Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الأول 1 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الأول 1 بقلم سهام صادق

رواية لمن القرار الفصل الأول 1 بقلم سهام صادق

رواية لمن القرار الفصل الأول 1 بقلم سهام صادق

* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية
* جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبراءة طفلة لا تعلم شئ عن الحياه الا انها أصبحت الان زوجه لشبه رجل باعها لآخر من أجل النجاه بنفسه ( ومن هنا نبدء حكايتنا )
الفصل الأول
*****
ارتجف جسدها عندما تعالت صافرة القطار تعلن عن وصوله لمحطته الاخيره..
طالعت الوجوه حولها تبحث عن وجه والديها وأخواتها بين الجموع المغادره ولكنهم كانوا غرباء عنها..
التمعت عيناها بالدمع وهي تفيق من غفوتها المؤقته انها لم تعد ببلدتها وسط أناسها البسطاء.. الآلم نهش قلبها وهي تتذكر نحيب والدتها وأخواتها وركض أصغر اخواتها الصبيه خلفها يودعها بصراخ يطلب منها الا تُغادر وتتركهم ولكن هي أصبحت فتاه كبيره كما اخبرتها والدتها وان موعد زواجها قد حان كمثل فتيات بلدتهم
يد غليظة قبضت فوق معصمها يحثها صاحبها على السير متمتماً بكلمات حانقة بسبب الزحام..
كانت تسير مسلوبة الإرادة لا ترى أمامها إلا تفاصيل ماعاشته الايام الماضيه من غناء نساء بلدتهم وفرحة والدتها وفستان عرسها البسيط ونصائح والدتها لها لعالم لا تعرف متى كبرت لتدخله
طالع حسن شرودها يتأمل تفاصيل ملامحها الصغيره وجسدها الانثوي الذي تخفيه خلف جلبابها ب وروده المنقوشه
– البلد زحمه بس هتتعودي على العيشه هنا
ظل يُحادثها عن زحمة العاصمه والعيش بها وهي لم تكن إلا كمتلقي تستمع لحديثه بشرود وتنظر عبر زجاج سيارة الأجرة لخطوات الناس العجوله بين الزحام ووسائل النقل المُكدسة بالكادحين
لم تعرف كم استغرق الوقت بهم فهى كالتائهه تسير بجانبه تلتف حولها هنا وهناك لعلها تجد أحداً تشم به رائحة والديها وقريتها
تنهد بأرهاق وهو يمسح حبات العرق من فوق جبينه بعدما وضع الحقائب جانباً وأغلق باب الشقه خلفه
– اخيرا وصلنا.. الواحد جسمه بقى مهدود
طالع ارتجافها ونظراتها بتلذذ ليقترب منها محتضناً كتفيها هامساً
– نورتي بيتك ياعروسه
انفجرت في بكاء مرير بعدما أدركت انها وحدها معه وتعلقت عيناها بالباب
ربت فوق كتفيها برفق وعاملها كطفله صغيره بل وذهب لإحضار الطعام ولوح شيكولاتة كبير لن تنسى مذاقه يوماً
شعرت براحه وهي تنظر لكل ما يفعله.. شبعت معدتها واطمئنت لتلك الاحاسيس
ولكن هو كان رجلاً جائعاً لم يتحمل المزيد من بكاء الأطفال هذا.. ضجر فصرخ بها
– هو انا اتجوزت طفله..ما كفايه عياط
عضت شفتيها وصوت شهقاتها يخرج دون ارداده منها
– انا.. انا
– أنتي ايه.. هي الست الوالده مقالتش ليكي انك كبرتي خلاص
خافت من صراخه ونظراته لتتذكر حديث والدتها ونصائحها لطاعة زوجها ولكنها جاهله عما يرغب به هو
– قالتلي اني اقولك حاضر ونعم
انتفخت اوداجه اعتزازاً بنفسه مقترباً منها
– مدام قالتلك تقوليلي حاضر ونعم.. يبقى خدي البسي ده وتعالى
أعطاها تلك الحقيبة وهو يُمني نفسه بليله انتظرها طويلاً وعندما وجدها تخشبت كالمعتاد زفر بحنق يدفعها أمامه نحو الغرفه المفروشه بأثاث قديم بعض الشئ كحال باقي الشقه
– ادخلي البسيه..كفايه اني سيبتك امبارح تنامي
…………………….
طالعت جسدها بأرتجاف وهي ترى هيئتها في تلك الخرقة الممزقة كما سمتها انها لديها خلفية عن اثواب النوم فليست جاهله بها، فالنساء المتزوجات ترتديهم بكل مكان ولكن لم ترى مثل هذا بحياتها
ضمت جسدها بذراعيها تتسأل عن أي شئ تُداريه تلك القطعه
ارتجف جسدها من تلك البروده التي اصابته للتو لتُدرك ان تلك البروده أتت مع صاحبها عندما انفتح باب الغرفه
نظرات لم تفهم معناها ولكنها بحداثة الأنثى داخلها أدركت ان تلك اللحظه ما كانت تسمع عنها من ثرثرة النسوة في قريتها
تحديقه بها واقترابه منها بتلك النظرات جعلتها تلتف حولها
تبحث عن عباءتها المحتشمه
– ده صالح كان عنده حق لما قالي سيبك من الفرجه ياحسن…
وبتر كلماته التي صرح بها بوقاحه ليجتذبها من ذراعها فتصرخ بهلع
– لا .. لا
تعالت ضحكاته بقوه وهو لا يُصدق انها تُريده ان يبتعد عنها.. وفي لحظه كان كل شئ يغلفه الظلام.. ظلام سقطت فيه هي مع رغباته الجائعه
……………..
تمطأت فوق الفراش تُحدق بعضلات كتفيه..تستعيد تلك اللحظات التي كانت فيها بين ذراعيه.. خبير هو في أمور النساء يعرف كيف يكون فناناً مع نساءه ، رجل حانك في اعماله وفي المتعه وتدليل النفس كريم بسخاء
كان يشعر بنظراتها المسلطه عليه وبغرور رجل كان يتجاهل نظراتها.. يعلم انه لو عاد اليها ثانية ستكون اكثر من مرحبه ولكن هو من يضع حد لكل بداية ونهاية مايريده
– مش اتفقنا هنقضي الليله مع بعض ياسليم
التف اليها ينظر لها وكم راقته نظراتها الراغبه
– عندي قضيه مهمه ياشهيرة
وفي ثواني كان يُغادر الغرفه دون أن ينتظر المزيد من حديثها
حملقت في خطواته تزفر أنفاسها لعلها تُطفئ رغبتها به
………………
كتمت آنينها بخوف بعدما نال منها…غفا دون أن يرى ما جانته شهوته دون رحمه .. اغمضت عيناها بقوه تضم جسدها بذراعيها تحمي نفسها، تفاصيل ما عاشته منذ لحظات قد طبع في ذاكرتها للأبد
سب وصراخ وصفعات ما عاشتهم لا تُصدق ان الزواج والرابط المحب بين والديها هكذا وهل كل نساء قريتها تتزوج ليكون هذا عذابها..
سقطت دموعها تبحث عن دفئ اخوتها حولها ولكن لا شئ كان إلا البروده وخواء الروح
………………….
وقف يُطالع خطواته العنهجية يتمنى داخله ان يعيش حياه كحياته.. رجلاً ناجحاً ذو اسم لامع والكثير من الحسناوات تتهاتف حوله
نفض حسن أفكاره واقترب منه يحمل عنه حقيبته متمتماً
– صباح الخير يافندم
– مبروك على الجواز ياحسن
– الله يبارك فيك يافندم..
وكما توقع حسن وحاول تجاهله بتحديقه بالطريق.. ظرفً به بعض المال هدية له وعروسه
– ديه هديتك انت والعروسه ياحسن
– خيرك سابق يا سليم بيه
……………………
لم تصدق كل ما تراه حولها..النساء يلتصقن بالرجال وثياب خجلت من النظر اليها.. رأت ما لم تراه من قبل في حياتها.. حياه لا تشبه حياه قريتها البسيطه بأناسها البسطاء
والصدمه احتلت ملامحها وهي ترى العامل يضع أمام إحدى النساء الشيشة فتتناولها منه تشرع في تدخينها
المشهد جمدها للحظات لتلتف نحو حسن المندمج بشيشته هو الاخر تسأله
– ديه الستات بتشرب شيشه ياحسن
تعالت ضحكات حسن وهو يرمقها
– هنا كل حاجه مباحه يافتون.. انتي مش لسا تحت الجاموسه في قريتكم
وتعالت ضحكاته يشير لها نحو النساء
– شايفه الستات عاملين ازاي.. شوفي واتعلمي
وتأمل فستانها الفلاحي ذو الألوان الزاهيه وتسريحة شعرها المعقوده كطالبه مدرسه مقززاً من هيئتها
– الموضه شكلها موصلتش عندكم القريه يافتون
قالها مستخففاً بحديثه وببراءه لم تلوثها الحياه لم تفهم حديثه المملوء بالازدراء ولا نظراته التي كان يوزعها بينها وبين الاخريات
– فاطمه صاحبتي بتجيب كل هدومها من هنا..
واردفت بحماس تحكي له عن جارتها
– اصل ليها خال عايش في مصر من زمان وكل صيف بيجوا يزوره.. ده حتى جابلها تليفون لما نجحت في الاعداديه ودخلت الثانويه
ابتلعت غصتها وهي تتذكر حلمها.. فكم ليالي حلمت ان تدخل الجامعه وتصبح محاميه تُطالب بحقوق المظلومين..كحالهم
طرقعت حسن لكفوفه وهو ينظر للطعام الذي وضع للتو أمامه جعلها تفيق من شرودها.. شرع في تناول الطعام يتذوق مذاق الكفته المشويه فوق الفحم متلذذاً
– عمك سعيد ده احسن واحد يعمل كفته
التمعت عيناها وهي تنظر للطعام داعية لمن كان سببً في تلك العزيمه
– ربنا يوسع رزق البيه بتاعك كمان وكمان
طالعها حسن وهو يحشر الطعام في فمه
– اكتر من كده… ده معاه فلوس زي الرز مش عارف يضيعها فين
وبدء يقص لها عن مغامرته ونساءه وحياه الترف التي يعيشها.. فمضغت لقمتها بحزن على حياه ذلك الرجل
– الفلوس مش كل حاجه ياحسن.. اه هو معاه فلوس بس معندهوش حد عايش معاه
استنكر حديثها الذي لا يعجبه
– كلي يافتون خلينا نروح … وتمتم حانقاً
– قال الفلوس مش كل حاجه قال
……………………..
ليله كانت كالحلم الجميل معه..اصبحت تتعلق به كالادمان لا تريد للساعات التي يسرقوها من وراء الأعين المتربصة لهم ان تنقضي…من يصدق ان سيدة الأعمال التي تُبهر شركائها بحنكتها وذكائها غارقة في لذة المتعه والعشق لهذا الرجل الذي سارت خلفه تاركه مبادئها خلفها
داعبت وجهه بأناملها المطلاه هامسه
– انت عملت فيا ايه ياسليم.. مبقتش قادره استغني عنك
ويا لحظها العسر.. بدأت بوضع اول أعتاب النهايه لزواجهم
تآوهت بآلم تنظر لقبضته فوق كفها الناعم
– شهيره احنا متفقين على ايه.. مافيش مشاعر
بهتت ملامحها من نبرة حديثه القاسي
– احنا متجوزين عشان نقضي ساعات لطيفه مع بعض بعيد عن الناس..
– بس انا ياسليم بدأت…
وقبل ان تنطقها انتفض كالملسوع من جوارها
– بلاش تنطقيها او تحسيها ياشيهره.. لأنك لو قولتيها كل حاجه بينا هتنتهي
“شهيره الأسيوطي” صاحبة الاسم اللامع، المرأة التي لهث خلفها الرجال واضعين أموالهم تحت قدميها تخشي اليوم ان يرى رجلاً دموعها بعدما رفض حبها
أرادت ان تثأر لكرامتها ولكن كرامتها أصبحت معه وحده لا قيمة لها
تحرك بخطواته يبحث عن ملابسه لتهتف بجزع
– سليم انت فهمتني غلط.. انا اقصد اني برتاح معاك
وكم كانت كاذبه وهو يعرف ذلك..نظراتها الهاربه فضحتها
فأردفت بتعلثم تقف قبالته
– سليم انت عارف الضغوطات والمشاكل اللي بمر بيهم حاليا غير المنصب السياسي الجديد اللي اتحطيت فيه…
وتعلقت بعنقه تستجدي عاطفته وتلك الاحاسيس التي يعيشوها سوياً
– انت منطقة الراحه بتاعتي ياسليم
رغم عدم اقتناعه الا انها كانت اكثر النساء اللاتي تزوجهن روقياً
– خلاص ياشيهره.. بس اتمنى موضوع المشاعر ده نوقفه..
واردف وهو يلتقط بضعة خصلات من شعرها المصبوغ يتلاعب به بين أنامله
– عايزك شهيره الست العمليه اللي عمر العاطفه ماحركتها
ابتسمت رغم الغصه التي استوطنت قلبها تُحرك رأسها توافقه
– عندك حق ياسليم
وبعد أن كان هو من يقدم التنازلات لأمتلاكها.. باتت هي من تُقدم له كل شئ
………………..
وقفت خلف باب الشقه تستمع لذلك الصوت الذي تسمعه كل يوم فيؤنس وحدتها
– محتاجه مني حاجه تانيه ياست ام عصام
لتهتف المرأة ذو الملامح الطيبه داعيه له
– لا يابني ربنا يستر طريقك ويوسع رزقك
انصرف صاحب الصوت فأنتفضت مفزوعه من تلك الطرقات مبتعده عن الباب تنظر حولها بخوف…ف حسن لا يأتي في ذلك الوقت وهي لا تعرف أحداً هنا
فتحت شراعة الباب كحال بعض الأبواب في البنايات القديمه
لتبتسم لها المرأة الواقفه
– بقالي كام يوم بلمح خيالك ورا الباب.. فقولت اجي اشوف من صاحب الخيال ده
فتحت فتون الباب بخجل من تصرفها الأحمق لتخفض رأسها
– أنتي العروسه… سمعت من مرزوق صاحب محل الخضار اللي تحتنا ان ساكن الشقه الجديد اتجوز
اماءت فتون برأسها وهي لا تقوى على مطالعة تلك السيده
– مبروك يابنتي..
واردفت السيدة إحسان بعدما ربتت فوق ذراعها بحنو
– لو عوزتي حاجه تعاليلي من غير ما تكسفي
وانصرفت السيدة إحسان بطالتها الطيبه كما أتت.. لتغلق الباب تضرب خدها حانقه من فعلتها
– يا كسوفك يافتون.. الست تقول عليكي ايه دلوقتي بتتنصتي من ورا الباب
………………
التقت عيناهم وكل منهما يترجل من سيارته.. اشاح وجهه بعيداً عنها يأمر سائقه بالانصراف لبيته فلم يعد يحتاجه الان
– استناك ياسليم بيه
– لا امشي انت ياحسن روح لمراتك
وأخرج من محفظته حفنه من النقود يدسها بين ايديه متمتماً
– اشتريلها حاجه وانت مروح.. فرحها
غادر حسن بعدما رمق تلك المرأة صارخة الجمال التي يراها كثيراً مع رب عمله في الآوان الاخيره تتقدم منه
تمتم داخله بحقد وهو يحسده على ذلك النعيم الذي يحيا به
” حتى في الستات حظك عالي.. “
– ازيك ياسليم
صافحته بهدوء تخفي ثورة مشاعرها نحوه
– طالعه جميله ياشهيره مع انك جميله طول الوقت
وارتجف قلبها كحال جسدها عندما التقط كفها يُقبله
– هنتقابل النهارده في شقتنا
نظر لها ببطئ يحكم ثورة مشاعره نحوها… مشاعر يعلمها تماماً مشاعر غريزية تشبع رجولته ويخشي عليها ان تجرفها لعالم لا يُريده لها
اعتدل في وقفته يتنحنح عندما طال صمته ينظر حوله لأعين الوافدين للحفل المدعوين له
– عندي قضيه مهمه ولازم ادرسها كويس
– ما انا كمان عندي سفر بكره ياسليم.. كام ساعه مش هتعمل حاجه
أشار إليها ان تتقدم أمامه بعدما لاحظ نظرات بعض معارفهم ترمقهم بفضول
– تعالي ندخل وقفتنا هنا هتضرك
زفرت أنفاسها حانقه تفهم مقصده ليتعالا صوت احداهن غير مصدقه وقوفهم سوياً فهى كانت خير من يشهد كره شهيره نحو سليم النجار
– مش معقول شهيره الأسيوطي وسليم النجار مع بعض.. ده انتوا كنتم ألد اعداء
………………
جذبها من خصلات شعرها يهزها بقسوه
– تعبانه ايه ياروح… انا لما اعوزك في اي وقت الاقيكي تحت رجلي
ازداد نحيبها تتوسله ان يتركها
– والله تعبانه مش بكدب عليك ياحسن
دفعها أمامه ينظر اليها من علو بعدما انبطحت أرضاً
– كلمه تعبانه ديه مسمعاش تاني.. سامعه.. انتي هنا عشان مزاجي اومال انا متجوزك ليه
واردف وهو يرمقها كيف تحمي جسدها من بطشه
– عشر دقايق والاقيكي قدامي .. فاهمه
انصرف تاركاً اياها تتحسس جبينها المُتلهب بالسخونه
نهضت بصعوبه بسبب الوخز الذي يحتل جسدها تُنفذ ما امرها به
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!