روايات

قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام الجزء الأول 1 بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام الجزء الأول 1 بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام الجزء الأول

«قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام»

فى الأزمنة البعيدة جدا… وبعد أن كرم الله الإنسان وسلحه بالمعرفة ليعيش سيدا فى الأرض ويعمرها..

ولكن الإنسان أبى إلا أن يظلم نفسه وينصاع لضعفها، ويستسلم لوساوس إبليس له..

فلم يكن من البشر إلا أن عادوا مرة تلو الأخرى لعبادة الأصنام، وأهانوا أنفسهم التى كرمها الله..

ولو أن الله قد ترك الناس فى ظلامهم دون أن يرسل لهم الأنبياء لهدايتهم وإرشادهم، لكان هذا عدلا بعد أن خالف الإنسان فطرته السليمة وعثى فى الأرض فسادا..

ولكن رحمة الله التى وسعت كل شى ورأفته بعباده، كانت وراء إرساله الأنبياء..

وهكذا كان سيدنا ابراهيم عليه السلام، فهو رحمة حقيقية أهداها الله لعباده فى أشد أوقاتهم حلكة وظلاما..

يقال أن سيدنا إبراهيم توفى الله أباه وهو طفل صغير، فكفه عمه ورباه، وكان له بمثابة الأب الذى فقده، بل وربما أحن وأقرب، حتى أنه كان يدعوه بلفظ الأبوة..

ولكن تشاء الأقدار أن أبو سيدنا إبراهيم كان يعمل فى صناعة تماثيل الآلهة، بل أنه كان أكبر صانع وتاجر لها فى قومه!!

 

 

 

عاش سيدنا إبراهيم طفولته فى مثل هذا الشرك، ولكن الله قد أهداه عقلا مستنيرا، لايقبل بالمسلمات..

ورغم حداثة سنه، فقد ظل ابراهيم طوال فترة طفولته يتسائل عن ماهية تلك التماثيل التى يصنعها أبوه من الخشب أو الحجارة، مستنكرا كيف يصنع الانسان شيئا ثم يعبده ويسجد له، أليس المنطق عكس ذلك، من إذا الخالق ومن المخلوق!!

حتى إن سيدنا ابراهيم كان يلعب بتلك الأصنام ويمتطى ظهورها مثل الحصان، بل ويسخر منها حينا آخر..

وفى يوم كان أبو سيدنا ابراهيم عليه السلام قد صنع تمثالا قبيح الشكل، فسأله ابراهيم: “ماهذا التمثال ذو الأذنين الكبيرتين يا أبي؟”

فقال أبوه: “أنه الآله مردوخ، وتلك الأذنان الكبيرتان رمزأ لفهمه وحكمته!!”

فضحك سيدنا ابراهيم وكاد أن يقول لأبيه أن الحمار وحد هو من يملك أذنان كبيرتان مثل تلك التى يملكها مردوخ، فكيف يكون ذلك الصنم إلها إذا!!

ومرت الأيام وكبر سيدنا إبراهيم، وكبر معه استنكاره وكرهه لتلك الآلهة التى يصنعها أبيه ويعبدها الناس..

وكبر معه أيضأ فضوله..

أيمكن فعلا أن يكون كل هؤلاء القوم على خطأ وهو وحده رغم صغر سنه من يميز الحق!!

 

 

 

وكان لقوم سيدنا إبراهيم معبدا هائلا، يتضرعون فيه إلى أصنامهم تلك، والمعبد ملىء بأصنام الآلهة، يتوسطه محراب للصلاة به تمثال ضخم لكبير آلهتهم..

وفى يوم من الأيام كان سيدنا إبراهيم يحضر احتفالا بذلك المعبد مع أبيه صانع الأصنام، وقد كان الكهنة يتوسطون الإحتفال ويتضرعون ويبكون ويتوسلون لتلك الأصنام طالبين منها الرزق والرحمة..

وفى وسط الإحتفال وبينما الناس مندمجين فى تضرعهم للأصنام، خرج صوت ذلك الفتى الصغير سيدنا ابراهيم عليه السلام، قائلا بصوت سمعه كل من فى المعبد: “أنه لايسمعكم سيدى الكاهن، ألا تلاحظ أن التماثيل لايمكنها أن تسمع !؟”

أحس كبير الكهنة ومن حوله بالإحراج والغيظ الشديد، فتدارك أبو سيدنا ابراهيم الموقف مدعيا مرض ابنه، وان ابراهيم لايعي مايقول، وعلى إثر ذلك الموقف غادر الاثنان المعبد..

بعد أن تأخر الوقت، وتيقن ابراهيم من نوم أبيه ونوم الناس، نهض ابراهيم من فراشه واتجه إلى الجبل البعيد ليبدأ رحلة البحث عن الخالق، وجلس فى الظلام محدثا نفسه: “هل أنا فعلا مريض مثلما قال أبى، ولكن كيف لتلك التماثيل التى لاتسمع ولاترى ولاتضر ولاتنفع بأن تكون هى من خلق ذلك الكون وأبدعه!!”..

أسند أبرهيم ظهره إلى الجبل وقد كان يفكر فيمن أحق بالعبادة من تلك الأصنام، فتأمل السماء، فرأى كوكبا مضيئا، فتسائل فى نفسه أهذا يمكن أن يكون ربى!؟

ظل ابراهيم متأملا ذلك الكوكب حتى غاب عن الأنظار، فقال ابراهيم إن الإله لايغيب، إذن ليس هذا هو ربى.

 

 

 

ثم نظر ابراهيم الى السماء مرة أخرى، فرأى القمر وقد بزغ فى من بين السحب، فقال إن هذا أكبر حجما، فربما يكون ذلك هو ربى!!؟

ولكن السحب أتت مرة أخرى وغطت القمر فغاب عن الأنظار، فقال ابراهيم هذا أيضا لايعقل أن يكون ربى، فالرب لايغيب..

ظل سيدنا ابراهيم يفكر حتى بزغت شمس الصباح عليه، ففرح إبراهيم وقال: تلك الشمس أكبر من القمر والكواكب الأخرى، أيمكن أن تكون هى ربى!؟

ولكن ابراهيم ظل يتأمل السماء حتى غابت الشمس هى الأخرى، فأنكر عليها ان تكون هى ربه..

لم ييأس ابراهي، بالعكس بل ظل ينظر الى السماء متأملا وكأن نور الله يتسلل إلى داخله، وازداد اقتناعا ان تلك الحجارة التى يعبدها قومه بالتأكيد ليست هى من الذى خلقهم..

وهنا تجلت رحمة الخالق وناداه الله جل وعلى وتبارك سبحانه قائلا: “يا إبراهيم..”

فرد إبراهيم: “لبيك يارب..”

قال له الله: “أسلم..”

قال إبراهيم: “أسلمت لله ربه العالمين..”

وخر ابراهيم على وحهه ساجدا لله وقد أيقن أنه وجد الحق أخيرا..

امتلأ قلب سيدنا ابراهيم بالايمان والسكينة بعد أن ملأه نورالله..

وبدأت قصة نبوة أبينا سيدنا ابراهيم عليه السلام…

بدأ ابراهيم يدعو قومه، فخرج عليهم قائلا: “ماهذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون؟”

قالوا: “ودنا آبائنا لها عابدين”

قال: “لقد كنتم وآباؤكم فى ضلال مبين”

قالوا: “أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين”

 

 

 

قال ابراهيم: “بل ربكم رب السماوات والأرض الذى فطرهن وانا على ذلك من الشاهدين”

بعد ذلك الإعلان عن دعوة ابراهيم ورفضه لعبادة آلهتهم، بدأ الصراع الحقيقى مع قومه، ومع أبيه أيضا فقد قال له أبوه: “إن مصيبتى فيك كبيرة ياإبراهيم.. أنت خلتنى وأسأت إلى يابنى..”

قال له سيدنا إبراهيم: ” إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ”

فثار أبو إبراهيم وغضب غضبا شديدا، حتى انه هدده أنه سوف يرجمه إن لم يكف عما يقول..

“قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا”

وطرده من بيته، ولكن رغم ذلك فمازال إبراهيم يحب أبيه حبا شديدا ويريد له الهداية فقال: “قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا”

وخرج ابراهيم مطرودا من بيت أبيه، وكانت فى رأسه فكرة أراد أن ينفذها لعلها تنير عقول الناس حول حقيقة تلك الأصنام الصماء التى يعبدونها..

وانتظر ابراهيم يوما حين كانت الشوارع كلها خالية تماما، فقد كان هناك احتفالا عظيما على الضفة الأخرى من النهر، وهو ماانتظره اباهيم حتى يفعل ماقرر..

اتجه ابراهيم إلى المعبد الكبير الذى يتعبد فيه الناس الى أصنامهم، وقد كان خاليا تماما من الناس، وكانوا جميعا فى الاحتفال الآخر..

 

 

 

كان الناس يتركون طعاما وهدايا وقرابين تقربا لتلك الأصنام..

فاقترب ابراهيم من أحد الأصنام قائلا: “لقد برد طعامك،، لم لم تأكله!؟”

وبالطبع لم يرد التمثال..

فوجه أبراهيم حديثه ساخرا لباقى التماثيل: “ألا تأكلون!!؟”

“مالكم لاتنطقون!!؟”

ثم أتى ابراهيم بفأس وبدأ بتكسير الأصنام واحدا تلو الآخر، ثم ترك كبيرهم سليما وعلق الفأس على رقبته، وذهب..

انتهى الاحتفال وعاد القوم الى معبدهم ليجدوا كل شئ محطما، والفأس معلق على التمثال الكبير..

صرخ الناس بحثا عمن فعل تلك الفعلة فى آلهتهم..

فلم يجدوا تفسيرا منطقيا الا ان الفتى الوحيد الذى اعترض على عبادة الأصنام هو من حطمها!!

فقالوا: “سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم..”

فجاؤوا بسيدنا ابراهيم عليه السلام وسألوه: “أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم!؟”

 

 

 

ابتسم ابراهيم وأشار إلى كبير الآلهة والفأس مازالت معلقة برقبته وقال: “بل فعله كبيرهم هذا.. فاسألوهم إن كانوا ينطقون”

يتبع الجزء الثاني من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى