روايات

رواية بنت المعلم الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الحادي والعشرون

رواية بنت المعلم البارت الحادي والعشرون

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الحادية والعشرون

: خير
كلمة هادئة خرجت من شفتيه عكس توقع سيف من وجود ثور ثائر عندما يفصح عن هويته.. لملم شتات تفكيره سريعا قائلاً :
كان في عندي كلمتين حابب اقولهملك
بادر المعلم سالم بسؤاله :
ابوك يعرف بمجيتك
قبل أن يتفوه سيف قاطعه المعلم بهدوء :
اكيد لا
واستطرد بدهاء :
اصل مش ممكن هيسيب ابنه يروح للموت بـ ايده
ابتسم سيف قائل بثقة زائدة :
متقلقش سيف عزب عارف هو بيعمل ايه ومش مستني من حد يوجهه
وأكمل بغرور قاصد استفزازه :
في عرض عندي لمصلحتك بدل ما تطلع خسران من كله
تقدم محمود خطي قليلة ثم هدر بحده :
احفظ كلامك واعرف أنت بتقول ايه بدل ما تدفن مكانك

 

 

تجاهله سيف وأردف بسخرية :
لم كلابك يا معلم
هاج محمود بعد لفظه وكاد الإمساك به وتلقينه درساً لن ينساه طيلة حياته.. ولكن وقف عنوه عندما أشار إليه المعلم بالرجوع… عاد محمود بضيق يحاول كبته بالضغط علي فكيه التي كادوا بأن يتحطموا من قوة غضبه، بقلم حسناء محمد سويلم
ابتسم سيف بسماجة وقال بزهو :
صدقني العرض مش هيتكرر في حياتك…
قاطعه سالم باقتصار:
اسمعه
علت ملامح السعادة علي وجهه لنجاح فكرته… وسهولة مسايرة المعلم الذي لم يأخذ لا وقت ولا عناء كما وصفه الجميع بالحنكة والدهاء… هتف متهكما :
طبعا بعد ولاد الحرام ما ولعوا في مصنعك
ابتسم سالم بهدوء علي جملته الساذجة، رغم تعجب سيف من سبب بسمته وفضوله بما يدور في عقله..أكمل :
تقدر توسع أرضية المصنع وتكبره بالأرض الغربيه ليه
سأله بهدوء يضغط علي أحرف كلماته بعناية :
بتعتكم
أمأ سيف إليه، وبدأ بشرح عرضه :
تكون بتعتك مقابل أرض الجناين تكون تبعنا
ظل سالم يرمقه بهدوء بعد أن انهي حديثه.. فسأله سيف بفضول :
رأيك
اجابه مقتصراً ناجح في استفزازه بدلا منه :
الاتنين هيكونوا تبعي
صدم سيف من إجابته.. أراد ارضاء فضوله بسؤاله ومعني حديثه ولكن كان سالم الأسرع مغمغم باقتضاب :
نورت يا بن عزب
دار سيف يعود حيث اتي خائب الأمل…. قطب جبينه من حديثه المبهم كيف تصبح أرضهم ملكه في يوم من الأيام.. وعلي حين غرة التفت مرة أخرى يلقي نظرة أخيرة علي المنزل، رفع نظره لشرفة الطابق الثالث ربما، لفت انتباه وجود فتاتين.. واحدة استطاع معرفتها من الصور التي أعطاه الده إليه للإيقاع بها، ولكن لم ينجح الأمر لصعوبة وصوله إليها، ولكن الثانية ملاك ربما هبط علي الارض.. كم يحب ذلك النوع المختلف من الفتيات عكس من يمرون عليه كل يوم،
هبطت بنظره ليتقابل نظرات سالم الجامدة مع المكر والخبث في نظراته… رسم بسمة دهاء علي شفتيه وألقي نظرة مره اخري للأعلى لتكون رسالة صريحة أراد توصلها إليه، استطاع استقبالها سالم بسهولة، صاح محمود بغضب بجانب عمه :
احنا هنسبيه
ألقي سالم نظرة إلي الغافلات في الحديث بالأعلى مردد بريبه :
ثواني وعايز بنت ابو النجا عندي
ابتسم محمود لدرجة بروز أسنانه لشدة دهاء عمه، تحرك سريعاً ينفذ أمره حتي لا يتأخر عن أخذ بثأره من ذلك الارعن قبل أن يخطو خارج القرية،
؛ ********* بقلم حسناء محمد سويلم
لم تمكث كثيراً في تلك الغرفة ولكن ربما أربعة ايام كانوا كفلين بتأدبها… ليس بأمر سهل علي شخص يعيش كل رفاهية تمكن تحت يده إلي عدم وجود طعام يكفي جوعه علي الأقل،
هكذا شعور مي التي خرجت للتو من ظلام الليل ووحدة بعد عائلة ولا كل ما تتمناه أمام عينيها،
اجفلت علي دخول خلود تحمل صينيه بها عديد من الأطباق الشهية، وضعتها علي الفراش ودارت تخرج دون إضافة كلمة بعد أن أمر والدها بعدم تحدث احد معها حتي يقام عقد قرانها بعد أيام وتذهب الي قبرها كما أطلقت عليه،
: أنتِ السبب
وقفت خلود لبرهه ثم عادت بوجهها تنظر إليها بجمود.. هل ما سمعته تهمس به حقيقي ام تتوهم!! تلقي اللوم عليها وهي سبب تعاستها وفسخ قرانها قبل حفل زوجها بآيام قليلة، كررت رحمه كلمتيها بحزن بادي علي نبرتها :
أنتِ السبب في الـ حصلي
أشارت خلود علي نفسها تسألها باستغراب :
أنا؟!

 

 

واستطردت بحده:
أنا الـ قولتلك تكملي الزفت وتعملي كل دا، ولا أنا الـ خليتك مطلقة وفاضل علي فرحك اسبوعين، ولا أنا الـ خليت سيرتك علي كل لسان ودمرتلك حياتك
لم تهتز رحمه لنبرة خلود المنكسرة وهدرت بشراسة :
خلاص بقينا متسويين ادينا هتجوز واحد مخلف اربعه وحياتي هتدمر
أردفت خلود بحزن :
اعترفي بغلطك يا مي عشان تقدري تكملي في حياتك، ابدأي من جديد
وأكملت بقهر :
وكفايا أن العيلة كلها هتدفع تمن الـ دخلتينا فيه
ثم تركتها وخرجت تحولق.. دعاية الله بأن تفيق قبل أن يفوت الأوان أكثر،
كادت بالدلوف لغرفتها ولكن ساقتها قدمها لغرفة المعيشة حيث تجلس والدتها.. استنشقت رائحة عطر نسائي نفاذة تسللت لأنفها بسهولة، رفعت حاجبيها بذهول من تلك التي دخلت للتو تسلم علي والدتها ثم خلعت حجابها محرره شعرها الذي وصل لأول كاتفها ممزوج باللون الأسود والبني، بالإضافة إلي تغير واضح في وضعها لبعض مساحيق التجميل الخفيفة، وثيابها المختلفة عن ذوقها المعتاد … تأملتها خلود بسعادة كبيرة فتلك محاولة جيدة لتصليح الأوضاع بينها وبين أخيها،
اقتربت نيرة منها لتحضنها بقوة.. بدلتها خلود مردده بحفاوة :
دا ايه القمر دا يا ولاد
همست نيرة بفرحة :
بجد
أكدت خلود حديثها غامزة :
اومال، حتي لو مش مصدقة لفي وراكي كدا
دارت نيره بتعجب قُلبت سريعاً لاضطراب ممزوج بخجل.. وقف سالم علي الباب يتأملها بدهشة من ذلك التغير الذي راق له كثيراً.. شعر بخفق في حنايا قلبه ربما لاشتياقه لرؤية حبيبته.. وشعوره بالفقد في اليومين لمشاحنتها ومشاكسته الدائمة لها…
طال تقابل الأعين وتبادل نظرا الشوق والحنين.. الحزن والكسرة، حتي ازاحه جابر من أمامه ليستطيع الدلوف للمنزل قائلاً بحنق :
ما توسع يا بني مالك اتخشبت كدا ليه
ابتعدت نيرة بنظراته عنه مردفه لجابر بتوتر :
عمي ازيك عامل ايه
رتب جاب علي كتفها وعلي تقبل يده مردد بابتسامة :
الحمدلله يا بنتي، نورتي بيتك
ثم نظر الي سالم وقال بمزاح :
ما تدخل يا سالم دي زي مراتك برده
اردفت زينب بمخزي جعل وجنتي نيرة تكسوا بحمرة الخجل :
لا سيبه ياخد نيره ويطلعوا شقتهم يمكن مكسوف يسلم عليها قدمنا
أراد سالم تقبيل والدته علي ذلك الاقتراح الذي قدم له علي طبق من ذهب.. ولكن تلاش ذلك الحماس عندما استمع الي نيرة تقول :
لا ما كدا كدا عمي وسالم بيتغدوا ويرجعوا الشغل تاني، هستني مع خلود شويه
ليتها لم تفوه من الأساس تلك كانت نظرته إليها المقتضبة… استأذنت بالدلوف للمرحاض حتي تختفي من أمامه ولملمت قواه من جديد التي خارت من مجرد لقائه،
وقفت أمام المرآة تستعيد حديث صديقتها عندما اخبرتها بما سمعته منه وخيانته لها:
أنتِ لازم تجمدي وترد ي الصاع صاعين ليه عشان يعرف أنك عندك كرامة، هو فكرك ضعيفه عشان عارف حبك ليه، غيري من نفسك وتجهليه خالص كأنه مش موجود، ورودي عليه الكلمة عشرة دا صنف ميجش غير بكده، وبعد ما تربيه سبيه زي الكلب وهيجيلك سيد سيده

 

 

عند هذا الحد تحدث قلبها الذي انفطر علي معشوقه يخبرها كم تخدع نفسها بحديث مزيف:
لكن أنا لا أريد سوي رؤية طيفه الذي امتلك فؤادي
اجابه العقل ساخراً :
يا لك من قلب معتوه تعشق من لا يعبئ بك
هتف القلب بحزن :
أيختار القلب محبوبه، فـ والله لو كنت سفينة لثقبتها وغرقت في بحر حبه ولا اختار نجاتي بعيدا عنه
(نيره)
عادت للواقع علي صوته القلق من تأخيرها، تنهدت برفق ثم قالت بصوت تحاول أن يكون طبيعي :
ثواني
رمقها بتفحص بعد أن خرجت متسائلا :
أنتِ كويسه أتأخرتي كدا ليه
دون سابق إنذار تحولت نظراتها لغضب مغمغمه بضيق :
هو حرام ادخل الحمام ولا ايه
انكمش بين حاجبيه مردف بتعجب من تغير حالها :
في ايه يا نيره
واستطرد بمراوغة وهو يحاوط خصرها :
هي دي وحشتني بتاعك
كادت بإلقاء نفسها بين أحضانه بعد همسه بأسلوب أثرها.. ولكن كرامتها كلمة صدت في اذنها، دفعته بقوة مردده دون تفكير بعد أن أعطت الغيرة قلبها :
أبعد عني
ابتعد سالم إثر دفعتها لتكمل بحده :
روح خالي الانت بتخوني معاها تنفعك
تأملت قسمات وجهه تري انفعاله أو دهشته من معرفتها.. أي كلمة يبرر خيانته أو اعتذار ويغلق تلك الصفحة من كتابهم،
ابتعد بهدوء وكاد أن يرحل.. ليتجمع كل غضب الدنيا أمامها وهي تري اللامبالاة وكأنها هواء شفاف أمامه، صاحت بغضب :
روح أجري عندها اصل كل واحد بيدور علي الاو…
قبل أن تكمل جملتها وجدته يقبض علي مرفقها متمتم بهسيس :
جربي تغلطي وأنا اقطعلك لسانك
بللت شفتيها بطرف لسانها ثم همست بحزن :
وأنت تغلط عادي
غاص في بحر عينيها لبرهه.. شعر بغصة امتلكت حلقه لتلك السحابة الخزينة في نظراتها إليه.. أراد الصراخ في وجهها وتبرير فعلته بأنها السبب في هذا.. هي من سمحت لها بأن تخرب حياتهم.. هي من سعت مراراً في التقرب منه.. وبكل سهولة قدمته إليها دون عناء بعد تدخلها المستمر في حياتهم بحكم الصداقة!!
أبعدته من أمامها مردفه بتهكم من سكوته :
هتقول ايه، ما أنت لاقي الضعيفة الـ مش هتقدر تتكلم
وأكملت بشراسة :
لكن دا بعينك وزي ما أنت عملت أنا هعمل
استطاعت بكلماتها الصغيرة حل وحش ثائر بداخله وغيرت قلبه بعد أن سمع كلماتها الاخير، اقترب منها هامس بهدوء عكس عينيه القاتمة التي تخبرها بالفرار من أمامه :
تعملي ايه؟
وبحركة خاطفة امسك خصلاتها بين قبضته متمتم بحده :
تعملي ايه يا نيره
تأوهت بألم تترجاه بدموع :
شعري يا سالم
سريعاً لانت قبضته علي خصلاتها من دموعها التي نجحت في ترويضه لصالحها، لتستغل الفرصة وتهرول للخارج تصيح بصوت مرتفع :
بتضربني يا سالم عشان عرفت خيانتك ، الحقني يا عمي ابنك عايز يموتني

 

 

نظر سالم الي خطاها متمتم لنفسه بذهول من تلك الباكيه من ثوان :
اموتك!!
لحق بها متوعد لخادعها… اختبأت نيرة بسرعة خلف جابر الذي وقف بدهشة من صياحها… حاول سالم الوصول إليها ولكن اوقفه والده بحده :
جري ايه يا سالم أنت هتمد ايدك عليها وأنا واقف ولا اي
هتف سالم بحده :
بتضحكي عليا يا نيره، طيب وريني هتفضلي وراه ابويا لحد أمته
صاحت نيرة ومازالت تختبئ خلف جابر :
شايف يا عمي عايز يموتني عشان عرفت خيانه مع ستات غيري
تمتم جابر بعدم فهم وهو ينظر الي سالم :
خيانه مع ستات
صاح سالم بحنق ينفي اتهامها :
يابا أنا مش بتاع ستات
ذهل جابر مردف بعدم استيعاب ما يتفوه به ذلك الأحمق :
مش بتاع ستات
ضربت زينب علي صدرها متمتمه بخضه :
يا حوستي
التفت إليها مردد بضيق :
حوستك ايه ياما بس
ونظر الي والده مكمل :
يابا قصدي مش بكلم ستات ولا بتنيل اخونها
ثم نظر الي نيره يردعها ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه المتكرر.. أخرجه ليري المتصل الذي كان محمود… سرعان ما تحرك سالم للخارج بعد أن أخبره محمود بالذهاب إلي الطريق الرئيسي علي الفور..
جلست نيرة تقص ما سمعته الي جابر وزينب مع بعض إضافات منها كي تشعل جابر الذي وصل لذروة غضبه بفضلها متوعد لابنه،
؛ **************
كابتن يا كابتن
وقف سيف يدور بنظره علي صاحبة الصوت… ظهرت أمامه فتاه في منتصف العقد الثاني تقريباً.. تردي عباءة تبرز تفصيل جسدها بوضوح.. تاركة شعرها الطويل الحرية واضعة حجاب بإهمال فوقه ليوضح لونه الأصفر الفاقع التي تميزت به فتيات الليل، اقتربت الأخرى منه قائلة بميوعة :
القمر منين
تأملها سيف بوقاحة مردف :
بلدي بس جامدة
ابتسمت عندما سمعت غزله، ثم رفعت يدها تضربه علي كتفه بدلال :
بقا أنا بلدي، ميغركش العبايه دا عشان البلد بس أنا في الشغل حاجة تانيه
رمقها من أسفل لأعلي يغمغم بمكر :
القمر شغال ايه
إجابته بعنج آثاره بشدة :
غسالة
حرك رأسه بعدم فهم قائلاً :
غسالة ازاي
إجابته بضحكة صاخبة وهي تخلع حجابها تلقيه في الأرض :
زي ما هغسل بيك الأرض
وما أن أنهت حديثها بدأت في وصلة الردح الخاصة بها.. فهي سارة ابو النجا صاحبة لقب (الشرشوحة)،
: الحقوني يا ناس الحقوني يا عالم، عره الرجالة بيتحرش بيا، الحقوني يا ناس ابو عيون مش مستويه بيقطع عليا
وقفت متباهيه بحديثها متمتمه بميوعة :
طيب ونبي تنفع مقطع اغنيه
تلاقت نظراتها مع محمود الذي يقف علي بعدا كاف بأن تكمل، بدأت في الصراخ بصوت أعلي… مقابل لها وقف سيف مذهولا بما تفعله تلك اللعينة لم يستوعب ما يحدث إلا عندما وجد عدد من الرجال ليس بقليل يلتفوا حوله، حاول الدفاع عن نفسه وتكذبيها ولكن كانت ساره الأسرع لتهتف بمحاولته بالتعرض لها..
وعلي حين غرة انقضوا عليه بالركلات والصفع حتي اختفي بين أيديهم، ابتعدت ساره تطلع الي إتقان عملها بفخر، ثم اقتربت من محمود وأخوه سالم وابن عمهم قائلة بحفاوة :
يا مرحب بزينة شباب عيلة سويلم والمناطق المجاورة
اخرج محمود ظرف مغلق قدمه إليها مردد باقتصار :
فلوسك
أخذته مردفه بدلال :
تشكر يا ذوق بلغ المعلم سالم أن تحت أمره، اي خدمه طيب
رد عليها سالم جابر باقتضاب :
ربنا يكفينا شرك
اقتربت منه تلاعب حاجبيها هامسة :
ليه بس دا حبايبي ليهم حاجة تانيه خالص
واستطرد بحزن مصطنع :
وبعدين دا هو الـ كان عايز يتحرش بيا، انت مسمعتنيش ولا اي
هدر بها بحده :
ســاره فلوسك معاكي يلا هوينا
تنهدت بهيام ثم تحركت بدلال بعد أن ألقت نظره علي ذلك الذي افترش الأرض لاحول له ولا قوه بعد كم الضرب المبرح الذي لاقه.. عذراً يا سادة لا تحاول اللعب مع حواء في وكرها الخاص،
؛ **********

 

 

 

بعد أن تأكدوا من وصول سيف الي قريتهم في سيارة تخصهم واخبار أهله بما فعله مع فتاة القرية البريئة… ومحاولته للتحرش بها في وضح النهار أمامهم، عادوا الي منزل عمهم اخباره بتمام المهمة، وقفوا أمام المجلس بعد أن سمعوا أمره بالانتظار خارج حتي يخرج ضيفه،
في الداخل رد المعلم سالم علي ضيفه ( الرجل الطيب) كما يحب أن يناديه به، لأصله الطيب ومعدنه الأصيل الذي لم يغيره الزمن منذ شبابهم :
منور يا راجل يا طيب
ابتسم الحاج عادل مردف بحزن :
والله أنا مكسوف منك بس اول ما وصلت من السعودية وعلمت بالحصل جتلك علي طول
هتف سالم بهدوء :
الحمدلله على كل حال، والعندك مش محتاج كلام
نظر إليه عادل متسائلا :
لسا معرفتش من عملها
رتب سالم علي كتفه قائلاً بدهاء :
متشغلش بالك
رمقه عادل بغيظ مردد :
عمرك ما تحب تريح الـ قدامك
واستطرد بجديه :
انا عارف انه مش وقته، بس اكيد أنت مش ناسي كلمتك ليا لما ارجع من العمره
ابتسم سالم علي ذاكرة ذاك العجوز الذي لا ينسي شيء لصالحه… أردف بضجر مصطنع :
عايز ايه يا عادل
اجابه الآخر ببسمة :
اتنين من بناتك ينوروا بيتي
رفع سالم حاجبيه مغمغم بدهشة :
اتنين مره واحده
وقف عادل قائلاً بحماس قبل أن يخرج :
يلا انا هقوم، وبليل أم عابد هتجي معاهم عشان يقعدوا مع عرايسهم قبل كتب الكتاب
ابتسم سالم علي حماسه وحفاوة حديثه في زواج أبناءه من منزله… لم يتردد سالم في طلب عادل بناته للزواج من أبناءه منذ أشهر ولكن شرط أن يكون الأمر رسمي بعد رجوعه من سفره…
الحاج عادل ذو مقام في القرية عرف بطيبة قلبه ويأخذ بحكمه في المجالس العرفية وكذلك منزله الذي لم تخرج منه شكوه قط، تنهد براحة ربما سيطمأن علي قطعتين من روحه قريبا ولكن أولا لابد من معرفة قرارهم، بقلم حسناء محمد سويلم
؛ *******
في الأعلى خرجت حسناء من الغرفة كي تسطيع الرد علي المكالمة الهاتفية لجلوس أخواتها معها :
ازيك يا سميه عامله ايه
هتفت سميه بحفاوة :
الحمد لله يا حبيبتي أنتِ عامله ايه
إجابتها حسناء بحب :
الحمد لله بخير
تعجبت حسناء من صوت سميه المتلجلج قائلة :
وأنتِ عامله ايه
إجابتها باستغراب من نبرة صوتها :
كويسه
علي الجهة الأخرى نظرت سميه بتوتر لذلك الواقف أمامها يستمع لمكالمتهم بعد أن أمرها بتشغيل مكبر الصوت.. هتفت بتعلثم بعد أن أشار إليها بأن تكمل :
ايه هو يعني
سألتها حسناء بقلق :
في ايه يا سميه أنتِ كويسه
اردفت الأخرى دون تفكير بـ لهوجه من نظراته المحذرة لو أخطأت في حديث قام بتحفيظها اياه بحرص :
أبدا بس يعقوب كان عايز يعرف إذا خليل حاول يضيق أو يتكلم معاكي
ضرب يعقوب وجهه من غباء أخته الذي تخطي التخلف العقلي بمراحل… دار بوجهه يبحث عن شيء يكسر به تلك الرأس يتأكد من وجود عقل أو ما شابه، امسك الوسادة بين قبضته والقاها بقوه جعلتها تتأوه من شدتها،
ابتسمت حسناء مردفه بمراوغة بعد أن سمعت تأوهاتها الخافتة :
لا قوليله لحد دلوقتي مفيش حاجه، وابعدي عنه بقا عشان ميكملش عليكي
بعد أن سمع صوت إغلاق المكالمة رمقها بحده جعلتها تسرع بالفرار من أمامه ولكنه كان الأسرع… امسكها من لياقة سترتها المنزلية هامس من بين أسنانه :
لو مكنتش قاعد بقالي ساعة بحفظ فيكي
قاطعته سميه مغمغمه بخوف من بطشه :
أنت الوترتني وبعدين اهي قالت مكلمهاش
دفعها بعيدا مردد بغضب :
يا شيخه غوري

 

 

زفر بضيق فقد فضح أمره الذي خطط له من ليلة أمس بعد اتعبه التفكير في قد يكون مساها ضرر من خليل أو الشبان، لا يعلم لما تشغل تفكيره بالرغم من غضبه من تصرفاتها الغير متوقعة أن تكون بتلك الأخلاق، ولكن شئ ما يدفعه للاطمئنان عليها … والآن ما شغل عقله تري بماذا تفكر الان؟!
؛ *********
بعد ساعتين تقريبًا رحل قرص الشمس يسمح للقمر بأخذ مكانه… تسللت بعض النجوم لتعطي للسماء لمعة طفيفة
خطت مي بتوتر حاملة صينية المشروبات بعد أن أعدتها نيرة كي تدلف للجلوس مع زوجها المستقبلي… تنفست بهدوء ثم دخلت الغرفة ملقية التحية ومازالت عينيها أرضا.. ميزت صوت أخيها بسهولة عندما نهض وأخذ من الصينية يقدم الضيافة وما هي إلا دقائق واستأذن الخروج لكي يعطيهم مساحة كافية للتعرف…
خرج سالم من الغرفة تارك بابها مفتوح وجلس في المقعد المقابل لهم بترقب لأي ردة فعل مفاجأة منها، فهو حتي الآن غير راضي عن وجودها وتقبل حياتها حتي وقته
تأهبت جميع حواسها للكشف عن ذلك الصامت، فضولها في معرفة شكله فهي حتي الآن لا تعرف سوي اسمه (ربيع) ابتسمت بسخرية علي حالها التي أصبحت به…
اقتضب بين حاجبيه من سبب ابتسامتها الغريبة التي ظهرت وهي تتأمل سجادة منزلهم، ليقول متهكما :
متعرفيتي ايه بيضحك عشان اضحك معاكي
رفعت رأسها بخضة تتأمل صاحب الصوت الغليظ.. الذي أشبه بمطور سيارة قديمة.. أو ربما بلع ضفدع قبل مجيئه، أخرجها من تأملها قائلا بسخرية :
ما كنتش اعرف ان حلو كدا
دارت بنظرها في الغرفة تتأكد ما إن كان أحد آخر صاحب ذلك الصوت.. فذلك صغير الحجم، ضئيل البنيه من المستحيل تجاوز عمره السادس عشر يكون صاحب تلك المعزوفات الخشنة.. هتفت بذهول متسائلة :
أنت ربيع
إجابها بحنق :
اومال ابوه
نفت حديثه مردفه بسخرية :
لا قول ابنه، بقا أنت متجوز ومخلف أربعة
قطب جبينه مردد بضيق من استشفائه لسخريتها :
مالك مستغربة كدا ليه، اكونش مش مالي عينك
خطفت نظره سريعة علي سالم لتجده يكتف يده أمام صدره يتأملها بجمود.. عادت تنظر إلي ربيع متمته باستهزاء :
بعد الجلسة اللطيفه دي ممكن ادخل ولا معاليك عنده حاجه عايز يقولها
وقف مقترب منها بضع خطوات هامس باقتضاب :
هقولك علي الـ عايزه في بيتي
ثم تركها وخرج الي سالم.. كان قصير القامة جدا بالنسبة الي سالم.. وبالرغم من ذلك شعرت برهبه سرت في جسدها من نبرته المتهكمة لأسلوبها، بلعت لعابها بتوتر تحاول سيطرة الوضع بداخلها مردده بأنه مجرد تاجر مواشي لا يفقه،
؛ *********** بقلم حسناء محمد سويلم
في نفس التوقيت وقفت صباح بضجر تضغط علي جرس الطابق الثالث للمرة العاشرة في نفس الدقيقة، وها هن يهبطن بهدوء عكسها، صاحت بحده :
مش برن من ساعة
اردفت خيريه بحنق من عجالتها :
ساعة ايه يا ماما دا هما 10 دقايق
امسكتها من معصمها وجرتها خلفها ثم وضعت صينية الضيافة بين يديها متمتمه :
امسكي ادخلي للناس وبعدين نتحاسب
أتت امل من خلفهم قائلة بضجر هي الأخرى :
أنا مش فاهمه يعني ناس جيين ليكي احنا ايه دخلنا يا ماما
قدمت صباح الصينية الأخرى بين يدها مردفه بنفاذ صبر من أسئلتهم :
مش عايزه صوت واحده فيكم يلا امشوا وانا جايه وراكم
تحركت كلا منهما الي المجلس لتقابلهم مروه التي هبطت للتو، رفعت حاجبيها بتعجب متسائلة:
انتم رايحين فين
اجابتها خيريه بملل فهي تكره كثيراً تلك الجلسات النسائية :
ما تيجي تدخلي بدالي تضايفي الناس الجوه
تقدمت مروة تأخذ منها الصينية مردده بتسلية :
هاتي اهو الواحد يسلي وقته

 

 

فتحت خيريه الباب لهن وتحركت ببطيء للخلف لكي لا يراها من في الداخل… رسمة مروة بسمة صغيرة علي ثغرها ودلفت بوجهه بشوش.. تابعتها أمل التي تسمرت محلها كحال مروة عندما رأت سيدة في مثل عمر والدتهم وشابان في عمر ولاد أعمامهم،
همست مروه بتعلثم :
احنا دخلنا مجلس الرجالة ولا اي
جالت امل بنظرها تتأكد من حديث مروه وقالت بتلجلج :
لا مغلطناش تقريبًا
نهضت السيدة تستقبلهم بحفاوة كبيرة وبعد تبادل السلام الحار التي لم تعرف سببه واحده منهن.. قدمت السيدة نفسها ثم أشارت علي أحد الشبان هاتفه :
دا طلال ابني الوسطاني مهندس قد الدنيا
وأشارت علي الاخر لتكمل :
ودا سفيان آخر العنقود محامي وبيحضر للدكتوراه
ثم أمسكت مروه تجلسها بجانب طلال، وأمل مثلها ولكن بجانب سفيان… مردفه بسعادة :
اقعدوا يا حبايبي جمب عرسانكم
(عرسانكم)
كلمة نزلت كالصاعقة علي اذنهم…
؛**********
في مكان بعيداً عن القرية بالتحديد في قرية عزبة عزب، كان الوضع أشبه بكتلة من النار تتحرك بداخل المنزل.. يتحرك ذهاباً إيابا منذ مجيئه بتلك الحالة المزرية، يشعر بغضب سيفتك به أن لم يأخذ بثأره اضعافا،
:ما خلاص يابا خيلتنا
نظر منصور إليه مغمغم بغضب :
اصلك معندكش دم وأنت شايف اخوك بالحالة دي
نظر الآخر لذلك الراقد علي الفراش يغطي جسده الكدمات والكسور المتفرقة، وقال بسخرية :
معرفش أن سالم يعلم عليكم كدا
(عز)
دار عز الي صاحبة الصوت يحرك رأسه بملل من حديثها المعروف، فقد جاء من سفره مع عمته وفي نفس الوقت تكون ووالدة زوجته ليقابلهم منصور بالحديث الساخط وغضبه ليما حدث مع سيف:
غيري يا عمتي بلاش نفس الاسطوانة
نظرت هاديه إلي منصور متجاهله سخرية عز :
متقلقش يا خويا أنا جيت
واستطردت بشر :
جه وقت حساب سالم القديم والجديد، وأول حساب لازم تحرق قلبه علي بناته واحده واحده
؛**********

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى