Uncategorized

رواية أغلال لعنته الفصل التاسع 9 بقلم إسراء علي

 رواية أغلال لعنته الفصل التاسع 9 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل التاسع 9 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل التاسع 9 بقلم إسراء علي

و إني والله لو خُيرت بينها و بين العالم 
لأخترتها رُغمًا عن أنف العالم… 
نبضاتها تستطيع سماعها بـ وضوح و كأنها في سباقٍ يقطع الأنفاس، كانت تقف و كأنها على حافة الإنهيار من هاوية شديدة العُمق لا يظهر لها نهاية، ام تكن تعلم أن هذا ما ستشعره حينما تسمع تلك الكلمة أنه يخشى كُرهها، هي فقط من يحق لها الكُره
لذلك وجدت نفسها تتقدم خطوة واحدة منه ثم هتفت بـ قوة و كأنها تردع عقله عن أي فكر يودي بهما معًا
-إوعى تكرهني، مش من حقك تكرهني… 
رأت تصلب عضلات ظهره و التي تحركت أسفل ثيابه الضيقة تشي بـ صدمته لوجودها، أو رُبما صدمة لِمَ سمعه منها و تلك الأنانية التي تُقطر من حروفها
لم يبدُ عليه أنه سيكلف نفسه عناء الرد أو الإستدارة لها فـ تركها تقف خلفه و قلبها يوشك على التوقف عن العمل و ذلك أثار غيظها فـ دون وعي ركلت حفنة من الرمال بـ ظهرهِ صارخة 
-سمعتني! مش من حقك تكرهني… 
إستدار بـ رأسهِ إليها و عينيه تُطلقان الشرر فـ تراجعت بـ خوف ثم بحثت عن أحدهم و لكنها لم تجد أحد في الشاطئ الخالي لتعود بـ نظرها إليه فـ خرجت شهقة حينما وجدته ناهضًا أمامها يقول بـ صوتٍ قاتم دون أن يلمسها 
-بس دي أنانية منك يا كياني… 
لم تجد ما تُجيب به، أنانية! أجل هي أكثر شخص أناني قد تراه إذا ما كان هو المعني بـ الأمر، على الرغم من كُرهها له إلا أنها تعشقه و هذا ما يجعلها تكرهه
لقد قتل، و أمامها و مع ذلك تتلمس له العُذر، تسمح له بـ الدفاع عن نفسهِ و لكنه يأبى الحديث، يأبى إخبارها أي شئ فقط هي الأكثر وضوحًا كما كانت من قبل
تقدم منها قُتيبة و أظلمت ملامحه ثم هتف و هو يضع يديه في خصرهِ بـ نبرةٍ جامدة 
-ليه مسموحلك تكوني أنانية و أنا لأ!… 
رفعت نظرها إلى عينيهِ التي تنظر إليها بـ عتابٍ جاف إلا أنها لا تزال تحتويها و تفيض بـ الحُب ثم قالت بـ صوتٍ خفيض، باهت لا ينتمي إلى تلك الثائرة 
-أنا بس اللي أكرهك… 
إجابة لا تتعلق بـ السؤال أبدًا، فـ خرجت منه قهقه سوداء أجفلتها ليهز رأسه و قام بـ تغيير سؤاله 
-برضو ليه منك حقك تكرهيني و أنا لأ!… 
فتحت فمها تنوي الرد و لكن إن هتفت بـ شئ فـ سيجرحه لذلك أغلقت فمها مرةً أُخرى، و هو فهم ما تختلج به نفسها فـ ضحك ساخرًا و قال هازئًا بـ صوتٍ قاتم، أسود كـ نظراتهِ
-قوليها سكتِ ليه!… 
حركت كيان رأسها بـ رفض ليُمسك قُتيبة ذراعيها و يهزها صارخًا بـ صوتٍ عال
-قوليها 
-حركت رأسها نافية بـ قوة و صرخت هي أيضًا:لأ… 
أدارها في إتجاه البحر و هزها بـ قوة أكبر و جأر بـ حدة جعلتها تُغلق جفنيها بـ شدة خوفًا منه 
-بقولك قوليها… 
و كانت هي مُصرة على الرفض و هو كان إصراره أكبر حينما جأر بـ صوتٍ جمدها أرضًا 
-قوليها يا كياان
-صرخت و هي مُغلقة عينيها:قاتل…
ضحك قُتيبة بـ سوداوية ثم دفعها لتسقط فوق الرمال قبل أن تأتي موجة لتُغرقها ثم إنسحبت على إستحياء لتترك كيان وحدها تبكي، تضرب الرمال صارخة بـ حدة 
-ليه خلتني أقولها ليه!… 
جثى قُتيبة بـ ركبةٍ واحدة و إبتسم إبتسامة مُخيفة من حُزنها و مقتها ثم هتف موضحًا بـ نبرةٍ هادئة إلا أنها كانت تحمل ألمًا زاد من جدة بُكاءها
-عشان دا اللي جواكِ يا كيان، عشان دي النُقطة السودة اللي مش ناوية تنسيها… 
قبض على ذقنها و رفع رأسها له ثم أكمل و نبرة صوته تقتم 
-و دي الحقيقة اللي غصب عنك هترضي بيها… 
دفعت يده بعيدًا عنها و كذلك أبعدت وجهها الدامع عنه، لتأتي من خلفها موجة أُخرى تُغرقهما معًا و صوت تلاطم الأمواج هو ما يكسر السكون بينهما
تنهد قُتيبة و جلس أمامها غير عابئ بـ إتساخ ثيابهِ بـ الرمال و الماء التي تُبلله و ظل صامتًا أمامها، يُحدق بها فقط، كانت تبدو لوحة مصنوعة من الألم و الخوف و الكُره إلا أنه لا يستطيع كُرهها 
-هترضي بيها يا كيان… 
نظرت إليه بـ تعجب ليُكمل مؤكدًا و هو يومئ بـ رأسهِ 
-أنا الحقيقة الوحيدة اللي فـ حياتك و اللي مش هسمحلك تضيعيها 
-سألت بـ توجس:قصدك إيه! 
