روايات

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء الرابع

رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت الرابع

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة الرابعة

سيف كلم همس اللي ردت بسرعة بصوت باكي: عملت ايه ؟
اتوجع من صوتها المخنوق بالعياط وحس انه ممكن يقتل علشانها فرد بحزن : عايز موبايلك يا همس .
وقفت بحيرة : موبايلي ؟ هتعمل ايه ؟
شرحلها باختصار : عندي صاحب المرة اللي فاتت هو اللي قدر يحذف الفيديو وكمان يوصلني بمكان اللي نشر بس للأسف هو كان اتخلص من موبايله ورماه في النيل بس المرة دي اللي بيكلمك ما يعرفهوش وفاكر انه لما يكلمك واتس مش هنعرف نوصله بس كل اللي هيفرق اننا محتاجين موبايلك وهنوصله إن شاء الله ، فعايز موبايلك .
كلمته بتردد : طيب نفترض بابا أو ماما اتصلوا ؟
علق بغيظ : يا همس أبوكي وأمك بيكلموكي الفجر ؟
أخدت نفس طويل بتحاول تهدا وردت بتوتر : لا طيب هديهولك ازاي ؟ الأمن لا يمكن يخرجوني دلوقتي .
بص للباب المقفول بتفحص وهو بيرد: أنا مش شايفهم أصلا يا همس والباب مقفول .
علقت بذهول : انت تحت ؟
جاوبها بتأكيد : اه تحت .
اتحركت ونزلت بتردد وخوف: سيف أنا خايفة ولو مفيش أمن مش هقدر أفتح الباب و أصلا هيكون مقفول .
سيف بص حواليه بتفكير: طيب تحدفيه من أي بلكونة ؟
همس وقفت بحيرة : أنا في الدور التالت ومعرفش حد في أول دور ، أصلا أول دور ده إداري ومكاتب مقفولة كلها .
وصلت تحت وبتتكلم بهمس ممزوج بالخوف : في اتنين أمن أهم قاعدين على الباب من جوا.
سيف بسرعة قرب من الباب : طيب يا حبيبي روحي واديهم الموبايل خليهم يدوهولي وأنا هتكلم معاهم ، بس خليهم يفتحوا وكلميني من موبايل هالة حتى .
همس قربت بتوتر وهما أول ما شافوها بصولها باستغراب : خير يا بنتي ؟
قربت بخوف: كنت عايزة أدي الموبايل لحد برا.
بصولها بذهول : ليه ؟ الصباح رباح لما النهار ينور ممنوع أصلا نفتح البوابة دلوقتي .
دموعها نزلت برجاء: أنا لازم أوصله الموبايل دلوقتي وإلا الدنيا كلها هتخرب .
بصولها بتعجب : كلها ساعتين والنهار ينور و ….
قاطعهم خبط خفيف على الباب والاتنين بصوا لبعض وبصوا لهمس اللي نظراتها بتترجاهم واتكلمت بتوتر: هتدوله بس الموبايل ولا أكتر ولا أقل .
سيف خبط تاني وهنا واحد فيهم فتح البوابة وبص لسيف اللي واقف وعربيته وراه بابها مفتوح واتكلم بلهجة شبة آمرة: هات الموبايل منها .
الراجل بصله بتردد وزميله فتح الباب وساعتها هو شاف همس وراهم ومنظرها خلاه عايز يزقهم الاتنين وياخدها في حضنه يطمنها،
موبايله رن وكان كريم فرد عليه بسرعة : أيوة يا كريم أنا قدام البوابة اهو .
كريم : أنا وصلت كمان للوكيشن اديني انتظار يا سيف بعربيتك .
سيف شغل الانتظار وهنا لمح عربية كريم اللي وقفت قصاده ونزل منها كريم ومؤمن معاه وقربوله : جبت الموبايل ؟
سيف بص للأمن : بتوع الأمن واقفين بيشاوروا عقلهم .
مؤمن بصلهم : سيبوهملي أنا .
كريم مسك دراعه بتحذير: بالله عليك ما تطلع العرق الصعيدي دلوقتي احنا محتاجين لخدمة .
مؤمن ابتسم بثقة : أنا بس هتكلم ، انت عارفني بعرف أقنع اللي قدامي ازاي ؟
كريم برطم بتهكم : بأمارة المحامي اللي خليت عينيه ما نزلتش من عليك .
مؤمن ابتسم وحرك حواجبه بمرح واتحرك وقف قصادهم واتحولت نظراته للجدية : السلام عليكم يا رجالة ، بصوا من الآخر كدا ، احنا بمنظرنا ده في التوقيت ده مش هنيجي عشان حاجة بسيطة أو ممكن تتأجل ، احنا جايين ومستعجلين والموضوع مصيري وكل اللي عايزينه احنا التلاتة الموبايل اللي في ايدها بس ، لان لو ما أخدناش الموبايل الدنيا هتولع في بعض – لهجته اتغيرت ونظراته اتغيرت وكمل بمغزى- والنار لما بتولع بتحرق الكل ما بتفرقش بين بتاع الأمن أو غيره فخلوها تجيب الموبايل .
بتوع الأمن بصوا لبعض ونوعا ما حسو ان الموضوع فعلا خطير وان الناس دي مش سهلة أبدا ففتحوا الباب على آخره وبصوا لهمس بقلة حيلة: اطلعي يا بنتي اديلهم اللي عايزينه وادخلي بسرعة.
همس مدت ايدها ببكاء : اديهم بس الموبايل
واحد فيهم رد برفض: يا بنتي اطلعي احنا مش حمل الناس دي –  وبص لمؤمن تحديدا – ولا غضبهم .
همس طلعت وسيف أول ما شافها قلع چاكيت البدلة حطه عليها وثبت ايده على الياقة وهو بيوعدها بحنان: ما تخافيش محدش فينا هيسمح حد يأذيكي .
بصتله ودموعها نازلة : الصورة دي يا سيف ….
ابتسم يطمنها وهو بياخد الموبايل : محدش هيشوفها اطمني واطلعي وارتاحي وهكلمك على موبايل هالة .
بصت لكريم ومؤمن وكريم مد ايده لسيف بهدوء : هات الموبايل – بص لهمس بثقة- اطمني محدش هيأذيكي وده وعد مننا .
ابتسمت بامتنان ورجعت لجوا وكانت هتقلع چاكيت سيف بس ابتسملها بحب: خليه معاكي واطلعي ارتاحي – بصلها بتذكر وكمل- موبايلك فيه صور خاصة ولا حاجة تمسحيها الأول؟
نفت بصوت مبحوح: مفيش لا
ابتسملها بهدوء ودخلت وهو فضل مراقبها لحد ما اختفت بعدها قرب من بتوع الأمن شكرهم الاتنين وحط في جيب كل واحد منهم مبلغ كشكر بسيط ليهم .
ركب معاهم عربيتهم وراقب كريم اللي وصل موبايل همس وبيتعامل فيه ، مؤمن بص لسيف المتوتر : اطمن هنوصل للي بعت .
سيف بصله بتمني : يارب أنا مش متخيل اني ممكن أتحمل حد يأذيها بالشكل ده .
كريم قاله وهو بيلعب على اللاب : محدش هيأذيها بإذن الله مش هنسمح لحد يعمل ده -ابتسم وكمل – همس مش بتدخل في الفيس غير على صفحتك وكمان محملة الفيديو بتاع الرقصة بتاعتك على موبايلها ، أمسحه ولا أسيبه ؟
سيف ابتسم بهدوء : سيبه ما تمسحش حاجة من عندها .
كريم بصله بتساؤل: انت شوفت خلفية موبايلها ايه ؟
سيف باستغراب : لا ، انت ليه مش مصدق اننا قطعنا علاقتنا ببعض ؟
مؤمن علق بضحك غصب عنه : يمكن علشان چاكيت البدلة اللي حطيته عليها ؟ ولا علشان جرجرتك لينا في الفجر علشانها ولا علشان بتوع الأمن اللي كنت هتبوسهم علشان خلوك شوفتها ، اختار السبب اللي يريحك .
سيف كشر وبص لكريم : هو على طول رخم كده ؟
كريم ابتسم : أنا مسميه الواطي كده جاوبتك ؟
مؤمن خبط كريم في كتفه بغيظ : أنا برضه اللي واطي ؟
سكتوا شوية وبعدها سيف سأل بفضول: مالها الخلفية بتاعة موبايلها ؟ ليه بتسأل شوفتها ولا لا؟
ابتسم وهو بيرفع موبايلها : صورتكم مع بعض .
كانت الصورة اللي صورتها وهو واقف جنبها ساند على عربيته وأخد موبايلها صورها وساعتها زعلت لأنها مش هينفع تخلي حد يشوف الصورة دي .
ابتسم للذكرى واتكلم وكأنه عايش اللحظات دي : ساعتها كنت مستنيها قدام الكلية وصورتني وهزرنا فوقفت جنبي وأنا أخدت منها الموبايل وصورت الصورة دي فشهقت ان أي حد هيشوفها هيفتكر انها في حضني بس هي كانت جنبي وأنا حطيت دراعي بحيث أجيب الصورة بالشكل ده .
مؤمن علق بمرح : ما شاء الله عليكم دايما متهمين بسوء الحظ ، طيب ليه من البداية ماخطبتهاش ؟ ليه علاقة في السر ؟ انت مش عارف ان كل اللي بيحصل ده عقاب من ربنا على كل أخطائكم دي ؟
كريم رد وهو مشغول بالموبايل : من تعجل شيئا قبل أوانه ….
مؤمن كمل بتأكيد : عوقب بحرمانه ، انت استعجلت تحضنها وتضمها وتتصور معاها فاتحرمت منها وبدل ما تفضل في حضنك طول الوقت اتجبرت تسيبها .
اتنهد وسكت ؛ لأنه عارف الكلام ده كويس وسبق وسمعه من مروان قبلهم .
لحظات من الصمت قطعها كريم مرة واحدة بيقول بانتصار : بينجو وصلت للموبايل اللي بعت الرسالة لهمستك .
مؤمن كان مغمض عينيه بس انتبه على كريم، وسيف كمان اتعدل بسرعة وفضلوا مستنيينه يتكلم بس هو فضل ساكت ودور عربيته وقال بهدوء: سيف هتفضل معانا ولا هتركب عربيتك ؟
سيف بصلهم بتردد فمؤمن اللي اقترح : اقفل عربيتك ويلا كلنا في عربية واحدة .
سيف نزل بسرعة قفل عربيته وركب معاهم وكريم بصله في المرايا: الموبايل ثابت مش بيتحرك ودي حاجة كويسة .
مؤمن علق : بس يارب ما يكونش اترمى في النيل زي اللي قبله .
كريم بصله : المنطقة اللي ثابت فيها مافيهاش نيل .
موبايل سيف رن وكانت هالة فرد بسرعة قبل ماتتكلم : أيوة يا همس .
ردت ببكاء : عملت ايه ؟ وصلت لأي حاجة ؟
اتنهد بتعب : يا بنتي قلتلك بطلي عياط ، قلقانة ليه يا همس ؟ اه يا ستي وصلنا لمكان الموبايل ورايحين اهو عنده ، ممكن تبطلي عياط بقى ؟
همس برجاء : بجد ولا بتقولي كده علشان تطمني ؟
جاوبها بسرعة : يا بنتي والله كريم حدد مكان الموبايل ورايحين عنده اهو ، همس ما تخافيش يا حبيبي مش هسمح لحد يأذيكي بالشكل ده .
مؤمن ابتسم وبص لكريم اللي بيفكر في كلام أمل انه يعتبرها هي اللي اتحرمت من حلمها .
قلل السرعة فالاتنين انتبهوا وخصوصا سيف اللي سأله : هديت ليه ؟
كريم رد وهو بيبص حواليه : المفروض اننا وصلنا يا سيف؛ دي الفيلا اللي فيها الموبايل .
سيف بص بتفحص بس مش عارف دي لمين؟ مؤمن قرأ الاسم اللي مكتوب على يافطة : فيلا أنور الأحمدي – بص لسيف وسأله– تعرف حد باسم أنور الأحمدي ، مش عارف بس الاسم مش غريب عليا.
سيف حط ايده في شعره بتفكير وهو بيردد في الاسم : الاسم فعلا مش غريب عليا ، الأحمدي ، الأحمدي ؟ – عينيه وسعت بدهشة – يا بنت الايه لو طلعتي انتي!
طلع موبايله واتصل بهمس اللي ردت بسرعة : همس هي نانيس اسمها نانيس ايه ؟
استغربت سؤاله : معرفش يا سيف بس ليه ؟
كرر بترجي : افتكري أرجوكي .
بصت لهالة : انتي تعرفي نانيس اسمها نانيس ايه ؟
هالة بتفكير : مش عارفة بس بسمعهم على طول بيقولوا لقب العيلة نانيس الأحمدي لكن ايه الأحمدي معرفش !
سيف سمع هالة فسأل : نانيس أنور الأحمدي يا همس ؟
بصت لهالة وكررت الاسم : أنور الأحمدي ؟
هالة أكدت بتذكر : أيوة أيوة نانيس أنور الأحمدي .
سيف قفل مع همس وبصلهم بغيظ : دي بنت عندي في الدفعة ، بنت رخامة الدنيا فيها ودايما بتحاول تقرب مني أو تعزمني على حفلة عندها وبتكره همس لأنها شاكة أو عارفة اني بحبها .
سيف كان هينزل بس كريم وقفه بسرعة : انت رايح فين كده ؟
سيف بصله بغيظ : هنزل أجيبها من شعرها هي وأبوها .
كريم بص لمؤمن اللي بدوره بص لسيف وبلهجة صعيدي اتهكم : واه كأنك غشيم امال ، هيلبسوك جضية ويتهموك اتهجمت على بيتهم يا غشيم .
سيف بصلهم بضيق : المفروض أعمل ايه ؟ نقعد نتفرج على الفيلا من برا؟
كريم بتفكير : لا بس مش هينفع ندخل نقول لأبوها بنتك عملت وعملت .
سيف بنفاد صبر : هنعمل ايه طيب ؟ النهار هيطلع وساعتها هي ممكن تنفذ تهديدها ؟
كريم مسك موبايله بحزم: لحظة اصبر ، احنا هنبلغ الشرطة والشرطة هي اللي هتجيبهالنا .
سيف بنفاد صبر : يا كريم عقبال ما الشرطة تيجي هتكون همس صورتها في كل مكان .
كريم بصله وكشر : ما تهدا بقى يا ابني اصبر الموبايل بيرن اهو استنى الراجل يرد .
الراجل رد فكريم اتكلم : أهلا يا سيادة اللواء معلش بتصل بيك في وقت مش مناسب بس حالة طارئة
سمع الراجل على الناحية التانية وبعدها رد
– تسلم يا رب ده العشم – كنت بقول لحضرتك عندي واحدة قريبتي بتتعرض لابتزاز إلكتروني وحد بيهددها انه هينشرلها صور على الفيس – أنا عارف اني المفروض أقدم بلاغ للشرطة والخطوات دي بس حاليا انت عارف ان الإلكترونيات دي لعبتي فأنا قدرت أحدد مكان الموبايل اللي بيبتز البنت ، وأنا حاليا قدام بيته بس طبعا ما ينفعش أدخل بنفسي
استنى يسمع اللواء وبعدها رد
– أيوة حضرتك كده فهمت كويس ، قولي نعمل ايه ؟ اللي بيهدد قال ان الصبح هينشر الصورة يعني بنتكلم في أقل من ساعة فقولي ندخل البيت ولا ايه ؟
سكت شوية بيسمعه والاتنين عيونهم متعلقة بيه لحد ما رد : تمام في الانتظار هبعت لحضرتك اللوكيشن اللي احنا فيه بس ياريت بسرعة .
قفل وبصلهم : هيبعت قوة دلوقتي وهيقبضوا عليها .
سيف بصله بتوتر : ولو نشرت قبل ما توصل القوة دي أو بعتت لأبوها بس الصورة ؟ لو بعتت رسالة واحدة يا كريم ….
قاطعه بهدوء : سيف اهدا موبايل البنت كله تحت ايدي اهو مش هتقدر تفتحه حتى بدون ما أسمحلها ، الجهاز كله تحت سيطرتي فما تقلقش .
قعد متوتر وعينيه على الفيلا وبعدها مؤمن بص لكريم : هو لو حد ما يعرفش اللواء اللي انت كلمته المفروض يعمل ايه ؟ بنات كتير دلوقتي بتتعرض للابتزاز .
كريم بصله : بيبلغوا الشرطة وبتتحرك ، سيادة اللواء قالي اني لو روحت لأقرب قسم وقلتلهم اللي حصل و وريتهم الاسكرينات هيبعتوا معايا القوة دي أو هيتحركوا هم ويجيبوا الشخص ده ويتعلق ، ده بيتحكم عليه فوري .
سيف نازل من العربية بس الاتنين وقفوه فبصلهم بخنقة : هنزل بس مش هعمل حاجة بس مش قادر أقعد كده .
نزل فضل رايح جاي والاتنين مراقبينه ومؤمن علق بشفقة : صعبان عليا .
كريم بصله بتأكيد: صعبان عليا أنا كمان بس هو اللي حط نفسه وحطها هي في الموقف ده .
مؤمن بصله باستغراب : بس يا كريم الصورة دي كيدية من حد قاصد يصورهم كده ، مش هو قال ان واحدة زقتها عليه ؟
رد بحكمة : ماشي ما اعترضناش بس لولا البنت دي غارت من همس اللي قدرت توصل للدكتور وهي لا ماكانتش فكرت تصورها أو تنشرلها الصورة دي أصلا ، المهم ربنا يسترها عليهم أنا ضد الفضيحة لأي بنت ربنا يسترها علينا جميعا .
سيف واقف برا اتصل بهمس اللي ردت بسرعة بلهفة: عملت ايه ؟
اتنهد بقلة حيلة : مستنيين البوليس لأن مش هينفع ندخل البيت كده احنا .
همس ردت بخوف وبكاء : هي هتوصل للبوليس ؟ سيف أنا …
طمنها بحب : أنا هتعامل مع البوليس مش انتي ، الصورة بتضرني زي ما بتضرك وما تقلقيش أنا اللي هتعامل .
همس عمالة تعيط وهو بيسمعها ومش عارف يعمل ايه يهديها فنادى بحزن : همس ؟
مش قادرة ترد عليه من بين دموعها فكرر تاني بتوسل: همس ردي عليا بالله عليكي .
اتكلمت من بين شهقاتها: عايزني أقول ايه ؟ أنا عمري ما تخيلت ان ده يحصلي في يوم من الأيام ، ان حد يصورني ويمسك عليا صورة زي دي ؟ أنا بجد مش قادرة أستوعب اللي بيحصل ده ليا .
سكتوا الاتنين لحد ما سيف لمح عربيات البوليس فقالها باختصار: البوليس وصل أنا هقفل يا همس وعلشان خاطري اهدي.
قفل معاها وكريم ومؤمن الاتنين نزلوا يستقبلوا الظابط اللي كان عنده علم بالموضوع
قرب منهم وكلمهم بابتسامة: أنا المقدم وجدي محمد من طرف اللواء أسامة جابر ، هو اداني فكرة عن الموضوع سريعة بس فهموني قبل ما ندخل مين قالكم ان الشخص اللي بيبتز البنت هنا ؟
كريم مد ايده في العربية أخد اللاب بتاعه من على كرسيه وفتحه قدام الظابط بهدوء : بص ده شغلي ودي لعبتي ، أنا قدرت أحدد مكان الموبايل وزي ما انت شايف مكانه هنا .
المقدم بص في لاب كريم وسأله بجدية: انت متأكد اننا هنلاقي الموبايل هنا ؟ لو مالقيناهوش ….
قاطعه كريم بثقة: هتلاقيه أكيد .
المقدم وجدي : طيب هو بيهدد مين علشان أبقى عارف ؟
سيف رد عليه بتصحيح: الأول اللي بتهدد دي طالبة عندي اسمها نانيس أنور الأحمدي و بتهدد طالبة تانية عندي برضه وبتهددني أنا شخصيا ، دي الرسايل اللي اتبعتت .
وجدي أخد موبايل همس وشاف الرسايل وبعدها بصله باستفسار: انت الطرف التاني اللي في الصورة ؟ تمام تمام بس البنت فين ؟
كريم رد : البنت طالبة في المدينة الجامعية والصورة متاخدة في المدرج وحد مغير الخلفية بالصورة والبنت دي نفسها اللي بعتت حد زقها على دكتور سيف و وقعتها وصوروهم بحيث يظهروا كأن في علاقة بينهم ولو ركزت هتشوف ان الخلفية وسط الطلبة وطبعا البنت عايزة تشوشر على زميلتها لأنها أولى الدفعة وبتحلم تتعين معيدة ولو اتنشرت صورة زي دي يبقى خلاص حلمها اتدمر وفي نفس الوقت توسخ سمعة دكتورها اللي الكل هيقول انه على علاقة بطالبة عنده بالرغم من انه خاطب ومرتبط بدكتورة برا الجامعة ، الموضوع كله شائك يعني .
وجدي فهم منهم الليلة كلها وشاور للعساكر بس مؤمن وقفهم وبصله باستفسار: حضرتك معاك إذن النيابة والحوارات الفاضية اللي بيطلعوا بيها من القضايا دي؟
ابتسمله بهدوء : معايا ما تقلقش انت .
دخلوا وخبطوا بعنف كعادة أي بوليس داخل يقبض على حد ، الشغالة فتحت بعيون نايمة وبتزعق : مين ؟ هو حد يخبط كده ؟
فتحت وشهقت أول ما شافت قوات البوليس ، وجدي اتكلم بقوة: عندك حد هنا باسم نانيس أنور الأحمدي ؟
الشغالة ضربت صدرها بايدها بخوف : نانيس ؟ يا لهووي طيب هبلغ أبوها وأبلغها .
وجدي زقها و دخل هو ورجالته وأمرها: صحي البيت ده بدل ما ندخل احنا بنفسنا أوض النوم نصحي كل الي نايمين  .
الشغالة جريت صحت أول واحد أنور الأحمدي اللي اتخض وقام ومعاه مراته وبعدها صحت نانيس اللي قايمة ببرود تفهم في ايه ؟
نزل أنور بغضب وصوت عالي : في ايه ؟ انت مش عارف انت بتخبط على بيت مين ؟
وجدي بكل هدوء : نانيس أنور الأحمدي مطلوب القبض عليها فاتفضل بلغها تنزل بدل ما نطلع نجيبها احنا .
أنور واقف مصدوم و وراه مراته صوتت بخوف: بنتي مالها ؟ تقبضوا عليها بتاع ايه ؟
الدادة بعد ما طلعت تصحيها لنانيس وبلغتها ان البوليس برا وبيسألوا عليها ، مسكت تليفونها تشوف الساعة كام ماعرفتش تفتحه ، بعدها طلبت منها تعيد اللي قالته لانها لحد دلوقتي مش مستوعبة حاجة ، قالتلها ان البوليس برا وطالبينها هي بالاسم ، فقامت مخضوضة وخرجت برا تراقب من بعيد .
أمها بتتكلم بتوتر: بنتي مالها ؟ أنور اتصل بأي حد اتصرف .
أنور بص لوجدي برجاء : فهمني في ايه ؟ الدنيا مش سايبة وما ينفعش تيجي في آخر الليل وتقبض على بنتي بدون سبب كده !
وجدي رد بثبات: اتفضل هات بنتك وده آخر إنذار ليك وإلا هدخل القوة دي يجيبوها غصب عنكم ، أنا لحد الآن بتكلم باحترام – غير لهجته وأمره – فاتفضل هات بنتك .
أنور بيبص لمراته بحيرة وبعدها نانيس نزلت بتوتر: في ايه ؟
وجدي بصلها بجمود : اتفضلي غيري هدومك دي علشان ما ناخدكيش بالمنظر ده .
نانيس لمحت سيف واتوترت أكتر فردت بهجوم: أنا مش هتفضل لأي مكان غير لما تفهمني في ايه ؟
وجدي قرب خطوة منها ببرود: سيادتك متهمة بالابتزاز الإلكتروني فاتفضلي معانا .
أبوها بصلها ورجع بصله باستنكار : وايه دليلك ها؟ وبعدين يطلع ايه الابتزاز الإلكتروني ده ؟
وجدي بصله باستفزاز : يطلع ابتزاز وأحب أقولك ان القضايا اللي زي دي بيتحكم فيها بسرعة جدا فوق ما تتخيل ومجرد اسكرين شوت للمحادثة بيكفينا دليل ولا هتنفع فلوسك ولا مركزك وبنتك هتاخدلها حكم من ١٥ لـ ٢٠ سنة أقل واجب .
كلهم بصوا لبعض بذهول وأبوها بصلها وزعق بجنون : ابتزيتي مين ولا هببتي ايه ؟
نانيس بتحرك راسها برفض تصديق للي بيحصل وردت بكدب : أنا ما ابتزتش أي حد ، ده بيكدب أو حد بيستعبط ، ده بص يا بابا تليفوني أصلا مهنج ومش عارفة أفتحه .
جريت جابت تليفونها وبتديه لأبوها : بص مش بيفتح .
كريم ابتسم باستخفاف هو ومؤمن أما أبوها مسك موبايلها وبيفتحه بس ما فتحش قرب وجدي أخده من ايده وبصلها بابتسامة باردة: كويس انك جيبتيه لأني كنت لسه هقولهم يفتشوا البيت ويجيبوه ، ده الدليل ضدك .
نانيس بتوتر : الموبايل مش بيفتح أصلا و ….
قاطعها بجمود: مش مهم احنا هنعرف نفتحه ، في تليفونات تانية عندك ؟ ولا ده بس ؟
ردت بخوف وهي بتبص للكل : ده بس اللي بستخدمه .
أمر رجالته يفتشوا في أوضتها على أجهزة تانية واستناهم ولما رجعوا معاهم تليفون تاني أخده ووجه كلامه لنانيس بأمر : دلوقتي اتفضلي معانا ، هتغيري هدومك ولا هتتفضلي كده ؟
أبوها زعق : بنتي بتقول ان مش هي و …..
قاطعه كريم اللي كان مسيطر على موبيل نانيس ودلوقتي بدون ما حد ياخد باله لغى سيطرته من خلال موبيله اللي متصل باللاب في عربيته ، بص لوجدي : حضرتك افتح موبايلها هتشوف المحادثة بنفسك .
وجدي بصله باستفسار فكريم ابتسم وأكد : افتحه عادي أيوة .
فتح الموبايل وبص لنانيس بأمر : حطي الباسورد
نانيس باصة باستغراب وبتردد حطت الباسورد فاتفتح فقالت بذهول : ماكانش عايز يتفتح و ….
وجدي تجاهلها وبيقلب فيه فسيف وضح: الرسايل مبعوتة من الواتس فشوف الواتس بتاعها .
فتح بالفعل الواتس وشاف الرسايل اللي مبعوتة لهمس ، مسك الموبايل وجهه لأبوها باحتقار : شوف بنفسك الرسايل اللي بنتك بتهدد فيها طالبة معاها .
نانيس بصت لسيف بغيظ : هو على علاقة بالبنت دي يا بابا والبنت دي بتتبلى عليا و …..
قاطعها وجدى بتهكم : تتبلى عليكي فبعتت لنفسها رسايل من موبايلك تهدد نفسها ولا ايه يعني ؟! اتفضلي معانا .
بصت لسيف باتهام : انت عملت كل ده ؟
بصلها بتحدي: حذرتك وقلتلك العبي مع اللي قدك بس ما سمعتيش مني فاتحملي نتيجة تصرفاتك .
زعقت بجنون : هفضحك وهقول انك على علاقة بيها و ….
بص لوجدي ببرود : شايف أسلوبها ؟ هي دي الطريقة اللي بتتعامل بيها مع كل الناس ، لو سمحت اشهد على كلامها لاني هتهمها بالسب والقذف ، هنستناك برا ، يلا يا كريم ، يلا يا مؤمن .
خرجوا مع بعض ودقايق وخرج وجدي و معاه نانيس اللي مصدومة ومش قادرة تصدق ان اتقبض عليها .
سيف شكر كريم ومؤمن اللي وقفوا جنبه و
ماسابوهوش غير لما اطمنوا ان الموضوع انتهى والتهديد انتهى ، سيف طلع على النيابة مع وجدي بس قاله ان لازم همس تكون موجودة لأن هي الضحية ، وبعد نقاش طويل معاه سيف اضطر يكلم همس يطلب منها تيجي وهي كانت مرعوبة جدا وخايفة الموضوع يكبر ويوصل لأهلها .
سيف راح عندها وركبت جنبه وأول ما شاف وشها بصلها بذهول : انتي لسه بتعيطي ؟ حرام عليكي يا همس اللي بتعمليه ده ، مش قلتلك اهدي وسيبي الموضوع عليا ؟
عبرت بقلق : أنا هروح القسم وهعمل بلاغ والموضوع ممكن يتحول لقضية وهيكبر وأنا مش حمل كل ده ، كان كفاية أوي أخدت منها الموبايل وخوفتها و ….
قاطعها باستنكار : يا بنتي الأشكال دي ما بتتهددش بكلمة وما بتخافش ، اللي زيها لو ما أخدش على دماغه مش هيتلم ، دي مش هتتلم غير بمصيبة زي كده ، المهم هنروح وهفضل معاكي وهرجعك بسرعة وهنخلص الموضوع بسرعة جدا ما تقلقيش ، المحامي بتاعي الأستاذ إمام هيكون موجود فما تقلقيش خالص .
وصل بيها وطلعوا الاتنين لحد مكتب المقدم وجدي وقبل ما تدخل مسكت ايده فبصلها شاف قد ايه هي مرعوبة فضغط على ايدها يطمنها وحط ايده على كتفها يضمها ويحسسها بالامان وانه جنبها مهما حصل ساعتها هديت شوية وحست بقشعريرة سرت فيها من حركته دي ونسيت قلقها للحظات وحل مكانه الخجل .
كان الأستاذ إمام في انتظارهم وخرج من مكتب وجدي لقاهم قدامه وحاول يطمنها هو كمان فرجعلها خوفها تاني وبدأت تتوتر وبعدها دخلوا عند وجدي ، همس كانت ماشية زي الآلة اللي بتنفذ الأوامر وبس و وجدي حاول يخليها تتطمن بس فشل فبدأ يسأل أسئلته وهي بتجاوبه بخوف وتوتر .
وجدي كان بيبصلها بدقة وحاول يفهم شخصيتها وهل هي مظلومة فعلا ؟ وقدر يستنتج من خلال ممارسته لشغله كل السنين دي ان همس مش من نوعية البنات المستهترة فقرر يطمنها : بصي خلينا نتفق الأول ، ان أي كلام بينا هنا هيفضل هنا ومفيش مجال أبدا انه يطلع برا أو حد يعرفه ، انتي هنا في أمان من كل الدنيا ، بس عايزك هادية وصريحة وتقولي كل حاجة ، أي حاجة تخص علاقتك بنانيس قوليها ، وما تخافيش منها ولا من مركز والدها لان كل ده مش هيفيدها في القضايا اللي زي دي ، اللي عملته نانيس لا يغتفر بالقانون وهتتحاسب وبالقانون ، اوعي تخافي أو تترددي لو حد حاول يبتزك انك تبلغي .
همس سألته بتوتر : هو ده التصرف مع أي بنت ولا ده بس عشان أنا ….
وجدي فهم هي تقصد ايه ، وانها متخيلة ان الاهتمام والسرية دول عشان معرفتها بناس رجال أعمال فبهدوء رد عليها : أي بنت مهما كانت هي مين ومعارفها مين ؟ مش بنسأل دي بنت مين بس بناخد إجراءاتنا وبنحميها وبنعاقب المبتز مهما كان مين أو ابن مين ، ياريت تطمئني وتهدي وتجاوبي بدون خوف أو تردد .
همس بصتله بامتنان ونوعا ما هديت شوية وكملوا الأسئلة لحد ما خلصوا وكل ده ومعاها إمام ما سابهاش لحظة هو وسيف .
استدعوا نانيس اللي أول ما شافت همس كانت هتهجم عليها لولا العسكري شدها وسيف وقف في وشها فبصت بتهديد لهمس : هفضحك في الكلية وفي كل مكان ، اصبري عليا أخرج بس ، اصبري .
همس بصت برعب لسيف ووجدي
إمام علق : اثبت كلامها لو سمحت في المحضر وانتوا شهود انها هددت موكلتي ، ياريت كل حرف قالته تسجله .
المحامي بتاع نانيس بصلها بلوم وحاول يتدخل فإمام قاطعه : ما تكلمنيش أنا وسيطر على موكلتك .
أنور هو ومراته استأذنوا يدخلوا واترجوا وجدي يخليهم يتكلموا مع نانيس و المحامي لوحدهم وبعد ما قعدوا نانيس لسه هتتكلم فأبوها سكتها وزعقلها : من أول مرة كلمتيني عن سيف الصياد وقلتلك ابعدي عنه لا هو ولا أبوه ولا شريكهم المحلاوي أنا قدهم بتعاديهم ليه ؟
نانيس بغيظ : طلعني من هنا الأول وبعدها ….
قاطعها بغضب : سيادتك مش هتطلعي من هنا .
بصت لأبوها وللمحامي وعينيها واسعة وبتردد بذهول: يعني ايه مش هطلع ؟ ما تعمل أي حاجة وتكلم معارفك و ….
قاطعها المحامي بعملية : قضايا الابتزاز الإلكتروني حاليا ليها وضع خاص وبمجرد اسكرين شوت لأي تهديد بيحكموا بناء عليه ، حتى لو الصور اللي بتهددي بيها اتصورها المجني عليه بمزاجه وهو بعتها بنفسه للجاني بمجرد ما بتستخدم وسيلة تهديد بيتحكم ضده ، مافيهاش أي لعب ولا معارف ولا أي حاجة الكل بياخد صف البنت اللي بتتهدد فحاليا لو البنت دي ما اتنازلتش هتتحبسي ولا أي حد هيقدر يطلعك .
نانيس بصدمة: يعني أنا تحت رحمة همس دلوقتي ؟
أبوها بغضب : أيوة انتي تحت رحمتها ورحمة سيف الصياد وده ما بيرحمش ، ده غير أبوه تماما وبالرغم من كل المشاكل اللي شركته بتمر بيها إلا انه واخد في وشه ومش بيهمه حد ودلوقتي هو معاه ابن المرشدي والاتنين دول لو أتحدوا مفيش حد هيقدر عليهم فسيادتك زي الشاطرة تطلبي من همس تسامحك وإلا تستعدي تاخديلك بتاع ١٥ سنة هنا .
همس مع سيف والمحامي وخايفة وسيف بيطمنها : ما تقلقيش الموضوع هيخلص بسرعة إن شاء الله .
بصتله بتوتر : ليه وصلته للبوليس ؟ كنت كلمت أبوها وخلاص نقفل على كده .
بصلها برفض : لا يا بنتي دي مش هينفع معاها كده ، دي عندها استعداد توصل لأقصى درجات الأذى .
بصتله بحزن : تعرف انها زقتني في البحر عمدا ؟ أنا صدقت ساعتها انها كانت هتقع بس بعدها عرفت انها زقتني عمدا .
المحامي اتدخل بتساؤل: بحر ايه وزقتك ازاي ؟ ده شروع في قتل! فهموني بتتكلموا عن ايه ؟
سيف بص لهمس وبعدها بص للمحامي : كنا في رحلة وسط الميا وهي زقتها بس قالت انها كانت هتقع وسندت عليها فغصب عنها – بص لهمس بتساؤل– بس قصدك ايه اتأكدتي انها زقتك عمدا ؟ اتأكدتي منين ؟
همس بصتله وحست انها غلطانة انها تفتح الموضوع ده دلوقتي؛ هي في غنى عن مشاكل زيادة فردت بتوتر : مش وقته بقى يا سيف بعدين و ….
قاطعها بإصرار : اتأكدتي ازاي يا همس ؟ فهميني .
بصتله بتردد وهو كرر بحزم: اتأكدتي ازاي فهميني ؟
فكرت وبعدها طلعت موبايلها اللي سبق واداهولها : ساعتها كانت خلود بتصورني ومحدش فينا أخد باله أبدا انها صورت اللي حصل .
فتحت الفيديو و واضحة فيه نانيس وهي بتكلم هايدي وبعدها حركتها انها هتقع وهايدي ماسكة ايدها وهي بتزق همس ، سيف اتنرفز وبصلها بغضب: وكل ده وبتقولي ليه كبرت الموضوع ؟
بص للمحامي اللي فهم نظرته : عايز نقدم شكوى الشروع في قتل ماعنديش مانع
همس مسكت دراع سيف بتوسل : بالله عليك ما تكبر الموضوع؛ كده يا سيف هيوصل للبيت عندي ولبابا وماما وكل حاجة هتتقال وخصوصا ماما عارفه اللي بيني وبينك أو عندها فكرة أرجوك بلاش ، علشان خاطري .
سيف بصلها ومش عارف يعمل ايه؟ بس اللي عارفه ان جواه نار هتحرقه لو ساب نانيس تخرج من الموضوع ده .
المحامي اتدخل باقتراح : احنا ممكن نستعمل ده كارت لحرق الأعصاب وضغط عليها بس ما نقدمهوش بشكل رسمي ، تهديد مش أكتر وفي الآخر يعني لو قدرنا نحله ودي والبنت تستوعب الدرس يبقى بلاها أذى انت هتضيع مستقبل البنت ودول عيال طايشين .
همس ماسكة في دراع سيف تترجاه بنظراتها فحرك راسه بذهول ورفض للي بيسمعه : وهي لما كانت هتفضحنا احنا الاتنين ده ايه ؟ مش حرام ؟ – بص لهمس بغيظ – لو صورة زي دي اتنشرت ليكي مش هتتعيني معيدة أبدا لان مجلس الكلية هيرفضك ده مش حرام ؟ انتوا بتتكلموا بأنهي منطق ؟
المحامي سكت وهمس اللي علقت بإقناع: هي اتحبست وهتتعلم الدرس كويس يا سيف وأبوها وأمها لا يمكن يسمحولها تكرر غلطها تاني ، فليه ما نسامحش ؟ أرجوك لم الموضوع شوية وبلاش تكبره .
سيف بص للمحامي بجمود : قدم الفيديو ده دليل ضدها وخلينا نشوف الدنيا هتمشي ازاي ولما أنا أحس انها فعلا ندمانة أو وطت راسها شوية ساعتها بس ممكن أفكر أعمل اللي بتقولوه ده .
المحامي سابهم وهو قعد قصاد همس اللي قالتله بلوم: انت بتكبر الموضوع أوي ، أوي يا سيف وهيكبر وهيوصل لكل الأطراف وأولهم خطيبتك .
سيف اتنهد بضيق : ياريت يوصلها وتفسخ الخطوبة دي بنفسها وتريحني .
همس سكتت واتنهدت وحاسة بخوف من الخطوة الجاية .
الكل اتجمع عند وجدي اللي عمال يتفاجئ كل شوية بحاجة جديدة آخرها الشروع في قتل ، المحامي شرح اللي حصل والكل شاف الڤيديو بعد اعتراض أنور ان بنته ممكن تعمل كده ، أنور راح وقف قدام سيف وهمس برجاء : انتوا كده هتضيعوا مستقبل بنتي ، أرجوك يا باشمهندس سيف ؟
سيف بصله غضب : بنتك كانت عايزة تضيع مستقبلها ، وعايزة تتسبب بفضيحة لينا احنا الاتنين وقبلها حاولت تقتلها كل ده ايه ؟ عادي ليها لكن حرام علينا احنا اننا بنواجهها بأخطائها ؟! ما قبل ما تقف قدامنا وتقولنا حرام مستقبل بنتي فين تربيتك ليها ؟
أمها اتدخلت ببكاء : هي غلطت وعرفت دلوقتي عواقب تصرفاتها ومستعدين لأي حاجة تطلبوها بس بلاش الطريق ده؛ انتوا هتضيعوا بنتي .
سيف زعق بعنف: شوف برضه بتقول احنا!
أنور اتكلم بانكسار : بنتي غلطانة وستين غلطانة بس أرجوك بلاش السجن ، هي ماكانتش مستوعبة خطورة اللي بتعمله ، دي عيلة وغلطت وأرجوك سامحها بلاش تدمرها ، انت أستاذهم ازاي حضرتك قاسي بالشكل ده ؟
رد بضيق : أنا نبهتها كتير ووقفت قصادي واتحدتني كذا مرة وسامحتها مرة بعد مرة بس هي تمادت أوي ، خليها تدفع تمن أخطائها شوية – بص لوجدي وكمل بجمود– سوري اللي عندي قلته وماعنديش استعداد للتنازل أنا أو هي .
ماسابلهمش فرصة للرد وأخد همس ومشي و أنور قعد مع وجدي اللي قاله ماقدامهوش أي طرق يا الحبس يا همس تتنازل .
نانيس قاعدة في السجن المؤقت مش مصدقة الحال اللي وصلتله والأصعب ان أبوها مش في ايده حاجة ! تخيلت مستقبلها بيتدمر قدام عينيها وعمرها اللي هيضيع في السجن وكل ده ليه؟ علشان غرورها وانها رافضة تتقبل هزيمتها قدام سيف وهمس ! والنتيجة اهيه اترمت في الحبس وسط المجرمين ومستقبلها هيضيع لو سيف وهمس مااتنازلوش ، بمجرد وصولها للنقطة دي وانفجرت في العياط على غبائها اللي حطها في الموقف ده وغرورها اللي سيطر عليها .
سيف وصل همس اللي زعلانة وبتعيط لحد ما وقف بعربيته وبصلها بغيظ : وبعدين معاكي في العياط ده كله ؟
بصتله وزعقت بحنق: انت ليه مصمم تدخلني لطريق أنا مش عايزاه ؟ أنا مش عايزة أضيعها ، أنا مش حابة ده يا سيف ، أنا أبويا رباني أعامل الناس بأخلاقي مش بمعاملتهم ، هي غلطت لكن أنا مش زيها .
بصلها واتنهد بإعجاب؛ لأنه بيعشقها كل لحظة أكتر وأكتر ، فاق من شروده فيها على صوتها وهي بتزعق بنفاد صبر: انت بتبصلي كده ليه ؟ يا سيف اتكلم معايا أرجوك ؟
بص قدامه بغيظ منها واستغرب في لحظة بيعشقها ولحظة عايز يضربها فرد ببرود: خليها تتأدب يا همس و ….
قاطعته بحنق: ده مش أدب ده دمار يا سيف و ….
قاطعها المرة دي بنفاد صبر : يا بنتي سيبيني أكمل الجملة ، أنا كلمت وجدي وقلتله خليها كام يوم تتأدب ويعطل كل حاجة وفي الآخر هنتنازل ، مش هكبر الموضوع يا ستي بس هي محتاجة قرصة ودن ، خليها تتقرص ودنها في السجن كام ليلة وبعدين نخرجها .
همس ابتسمت وسألته بحماس: انت بتتكلم بجد ؟
استغرب تحولها وفرحتها ورد بتأكيد: اه يا ستي بتكلم بجد ، أنا عندي كام همس يعني ؟
ابتسمت وسكتت بعدها وابتسامتها اختفت شوية شوية لأنها بتتمناه معاها في كل لحظة بس للأسف كل حاجة حواليهم بتفرقهم عن بعض .
أنور راح لسيف الشركة ودخّل في الموضوع أبوه اللي ما رضيش يعارض ابنه واستنى لحد ما مشي فقعد مع ابنه يفهم ايه اللي حصل بالظبط؟ بس كان معارض إصرار سيف ان البنت تتحبس ، أو الأصح حط نفسه كأب مكان أنور اللي بيخسر بنته وحاسس بالعجز ومش عارف يعمل ايه ؟
سيف بعد ما ساب نانيس تتأدب كام يوم في الحبس الاحتياطي قرر يروح هو وهمس ويتنازلوا ، الكل اتجمع عند وجدي، وسيف طلب من أنور ان بنته تعتذر لهمس وبالفعل نانيس وقفت قصادها بخزى: أنا آسفة على كل اللي حصل .
همس لسه هتتكلم بس سيف سبقها ورد بكبرياء : اعتذري على كل حاجة عملتيها وقولي بتعتذري على ايه بالظبط ؟
نانيس بصت بتوتر لأبوها اللي شاورلها تعتذر فبصت لهمس بانكسار : آسفة اني زقيتك في الميا بس ماكانش قصدي أبدا أقتلك بس أضايقك لأني عارفة ان في كتير يقدر يطلعك بسهولة وبعدين ما أعرفش أصلا انك ما بتعرفيش تعومي فتخيلت ان ده مجرد هزار رخم وهدومك تتبل وشعرك مش أكتر من كده .
سيف بصلها بتهكم : بلاش مبررات مالهاش قيمة واعتذري فقط على تصرفاتك .
نانيس بصتله بحنق ورجعت بصت لهمس واتكلمت بتوتر: وآسفة على استعمال الصورة دي ضدك ، أنا بس غرت من نجاحك واهتمام دكتور سيف بيكي .
همس ابتسمتلها باقتضاب : أسفك مقبول .
سيف وقف قدام همس بقوة : بالنسبة ليا أنا أسفك لسه مش مقبول .
أنور وقف بذهول : يا ابني احنا نفذنا كل طلباتك وبنتي اعتذرت اهو و ….
قاطعه سيف بغضب : اعتذرت لكن لسه ما صلحتش غلطها .
أبوها بصله بدهشة: وتصلحه ازاي ؟
سيف بصلها بترقب: مين صور الصورة دي ؟ لأن مش انتي ، مين صورها ؟ وجيبتيها منين ؟
نانيس بصت للأرض بحزن وأبوها مسك دراعها بنفاد صبر: جاوبيه وانطقي خلينا نخرج من هنا ولا عجبتك القعدة هنا ؟
نانيس بصت لأبوها بخذلان وبصت لسيف بقلة حيلة : هايدي اللي زقتها ساعتها علشان تقع قدامك وتضحك الكل عليها بس انت مسكتها وماخليتهاش تقع وهي كانت طلبت من أصحابها يصوروها بتقع وبالفعل صوروها بس ما وقعتش لأنك مسكتها  ، وفي مرة كنت بشتكيلها انك مهتم بهمس وبس فورتني الصورة وأخدتها منها وبس .
سيف سمعها باهتمام وعلق بسخرية: وبدل ما تحاولوا تجتهدوا زيها وتلفتوا انتباه واهتمام الدكاترة بتحاولوا توقعوها هي وبس ، ما علينا ودلوقتي السؤال الأهم ، جيبتي منين الفيديو بتاعي وازاي وصلتيله ؟
نانيس بصتله بصدمة : لا لا مش أنا ، مش أنا اللي نشرت الفيديو ده .
ابتسم بغموض وحاول يستفزها : انتي هددتي بنشر الصورة وقبلها نشرتي الفيديو ليا ، نفس الشخص ونفس الأسلوب .
نانيس بعياط : لا مش أنا – بصت لأبوها تستنجد بيه- بابا مش أنا والله ما أنا ، أنا هجيب فيديو قديم لحضرتك منين ؟ مش أنا والله .
سكت شوية يوترها ورد ببرود : طيب ولنفترض ان مش انتي بس مين ؟ اللي نشر الفيديو معاه الصورة دي وهددني انه هينشرها لولا منعته فمفيش غيرك انتي أو هايدي، هجيبها هنا معاكي وأخليكم تسلوا بعض هنا .
نانيس بنفي: مش أنا ولا هي .
زعق بغيظ : امال مين ؟ مين اديتيله الصورة دي تاني ؟
سيف مستنيها تنطق اسمه وهي بصت ببكاء للأرض وردت بندم : حازم صاحبك هو اللي نشر الفيديو وأخد مني الصورة دي وحذرني من اني أنشر الصورة وقالي انك دخلت حد في اللعبة هو مش قده وقال ان عنده طريقة تانية هيحط بيها راسك في الأرض وطلب مني أستنى بس أنا اتسرعت .
سيف سمع اللي كان مستنيه بس آخر جملة دي وترته ، ايه اللي هيعمله يوطي راسه ؟ مجاش في دماغه أي حاجة غير أخته وبس!
حازم طوال الأيام اللي فاتت بيكلم آية وبيحاول يقنعها توافق تتجوزه عرفي ، اتفقوا يتقابلوا الاتنين وحددلها المكان اللي تيجي فيه وفي الميعاد هي لبست وخرجت تقابله بدون ما تقول لأي حد انها خارجة .
حازم مستنيها ومجهز المحامي و ورق العرفي ومستنيين آية توصل وياخد أخيرا خطوة ضد سيف .
همس اتنازلت والكل روح بيته وسيف أخد همس يوصلها
سألته بفضول : حازم بيعمل ده ليه ؟ مش صاحبك هو ومروان ؟
بصلها بحيرة :  مش عارف ، يمكن غيرة ، يمكن حقد ، مش عارف يا همس .
سألته باهتمام : تتوقع ايه اللي بيفكر فيه يوطي راسك بيه ؟
جاوبها بحزن بدون ما يبصلها بس هي حست بوجعه وهو بيتكلم : أختي ، بيمثل عليها انه بيحبها وهي زي المتخلفة مصدقاه و مش قادرة تشوفه على حقيقته و واقفة في وشي وفي وش بابا ومقتنعة بيه .
حاولت تدافع عنها بتهور: مش يمكن بيحبها بجد ليه …
قاطعها بغضب : بيحبها وبيفضح أخوها يا همس ؟ اتكلمي بعقل وبلاش الأحلام الوردية توصل للدرجة دي ، أنهي حب ده اللي يأذي فيه أهل حبيبته ؟ كنتي عايزة تعرفي ايه اللي غيرني في الرحلة يا همس ؟ هقولك ايه اللي غيرني؛ بعد ما وصلتك من المستشفى شوفت حازم بيحضن آية ، كنت هتجنن والدنيا اسودت في عينيا و كنت هقتله في ايدي لولا مروان فصل بينا وساعتها مروان اداني قلم مش هنساه ، قالي اني ليه زعلان مش أنا حضنتك يبقى بزعل ليه لما غيري يحضن أختي ؟ ساعتها اتجننت لأني عمري ما فكرت بالشكل ده ولا الأسلوب ده ولا اتحطيت في الوضع ده وقررت اني آجي أخطبك رسمي وتبقي مراتي رسمي وبعدت عنك لحد ما أقدر آخد الخطوة دي بس اتفاجئت باللي حصل واللي أبويا كان مخبيه عني ، فهمتي ليه اتغيرت معاكي ؟ لان اللي مارضيتهوش لأختي مش هرضاه ليكي ، لاني حطيت نفسي مكان نادر أخوكي لو عرف اللي بينا ، مش عايزه يتجنن زيي ويثور ويزعل منك أو يحس انه اتصدم فيكي زيي ، بس للأسف القدر كان له رأي تاني .
بصتله باستيعاب وحزن للوضع اللي وصلوله، الصمت سيطر عليهم الاتنين ومحدش فيهم قدر يتكلم لحد ما سيف كمل : كريم ومؤمن كان ليهم رأي تاني.
بصتله باستفسار : دول اللي شوفتهم معاك ؟
جاوبها بهزة من راسه فسألته : رأيهم كان ايه ؟
اتنهد بحزن وهو بيجاوبها : من تعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه ، دي الجملة اللي قالوهالي ، استعجلت أقرب منك وأحضنك فاتعاقبنا بالحرمان من بعض .
دموعها نزلت ومسحتهم بصمت وهو ما اتكلمش تاني لحد ما وصلها وقبل ما تنزل بصتله بوجع : حاول تعذر وتسامح أختك علشان خاطري روح وخدها في حضنك لان لو حازم وحش اوعى تنسى انها حبته فأكيد هيكون فراقه صعب حتى لو كان خاين في النهاية هي حبته ، فبدل ما تغضب وتثور وتتخانق معاها خدها في حضنك وعوضها وادعيلها ربنا يعوضها بحبيب يستاهلها – مسحت دموعها وكملت- بتمنى نادر يعمل معايا كده ، ياخدني في حضنه ويخليني أعيط لحد ما أكتفي ويدعيلي أعرف اكمل حياتي من غير حبيبي بس من غير مايعوضني بحبيب تاني لان دي مش هقدر أعملها – بصتله برجاء وكملت – عملت معايا زي ما تتمنى يتعمل مع أختك دلوقتي اعمل مع أختك اللي بتمنى يتعمل معايا .
نزلت جري من جنبه وهو فضل مكانه يتابعها بوجع ، بصمت ، بأمل ورجاء ان أي حاجة تحصل بس يتجمعوا من تاني وترجع حبيبته ، عايز يقولها ان هو كمان مش هيقدر يكون له حبيبة ولا زوجة غيرها بس حاسس بالعجز، اتحرك بعربيته بحزن وقلة حيلة
روح بيته وأول ما شاف مامته سألها عن أخته وقالتله انها في أوضتها مش بتخرج منها ، طلعلها وهو ناوي يعمل زي ما همس طلبت منه ، ياخدها في حضنه ويطمنها انه هيفضل جنبها مهما يحصل ، فتح أوضتها بس اتفاجئ بيها فاضية ، طلع لأمه ونادى : آية مش في أوضتها !
سلوى بصتله بصدمة : ماقالتليش انها خارجة .
سيف اتوتر وافتكر كلام نانيس ان حازم هيوطي راسه بأسلوب تاني ، قلبه دق بخوف؛ خوف على أخته الوحيدة .
آية وصلت المكان اللي حازم بلغها بيه و وقفت بتردد مش عارفة تعمل ايه ؟
موبايلها رن كان سيف بصتله لفترة وبعدها حطته في شنطتها بهدوء ، فضلت واقفة مكانها بتحاول تاخد قرار تعمل ايه ؟
موبايلها رن تاني بس المرة دي كان حازم فردت عليه : أيوة يا حازم .
كلمها بلهفة : انتي فين ؟ اتأخرتي أنا مستنيكي.
أخدت نفس طويل بتوتر : أنا وصلت وقدام الكافيه اللي قلتلي عليه .
رد عليها وقالها انه خارج وبالفعل خلال دقيقة كان قدامها سلم عليها ومسك ايدها ودخلها واتفاجئت بالمكان فاضي إلا كام واحد اللي موجودين، بصتله باستغراب فابتسم بتشجيع و وضح : المحامي والشهود ، خلينا نتجوز يا آية ونطلع من هنا لأخوكي وأبوكي ونحدد ميعاد فرحنا بجد ، تعالي المحامي مستنينا نمضي ، تعالي وقولي زوجتك نفسي .
آية بصتله وبصت لكل اللي حواليها وهو ماسك ايدها باسها وابتسم : يلا يا حبيبتي .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!