أذًا يبدو ان لديكم حديث هام معًا لذا سنخرج نحن الثلاثة ونترككم سويًا..
ثم وجه نظرتهُ لها قائلًا بالأنجليزبه:-
– ولن يخرج أحدًا من هنا حتى ينتهي حديثكم.
حينها انتفضت واقفه تناظره بغضب:-
– أيه هتحبسني هنا يعني ولا أيه!، طب أنا هخرج من هنا ونشوف مين هيمنعني!.
– وكادت تتقدم نحوه بشراسه، لكن في لحظه شعرت بمن يعيق تحركها وقد جذبها من سترتها من الخلف بينما يهدر بها قائلًا:-
–أنتِ ماذا!.. حقًا لا استعب لأي مدى تحبين المشاكل وضرب الرجال بالأخص، أصمتِ قليلًا وألتزمِ مكانك فهناك حديث علينا انهاءه معًا وبعدها يمكنكِ الذهاب أن أردتِ..
قال ما قال وهو يترك سترتها دافعًا أياها بينما يشير ألى الأريكه لتجلس عليها، فتنهدت بقوة بينما تعدل من سترتها من ثم ترمق تشاو بنظرة عدائيه وتتجه صوب الأريكه قائلة:-
– حسنًا سأبقى من أجلك فقط.
تبسمت شفتيه لها متناسيًا كل شيء، فارتسمت تعابير ساخرة منه على وجهي تاي وتشينغ، بينما ارتبكت من أن يفهم كلامها خطأ، فأسرعت بالتوضيح:-
– قصدي عشان اتكلم معاك.
تلاشت ابتسامته بينما يومأ ل “تشاو” الذي أشار لكليهما باللحاق به، فأذعنا له ونهضا من على مقعديهما وتحرك نحوه مغادرين الغرفة، ليغلق الباب “تشين هو ” ثم استدار أليها بملامح مغتاظه وتوجه صوبها ألى أن وقف أمامها وهتف قائلًا:-
– ما ردت الفعل تلك على ما قولت لكِ، لما هربتِ بتلك الطريقة يا غبيه بينما أعرض عليكِ حبي والزواج بي..
ثم غمغم بنبره يشوبها الغرور:-
– أنا مدرك جيدًا أنكِ تفاجئتِ بما قولت وأن شابًا وسيمًا مثلي هو حلم الكثير من الفتيات يحبك أنتِ ويعرض عليكِ الزواج منه، لكن لا داعي لمثل هذا الجنون!.
غروره أغاظها بشدة لذا هتفت قائلة باندفاع وعدم اكتراث لمشاعره:-
– بس أنا لا شايفك وسيم ولا أنت فتي أحلامي ولا حتى نوعي المفضل.
أخرسته بما قالت وصدمته، فعلقت الكلمات بحلقهُ بينما يناظرها بفاه مفتوح واعين متسعه للحظات قبل ان يتحرك ذهابًا وأيابًا أمامها بغير تصديق، ثم وقف أمامها بينما يضع يديه في خصرهُ قائلًا بنبرة تعجب:-
– ماذا!، من تقصدين بأنكِ لا تريه وسيمًا وليس بفتى أحلامك!. أنا “تشين هو” من تقصدين!..
هتف بجملته الأخيرة متعجبًا رافضًا لما قالت، وقد أصابت غروره بلطمه لترفع له منكبيها كناية عن لا مبالاتها بصدمتهُ، فتلك هي حقيقة الأمور قائلة بينما تمط شفتيها:-
– دايمًا كنت بقولهلك بس غرورك منعك تصدق.
ليهتف متسائلًا بتهدج غاضب بيننا لا يزال مذهولًا من حديثها:-
كيف لا ترينني وسيمًا هاا!، ولما لست نوعك المفضل يا فتاة..
لأنك مش عربي.
– لكنني اتحدث العربية وأدرك الكثير عن المجتمع العربي كم أن ديانتي الأسلام مثلك فلا أجد عائق يمنع زواجنا
هكذا هتف موضحا لها، ليقضي على حجتها تلك، فتنهدت بقوة قبل أن تهتف بتبرير أخر أكثر فظاظة ليفهم مقصدها:-
– وأيه يعني بتتكلم عربي!، كفايه أن أنت صيني وإحنا هنا مقاطعين كل ما هو صيني معروف أنه بيطلع مضروب ..
