Uncategorized

رواية بترت أجنحتها الفصل الأول 1 بقلم أسماء إيهاب

 رواية بترت أجنحتها الفصل الأول 1 بقلم أسماء إيهاب
رواية بترت أجنحتها الفصل الأول 1 بقلم أسماء إيهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل الأول 1 بقلم أسماء إيهاب

تقف تلك الفتاه التي تدعي “نورسين” صاحبة الوجه المستدير بيشرتها الخمرية و عينيها السوداء تدلي علي جبهتها غره تظهر سواد خصلات شعرها ملامحها توحي بالرقة و الجمال بآن واحد تدندن اغنيتها المفضلة بصوتها العذب امام مقود النار تطهي الطعام قبل ان يأتي زوجها من العمل و يغضب كـ كل مرة اغمضت عينها تجلس علي طاولة المطبخ الصغيرة و تبدأ في تقطيع الخضروات تنهدت بثقل و تعب شديد فهي لم ترتاح و لو لـ ساعة واحدة فقط بعد ان جاءت من العمل بالمشفي فهي ممرضة بالمشفي العام ، استمعت الي صوت الباب يفتح لـ تستغفر ربها عدة مرات فهي حين تلقاه تشعر باختناق صوته الذي يقشعر له بدنها صرخ بصوته الغليظ باسمها لـ تغمض عينها و هي تبتلع غصة بحلقها و هو تتحدث بصوت هادئ لا يظهر عليه اي انفعال حتي لا تلقي عقابها : 
_ ايوة يا منير انا في المطبخ 
استمعت الي صوت خطواته ثم ظهر شاب في منتصف الثلاثين من عمره صاحب بشرة سمراء جسد نحيف بعض الشئ متوسط القامة تقدم منها يقف امامها و هو ينظر اليها باهمال غير مهتم بشئ الآن سوا المال قائلاً : 
_ قبضتي ؟
هزت رأسها بايجاب و هي تنظر اليه قائلة بهدوء : 
_ أيوة قبضت بس سيبلي اي فلوس يا منير بالله عليك 
نظر اليها باستهزاء و ذهب سريعاً لـ يأخذ الاموال الموجودة بحقيبتها الصغيرة و استولي علي اموالها و جلس علي الأريكة بالردهة يشعل السجائر و هو يصرخ من جديد :
_ الاكل يا ست انتي 
ثقل تنفسها و هي تشعر بالاختناق الشديد لكن ما بيدها حيلة لـ تقف و تعد الطعام بالصحون و تخرج اليه بهم جلست امامه بعد ان وضعت جميع الصحون علي الطاولة ترددت قبل ان تتحدث بهدوء قائلة : 
_ مش ناوي تبطل اللي بتشربه دا يا منير اشرب سجاير عادية بلاش مخدرات 
رفع وجهه اليها و نظر اليها نظرة سوداوية قبل ان ينطق بحديث لاذع و يؤلم روحها قائلاً : 
_ اتمسي يا بنت بهيرة مش انتي اللي هتعرفيني اعمل اية يا روح امك .. الا صحيح امك فين دلوقتي اطلقت و لا لسة 
صمتت و شعرت بأنها تبتلع النيران بحق ضاق صدرها اكثر و ارتجفت شفتيها بحزن شديد مع احمرار وجهها من كثرة الحزن لـ تصمت و هي تنظر الي الاسفل لـ ينظر اليها بسخرية و شرع في تناول طعامه دون ان يعيرها ادني اهتمام و هي حتي لم تضع لقمة واحدة في معدتها منذ البارحة بالعمل وقف هو بعد ان انتهي من الطعام و بدأت هي بتنظيف الطاولة سريعاً لـ تحظي بقدر بسيط من النوم حتي تذهب الي العمل ليلاً ..
و أخيراً تمددت علي الفراش تشعر بالنعاس الشديد و ما ان اغلقت عينيها مستعدة للنوم حتي فتح زوجها الضوء و انتشر بالغرفة لـ تفتح عينها من جديد متسائلة بنعاس : 
_ في حاجة يا منير 
تقدم منها حتي جلس جوارها علي الفراش امسك بيدها يجذبها بحدة لـ تعتدل جالسة بقوة اقترب منها بغرض تقبيلها لـ تضع يدها علي صدره و هي علي وشك البكاء لا تريد اقترابه منها و لا تطيق ذلك يشعرها بفقدان روحها و ألم حاد بقلبها توسلت له برجاء هامسة : 
_ عشان خاطري يا منير عايزة انام 
ازاح يدها عن صدره بعنف و تقدم منها اكثر يقبلها بعنف و هي تشعر بالاشمئزاز منه و من نفسها أغمضت عينها تستسلم لـ قدرها و علمها تمام العلم أنه لن يتركها بسهولة انسدلت دموعها بقوة علي وجنتها و هي تتركه يفعل ما يشاء فهي و ان اعترضت حتي لن يهتم لذلك كـ عادته و كأنها جارية له 
**********************************
في مطار القاهرة الدولي يقف ذلك الشاب الذي يبدو في بداية الثلاثين من عمره بـ زي العمل الرسمي له باللون الازرق الغامق يعطي له مظهر خاطف للانفاس خصيصاً وسامته الطاغية و مظهره المبهر بها ، يمسك بيده حقيبة السفر باللون الاسود يجرها خلفه متوجهاً نحو الطائرة الذي سيكون قائداً لها بعد قليل بخطوات رتيبة و بكل ثقة يتقدم بخطواته محدد وجهته ، صعد علي متن الطائرة يجلس و بجواره مساعده “ايمن” الذي رحب به قائلاً : 
_ ازيك يا كابتن فريد 
هز رأسه بتحية له و هو يعتدل بجلسته و هو يستعد لـ قيادة الطائرة المتوجهه الي الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً بهدوء و صوته الاجش العميق : 
_ اهلا يا ايمن .. مستعد ؟
هز ايمن رأسه متحمساً و هو يتحدث بثرثرة : 
_ طبعاً يا كابتن كفاية اني طالع معاك الرحلة دي انا كان نفسي اطلع معاك من زمان بس جيه الوقت 
اغمض عينه يتنفس بهدوء و هو يتحدث بنبرة قوية : 
_ ايمن انا مبحبش الرغي يعني مبحبش حد يقعد يتكلم جنبي 
هز ايمن رأسه بايجاب و هو يمرر يده علي شفتيه بمعني سـأصمت لـ يخلع فريد عنه قبعته و سترته لـ يظهر القميص الابيض الملتصق بعضلات صدره ثم بدأ برحلته منتبه و يصب كامل انتباه علي ما يفعل حتي حطت الطائرة بالولايات المتحدة الأمريكية بسلام و بدأ الجميع بالنزول حتي نزل هو الاخر امسك بالهاتف يفتحه لـ يطمئن علي شقيقته و لكن ما ان فتح الهاتف حتي رن هاتفه برقم مدون باسم “كيندي” فتح الاتصال و وضع الهاتف علي اذنه مجيباً بهدوء : 
_ مرحباً كيندي 
وصل اليه صوت رقيق مختلط ببعض الدلال متحدثة : 
_ مرحباً فريد اعلم انك بأمريكا لذلك اريد ان التقي بك لقد اشتقت اليك كثيراً
تقدم بطريقه و هو يجر حقيبته معه قائلاً : 
_ و انا اود ذلك كيندي سوف اتي اليكِ 
اغلق الهاتف دون تلقي منها اي اجابة و هاتف شقيقته و لكن لا رد تأفف و هو يعتقد انها نائمة لـ يضع الهاتف بجيبه و يمضي في طريقه متوجهاً الي حيث تقيم كيندي لـ مقابلتها …
وصل فريد الي المنزل المقيمة به كيندي بمفردها رفع هاتفه يخبرها بوجوده امام المنزل لـ تسرع هي بفتح الباب و تظهر فتاه بيضاء ذات شعر اشقر و عيون واسعة زرقاء قوامها ممشوق بحكم عملها كـ عارضة ازياء ، ركضت نحوه بسرعة و القت بنفسها بين ذراعيه ظهر الضيق علي ملامحه من فعلتها و لم يضمها اليه الا انها امسكت بيده تلفها حول خصرها تجبره علي ضمها اليه لـ يحتضنها هو برفق ثم ابتعد عنها بلطف حين تحدثت هي بحماس و ابتسامة واسعة تزين ثغرها الوردي قائلة : 
_ اشتقت اليك كثيراً فريد 
ابتسم و هو يخلع قبعته قائلاً بهدوء : 
_ و انا ايضاً كيندي 
امسكت بيده تجذبه نحو المنزل و هي تتحدث بسعادة قائلة : 
_ هيا بنا الي الداخل 
توقف هو كـ الصخر و لم يتحرك لـ تلتفت اليه تنظر اليه بتوسل و هي تقول : 
_ فريد هيا اشتاق اليك 
سحب يده من يدها يضع يده بجيب بنطاله ينظر اليها قائلاً بحدة : 
_ لقد تحدثت بهذا الامر من قبل كيندي انا لن افعل ما حرمه الله ارجوكِ كوني متفهمة 
تأففت و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها باعتراض لـ يخرج هاتفه من جيب بنطاله قائلاً ببرود و هو يعبث بالهاتف : 
_ هيا امامك عشر دقائق فقط لتكوني جاهزة سوف نمرح قليلاً 
توجهت نحو المنزل دون إضافة كلمة لـ يهز هو رأسه بعدم فائدة من تفهمها له و هو يضع الهاتف علي اذنه يهاتف شقيقته التي اجابت هذه المرة بصوت ناعس قائلة : 
_ فريد وصلت يا حبيبي 
ابتسم فريد لـ سماع صوت شقيقته الغالية و هو يجيبها بهدوء : 
_ أيوة يا حبيبتي و بكرا الصبح هكون عندك متقلقيش المهم انتي كويسة
_ متشغلش بالك انت يا حبيبتي انا بخير
اجابت بصوت هادئ لـ يتنهد متسائلاً : 
_ حد جاب الممرضة الجديدة ؟
اجابته بعد تنهيدة طويلة قائلة : 
_ أيوة جت و شوفتها و بصراحة مش مرتاحلها خالص بنت صفرا كدا و تحسها حرباية 
اغمض عينه يتنفس بهدوء فـ شقيقته طريحة الفراش و تريد من يرعاها و سيكون الي جوارها دائماً و من الضروري ان يكون هذا الشخص مريحة لـ نفسها تأفف لـ ترك شقيقته وحدها و هو يفكر مرة اخري بترك العمل من أجلها لـ يظل الي جوارها دائماً و أيضاً يريد ان يتصرف سريعاً بعلاج لـ حالتها النادرة التي لم تحدث من قبل ابداً لـ يجيبها فريد قائلاً :
_ خلاص يا حبيبتي هكلم حد يجبلك ممرضة تانية تفضل معاك و خلي عم مجدي يمشي الممرضة دي و يديها حساب الشهر كله 
_ حاضر يا حبيبي .. خلي بالك من نفسك توصل بالسلامة 
اجابته شقيقته قبل ان تغلق الهاتف معه لـ يجري هو اتصالاً اخر و هو يتنهد بثقل يبحث عن ممرضة اخري تظل جليسة لـ شقيقته و الا يكون لديها ارتباطات من اي نوع كان 
***********************************
بعد بكاء طويل و مرير علي حالها و حظها العثر الذي اوقعها في هذا المنحل الفاسد و مل حل علي رأسها منذ سنوات غفت اخيراً رغماً عنها لـ ساعتين و استيقظت لتوها علي صوت هاتفها الصغير امسكت به و رفعته لـ تنظر الي هذا الرقم لـ تدعس علي زر الاجابة و تضع الهاتف علي اذنها و تتحدث بصوت مرهق ضعيف : 
_ الو مين معايا 
_ انا عمك مجدي يا نورسين يا بنتي 
اعتدلت بجلستها بصعوبة و هي تستمع الي صوت الطرف الاخر ابتسمت و هي تجيب بهدوء : 
_ ازيك يا عم مجدي عاش من سمع صوتك 
لـ تستمع الي صوته الذي امتلئ بالحزن قائلاً : 
_ ياما دورت علي عنوانك و لا رقمك و ابوكي مرضاش يدهوني 
ادمعت عينها و هي تستمع اليه يكمل حديثه بأسي علي حالها : 
_ من يوم ما اعترضت علي جوازك من الحشاش دا و ابوكي مقطعني 
تمزقت احشاءها بألم يغزو روحها و يؤلمها بشدة و هي تجيب بخفوت مبتلعة ريقها : 
_ مكنش فيه حل تاني يا عمي بعد اللي حصل و انت ادري بابويا 
تنهد و هو يستغفر ربه صامتاً قليلاً ثم تحدث من جديد بهدوء متسائلاً عن احوالها : 
_ المهم انتي طمنيني عليكي يا بنتي انتي كويسة عامل معاكي اية زفت الطين دا 
ما ان تسأل العم مجدي علي احوالها حتي انفجرت بالبكاء بمرارة و حرقة حاولت السيطرة علي نفسها و لكن ما زاد ذلك الا بكاءاً و اصبحت تتحدث بتلعثم و صوت متقطع اثر البكاء قائلة : 
_ مش كويسة خالص انا تعبت من البني ادم دا مش طايقة نفسي و لا طايقاه نفسي ربنا يخلصني منه حتي لو كان بالموت ياريت ارتاح منه و من شكله 
اخذت تكرر كلمة “اكرهه” حتي استمعت الي صوت مجدي الرزين قائلاً : 
_ بعد الشر عنك يا بنتي متقوليش كدا ربنا يديكي طول العمر انتي مؤمنة يا نور و عارفة انك المفروض تصبري علي البلاء دا 
_ تعبت يا عم مجدي و الله تعبت مش ملاحقة عليه في فلوسي و لا علي كلامه ليا اللي زي السم و عمال يلقح عليا انا تعبت 
تحدثت بصراخ يخرج من اعماق قلبها و ظل العم مجدي صامت تماماً حتي ظنت انه اغلق الهاتف نظرت الي الهاتف لـ تجد المكالمة لازالت مستمرة ما كادت تهتف بأسمه حتي تحدث هو قائلاً : 
_ اطلقي يا نورسين و انا جايبلك شغلانة حلوة فلوس كتير و هتعيشي معاهم هناك في الفيلا بتاعتهم 
اتسعت عينها بدهشة و هي تتسأل بحيرة :
_ اطلق !! و تفتكر منير هيرضي يطلقني يا عمي 
لـ يتحدث مجدي بانفعال فصديقه الاحمق اوقع ابنته بيد شخص عديم الضمير و الاخلاق و لا يصلح ان يكون زوج ابداً :
_ هيطلق و رجله فوق رقبته انتي ناسية انه بيبع الزفت المخدرات دي 
ساد الصمت و هي لا تعلم بماذا تجيب العم مجدي لـ يتنهد هو قائلاً : 
_ علي العموم الشغلانة اللي جيبهالك هتبقي الممرضة بتاعت واحدة عندها مرض نادر و خلاها مش بتتحرك بس شرط اخوها الوحيد ان الممرضة ميكونش في عندها اي التزامات لا بيت و لا جوز و لا ولاد فكري كدا لو موافقة كلميني و من اول ما تيجي الشغل و انا همشي في إجراءات طلاقك و محدش هيقدر يجي ناحيتك 
ظلت صامتة أيضاً فقط تتنفس بحدة و صدرها يعلو و يهبط بقوة خائفة ضائعة لا تعلم ما هو الاصح لها حتي انها لم تنتبه ان العم مجدي قد اغلق فقط شردت بتفكيرها الي نقطة واحدة و هي التخلص من منير الي الابد ارتجف جسدها بتوتر و خوف و هي تنزل الهاتف عن اذنها و لازالت الدهشة و التوتر يظهران علي وجهها كـ وضوح الشمس ثم خرجت من الفراش متوجهة لـ تغتسل و ترتدي ملابسها ذاهبة الي عملها و قد شغل تفكيرها هذا الموضوع 
***********************************
في صباح يوم جديد عادت نورسين الي المنزل و قد قدمت استقالتها من المشفي و اسرعت نحو المنزل اخذت حقيبة كبيرة يظهر عليها انها قديمة و بالية للغاية و بدأت بجمع اغراضها سريعاً تحاول ان تخرج من هذا المنزل قبل ان يأتي زوجها لقد اتخدت قرارها هي تود التخلص منه و هذه فرصتها الوحيدة بذلك ، اسرعت بحركتها حتي لا يأتي فجأة و تلقي هي عقاب وخيم نظرت نحو الباب سريعاً نظرة خاطفة بخوف قبل ان تغلق الحقيبة و اخذت الحقيبة و اخذت كل ما يخصها و بعض النقود التي كانت تخبئها دون ان يدري ، ركضت سريعاً نحو الباب و هاتفت العم مجدي تخبره انها ستأتي علي الفور الي اي عنوان يخبرها به ، اغلقت الباب و اخذت الطريق بخطوات سريعة رغم ثقل الحقيبة بيدها اشارت الي عربة ذات ثلاث اتارات و املت عليه العنوان و حين تحرك و خرجت من هذه المنطقة تنهدت براحة اجتاحت ثنايا قلبها ثم رفعت الهاتف علي اذنها بعد ان ضغطت علي رقم العم مجدي تنبه بأنها قادمة اليه …
وصلت الي المكان المحدد و خرجت من العربة ممسكة بالحقيبة بيدها بعد ان اعطت السائق حقه من المال و انصرف التفتت حولها تبحث عن العم مجدي بكل مكان و لكنها لم تجده ، دق قلبها سريعاً بتوتر و هي ترفع هاتفها مرة اخري و لكن ما ان كادت أن تهاتفه حتي وجدته امامها اسرعت اليه لـ يقبل هو رأسها بحنو قائلاً : 
_ ازيك يا نور عاملة اية يا حبيبتي 
هزت رأسها و يبدو علي ملامحها السعادة قائلة : 
_ النهاردة بس انا كويسة يا عمو لولاك كنت هموت هناك و محدش هيسأل فيا 
ربت علي كتفها و هو يشير اليها بالتقدم الي الداخل و هو يحمل عنها الحقيبة وسط انبهارها بكل شئ بالمنزل كان بالفعل تحفة فنية بارعة الجمال تقدمت حتي وصلت الي داخل المنزل و اغلق العم مجدي الباب قائلاً بهدوء : 
_ اطلعي معايا يا بنتي لـ فريال هانم عشان تشوفك 
_ فريال دي هي المريضة 
همست نورسين بتساؤل لـ يهز العم مجدي رأسه تاركاً الحقيبة علي الارض و يصعد علي الدرج و هي خلفه ، طرق باب غرفة فريال عدة مرات حتي استمع اليها تأذن بالدخول لـ يفتح الباب بهدوء و يطل اليها قائلاً برفق : 
_ فريال هانم الممرضة الجديدة اللي قولتلك عليها 
ابتسمت فريال ابتسامة رائعة اظهرت غمازات وجنتيها البارزة و ضاقت عينها الخضراء كـ أعين شقيقها و هي تقول بهدوء : 
_ خليها تدخل يا عم مجدي 
دلفت نورسين علي استيحاء تنظر الي فريال قائلة : 
_ صباح الخير يا فريال هانم 
نظرت فريال الي لطف و رقة هذه الفتاه لـ تزداد ابتسامتها اتساعاً و هي تشير اليها بالتقدم قائلة : 
_ تعالي متتكسفيش يا .. صحيح اسمك اية 
_ نورسين 
نطقت نورسين بصوت هادئ و هي تتقدم منها و تجلس علي المقعد المجاور للفراش لـ تشير فريال الي العم مجدي قائلة : 
_ سيبنا انت بقي يا عم مجدي خليني اتعرف علي القمر دي و خلي فتحية تجبلنا فطار هنا
هز مجدي رأسه و هو يسحب نفسه من الغرفة الي الاسفل لـ تنظر فريال الي نورسين و هي تقول : 
_ اسمك حلو اوي معناه اية يا نورسين 
ابتسمت نورسين بهدوء و ارتياح الي شخصية فريال المتواضعة عكس ما كانت تعتقد و كانت تخشاها منذ قليل لـ تجيبها نورسين و هي تبعد خصلاتها عن عينها قائلة :
_ هما بيقوله يعني ضوء جبل طور سينين  
ابتسمت فريال قائلة :
_ اسمك جميل يا نورسين .. قوليلي بقي كنتي بتشتغلي فين قبل كدا 
اجابتها نورسين بعملية :
_ في المستشفى العام بس سيبت الشغل 
_ متجوزة يا نور ؟
تسألت فريال و هي تتبادل اطراف الحديث معها فقد ارتاح قلبها لـ تلك الفتاه لـ تجيبها نورسين بتوتر : 
_ حضرتك انا متجوزة اه بس هطلق منه يعني هو معدش له دعوة بيا و لا انا ملزومة بيه 
هزت رأسها فريال بتفهم و هي تقول بهدوء : 
_ تمام يا نورسين يعني لو معندكيش اي التزامات فـ دي حاجة كويسة لانك هتفضلي معايا هنا و المفروض مش هتفرقيني ابداً عشان وضعي طبعاً
ابتسمت نورسين بأطمئنان قائلة : 
_ ربنا يخليكي يا هانم انا مش عارفة اشكرك ازاي 
_ نبقي أصحاب بقي بعد كدا انا مليش اي حد غير اخويا فريد و احب ان اللي يكون معايا يكون متأقلم و يبقي شخص مريح ليا 
هزت نورسين رأسها بتأكيد علي تفهمها لها و ما كادت ان تتحدث مرة اخري حتي وجدت باب الغرفة يطرق لـ تأذن فريال بالدخول لمن يطرق لـ يفتح فريد الباب و يطل الي غرفة شقيقته بهيئته الوسيمة الطاغية حتي ان نورسين لم تنتبه انها تحملق بذلك الوسيم صاحب الاعين الخضراء و البشرة البيضاء و خصلات شعره السوداء الفاحمة و وجه المنحوت ذقنه النامية طوله الفارع عضلاته البارزة من القميص الابيض شعرت بالحرارة و الخجل الشديد يجتاحون جسدها لـ تبتلع ريقها و هي تنظر الي الاسفل سريعاً ساحبة الهواء الي رئتيها في حين تقدم هو نحو شقيقته يجلس الي جوارها علي الفراش يحتضنها و يمسد علي خصلات شعرها يقبل رأسها متسائلاً بنبرة صوته القوية ذات البحة المميزة التي ما ان ظهرت حتي خفق قلب نورسين بقوة و لا تعلم لما تخجل و تتوتر الآن اغمضت عينها تستعيد نفسها و قد طغي عليها بهيبته و هيئته البهية ، استمعت الي صوت فريال قائلة بهدوء و هي تشير اليها : 
_ دي نورسين الممرضة الجديدة 
التفت فريد برأسه نحو تلك الفتاه الجالسة علي المقعد منكمشة علي نفسها تتشابك اصابع يدها ببعضها البعض بتوتر شملها بنظراته و تفحصها جيداً قبل ان يتحدث اليها قائلاً :
_ و انتي خريجة تمريض و لا جاية تتدربي في فريال 
تنحنحت و هي تتحدث بخفوت و صوت لم تستطيع ان ترفعه اكثر من ذلك قائلة : 
_ لا طبعاً يا فندم خريجة تمريض و كنت بشتغل في المستشفى العام كمان 
ضيق عينه عليها رغم انها لفتت انتباهه بالرقة المنبعثة من ملامح وجهها الجميلة الا انه لا يأخذ بالمظهر ابداً فـ دائماً ما يخدعنا المظهر لـ يسألها قائلاً بتشكك : 
_ و سيبتي المستشفى لية و لا هما اللي استغنوا عنك 
هزت رأسها بنفي و هي تجيبه بصوت هادئ قائلة : 
_ لا يا فندم انا اللي سيبت الشغل لاسباب شخصية و خاصة يعني 
امسكت فريال بذقن شقيقها تجعله يلتفت اليها و هي تقول اليه برجاء : 
_ فريد لو سمحت انا حبيت نورسين جداً و عايزاها تفضل معايا 
صمت فريد ثم تنهد مقبلاً رأس شقيقته قائلاً بخفوت : 
_ حاضر يا فريال بس لازم اسأل عليها الاول زي ما بعمل مع اي حد جديد 
دق قلبها بسرعة رهيبة حتي شعرت بألم شديد هناك حاولت الهدوء و التنفس براحة و لكن دقات قلبها لا تسكن لا تهدئ تشعر بخوف كبير ان سأل عنها و علم كل شئ عنها سوف يطردها من هذا البيت علي الفور ، غادر فريد الغرفة لـ تلتفت فريال الي نورسين الشاحبة تتحدث بمزاح قائلة : 
_ شكلك خوفتي من فريد اخويا
ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي تجيبها قائلة بصدق : 
_ لا بصراحة انا خوفت لما قال هيسأل عليا لو سأل عليا هيطردني 
ظهر القلق علي ملامح فريال و هي تتسأل بحيرة : 
_ لية هو في حاجة 
هزت رأسها و هي تنتقل الي الفراش بجوار فريال قائلة : 
_ انا هحكي لحضرتك علي كل حاجة ممكن يعرفها فريد بيه عني بس متخلهوش يطردني بالله عليكي 
هزت فريال رأسها و هي تمسك بيدها تربت عليها لـ تطمئن قائلة : 
_ متخافيش بس قوليلي الحقيقة كلها
هزت نورسين رأسها بتأكيد و هي تبدأ بسردها لحياتها بكل صدق كما لم تتحدث مع احد من قبل انتهت حديثها و هي تمسح دموعها التي تساقطت بغزارة ما ان بدأت بالحديث قائلة بصوت باكي : 
_ دي كل حاجة عني و الله ما كدبت في حرف 
كفكفت فريال دموعها التي تساقطت هي الاخري و اقترب تحتضن نورسين بعفوية و طيبة قلبها المعتادة تعدها انها ستبقي الي جوارها دائماً و لن تتركها تذهب و يحدث لها اي مكروه …
***********************************
خرج من المرحاض بعد ان اغتسل لـ يزيل عناء السفر عن جسده لـ يبدأ بارتداء ملابسه المنزلية المريحة جلس علي الفراش بعد ان رتب خصلات شعره امسك بهاتفه لمس شاشته عدة مرات ثم وضعه علي اذنه يهاتف عاصم صديقه و شريكه في الشركة الخاصة به للسفر و السياحه ، وصل اليه صوته قائلاً : 
_ مستعجل عليا لية يا برو بس استني دا انت مش جايبلي غير اسمها و عنوانها 
تحدث فريد بنفاذ صبر و هي يخشي علي شقيقته من اقتراب اي احد لا يعلم عنه شئ : 
_ اخلص يا عاصم عرفت تجيب حاجة عنها و لا لا 
اجابه عاصم بتأكيد :
_ايوة يا سيدي عرفت كل حاجة عنها و بعتلك ريكورد بصوت الراجل اللي قالي كل حاجة من المنطقة بتاعتها 
اغلق فريد الهاتف دون اجابة علي عاصم و الذي يعلم طبع صديقه لـ يفتح ذلك التسجيل الصوتي الذي يتحدث فيه ذلك الرجل عن المدعوه نورسين اقتحمت عيناه الخضراء بعض السواد عند الانتهاء من هذا التسجيل لـ يهب واقفاً متوجه بسرعة شديدة نحو غرفة شقيقته دلفها دون اخذ الأذن حتي وقف علي باب الغرفة يقطب حاجبيه بغضب و من ثم اشار الي نورسين قائلاً بحدة و صوت قوي عالي : 
_ انتي اطلعي برا حالاً و مشوفش وشك تاني بنت و مرات ناس بيبعه مخدرات و جاي تهببي اية هنا برا 
كلماته جرحتها و بشدة و لكن هذا طبيعي كانت تتلقي كلمات اكثر قسوة من ذلك طوال السنوات الاخيرة ابتسمت بحزن و هي تهز رأسها بايجاب و وقفت عن الفراش في حين مدت فريال يدها تمنعها قائلة بحدة : 
_ انتي مش هتمشي من هنا يا نور انتي مش ذنبك حاجة 
ثم التفتت الي فريد قائلة : 
_ فريد لو سمحت انا عايزة نور تفضل معايا 
لـ يصرخ فريد بصوت غاضب حاد بخوف علي شقيقته : 
_ هتطلع برا يا فريال و حالاً و مش عايز اسمع كلمة منك بطلي طيبتك و هبلك دا بقي 
لـ تقطع حديثهم الحاد نورسين التي تقدمت منه تتحدث بهدوء قائلة : 
_ حاضر يا فريد بيه ماشية .. بعد اذنكوا 
خرجت من الغرفة و هي ترتجف ببكاء شديد لم تقدر علي كبحه و هي تعلم ان عادت الي منزل زوجها و علم انها تركت المنزل و كانت تود الطلاق منه فـسوف يقضي عليها و ان عادت الي والدها فـ سيلقيها دون ادني رحمة الي زوجها و النهاية واحدة سوف يقضي عليها سوف تموت حتماً اليوم علي يده تدعو الله ان ينقذها قبل ان تعود بأي شكل كان و بأي طريقة يدبرها الرحمن لها
يتبع ……
لقراءة الفصل الثانى : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!