Uncategorized

نوفيلا سمينة ولكن الفصل الأول 1 بقلم أماني خالد

 نوفيلا سمينة ولكن الفصل الأول 1 بقلم أماني خالد

نوفيلا سمينة ولكن الفصل الأول 1 بقلم أماني خالد

نوفيلا سمينة ولكن الفصل الأول 1 بقلم أماني خالد

تبعث الشمس أشعتها الصفراء تتسلل من ثغرات نافذة غرفتها الواسعة ، لتداعب وجهها إلا أنها سقطت علي فراش بارد خالي، تخرج من مرحاضها والماء يتساقط من جسدها الرخو ، علها تشعر ببرودة المكيف ، لكنها محاولة أخرى بائت بالفشل ، إرتدت ملابسها الكبيرة ودنت من حائط يفترش اسفله بالزجاج المهشم كقلبها المدمي ، جثت بصعوبة والتقطت إحدى الصور التي تجمعها مع زوجها ، هطلت دموعها حسرة ليس علي من سحق كرامتها تحت قدميه بل علي نفسها لتقديم عمرها قربان قربه 
  – مش عارفة الومك ولا الوم نفسي ، الومك أزاي وانت اتعودت أطبطب وأشيل مكانك وأستخصر في نفسي علشان اكبرك واكبر فلوسك وفي الأخر طلعت انا المهملة 
أنهت كلمتها الاخيرة بصوت يعلوه المذلة والخذلان ،ثم التقطت صورة أخرى يبرز فيها إمتشاق جسدها يالها من صورة قديمة من قبل الزواج ومشقة الإنجاب ، صرخت وكأنها تحدثه 
  – مين فينا اللي يزعل ويشوف حياته أنا ولا أنت مين اللي سهر وتعب وفي الأخر طلع وحش أنااا ولا أنت مين اللي عمره راح يا هيثم مين 
دخلت فتاتها الصغيرة هالعة مما رأت أمس من أنهيار وصراخ أمها لم تعهد أمها إلا صامدة 
حدثتها الصغيرة بحروف تخشي الخروج 
  -ماما هو بابا قالك أية خلاكي تكسري الأوضة كدا ياماما 
نيران تاكل بقلبها كيف لها بشرح ماحدث لفتاة بالكاد أكملت الخامسة ، حاولت تهدئة نفسها وتهذيب نبرة صوتها الغاضبة
    – مفيش ياحبيبتي بابا مدايق شوية وهيجي بكره ونتصالح ونفسح مريومة الحلوة كتير اوي 
كانت تدرك كذبها فزوجها لن تخطو قدمه منزلها مجددًا 
خرجت الفتاة بسذاجة طفولتها تلهو مبتسمة وتركت أمها بدوامة ذكريات تعصف بعقلها 
تسوق فتاة الثامنة عشر سيارتها الجديدة في طريق تزهو عن الزحام لتري سيارة تقف في منتصف الطريق فستشفت أن سائقها يحتاج للمعاونة ، ترجلت من سيارتها ووصلت للسيارة الأخرى متحدثة بهدوء 
  – انا شايفة ان العربية عطلانة لو تحبِ انا ممكن أساعدك 
نظرت لها سيدة أربعينية بإعجاب وهتفت 
  – ياحبيبتي انا فعلا كنت سايقة والعربية اتعطلت بيا ، ربنا بعتك ليا ممكن بس توصليني لأقرب مكان واخد تاكس
  – لا يا طنط متقوليش كدا تحبي تروحي فين وانا هوديكِ تعالي معايا ولما توصلي ابعتي حد يصلح العربية 
اطاعتها المرأة الأربعينية واثناء الطريق هتفت 
  – بس شكلك صغيرة لسه يا…  مقولتليش اسمك أية 
اجابتها بتهذيب 
  – اسمي ميرال يا طنط .. ايوة انا فعلا مش كبيرة عندي ١٧ سنة انا بيتي قريب بس بصراحة دي عربية بابا وخوفت امشي من طريق فيه كامين لأني موصلتش للسن القانوني للسواقة 
  – بس ماشاء الله بتسوقي كويس جدًا 
تبسمت ميرال 
   – ايوة خالو علمني أسوق من سنتين وبقيت شاطرة جدا 
فاقت ميرال من ذكرياتها ثم قالت في حزن 
كنتِ السبب في جوازتي منه ياطنط إعتماد اصريتي اتجوزه وانتِ عارفة ان ابنك غدار بس مش هظلمك وانتِ هتعرفي منين اني هتخن وابنك يعايرني كدا لا ويقرر يتجوز عليا في نفس العمارة 
شردت مجددًا بشاكلة أمس 
  – مش ملاحظ ياهيثم انك حابسني في البيت وكل مااطلب منك نخرج ترفض 
اعتلاه الضيف وقال في جزع 
   – مش لاحظة ياميرال انك تخنتي اوي وشكلك بقي يكسف 
دقيقة صمت لاستعاب ماتفوه به ايخجل منها حقا 
  – يعني انت مش مشغول ياهيثم وبتتكسف مني مكسوف من مراتك مكسوف اني تخينة 
   – اه مكسوف مش مكسوف بس انا مستعر من منظرك دا امشي واقول أية لصحابي ومعارفي أقولهم بصوا مراتي بقت اد الدرفيل ازاي انا هستحملك انما هما يعرفو اني مستحمل ليه انا راجل ليا منظري قدام الناس 
زجرت كلماته قلبها الرقيق فقالت مدمعة العينان 
_ ياااا للدرجة دي شكلي مدايقك وعملك إحراج وسط الناس نسيت كل الحب اللي بينا علشان وزني زاد شوية 
رمقها بنظرات إستحقار ممزوجة بسخرية 
لا أنتِ اللي نسيتي نفسك انا لما أتجوزتك أتجوزت ميرال البنوتة الجميلة بملامحها الصغيرة الرقيقة متجوزتش درفيل بصي علي نفسك كدا في المراية بزمتك هدومك تخش في دراعك حتي أنتِ أية هتفوقي أمتي انا قرفان منك ومن شكلك دا مبقتش قادر أستحمل مش عارف انسجم معاكي مش عارف احس اني مبسوط مش مرتاح بشوفك بفتكر الطبيخ والأكل والحلل ، زيك زي اي ست عجوزة حاولت أشوفك وحدة ست بجد مش عارف ثم أشار بيديه ذات العروق البارزة لبطنها المترهل وذراعيها الممتلئين و استأنف 
حاولت أدور فيكِ علي معالم أنوثة ملقتش كلك قرف قرف قرف واي دا هااا أية دا فين لونك الأبيض بتاع زمان كلك علامات بيضا وحمرا ومنظر مقرف 
كان ينتظر صمتها وخضوعها المعتاد ولكنها فاقت تصوراته الخائبة  
نطقت بصريخ قلب مدمي 
_ هو كل دا منين مش من عيالك تعرف أنت أية عن الحمل والولادة والرضاعة والتعب والوجع ، تعرف أية عن عيالك غير أسمائهم تعرف ابنك كام مرة يجي بشكوة من مدرسته بسبب سلوكة العدواني بسببك تعرف أية عن ولادك ياراجل ياشيك يانيق يابو عضلات أنت تعرف أية عن ام كل يوم تصحي تلبس وتحمي وتودي مدارس وترجع تروق وتطبخ وتمسح وتعمل أكل وتاكل وتشرب وتذاكر لولادها وتنيمهم وتروق مكانهم تعرف أية انت فين فين من حياة عيالك فين في حياتي انا أية عاوزني اخد بالي من نفسي علشانك علشان تعطف عليا بالكام دقيقة اللي بتقضيهم معايا وتبعد تاني أنت مين سمحلك تدي نفسك مكانة كبيرة كدا أنت ولا حاجة انا هنا كل حاجة انا الأم والأب انا الصاحب والصديق انا منغيري ولادك يضيعوا عايشة علشان ولادي انت عايش لمين قولي 
وكأنها أشعلت فتيل غضبه 
فما كان منه سوي تمزيق ثيابها كاملًا 
_ بصي منظرك كدا دا منظر أقرب منه جتك القرف فيكِ وفي شكلك مش كفايا متحمل منظرك كمان بتقلي ادبك عليا انا لولي ولادي كنت طلقتك وخلصت منك بس علشان ولادي بسسس انا هسيبك لكن هتجوز ياميرال ومش هجبها هنا علشان انا راجل حقاني وعلشان ولادي هتجوز في الشقة اللي تحت والمخروبة دي معتش اعتبها تاني 
ذهب وتركها تناجي ربها ان يرحم قلبها وقلة حيلتها _ علشان كدا كنت بتوضب الشقة وبتجهزها كأنها شقة عروسه 
ضحكت بمرارة وقالت 
_ وكأن ليه مهي فعلا عروسة بس لا انا مش هقبل بالوضع دا كتير وهاخد حقي تالت ومتلت من عينك يا هيثم 
سمعت هاتفها يهتز بقوة فأجابت 
الو  ايوة ياميرال مبترديش لية بقالي ساعة بتصل 
_ ايوة يا ليلة انا معاكِ 
مالك ياميرو ياحبيبتي صوتك معيط اوي 
_ هيثم هيتجوز عليا بعد عشر سنين إهمال وزل هيتجوز عليا في شقة طنط إعتماد اتاريه بيجهزها بقاله شهر 
أهدي طيب وانا جيالك دلوقت 
اغلقت ليلي الهاتف واعتلتها دهشة مصحوبة بالهلع 
مالك يا ليلي مبلمة كدا لية 
قالها عامر بإستغراب 
_ هيثم هيتجوز علي ميرال ياعامر بعد كل الاستحمال دا بيتجوز عليها 
أبتسم عامر واردف بعدما اشعل سيجارته البنية الرفيعة 
طب والله شاطر يابخته 
طالعته بنظرة حسرة 
_ بقي كدا ياعامر مبسوط في صحبتي انت اكتر واحد عارف ان ميرال طيبة ومش هيلاقي زيها 
عارف ياليلي لكن اللي مش عاوزين تفهموه ان الست بتفقد كل انوثتها وجمالها ام بتتخن مبتبقاش حلوة في نظرنا يعني يانبص بره يانتجوز 
وكأن كلماته شقت لبها مئة قطعة 
_ وانت بقي يا عامر بتبص برا ولا متجوز من ورايا 
عبست ملامحه قليلًا 
ليلي حبيبتي متقوليش كدا أنتِ الأولى والأخيرة ياعمري ثم اكمل في انتصار 
ببص برا طبعا وهفضل ابص طول مانتِ كدا عاوزة تحافظي عليا خسي لأن بصراحة انا جبت أخرى 
هرول للخارج قبل نشب شيجار بينهما 
_ دلوقت بس ياميرال اتأكدت من كلامك وعرفت أن كنتِ صح لما قولتي انها خلصت كدا 
إنتهت ليلي من إردتداء ملابسها بعد عناء طال لساعة، وقفت تنظر لنفسها نظرات سخط محدثة نفسها 
  – قرف كل يوم كرش وبروز ثم أخذت تزفر في ضيق واكملت 
أزعل منه لية وأنا أصلا شايفة نفسي وحشة 
حملت حقيبتها اليدوية وذهبت لصديقتها وشريكة المحنة وقفت تدق باب منزلها بعدما لمحت زوج صديقتها بأحضان أخرى بلا مرعاة لقربه من منزل زوجته الأولى فتحت ميرال باب بيتها وأرتمت بأحضانها تبكي 
– اهدي ياميرال علشان الولاد اهدي انتِ مستحملة كل دا علشانهم  
ردت عليها بصوت يشج القلوب 
– هيتجوز ياليلي هيصرف فلوسه اللي إستخصرت اصرفها علي نفسي هيصرفها عليها ، هيسيب عياله وينساهم ، جرحني اوي ياليلي ، جرحني بنظراته قبل كلامه يارتني ماهملت في نفسي ، يارتني كنت فضلت ميرال الحلوة ، حسسني اني عندي ميت سنة وانا اصغر منه بعشر سنين .
  – اهدي ياميرال وتعالي ندخل جوا نتكلم علشان الولاد ونفسيتهم متتعبش 
اعتدلت ميرال من أحضان صديقتها ودخلتا الغرفة ، اندهشت ليلي من مشهد الغرفة وكأن الساعة قامت بها ، لكنها فضلت الصمت. 
جلست ليلي وأشعلت سيجارة بنية رفيعة وأشعلتها فأشتمت ميرال رائحة التوت وسألتها في فضول 
  – المرادي توت غيرتي النعناع يعني 
إبتسمت ليلي وقالت 
  – قررت أتغير ياميرال وهغيرك معايا 
حدثتها وهي تشير بيديها والسيجارة بين أصبعيها ترسم منحنيات أنثى 
عبثت ملامح ميرال وكأنها تذكرت 
  – ماشي بس بعد ام أطلق 
فتحت ليلي فاهها 
  – تطلقي والعيال يا ميرال عاوزة تشردي عيالك 
ضحكت ميرال ضحكات ساخرة ثم اخذت السيجارة من صديقتها وأخذت تنفث دخانها بحرارة
  – عيالي صح هما عيالي هو امتي كانوا عياله ياليلي 
هو شال أيده من تربيتهم يبقي أطلق وأربيهم عدل وأشوف نفسي 
  – طب بس بس براحة علي نفسك كدا صدرك يتعب مبتشربش كدا 
نظرت لها ميرال وقالت 
  – قومي بينا نرقص شوية 
طالعتها ليلي بنظرات مندهشة 
  – متتنحيش كدا قومي خلينا نفك وسيبك من الكلام اللي قالهولك عامر 
ازداد اندهاش ليلي 
  – وانتِ عرفتي منين كلام عامر ياميرال 
ضحكت بخفوت 
  – مهو اصلك من الدهشة نسيتي تأفلِ وسمعت كل حاجة 
خجلت ليلي وقالت مبررة 
  – ميرال حقك عليل انتِ عارفة عامر ميقصدش والله 
اوقفتها ميرال 
  – ولا يقصد ياليلي عنده حق المهم انتِ متزعليش نفسك إحنا هنتغير 
فتحت ميرال أغنية شعبية واخذت ترقص وكأن الرقص منقذها من دوامتها المهلكة 
إنتهي اليوم وعادت ليلي لبيتها وجدته خالي يبدوا ان زوجها أعلن الحرب 
فتحت ميرال باب شقتها صباحًا ، سمعت صوت تعرفه جيدًا انه صوت زوجها ، رأته يصطحب فتاة يافعة تلتف يده حول خصرها ، سابقًا كانت تخجل وتحزن ، ام الان فلا نادته بصوتها المترنم 
  أجابها بسخرية 
   – يانعم 
   – طلقني 
دعنا نجزم أن الدهشة غزت كيانة ممزوجة بخوف مجهول الهوية ، ولكن هيهات فغزو كبريائه كان أكبر أجابها دون إكتراث 
– أنتِ طالق ياميرال ومتقطعيش الجوبات 
أدارت ظهرها تاركة كسرتها تتهشم خارج قلبها 
– من النهاردة أوعدك هدفعك تمن كل يوم قهرتني فيه ياهيثم 
ثم ذهبت لأطفالها قائلة
  – يالا ياحبيبي علشان مسافرين نتفسح وهنرجع قريب 
يتبع……
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول النوفيلا : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية غرام الوتين للكاتبة سمسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!