هتفت بتلك الكلمات في محاولة عظيمه منها لمراعاة مشاعره.
– لكن أنا لست صينيًا يا غبية كم من مرة قولتها لكِ أنا كوري الجنسية ولست صيني كما تقولين.
هكذا هدر بها وقد سئم من عدم اقتناعها بهذا، لتزيد من أشعال غضبه بقولها:-
نفس الشيء كلكم شبه بعض..
ثم حمحمت وقد انتبهت للحجارة التي يلقيها فاهها، فعدلت من حديثها قائلة:-
غير أني أساسًا بشجع منتج بلدي ولما افكر أتجوز يعني دا لو فكرت هتجوز من أنتاج بلدي أنكد عليه وينكد عليا، وأنت لو حابب تتجوز أوي بنت عربيه، فيه بنات كتير زي اللي شفناهم في المول معجبين بيك أوي روح اختار لك وحده منهم.
ستصيبه بجلطة مؤكدًا، بينما يسمعها تتحدث بلا مباله هكذا وهي جالسه باسترخاء على الأريكه أمامه، تلطمه بقسوة كلماتها ليشعر برغبة خنقها بكلتا يديه في الحال، لذا اخذ نفسًا قويًا وهو يلجم ذاته بصعوبة، فيغمض عينيه للحظات حتى يهدأ، بينما هي نهضت من مجلسها وهي تهتف قائلة بلا مبالة تشعل غضبهُ:-
كده خلصنا كلام وقفلنا الموضوع دا اقدر أمشي أنا كده!.
افرج عن مقلتين تشعان غيظًا وغضبًا من تلك الباردة، متحجرة القلب، وعديمة المشاعر التي أمامهُ، فهدر قائلًا:-
أنا لا أريد فتاة عربية أنا اريدك انتِ يا غبيه، افهمي قلبي أختارك أنتِ..
ثم اردف ساخرًا:
ثم عن منتج ماذا تتحدثين أنتِ، نحنُ أشخاص وليس بضائع يا غبيه وكلًا منا شخصيته تختلف عن الأخر وأنتِ سبق لكِ الارتباط بمن هو يحمل جنسيتك وماذا كانت النتيجة كان وغدًا حقيرًا قام بخيانتك، لذا لم تعطين لي ولكِ فرصة وأعدك أن أعتني بكِ وبقلبك..
تأثرت قليلًا بما قال عن خيانة خطيبها السابق لها، وشعرت بوجعًا وأغضبها ذكره لهذا الأمر، لذا سيطر عليها غضبها وتهدج صوتها وهي تعبر بفظاظة عن حقيقة الأمور:-
-بص أنا حاولت ما أكون فظه معاك أكتر من كده لكن أنت مُصر فأنا هقولها لك بصراحه، أنا مش هينفع أقبل بيك لأني مش شايفك من الأساس راجل تنفعني اصلًا، أنا مش فاهمه إزاي ممكن تفكر أني ممكن ارتبط بواحد بحس أن فيه أنوثة عني، بص لبشرتك الناعمة إللي بتلمع وبشرتي الباهتة، طب بص لشعرك الناعم المسبسب وبص لشعري الهايش ، دا أنت عندك روتين لبشرتك ولشعرك وانا أخري بغسل وشي بصابونه دوف الصبح، فمن الآخر كده استحاله أن افكر فيك كحبيب أو زوج أصلًا..
كان يعاني ليفهم حديثها معهُ، فهو ليس بارعًا في اللغة ألى حد فهم بعض مصطلحاتها الغريبة، لكنه فهم مقصدها أنها لا تراه رجلًا بكافي من أجل الزواج به، لذا غضب بشدة واشتعلت حدقتيه بنيران غضبه بينما تجهمت ملامحه والغضب تتطاير من كل انشًا به بينما يناظرها بصمتًا مشتعل، فكادت أن تتحرك وقد شعرت بالضيق من أجل فظاظتها تلك، فهي لم تود جرحهُ ابدًا، لذا اختارت الذهاب أو ربما الهرب خجلًا وضيقًا من فعلتها، لكن بغته تفاجئت بمن يجذبها من ذراعها ليديرها أليه من ثم يدفعها اتجاه الحائط ببعض العنف ليرتطم ظهرها به وتحاصر بين جسده والحائط، فتصدم من فعلتهُ وتحاول التملص منه، لكنها تفاجئت من شدة احكامه على جسدها وقوتهُ التي تشهدها لأول مره، بينما تهدر به قائلة:-
– أنت اتجننت!، أيه إللي بتعمله دا سبني!..
لكن كان غضبه قد اعماه وقد جرحتهُ وأصابت كبريائه ورجولتهُ بما قالت فهدر بها من بين اسنانه بنبره خشنة:-
– عن من تقولين أنتِ بأنه أنثوي ولا ترينهُ رجلًا بكاف هااا!.
هل لأنني أتعامل معكِ بحنان وحب ومرعاه ظننتِ ذلك!، هل لأنني أتركك تشعرين بقوتك تلك وتمارسينها وهذا لأنكِ أعجبتني كما أنتِ، فتركتك تتصرفين كما يحلو لكِ ظننتِ أنني ضعيفًا وأنثوي وترين بأنني لست رجلًا بكافي!، ما رأيك بأن أمارس رجولتي الأن عليكِ، هل أكون عنيفًا، قاسًا، وفظًا معكِ لأكون رجلًا بعينيك هااا!، هل تحبين هذا النوع من الرجال أنتِ أخبريني!..
فاجئها بل صدمها كليًا بينما تشعر بتلك الهالة الجديدة المنبعثة منه وهي تشعر لأول مره بضعفها أمامهُ وعجزها عن التملص منهُ، وأدركت خطأها بتلك اللحظة وحقيقة الأمر وعجز لسانها عن النطق لثوانًا بينما بدأ يجتاحها الخوف قليلًا من حالته تلك من كبرياء وكرامة مجروحة، فزادت من عنفها في محاولة التملص منه قائلة:-
– تشين سبني.. Leave me now..
طلت من عينيه نظرة شيطانيه وابتسامة شر رأتها لأول مرة تحتضن شفتيه بينما يفح قائلًا:-
– ليس قبل أن أريكِ بعضًا من رجولتي، ولأفعل ما تمنيت فعلهُ، لكن أردته مختلفًا، لكنكِ من أجبرتني على هذا..
ثم باغتها بألصاق شفتيه بشفتيها بقبلة مفاجئة، كان تأثيرها صاعق لكليهما، كمسًا كهربائي اصابهما، سيلًا من المشاعر تدفق بقلبيهما، لكنه ضاعف من غضبها لفعلتهُ التي لا تجوز أبدًا، فأرتفع معدل الادرينالين بجسدها وتمكنت من فك قيده ليديها ودفعتهُ بعنفًا عنها بينما ترفع يديها وتلطم خده بقسوة..
حينها وكأنه أفاقتهُ بفعلتها تلك وانتبه لخطأه هذا الذي فعله في لحظة هياج غضبه، ليزداد غضبه من ذاتهُ ومنها لأنها من دفعتهُ لهذا، فأغمض عينيه بينما يهتف من بين اسنانها قائلًا:-
– انتِ من دفعتيني لهذا، لم أكن أريد معاملتك أبدًا هكذا، أن اقتنص منك ما لا ترغبين، اخرجِ الأن فرح ودعيني وحدي..
وهذا ما فعلته، فقد تحركت سريعًا تغادر الغرفة بينما تشعر بالتشوش وفوضى، فوضى من مشاعر وفوضى من افكار
. فوضى لا حصر لها، فأخذت ترفع يديها وتمسح فمها بعنف تقنع ذاتها بأنها قد شعرت بالاشمئزاز وفقط وليس شيئًا أخر.
بينما هو قد لحق بها، أراد الاعتذار مجددًا منها وأخبارها بعشقه وتولهه بعا لعلعا تستعب، ليري فعلتها تلك التي اصابته في مقتل وجعلته يقف موضعه مبهوتًا انها حقًا تشمئز منه، بينما راقب أصدقائهُ ما يحدث بملامح أغتالها الحزن على صديقهم الذي وقع في عشقًا حطم قلبهُ، فتقدموا نحوه بينما نظرات الأسف تعلو ملامحهم ليعانقهُ كلًا من تاي وتشينغ بدعم نقيض تشاو الجامد الملامح الذي هتف قائلًا بجمود:-
– جهزوا حقائبكم سنغادر في الغد..
ثم ربت على كتفه بدعم، فهتف تشين بنبرة حاول جعلها عاديه متجاهلًا تهشم قلبه واحتراق روحه لكن خرجت مغلفة بالحزن:-
– أنا بخير.. أريد البقاء وحدي قليلًا..
فنظر أليهما تشاو بنظره فهمها كلاهما، فتحركا مبتعدين عن تشين الذي عاد ألى غرفته مغلقًا الباب خلفه ودمعة ألم تعبر حاجز الأهداب، ليسقط على باب الغرفة ومشهدها منذ قليل يغتالهُ من الداخل، فينهض بغضب ويحطم كل شيء حولهُ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت تهرول راكضه، تهرب بأقصى ما يمكنها، بينما تشعر بخليط من المشاعر، وكأن رياح عاصفه من المشاعر تهتاج داخلها بينما الشعور الاكبر بالحزن هو ما يسيطر عليها، غما كانت تتمنى أبدًا أن يصل بهما الحال لهذا، لقد نما بينهما شيء تلك الأونه لا تنكره، ألفه وترابط اتجاههُ هو واصدقائه، رغم أنهم من عرق مختلف وقارة أخرى ولا تربط بينهما صلة دماء إلا أنها تشعر وكأنهم أصبحوا عائلتها، ورغم حديثها الدائم عن انتظارها لمغادرتهم وفرحتها حينها إلا أنها من الداخل كانت تيقن أنها ستتألم لذهابهم..
وصلت ألى المنزل وانهارت على الأريكه تفكر في كل ما حدث، الاضطراب الذي نتج داخلها يحيرها، وتلك القبلة التي أدعت أنها اشمئزت منها بدأ يزحف إليها شعورًا آخر لا يروقها أبدًا، فلا يُعقل أن تملك مشاعر اتجاهه وهي لا تراه رجلًا من الأساس يليق بها، أنهُ انثوي للغاية وهي يثير اشمئزازها، لتنهرها نفسها عما تتفوه به وهي تذكرها بالجانب الأخر الذي رآته منه منذ قليل لقد كان خشنًا، عنيفًا، واكثر رجولة، حتى أنه صدمها، دوامه من المشاعر وعواصف من الافكار وبين كل هذا هي ضائعة وتائهة، تدور وتدور رغم أنها لم تبرح مكانها، ثم مشهد رؤيته بهذا الحزن يصعقها فيهتز قلبها وشعور بالضعف والحزن يجتاحها لتبدء عينيها بذرف دمعات الحزن والتيه.
ظلت موقعها منهارة، تفكر وتفكر، عقلها في حالة هياج وقلبها يعربد بجنون، في اللحظة التي ولجت بها شقيقتها من باب الشقة والتي ما ان انتبهت لها حتى رفعت أناملها تزيل دموعها..
اقتربت منها ترتمي على المقعد المقابل لها بأرهاق بينما تهتف قائله:-
– أنا خلاص تعبت وتفرهدت النهاردة.
لترفع نظراتها أليها وتنتبه لحالة وجهها الشاحب وعينيها الحمراء وتدرك أنها كانت تبقي، فتنتفض بقلق تتجه نحوها متسأله:-
مالك يا فرح! أنتِ معيطه! إيه زعلك طيب!
لم تستطع السيطرة على دموعها التي سريعًا ما انسابت على وجنتيها وغمغمت من بين دموعها:-
– تشين قالي أنه بيحبني وعاوز يتجوزني
وما ان قالت هذا حتى انتفضت بفرح تصيح قائله:-
– بجد وأخيرًا قالك، كنت حاسه لا متأكدة انه معجب بيكِ وكنت خايفه تصديه وترفضيه ويفقد الامل فيكِ ويسافر..
انتبهت لما خرج من فاهها وغمغمت بذهول قائله:-
هو أنتِ كنتِ عارفه!
طبعًا كان باين عليه جدًا من لحظه ما ابتزك بالفيديو ودي مش أخلاقه يعني اللي الكل بيشهد بيها من اللي يعرفوا، ولبس عشان يجبرك تشتغلي معاه وتفضلي قريبه منه
توسعت عين فرح بتفاجئ وهي تستعب الآن كل هذا ليزداد الوجع بداخلها بينما تهتف قائله:-
– طيب ليه يا مرح ما قولتيش ليا عن أحساسك دا من الأول كان تغير حاجات كتير
كادت أن تجيبها، لكن سريعًا ما انتفض قلبها بنبضة قلق وهي تنظر اليها وألى دموع عينيها وتفسر حديثها، فتغمغم بتساؤل قلق:-
-وأنتِ كان جوابك أيه يا فرح!.
زاد انهمار العبرات من مقلتيها بينما تتهدج:-
رفضته طبعًا.
رفضتيه يا فرح معقول ترفضيها!
قالتها بنبرة يغلفها الذهول، والصدمة بينما تتابع قائله:-
– طيب ليه طيب أنا كنت حاسه أنه بيحبك، ليه تكسري قلبه كده بعد ما حب وأخيرًا بعد الوقت دا.
اجابت من بين دموعها قائله:-
– كان لازم ارفض لأنه ابدًا مش الراجل المناسب ليا، أنا أساسًا مش شايفه راجل من الأساس بأسلوبه وطريقة لبسه وشكله، كل حاجه فيه انثوية أوي..
تدلى فاه فرح بصدمه مما تقول كما توسعت عينيها ثم سريعًا ما استنكرت قائله:-
– الكلام دا على تشين! تشين نفسه اللي البنات هتموت على نظرة منه، ومبهورة بوسامته واهتمامه بنفسه، أنتِ شايفه انثويه لا مش طبيعية يا فرح أبدًا، أنا لو فتحت لك الانستا بتاعة وشوفتِ كم بنت مرغمه بيه وتتغزل فيه وبتتمنى منه نظره هتنصدمِ وهتتغري في نفسك أنه بصلك أصلًا
ثم تابعت بتوتر:-
– ما تزعليش مني يا فرح بس في بنات كتير أجمل منك مبهورة بيه..
لم يروق لها حديث شقيقتها، لكن لم تظهر لها ضيقها هذا وغمغمت بعاند لذاتها ولها:-
مادام كده ما اختارش وحده منهم ليه!
تنهدت بضيق قائله:-
– مش بأيده قلبه اختارك أنتِ وأهو كسرتيه بالنهاية بعد ما أأجل سفره وجولته الفنية عشانك، عشان يقرب منك أكتر،
قالتها وهي تشعر بالوجع لأجلهُ، ثم هتفت قائله:-
– بتمنى جرحك ليه ما يأثرش عليه وأنتِ نفسك ما تندميش بعدين..
قالت جملتها تلك التي تسللت لقلبها قبل مسامعها فشعرت بانقباضه حادة فيه، بينما هي تابعت قائله:-
هروح أنا أوضتي أرتاح.
ثم غادرت ما أن انهت حديثها تاركه أياها موضعها تفكر في حديثها بينما الحزن يبدأ بالسيطرة عليها والوجع بداخلها بدأ يتضاعف ولا تدرك أنهُ مع الأيام سيتوحش ويبدأ بنهشها.
وهكذا قضت يومها وليلها الموحش الذي رافقها به السهد شاردة العقل والفكر به، موجوعة القلب ولا تدري أن كان عليه أم على حالها إم على كليهما، ألى أن هبت نسائم الصباح مغبرة بأوجاع البارحة، فلم تغفى عينيها مطلقًا، وايقنت أنها لم تنجو مطلقًا من براثن عيناه التي شقت قلبها نصفين، لذا قررت عدم الذهاب اليوم للعمل، فليست قادرة على رؤيته ومواجهته، خوفًا من رؤية حزنهُ، لذا لازمت المنزل، بل غرفتها بينما تتجاهل ضجيج قلبها وآنته لها
حتى مر اليوم ويوم آخر ألى أن أشرقت شمس اليوم الثالث يوم مازال مغبر بالأحزان والأوجاع، وهي تلتزم المنزل وتعاند ذاتها على تأثرها بكل هذا، وبأن قلبها أبدًا لا يميل له، ولم تشتاقه ولم يؤثر بها غيابه، حتى عدم وصول أي خبرًا لها عنه انكرت انزعاجها منهُ، ألى أن جاءها أتصال من الفندق يطلب حضورها في القريب العاجل، وتلك النبضة التي انتفض بها قلبهُا فرحه نكرتها بينما تظن أن هذا الاستدعاء سببه هو، لذا أسرعت بتبديل ثيابها والذهاب فورًا ألى الفندق وهي تنتظر ان يطالبوها بالذهاب أليه، لكن صعقها ما خبروها به عن سفره هو وفرقته، وحديثه مع المدير عنها مشيدًا بها وبعملها الذي أخبره أن يعيدها أليه، حتى يقوم بنشر ريفيوهًا جيد عن الفندق وعن فترة مكوثه به، وقد عبر المدير عن سعادته بها ومنحها مبلغًا مالي كمكافئه لها وكذلك قام بترقيتها، لكن كل هذا لم يسعدها، بل كانت متأثره بخبر رحيله، متألم قلبها وكذلك روحها، حتى أخبرها أن هناك شيء ما لها تركهُ لها تشين الذي كانت تعمل معه بالاستقبال وأن تذهب وترى، فأسرعت بالتحرك باتجاهه ألى أن وصلت أليه وقامت بسؤال الموظفة عنهُ، قامت بأعطائها ظرفًا ما جذبته منها وتحركت بخطوات حزينة متألمة صوب المقاعد لتجلس على أحداها وتقوم بفتحه لترى ما بداخله، فتقع عيناها على ورقه برفقة مفتاح
لا تدرك لما، فجذبت الورقة المطوية، لتبدء بقراءة ما بداخلها وقد قام بكتابته باللغة الانجليزيو:-
– مرحبًا فرح حينما تقرئين تلك الرسالة، سأكون قد غادرت كما تتمنين، عدت ألى موطني لأتركك تشعرين بالسلام الذي اخبرتني يومًا أنني قد سلبته منكِ، وللحقيقة أنتِ من سلبتيه مني وتركتني أعاني، لن أطيل بالحديث عليكِ، وفقدت أردت ترك تذكار بسيط مني تذكرينني به، ففكرت في هذا الاسكوتر الألي المتواجد الأن بجراج الفندق لولهك بهم اتمنى أن ينال أعجبك..
تأثرت بما كتب لها وبتلك الهدية التي ابتاعها من أجلها رغم تحطيمها لقلبهُ، وانسابت العبرات من عينيها ألى ان تابعت قراءة رسالته لتتسع عينيها مع قراءة باقي الكلمات:-
– آه وأن كنتِ تظنين انني بنهاية الخطاب سأتمنى لكِ السعادة مع من تختارين وتلك الحماقات، فأنتِ مخطئه فأنا اتمنى أن تندمين على تركك لي ورفضك حبي، وأن تلعنين بالحب مثلي تمامًا يا حمقاء.
ومع قراءة كل حرف كانت تشعر بقلبها يدمى وتلك الكلمات شعرت بها تتهاوى على قلبها وتشعرها بالألم الفظيع، ألم يبدو أنه سيلازمها وكم تمنت أن لا تصاب بالندم كما تمنى لها، لكن كان لهُ ما تمنى، وكأنه لعنها حقًا فمنذ غادر وهي تتألم والحزن يغتالها والوجع ينهش بقلبها، فتعري شقيقتها الحقيقة لها، الحقيقة التي تعاند الاعتراف بها وأخبرتها أنها وقعت بحبه وتعاند هذا وعليها الاعتراف، فتخبرها من بين دموعها أن الأمر انتهي فقد غادر، حينها هتفت بها أن تسعى وتحاول حتى لا تصاب بالندم، لذا حاولت التواصل معه بلا فائده، عبر كافة حساباته الشخصية والتي يبدو أنه لا يتفقدها بالأونه الاخيرة، فتصاب بالخيبة، حينما ترى الأمر مقتصر على باقي أعضاء فريقه، حتى وأخيرًا رآت تاي هو الوحيد الذي بدأ بنشر صورًا وفيديوهات عن جولتهم، فحاولت الوصول له عبر الخاص وعبر البث المباشر الذي قام به، فتراه يقرأه ويتجاهلها، ثم يقوم بإنهائه، فداهمها اليأس ألى أن اقترحت عليها شقيقتها المخاطرة والسفر اليه ومحاولة الوصول ألى عنوانه عن طريق معلوماته لدى الفندق، وهذا ما فعلتهُ، لقد قامت ببيع هديته من أجل تكاليف السفر مع بضعة نقود كانت لديها، ثم قامت بحجز تذكره لها وأودعت شقيقتها أمانه لدى جارتها وخالتها واستقلت الطائرة ألى بلدته، بعدما قامت بأرسال رساله ل تاي عن مجيئها ألى كوريا وأن يستقبلها ويقوم بإيصالها أليه، لكن تاي تجاهلها ولم تجد أي أحد بانتظارها، ولم تدرك لأي مكان عليها أن تذهب، فبدأت تتجول بالشوارع وهي لا تفهم أي شيء بينما تحاول الوصول لعنوانه بالورقة التي لديها، لكن ما حدث ان حينما أوصلها سائق سيارة الأجرة ألى المكان المدون في الورقة، حيث منزلهُ الذي يقف أمامه حارسان، فذهبت لسؤالهم عنهُ، لكنهما كانوا يجهلان الإنجليزية، والعربية، وكما عانت للتواصل معهما حتى فهمت أنهُ في جوله فنية ولن يعود ألا بعد يومين أو ثلاث، ورفضوا التواصل معه لأجلها، حينها أصيبت بالأحباط وهي لا تعلم لأين تذهب، فأخذت تتجول في المنطقة وتحاول الوصول لفندق يناسب حالتها المادية..
لكن آتى عليها الليل وما تزال تتجول في الشوارع، ألى أن مرت أمام بضعة شباب ما أن انتبهوا اليها، حتى نظروا لبعضهم نظرة ذات معني، واقتربوا منها وأخذوا يحومون حولها لأراهبها..
كانوا ثلاثة شباب ضعاف البنيه، صغار في السن، يشبهان بعضهم كثيرًا في نظرها، ظنوا أنها لقمه سائغه، سينتصران عليها بسهوله، لكن ما حدث صدمهم، فما أن حاولوا لمسها حتى قامت بالهجوم عليهم واحد تلوى الأخر، فحاول الثالث الهرب منها، فقامت باللحاق به لتأديبه وقد غفلت عن حقيبتها التي تركتها، لكنهُ هرب منها وضاعت هي بالشوارع، ولم تستطع العودة ألى مكان حقيبتها، وحمدت ربها أن حقيبة خصرها لم تغفل عنها والتي تحتوي على هاتفها وحواز سفرها والأهم الورقة التي تحتوي على عنوانه، وبعض المال القليل الذي حولته للعملة الكورية مسبقًا، لكنه يكفي لأن تستقل سيارة أجره ألى منزله، حيث قررت أن تستقر أمامه لحين عودته، لذا اخذت تتجول بحثًا عن سيارة ما، ألى ان عثرت عليها واستقلتها، ففعل المثل الشخص الذي كان يراقبها وبرفقته حقيبتها، فأستقل سيارة هو الأخر وقام برفع هاافه ونقل ما حدث ألى شخص أخر، وما أن رآها تستقر أمان منزل تشين حتى أخبره كذلك، بينما هي أنزوت في أحدى الأمكان أمام منزله، أسفل شجره ما، وهي تدعو أن يعود مسرعًا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق خارج السيطرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى