روايات

رواية أميرة القصر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الثامن والثلاثون

رواية أميرة القصر البارت الثامن والثلاثون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الثامنة والثلاثون

كل شئ كما هو .. لا شئ تغير .
تفحصت جينا خزانة ملابسها .. أدراج طاولة زينتها , ثم نامت فوق فراشها الذى أشتاقت اليه , أستدارت ودفنت وجهها فى وسادتها المفضله و.. أشتمت رائحته وأبتسمت … هل تتخيل ؟.. سحبت نفسا آخر يحمل عطره فأزدادت سرعة نبضات قلبها ورفعت رأسها ووجدت خصلات من شعره على وسادتها .
******
كانا يتناولان طعام العشاء عندما سألها شريف
شريف : أتصلتى بمامتك يا سارة ؟
تركت سارة الشوكه من يدها ونظرت اليه متجهمه
سارة : لأ .. ثم أنا هتصل بيها أقول لها أيه ؟.. أنا مش عارفه هبص فى وشها تانى أزاى ؟
تلقفت بأناملها دمعه طرفت من عينيها
شريف : دى بردو أمك .. كفايه قسوة يوسف عليها لما طردها من البيت .
أطرقت سارة برأسها
سارة : مش عارفه .. أظن أنى محتاجه لوقت قبل ما أقدر أواجهها .
شريف : براحتك .
ترددت سارة قبل أن تسأله
سارة : أنت شفتها ؟
شريف : أتقابلنا النهارده فى الشهر العقارى عشان نسجل عقود بيع نصيبها فى القصر لجينا .
سألته وهى تبتلع ريقها
سارة : وكانت عامله أيه ؟
شريف : شكلها كان تعبان … وكان معاها جوزها .
قست ملامح سارة عند ذكره لزوجها وتابع شريف وهو ينظر اليها بتمعن
شريف : على فكرة جوزها راجل محترم جدا .
سارة : مفيش راجل محترم يقبل يتجوز واحده فى السر لمدة سبع سنين .
كانت تتحدث بمرارة وتابعت
سارة : أكيد زيه زى أبو سما , حقير وواطى وتلاقيه كان بيبتز فلوسها طول الوقت .
شريف : ده مش صحيح .. أنا عملت تحريات عنه طلبها منى يوسف .. الراجل من عيله كبيرة وقبطان سابق وحالته الماديه من قبل جوازه من والدتك ميسورة .
قالت بأنفعال
سارة : طب ليه قبل على نفسه وعليها كده .
شريف : يمكن يكون حبها وكان عايز يرضيها .
لم ترغب فى مواصلة الحديث فى هذا الأمر .. الصورة التى رسمتها طوال عمرها عن أمها التى لا تخطئ أبدا تشوشت فى نظرها الأن وأختلطت ألوانها وكما قالت ستحتاج الى المزيد من الوقت لتعتاد الوضع الجديد
سارة : أخبار يوسف أيه ؟.. أتصلت بيه وماردش عليا .
لقد أنتقلت جينا الى القصر فى اليوم الذى تركته فيه ليلى منذ ثلاثة أيام وذهبت سارة لزيارتهم بالأمس وندمت بعد ذلك على ذهابها , كانت جينا تتصرف وكأنها لم تترك البيت يوما وأخذت سما الى الحديقه تلعب معها ولكنها لم تتبادل مع سارة سوى بضعة كلمات قليله وأصبحت عمتها كريمان كئيبه منذ رحيل زوجها وحسام غائب عن البيت طوال الوقت وما صدمها أكثر هو أيمان وتصرفاتها .. أزدادت عصبيتها وكانت تصب جام غضبها على الخدم حتى أنها صرخت فى وجه سما عندما أسقطت المزهريه عن الطاوله وهى تلعب وعندما جاء يوسف مع شريف فى موعد العشاء ألتصقت به بطريقه بائسه سببت الحرج للجميع والضيق الشديد ليوسف .
شريف : يوسف ده لو كان جبل كان أتهد من زمان .. خصوصا بسبب اللى بيحصل معاه اليومين دول .
سارة : هيه جينا قاعده لحد أمتى ؟
شريف : فى شوية معاملات بنكيه .. لسه ماخلصتش .
كان شريف مستغربا من سماح صهيب لجينا بالبقاء فى بيت واحد مع زوجها السابق دون أن يبدى أعتراضا
سارة : شريف أنت بجد هتقبل تاخد منصب يوسف فى الشركه .. هتسيب جينا تضربه بيك .
تراجع شريف فى مقعده ونظر الى القلق على وجهها وقال بهدؤ
شريف : جينا كانت تقدر تأذى يوسف بأكتر من كده بكتير .. مش تنقذ الشركه من الأفلاس وتسدد ديونها وتكتفى بس بأنها تنحيه عن رئاسة الشركه .
سارة : وشراها لنصيبه فى القصر وفضح ماما قدامه .
شريف : شرى القصر وفضحها لأمك أنتقام من أمك مش من يوسف .. جينا لسه بتحبه يا سارة وماتقدرش تأذيه بدليل أن يوسف لسه فى منصبه لحد دلوقتى.
تنهدت سارة .. ليت ما يقوله صحيحا .
******
تأكدت من أن زواجهما زواج مع ايقاف التنفيذ .. لاحظت منذ البدايه أن كلا منهما ينام فى حجرة منفصله وقامت بزيارة سريه الى غرفة يوسف وأطمأنت أن لا أثر لأيمان فيها
وأكدت لها حنان كل شكوكها وتعاظمت حيرتها وبقى السؤال على حاله لماذا تركها اذن ؟.. فهو لم يكن يوما ضعيفا أمام أمه كما كان يحاول أن يقنعها وبالتأكيد ليس حبا فى أيمان فهو حتى لا يهتم بها ولا يشاركها غرفتها ويتأخر فى المجئ الى البيت كل ليله ماعدا الليله التى جاءت سارة فيها لزيارتهم .. وشعرت يومها بالشفقه على أيمان من محاولاتها أيهام الجميع وجينا بالتحديد أن علاقتهما طبيعيه .. لقد فكرت جينا عند مجيئها أن تستفزها وتلعب على مشاعر يوسف لأغاظتها ولكن معرفتها بحقيقة العلاقه بينهما أوقفت فكرتها الشيطانيه وأرجعتها الى صوابها وفى النهايه وجدت أن كل خططها الأنتقاميه التى جاءت بها لم تنفذ منها شيئا
حسام : سرحانه فى أيه ؟
كانت جالسه على الشرفه والشمس تميل الى الغروب , أبتسمت له , أنها تحب حسام كشقيقها الصغير
جينا : أول مرة من ساعة ما جيت أشوفك فى البيت بدرى .. أيه اللى جرالك وأزاى عمتو سامحالك تتأخر بره ؟
جلس على المقعد المجاور لها وقال هازئا
حسام : لا ما خلاص الثورة قامت … وقررت أنى ماسمحش لحد يتحكم فيا ويكبت حريتى أبدا .
سألته جينا بأهتمام
جينا : وده من أمتى ؟
رد ضاحكا
حسام : مانا قولتلك .. من ساعة الثورة ما قامت .. يعنى ينفع البلد كلها تثور على الظلم والأستبداد وأنا لأ ؟
سألته بدهشه
جينا : حسام أنت كنت بتنزل المظاهرات ؟
قال بفخر
حسام : أنا أسمى مكتوب فى كل المستشفيات الميدانيه اللى أتعملت واللى لسه هتتعمل .
قالت بقلق
جينا : لكن ده فى ناس بتموت يا حسام مش خايف على نفسك ؟
هز كتفه بأستهتار
حسام : كلنا هنموت .. يبقى نموت صح بدل ما نفضل عايشين غلط .
تعاظم عجبها .. لقد تغير الشاب الخاضع الخنوع وحل محله شاب ثائر لا يهاب الموت يتمرد على القيد الذى غلت به سنينه .. يصرخ فى وجه السلطه والمجتمع ويرفع لهما راية العصيان .
خرجت حنان الى الشرفه تحمل صينية الشاى , وضعت الصينيه على المنضده وأستدارت لتنصرف فأستوقفها حسام مازحا
حسام : أستنى يا رفيقه حنان .
أستدارت اليه حنان تعبس فى وجهه بشده فضحكت جينا
جينا : رفيقه حنان ؟.. أنت بقيت شيوعى .
قال حسام ضاحكا
حسام : لأ مش أنا .. دى حنان بعد الثورة كان عندها أمل فى التأميم وتقسيم الثروة بين طبقات الشعب .. وبدأت تنمر على الحاجات اللى هتخدها من البيت .
قالت حنان بضيق
حنان : ما خلاص بقى يا دكتور حسام أنت هتمسكهالى زله طول العمر ؟
ضحك حسام وسألتها جينا مبتسمه
جينا : ويا ترى كنتى منمره على أيه يا ست حنان ؟.. حوض زرع وشجرتين ؟
أطرقت حنان بأرتباك وقد أحمر وجهها فقال حسام
حسام : كانت بتخطط تستولى على اللى فى الدولاب بتاعك .
سألتها جينا بدهشه
جينا : أنتى نفسك تلبسى فستان من فساتينى .
ردت حنان بصراحه
حنان : لا ألبسهم أيه .. دانا كنت هأجرهم .
أنفجر حسام ضاحكا فسألتها جينا بذهول
جينا : تأجريهم ؟
ردت حنان بحماس
حنان : أصل أنا عندى واحده صاحبتى بتشتغل فى محل بيأجروا فساتين السواريه .. الواحد فى اليوم بيتأجر بخمسين وبميت جنيه فكنت هأجر المحل اللى على أول شارعنا وأعرض فيهم فساتينك .
أستمر حسام بالضحك وحملقت جينا فى وجه حنان مصدومه
جينا : فساتينى أنا السنييه اللى ممضيه بأسم أشهر مصممين وبيوت الأزياء فى العالم تتأجر فى محل على أول شارعكوا بخمسين وبميت جنيه .. أنتى عارفه ليليان كان يجرالها أيه .. أو كانت جت عملت فيكى أيه ؟
لوحت حنان بيدها
حنان : ويعنى هيه كانت فساتين بتمشى لوحدها والا بتتكلم ؟
ضحكت جينا وبعد ذهاب حنان قال لها حسام
حسام : يا ريتك كنتى فى مصر فى الأيام الأولى للثورة .. كانت أحلى أيام .
جينا : أنا ماليش فى السياسه ولا بفهم فيها .
قال لها حسام بأعجاب
حسام : مع أنك مثال حقيقى للأنسان الثورى .. طول عمرك ثوريه متمرده .
ضحكت لطريقة كلامه التى لم تعتاد عليها وتابع
حسام : بابا نزل التحرير وشريف وسارة كمان .
سألته متفاجئه
جينا : بجد ؟.. طب وعمتو .
حسام : ماما كانت مشغوله فى المستشفى .. بس كنا بنبعتلها زباين بيرجعوا يشتكوا من سؤ الخدمه .. وما كنتش برضى أقول أن أمى مديرة المستشفى .. لكانوا أعتبرونى من الأعداء .
جينا : ويوسف وطنط ليلى ؟
حسام : طنط ليلى كانت شايفه أن اللى بيحصل هيخرب البلد .. ويوسف ماكنش عايش فى دنيتنا .. كان مقضيها فى حلقات الذكر.
سألته بتعجب
جينا : كان بيعمل أيه ؟
حسام : كان متدروش على رأى طنط ليلى .
لم تفهم ما يعنى
جينا : مش فاهمه .. يعنى أيه كان متدروش ؟
عضعض شفته السفلى يفكر قبل أن يقول
حسام : كان بيروح حلقات الذكر زى اللى بتبقى فى الموالد دى عارفاها .
جينا : عارفاها .. لكن يوسف كان بيعمل أيه هناك ؟
زفر حسام
حسام : طبعا مافيش حد كان هيقولك .. بس أنا هقولك .
وحكى لها كل ما حدث مع يوسف بعد سفرها وأستمعت له بذهول وقلب يتألم لألمه
حسام : ومارجعش تانى لحالته الطبيعيه غير بعد ما خرج من المستشفى .
سألت بجزع وقد أصفر وجهها
جينا : مستشفى ؟…. مستشفى ليه ؟
قال دون تردد
حسام : لما عرف بخبر جوازك من صهيب .. جت له ذبحه ودخل العنايه .
أنسابت الدموع من عينيها غزيرة فلقد كادت أن تقتله بكذبتها .
قال حسام بجديه
حسام : اللى أعرفه يا جينا ومتأكد منه أنه بيحبك .. ليه بقى سابك وأتجوز أيمان ؟.. مش عارف .
قالت بحزن شديد
جينا : ولا أنا عارفه .
أراد حسام لو يستطيع مساعدتها فما حدث معها وأنها كانت على وشك الموت بسببه والأحساس بالذنب الذى لازمه يعذبه كان نقطة التحول فى حياتة ويدرك أن كل ما يحدث حوله خطأ وخطأ كبير

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!