Uncategorized

رواية الهروب الفصل الأول 1 بقلم إسراء ابراهيم

 رواية الهروب الفصل الأول 1 بقلم إسراء ابراهيم

رواية الهروب الفصل الأول 1 بقلم إسراء ابراهيم

رواية الهروب الفصل الأول 1 بقلم إسراء ابراهيم

* قومي معايا يلا .. معاد الاكل .. 
قومت من سكات زي كل يوم .. ومشيت مع الحارس لغاية ما وصلت لأوضة الاكل 
واتحط قدامي نفس الاكل بتاع كل يوم .. 
كلت .. 
وافتكرت اول يوم جيت فيه هنا .. 
من ١٠ سنين .. لسه فاكرة اول يوم دوقت فيه الاكل هنا .. ومقدرتش اكل .. 
فضلت كام يوم لكن في الاخر اضطريت اكل لان مكنش قدامي حل غير ده 
١٠ سنين عدوا .. كل يوم بيعدي بعلم علامة في حيطة اوضتي او زنزانتي .. 
عشان منساش انا هنا من امتي .. 
١٠ سنين بسأل نفسي سؤال واحد انا هنا ليه 
ولسه ملقتش الإجابة .. 
خلصت اكل .. والحارس رجعني تاني اوضتي .. وقفل .. وقعدت كالعادة ارسم 
عالحيطان .. بالطباشير .. عشان مش مسموح بالاقلام ولا الورق هنا بردو .. 
اول ما عرفت اني خلاص مش هقدر اخرج من هنا .. قررت ارسم كل حاجة فاكراها عن العالم بره … 
الشجر .. الزرع .. الورد .. القمر .. الشمس .. 
العربيات .. البيوت .. 
كنت برسمهم عشان خايفة انسي شكلهم ايه ..
خايفة انسي الحياة بره المكان هنا شكلها ايه
١٠ سنين عدوا مش بشوف فيهم غير الحراس 
وبس .. مش بسمع غير الاوامر .. 
مش بروح غير من اوضتي لأوضة الاكل والعكس 
حتي مش عارفه في كام حد هنا زيي .. 
بس اعتقد اننا مش كتير .. 
في الاول كنت فاكرة اني هنا لوحدي 
لكن في يوم سمعت دوشة وكلام من الحراس عرفت ان فيه غيري هنا .. 
لكن محدش فينا قابل التاني .. 
مش بنخرج من الاوضة غير مرة واحدة في اليوم عشان ناكل .. 
وكل واحد فينا ليه معاد غير التاني .. 
عشان بس منقابلش بعض .. 
كل ده عرفته بالصدفة .. 
ولينا يوم واحد في الاسبوع نقضي فيه ٣ ساعات بره الاوضة .. وبردو كل واحد وليه يوم ومعاد مختلف .. 
الاوضة فيها سرير وحمام ومكتب صغير وكرسي .. وشباك عالي عليه حديد 
اعتقد ان ده الزيي الرسمي للمكان هنا .. بس مش متأكده لاني مشوفتش غيري لابسه 
الساعه ٩ بالليل النور بيطفي .. 
فيه مكتبة صغيرة وعيادة للطوارئ وبس ..
والمكتبة مسموحة لينا علي حسب سلوكنا 
لو كويس بندخلها والعكس .. 
محدش بيزورنا .. او يمكن عشان انا معرفش حد ولا فاكرة ان في حد يعرفني اساسا فمحدش بيزورني .. 
يمكن الباقيين مسموح ليهم الزيارة .. 
دي اغلب قوانين المكان هنا .. 
” ده مش سجن ولا انتم مسجونين 
 ده مكان امان ليكم كلكم والنظام ده بيحميكم 
وبيوفر لكم حياة خاصة هادية بعيد عن أي حاجة “
دي اول جملة سمعتها هنا .. 
ولغاية دلوقتي مش فاهمه معناها ايه .. 
ولا فاهمه ازاي ده مش سجن.. 
مش عارفه ازاي ١٠ سنين عدوا عليا هنا وسط الأوامر والتعليمات والملل والروتين اللي مفروض عليا .. 
مزهقتش يوم من عد الايام .. 
لغاية ما في يوم .. 
كان في دوشة كبيرة .. بره سمعتها من اوضتي .. كان في حد عمال يزعق ويخبط في كل حته .. وصوت الحراس كان عالي .. 
وبعدين سمعت صوتهم وهما بيضربوا حد .. 
وباب جامد اترزع قدام اوضتي .. 
ولأول يوم من ١٠ سنين يتأخروا في معاد الاكل .. لدرجة ان سمعت ناس كتير بتخبط علي باب اوضهم عشان جعانين .. 
كان يوم غريب جدا .. كل حاجة كانت متغلبطة ومتأخرة .. 
الحارس جه عشان ياخدني اكل .. 
كان وشه في اثار ضرب .. وكان متعصب .. 
اكلت ودخلني تاني بسرعة .. 
وانا ماشية قبل ما ادخل اوضتي .. 
بصيت علي الاوضة اللي قدامي .. لاقيت واحد واقف من فتحة الباب .. 
وبيبصلي .. ولما الحارس اخد باله دخلني بسرعة وراحله وزعقله عشان يدخل .. وميقفش قدام الباب .. 
مش عارفه ليه مش قادرة اشيل شكله ونظرته ليا .. اول مرة اعرف ان هنا في ولاد .. 
واضح من ملامحه ووشه اللي كان فيه كدمات انه هو سبب كل الدوشة اللي حصلت النهاردة 
وهو اللي عمل كده في الحراس .. 
بس ياتري كان بيبص ليا كده ليه .. 
يمكن عاوز يعرف المكان ومين موجود زي اي حد بيجي هنا .. 
لكن انا حاسة ان كل السنين اللي فاتت دي حاجه واللي جاي حاجة تانية بسببه .. 
وقعدت ارسم كالعادة فجأة لاقتني برسمه 
وبرسم نظرته الغريبة ليا .. 
ولما جت الساعة ٩ بالليل النور قطع ..
مكنتش عارفة انام .. عقلي مشغول بكل اللي حصل .. 
سمعت صوت حد بيهمس بره .. 
قومت براحة ووقفت قدام فتحة الباب المربعة 
وحاولت ابص بره .. كان فيه نور خفيف .. 
في الطرقة ..الحراس مش موجودين كالعادة 
سمعت الصوت تاني .. بصيت للاوضة اللي قدامي .. لاقيته واقف بردو .. 
وهو اللي بيهمس .. اتخضيت وبعدت عن الباب .. لكن سمعت صوته تاني .. 
كنت خايفة .. لكن في حاجة جوايا خلتني اقوم واقف تاني ..
سمعته بيقول .. 
* متخافيش .. انا .. انا اول يوم ليا هنا .. 
انا رامي .. وانتي .. 
– انا … انا ياسمين .. 
* اسمك حلو اوي .. ينفع نبقي صحاب ونهون علي بعض العيشة هنا 
– اخاف حد منهم يعرف .. 
* متخافيش .. هنتكلم كل يوم بالليل .. 
محدش بيكون هنا .. 
– ماشي … هو انت جيت هنا ليه .. 
* دي حكاية طويلة .. ابقي احكيهالك بعدين 
لسه قدامنا وقت كتير .. 
– انا بقي مش عارفه انا جيت هنا ليه..
* معقول متعرفيش .. انتي بقالك كتير هنا 
– بقالي ١٠ سنين … جيت هنا وانا عيلة تقريبا 
* معقول كل السنين دي ضاعت من عمرك هنا 
ده انا بقالي يوم ومش قادر استحمل 
– ياااه .. بكرة تتعود .. 
خد بالك الحراس بيعدوا كل ساعتين .. 
والصبح بيقفوا في الطرقة … 
* واضح انك حفظتي كل حاجة هنا .. 
– انت اللي عملت الدوشة دي كلها النهاردة 
* اه انا .. اصل انا متمرد مبحبش حد يؤمرني او يعاملني بتعالي .. 
فعلمتهم درس صغير كده .. 
– كل ده و درس صغير .. ده انت لغبطت كل حاجة .. والنظام باظ النهاردة لاول مرة من زمان .. 
* وايه يعني .. مش كده احسن بردو .. اهو علي الاقل تغيير .. 
– انا هدخل  بقي .. تصبح على خير
* وانتي من اهله .. مبسوط اني حظي خلاني في الاوضة اللي قدامك .. 
دخلت وكان جوايا مشاعر كتير متلغبطة .. 
خايفة .. بقالي كتير متعاملتش مع ناس 
فرحانة لاني بتكلم مع بني ادم .. غير الحراس
مستغربة جدا شخصيته اللي كلها تمرد وقوة وجرأة وحياة .. 
حسيت اني ميتة بالنسبة ليه .. 
وفضلت طول الليل صاحية بفكر في كلامنا سوا .. وجه معاد الحراس .. 
وسمعتهم وهما بيزعقوا ليه .. وسمعته وهو بيرد عليهم بكل برود .. 
مش عارفه ازاي هو كده .. وازاي رغم انه محبوس زيي الا انه قوي وبيستفزهم كده 
ازاي مش خايف منهم ..  
وقررت اني اسأله بكرة .. 
يوم جديد ابتدي .. يوم مختلف .. لانه هنا 
خرجت في معاد الاكل .. وبصيت ناحية اوضته لاقيته واقف بيبتسم لي بوشه اللي مليان كدمات .. ابتسمت له ومشيت مع الحارس .. 
واكلت يومها كتير .. كأن نفسي اتفتحت علي كل حاجة … حتي الاكل اللي مالوش طعم .. 
ورجعت تاني لاوضتي وشوفته بردو وهو واقف مستنيني .. 
دخلت وقعدت ارسمه تاني .. بس المرة دي وهو بيبتسم … وكنت مستينة لما يجي معاد خروجه .. 
لكن حصلت حاجة غريبة … 
مخرجش .. استنيت كتير لكنه مخرجش .. 
ومحدش جابله أي اكل .. 
استنيت لغاية ما حت الساعه ٩ والنور اتطفي
وقومت وقفت قدام الباب …
ملقتوش واقف .. استغربت جدا .. 
وقررت انده عليه بصوت واطي .. 
ناديت مرة واتنين .. واخيرا ظهر .. 
شكله كان تعبان مش قادر يقف .. 
قولتله بخوف .. انت كويس 
* اه .. الحمدلله .. 
– شكلك تعبان اوي .. 
* شوية .. 
– انت مكلتش النهاردة .. ازاي محدش خرجك تاكل او جابلك اكل .. 
* يمكن متعاقب .. 
– كل ده عشان اللي عملته امبارح ..
* اكيد .. 
– انت ازاي مش خايف .. 
* بطلت اخاف .. لاني عرفت ان الخوف مالوش فايدة .. 
– تفتكر هيسبوك لغاية امتي من غير اكل 
* مش كتير .. هما عاوزين يأدبوني مش يموتوني .. متخافيش عليا .. 
– لو تعبان اوي خبط جامد علي الباب حد من الحراس هيجيلك .. وممكن يوديك للعيادة 
* مش هيجي .. هما قاصدين .. 
وعاوزين يختبروا قوتي .. 
– انت عنيد اوي .. مش بس متمرد
* وانتي طيبة اوي .. 
– هسيبك ترتاح .. واتمني بكرة تكون احسن 
* ان شاء الله .. 
ورجعت قعدت .. مش عارفه ليه قلقانة عليه 
وخايفة .. خايفة يجراله حاجة ..
انا ما صدقت لاقيت حد يونس الوحدة اللي انا فيها .. ويغير الروتين والملل اللي انا فيه
هو اكيد هيبقي كويس .. 
مش هيسبوه .. يارب يبقي كويس .. 
يارب .. 
وصحيت الصبح علي دوشة قدام اوضته …
وقفت اشوف في ايه … 
الحراس كانوا شاكين انه مات .. لكنه فاق .. 
وخدوه العيادة … 
واول مرة اشوفه كويس .. 
كانوا ساندينه .. وهو يدوب قادر يتحرك ..
وقبل ما يمشي من قدام اوضتي .. 
بصلي وابتسم .. ابتسمت ليه.. 
بردو عنيد .. ومطلبش منهم مساعدة ..
بس هما هيلحقوه .. 
كان شكله حلو .. وشعره ناعم وجسمه قوي لان الحراس كانوا بيشدوه بالعافية .. 
وقعدت ارسمه كمان مرة .. بعد ما شوفت شكله كله .. 
وجه معاد الاكل بتاعي .. خرجت وكنت علي امل اني اشوفه تاني .. 
وعشان كده قعدت أكل براحة .. عشان اقعد وقت اكبر .. 
لكن محصلش اي حاجه .. ومشوفتوش .. 
وجه الحارس عشان يرجعني اوضتي … 
وانا في الطريق .. سمعت حارس تاني بيقوله 
الدكتور لحقه بالعافية .. 
فرد عليه قاله ياريته كان مات وارتحنا منه 
فرد عليه التاني وقاله ..
كنا روحنا في داهية كلنا .. اهو هيقعد النهاردة في العيادة وبعدين يرجع تاني 
ووصلنا قدام اوضتي .. وفجأة.. 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!