-إبتسم بـ تهكم و أجاب:قصدي عارفاه كويس و مع ذلك هقولك… 
إقترب قُتيبة منها بـ رأسهِ ثم همس بـ خُبثٍ خطير و كأنه يؤكد لها حقيقة أنها مُلكه و لن تكون لأحدٍ غيره
-إنك هتكوني ليا، إني مش هسمح لحد ياخدك، و لا هسمحلك تنسيني… 
بكت كيان أمام إصرارهِ الرهيب و قالت بـ يأسٍ أكل قلبها 
-بس دا وجع
-أردف مؤكدًا بـ قسوة:و أنا راضي بيه… 
دهشة و صمت حلا عليها، لن يتركها أبدًا ما دامت حية و عليها أن تُسلم رايتها البيضاء له، تعلم يقينًا أن قُتيبة لن يسمح لها بـ الهروب حتى و إن ماتت سيتبعها، ذلك الحُب السام بينهما يقتلها بـ بُطء و هو لا يعلم، بل يعلم و لكنه يأبى الإعتراف 
قُتيبة كان حُلمها في كل وقت رأته به و حُلم كُل فتاةٍ، كان ذلك الشاب صاحب الجاذبية في حيهما، ملامحه الخشنة و وسامته المُخيفة أكثر ما يجذبان الفتيات له، لم يكن بـ تلك العضلات قبلًا و لكن كان جسده مقبولًا 
كان عليها أن تصمت و تُخفي غيرتها و هي ترى الفتيات يتوددن إليه، كان عليها أن تتحمل كُل ذلك من أجلهِ فقط فـ كانت تعرف أنها من إختارها قلبه، لم يُخبرها صراحةً أنه يُحبها فـ قُتيبة لا يعرف معنى تلك الكلمة و لكن يكفي أنه حينما ينظر إليها تجد أنها الأُنثى الوحيدة في عينيهِ
و حتى الآن كيان هي الأُنثى الوحيدة و تعلم أنه لن يكون هُناك غيرها، و هذا ما يجعلها تتمسك بـ ذلك الخيط الضعيف حتى لا تنسى ذلك الحُب، حتى لا تتشوه تلك المشاعر بـ تلك الحادثة 
لم يخرج منها رد فـ هتف هو واقفًا 
-قومي روحي، الوقت هيتأخر… 
كان الليل قد حلَّ بـ الفعل فـ نهضت بـ صمت دون النظر إليه، تنفض ثيابها من الماء و الرمال و تقدمت تنوي الرحيل و لكن قُتيبة أعاق طريقها، فـ رفعت عينيها إليه بـ حدة تنوي الصُراخ
إلا أنها شهقت حينما وجدت نظراته سوداء، ليست كتلك مُنذ قليل و لكن تلك النظرات التي إعتادتها قبلًا، ينظر إليها فقط دون القُدرة على لمسها فـ تراجعت أكثر خوفًا مما قد يُقدم عليه و الشاطيء من حولهما فارغ 
-عـ عايزة أمشي
-هتف بـ جمود:إستني هنا… 
كادت أن تعترض و لكنه قد تركها بـ الفعل و ذهب إلى بائع مر صُدفا ليبتاع منه عباءة غريبة الشكل واسعة بـ شدة، رُسم عليها طاووس بـ ألوان زاهية إستطاعت رؤيتها حتى من ذلك البُعد و لون العباءة كان كارثي
إقترب قُتيبة منها و ناولها العباءة لتقول بـ إشمئزاز
-مش هلبس العباية دي، إيه اللون دا!… 
كان اللون “فسفوري” يؤلم العين، بغيض الشكل، يُشبه تلك العباءات التي ترتديها فتيات الحي، أما قُتيبة قد ألقى العباءة بـ وجهها و قال بـ صوتٍ ساحق رغم أن نبرته خرجت عابثة
-هتلبسيها لو مش عايزاني أغتصبك هنا
-أمسكت بها قبل أن تقع و قالت بـ حدة:حيوان
-إبتسم مُتهكمًا من زاوية فمه و قال:عشانك بس، أنتِ اللي بتحركِ غرايزي… 
يجب أن ترتدي تلك العباءة و ترحل من هُنا، ما يحدث الآن خطير و الأكثر خطورة إن ظلت معه فـ إرتدت العباءة و قالت بـ توتر 
-أنا همشي… 
تركها تسبقه بـ عدة خطوات ثم وضع يديه في جيبي بِنطاله و إبتسم ثم تبعها و قال بـ صوتٍ عال ليصلها بـ وضوح
-لما نتجوز هاتي عبايات من دي، عايزك تزغللي عيني كدا… 
و ردها كان ركضًا سريعًا أوشكت على الوقوع بسبب الرمال و هو من خلفها يُتابعها، و إستنتج أنه لا يستطيع أن يكرهها، قد يكره العالم و لن يكرهها هي
******************* 
وقف أسعد مُنتصبًا أمام شقيقهِ الذي دلف صامتًا ينظر إليه و عينيه يعلم أنها تسبر أغواره فـ أحنى رأسه في خجل، تنهد وقاص و جذب مقعد خشبي يجلس عليه في وضع مُعاكس و قال بـ جمود صخري 
-طبعًا عارف أنا جايلك ليه!… 
لم يرد أسعد عليه و الخجل بل الخزي جعل لسانه معقود و لكنه أومئ في إيماءة بسيطة، إلا أن وقاص هدر 
-سمعني صوتك 
-رد أسعد بـ صوتٍ خفيض:عارف 
-تمتم وقاص:عملت إيه؟… 
تلجم أسعد و لم يستطع الرد على شقيقهِ الأكبر رغم سنواته العشرين و لكن وقاص كان هو الأب بعدما توفى والده في سنٍ مُبكر، ليقول بـ خفوت و خجل 
-أنت عارف
-أومأ و قال:بس حابب أسمع منك… 
رفع أسعد وجهه إلى أخيهِ و في عينيه نظرة توسل لكي لا يُجبره على البوح بما فعل إلا أن وقاص كان من القسوة، رفض أن يُظهر حنانه في مثل هذا الموقف و إنتظره ليقول
-مش هقدر 
-حينها صرخ وقاص:و لما أنت مش قادر تعترف بـ القرف اللي عملته، بتعمله ليه من الأول!… 
لم يرد أسعد، لم يجد ما يرد به على شقيقهِ الذي أكمل و هو يضرب المقعد الجالس عليه 
-قصرت معاك فـ إيه عشان تعمل كدا! قصرت فـ إيه فـ تربيتك! بقى دا جزاتي إني وثقت فيك… 
ضرب وقاص المقعد من جديد و هتف بـ خيبةِ أملٍ واضحة 
-مكنش لازم أديك الثقة دي من الأول
-هتف أسعد مُدافعًا:ما كل صُحابي بيعملوا كدا… 
حينها فَقَدَ وقاص أعصابه لينهض ضاربًا المقعد ثم إقترب من شقيقهِ و هدر بـ حدة أفزعت أسعد 
-أنت غبي! مالك و مال صُحابك! هُما عشان بيعملوا الحرام فـ تستحله أنت! يعني بقى عادي تعمله عشان الكُل بيعمله
-إنتفض أسعد قائلًا:ما أنت مانعني من كُل حاجة و مانعني أرتبط حتى و مش عارف أمشي مع أي بنت بسببك… 
لكزه وقاص في كتفهِ و هدر بـ صوتٍ جهوري يُخفي خلفه صدمة 
-و أنا مانعك ليه! تحكم مثلًا و لا عشان أفرض سيطرتي عليك! مش دا عشان أطلعك راجل يا أُستاذ و جاي تلومني دلوقتي!… 
صمت أسعد أمام صراخ أخيه المُحق، لطالما كان وقاص في ظهرهِ و معه يُسانده في كُل خطوة، كان يُريده رجلًا لأجل والدته و لأجل نفسه و لكنه حاد عن الطريق و إتجه إلى ذلك المنحدر فـ أثم بـ مُحرمات
أصدقاءه يفعلون ما يحلوا لهم أما هو فـ كان ينأى عنهم حتى سخروا منه فـ أراد تحديهم أنه يستطيع فِعل ما يفعلونه فـ بدأ بـ مُشاهدة الأفلام الإباحية ثم تناول السجائر التي قطعًا تحمل المُخدر
و اليوم إكتشفته والدته و هو يُشاهد إحدى هذه الأفلام مُستعينًا بـ سجائر إستعارها من أحد أصدقاءه و حينها فقط عَلِمَ فداحة ما فعل، إنتفض على صوتِ أخيه الذي كاد أن يصم الآذان و لكنه يعلم أن تلك الحدة كانت من فرط صدمته 
-كُل اللي أنت فيه دا بسببي، أنا اللي خليتك بني آدم و جاي تقولي صُحابي! 
-قبض أسعد على يدهِ و قال:أنا آسف، والله غلطة و مش هكررها… 
تنهد وقاص و ضغط على مُنحدر أنفهِ يُهدئ إنفعالاته ثم قال بـ نبرةٍ إنخفضت حدتها 
-دا مش غلط دا ذنب، وإبعد عن صُحابك، الصاحب اللي يشد صاحبه للحرام و الغلط ميبقاش صاحب، دا شيطان، الصاحب هو اللي يشد صاحبه للطريق الصح
-همهم أسعد:أنت مش فاهمني، أنت مش فـ سني عشان تعرف، أنا مليش غيرهم صُحاب… 
ذم وقاص فمه بـ عدم رضا و جلس ثم جذب أسعد يجلس جواره فوق الفراش و قال بـ هدوء 
-أنا متولدتش كبير و بشعر أبيض كُنت فـ سنك يا أسعد شاب زيك و عدى عليا صُحاب زيك صُحابك و مريت بـ نفس اللي مريت بيه، بس الفرق اللي بيني و بينك إني إخترت أخاف من ربنا و أخاف على أهلي، أه مليش أخوات بنات بس فكرك مش مُمكن تترد بعدين!… 
إستمع أسعد بـ حرص فـ أكمل وقاص حديثه 
-كان مُمكن أشرب سجاير زي باقي الشباب اللي فـ سني بس عارف إن طريق السجاير هيوديني لحاجة أبعد منها، عشان كدا كُنت ببعد عن أي حاجة مُمكن تخليني فـ يوم أروح فـ سكة مرجعش منها
-همهم أسعد و قد فهم ما يرمي إليه وقاص:أنت كبير و مش فاهم طيش الشباب
-رد وقاص مُستنكرًا :أنت ليه محسسني إني مواليد كُفار قُريش، الفرق بينا ستاشر سنة بس… 
إبتسم أسعد و لكن سُرعان ما أخفى إلا أن وقاص قد لمحه فـ أردف مُكملًا ليصل إليه ما يقصده 
-أنا تعبت فـ تربيتك يا أسعد عشان أطلعك راجل وقت مكنش موجود تخلي بالك من أُمك، مسبتكش ترتبط مش عشان أنا مُعقد بس عشان أعلمك تحافظ على بنات الناس اللي مش لعبة و ربنا يباركلك فـ اللي هتبقى مراتك و بناتك، الغلط و الحرام مبيتجملش… 
عانقه أسعد بـ قوة و قال بـ صدقٍ لمس وقاص بـ شدة 
-آسف والله يا وقاص، مش هعمل كدا تاني و هدعي ربنا يغفرلي، بس متزعلش مني أنت أبويا
-ربت وقاص على ظهرهِ و قال:لما تحس بـ ندمك تجاه ربنا هبقى أقولك مش زعلان… 
نهض أسعد و فتح أحد أدراج مكتبه و أخرج سجائر و أعطاها لوقاص قائلًا بـ خجل
-أحم دي سجاير الحشيش، إتصرف فيها و أوعدك والله مش هعمل كدا تاني… 
أخذها وقاص و إحساسين يطوفان داخله ما بين الحُزن لفعلة شقيقه و الفخر لتلك المبادئ التي وضعها فيه فـ تراجع فورًا عن أخطاءه، ليضعها في جيبه ثم مدّ يده وقال بـ صرامة 
-هات مفاتيح الموتوسيكل بتاعك
-فزع أسعد وقال:لأ ليه! أنت عارف بحب الموتوسيكل دا أد إيه
-هتف وقاص:دا عقابك و لما أحس إني رجعت أثق فيك هرجعه… 
توسله أسعد كثيرًا و لكن رفض وقاص أن يرضخ له فـ أعطاه المفتاح ليقول قبل أن يخرج 
-أنا عارف إنك مكسوف من أُمك، بس روح راضيها و إتأسفلها، أُمك متستحقش منك كدا… 
قرأ وقاص الخجل على ملامح شقيقه و خزيه الواضح، يستحق ذلك، يستحق ذلك الخزي حتى يتعلم كيف يعود إلى الله، تركه و خرج ليأته رسالة نصية على هاتفهِ جعلته يتعجب بـ إبتسامة 
“لازم نتقابل” 
ليخرج بعدما أرسل يرد بـ مكان اللقاء، سيستمتع كثيرًا بـ لقاءهِ مع السارقة النبيلة 
********************
ترجل وقاص من سيارتهِ عند مكان الإلتقاء الذي حددته هي بعدما إعترضت على ما حدده هو، ليضحك و هو يقول باحثًا عنها بـ عينيهِ في الأرجاء 
-مُشكلتها إنها مُسلية جدًا… 
وجدها تجلس على إستراحة صغيرة أمام البحر في مكانٍ بعيدًا عن أعين البشر فـ إقترب منها و من خلفها همس بـ خُبثٍ 
-لو حد شافنا فـ المكان المقطوع دا هيفكر غلط… 
صرخت كِنانة بـ فزع و تراجعت لتسقط عن المقعد و لكنه امسكها ليقول ضاحكًا 
-المشاهد دي بتتكرر كتير… 
دفعته كِنانة و إعتدلت بعدما إستعادت توازنها ثم قالت بـ قنوط 
-دا عشان أنت مُتحرش و بتصطاد فـ الماية العكرة 
-إلتف وقاص و جلس جوارها قائلًا:أنتِ اللي طلبتِ نتقابل مش أنا
-همهمت بـ قرف:عشان ربنا إبتلاني بيك مش أكتر… 
حرك وقاص رأسه يائسًا منها و من شخصيتها الغريبة و لكنه ضحك و قال مُعتدلًا 
-مش أنا اللي قولتلك إسرقي يا حرامية… 
نظرت له كِنانة بـ إشمئزاز و أدارت رأسها بعيدًا ليُخرج تنهيدة و بعدها سأل 
-طلبتِ نتقابل ليه! قررتِ يعني!… 
عقدت ذراعيها أمام صدرها و كل هجومها طار مع الرياح حينما سألته بـ توتر و أعين زائغة 
-لو عملت عكس اللي أنت عايزه هتسلم الفيديو للبوليس! 
-مط شفتيه وقال بـ بساطة:دا بديهي
-زفرت و قالت بـ رجاءٍ يائس:طب مفيش حل وسط!… 
حرك وقاص رأسه نافيًا بـ صمت لتُخرج زفيرًا أشبه بـ النشيج و إنتظرها حتى قالت بـ قلة حيلة 
-إعتبرني أختك و أُستر عليا
-رفع حاجبه و قال بـ إستنكار:أستر عليكِ!… 
أومأت كِنانة بـ تأكيد ليرد وقاص مذهولًا بـ مُزاح 
-أستر عليكِ لما يكون بينا حاجة، بس دا دين عليكِ
-يا سيدي في أكتر من طريقة لدفع، بلاش دي
-ضرب كفًا بـ آخر و قال:يا بنتي هو أنا همشي معاكِ فـ الحرام! دا أنتِ هتشتغلي عندي… 
إلتفتت إليه كِنانة بـ جسدها كُله ثم هدرت بـ شراسة و هي تُشيح بـ يدها في كُل الإتجاهات
-ما دي المُشكلة
-قطب جبينه و تسائل:طب معلش فهميني إزاي! 
-أجابت و شراستها تشتد:سكرتيرة و مُدير مُتحرش مش محتاجة فقاقة… 
صمت، و صمت ثم الصمت، الدهشة جعلت لسانه معقود و كأن عقله قد عجز عن ترجمة ما تقول حتى تسنى له الرد بعد عدة لحظات تحت نظراتها التي ترميه بها و كأنه نيران حية 
-معلش عيدي تاني كدا اللي قولتيه! 
-نهضت كِنانة و قالت:اللي فهمته، و لعلمك أنا عارفة إنك بترسم على علاقة حرام و تخليني عشيقة المُدير السرية… 
حقًا لقد أكلت الروايات عقلها فـ لم يبقَ بها عقل لتُفكر هذا التفكير الأحمق، لذلك مال وقاص إلى الأمام و ضرب على رُكبيتهِ ضاحكًا بـ قوة، لتعقد كِنانة حاجبيها بـ غضب شرس ثم هدرت سائلة 
-بتضحك على إيه!… 
أشار إليها وقاص في إشارة لتنتظر حتى يفُرغ من ضحكه ثم قال ساخرًا بـ مُزاحٍ
-أؤكدلك إنها هتكون علاقة حلال 
-أشارت بـ يدها و قالت:شوفت،شوفت غرضتك الزبالة زيك بان… 
زفر وقاص و قد بدأ الغضب ينتابه ثم نهض على حين غُرة جعلها تتراجع خوفًا و إنكمشت كـ قِطةٍ ضالة، ليقول بـ تحذير و نبرةٍ خرجت شديدة الصرامة و القوة 
-أول حاجة أتعلمِ تعدلي لسانك و تحترمي اللي هيكون مُديرك، لأني مش هسمح بـ طولة لسانك دي كتير
-إستعادت شراستها و قالت:متسمحش، و عشان تتقي شر لساني، إبعد عني… 
وضع وقاص يديه في جيبي بِنطاله و قال بـ ثقة واضحة و لكنها خبيثةٍ في دواخلها 
-معنديش مانع أبعد عنك
-إنفرجت أساريرها و قالت:ما طلعت ابن حلال أهو! مخوفني ليه، سلام عليكم… 
كادت أن ترحل و لكن وقاص قبض على رسغها يجذبها إليه ثم أكمل مُتخابثًا و كأنه لم يسمع ما تقول 
-بس على شرط، هتسددي دينك بـ طريقتي فـ ليلة واحدة
-شهقت و هتفت صارخة:يا حيوان يا مُتحرش و ديني لأفضحك
-ضحك و قال:حقك، و حقي إني أحبك يا حرامية… 
ضيقت عينيها بـ شر و ذمت شفتيها ذلك الحقير لن يتركها و شأنها و من الأفضل لها أن تُسايره حتى تجد مخرجًا من ذلك المأزق الذي وضعت نفسها به 
-بذمتين، يعني اللي يرضيك إني إشتغل عندك
-أومأ قائلًا:أيوة 
-لمدة أد إيه! 
-مط شفتيه و أجاب:لحد أما تسددي اللي عليكِ… 
لم تجد ما ترد به فـ أكمل هو مُستغلًا صمتها بـ عبثية مُتأخرة 
-و عشان أثبت حُسن نيتي، هنسى أي إساءة و نبدأ من جديد… 
ترك يدها لتُقربها من صدرها و أكمل هو مازحًا
-شوفتِ حظ زي حظك دا! مُدير ينسى إهانة موظفة
-هتفت بـ إشمئزاز مُستنكر:قليل البخت يلاقي العضم فـ الكرشة
-سألها بـ غرابة مُتعجبة:يعني إيه اللي قولتيه دا! 
-هتفت:يعني حظي زفت… 
ضحك وقاص، إنها عشوائية و مُمتعة، إبتعدت كِنانة قائلة من بين أسنانها 
-بكرة هقولك هشتغل إمتى
-نفى قائلًا:بكرة هتيجي تستلمي الشُغل
-ردت بـ عناد:مش بـ مزاجك سلام… 
إستدارت ترحل فـ هتف وقاص من خلفها و هو يعاود وضع يده في جيبي بِنطاله
-هنشوف بكرة بـ مزاج مين… 
و لـ غدٍ حديثٍ آخر 
*********************
أغلق قُتيبة باب الشقة خلفه و ما إن إستدار حتى وجد والدته تقف خلفه ليرفع حاجبه بـ إنزعاج و قرر عدم الحديث فـ لا طاقة له للجدال معها، إلا أنها لم تدعه فـ هتفت بـ حدة 
-كُنت فين يا باشا كُل دا، الساعة داخلة على واحدة
-رد قُتيبة دون أن يستدير:و أنتِ إيه اللي مسهرك للوقت المتأخر دا!… 
تقدمت منه رجاء تقبض على ساعده و تُديره إليها قائلا بـ صوتٍ شبه عال 
-مستنية البيه إبني يرجع، اللي مفكر البيت لوكاندة
-تمتم قُتيبة بـ جفاء:صوتك عالي و الناس نايمة، الصُبح نتكلم… 
إستدار قُتيبة ينوي الرحيل و لكنها منعته صارخة بـ حدة 
-مفيش صُبح، هنتكلم دلوقتي عن صرمحة كُل يوم ورا الصايعة دي، و كُل من هب و دي يتكلم 
-ضرب الحائط المُتشقق جواره و هدر:الدنيا ليل و مش عايز وجع دماغ، طلعيها من دماغك عشان ترتاحي… 
تحرك قُتيبة خطوتين و لكن رجاء تحركت و وقفت أمامه تُعيق رحيله و بـ صوتٍ أعلى من صوتهِ هدرت 
-لأ مش هرتاح غير لما تطلعها أنت، خدت إيه منها غير وجع الدماغ! خدت إيه غير السجن و القرف و مُستقبلك اللي ضاع!… 
حينها إنفجر قُتيبة بـ جنون فـ هدر بـ صوتٍ جهوري يُقطر حقدًا لم يستطع التخلص منه 
-مُستقبل إيه اللي بتتكلمي عنه! و سجن إيه دا! دا كان حُرية بالنسبالي أنا مش زيك
-شهقت صارخة بـ حدة:بعد ما تعبت عشانك و إستحملت ذُل و قرف جاي تقولي مش زيي! 
-ضحك قُتيبة بـ سوداوية و قال:ياريتك ما إستحملتِ، ياريتك مشيتِ و سبتيه مكنتش بقيت كدا، مكنتش قتلته و دخلت السجن… 
ضرب قُتيبة طاولة خشبية ليسقط ما عليها و جأر بـ نبرةٍ يائسة بـ قتامة مُخيفة تحمل بـ داخلها ألم طفل و شاب 
-متحاسبيهاش، حاسبيه هو و أنتِ قبلهم
-وضعت يدها على صدرها و سألت بـ تهدج مشدوه:أنا! 
-أكمل بـ نفس النبرة:أيوة أنتِ، كُل يوم ضرب و إهانة و عليا أتفرج و أسمع ألفاظ بقت جُزء مني، كُل تعذيب شكل و ذُل عشان راحته و مزاجه… 
تراجعت رجاء بـ صدمة، لم ينسَ قُتيبة الطفل ما حدث مُنذ. سنوات عديدة، فـ أكمل و نبرته تزداد حدة و سواد
-إتربيت على الحشيش و البيرة و قرف و كان لازم أستحمل لما يكون شارب، و أنزل أشتغل عشان يصرفه على قرفه، و أنتِ رضيتِ بالذُل، كُنتِ إمشي و خُديني على الأقل كُنت هلاقي سبب بجد أشتغل عشانه… 
أشار إليها بـ سبابتهِ ثم أكمل و كأنه يتهمها بـ كُل شئ حدث له 
-لو كُنتِ مشيتِ مكنتش قتلته، مكنتش هلومك والله ما كنت هلومك، على الأقل كان مُمكن يجي يوم أقدر أسامحه
-همست رجاء باكية:إستحملت عشانك، فكرتك نسيت
-ضحك بـ سواد مُرعب و قال:للأسف أحب أقولك إن كُل ضربة و كُل شتيمة محفورة فـ دماغي مش قادر أنساها، كُنت بكره رجوعه للبيت و أدعي ربنا ميشوفنيش، كُل دا إتحفر و مش راضي يطلع… 
تركها قُتيبة و إستدار يرتدي حذاءه ثم ألقى قُنبلته الأخيرة قبل أن يرحل تاركًا رجاء في بئر الصدمة 
-قتلته عشان كان لازم يموت، و اللي بتلوميها دي كان عاوز يغتصبها قبل ما أقتله… 
قبل أن يُغلق الباب إلتفت إليها و هتف بـ نبرةٍ جامدة بها من الألم ما جعلها تنهار باكية بعد رحيلهِ
-و أحب أقولك إنها كرهتني عشان قتلته… 
و أغلق الباب ليدوي صوته في المنزل و الذي تحول إلى صحراءٍ قاحلة بعدما كانت ساحة معركة تُديره حرب الذكريات القاتمة 
********************
كان عليه أن يهرب إلى ملاذهِ و كانت دائمًا و أبدًا هي ملاذه 
أخرج هاتفه و أجرى إتصالًا بها، ليأته ردًا منها بعد مرتين و صوتها خرج مبحوح إثر النوم 
-صدقني مش هطلعلك المرة دي… 
سمع صوت الفراش يهتز بـ عُنف حينما هتف بـ صوتٍ لم يتعرف عليه بـ نفسهِ
-أنا محتاجلك بجد يا كيان
-أتاه صوتها مُرتعش:إمشي يا قُتيبة، مش هقدر أعملك حاجة
-هتف بـ توسل:وجودك كفاية… 
صوته كان غريب يُقطع نيّاط القلب، هل هذا قُتيبة؟ العابث المجنون؟ 
هل هو ذلك الشخص الذي كانت تركن إليه حينما تضيق بها الأيام؟ 
قبضت على الهاتف بـ قوةٍ و قالت بـ نبرةٍ مُرتعشة و حصونها تتهدم أمام توسله
-وجودي مش هيعمل حاجة
-هتف:بالعكس، وجودك كُل حاجة… 
إنه يُربكها و يهدم حصونها، قُتيبة لا يصل إلى تلك الحالة سوى في الغضب الشديد أو اليأس و بُؤرة لا تعلم كيف سقط فيها و كيف تُخرجه منها، و الآن هو في مزيج منهما 
تنهدت و صمتت ليقول هو بـ صوتٍ خفيض، جاف
-هستناكِ فـ المكان اللي كُنا بنتقابل فيه لما أجيلك… 
و أغلق الهاتف دون أن يدع لها فُرصة، قد يظهر ذلك و كأنه أمر و لكنه طلب أشبه بـ التوسل، لم تستطع كيان الإفاقة مما حدث على الشاطئ ها هو يعود لها طالبًا وجودها
فـ خرجت مذعنة بعد إلحاحه الطويل و العنيد و كذلك المُعتاد بـ إثارة ضجة أو رُبما فضيحة ثم صعدت الدرج بـ خفة حتى لا يسمعها أحد من الجيران حتى وصلت إلى آخر الدرج المؤدي إلى عِلية البناية، لتجده يجلس بـ إهمال فوق أحد الدرجات يُدخن لُفافة تبغ ضوئها الوحيد الذي يشع وسط هذه العتمة و هيئته همجيه بـ قميص أسود مفتوح أزراره و أكمامه مرفوعة تبرز بعض الجروح التي حصل عليها بـ سجنهِ، لتهدر كيان بـ غضب رغم خفوت صوتها 
-إسمع يا قُتيبة مش كُل مرة تهددني عشان تقولي إخرجِ عاوز أشوفك… 
تنهد قُتيبة ناظرًا لها من خلف سحابة ثم زفر أنفاسه المُعبقة بـ دُخان التبغ ثم هتف بـ هدوء غريب 
-إقعدي
-أنت مجنون… 
كان مُنهك إلى حد يصعب عليه الحديث و مُشاكستها فـ جذب يدها يُجلسها جواره لتشهق كيان بـ تفاجؤ و لكن قبل أن تتحدث وجدته يضع رأسه فوق كتفها، و للغرابة شعرت بـ ثقل ما يحمله و كأنها كما يقول قطعةٍ منه فـ تشعر بما يمر به، و تتألم لما يُؤلمه، ألم. يتخللها بـ القدر الكافي ليجعلها تشعر هكذا؟ لتكون قطعة منه! كـ ضلع تحديدًا يربت على قلبهِ! ندبة لن يمحوها الزمان و لن يستطيع هو تخطيها 
صمتت و إنتظرت حديثه و لكنه كان صامتًا و إحتراق اللُفافة يزداد حتى كاد أن يصل إلى إصبعيهِ فـ يحرقها، لتجذبها كيان سريعًا و أطفئتها قائلة بـ. عتاب قاسي
-هتتحرق
-و كان صوته خاوي حين قال:إتحرقت من زمان… 
تجمد جسدها و تجمدت معها الكلمات ليرفع قُتيبة رأسه ثم نظر إليها و أكمل بـ ذي النبرة الخاوية 
-إتحرقت اليوم دا، و دوستِ على الحرق لما مشيتِ و إتخليتِ عني 
-همست بـ إهتزاز:ليه بتفتح الموضوع دا دلوقتي؟ 
-ضحك قُتيبة بـ قساوة و قال:هو متقفلش عشان يتفتح… 
أدار رأسها إليه بـ إصبعيهِ نفسهما اللذين كانا يُمسكان اللُفافة ثم أكمل و إبتسامة خشنة، حادة وهو ينظر إلى عينيها
-الحرق وجعه بيروح بس بيسيب ندبة إثرها بيوجع أكتر من الحرق… 
لن تنسى وهو لن يدعها تنسى، كُلما حاولت يأتي و يُذكرها، ذكرى ليلة مُظلمة يحوم في الأرجاء، و الذنب يقتلها كما قتل والده أمامها، كان قاسي، و وحش، وحش فُك أسره فـ أول من قتله هو سجانه
إرتعش جسدها و شحب وجهها إلا أنها لم تُبعد عينيها عنه بل ظلت مُحدقة به، تُعاتبه، تتوسله، تُخبره النجاة فـ أجابها وهو يقترب منها 
-داويني يا كيان، فـ إيدك خلاصي
-همست و هي تمنع بُكاءها:مش هقدر يا قُتيبة، معنديش حاجة أقدمها ليك
-لأ فيه… 
قالها و إبتسامته تنحني بـ ألم و بـ يدهِ الأُخرى وضعها على صدرها، موضع قلبها الذي. ينبض بـ جنون ثم قال 
-دي، قدميلي قلبك
-همست بـ ألم يُماثل ألمه:قُتيبة… 
إقترب و قَبّلها كما يأمل و كما أراد و لكن ليست كما أرادت هي، قُبلتها التي أرادتها طفولية و ذات رومانسية حمقاء أما قُبلته فـ كانت جائعة، مُتعطشة لها، تتوق إلى المزيد و هو لن يتوقف فـ قد أطلقت سراح الوحوش داخله 
بـ يدهِ الأُخرى حاوط وجهها و تعمق أكثر، و هي لم تمنعه بل وضعت كفها الصغير فوق ساعده العضلي و هبطت دمعة حائرة، أكثر ألمًا و حُزنًا لقد تعبت و ملت الهروب 
و كان مذاق أول قُبلة لهما مالحًا بـ طعم الألم 
دفعته كيان ماسحة شفتيها بـ صدمة و كادت أن ترحل و لكنه قبض على ذراعيها و هدر بـ خفوت أخافها 
-مش هقدر أسيبك بعد أما دوقت اللي إتحرمت منه
-ضربته و حاولت الفرار منه:قُتيبة بلاش جنان وسبني… 
وضع جبينه فوق جبينها بـ القوة و قال بـ نبرةٍ مُخيفة 
-الجنان إني أسيبك يا كياني… 
كان يُريد عناقها
كان يُريد تكرار ما فعله
كان يُريد أخذها و الهرب
كان يُريد أن يُقبلها من جديد
و لكنه يعلم إن فعل لن يستطيع إيقاف شرهه و طمعه تجاهها، فـ أبعدها عنه دون أن يتركها ثم هتف بـ تهدج واضح يشي بـما يحدث داخله من حروب و براكين يمنع ثورانها
-هنتجوز يا كيان، و هتكوني كياني لوحدي، و بـ رضاكِ أو غصب عنك هترضي بيا… 
نهض و أنهضها معه ثم أكمل و هو يُمسك ذراعيها يمنع فرارها و عينيه تُحدق في عينيها الخائفة 
-أنتِ عارفة إنك مش هتعرفِ تكوني لغيري، و اللي فـ قلبك مش هتعرفِ تديه لغيري… 
إقترب منها و همس بـ خُبثٍ يحمل مشاعر تعلمها جيدًا، قُتيبة قد نفذ صبره و سيحين موعد، موعدهما و في داخلها تعلم أن تلك النهاية الطبيعية لهما 
-أنا سيبت زمان جواكِ أثر معرفتيش تمحيه، و سيبت دلوقتي جُزء مني فـ روحك مش هيطلع غير بـ طلوع روحك…
يتبع……
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!