روايات

رواية جبروت الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء التاسع والثلاثون

رواية جبروت البارت التاسع والثلاثون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة التاسعة والثلاثون

»ايام جميلة سعيدة«
نظـرت ليلـه إلى ادم خطيبهـا، نعـم هـي الأن خطيبـة ادم، أصبحـت مع مرور كل دقيقة تخبـر نفسـها بذلـك ليـس للتذكـر وإنما لتخبـر قلبهـا هـا انـت وجـدت مـنيسـتحق حبـك ، مـن نظـرت إليـه يومـا وتمنيت ان يكـون مـن أحببتـه سـابقا مثلـه ولكـن اللـه عوضـك بانـ كان هـو لـك بقلبـه وعقلـه..
»ادم يُحبني يهتم بي يراني المرأة الوحيدة بالعالم«
لم يحـاول خـلال الأسبوعين الماضييـن ان يتجـاوز حـدوده معهـا ابـدا، فقـط تحدثــوا ، اخبرهــا عــن علاقته الســابقة والتــي أصبحــت مــن الماضي، حـيـن ســمعت منــه لا تعلــم لمــا شــعرت بنــار داخلهــا كيــف لفتــاة ان لا تحــب ذلـك الرجـل و تتخـذ منـه صـورة اجتماعية فقط،كيـف لهـا ان تتنـازل عـن حـب كان ليغنيهـا عـن الدنيـا بأجمعها،ولكنهـا اسـتغفرت اللـه فهـذا نصيـب، نصيـب ان تكـون تلـك الفتـاة لا تسـتحقه فيتركهـا ويكـون لهـا هـي.
تحــدث معهــا واتفقــوا على أن يتزوجــوا بعــد أن يعــودوا جميعــا إلى مصر،حين تسـتقر الامـور، ولكـن متـى؟ لمـا تشـعر أن الايـام لا تمر ، هي اشـتاقت إلى والديهـا وإلى وطنهـا وإلى ارضها،اشـتاقت إلى كل شـئ ، تريـد أن تعـود هـي واخيهــا إلى بلدهــم، هــي تعلــم أن والديهــا يتألمـوا بســبب غيابهــم ولكــن يظهــرون لهــا وشــقيقها العكــس، ولكــن هــي تعلــم ,,, تقــرأ نظــرات والدتهــا دائما التـي تقـول ( كفايـة غربـة ).. ولكـن هانـت مـر الكثيـر ولم يبقـى سـوى القليـل، مـا يقلقهـا فقـط هـو عائلـة ادم هـل سـيقبلون بهـا؟ وكونهـا كانـت متزوجــة مــن قبــل، هــي لا تســتصغر نفســها ولا تستســلم للفكــرة وتعلــم أنهــا أصبحــت ذي شــأن عظيــم ولكــن هــل ســتكون بنظرهــم كذلك،لقــد باحــت بقلقهــا إلى ريتــال واخبرتهــا ان مــا تفكــر بــه يعنــي عــدم ثقتهــا في نفسـها وفي ادم، الـذي اخبرهـا ان تفـرح و تـترك مـا يشـغلها جانبـا وان تُحـب ادم و تفتـح قلبهـا أمامه،ولكـن القلـب بالفعـل مفتـوح امـا دخـول ادم فيـه فذلـك يتوقـف عليـه هـو.
ركبـوا جميعـا السـيارة و ذهبـوا إلى السـفارة المصريـة لكي يتـم عقـد قـران ريتـال صديقتهـا على عمـر.
طـوال الطريـق ظلـت تغنـي مـع ماريـا حتـى يسـعدوا ريتـال والتـي كانـت شـاردة عنهم ، هـي تشـعر بهـا.. ريتـال تخـشى الدخـول إلى تلـك المرحلـة.. ريتـال المـرأة الحديديـة في نظرهـا تخشـى الامل مـن جديـد تخـشى فشــل في حياتهــا لم تعتــاده ابــدا لطلامــا نجحــت بــكل شــئ اختارتــه وكانــت علـى صـواب دائما امـا الأن هـي خائفـة.. ولكـن الحمـد للـه ريتـال القويـة لم تستسـلم لمخاوفهـا ابـدا، نزلـوا مـن السـيارة ودخلـوا لكي يقابلـوا عمـر هنـاك كمـا اتفقـوا جميعـا ولكـن لا تعلـم لمـا تشـعر بأمـر غريـب في ادم فهـو متوتـر منـذ الامـس و خاصـة الأن زاد توتـره بشـكل ملحـوظ، نظـرت بالداخل فوجـدت عمـر ومعـه رجـلان آخـران لم تعرفهـم، ولكـن مـا جعلهـا تتعجـب هـو أن ريتـال توقفـت مـا جعلهـا هـي الاخـرى تقـف خلفهـا هـي وماريـا واقترب ادم منهم..
ادم بخفوت: ريتال.
ولكـن ريتـال لم تـرد عليـه وأكملـت سيـرها مـرة أخـرى و لكـن اقتـرب رجـل مـن اللـذان يرافقـا عمـر سريعـاً ليقابلهـم و تقـدم عمـر معـه، أوشـك على أن يحتضـن ريتـال ولكـن هـي مـدت يدهـا بوضـع السـلام قبـل أن يقـترب لـكي تسـلم عليـه ومنعته مـن احتضانهـا، ويبـدوا أن الرجـل لم يـرى ذلـك او رأى ولم يبـالي بحركتهـا، وضمهـا إلى صـدره بقـوة وعينيـه تـذرف دمعـا و يردد بكلـمات الاشـتياق إلى ريتـال، وإلى الأن وقفتـا ماريـا و ليلـه لا يفقهـون شـيئا، وقفـوا جميعـا يراقبـوا المشـهد..الرجل يحتضنهـا وهـي لم تبادلـه الحضـن ابـدا وحتـى لم ترفـع يدهـا لكي تبعـده عنهـا ، هي فقط اغمضـت عينيهـا بأستسـلام نـادرا مـا يظهـر على وجـهها، ينظـروا بحـزن و ترقـب وقلـق و دهشـة، ابتعـد الرجـل قليـلا ولكـن لم يتـرك ريتـال فقـط ينظـر إلى وجههـا،،
واخيـرا رفعـت ريتـال يدهـا و مسـحت دمـوع الرجـل برقـة وابتسـامة حانيـة..وحدثته بخفوت: بلاش دموع، دموعك غاليه اوي يا غالي .
أمســكت يــده التــي تحــاوط ذراعهــا وألتفتــت إلى صديقتيهــا و مــروان : اعرفكــم اســتاذ شريــف المهــدي والــدي.
نظرت ريتال إلى عمر نظرة لم يفهم منها اي شئ ولا تدل على اي شئ .
سـلموا الفتايـات على شريـف بمـودة و مـروان ايضا امـا ادم فحضنـه بترحيب شـديد، اقتـرب الرجـل الاخـر الـذي كان يرافـق عمـر والـذي لم يكـن سـوى
المحامـي الخـاص واحد افرادعائلته بذات الوقت بـه ليخبرهـم ان الاجـراءات انتهـت ويتوقـف كل شـئ على التوقيــع، حــاول عمــر أن يقـترب مــن ريتــال ويتحــدث معهــا لقــد اشــتاق إليهـا فهـو سـافر منذ ايام لـكي يُحضـر والدهـا بنفسـه مـن مصـر ولكـن لا يعلـم مـا أثـر المفاجـأة عليهـا، لم يسـتطع الاقـتراب منهـا فوالدهـا يتمسـك بيدهـا وكأنـه طفـل صغيـر كان تائـه و وجـد والدتـه والأن يخشـى أن يضيـع منهـا مـرة أخـرى إن أفلت يدها ، تنت الاجـراءات بـأن أصبحـت ريتـال زوجـة عمـر رسـميا بشـهادة شريـف المهـدي والدهـا و محامـي عمـر الشـاهد الاخـر والـذي هـو قريبه و صديقـه ايضـا ليـس محاميـه فقـط، فـور الانتهـاء ضـم شريـف المهـدي ابنتـه إلى حضنــه مــرة أخــرى و هــذه المــرة رفعــت يدهــا واخــذت تربــت على ظهـره برقـة ومـن ثـم ابتعـدت لكي تسـتقبل التهاني مـن أصدقائهـا، اقتـرب عمـر منهـا و وقـف مقابلهـا، نظـرت إليـه بنفـس النظـرة التـي لا يسـتطيع فهمها،شـعر بضيـق وغضـب مـن نفسـه لأنـه لأول مـرة يشـعر أنـه لا يفهمهـا ،لا يقرأهـا، هـل عـادت لغموضهـا أمامـه، دون تـردد اخذهـا في احضانـه بقـوة ليـس كـما فعـل والدهـا ولكـن اقـوى كاد أن يحطـم ضلوعهـا بيـن ذراعيـه،
امــا ريتــال في احضانــه شــعرت أنــه يحــاول كــسر صلابتهــا بذلــك الحضــن ، يريـد كسـر الجمـود الـذي تحـاول حمايـة نفسـها بـه الأن .
هــي لا تريــد أن تشــعر بشــئ لا تريــد أن تســمح لنفســها بالتفكيــر فيـما يحــدث او تســمح لقلبهــا حتــى بــأن يتفهــم شــعوره، بــل تشــغله بمشــاعر كثيـرة حتـى يتشـتت بينهـم، هـي تتلاعب بنفسـها واحاسيسـها و تفكيرهـا ،،، هــي بــين أحضــان عمــر الرجــل الوحيــد الــذي قبلــت ان يكــون زوجهــا و وثقـت بـه، عمـر زوجهـا الأن هـي بـين اضلُعـه رأسـها على صـدره بـل في صــدره و كأنــه يريــد إدخالهــا بجســده
نطقت بصوت هامس لم يسمعه الا هو: سيبني.
رد هو بنفس الهمس: ابدا .
طلبهــا لم يكــن بــان يتــرك جســدها و رده لم يكــن لذلــك ابــدا بــل الطلــب والــرد يحملان معــاني كثـيرة
ادم بأبتســامة مــن خلفهــم: ايــه يــا جماعــة انتــوا نســيتونا ولا ايــه ونســيتوا ان في عزومــة غــدا بالمناســبة دي؟
خرجت ريتال من حضن عمر اخيرا بعد أن سمح لها بذلك
ريتـال وهـي تنظـر إليهـم جميعـا: الغـدا اتلغـى او تقـدروا تروحـوا انتـوا ( ونظـرت إلى والدهـا ) اكيـد انـت وصلـت النهـاردة مـع عمـر و لازم ترتـاح.
شريف بلهفة : لاء لاء انا مش تعبان احتفلوا براحتكم.
نظـر عمـر إليهـا وعلـم أنهـا لا تريـد ذلـك الأن تحديدا فهـي تحتـاج للهـدوء وهـو يحتـاج ان يكـون معهـا بمفـرده
عمـر: مـش مهـم ، دا مـش احتفـال هو غـدا بسـيط الاحتفـال هيكـون في نهاية الاسـبوع في بيتـي هنـا علشـان اعـرف ريتـال على عيلتـي و أعلـن للدنيـا كلها ان الدكتـورة ريتـال شريـف المهـدي بقـت حـرم عمـر الجزيـري.
مـروان مؤيـدا: وانـا هكلـم المطعـم يبعتولنـا الغـدا على البيـت واهـو بـدل مـا نتغـدى بـرة نكـون في بيتنـا وعلى راحتنـا واسـتاذ شريـف يرتـاح.
شريـف وهـو ينظـر إلى ريتـال والـذي لم يتركهـا عمـر ولازال يحاوطهـا بذراعه: انـا ارتحـت ،، اول مرة احس بالراحة من زمان .
تجهـزوا جميعـا لكي يرحلـوا بينمـا اصر ادم على فتحـي صديـق عمـر و قريبه ان يذهــب معهــم لتنــاول الغــداء بصحبتهــم و هــو قبـل الدعـوة و عـادوا إلى المنـزل
ريتـال في سـيارة عمـر و معهـا والدهـا و فتحـي واصدقائهـا عـادوا كمـا أتـوا بسـيارة ادم.
في المنــزل، أخــذت ريتــال حقيبــة والدهــا إلى شــقتها و وضعتهــا بالغرفــة الاخـرى، وكادت ان تذهـب ليلـه خلفهـا لكي تسـاعدها ولكنهـا عـادت عندما رأت عمـر يلحـق بهـا، لم تعلـق ريتـال عندمـا رأتـه يدخـل خلفهـا إلى الشـقة وأغلـق البـاب خلفـه، دخلـت إلى الغرفـة و وضعـت الحقيبـة على الفـراش
ثـم وقفـت تفكـر هـل تضـع مـا في الحقيبـة بالخزانـة؟ الحقيبـة صغـيرة مما يعنـي أن محتوياتهـا قليلـة ، هـل معنـى ذلـك أنـه سـوف يرحـل بعـد اسـبوع ؟ او يوميـن ويجـوز ان يكـون يومـا واحـد و قـد يكـون اليـوم مسـاءا او صبـاح الغـد ولكـن بالنهايـة سـوف يرحـل، افاقهـا مـن شرودهـا عمـر عندمـا حـاوط جسـدها مـن الخلـف وضمهـا إلى جسـده ..
عمـر: مـش مبسـوطة ليـه يـا حبيبتـي؟ ( لم تـرد عليـه وللحظ صلابة جسـدها بـين ذراعيـه ) انتـي بقيتـي مراتي و بموافقـة ابوكي شرعا و قانونا.
ردت عليه بخفوت دون أن تبتعد عنه: ليه !
ظن عمر أنها تستعجلي من سؤاله : ايوة ليه، ليه مش مبسوطة؟
لتسأله بنبرة أوصلت له جزء من ألمها : ليه بتحاربني يا عمر؟
ُذهــل عمــر مــن ســؤالها و أدارهــا إليــه وســألها بصدمــة: انــا بحاربــك يــا ريتــال؟
ريتــال بلهجــة ضعيفــة لأول مــرة يســمعها : يــوم الخطوبــة كنــت ســعيدة بيـك جـدا، انـت بالنسـبالي إنجـاز فحياتي مـن الأنجـازات اللي سـعيت ليهـا علشــان مســتقبىل، وكنــت مبســوطة بيــك و يومهــا حطيتنــي في مواجهــة الماضي ادامــك والظــروف وحقيقــة اني لوحــدي ، و النهــاردة ، اليــوم اللي انـت رسـميا بقيـت زوجـي فيـه و اللي انا منتظراه ،، حطيتنـي ادام اصعـب مواجهـة انـا مـش في اسـتعداد ليهـا ابـدا، وكأنـك بتوقفنـي ادام مدفـع وتقـولي واجهـي في وقـت انـا مـش متسـلحة في بـأي حاجـة ولا عندي درع .
عمـر بذهـول ودهشـة: لاء يـا ريتـال ابـدا كل اللي قولتيـه ده مـش صـح، يـوم الخطوبـة كان الوقـت المناسـب علشـان اسـألك ويكـون من حقـي اعرف و وقتهــا عرفــت اللي كنــت عايــز اعرفــه وهــو انــك مــا قطعتيــش صلتــك بأبـويك، و انتـي قولتـي ان هـو اللي بعـد عنـك علشـان كـدة انـا تواصلت معاه و روحتلـه مصـر وطلبتـك منـه، كنـت قلقـان بسـبب كلامك أنـه يرفـض لكـن بمجـرد مـا كلمتـه عنـك بكـى يـا ريتـال ، بكـى وحـكالي هـو ليـه اضطـر يعمـل كـدة، علشـان جـدك، وقبـل مـا اطلـب منـه أنـه يسـافر معايـا علشـان يشـهد على جوازنـا هـو اللي طلـب، حبيبتـي انـا كنـت عايـزك أسـعد واحـدة النهـاردة صدقينـي ده كان علشـانك مـش علشاني .
ردت عليه بصوت متعب: صعب يا عمر.
لم يتحمــل لهجتهــا تلــك و ان يراهــا بهــذه الحالــة شــدها إلى حضنــه مــرة أخــرى وهــذه المــرة رفعهــا عــن الارض ليحتويها بين جسده : انــا معاكي يــا قلــب عمــر وحبيبــة عمــر، الصعــب هيعــدي ، انا سلاحك و انا درعك .
أظهرت ضعفها كاملا دون أن تبالي لشيء : اعمـل ايـه احـس بأيـه دلوقتـي افكـر في ايـه؟ مليـون حاجـة بفكـر فيهـا ومليـون احسـاس حاسـة بيـه.
ضمهـا إليـه أكثـر ومـن ثـم انزلهـا لتقـف على قدميهـا: افرحـي ، النهـاردة مــش انجــازك لوحــدك لاء وانــا كمــان، انتــي مراتي ،البنــت الوحيــدة اللي عشـقتها خـلاص بقـت مراتي و بموافقـة والـدك و حضـوره واكيـد دي حاجـة تفرحــك ، اولا لان دا الصح و الدين بيقول كدة وهو وليك وثانيا لانك عمرك ما كانت فرحتك هتكون كاملة في غيابه , تعــرفي لمــا ســمعت منــه و عرفــت اد ايــه انتــي كنتــي متمســكة بيـه لمـا جـدك اصر ياخـدك وان هـو بنفسـه اللي سـلمك لـه ولمـا هربتـي و روحتيلـه رجعـك تاني لجـدك ، لما حكالي كل التفاصيل دي صدقينـي اشـفقت عليـه، راجـل بيبعـد بنتـه الوحيــدة واللي مالــوش غيرهــا عنــه هــو معملــش ده علشــانه هــو ، عمل كـدة علشـانك و حاسـس بالذنـب لأنـه اتسـبب في ان امـك تموت بعيـد عـن اهلها ، أنا عـارف ان تصرفـه جرحـك وليكـي حـق تحسـي انــه تنـازل عنــك لكــن صدقينــي هــو كان عايزلــك الافضــل كان عايــزك تكبــري وســط عيلـة أفضـل مـا تكـوني معـاه وحيـدة.
ريتــال بحرقة : انــا بالنســبة ليهــم كنــت تعويــض عــن مامــا، هــو ســلمني لقاســم تعويــض عــن امــي اللي ماتــت وقاســم كان بينتقــم منــه بيــا، كان عايــز يحسسـه باللي هـو حـس بيـه لمـا اخـد بنتـه منـه، ابويـا سـلمني لقاسـم رسلان علشــان ميتحملــش مســؤليتي، ابويــا أتخلــى عنــي.
نظـر عمـر خلـف ريتـال و مـن ثـم نظـر إليهـا حتـى تصمـت التفتـت ريتـال للخلـف لـترى اباهـا يقـف بجـوار بـاب الغرفـة المفتـوح
شريف بألم: متخلتش عنك يا ريتال.
نظــرت إليــه ريتــال بــألم: اســفة لــو كلامي اللي ســمعته جرحــك مكنــش مفــروض اقولــه بــس دا مــايمنعش أنــه حقيقــي.
حاول عمر أن ينهيها عن لوم والدها: ريتال مينفعش.
قاطعه شريف: سيبها تقول اللي هي عايزاه يا عمر.
ريتال بوجع: بلاش .
شريــف: عــارف ان اللي عنــدك كتبــر وصعــب بــس الاصعــب أنــه يفضــل جواكي بــدون مــا تقوليــه ( نظــر إلى عمــر ) ســيبنا شــوية عمــر.
عمر بقلق وهو ينظر إليهم: طيب انا هناك لو احتاجتي حاجة ناديني.
لم ترد ريتال عليه وهو لم ينتظر ردها و تركهم وحدهم يتحدثون
شريـف: اتكلمـي يـا ريتـال لومينـي زي مـا انتـي عايـزة بـس عايـزك تعـرفي اني معملتــش كــدة علشــان أتخـلـى عنــك وعــن مســؤوليتك، وإنما عملــت كـدة علشـانك انتـي ( و سكت لعدة ثواني ثم أكمل ) و كـمان علشـان جـدك، انتـوا الاتنيـن كنتـوا تسـتحقوا انكـوا ترتاحـوا وكنتوا محتاجين بعض .
تجاهلت ريتال ما قاله و سألته عن مايدور بعقلها و تنتظر إجابته بفارغ الصبر : حضرتك اتجوزت؟
ظهـرت الصدمـة على ملامح والدهـا و شـيئا آخـر جعلهـا تـدرك أن إجابـة السـؤال ليسـت نفـي ابـدا
ابتسـمت بـألم كـسى محياهـا: قـدرت تعملهـا ؟ جيبـت واحـدة تانيـة تعيـش في بيتنــا وتكــون معــاك في المــكان اللي جمعــك بأمي ؟ الســت اللي ضحــت علشـانك بـكل حاجـة .. بالعيلـة والمـال والشـأن وكل شـئ، مقدرتـش تحافـظ على اي ذكـرى بقيالـك منهـا، لا قـدرت تحافـظ على بنتهـا ولا على بيتهـا، كان ســهل عليــك تعملهــا ؟
لمــا ســلمتني لقاســم رسلان حزنــت و اتكـسـرت وانقهـرت ويمكن لومتـك وقتهـا بـس بعدهـا سـكتت سـامحت و حطيـت مليـون عـذر انـك ممكـن تكـون ضعيـف ومكسـور بعـد مـوت مامـا ومـش هتقـدر تحـارب علية رسلان علشـاني ، وبعديـن فكـرت في نفـس الكلام اللي انـت قولتـه حالا ،انـك عملـت كـدة علشاني بـس انـت مفكرتـش فيـا انـت فكـرت في نفسـك و في عيلـة رسلان، إنما انـا مجيتـش على بالـك ولا لحظـة فاكـر لمـا هربـت وروحتلـك رجعتنـي بنفسـك ليهـم وقولتلهـم اتفضـلوا بنتـي اهـه و سـيبتني وراك ومشــيت حتــى مبصتــش وراك تودعنــي بنظــرة واحــدة منــك كل ده غفرتـه ليـك، وفضلـت احـارب مـع نفـسي و اقـوي نفـسي علشـان انـا اكـون سـندك رغـم أن انـت اتخليـت عنـي، و بعـد مـا وصلـت وبقيـت الدكتـورة ريتــال شريــف المهــدي روحــت بيتنــا، البيــت اللي وحشــني اوي ومــن يــوم ماسيبته ماحســتيش بالدفــا ولا بالامــان ارجــع الاقــي واحــدة تانيــة بتســتقبلني ،واحدة في بيتــي بتقــولي انتــي مين ، تعــرف مــن وقتهــا حســيت بايـه ؟ البيـت اللي عشـت سـنين بحلـم ارجـع لـه .. هربـت منـه ، مسـألتش ولا حتـى اتأكـدت بـس مـن جوايـا كنـت عارفـة انـك عملتهـا.
اقـترب منهـا ودمـوعه تنـزل مـن عينيـه : مدخلتيـش ليـه ماقولتيـش ليـه ان ده بيتـك و قولتـي فيـن بابـا.
رفعت وجههــا لأعـلى لكي تمنع الدمــوع مــن أن تســيل على وجنتيهـا وجاوبته بأسف مرير : اسـفة بـس مكنتـش مخططـة لكـدة ،،كنـت بحلـم بأسـتقبال تاني خالـص، وقتهـا اكـبر مخـاوفي مكنـش اين الاقيـك اتجـوزت ولا حتـى فكـرت في كـدة ،،، خـوفي كان مـن انـك متكونـش موجـود ،، شـوفت انـا كنـت تافهـه ازاي.
حاول شريف الدفاع عن نفسه : ريتال افهمي انا منسيتش مامتك ابدا و…..
قاطعتـه وقـد اسـتطاعت تمالـك حالهـا: انـا مـش بحاسـبك انـت ابويـا وانــت اللي تحاســبني مــش انــا، بالعكــس انــا ممنونــة ليــك انــك قــدرت تحضـر كتـب كتـابي بـس صراحـة مـش هطمـع انـك تسـلمني لعريـسي يـوم فرحـي لأن كل امـل بنيتـه عليـك يـا بابـا اتهـد فوق دماغي و حطم قلبي ، انـا بنتـك وهفضـل طــول العمــر بنتــك متقلقــش مــن كل الكلام اللي قولتهولــك، لأنــه مــش هيغـير حاجـة مـن حقيقـة انـك ابويـا واني بحبـك وان مهـا عملـت هتفضـل جـوا قلبـي وفي مكانـة محـدش يقـدر يمسـها، كونـك اتجـوزت ده مـش جرمية لكــن، لكــن اللي مامــا عملتــه علشــان تتجــوزوا ( هــزت رأســها بضيــاع، لا تعلــم بمــا تعبــر عما تريــد قولــه لكــن تنهــدت محاولــة التغلــب على كل ذلـك ) انـا بحبـك يـا بابـا وهتفضـل بابـا اللي بحبـه ( سـحبته مـن ذراعـه برفــق وقــد اســتطاعت طمــس كل مشــاعرها ) و دلوقتــي يــلا نروحلهــم علشـان اتأخرنـا بـدل مـا ماريـا تهجـم علينـا تاكلنـا دي لمـا بتجـوع متعرفـش حـد ماريـا و ليلـه و عيلتـي الصغيـرة كلهـا هتعجبـك جـدا.
اسـتجاب لهـا وتحـرك معهـا و قـد علـم ان ابنتـه ذات الـرأس اليابـس تغيـرت كثـيرا عمـا مضـى وأصبحـت ذات قلـب لا يرحـم عنـد الخطـأ ، هـو لم يخطـئ ، تـزوج امـرأة كانـت تحتـاج إليـه هـي وأبنائهـا اليتامـى ، هـو لم يخالـف شرع اللـه ، هـو مـازال يعشـق زهـرة حبيبتـه الراحلـة لازالت بالقلـب ولـن تتمكـن اي امـرأة مـن الاقتـراب مـن مكانتهـا بداخلـه.
… لكن ريتال لن تفهم ذلك.
تـم تجهيـز حفـل كبـير في إحـدى الفنـادق الشـهرية بنيويـورك، حفـل بمناسـبة عقـد قـران عمـر الجزيـري على الدكتـورة ريتـال شريـف المهـدي كان مـن المفـترض أن يكـون الحفـل بفيـلا عمـر ولكنـه أعـاد النظـر في ذلـك الامـر وقـرر إقامتـه بأحـدى الفنـادق، خـالل هـذه الايـام كان يـرى ريتـال يوميـا، فهـي في نـادرة مـن النـوادر قـررت عـدم الذهـاب إلى العمـل حتـى موعــد الحفــل لكي تقـضـي مــع والدهــا الثلاثـة أيــام المتبقيــة على نهايــة الاسـبوع، لم تذهـب إلى المشـفى ولكنهـا كانـت تذهـب إلى الشركـة وبالطبـع اباهـا يرافقهـم كانـت تبتسـم أمامـه وتعتنـي بـه ولكنهـا ابـدا ابـدا لم تكـن عـلى طبيعتهــا كما لــو ان الظــروف لم تكــن كما هــي الأن،
*************
يــوم الحفــل
كانـت ليلـه ترتـدي فسـتان ازرق بلـون عينيهـا لونهـا المفضـل دائما في كل المناســبات الســعيدة.
كانــت تبــدوا كالجنيــة بــه ,, فســتان طويــل ذو اكـمـام قصيــرة، امــا ماريــا فأرتـدت فسـتان باللـون الاحمـر جعلهـا سـاحرة، تسـحر القلـوب بجمالها.
نأتي لملكـة الحفـل فهـي اليـوم انصاعـت لرغبـة صديقتيهـا بـأن ترتـدي ثـوب هنــدي واختــارت فســتان رائــع باللــون الاســود ذو تطريــزات ذهبيــة مــن إحــدى الجوانــب و بأكـمـام طويلــة شــفافة تنتهــى بســوار ذهبــي حــول رســغها و مــن الاســفل ينتهــي الفســتان بنفــس التطريــزات الذهبيــة.
نزلــت ليلــه بصحبــة ماريــا لكي يستقبلا أصدقائهــم الذيــن تــم دعوتهــم للحفـل و جميـع معارفهـم سـواء على صعيـد العمـل او المعرفـة الشـخصية،
تركـوا ريتـال تُكمـل تجهيـز نفسـها وتسـاعدها في ذلـك إحـدى المتخصصـات في التجميـل التـي تـم اسـتدعائهم الليلـه مـن قِبـل عمـر لأجلها هـي.
رأى ادم ليلـه تأتي مـن بعيـد لم يلمـح ماريـا التـي تمشي معهـا ولكنـه رأهـا هـي فقـط ،،، دار العـالم مـن حولـه، يـا اللـه لقد ملكـت القلـب والعقـل والروح لم يبقـى شـئ منـه لم تمتلكه الا يكفيهـا ذلـك؟.. متـى تصبـح زوجتـه متـى تصبـح ملكـه يريـد أن يُقبـل شـفتيها التـي تصبغهـا باللـون الـوردي اللامـع ، يريــد أن يشــم عبيـر شــعرها الذهبــي والــذي تركتــه يتطايــر مــن حولهــا، .
اقـترب منهـا سريعـا دون أن يفكـر و امسـك بيدهـا خوفـاً عليهـا مـن كل مـن ينظـر إليهـا الأن .. من ينظـر إلى فتنتهـا و حسـنها، رأت ماريـا ادم كيـف ينظـر إلى ليلــه فأبتعــدت عندمــا رأتــه يقـتـرب منهــم دون أن تتحــدث فقــد رأت كيـف تبادلـه ليلـه نظراتـه بنظـرات خجولـة، اقتـرب ادم منهـا ورفـع يـده أمامهــا لكي تضــع يدهــا بيــده و هــي قــد رفعــت يدهــا بالفعــل وأعطتــه اياهـا قَبلهـا ومـن ثـم ضغـط عليهـا و امسـكها بقـوة: هتعملـي فيـا ايـه تاني يـا ليلـه يـا اجمـل و ارق مخلوقـة في الكـون .
شـعرت أن قدميهـا لا تلانس الارض بسـبب نظراتـه الشـغوفة ردت عليـه بخجـل: وانـت كمـان وسـيم جدا النهـاردة..
ادم بمـرح لكي تتحـدث معـه دون خجـل: النهـاردة بـس تـؤ تـؤ، يـا بنتـي دا واحنـا اصحـاب كنتـي بتعاكسـيني اكتر من كـدة.
لتشاكسه ليلة بخجل : بس يا رخم مش بعاكس حد انا.
ادم: ههههه خلاص يا ستي انا اللي بعاكسك علطول.
.. ابتعدت ماريا عنهم وهي تبحث عن مروان بعينيها وجدتـه يقـف مـع والـد ريتـال بجـوار عمـر يتحدثـوا مـع أشـخاصا يبـدوا انهـم مصريـين ايضـا، قبـل أن تتقـدم منهـم وجـدت مـن يقـف أمامهـا: ازيـك اسـتاذة ماريـا.
ماريا بأبتسامة: اهلا استاذ فتحي.
في الجهـة الاخـرى رأى مـروان ماريـا تقـف مـع شـخص لا يـرى منـه سـوى ظهــره، مــا جعلــه يستشــيط ففســتانها الرائــع باللــون الاحمــر الــذي كان طولـه لا يصـل لركبتيهـا و دون حملات به فقـط شريـط ذهبـي يلتـف حــول رقبتهــا و يظهــر كتفيهــا الجذابين، و ابتســامتها الســاحرة بشــفتيها اللتـان صبغتهمـا باللـون الاحمـر اللامع ،تـرك مـن يقـف معهـم دون اسـتأذان و اقـترب منهـا بضيـق شـديد
ناداها مروان بلهجة حاول أن تبدو هادئة: ماريا.
نظـرت إليـه و التفـت الرجـل ايضـا: ايـوة يـا مـروان كنـت لسـه جيالـك بـس اسـتاذ فتحـي كان بيسـلم عليـا.
فتحي: ازيك يا استاذ مروان.
مروان: الحمد لله ( وتجاهل وجوده ) نزلتي لوحدك ليه؟
فتحــي: طــب اســتأذن انــا دلوقتــي بــس ياريــت اســتاذة ماريــا اخــد رقــم موبايلــك وعنــوان مكتبــك لاني هحتــاج مســاعدتك في شــغل هنــا بمــا انــك دارســة القانــون الــدولي وعنــدك خبــرة فيــه اكـتـر منــي.
قبـل أن تـرد ماريـا سـبقها مـروان: ان شـاء اللـه بـس حاليـا مـش فاضيـين زي مـا انـت شـايف، ولـو كـدة تقـدر تبقـى تيجـي الشركـة علشـان الشـغل مـش ضروري المكتـب و العنـوان ابقـى خـده مـن عمـر. وسـحب ماريـا مـن ذراعهـا و تركـه يقـف بمفـرده،
شعرت ماريـا بالسعادة لأنهـا ادركت أنـه يغـار عليهـا ولكنهـا حاولـت إخفـاء فرحتهـا: يـا رخـم ضيعـت عليـا شـغل جديـد.
مروان بغضب مكبوت: امشي معايا وانتي ساكتة.
ذهـب بهـا إلى ركـن هـادئ مـن القاعـة لا تصلـه الموسـيقى الكلاسيكية التـي تــدور بالقاعة
مروان: ايه القرف اللي انتي لبساه ده؟!
ماريا بدهشة : دا فستان يا مروان متقولش عليه قرف.
مــروان: لاء قــرف وكــذا مــرة احــاول ألمحلــك علشــان لبســك لكــن انتــي معندكيــش دم، انتــي مبســوطة انــك بتلفتــي الأنظــار ليـكي يعنــي ؟ دا مــش لبــس واحــدة مســلمة ابــدا ولا حتــى محترمة.
صُدمت ماريـا من هجومه عليها ولكنها تغلبت على صدمتها وردت عليه بقـوة: عنـدك يـا مـروان لحـد هنـا واسـتوب انـا محترمة غصـب عنـك و ياريـت متكلمنيـش بالاسـلوب ده تـاني ،، عـن اذنـك.
تركتـه بمكانـه كما فعـل هـو منـذ قليـل مـع المدعـو فتحـي، وذهبـت إلى عمـر أخبرته أن ريتـال مسـتعدة لكي تنـزل إلى الحفـل، ابتسـم لهـا عمـر و ذهـب سريعـا لكي يُحضـر ريتـال،
وقـف امـام البـاب ينتظـر أن يفتـح لـه أحـد البـاب لكي يدخـل ولكـن مـن فتحـت لـه البـاب كانـت الملكـة ريتـال
ريتال بأبتسامة ثقة: ايه يا استاذ عمر ساكت ليه؟
نظـر عمـر خلفهـا و وجـد ثلاثـة فتايـات يراقبونهـم و كأنهـم يتوقعـون منهـم شـئ ولكنـه خالـف ظنونهـم عندمـا امسـك يدهـا دون أن ينطـق و ذهـب بهــا في اتجــاه المصعــد الكهربائي ،يســحبها خلفــه ويمشــي بخطــوات سريعــة ممـا جعلهـا تتعثـر في ثوبهـا بسـبب الكعـب العـالي الـذي ترتديـه فرفعتـه بيدهـا الاخـرى وحاولـت ان تـوازن نفسـها مـع خطواته،مـا ان اغلـق المصعـد بابـه عليهـم وتحـرك حتـى ضغـط عمـر زر بالقائمة أوقفـه مـرة أخـرى
ريتال بتوجس: عمر.
@@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى