روايات

نوفيلا ورطة قلبي الفصل الأول 1 بقلم سارة فتحي

 نوفيلا ورطة قلبي الفصل الأول 1 بقلم سارة فتحي

نوفيلا ورطة قلبي الفصل الأول 1 بقلم سارة فتحي

نوفيلا ورطة قلبي الفصل الأول 1 بقلم سارة فتحي

 بعد محاولات  الأقناع التى قام بها “” النعمانى “”حصل على موافقة والدها حتى أعمامها أيدوا الفكرة  بدلاً من الذهاب بها إلى الصعيد لنجاة من عارها ،جاء المأذون وبدء فى مراسم الزواج فى حضرة أعمامها وتحت نظرات والدها المكسوره مد يده فى يد المدعو “يعقوب” فهو مجبر حتى أن لم تفعل شئ خطأ فهو أعطاها حريتها وكانت مدللته لكنها خانت الثقة ، كيف يثق بها ثانية فالناس تثق بأذنها أكثر من أعينها ، أما هو فسمع ورأى أبنته فى بيت شاب غريب احنت رأسه ، تحت مسمى الأنفتاح والقرن الواحد والعشرون
 وماالفرق بين البنت و الولد ؟!!
لكن الإفراط فى الثقة مؤشر خطر
رفعت نظرها وعيناها الدامعتين تتعلق بعين والده ، فلم ترى بهم سوى الخزى والإنكسار ، أنفجرت باكية بشدة تشعر أنها بكابوس حتى أنتهت مراسم الزواج أنتفض والدها يهرول لخارج ، تبعته ببكاء حار وجسدها يرتعد
يابابا انا بنتك اللى مربيها كده ترمينى وتسبنى والله انت عارف أخلاقى ، ما تسمعش كلام حد ، انت هتسبنى لمين هنا طب خدنى البيت ومتكلمنيش
رق قلبه لها ورمقها والدموع متحجرة بعينيه: روحى يابنتى الله يسامحك ذى ما كسرتينى
وقعت على الأرض تنحب ببكاء : خدنى أنا معملتش حاجه انا دالين يابابا حبيبتك
أقترب منها لؤى يساعدها فى النهوض أوقفه صوت عالياً دوى صدها فى المكان : سيبها يالؤى وعلى أوضتك وحسابنا بعدين على المهزلة ديه ،، أنتى قومى من عندك خلى أى حد يوديكى أوضة فاضية تنامى فيها وكفاية نووااااح
**************************
وقف يعقوب بهيئته الطاغيه وتقسيم عضلاته البارزه يدس يده بجيب بنطاله ينظر من شرفة مكتبه بشرود بعينياه الزيتونيه التى تناقد سمار بشرته فعينيه حاده كصقر تجعل من يره يخشاه الرجال قبل النساء  ضحك ساخراً على ما حدث يشبه المسلسلات والروايات
Flash back
ترجل من سيارته ثم دلف للداخل طالعها تقف فى البهو  وقف من خلفها كانت  تتمتم بكلمات أغنية وتتحرك بأريحة فى المكان وشعرها منسدل على ظهرها كشلال دهب عقد ما بين حاجبيه متسائلاً : احمممم أنتى مين ؟؟ وبتعملى أيه عندك ؟
أستدرات له بفزع ثم  طالعت هيئته تاهت فى ملامحه وأغمضت عينيها لبرهة ثم همست بخفوت : لا مش معقوله انت شغال هنا ده أنت تقعد ويجلك طقم جوارى حوليك ويبقى حريم السلطان
أستراق السمع إليها وصلته بعض من كلماتها البلهاء رفع طرف حاجبيه : أنتى بتقولى أيه ؟؟
أردفت  بأبتسامة دافئة : برتقال فريش لو سمحت
ضحك مستهزأ وبنرة رجولية أرعبتها قليلاً :
أفندم عيدى تانى كده أنتى بتطلبى منى أنا ؟!
خرجت الكلمات من فمها متقلقلة وهى تطالع هيئته خاطفة الأنفاس : أيه مالك صوتك بيعلى ليه ؟
 أنت مش لابس ببيون تبقى شغال هنا جرسون مالك بقى ؟؟
رمقها بنظرة ساخرة تحمل فى طياتها الوعيد ولم تكن نظرة فقط بل أنذار بتفوه بكلمة أخرى : أنت كل معلوماتك عن البيبون..يبقى جرسون
 أنت مين ؟؟ أنتى دخلتى هنا أزاى ؟؟
عند هذه النقطة دلف لؤى مسرعاً  ببعض الخوف والقلق : يعقوب أنت جيت بدرى ليه ، أااقصد حمد على السلامة
لم يطل الصمت وهو يتفحص تعابير وجهه :
حضرتك النهارده يابيييه فى حوار صحفى هنا أنت نسيت ثم أكمل رافعاً حاجبيه مشيراً إليها متسائلاً بصمت
تنهد لؤى بعمق وأجابه فى رسمية تامة :
أه أسف نسيت يا أبيه
“”دالين ” زميلتى كانت جايه معايا تاخد الملازم عشان عندنا أمتحان أخر الأسبوع
كان يستمع لحديثه وقسمات وجهه تنم عن صدمة حقيقة مما يسمعه ثم هتف بتساؤل : وهى زميلتك تيجى معاك البيت لوحدكم ومن أمته الكلام ده يااستاذ لؤى
تأففت ” دالين ” بقوة تستغفر ربها : معلش سورى حضرتك بتكلم كده ليه ، وأيه فى البيت لوحدكم ديه حاسب على كلامك ، بعدين طالما أنا مش بعمل حاجه غلط خلاص ميهمنيش
تمكنت الدهشه منه عند سماع كلماتها توسعت عيناه بذهول ثم تجاهلها وأكمل حديثه مع أخيه : خلص يا لؤى عايزك فى مكتب قبل ما بابا يرجع
هما بالأنصراف لكن أستوقفه صوت ضجيج عالياً يأتى من الخارج ، أصبحت نظرته أكثر قاتمة وحدة فصاح بأعلى صوته : فى أيه بره ؟!
الدوشة اللى برة ديه ليه ؟!
هتف حارس الأمن بإرتباك : فى ناس بره ومصممين على الدخول
رفع يعقوب جانب حاجبه  متشدقاً بغلظة :
 هى سايبه أى اللى عايزين يدخلوا ديه ؟؟ من الناس ديه؟!
نظره للأرض وهتف على بأستيحاء : يعقوب باشا بيقولوا أنهم تبع الهانم اللى مع البيه الصغير
قطبت ما بين حابيها بأستغراب فبدأت الواسوس تنهش عقلها : ناس مين ؟عايزينى أنا؟ ومين يعرف أنى هنا ؟
هز الحارس رأسه بالإيجاب لها : اه يافندم بيقول والد حضرتك ومعاه كام واحد بجلبيات وشكلهم مش جايين فى خير
سرت الرعشه بجسدها ،أبتلعت لعابعها بصعوبة و أنعقد لسانها ثم على وجيف قلبها رمشت بعينيها ثم أنتفضت بذعر : بابا !!!
بابا هو يعرف أنا هنا ازاى ؟!
نظر إليها يعقوب بنظرات تحمل الشك وبصوت رجولى  خشن : دخلهم يابنى خلينا نشوف الحوار أيه ؟؟
ولج والدها للداخل ووزع نظراته فى المكان كله حتى وقع نظره عليها حدجها بنظرات نارية ، فى لحظة اقترب منها  يجذبها من شعرها سحباً لها فوقعت أرضاً تحت قدميه ، القى عليها بعض السباب بوعيد بأشد العقاب ، فنادى على من معه من رجال ليأخذوها عنوة ، هتفت بخوف جلى ودموع تنهمر على وجنتيها :
يابابا فى أيه ؟! والله يابابا ماعملت حاجه أنا بس جايه كنت أخد ملازم
أجابه صوت من الخلف بخشونه : هنطلع بيها على البلد على طول ياعمى ولا أيه ؟!
صوت أخر أشد قسوة : مش لما نخلص منها ومن اللى مرمغ شرفنا ، ياما قولتلك يااخويا كفايه بتك علام ونجوزها ولدى تجول لا لحد ما يجلنا الناس لأماكن أكل عشنا ويقول ألحقوا بتكم فى البيوت جابتلنا العار
بس
صرخ بيهم يعقوب بصوت جعل أعضائهم ترتجف :
أيه انتوا وهو اللى بتعملوا ؟؟!
سيب يا جدع انت شعرها ده.. وأيه الحوار هابط اللى بتعملوا ده ؟! عشان فلوس وكده ولا أيه ؟؟
صاحت دالين بكاء وهى تحاول التملص من يد عمها  : أخرس يابنى أدم انت ، والله يابابا اللى فى دماغك ده مش صح ….وبلد أيه هتسافرنى ليه صدقنى والله ما عملت حاجه ، ما تسمعش كلام عمى
ملامحه جامده بلا تعبير فقط يحملق يستشفى صدق حديثها  غرق فى تفكيره لتحليل الموقف ونظراته تحذرها من صحة ما يدور بعقله ،، جذب ” لؤى ” معصمه  همساً له : يا أبيه الحقها دول هيموتها بجد
كما هو على وضعيته يدس يده بجيبه ولم يرف له جفن تحت صراخها ونحيبها وترجى والدها بأن يسمعها أو يصفح عنها ضحك داخله بأستهزاء كانت من دقائق قليلة ترفع رأسها عالياً تتفاخر بتفكيرها ، دقائق من الصمت الممتزج بالخوف والارتعاد ، لكن بدء الأمر  يستفزه ويثير أعصابه صاح بصوت جهورى : أنتوا أيه ؟! اتجننتوا ما بنتكم قدامكم أيه كنتوا جبتوها من على السرير تار وعار أيه
بينما والدها لم يسع صدره أكثر لسماع تحليلات فى شرف أبنته فسحب يديها بقوة خلفه وهو يتجه للخارج
متجاهلاً اعتراضها وتعثرها ثم وقف يهتف : بنتى أنا هعرف أربيها أما ابنكم خافوا عليه
 لكن قاطعه دخول والد بعقوب    ” النعمانى “
وقف يطالع وجههم بملامح مجعدة : ممكن أفهم أيه اللى بيحصل هنا ؟! الصوت جايب لبره خير
صاح رزق ( والد دالين ) يلا بينا من هنا بتى وأخدتها وانا أعرف أربيها بأيدى
صاح أحد عمومتها بحدة بصوت جمهورى وهو يحدجهم بنظرات ناريه صارمة ويهتف بسباب لاذعاً : أحنا ميغسلش اللى حصل ده غير الدم مهما حصل مش هنعديها بساهل لو هنموت ميهمناش
أشار لها ( النعمانى ) بيده يستوقفه ثم رفع نظره ليعقوب
عقد حاجبيه متسائلاً
بينما يعقوب بدوره يسرد عليها ما حدث هز رأسه بتفهم رافعاً نظره للؤى بتوعد ، هز النعمانى رأسه بكل ثبات وقوة ، تفهم الموقف وجاهد فى حل الأمور رغم انفعالتهم وغضبهم إلا انه رجل ذو هيبه وله تأثير من نوع خاص على من حوله فطلب منهم البقاء لتوضيح الأمور أكثر   ذهب صوب مكتبه وأشار لأبنه يعقوب بأن يتابعه
****************************
(( يعقوب مفيش حل غير أنك تتجوز البنت ديه ))
كانت تلك الجملة التى أردف بها النعمانى
ضيق يعقوب عينيه ثم أكمل بنبرة تحمل السخرية :
أزاى يعنى ؟!هو فى أيه؟!
 ده أنا ممكن بأتصال صغير مخرجهمش من هنا
جحظت عيناه بشدة وأرتسم الأنزعاج على ملامحه ثم أقتراب منه بخطوات ثابته وتوقف  ليستطرد بصوت عميق وهو يشير إلى نفسه : يعنى تفتكر أنا مقدرش
أعمل كده بس  البنت ديه لو خرجت على الصعيد بالفضيحه ديه مش هتعيش وإذا عاشت مش هتبقى بنى أدمه سويا ..ده غير الأهم اهلها هيخروج من هنا ومش هينسوا تارهم من اخوك دول صعايدة ، ده شرف يعنى أصعب من التار عندهم ولو خلصت من دول فى غيرهم كتير أنا اخاف عليك وعلى أخوك ، ده غير الصحافة اللى زمانها جايه والمشروع الكبير اللى هيتضر وأعدائنا ما هيصدقوا
أستحوذت الصدمة علي يعقوب للحظات وجلى غضبه على ملامحه : أيه يا بابا واحنا مالنا ومال الكلام ده تارا ليه  هما حريين فيها نشيل بلاوى ليه جت هنا برضاها تستاهل وأخويا أنا اعرف احميه
هز رأسه متفاهماً ثم اجابه بغضب: خلاص براحتك يا يعقوب ابعتلى لؤى هو اللى هيوافق انا مش هضحى بيه يكتب كتاب وبعدين نشوف الحل فى الورطه ديه
زفر بحنق وهو يحك مرخرة رأسه : لا لا لؤى لسه فى التعليم ومستقبله هيضيع أبعت هات المأذون
back
أغمض عينيه بألم يشعر بالصداع يفتك خلايا دماغه
****************************
فى منطقة شعبية تتأجج بسكان المنازل متراصة بجوار بعضها فكل ما يقال بها حتى وأن كان همساً تستطيع معرفته المنطقة لايبقى بها أسرار فمذ أن جاء رزق والد دالين و يقطن هذه المنطقة هو أخواته وأصبح مصدر رزقهم بها فهم تجار وسمعتهم الطيبه ساعدتهم
ولج رزق إلى شقته بأكتاف متهدلة فأبنته كانت تملأ
البيت بضحكاتها وطفولتها تزوجت بأصعب طريقه
يمكن أن يتخيلها عقله ، وضع رأسه بين كفيه فهو
السبب بالغ فى تدليلها والثقة الزائدة فأصبحت متمردة
تتصرف بدون حساب تحت مبدأ ” أنا لم أخطئ فأين المشكلة ..طالما لم أتجاوز الحدود “
صوتها يمزق نياط قلبه فهو حرم من فرحة تسليمها لزوجها بيده تنهد بحرق
****************************
بينما فى الجهة الأخرى تقف سيارة بعيداً تراقب قصر النعمانى زوج من العيون تشتعل بنيران ، عديم المرؤءة
بعد ما فشل فى القرب منها خاض فى عرضها ، يغرس أنيابه فى شفتيه بغيظ كاد أن يدميهم فكل ما خطط له
سار عكس ، ضرب المقود بيده بغضب ، حقد مضاعف غلف نظراته
هتف ياسر صديقه بتبرم : خلاص يا أنس اللى خططت عشانه باظ هى دلوقتى تبع بيت النعمانى أبعد عنها
أنا اصلا مش عارف أزاى وافقت أننا نعمل كده فيها
تحولت نظرته أكثر قسوة وتغلفت نبرته  بمزيد من الغل :
هى بتاعتى أنا حاولت معاها بكل طرق ومش هتنازل عنها
يتبع …….
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى