روايات

رواية زواج بالإكراه الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الجزء الثامن والعشرون

رواية زواج بالإكراه البارت الثامن والعشرون

رواية زواج بالإكراه الحلقة الثامنة والعشرون

في صباح اليوم التالي..
في غرفة آسيا..
استيقظت على صوت ارتطام حجارة بزجاج شرفتها فعقدت حاجبيها بضيق و تساؤل و نهضت بتكاسل وهى تمسح اثار النعاس من علي وجهها ، دلفت للشرفة و نظرت حولها فلم تجد شئ ولكنها فجأة شعرت بصخرة صغيرة ترتطم برأسها ، فتآوهت بغضب وهى تذهب لسور الشرفة و تنظر للأسفل فوجدت يامن يقف بالحديقة و ما أن رآها حتى تهللت أساريره ولكنها رمقته بشمئزاز و كادت أن تدلف ولكنها ظل يهتف بأسمها بسرعة فنظرت له مرة أخرى بضيق..
يامن بسرعة :
– آسيا اسمعيني عشان خاطري
آسيا بإقتضاب :
– عايز ايه؟
يامن بصدق و لهفة :
– والله اللي شوفتيه ده مش زي ما انت فاكرة ، والله انا اتغفلت ، انا كنت قاعد عادي لقيتها آآ لقيتها …
آسيا مقاطعة بسخرية و تشعر بالنيران تتأجج داخلها:
– لقيتها باستك ؟؟ ايه يا حبيبي مكسوف تقولها ، اوقات بتحرجني بأخلاقك
يامن:
– آسيا لو سمحتي صدقيني ، والله انا مش بكدب عليكي
آسيا بهدوء:
– لحظة واحدة ..
دلفت بسرعة و تركته علامات الحماس ترتسم على وجهه ، هل عفت عنه و سامحته ؟ انتظرها بشوق كبير يظهر عليه و التمعت أعينه بأمل و لكن فجأة شعر بالماء البارد يسقط على رأسه فصرخ بخضة و صدمة وهو يرفع نظره لها فرآها تقف من الشرفة و تبتسم بتشفي..
آسيا بأبتسامة ثلجية:
– سوري مكنش قصدي
ثم ضحكت بتهكم و دلفت إلى الداخل فزفر بغضب محاولاً التحكم بأعصابه كي لا يصعد و يفتك بها ، خلع تيشرته و اعتصره جيداً بيده وهو يتذمر بقوة و يشعر بالإهانة ولكنه تحامل على نفسه و على كرامته وهو يرتدي ملابسه مرة أخرى و يدلف إلى الداخل ، لو كان بيده لصعد للغرفة ولكن جده يمنعه بقسوة..
……………………………………………………………
فى غرفة أيان..
تململت في فراشها بضيق من أشعة الشمس التي تداعب وجهها فتقلبت على جانبها و أعطت الشرفة ظهرها ، كادت أن تغط في سبات عميق مرة أخرى ولكن شعرت بيد تملس على شعرها ، انتفضت بخضة وهى تجلس لتصرخ بقوة وهى تراه ينظر لها بأبتسامة و هو عاري الصدر..
أيان بخضة من صراخها:
– اهدي في ايه ؟؟
بدور بخجل شديد وهى تضع حول جسدها الغطاء:
– احنا عملنا ايه !!!!!!
أيان بأبتسامة مشاكسة وهو يمرر سبابته على ارنبة أنفها:
– لو مش فاكرة انا ممكن افكرك عادي ..
بدور بصدمة وهى تصفعه:
– اه يا قليل الأدب
استدار وجهه من شدة الصفعة فجحظ اثنتيهم بأعينهم و الصدمة ترتسم على وجوههم ، شهقت بخضة و وضعت كفها فوق شفتيها وهى ترى أذنه تتورد من شدة غضبه ، عض شفتيه بغيظ وهو يتحسس على وجنته ثم أدار وجهه لها مرة أخرى و رمقها بنظرة محتقنة..
بدور بندم وهى تجلس على ركبتيها فوق الفراش :
– انا اسفة ، والله مكنش قصدي ، انا آآ انا اتوترت بس لما آآ ، خلاص بقى انا اسفة
أيان بإقتضاب وهو يجلس على الفراش و يضع قدمه أرضاً باحثاً عن خفه المنزلي:
– تمام يا بدور حصل خير
عضت شفتيها بندم وهى تراقب نهوضه فوجدت نفسها تقف على الفراش و تقفز على ظهره فصرخ هو بخضة ثم حاوط فخذيها الملتفين حول خصره بسرعة كي لا تسقط أرضاً..
بدور بمرح وهى تحاوط عنقه:
– أي حركة غدر الملاية اللي ساترة بيها نفسي هتقع ، امسكني كويس
أيان بضحك وهو يهز رأسه بيأس:
– هتفضلي مجنونة لحد امتى ؟
بدور بغنج أنثوي وهى تسند ذقنها على كتفه و تتأمل وجهه الوسيم:
– مش عاجبك جناني يا حبيبي ؟
أيان بذهول وهو يتسمر بمكانه:
– حبيبك ؟
بدور بأبتسامة واسعة و قلبها ينبض بشدة:
– طبعا حبيبي ، و روحي و قلبي و كل حاجة حلوة ليا
أيان بسرعة وهو يديرها إليه ليصبح وجهه قبالة وجهها ولكنه مازال يحملها:
– قولي الكلام ده وانت بصالي في عيني ، انتِ بجد شيفاني كل ده ؟
بدور بأبتسامة وهى تضع قدمها أرضاً لتقف على أطراف أناملها:
– شيفاك اكتر من كدة كمان ، انا طول عمري بحلم باللحظة اللي اشوفك فيها جوزي و حبيبي ، طول عمري مستنية اللحظة اللي اقولك فيها كل مشاعري
أيان بأبتسامة مليئة بالحب وهو يتحسس وجنتها:
– انا اسف اني ضيعت كل الوقت ده ما بينا ، انا بحبك اوي بجد
ابتسمت بسعادة و حاوطت عنقه لتحتضنه بقوة فحملها بسرعة وهو يضمها بشدة ليسقط الغطاء من عليها فشهقت بخجل و حاولت أبعاده كي تنحني و تأخذه ولكنه لم يسمح لها فحملها بسرعة ليركض بها داخل الغرفة و صوت قهقهاتهم يعلوا لينغمسوا فى عشقهم غافلين عن ما يحدث حولهم..
……………………………………………………………
على طاولة الطعام..
كان يجلس الجميع و الصمت يخيم عليهم ، فقرر عبد التواب أن يتحدث هو ليخف من حدة الأجواء..
عبد التواب بتساؤل:
– فين بدور و أيان ؟ منزلوش يفطروا ليه
فاطمة :
– يمكن راحت عليهم نومة ، مش مشكلة يا عبده ، معلش سامحهم المرة دي
عبد التواب بأبتسامة وهو ينظر لمليكة التي بادلته الابتسام:
– هسامحهم عشان مزاجي حلو بس ..
فاطمة بتساؤل وهى تبتسم بتعجب:
– خير فرحنا معاك ؟
عبد التواب بأبتسامة واسعة:
– اول حفيد لعائلة الجندي في الطريق ..!
شهق الجميع و تبادلوا النظرات فيما بينهم حتى قاطع فضولهم وهو ينظر لمليكة التي توردت خجلاً..
– الدكتورة هتجيبلنا اول حفيد..
ريتال بشهقة قوية وهى وقف و تذهب إليها:
– مليكة انتِ حامل !!!!! يعني انا هبقى خالتو ؟؟
فاطمة بسعادة:
– الف الف الف مبروك يا احلى مليكة ، احنا لازم نعملها حفلة يا عبده ، حفلة تليق بينا
مليكة بأبتسامة :
– لسة بدري ، نطمن بس أن الدنيا ماشية تمام و نعمل كل اللي انتوا عايزينه
سيليا بأبتسامة:
– مبروك يا كوكي ، مبروك يا صقر
صقر و مليكة:
-الله يبارك فيكي يا سيليا
آسيا بأبتسامة:
– الف مبروك يا حبيبتي
مليكة بحب:
– الله يبارك فيكي يا سوسو ، الله يبارك فيكم كلكم يا رب
كان يونس يراقب زوجته التى تقف بجانب مقعد مليكة و تحتضن كتفها و ابتسامتها تزين وجهها بعفوية ، ولكنه عقد حاجبيه بقلق وهو يرى ترنحها بخفة فوقف بسرعة و ركض إليها فوجدها تسقط مغشياً عليها بين أحضانه ليصرخ الجميع بقلق فحملها و ركض بها إلى غرفتهم ..
بعد مرور نصف ساعة..
في غرفة يونس..
فتحت أعينها بصعوبة لتتفاجئ بالطبيب يجلس أمامها و يقف حولها جميع أفراد عائلتها ، عقدت حاجبيها بتساؤل ثم نظرت للطبيب ليبتسم لها وهو يضع معداته بحقيبته و يقف..
الطبيب بأبتسامة :
– مبروك المدام حامل ؟؟
ريتال بخضة وهى تنتفض و تجلس نصف جلسة:
– حامل !!!!!
الطبيب مؤكداً:
– أيوة الف مبروك
ألقى جملته التي كانت بمثابة قنبلة موقوتة و خرج بهدوء لتتوالى عليها القبلات و الزراغيط عمت الغرفة ولكنها بقت شاردة وهى تحاوط بطنها ، نظرت ليونس الذي كان يقف و علامات الفرح تقفز من أعينها فرمقته بحنق ولكن تفاجئت به يجلس على الفراش بجانبها و يجذبها عنوة بين أحضانه و يقبل رأسها..
يونس بحب كبير:
– الف مبروك يا حبيبتي
مليكة بسعادة مفرطة و مرح:
– كدة بقى فيه حفيدين جايين يا جدو ، جهز نفسك
عبد التواب بسعادة بالغة :
– ده انا جاهز و نص
ضحك الجميع بسعادة غافلين عن تلك التي تحاول التملص من بين احضان زوجها السابق ولكنه يطبق عليها بشدة فأستسلمت بإرهاق و أسندت رأسها على صدره وهى تلتقط أنفاسها ..
……………………………………………………………
في منتصف اليوم..
في غرفة آسيا..
كانت تجلس بالشرفة وهى تراقب الأجواء و تلعن نفسها فهى صعدت للشرفة بعد أن استمعت لصوت سيارته فخرجت بسرعة و راقبته وهو يغادر ، بدون إرادة منها انهمرت دموعها بحرقة فهى ظنت أنه سيحارب لجعلها تعفو عنه ولكن خيب آمالها وهى تراه يصعد بسيارته و يغادر فبالطبع سيذهب لتلك الملاهي الليلية اللعينة و لأصدقاء السوء خاصته ، مسحت دموعها بعنف و دلف إلى الداخل فرأت حقيبة ملابس صديقتها ملقاه أرضاً ..
آسيا بضيق:
-استغفر الله العظيم
ثم جلست أرضاً و لملمت جميع الملابس الخاصة بصديقتها الملقاه بجانب الحقيبة لتأخذهم و تضعهم بداخل الحقيبة ثم هاتفت شخص ما و أخبرته بأنها تريد تذكرة طيران في الحال فأجابها الآخر انها ستكون معها في خلال نصف ساعة ، شكرته ثم أغلقت معه و أمسكت الحقيبة جيدا لتخرج بها من الغرفة و تهبط بها الدرج فقابلت سيليا ..
سيليا بقلق وهى تنظر للحقيبة بيدها:
– أنتِ رايحة فين بالشنطة دي
آسيا بأبتسامة مطمئنة:
– متقلقيش ، انا مش هسافر ، دي هدوم صاحبتي هطلعهلها
سيليا بحب وهى تربت على وجنتيها:
– أنتِ طيبة اوي يا آسيا ، يلا روحي ، آجي معاكي ؟
آسيا وهى تكمل سيرها للخارج:
– لالا مش مستاهلة ، انا خمس دقايق و راجعة
اومأت لها سيليا ثم صعدت الدرج بسرعة لتذهب لزوجها للتحدث معه ، أما آسيا فخرجت من البوابة الرئيسية الحديدية للقصر و نظرت جانباً فرأت صديقتها تغط بسبات عميق وهى تجلس أرضا محتضنة ركبتيها ، دمعت أعينها وهى تُجهِّم وجهها عنوة كي لا يظهر على وجهها أي رحمة ، طلبت من الحارس أن يوقظها بهدوء فربت على كتفها ففتحت أعينها بخضة ثم توسعت حدقتيها وهى ترى آسيا تقف أمامها ..
صديقتها بذهول :
-Asia ! Are you really that?
“آسيا ! هل انت تلك حقاً ؟”
آسيا بجمود وهى تضع حقيبتها بجانبها:
– I brought your bag for you, and within minutes I will send you your return ticket. I made a mistake when I asked you to come. You are not a friend I can include among my family.
“لقد جلبت لك حقيبتك ، و في غضون دقائق سأرسل لك تذكرة العودة خاصتك ، لقد اخطأت عندما طلبت منك المجئ ، انت لست بصديقة يمكن أن أضعها بين عائلتي”
أعطتها ظهرها و غادرت بسرعة وهى تبكي بقوة ، تشعر بأنها تنقطع عن ذكرياتها و جذورها ولكنها تلقت صفعة قوية جدا من تلك الخائنة كيف لها أن تأمن لها مرة أخرى ، صعدت بسرعة الي غرفتها و لكن قبل أن تدلف شعرت بضيق شديد فقررت الذهاب الى ريتال ، صعدت للطابق التي تقطن به ريتال و قبل أن تدلف استمعت لمشادة كلامية شديدة تأتي من الداخل فترددت كثيراً و كانت تنوي المغادرة ولكنها اقتربت أكثر لتستمع لهم بوضوح خوفاً من بطش إحداهما ..
……………………………………………………………
في غرفة ريتال ..
كانت تقف في منتصف الغرفة وعلامات الغضب و الجنون مرتسمة على وجهها و يقف أمامها يونس الذي يحاول تمالك نفسه بصعوبة كي لا يصفعها مراراً و تكراراً ..
يونس بهدوء مصتنع وهو يحاول الاقتراب منها:
– ريتال يا حبيبتي انا عملت كدة عشان بحبك
ريتال بجنون وهى تدبدب بقدمها في الأرض:
– انا مش لعبة في ايدك !!!!!!!!!!!!! مش تطلقني على مزاجك و تردني على مزاجك !!!!
يونس من بين أسنانه:
– انا اساسا رديتك في نفس اليوم ، و قولت اسيبك تهدي و بعدين هقولك أننا مطلقناش ولا حاجة
ريتال بغضب:
– يا سلام ؟؟ اصل احنا قاعدين نلعب ، ولما انت مش عايز تطلق طلقتني ليه وقتها
يونس بضيق:
– عشان انتِ كنتِ عايزة تطلقي ..
ريتال بضحكة ساخرة:
-والله ؟ طب انا بقولك طلقني تاني اهو
يونس بحدة:
– لا احنا كدة بنلعب فعلا !
ريتال بقوة وهى تضع سبابتها على صدره:
– انت هتطلقني يا يونس عشان أنا مقبلش اعيش مع واحد همجي بيمد أيده على مراته ، و اللي في بطني ده انا هنزله عشان أنا مش عايزة اي حاجة تربطني بيك ، و ده آخر كلام عندي..
كادت أن تغادر من أمامه بشموخ ولكنه جذبها بعنف من معصمها و أوقفها أمامه و اعينه تُخرِج سهام نارية ارعبتها..
– هو أنتِ قولتي ايه ؟
ريتال بتلعثم وهى تسترد لعابها:
– قولت ايه ؟
يونس من بين أسنانه وهو يضغط على معصمها:
– أنتِ قولتي هتنزلي ابني ؟ عايزة تموتي ابننا يا ريتال ؟
كانت الكلمة قاسية على مسمعها فأهتزت حدقتيها برهبة و ارتعشت أطرافها وهى تنظر بأعينه التي تلومها بشدة ، دمعت أعينها ولم تستطع التحمل فوضعت كفيها على وجهها و اجهشت ببكاء قوي جعله يضمها بسرعة و حنان فحاوطت خصره و دفنت وجهها بصدره و ظلت تبكي..
ريتال ببكاء و طفولة :
– انا اكيد مش عايزة اموت ابني أو بنتي ، انا مش شريرة ، انا بس مش عايزة اي حاجة تربطني بيك !
يونس بهدوء دافئ :
– و ده من قلبك يا ريتال ؟ بجد مش عايزة حاجة تربطك بيا ؟
اومأت بسرعة فأمسك ذقنها بخفة و رفع وجهها إليه لتنظر داخل اعينه التي اشتاقت للنظر إليها ، لم تتحمل و نفت برأسها بسرعة ليبتسم و يلثم شفتيها بقبلة صغيرة كصك ملكيته عليها فأغمضت أعينها بإستسلام و سكينة..
يونس بحب وهو يسند جبهته فوق جبهتها:
– انا بحبك اوي يا ريتال ، و كل يوم بتأكد من ده ، انا بقيت مش قادر اعيش من غيرك و من غير غلاستك و شقاوتك ، لما عرفت انك شايلة حتة مني كان ناقص قلبي يطلع من مكانه من كتر فرحتي ، انا بجد عايزك معايا و آسف على اي حاجة حصلت انا وقتها غيرت عليكي مستحملتش و عارف ان ده مش مبرر بس والله ده من حبي فيكي ، صدقيني عمرها ما هتتكرر تاني ، انا مش عايز عمرنا يضيع في خناق و خصام ، خاصميني وأنتِ جمبي و في حضني بلاش يبقى بينا مسافات و حواجز ، خلي ده هدف من أهدافنا ، فهماني يا حبيبتي ؟
اومأت بأبتسامة ثم طبعت قبلة صغيرة بجانب شفتيه ليبتسم لها بحب وهو يحملها و يدور بها لتقهقه بشدة وهى تحاوط رقبته بسعادة..
في الخارج..
ابتسمت آسيا و غادرت فقابلت بدور و أيان يهبطون الدرج بحب يظهر على ملامحهم ..
بدور بأبتسامة وهى تركض لها:
– آسيا ! عاملة ايه
آسيا بأبتسامة:
– الحمدلله كويسة
أيان بأبتسامة صغيرة:
– ازيك يا آسيا ، احنا كنا بندور عليكي
آسيا بتعجب:
– بتدوروا عليا انا ؟
بدور بسعادة:
– أيوة ، يلا أيان هيخرجنا
آسيا :
– لالالا انسوا ، انا تعبانة و عايزة انام اخرجوا انتوا
بدور بحزن:
– بس آآ
آسيا مقاطعة وهى تهبط للطابق الخاص بها :
– اخرجوا يلا و اتفسحوا
لم تعطهم الفرصة فنظرت بدور بحيرة لأيان الذي قلب اعينه بتفكير ثم أخرج هاتفه ليحادث يامن..
أيان بضيق وهو يحاوط كتف زوجته و يهبط بها الدرج:
– الخطة فشلت يا يامن ، مش عايزة تيجي
يامن بزفير قوي:
– ماشي يا أيان اقفل
اغلق معه وهو ينظر لزوجته الحساسة التي دمعت أعينها بحزن فضحك بقوة عليها وهى تحاول مسح دموعها بسرعة كي لا يلاحظ..
أيان بمرح:
– المفروض انا اللي اعيط خلي بالك ، عشان ضيعتي عليا اهم مؤتمر في حياتي
بدور بخجل و غضب وهى تلكزه بكتفها:
– كله من قلة ادبك
أيان بضحك:
– مش هتكلم عشان متقلبيش شبه الطماطم كدة “ثم أكمل بحب وهو يقبل كفها” يا ستي فداكي مليون مؤتمر اهم حاجة تكوني أنتِ معايا
بدور بحب :
– انا بحبك اوي يا أيان ، انت احسن حاجة حصلتلي في حياتي
أيان بأبتسامة و مرح:
– شكرا شكرا ، أنتِ عارفة أن المؤتمر اصلا صحيت لقيت رسالة انه متأجل لبعد بكرة
بدور بصدمة :
– بجد !!! الحمدلله يا رب
أيان وهو يفتح لها باب السيارة:
– عشان كدة هنروح نشتري طقم classic لأحلى دودو فى الدنيا
بدور بذهول وهى تدلف السيارة:
– انت هتاخدني معاك ؟! طب هتقول للناس اني مين ؟؟
أيان بحب و مشاكسة وهو ينحني عليها بشدة ليغلق لها حزام الأمان:
– هقولهم انك حرم أيان الجندي
بدور بتوتر كبير:
– لالا متقولش كدة ، اقولك ، متقولش لحد انك اتجوزت اصلا ، عشان محدش يعرف اني مش مكملة تعليمي و ده ممكن يأثر عليك و على شغلك و انت عارف الصحافة مبترحمش
أيان بذهول من تفكيرها:
– لا طبعا أنتِ بتقولي ايه ؟
بدور بحزم:
– لو هتقول اني مراتك انا مش هاجي
ظل ينظر لها يقرأ الألم بأعينها ولكنه قرر ارضائها فأومأ بصمت ثم اغلق الباب جيداً و ذهب لمقعده لينطلق بالسيارة ..
……………………………………………………………
في الشركة آسر..
دلفت بهدوء ظاهري عكس الحروب التي بداخلها ، هى لا تعلم لماذا اتت إلى هنا بعد ما حدث بينهم في آخر لقاء ولكن ما تعلمه جيدا ..
فلاش باك..
خرجت من غرفة آسيا كاللهيب المشتعل فالشيطان استطاع أن يستحوذ على تفكيرها فتخيلت آسر يخونها ، دلفت إلى غرفتهم بقوة انتفض منها آسر من على الأريكة..
آسر وهو يضع يده فوق قلبه:
– في ايه يا مجنونة حد يدخل على حد كدة ؟
سيليا بحزم وهى وقف أمامه:
– انا مش عايزة اي بنت في الشركة
آسر بعدم فهم وهو يقترب منها:
– يعني ايه ؟
سيليا بحدة:
– يعني مش عايزة اي بنت في الشركة ! صعبة دي ؟
آسر من بين أسنانه:
– ممكن توطي صوتك عشان أنا مبحبش الصوت العالي ، و بعدين نمشي ليه الناس ليه البنات تحديداً يعني ؟
سيليا بغضب:
– انا حرة ! مش عايزة اي بنت في شركة جوزي
آسر بسخرية:
– يا سلام !!! هو في ايه بظبط ؟
سيليا بضيق و غضب غير مبرر:
– هو ايه صعب في كلامي !! ولا انت مش هتقدر على بُعدهم ؟!
آسر بهدوء مصتنع وهو يعطيها ظهره كي يخرج من الغرفة:
– لا أنتِ شكلك تعبانة دلوقتي ، لما تهدي نتكلم
سيليا بحدة وهى تجذبه من ملابسه:
– استنى !!!!!
دفع يدها بقليل من القوة فتألمت و نظرت له بغضب وهو يهندم ملابسه و يرمقها بحدة قبل أن يستدير مرة أخرى و يسير للخارج و لكن قبل أن يخطوا خطوة للخارج كانت هى تفاجئه بكلامها الذي سقط عليه كالماء البارد..
– طلقني..
آسر بصدمة وهو يستدير لها:
– ايه ؟؟؟؟
سيليا بجمود مصتنع وهى تمسك بمعصمها الذي دفعه:
– بقولك طلقني.. ، انت اكيد زيه و هتعمل زي ما هو عمل..
آسر من بين أسنانه و قد بدأ يفقد سيطرته على أعصابه:
– هو مين ده اللي هعمل زيه ؟و هعمل ايه ؟
سيليا بجمود وقد تجمعت دموعها بأعينها:
– قريبك ، يامن !!
آسر وقد بدأ يدرك شئ:
– أيوة !!! كدة بدأت افهم ، عمل ايه زفت الطين ؟
سيليا ببكاء:
– آسيا دخلت عليه و شافته مع صاحبتها ..
ثم جلست أرضاً تضم ركبتيها و تدفن وجهها بهم و بدأ صوت بكائها يعلوا فتنهد بقلة حيلة وهو يلعن ذلك الحقير بداخله رغم أنه يعلم أن هناك شئ خاطئ فيامن ليس بخائن ، على الرغم من ماضيه السئ لكنه ليس بخائن أبداً ، اقترب منها حتى جلس بجانبها و ظل يربت على ظهرها ولكنها فاجئته وهى تدفع معصمه بعنف..
سيليا بعنف وهى تجلس على ركبتيها وتمسكه من تلابيب قميصه:
– طلقني بقولك
آسر بصدمة وهو يمسك كفيها:
– انتِ اتعبطي !! شيلي ايدك دي !
سيليا بحنق وهى تهزه بصعوبة بسبب فارق الحجم بينهم:
– هطلقني ولا اخلعك !
آسر بسخرية وهو يدفعها بخفة لتسقط جالسة:
– هتخلعيني ازاي ان شاء الله هتقوليلهم ايه ؟
سيليا بتفكير:
– هقولهم انك آآ انك ..
تورد كامل وجهها بشدة فجحظ بأعينه وهو يفهم إلى ماذا ترمي ، وقف كمن لدغته حية و قبل أن تهرب رفعها من حمالة تيشرتها..
آسر بغضب وهو يضيق أعينه:
– أنتِ قصدك ايه يا بت أنتِ ؟ ها ما تردي عليا !!
سيليا بخوف:
– ولا حاجة خلاص سيبني
آسر بغيظ وهو يعض شفتيه:
– بقى انا سيكي ميكي !! ده انا هوريكي ليلة سودة على دماغك ، عشان يعرفوا انك كدابة
لم يعطيها فرصة للرد و كملها على كتفه بسرعة كالشوال المقلوب ثم دلف الي غرفة نومهم ، تمسكت بباب الغرفة لتعيق تقدمه وهى تصرخ فيه أن يتركها..
سيليا بخوف وهي ترفص بقدمها و تمسك بكفيها:
– خلاص والله نزلني مصدقاك
آسر بغيظ وهو يحاول التقدم:
– لا لازم تتأكدي
دغدغها فأبعدت يدها عن الباب بسرعة ، ألقاها فوق الفراش فصرخت و حاولت النهوض لكنه كان اسرع منها وهو يكبل يديها و يمنع حركتها بجسده..
سيليا بإختناق وهى تحاول الحراك:
– اعقل يا آسر
آسر بجنون :
– انا عاقل جدا جدا جدا
سكنت فجأة وهى تشعر بشفتيه على رقبتها فكتمت أنفاسها و اغمضت أعينها لكن فجأة استمعوا لصوت طرقات الباب ، تجاهلها آسر و لكنه ازدادت الطرقات فوقف وهو يزفر بضيق و ذهب ليفتح و تفاجئ بأيان يقف أمامه و يطلب منه المجئ معه بسرعة لغرفة يامن فقد حدثت كارثة فرحل معه تاركاً إياها تائهة مبعثرة مشاعرها ، و منذ ذلك اليوم وهى لا تراه مطلقاً فهو يتعمد التأخر في الخارج ولا ينام معها بنفس الغرفة فقط يحادثها عند الضرورة..
انتهاء الفلاش باك..
دلفت للمصعد ثم وقفت بهدوء ظاهري ، ولكن فجأة شعرت بتردد كبير و قررت الهبوط مرة أخرى ولكن اُغلق باب المصعد ، اخذت نفس عميق وهى تشعر بإرتجاف ساقها..
سيليا بهدوء مصتنع :
– عادي يا سيليا ، هتتكلمي معاه و تعتذري و بس آآ
صمتت وهى ترى باب المصعد يُفتح فرأته يقف و يعطيها ظهره فشهقت بقوة فأستدار بعدم فهم لمصدر ذلك الصوت فتفاجئ بزوجته تقف أمامه كاد أن يتحدث ولكنه رآها تضغط على زر الطابق السفلي بسرعة جنونية ، وضع قدمه قبل أن يُغلق الباب فضغطت على قدمه بحذائها ليصرخ متألماً و يبعد قدمه سريعاً ليُغلَق الباب و تزفر هى بأريحية لكنه لم يتركها فهبط الدرج مسرعاً راكضاً حتى وقف أمام باب المصعد وهو يلهث بشدة منتظراً إياها..
سيليا بلهاث لنفسها :
– خلاص يا سيليا اهدي هو مشي ، انشالله عنكم ما اتكلمتم خلاص اهدي خدي نفسك
ابتسمت بطمأنينة ثم فُتح الباب لتتفاجئ به يُخرجها عنوة وهو يُمسك تلابيب سترتها فنظرت له جاحظة أعينها بخضة..
سيليا بأبتسامة متوترة:
– ايه ده آسر ! ازيك ؟
آسر بحنق من بين أسنانه:
– وحياة امك !! قدامي
ثم دفعها داخل المصعد مرة لتسترد لعابها برهبة و تقف بتوتر وهى تراه يضغط على زر الطابق العلوي..
سيليا بتوتر:
– هو احنا طالعين المكتب ؟
تفاجئت به يضغط على زر تعليق المصعد فنظرت حولها بهلع وهى ترى المصعد يتعطل بهم وهو يستدير لها و اعينه يملئها الشر فأستردت لعابها بخوف وهى تنكمش على نفسها و تنظر له ببلاهة و تبتسم بإرتجاف..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى