Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم نرمينا راضي

في ذلك الفندق بجزر المالديف
……..
رفع وجهها ثانيةً لينادي عليها بهدوء وبخوف
— يمنى!!! يمنى…!!. 
ولكن لم تجيبه ولم يتحرك لها جفن من الأساس 
شحب وجه عمر من الخوف عليها…قام بها وهي مازالت بين ذراعيه لا تبدي أي ردة فعل…انزلها برفق على الفراش وقلبه يكاد يقتلع من الخوف….
ظل ينادي عليها برّقه وخوف دون أي جدوى…ليجلس بجانبها وهو يضع يده على وجه بتعب وخوف..ليردف في نفسه بندم
—ياريت كانت ايدي اتقطع قبل مامدها عليكي..اسف اسف….انا عارف ان اسفي ملوش لازمه جنب الحاله اللي وصلتلها بسبب تهوري وغبائي…بس والله بحبك…مش متخيل حياتي من غيرك ثانيه واحده 
تنهّد بتعب…ليتجه سريعاً لخزانة ملابسها…أخرج رداءاً طويلاً يستر به جسدها الشبه عاري بسبب تلك السلبوت المثيره…لفّ على شعرها ورقبتها وشاحاً أيضاً وهو يحاول أن يخفي بداخله شعرها الطويل الذي تبعثر حولها إثر جذبه الشديد منه..
حملها عمر ليتجه بها سريعاً نحو مصعد الفندق..دلّف بداخله وهو يحملها على ذراعيه يشددّ من ضمه لها
ظل يتأملها بين الحين والآخر ويوزع القُبلات الرقيقه على وجهها بخوف وندم..
خرج بها من المصعد ليتجه سريعاً نحو سيارته…وضعها بمقعد السياره الأمامي برّقه…ليعود ويجلس بمقعد القياده…جذبها بخفه ليجعل رأسها على فخذيه…ليمنحها الشعور بالراحه عندما تفيق..
اتجه للمشفى التي كان بها فهي تعد افضل مشفى بالمالديف بأكملها..
كان يوقف السياره بين الحين والآخر ليرفع معصمها له يتأكد بأن النبض جيد…ليُقبل يدها وجبينها كل دقيقه تاركاً لدموعه الإنهمار باكياً في صمت..
وصل عمر للمشفى..ترّجل من سيارته…وضع يده على مكان جرحه فجأةً فقد شعر بالتعب ثانيةً وبدا الإرهاق واضح عليه بسبب اتفعالاته الحاده والزائده..
تحامل على نفسه..ليفتح باب السياره الآخر وينحني ليحملها بين ذراعيه وهو يتأملها بحزن وندم..
دلّف للمشفى سريعاً وهو يحملها والخوف يجتاح معالم وجهه…رأه الطبيب الذي قام بااجراء العمليه له..
أمره باأن يدخلها الغرفه خاصته لفحصها ولكن لغيرته الشديده عليها من أن يمسسها رجلاً غيره..
علل بنفي شديد
— لو سمحت يادكتور…انا اسف بس انا مش عاوز راجل يلمس مراتي وده حقي..فمن فضلك شوفلي أي دكتوره هنا تيجي تكشف عليها 
الطبيب باإيماء
— طيب يابشمهندس…بس الدكاتره السيدات في المستشفى هنا..للاسف مش متواجدين انهارده..بس انا عندي طاقم الممرضات هيقدروا يقوموا بالواجب..متقلقش يعني 
عمر بإيماء واستعجال
— طب بسرعه الله يخليك مراتي هتروح مني وانا السبب 
لم يفهم الطبيب مقصده من انه السبب ولكنه استدعى سريعاً احدى الممرضات بالمشفى..
أتت الممرضه وشخصت يمنى جيداً تحت نظرات عمر المرتعبه ممسكاً بيدها يحتويها بخوف 
الممرضه بعمليه ونصف ابتسامه
— متخافش المدام أغمى عليها بس نتيجه صدمه او انهيار عصبي….نظرت لخدي يمنى..لتكمل بحزن قليلاً
— مرات حضرتك في آثار ضرب على وشها وواضح ان في خلافات بينكم…انا مش من حقي ادخل فيها..بس اللي انت عملته ده ممكن يسببلها أزمه نفسيه جامده واكتئاب حاد للأسف
عمر بصدمه وحزن
— طيب..طيب انا في ايدي ايه اعمله…قوليلي اعمل ايه عشان ميحصلهاش كده 
الممرضه باابتسامه لطيفه
— واضح انك بتحبها جداً…مش هقلك غير انك تهتم بيها وياريت في مشاكلكم..تحاول قدر الإمكان تبعد عن اسلوب الضرب…لأن عواقبه وخيمه ونتايجه سلبيه وانت اللي هتضرر في الآخر 
أومأ عمر بحزن ليردف بندم
— طيب هي فيها حاجه دلوقت 
تنهّدت الممرضه وهي تنظر ليمنى..لتجيب
— دلوقت هركبلها محلول عشان ضغطها واطي وتستنى هنا جنبها ساعتين يكون المحلول خلص وتكون فاقت وبقت احسن شويه…انا دلوقت هاخد عينة دم منها عشان اعملها تحليل شامل 
أومأ لها عمر وهو يتأمل يمنى بحزن شديد…بينما اخذت منها الممرضه عينة الدم…لتقوم بعد ذلك بتركيب المحلول لها..لتتركها مع عمر ثم تتجه لعملها
..ظل عمر يتأمل الانبوب المعلق بوجه شاحب حزين والذي به المحلول يصب في جسد يمنى ببطئ 
ليحول بصره لتلك التي بدا على وجهها آثار يده وقد تورم خداها قليلاً…
داعب عمر وجنتيها برّقه وكأنه يحاول أن يخفف الورم…اقترب منها ليضع قُبله طويله على خداها..ليبتعد بعد لحظات وقد تجمعت الدموع بعينيه…ففي حياته لم يبكي أو يضعف هكذا الا في موت أبيه واخيه التوأم ويمنى…التي جعلته يعترف أنه بالفعل لاشئ بدونها وأن حياته لايوجد لها معنى وهي ليست معه..
أسند رأسه على المقعد ورائه الذي يجلس عليه بجانب الفراش الصغير الذي ترقد يمنى عليه..
ظل يتنهّد بيأس وتعب وهو يتذكر كلماتها التي القتها عليه قبل أن يفقد صوابه وينهل عليها بالضرب
(انت السبب ياعمر..انت لو متفاهم معايا كنت حكتلك كل حاجه لكن انت كل حاجه عندك ضرب وتهديد)
أغمض عينيه بألم وندم شديد وهو يفكر في كل حرف ويعيده في ذهنه مراراً وتكراراً…
ليرفض كبريائه كرجل أنه ليس وحده المذنب..نعم يعترف أنه اخطأ في حقها كثيراً…ولكن أيضاً هي من قامت بااستفزازه بكلماتها وجعلته يفقد صوابه ويضربها بشده.. 
زفر بضيق كلما رأي خداها متورمان إثر فعلته.. ليقترب منها كل دقيقه يُقبل خداها بحزن ويستنشق أنفاسها كأنه يتأكد بأنها على مايرام 
ظل هكذا لفتره لحين دخول الممرضه عليهم.. كان في ذلك الوقت يداعب وجنتيها بحنان وندم.. لينتبه بوجود الممرضه ومعها بعض التحاليل
الممرضه بحزن
— بتأسف على الأخبار دي… التحاليل بتقول ان مدام حضرتك كانت بتاخد حبوب منع الحمل بقالها كذا شهر.. وللأسف كانت على وشك تعملها عقم 
فتح عمر فمه من الصدمه واتتفض من مكانه ليسحب التحاليل منها ويعيد قرأتها بقلق وغضب قليلاً 
تحولت تعبيرات وجهه للغضب ليهتف
— اشرحيلي الكلام ده بالتفصيل لو سمحتي
الممرضه بإيماء
—  متقلقش من حاجه… الموضوع وما فيه انها لو لسه بتاخد الحبوب دي فياريت تقطعها لان لو فضلت تاخدها هتسببلها عقم فيما بعد.. لكن دلوقت هي كويسه نوعاً ما 
لم يجيبها عمر وظل ينظر ليمنى بغضب.. تركتهم الممرضه وانصرفت.. 
اقترب عمر من يمنى.. لينحني أمام وجهها يتنفس بغضب وهو يحمد الله بداخله انها لو لم تكن فاقده الوعي الآن لما استطاع السيطره على نفسها وأبرحها ضرباً بسبب غبائها الذي كان سيؤدي لحرمانها من الأمومه… نعم غاضب انها فعلت ذلك ولكنه خائف عليها أكثر أن تسبب لها تلك الحبوب مضاعفات آخرى
لحظات ووجدها ترمش بأهدابها عدة مرات لتستعيد وعيها تدريجياً وهو مازال منحني عليها يحتجزها بين منكبيه ويتأملها بغضب 
لتفتح يمنى عينيها الواسعتين ببطئ لتضح صورته أمامها اكثر.. ارتعبت من نظراته المتصلبه عليها بغضب ولكن لم تنطق فقط الخوف هو المسيطر عليها..خوفاً من أن يتهور ويأذيها ثانيةً 
أحست بألم في خداها من أثر صفعاته ولكنها لم تبدي أي ردة فعل أو تأوه ينشب عن ذلك الألم…فقد كانت عيناه الجحيميه كفيله بأن تجعلها لا تشعر بأي شئ سوى الخوف 
تحدث أخيراً  بغضب وهو مازال منحني عليها
— بسبب غبائك مكنتيش هتبقي أم نهائي…بسبب غبائك كان هيحصلك عقم…اقترب من وجهها أكثر ليصبح الفاصل بينهما بضع سنتيمترات فقط…ليهمس بهدوء قاتل ذاد من خوفها
— اقسم بالله يايمنى لو حبايه واحده اتاخدت تاني ولاعملتي حاجه من غير إذني لكون مكسر عضمك في لحمك من كتر الضرب…لأن انتي مبتجيش غير بالضرب….سمعتتتتي 
انتفض جسدها عند صراخه عليها لتغمض عينيها بشده من الخوف وكأنها تحبس دموعها منعاً من البكاء أمامه…
تنفس بعمق حينما رأى خوفها منه ليقترب منها أكثر وقد شعر بالحزن ثانيةً من انفعاله عليها وهي بحاله يرثي لها.. 
وضع قُبله رقيقه أعلى جبينها ليبتعد ببطئ وهو يتأملها تغلق عينيها بشده ليلمح قطرات الدموع المنسابه من عينيها وارتجافة شفتيها من الخوف 
همس باإسمها عدة مرات فلم تجيبه ولم تفتح عينيها.. كأنها لاتريد وجهه الغاضب وهو بالقرب منها 
نزل بشفتيه على دموعهها يُقبلها برقه وهو يهمس
—آسف.. آسف… آسف 
كان تريد أن تصرخ به بشده أو تدفعه من صدره حتى يبتعد عنها… فكلمة آسف وحدها تشعل براكين الغضب بقلبها… فكل مرةً يعتذر فيها تسامحه هي.. ثم عندما تحصل فجوه بينهما يأتي هو وبكل قسوه ويبرحهها ضرباً… كأنه استخدم ذلك الإعتذار كي يجعلها تلين له ثانيةً وتسامحه بسهوله ككل مره.. 
ولكن تلك المره… كلاا… ستتخذ هي اجراء آخر للإنتقام منه على سرعة تهور وضربه لها… 
فتحت عينيها ببطئ لتقرر أن تواجه بنظراتها فقط دون أن تتفوه بأية كلمه.. 
ولكن ماإن فتحت عيناها حتى تفاجأت بشفتاها مقيضه بين شفتيه يُقبلها برّقه كأنما يبث في قُبلاته نوعاً من الإعتذار  ..
لم تجد مفراً منه…تعلم جيداً أنه عندما يغضب يفقد صوابه…ولكن يندم وبشده في كل مرةً يُحزنها فيها تدرك أيضاً مدى قوة العشق الذي بينهم وأن كل منهما لايستطيعان الإبتعاد عن الآخر لحظةً واحده..
ولكن أي عشق هذا يجعلها تقبل الإهانه لنفسها وتسامح مره واثناان وثلاث!! 
تلك المره لن تسامحه بسهوله…ستعاقبه عقاباً من نوعٍ آخر…
بينما هو مستمر بتقبليها بكل رّقه دون أن ينتظر منها مقابل…ارغمتها قُبلاته وقُرب أنفاسه التي تعشقها على لفّ ذراعيه حول رقبته…لتستسلم له آخيراً وتعترف بضعفها أمام لهيب أنفاسه المشتاقه والعاشقه لها دائماً..
تجاوبت مع قُبلاته لتضم نفسها له أكثر…مما جعله ينزع عنها وشاحهها لتتخلل يداه شعرها الطويل الذي
يفتنه وبشده وقد تناسى تماماً أنه بالمشفى 
دقائق مرّت عليهم وهما بتلك الحاله تبادله توقاً بتوق
إلا أن شعرت بحاجتها للتنفس…فعزمت أن تبتعد عنه لتبدأ في تلقينه الدرس كما يجب
ولكن تلك المرّه  ستجعله يفقد صوابه تماماً 
ابتعدت عنه ببطئ لتجده يتأمل شفتاها بتلذذ…
استغلت شروده بعد تلك القُبله التي كادت ستعصف بمشاعرها وتجعلها تتراجع عن خطتها المجنونه لولا أنها تذكرت ثورته وتعنيفه لها منذ قليل… 
لتقوم يمنى برفع يدها فجأةً لتنزل بصفعه شديده على وجهه جعلته ينتفض من شدتها ويبتعد عنها قليلاً…
لم تكن تقصد أن تصفعه بتلك القوه ولكن كلما تذكرت مافعله به يزداد الإنتقام بداخلها 
ابتعد عنها عمر قليلاً ليرفع خصلات شعره التي تطايرت على جبينه من قوه الصفعه…
تأملها قليلاً بصدمه واندهاش بينما هي لم تبدي أي ردة فعل..
مما جعل ملامحه الوسيمه تتحول لكتله مشتعله من الغضب 
ليصيح بغضب أعمى
—تاااااني….بتمدددي اييدددك علييااا تاااني…بتستغلي نقطة ضعفي و…..
كاد أن يكمل الجمله ولكن فوجئ بها تنفجر في الضحك بشده مما جعله يقف مذهولاً منها 
لتردف من بين ضحكاتها العاليه
— ولاااه..يخربيت شفاايفك…عنب ياالااه…متجيب واحده كماان 
وقف مذهولاً وانتابت الدهشه معالم وجهه وهو يعقد حاجبيه بااستغراب من ردود افعالها الغير طبيعيه بالمره في موقف كهذا من المفترض ان تخاف منه 
لتردف ثانيةً وهي لاتستطيع التوقف عن الضحك
— ولاااه انت متنح كده ليه…وااد ياجماايكاا
همس عمر بدهشه
— جمايكا !! 
اقترب منها وهو يتأملها تنظر له وتضحك بشده 
ليجلس بجانبها وهو ينظر في عينيها مباشرةً بقوه 
مما جعلها ترتبك قليلاً وتتوقف عن الضحك..اكتفت فقط بتلك الإبتسامه البلهاء التي جعلته يضحك رغماً عنه…مردفاً بدهشه
— اييه يادبشتي…هي العلقه لحستلك دماغك ولاايه
كادت ان تناوله صفعه أخرى وهي تبتسم بغباء…ولكن كان منتبهاً لحركتها…ليمسك يدها يثبتها بقوه جانبها واليد الآخرى كذلك مما جعلها تتوتر أكتر من أن يكتشف خطتها التي مازالت على مشارف الطريق
اقترب منها وهو يبتسم بسخريه ليردف جانب اذنيها بخبث
—انا هعدهالك المرادي بس عشان انتي تعبانه دلوقت….لكن القلم ده هتتحاسبي عليه بعدين ومش هضربك لأ….
اخفض صوته اكثر ليصبح مجرد همس 
— هعاقبك عليه بطريقه انتي تعرفيها كويس 
احمرت وجنتيها خجلاً…تنفست بهدوء حتى تحاول السيطره على نفسها أمامه…لتبادله ابتسامته الساخره بمثلها…ثم ضمت شفتاها بطريقه مضحكه في وضع القُبله مما جعله يضحك بخفه على حركاتها المستهتره بكلامه…ليقترب منها ويُقبلها…لتقوم هي فجأةً بااستغلال قربه منه لتعضه من خديه بشده
ابتعد عنها سريعاً وهو يضع يده على خده بتألم لينظر لها بدهشه من فعلتها…
أما هي عادت للضحك ثانيةً بشده لاتأبه للألم الذي سببته له 
لتردف يمنى بضحك كالمجانين
— ههههه ماالك ياجماايكا..العضه وجعتك…طب متزعلش تعالى اجبلك ببرونه… ولاااه انت مذبهل كده ليه 
ظل يتأملها بدهشه وصدمه..لينتبه كلاهما لدخول الممرضه وهي تلقي عليهم التحيه باابتسامه لطيفه
الممرضه وهي تنزع إبرة المحلول من يد يمنى
— واضح ان حالتك اتحسنت شويه…دلوقت تقدري تروحي 
نظرت لها يمنى بطريقه مضحكه وهي تضع اصبعها اعلى أنفها بين حاجبيها ..لتقوم بالنظر لإصبعها حتى تحّول عيناها بطريقه مضحكه جداً…
جعلت الممرضه وعمر ينظرون لبعضهم في دهشه مما تفعله يمنى…
لتقوم يمنى بعد ذلك بالتصفيق فجأةً بكف يداها كما يفعل الرجال تماماً مما ذاد ذلك من دهشة عمر الواقف مترنح من الصدمه 
لتقوم فجأةً من على الفراش وتتجه للخارج تحت نظرات عمر والممرضه المذهوله دون أن يتفوه كلاهما بأي كلمه 
ليذهب عمر ورائها وفمه مفتوح وحاجبيه مرفوعان لأعلى من الصدمه 
وجدها تفترش منتصف الطُرقه وبعض الممرضين والأطباء يلتفون من حولها وهما يحملقون بها بصدمه ودهشه مما تفعله 
هتفت يمنى بصياح وهي تصفق بتلك الطريقه الذكوريه
— وكعبه كعبه كااااعببببه…حبيبي وانا الاااعبه..لاااعبه…ظلت تصفق بيدها وعلى وجهها تلك الإبتسامه البلهاء والجميع من حولها ينظر لها بصدمه ودهشه من بينهم عمر الذي كان فمه مفتوحاً على مصرعيه مما يراه أمامه….
لتصرخ يمنى بالاطباء والممرضين من حولها
— ولااااه انت وهوااا وانتوا ياااشوية حريييم…متنحين كده ليييه هو اناا بغني لاامي…صقفووواا يلااا مااشفش وااحد مبيصقفش…
كادت أن تكمل غنائها النشاز ولكن وجدت يد صلبه تسحبها فجأةً ليحملها بين ذراعيه وهو ينظر في عينيها بجمود وغضب
قررت أن تستكمل خطتها دون أن تأبه لنظراته…فشدته من شعره وهي تلقي عليه بالقُبلات المضحكه في الهواء…مما جعله في ذهولٍ تام مما يحدث لها
وضعها على فراش المشفى برفق…ليهتف بغضب
— ممكن اعرف ايه اللي بتهببيه ده 
فتحت عينيها على مصرعيها لتنظر له بطريقه مخيفه ولكن مضحكه…مما جعله يكتم ضحكه كادت أن تخرج منه وتذهب هيبته للجحيم 
لتعض على شفتيها فجأةً بحركه مثيره ولكن مضحكه بعض الشئ وهي تقول بصوت يشبه الرجال
— ولاااه…يخربيت جماالك…جماالك ده ولا جماال عبد النااصر…أباااي علييك وانت وااد فررسه كده 
عمر بدهشه وصدمه
—ولااه!! وفررسه!! انتي واعيه للي بتقوليه ده 
لم تجيبه وظلت تغمز له بعينيها مما ذاد ذلك من تعجبه
ليذهب عمر وينادي الممرضه حتى تتفحص حالتها ثانيةً
أتى عمر ومعه الممرضه…ليشهق كلاهما بدهشه عندما وجداها تقفز على الفراش كالأطفال وهي تهتف 
— هيييه هييييه جووون هيييه ريال البرشلوونه كسسسب هييييه 
عقد عمر جبينه هامساً بتعجب
— ريال البرشلونه!!!
نظر للممرضه فوجدها هي الآخرى تنظر ليمنى بتعجب شديد 
تنحنح عمر ليسألها بجديه
— ممكن افهم في ايه وايه الحاله اللي مراتي فيها دي
اجابت الممرضه بعد لحظات من تحديقها في يمنى بدهشه
— دي حاله نادر جداً حدوثها..وبتيجي بعد صدمه او انهيار عصبي المريض تعرضلها…بتفضل معاه حوالي شهر أو ازيد..على حسب المعامله..
عمر بااهتمام
— مش فاهم!! يعني ايه!! وضحي اكتر لو سمحتي
الممرضه بجديه
— يعني من حالة المدام دي…اقدر اقول انها في حالة جنون مؤقت 
عمر بصدمه 
— جنوون!!
الممرضه بنصف ابتسامه
— متقلقش…مش جنون بمعنى الجنون…اقصد انها عارفاك وعارفه انت مين وواعيه لكل حاجه..بس تصرفاتها هتبقا طفوليه جداً…يعني المطلوب من حضرتك..تعاملها زي الأطفال بالظبط..ده هيساعدها تسترجع حالتها العقلانيه تاني 
عمر بذهول ودهشه وهو يعود ليتأمل يمنى 
— أنا اول مره اسمع عن الحاله دي!!
أردفت الممرضه قبل أن تنصرف وتتركهم
— قلت لحضرتك دي حاله نادره ومحتاجه تعامل خاص
اتجه عمر ليجلس بجانب يمنى التي كانت منشغله بالعد على أصابعها كالأطفال بطريقه جنونيه ومضحكه 
ظل يتأملها بحزن ولوم…آسفاً بشده على تهوره الذي اوصلها لتلك الحاله
رفع لها ذقنها ليجعلها تنتبه له…اقترب منها ليُقبل جبينها بحنان
ابتعد قليلاً ليبتسم بعشق مردفاً ببعض القلق
— عارفه انا مين!!
اومأت بشده وهي تبتسم كالبلهاء لتجيب
— انت الولاااه عمر جمايكا 
ابتسم بخفه ليحكه ذقنه بتوتر…عاد ليسألها وهو ينظر في عينيها بقوه
— وهو الولااه عمر جمايكا ده يبقالك ايه!! 
يمنى بمرح وهي تمد يدها لتعبث في شعره
— زوجي وقرة عيني…الرجل الاهطل 
تنهّد عمر براحه ليردف في نفسه بسخريه
— الرجل الأهطل!!..يلاا زي بعضه المهم انها عارفه انك جوزها 
أردف بصوتٍ عالي بعد أن ابعد يدها عن شعره ليحتويها مُقبلاً اياها برّقه
— طب انتي عارفه اسمك ايه 
يمنى بإيماء وهي تعود لتعبث في شعره
— أبله يمنى هانم
اتسعت ابتسامة عمر ليجذبها إلى أحضانه يعانقها بشده..تفاجأت من ردة فعله..ولكنها بادلته العناق بطريقه طفوليه حتى لا تجعله يشك بها..
لتردف في نفسها باابتسامه شريره مضحكه
— مااشي يااعمر…بقاا عاملي نفسك زعيم مافيا  وكل حاجه ضرب وتهديد وساعة متقولي اسف عاوزني انسى بسهوله واسامحك كده…ليه!! لاقيه كرامتي جنب الجامع!! 
دا انت اصبر عليا بس..ان مخليتك تجنن على ايدي بحق اللي عملته فيا ده..ابقى واحده مهزقه…عشان عدتلك كتير تحت مسمى الحب..المرادي لأ…قال هكسر عضمك في لحمك قال…فااكر نفسك من ذئاب الجبل يابن ذكيه الهبله…مين ذكيه الهبله دي كمان…انا باينلي هتجنن بجد ولاايه 
ابتعد عنه لتجده يبتسم لها بعشق مداعباً وجنتيها برّقه 
همس لها بعشق
— انا اسف…اوعدك  انك هتبقي كويسه 
اردفت في نفسها بسخريه
— لاا واثق من نفسك اووي ماشاء الله…ده انا عليا الطلاء لااخليك زي الثعلب فات وفي ديلك سبع لفات..اصبر عليا بس 
تنحنحت لتردف بصوت عالي وهي تبعد يده عنها
— ولاااه..شيل ايدك من علياا..هو عشاان انا مراتك يبقا تلمسني برااحتك…..
ضحكت بخلع لتكمل بردح تحت نظراته المندهشه
— هيهيهي…لااا البيت ده طااهر وهيفضل طول عمره طااهر..صااحت بصوت اعلى..
وياام المطااااهر  رر…
وضع عمر يده على فمها سريعاً ليكتم ذلك الجنان الذي يصدره منها…عضت يمنى يده بشده مما جعله يتأوه بألم ليبعد يده عنها سريعاً وهو يتأملها بدهشه
يمنى بغضب مصطنع
— ولااااه…عاارف لو دايقتني تاني.. هعمل فيك باور اسلام اشقك نصين…انا بقلك اهوو…اماا عيل اهطل صحيح 
تأملها عمر للحظات بدهشه بينما هي كانت تُرقص له حاجبيها بطريقه مضحكه…
لينتبه كلاهما لصوت يعرفانه جيداً…تلك الممرضه  الشقراء التي تدعي ميرلين 
ابتسمت ميرلين برّقه لتوجه حديثها لعمر
It seems you have summoned someone to change you over the wound, Mr. Omar
—يبدو انك استدعيت أحداً ليغير لك على الجرح استاذ عمر 
لم يعترض عمر..فهو بحاجه ماسه لتغير تلك اللاصقه التي على جرحه ليتم تعقيم الجرح جيداً ووضع أخرى حتى يستعيد صحته سريعاً 
بدأ عمر يفك أزرار قميصه دون أن ينتبه لتلك العيون التي تخترقه وتكاد تشتعل من الغيره
ظن عمر أن يمنى لن تهتم لميرلين بسبب ذاك الجنون الطفولي الذي اصابها فجأةً
ولكن يمنى كانت تنظر له بحزن وغيره شديده وهو ينزع القميص عنه لتتضح بروز عضلات بطنه بتلك اللاصقه التي غطت نصف صدره الأيسر…لتفترسه ميرلين بنظراتها الراغبه دون أن تأبه لوجود يمنى أيضاً
ولكن احذر ياسيدي من غيرة النساء!!
تنفست يمنى بغيره وغضب شديد…لتكزّ على اسنانها بغيظ كلما لامست ميرلين جسد عمر..
لحظات وابتسمت بسخريه لتردف في نفسها بغيره وحنق
— جيتي في وقتك المناسب ياميرلين الكلب…انا هطلع كل غلي فيكي انهارده 
تُرى ماذا ستفعل تلك التي آكلتها نيران الغيره دون أن تفشل خطتها!!؟
____________________
أمام منزل دنيا.. 
… 
وائل بتوسل 
حااضر يادنيا.. هسيبك في حالك ومش هتشوفي وشي تاني.. بس اديني سبب مقنع يخليني ابعد عنك
شهقت ببكاء لتجيب بحِده
— عشااان أناا مش بنت ياااواائل… أناا مش بنت 
رفع حاجبيه لأعلى بااندهاش ليتأملها للحظات دون أن ينطق… فقط صوت أنفاسه المضطربه مختلطاً بصوت بكائها… 
وائل بتساؤل ودهشه 
— يعني ايه!! 
نظرت له من بين دموعهها.. لتجيب بندم وسخريه
— مش عارف يعني ايه بنت!!! مش عاارف يعني ايه واحده فقد عُذريتها 
شهق وائل بدهشه واتسعت عينيه من الصدمه 
— انتي… انتي بتقولي ايه 
تأملت الفراغ أمامها بشرود وندم… لتردف بُحرقه والدموع تُغرق وجنتيها
— انا عملت اكبر غلطه في حياتي… خلتني مش قادره ابص لوشي في المرايا من الندم… ولا بيجيلي نوم زي الناس الطبيعيه… دايماً  في أرق وفزع… بقالي خمس سنين على الحال ده… 
مهما ندمت ومهما توبت هفضل كارهَ نفسي ومستحقراها 
وائل بحيره متسائلاً بدهشه
— ليه كل ده!!  عملتي ايه يادنيا يخليكي تقولي كده
أطرقت رأسها في ندم وخجل لتتابع
— وانا في اولى كليه.. حبيت واحد كان معانا في الكليه.. اكبر مني بسنتين… كان بيكلمني دايماً يطمن عليا وببهتم بيا علطول… اهتمامه ومعاملة الحلوه ليا خلتني اتعلق بيه بسرعه وحبيته… حبيته لدرجة كنت مستعد اعمل اي حاجه عشان نبقى مع بعض.. 
وخروجاتنا زادت وكنا بنسيب المحاضرات عشان نتقابل برا.. كل ده عملته من ورا اهلي.. ومكنتش حاسه ان بعمل حاجه غلط.. لاء.. كنت ببقى طايره من الفرحه واستنى اليوم اللي هنتقابل فيه عشان نبقى مع بعض 
لم تتمالك دنيا نفسها وانفجرت في البكاء بمراره… 
أما وائل وقف يستمع لها ولااعترافتها بدهشه وحزن عليها.. 
لتتابع دنيا بندم 
—وجينا في يوم قررنا نتجوز عُرفي 
نظر لها وائل بدهشه… لتهمس بخجل وندم
— وياريتني ماسمعت كلامه.. كنت فكراه بيحبني.. لكن هو أخد اللي عاوزه وبعدها بشهر بالظبط اكتشفت انه ساب الكليه وساب ورقة الطلاق مع البواب بتاع العماره اللي كنا بنتقابل فيها وسافر برا مصر 
بس دي غلطتي.. انا بعترف اني اللي غلطانه.. انا اللي كابرت ومشيت في الغلط من الأول ومعملتش حساب لأهلي ولا لربنا 
زادت شهقات بكائها… بينما وائل كان ينظر أمامه بدهشه وصدمه 
تابعت دنيا ببكاء
— انا لحد الآن برفض اي حد يتقدملي.. واهلي مش عارفين انا برفضوا ليه.. والجيران بيشمتوا فيا… بس ده كله اهون من انهم يعرفوا الحقيقه واحط راس اهلي في الطين…. 
عارف ياوائل.. انا قررت كذا مره اموت نفسي.. بس خفت… خفت من عذاب ربنا… قلت كفايه اللي عملته….. عرفت ليه بقلك تستاهل واحده احسن مني 
تنهّد وائل بحزن.. ليغمض عينيه بألم للحظات دون اجابه 
مما جعل دنيا تبكي أكثر.. لتردف بحِده وهي تستعد للذهاب
—أديك عرفت السبب اهو… دور على واحده تانيه ياوائل تليق بيك.. انا منفعكش
تركته لتذهب ولكن أمسك ذراعها مردفاً بحزن
— استني يادنيا… اسمعيني زي ماسمعتك
وقفت بخجل وبكاء وهي تطرق رأسها بخذي من كشف حقيقتها أمامه 
رفع لها وائل ذقنها ليهمس بلين
— كلنا بنغلط يادنيا… محدش فينا ملاك… كلنا بنغلط بس ستر ربنا هو اللي مداري علينا… وطول مالواحد بيغلط ويعترف بغلطه ويندم ويتوب.. ربنا بينعم عليه بستره 
دنيا بيأس وبكاء
— بقلك ياوائل اتجوزت عرفي… اتجوزت من ورا اهلي يعني… يعني غلطت اكبر غلطه في حياتي.. غلطه مش ممكن ربنا يسامحني عليها 
وائل بنفي
— استغفر الله.. متقوليش كده.. 
ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه: 
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر 
اهم حاجه تكون النيه صادقه للتوبه
دنيا ببكاء وندم
— ندمانه.. ندمانه جداً والله… بقالي خمس سنين مش قادره انسى من الندم… عملت كل حاجه وبستغفر في اليوم بالألف مره وبطلع صدقه كتير عشان ربنا يغفرلي 
وائل باايماء ونص ابتسامه
— وربنا اسمه الغفور الرحيم يادنيا… بس قوليلي عقد الجواز العرفي ده شروطه كامله… يعني شروطه الشرعيه اتعملت صح 
شهقت دنيا ببكاء لتهزّ رأسها بنفي شديد
— مهو عشان كده بقلك ربنا مش هيغفرلي
تنهّد وائل بحزن ليتابع 
— بصي يادنيا ربنا بيغفر الذنوب كلها إلا الشرك به.. اما بالنسبه للجواز العُرفي فهو حاجه منبوذه من المجتمع يعني عيب متصحش.. بس ممكن ينفع في حاله واحده.. لو الشروط كلها مكتمله.. الشروط الشرعيه… اما لو واحد من الشروط متمتش للاسف بيعتبر جواز باطل يعني علاقه محرمه بين الطرفين
في حديث شريف بيقول: 
إن الزواج الخالى من الولى والشهود باطل لقوله صلى الله عليه وسلم «لا نكاح إلا بولى وشاهدى عدل» وده مفيهوش نقاش فيه 
ابتلعت دنيا ريقها بصعوبه لتجيب بندم
— هو.. هو مرضاش يجيب شهود وقالي مش لازم وانا وقتها مكنتش فاهمه حاجه ووافقت على كلامه.. بس بعد كده اكتشفت ان عايشه علاقه حرام 
أجاب بحزن على حالتها
— طب اهدي يادنيا…اهدي..اهم حاجه انك معترفه بغلطك قدام ربنا…بطلي تأنبي نفسك بقا وبصي لحياتك…انتي توبتي واستغفرتي وربنا هيقبل توبتك ان شاء الله عشان ربك اللي قال كده مش انا..فمتعيطيش وبصي للي جاي بتفاؤل…اكيد قدرك مخبيلك حاجه احسن 
قال وائل جملته الاخيره وهو يبتسم لها بأمل 
اردفت دنيا ببكاء
— ومين اللي هيقبل بواحده زي!!
رقّ قلب وائل لها..لتمتد يده تمسح دموعهها المنهمره على وجنتيها…ليهمس بعشق وتأكيد 
— وأنا مش مالي عينك!!
تاملته بدهشه لتردف بنفي شديد
— مستحيل…لا ياوائل…انت لاا..ذنبك ايه تتحملي أخطاء غيرك…لااء ياوائل أنا مرضاش بكده 
تنهّد بهدوء ليجيب
— بس أنا راضي يادنيا…كلنا بنغلط..محدش فينا بجناحات…كلنا بنغلط يادنيا…وانتي اعترفتي بغلطتك وندمانه عليها…وربنا بيسامح….اطلع مين عشان مسامحش!!
دنيا…صدقيني مفيش اي حاجه هتغير حبك في قلبي…والله مهما قلتي مش هتنازل عنك برضو…انا بحبك يادنيا…عارفه يعني ايه حب!!..
يعني الواحد يبقا شايف الشخص اللي بيحبه ده احسن واحد في العالم..لو فيه عيوب الدنيا كلها 
تأملته للحظات بحزن…لتهمس بندم
— يارتني كنت قابلتك من زمان ياوائل…مكانش حصل اللي حصلي  ده 
ابتسم ليجيب 
— انسي اللي حصل يادنيا…اللي حصل حصل خلاص وانتهي…خلينا في دلوقت…انا اهو معاكي يادنيا وواحده واحده هتنسي اللي فات…بس ادي لنفسك فرصه تنسي 
هزّت رأسها ببكاء لتجيب بهمس
— دي نقطة سوده في حياتي…ازاي انساها..ازاي!!
وائل بنبره مطمأنه 
— ادي بس لنفسك فرصه تنسي اللي فات كله..خلي تفكيرك كل على اللي جاي…الماضي راح خلاص..نفكر فيه ليه واحنا عارفين ان التفكير مش هيفيدنا بحاجه…فكري في نفسك…حاولي تغيري حياتك بالكامل وانتي هتنسي لوحدك 
دنيا بتساؤل وهي تمسح دموعهها
— اغير حيااتي ازااي!!
وائل بثقه وابتسامه واسعه
— الحُب…الحُب هو الحل…حِبي يادنيا
رمقته بغضب لتهتف
— أحب!!! هو ده الحل!! أنا…أناا كرهت الحب ياوائل…كرهته…وأي انسان هرتبط بيه…هبقا بظلمه معاياا 
وائل بتنهيده طويله
— علفكره مش بقولك كده عشاني…لأ…أنا مش بجبرك ترتبطي بيا…أنا بقلك كده لمصلحتك….صدقيني لو فتحتي قلبك للحب تاني ولقيتي شخص تثقي فيه كويس..هتبدأي تنسي تدريجياً…حلاوة الحب بتنسي أي مُرّ يادنيا…الكلمه الحلوه من شخص بتحبيه وبيحبك..بتنسيكي كل هموم..ولو كان حملها في تقل جبل
ابتسمت له نصف ابتسامه…لتجيب 
— أنا عارفه ان هلاقي فيك كل الصفات الحلوه…عارفه انك الشخص المناسب واللي معاه هقدر انسى كل حاجه…بس عشان شيفاك انسان نضيف وطيب…فاانا مرضاش انك تجوز واحده زي…انت يناسبك واحده نضيفه زيك ياوائل 
أغمض وائل عينيه بغضب…ليقف أمامها فجأةً وهو يحتجزها بين ذراعيه مستنداً على سيارته
— بلااش الكلام ده يادنيا…واسمعي كويس اللي هقولوا ده..
انا محبتش ولاهحب غيرك…ومهما قولتي ومهما حصل…هتفضلي في نظري ست البنات واحسن واحده انا قابلتها…وهبقى محظوظ جداً لو بقيتي من نصيبي 
دنيا باارتباك وخجل
— حتى…حتى بعد كل اللي عرفته عني
أومأ بشده
— ايواا يادنيا…وعلفكره..انك تعترفي بحاجه زي دي ومتخبيش عليا…فده خلاني احبك واتمسك بيكي أكتر 
ابتسمت بخفوت..لتهمس
— هتبقا احلى حاجه حصلتلي لو انت الراجل اللي هكمل معاه بقيت حياتي فعلاً…بس…بس
قاطعها بلهفه 
— بس ايه!!
اطرقت رأسها خجلاً لتجيب
— بس أنا نفسياً مش مستعده للمرحله دي…أنا متأسفه ياوائل…بس أنا محتاجه وقت أعرف أفكر فيه كويس…انت عارف ان اللي مريت بيه مش سهل
وائل بإيماء وابتسامه هادئه
— خدي الوقت اللي تحبيه يادنيا…وأنا معاكي…في أي وقت هتقولي فيه أنا جاهزه ياوائل للمرحله دي..ساعتها هتلاقيني قدامك…وتأكدي انك لو رفضتيني..ده مش هيأثر على حبي ليك…هفضل احبك وهتلاقيني برضوا في أي وقت تحتاجيه 
نظرت له سريعاً بخجل…لتردف قبل أن تذهب من أمامه 
— شكراً ياوائل 
اوقفها مردفاً بمرح وهو يتأملها بحُب
— مفيش بينا شكر يادنيا…انا بحبك…كفايه عليا اشوف الابتسامه الحلوه دي على وشك 
أشاحت بصرها عنه بخجل…لتتنحنح حتى يبتعد عنها لتعود للمنزل…تحت نظرات العشق منه…
لينادي عليها بخفوت قبل أن تختفي من أمامه…ابتسم لها بمرح وهو يشير بيديه على قلبه…مردفاً بصوت هادئ 
— بحبـــك 
ابتسمت برّقه لتختفي من أمامه…
تنهّد برّاحه ليركب سيارته وهو يقول بمرح
— هتنسي يادنيا… هنسيكي كل حاجه ومش هيبقى في حياتك غير وائل وبس.. 
تُرى هل ستوافق دنيا على عرض وائل… أم ماذا ستقرر.؟!  
  _______________________
في ڤيلا حمزه الشافعي…تحديداً في تلك الغرفه الموحشه..
……..
بتسمت برّقه وقد تعلقت عينيها بعينيه للحظات لتهمس بصوت ضعيف جداً 
— ريناد….آيلا….لوحدهم  
أغمض حمزه عينيه بألم حتى لايدع صوتها يؤثر عليه ويضعف قبل أن ينفذ تلك الفكره الشيطانيه ويسلب حياة طفلتيه…
عادّ صوتها يدوى في آذانه وقلبه ثانيةً وهي تقوم بجذبه بخفه من خصلات شعره البيضاء كما اعتادت دوماً…لتهمس برّقتها الطفوليه 
— آيلا…. مش هتشوفهم 
تجمعت الدموع في عيني حمزه رغماً عنه…لينظر لها بضعف…قابلته باابتسامه رقيقه وهي مازالت على ذراعيه..تُرخي رأسها على كتفه تاركه ليدها العبث في شعره برّقه 
نفض حمزه ذلك الشعور بالضعف..ليحاول أن يسترجع قسوته…ولكن…ولكن لأول مره يفشل في استرجاعها….ليتمكن منه الضعف أكثر…
ابتلع ريقه بصعوبه…ليعزم أخيراً أن يُلقي بها داخل ذلك القبو المظلم ويتصنع الجمود واللامبالاه 
ولكن قبل أن يُنزلها من بين ذراعيه حتى يستطيع فتح الباب السفلي…
شعّر بأناملها الصغيره تداعب ذقنه برّقه..تلك الحركه التي يعشقها منها وتترك انطباعاً خاصاً في قلبه 
رمقها حمزه بقلة حيله وضعف…لتقابله بنفس الإبتسامه الرقيقه التي لم تزول من وجنتيها برغم ذلك الموقف المرعب الذي يحيط بها…ولكن فضلت الإستسلام لقدرها…..تاركه لعينيها ويديها…التشبع من ملامح حمزه..وكأنها تحفرها في قلبها أكثر…أو كأنها فضلت أن تكون آخر زكراها…هي التأمل في وجه والذي رغم وسامته وهيئته الناضجه إلا أن تقضيبة حاجبيه العابسه لم تفارقه أبداً..
تجمعت الدموع بعين حمزه تلك المره أكثر عن ذي قبل…لتشكل سحابه من المطر آهله للسقوط في أي وقت…
لاحظت ريناد عينيه الدامعتين بشده وهو ينظر لها بضعف…لتقوم بمسح دموعه برّقه قبل أن تسقط 
مما جعل جسد حمزه يرتجف من الضعف ويعيد حساباته فيما كان سيفعله منذ قليل
أنزلها حمزه برفق…ليصبح رأسها عند مستوى صدره…نظرت له ومازالت تلك الإبتسامه على وجهها
جث حمزه بضعف على ركبتيه أمامها..مما جعلها تتعجب قليلاً 
هتف بقلة حيله وضعف وقد نزلت الدموع بالفعل لتغرق وجهه بالكامل
— اشمعنا انتي…اشمعنا انتي اللي قلبي وعقلي..الاتنين سوا رافضين يتخلو عنك…أنا عمري ماكنت ضعيف بالشكل ده…..
نزلت الدموع من عينيه أكثر…ليهمس وهو ينظر في عينيها مباشرةً
— عملتي فيا ايه ياريناد…عملتي فيا ايه ياطفلتي
تحولت ملامح ريناد للحزن عندما ناداها باللقب الخاص بهم….
اقتربت منه وهو جالس على ركبتيه بضعف أمامها…
وضعت رأسه على صدرها.. لتُمسّد على شعره بحنان وهي توزع القُبلات الهادئه على شعره حتى تجعله يهدئ قليلاً  
أحاطها حمزه من خصرها ليجذبها اليه أكثر… وهو يشهق ببكاء رجولي جعلها قلبها يأن من الألم والحزن على حالته المضطربه 
ابتعد عنها بعد لحظات.. نظر لها بضعف وعينيه ممتلئه بالدموع… كادّ أن ينطق… ولكن أسكتته بعدة قُبلات رقيقه منها… مما جعلته هذه القُبلات التي اشتاق اليها من شفتيها الصغيرتان.. أن يفقد السيطره على نفسه.. ويقبض على شفتاها بكل قوته.. وكأنه يبث فيهما كل غضبه وجنانه… لتشعر ريناد بعد دقائق من تجاوبها معه… بالإختناق وحاجتها للتنفس… حاولت الإبتعاد عنه مراراً… ولكن في كل مره توكزّه من كتفه حتى يبتعد.. يأتي ذلك بالسلب.. فيقوم بتعميق قُبلته أكثر.. مانعاً اياها من التنفس حتى لو لثانيه.. 
مما جعلها تشعر بالإختناق الشديد… لتقوم بضربه عدة مرات متتاليه على ظهره وهي تعافر من بين يديه حتى يتركها.. 
شعر أخيراً بحاجتها للتنفس… فاابتعد عنها بصعوبه وهو يلهث بشده…أرخى جبهته على جبهتها وهو يحتوي وجهها بكلتا يديه.. هامساً أمام شفتاها
— محبتش ولا هحب غيرك… انتي اول حد في العالم ده كله… يخليني أضعف بالشكل ده واعترف بضعفي… 
تنفس بصعوبه ليتابع بتأكيد على كل حرف يقوله.. 
— معشوقة الجِنّ وطفلته ونقطة ضعفه…
انا حمزه رؤوف العُريبي  بديل لرئيس المخابرات العامة و مستشار لرئيس الجمهورية ولمجلس الدفاع الوطني
بعترف إنك الوحيده اللي قدرتي تصحي قلب ميت للحب تاني..أنا بعشقك ياريناد…بعشقك..
قالها حمزه وهو يُقبل باطن يدها بحُب..تحت نظرات الدهشه والحيره منها
عاد جسد ريناد يرتجف من الخوف ثانيةً..لتهمس بتوتر
— انت…انت مين بالظبط..!!
ابتسم بغموض ليجيب وهو يداعب وجنتيها بأنامله
— دي حقيقتي ياريناد…دي حقيقة حمزه ياطفلتي…اللي لو فضلت سنين أشرحهالك مش هتستوعبيها…حمزه الشافعي ده اسم مستعار ليا…شغلي في الشرطه كان برضوا مش حقيقه…
الاوراق اللي بتدل ان مريض نفسي…برضوا مش حقيقه…
الحقيقه الوحيده اللي انتي تعرفيها عني…هي ان بحبك فعلاً ياريناد…عشان كده..كان لازم اتخلص منك في اسرع وقت..
شهقت ريناد بخوف..لتسحب يدها من يده وترجع للوراء بضع خطوات بخوف…همست بصوت مهزوز
— انا…انا مش فاهمه أي حاجه…وازاي رئيس مخابرات للرئيس نفسه ومحدش من اخواتي عرف 
قام حمزه فجأةً وهو يبتسم بسخريه…لتخاف ريناد أكثر من حجمه الضخم مقارنةً بها…ظناً بأنه سيتحول للوحش الشرس ثانيةً وينقض عليها يضربها 
جذبها حمزه من يديها…حينما رأى نظرة الرعب بعينيها…أوقفها على قدمه وهو ينظر في عينيها بجمود…مما جعلها تبتلع ريقها من الخوف
تحدث حمزه أخيراً بثقه وغموض
— أنا منصبي بديلاً لنائب الرئيس….يعني مش بظهر مع الريس نهائي..لأن شغلي في المستخبي…اتخفيت في ظابط شرطه…عشان أقدر أوصل لأكبر جاسوس مصري لألمانيا… واجمع كافة الادله عنه… وبالفعل حصل واحنا على وشك نلف حبل المشنقه حوالين رقبته.. هو واللي معاه.. 
قالها حمزه بصوت مرعب مما جعل ريناد تتحاشى النظر في عينيه مخافةً أن يأذيها ثانيةً 
تابع حديثه بهدوء مرعب.. 
— أنا بالذات اللي رغم صغر سني مقارنةً بكل اللي شغالين في الجهاز ومع الريس… اختارني عشان أمسك مهمة القبض على الجواسيس… عارفه ليه ياريناد… عشان وجودي لوحده قدام المجرم.. بيسببله رعب… نظره مني بس.. بتخليه يعترف بكل حاجه… 
همس أكثر بحِده 
— أنا الجِنّ اللي بيقولوا عنه…قدر يصطاد اتنين وتلاتين جاسوس اسرائيلي من على حدود سينا لوحدي وفي لمح البصر…كانوا مرميين على الأرض بيفرفروا زي الفراخ 
تنفس بهدوء.. ليتابع بنفس الهمس المرعب
— وانتي ياريناد كنتي جزء من الخطه دي عشان أتأكد من اللي عاوز أوصله… ولما حصل وقربت من الهدف… كنت ساعتها ناوي اقتلك.. بس لا قلبي ولا عقلي طاوعني… عارفه ليه ياريناد… عشان الجِنّ وقع… وقع في عشق طفله… مجرد طفله ساذجه متعرفش حاجه في الدنيا… قدرت تخلي الجِنّ بنفسه يضعف قدامها… ويعترف بعشقه ليها… وبقيتي انتي نقطة ضعفي وإدماني  …. ولما عرفت انك حامل… خوفي زاد أكتر وفكرت اكتر من كذا مره ان اخليكي تعملي اجهاض بالعافيه… بس كل مره كنت ببص في عيونك كنت بنسى أنا مين أصلاً .. 
تنهّد حمزه بعمق.. ليتابع
— حاجات كتير عقلك الصغير ده مش هيستوعبها دلوقت 
ريناد بدموع وخوف
— ليه حاولت كذا مره تأذيني لما انت بتحبني كده
أجابها بجديه
— عشان اتعلمت الحاجه اللي هتخليني ضعيف لازم اخلص منها بسرعه…وانا كنت ضعيف قدامك..بس زي ماانتي شايفه اهو..مش قادر اعملها 
انا ضربتك وبهدلتك وسمعتك كلام زي السم عشان تكرهيني…بس اظاهر طلعت غبي..ولأول مره اطلع غبي في حاجه…اللي بيحب فعلاً مبيعرفش يكره..وأنا مش قادر أكرهك ياريناد…بس…بس لازم تبعدي عني…لازم تطلعي برا حياتي نهائياً…ريناد
جهاز المخابرات لو حد فيهم شم خبر انك تبقي مراتي…هيقتلوكي ياريناد…وساعتها هبقى متكتف مش عارف انقذك منهم…عشان دي قوانين ياريناد..دي قوانين ياطفلتي… سيف على رقبتك الكل
ريناد بعدم فهم وبكاء 
— يقتلوني!! طب..طب واشمعنا أناا..اشمعناا انا ياحمزه
حمزه بحزن عليها
— هيجي وقت وتعرفي كل حاجه ياريناد…بس الكلام اللي قلتهولك ده..لو حد عرف كلمه منه…ساعتها مش هتلومي غير نفسك…يعني تتشاهدي على روح باسم 
ريناد وهي تهزّ رأسها بحيره وعدم فهم
— بااسم!! واشمعنا بااسم…هو عمل ايه!!
أجاب بغموض
— أحياناً عدم الإجابه بيبقا أفضل…
نظرت له  بحيره وبكاء…لتشهق بصوت عالي 
— اناا..اناا مش فااهمه أي حااجه…ليه بيحصل معاانا كده…حمزه ليه بيحصل في حياتنا كده….فين حياتنا الهاديه اللي كنا عايشينها سواا 
ابتسم نصف ابتسامه ليجيب
— كل ده كان وهم ياريناد…كان لازم امثل عليكي الحب كويس..عشان اوصل للي عاوزه…وكنتي هتفيدني اوي في العمليه الجايه دي علفكره…بس حبي ليكي اللي منعني استغلك أكتر من كده 
نزلت الدموع من عيني ريناد..لتهمس بضعف
— حُب!! انت مسمي ده حُب!!…انا دلوقت عرفت وفهمت ان انت فعلاً كنت بتمثل عليا الحُب وعمرك ماحبتني…بس ايه الحاجه اللي انا هفيدك بيها…وانت لسه قايل ان طفله ساذجه مش فاهمه اي حاجه في الدنيا 
أجاب بنبرة صوت حاده
— قلتلك مش كل حاجه لازم تتعرف…بطلي أساله عشان متعصبش عليكي تاني…أنا قلتلك اللي مفروض تعرفيه وخلاص…متسأليش تاني عن أي حاجه..فهمتي 
وكزّته في صدره لتهمس ببكاء 
— انا فعلاً طفله…الاطفال هما اللي بينضحك عليهم…انا غبيه عشان صدقت حبك الغبي ده
ظلت تكيل له اللكمات في صدره وهي تصرخ ببكاء
— انااا غبييه…غبيييه..
بينما حمزه كان يحتضن خصرها بحزن حتى لا تقع أثناء حركات يديها الطائشه…ليتركها تضربه كما تشاء
يدرك جيداً أن قلبها الآن بات محطماً من ناحيته…ولكن عليه أن يفعل ذلك حتى لا يؤذيها أحداً من جهاز المخابرات..اذا علم بأمر زواجه من ابنة جاسوس ومشكل خطر على مصر..
شعرت ريناد بالتعب من صراخهها وضربها لحمزه…
لتضع رأسها على صدره وتبكي بشده 
رفع حمزه ذقنها…لينظر في عينيها بعمق..هامساً
— بحبك ياطفلتي…
عقب قوله باإلتهامه لشفتيها في قُبله طويله باتت رقيقه نوعاً ما..دون أن تتجاوب معه ريناد..فقد كانت في صدمتها مما تسمعه من رجلها وحبيبها لأول مرّه
ابتعد حمزه عنها ببطئ…لينظر لشفتيها بعشق..ثم عاود تقبيلها ثانيةً…وهو يهمس من بين قُبلاته..
“طفلتي” 
ابتعد عنها نهائياً….لينزلها عن أقدامه…
مسح لها دموعها….تنفس بعمق..ليردف بحزن بدا على وجهه
— ريناد…انتي طالق 
!
!!!!
_
__________________
في إحدى الفنادق الفخمه بمحافظة البحر الأحمر 
وقف في شرفة الغرفة ليصيح بغضب في الهاتف
— انتي بتقولي ايه ياسااندي!!!..يعني اييه الكلام ده بقا أنا جايه برجلي لمكان موتي عشان اشوف بنتي وفي الآخر تقوليلي رئيس المخابرات الزفت ده يبقا جوزها!!!
انتي اتاكدتي من الكلام ده!!
ساندي بتأكيد وخوف 
— صدقني ياسامح باشا…المعلومات دي صح ميه في الميه…حتى أنا لحد الآن مش مستوعبه…ان حمزه الشافعي يطلع جوز بنتك 
تنفس سامح بغضب ليجيب 
— طب والعمل…اكيد عنده علم اني موجود في مصر دلوقت..ومش بعيد تكون اجهزته الامنيه قدرت تحدد موقعي 
ساندي بتوتر وخوف
— ياباشا انت كده بتخوفني اكتر…انت ناسي إن أنا بشتغل معاك ولاايه…يعني انا كمان في خطر 
سامح بعصبيه 
— سااندي…اقفلي معايا المكالمه واكسري الخط والمكالمات بينا الفتره دي تتمنع خالص..لحد مشوف هعمل ايه….حمزه ده مش سهل ولو عاوز يجبنا من قفانا دلوقت هيعملها…بس الحيوان تلاقي واخد بنتي رهينه ومستني لحد ماينفذ اللي في دماغه 
ساندي بطاعه وخوف
— حاضر ياباشا
أغلق سامح الهاتف…ليجتاحه الغضب الشديد وهو يلقي بالهاتف في الحائط بغضب..
كانت فاديه تستمع لمكالمته وهي تقف ورائه تفرك يديها بخوف وتوتر…
التفت لها سامح…ليصيح بها
— مبسوطه كده يادكتووره…..اهو البيه اللي انتي فرحتي بفلوسه اول ماطلب بنتك للجواز…طلع هو اللي ماسك جهاز المخابرات كله باللي فيه…
واجوز بنتك عشان تبقا طُعم ياهانم…يصطادني بيه
ويعاالم هو عارف برضوا ان منير الرفاعي مات مسموم على ايدك ولالسه موصلش لـ دي 
فاديه بخوق وقلق
— طب هنعمل ايه دلوقت…نرجع المانيا تاني 
رمقها سامح بسخريه وغيظ ليهتف بحِده
— عايزانا نرجع المانيا ونسيب بنتنا في ايد واحد مبيرحمش زي ده….
انا هاخد بنتي منه ورجلي على رقبته…لو هتوصل ان اقتله..هعملها…بس بنتي لو لمس شعره منها هدفعه التمن غالي…هو برضوا مش بيلعب مع أي حد 
اجابته بتوتر ملحوظ
— لاا…لا ياسامح…حمزه بيحب ريناد…مستحيل ياذيها 
ابتسم بسخريه ليهتف
— ده واحد مسلم روحه ورقبته لبلده…واحد حياته كل يوم في خطر…يعني مش باقي على نفسه حتى…هيعرف حب منين…وحتى لو بيحب…هيحب بنت سامح الصعيدي الجاسوس الهارب!!
فاديه بقلة حيله وخوف
— طب والعمل!!
تنهّد بخبث ليجيب بعد لحظات من شروده في امر ما 
— العمل أنه يستشهد ويلحق بصاحبه…أحمد المنسي
فاديه بدهشه وعينان متسعه من الصدمه
— هـ….هتقتله!!!! 
ضحك بسخريه وهو يشعل احدى سجائره الغاليه لينفث دخانها بكل برود
— الأبطال اللي زي دول..وجودهم خطر علينا…لازم ندبر لعمليه ارهابيه تانيه…تخلصنا من حمزه وامثاله
!!!!!!
_______________
— كان لازم اقول انك جوزي…عارف ليه..
عشان دخولك السجن مش هيخليني اعرف انتقم منك يايوسف
قالتها مارينا وهي تنظر ليوسف بسخريه واستحقار
كزّ على أسنانه بغيظ…ليقترب منها كالأفعى هامساً أمام وجهها بحِده
—اتكلمي على ادك..ياشاطره 
تدخل الدكتور سعيد وهو يبعد يوسف عنها..دفع يوسف يده بعيداً عنه هاتفاً بغلظه
— متلمسنييش 
سعيد بهدوء
— طب اهدى…اهدى يايوسف عشان نعرف نحل المصيبه اللي حضرتك عملتها دي 
يوسف بعصبيه
— تااني هتقولي اناا السبب…
انقض يوسف على مارينا يمسكها من شعرها غير آبه لصراخهها ليهتف بغضب
— الهاانم دي لو ملهاش مزااج ليا مكنتش سابتلي نفسها…الاشكال دي انا عارفها كويس 
أبعده الدكتور سعيد عنها وهو يصيح به
— ايدك متتمدش عليها ياايووسف…انت سااامع
يوسف بسخريه
— هي تخص مين…أنا ولاانت…مين فينا اللي داق طعمها الأول انا ولا……
لم يكمل الجمله ووجد صفعه قويه على وجهه لقنها له الدكتور سعيد…ليصيح بغضب 
— ايااك تكلم عنهاا بالشكل ده ياازبااله 
لم يستطيع يوسف الصمود امام دكتوره ومعلمه…ليقوم بتكيل اللكمات له في جبهته…مما جعل مارينا تصرخ بخوف…لتنزل من السياره بتعب 
وقفت أمام يوسف تصرخ به بشده
—يوووسف…يوووسف انت اتجنننت..ابعد عنه يااايووسف 
لم يأبه لصراخهها المسترسل فكانت أمامه أشبه بالدميه…
بدون وعي منها احتضنته مارينا بشده لتبكي بصراخ
— خلااااص ياايوووسف…بس بقااا..حرااام علييك 
توقف يوسف عن ضرب الدكتور سعيد..الذي تأثرت جبهته بلكمات يوسف…فسال منها الدماء الخفيف 
انتبه يوسف لوجود مارينا تحتضنه بشده وتشهق ببكاء 
ظل يتنفس بقوه وغضب…شعرت بأنفاسه القويه  وصدره يعلو وينخفض بسرعه…انتبهت على فعلتها الحمقاء..فاابتعدت عنه بخجل 
نظر لها يوسف بسخريه…لينحني عليها يرفعها فجأةً بيد واحده من خصرها…ليحملها رغماً عنها على خصره وهو يتأملها الندوب على شفتيها  بسخريه 
— للدرجادي انا كنت باد بووي اوي كده معاكي 
مارينا ببكاء وهي تحاول الإفلات منه
— ابعد عني يايوسف لو سمحت…كفايا اللي عملته…سيبني لحالي بقا
ضحك بقوه وسخريه…ليتجه بها لسيارته…أجلسها عليها…ليهمس بسخريه ووقاحه
— بس انا وقتها مكنتش في وعي…ومن خبرتي في العلاقات النسىائيه الحلوه اللي زيك كده…حسيت انه مش كفايا ولا حاجه….ايه رأيك لو نجرب تاني..بس وانا بوعي بقا…صدقيني هعجبك 
حاولت أن تصفعه ولكن اسرع بتقييد يدها وهو يتأملها بسخريه
هتفت ببكاء وضعف
— انت واااحد حقييير…حيوااان…وانا بكرهـ……
لم يدعها تكمل الكلمه…ليلتهم شفتاها رغماً عنها..بكل قوته وهو يجذبها من شعرها بقوه حتى يثبت رأسها التي تحاول الإفلات منه..
لحظات ووجد من يجذبه من ظهره…لينال صفعه آخرى على وجهه..
انقض عليه الدكتور سعيد يمسكه من ياقة قميصه بغضب شديد
— انت ايييه…شيطااان…عملتلك اييه عشاان تعمل فيهاا ده كله…صدق بالله يبني…انا لولا غلاوة ابوك وعمامك عليا…لكنت مبلغ عنك البوليس دلوقت..
لكن اقول ايه..انسان ملكش اي تلاتين لازمه…هدفك في الحياه قلة الآدب وبس…فااشل وهتفضل فااشل طول عمرك
تحرر يوسف من قبضة يده..ليرجع للوراء..وقد تحولت ملامحه للغضب الشديد…ثم الحزن..
ليردف بيأس
— حاولت اكتر من مره اكون انسان ناجح والكل يفتخر بيه…بس أهلي كل مره كانو بيحبطوني…ومش بيبطلوا يقارنوني بكل صحابي…كلمة فاشل دي..دايماً كنت اسمعها منهم…فقلت خلاص..طالما هما شايفين ان فاشل…فاابقى فاشل بجد بقاا..هيجرا ايه يعني…
ابتسم بسخريه ليتابع… 
داانا حتى مبسوط وانا كده…عندي ڤيلتي لوحدي…مع فلوس تشتريك انت وبلدك…بعمل كل اللي عاوزه وبمزاجي ومش فارق معايا حد…شفت الفشل حلو ازااي!! تحب تجرب!! 
الدكتور سعيد بشفقه عليه وغضب منه لما فعله لمارينا
— انت مش صغير يايوسف…دي حياتك واللي انت عاوزه اعمله…لكن مارينا ذنبها اييه!!
رمقها يوسف بسخريه…ليجدها تضع يدها على وجهها وتنتحب بشده…لم يبالي لبكائها…ليردف باابتسامه ساخره 
— شكلها عجباك يادكتور…طب ماتتجوزها..طالما صعبانه عليك اوي كده 
كاد أن يوبخه بغضب وغيظ منه…ولكنه كبح غيظه…وأردف باابتسامه مرحه اصطنعها هو…لينظر لمارينا ويغمز لها دون أن يعي يوسف ذلك
—ايه رأيك يامارينا…انا اه عندي واحد واربعين سنه…بس زي ماانتي شايفه..مجوزتش لحد دلوقت ولسه بشبابي
أدركت مارينا أنه يقول ذلك ليرى رد فعل يوسف
مارينا بإيماء وابتسامه مصطنعه 
— موافقه 
نظر لهم يوسف بدهشه…لتتحول ملامحه للغضب الشديد…جذب مارينا من ذراعيها أرغمها على النزول بقوه من على السياره…لتقف امامه بخوف 
من نظراته المشتعله بالغضب…صااح يوسف بغضب وغيظ شديد
— موااافقه تتجوززييييه….. لاااااا دااانتي رخييصه بقاا على كده… بتغسلي عااارك زي الكلب مع اول وااحد يرميلك عضمممه 
نظرت له بصدمه وضعف من الفاظه التي تؤلمها وبشده… 
ليصرخ به الدكتور سعيد هو الآخر
— بطل وساااخه بقااا ياااض انت… انت سوووقت فيهااا عشاان ساااكتلك
ترك يوسف مارينا من يده… ليقترب من سعيد بهدوء وغضب شديد يكاد ينفجر من عينيه المظلمتين بغيظ منه… 
شعر سعيد بالرهبه منه عندما وقف يوسف أمامه مباشرةً ليفوقه طولاً بالإضافه لعرض منكبيه وعضلات البارزه بشده والتي اضفت عليه نوعاً من الشراسه… 
جذب سعيد من ياقة قميصه بخفه واستهتار… ليهمس ببرود قاتل
— لو جبت اسمها على لسانك تاني.. هقطعهولك… مارينا تخصني انا بس… صررخ بغضب..  
فاااااااهم 
ابتلع سعيد ريقه ليأومأ له بخوف لأول مره يشعره من يوسف عندما اقترب منه 
رمقه يوسف نظر اخيره تهديديه…ليعود لمارينا..تلك الواقف تبكي بصمت
قبض على فكها بكل قوته ليهمس بالقرب من أذنيها بغضب شديد مصحوب بوقاحه
—انا صكيت ملكيتي عليكي امبارح…في وعي ولا مش في وعي…مش هتفرق…المهم انك بقيتي ملكي…كلك على بعضك كده يخصني انا بس…جوااز مش هجوزك…وبرضاكي او غصب عنك..هتعيشي معاياا..لو هغتصبك تاني وتالت ورابع…هعملها يامارينا..وساعتها هبقى واعي اووي للي بعمله….انتي خلااص وقعتي في ايدي…يعني بقيتي من املاكي…وانا الحاجه اللي بملكها..لو حد فكر فيها بس…هقطعه حتت يامارينا…
فااهمه ياااحلووه….يعني من هنا ورايح هتعيشي معايا في الڤيلاا..مش كزوجه لااا…كـ حاجه من املاك يوسف…
ارركببببي
قالها وهو يفتح باب السياره ويدخلها رغماً عنها…دون ان يعير أي اهتمام لصراخهها وتوسلاتها
التفت للدكتور سعيد…الواقف يستوعب مايفعله يوسف…رمقه بنظره شيطانيه…ليهتف بغلظه
— ابقى عرف حد باللي حصل ده…وانا هخليك تحصل امك في تربتها 
ركب يوسف سيارته…ليقودها بسرعته المعتاده…
نظرت له مارينا ببكاء….همست بضعف وتوسل
— سيبني امشي يايوسف…بابا وماما ملهمش غيري..وانت عارف ان بابا تعبان…وانا اللي بصرف عليهم 
أجاب بحِده دون أن يلتفت لها
— ابوكي وامك مسؤولين مني…ملكيش دعوه بيهم
تنهدّت ببكاء…لتردف بعد لحظات بخوف
— ناوي عى ايه معايا يايوسف!! اشمعنا انا!!…انت ليك علاقات كتير…عاوز مني ايه…سيبني امشي ارجوك
ابتسم بسخريه ليضمها من كتفها لصدره رغماً عنها
— انتي متسأليش…تنفذي وبس….مااشي ياحلوه…ولا تحبي تزعلي على ابوكي وامك
شهقت بفزع…لتتوسله ببكاء
— لااا يووسف…بلااش بابا وماما…انا اهو قداامك…لكن هماا لأ…سيبهم في حالهم عشان خاطري يايوسف
رمقها بسخريه…ليتأمل شفتاها بخبث وتلذذ…
— خاطرك عندي غالي…يااا قلب يوسف 
أشاحت بصرها عن نظراته الوقحه لها…لتبكي بصمت على حظها الذي أوقعها في يد ذلك الشرس الذي لا يأبه لأي شئ…فقط إشباع رغباته هي فوق كل شئ
تُرى ماذا ستفعل مارينا..كي تتخلص من ذلك الوحش الذي قيدها لملكيته رغماً عنها 
!!!! 
_______________
في ڤيلا حسن الرماح
….
تململ باسم في الفراش بتعب…فتح عينيه ببطئ..
وضع يده على رأسه بوهن وتعب شديد…
تأمل الغرفه الواسعه من حوله بدهشه…لحظات مرّت عليه وهو يتأمل الغرفه بتعجب ودهشه..
وكأنه يسأل نفسه أين أنا!! 
نظر بجانبه فوجدها تغطي جسدها بتلك الملائه الخفيفه وتبكي بشده 
انتبه باسم لما هو عليه…شهق بدهشه وذهول من حالته..
ظل يتأملها للحظات ليستوعب أخيراً ماحدث…
فتح عينيه بذهول وكأن صاعقه من السماء نزلت على رأسه
أردف بدهشه وصدمه
— في..في اييه…ايه اللي حصل!! 
ماجي ببكاء مصطنع
— مش عاارف ايه اللي حصل….بعد ماجيت وصلتني لهنا…عزمت عليك بكاسين…وانت معترضتش…وفضلت تشرب كتير…وقلتلك كفايه ياباسم…بس انت سكرت…وخدتني غصب عني..وحصل اللي حصل…روحنا في داهيه يابااسم
باسم بدهشه وهو يهزّ رأسه من هول الصدمه
—انا..انا مبشربش…لا..لاا مستحيل اعمل كده…اكيد..اكيد في حاجه غلط
ماجي بصراخ عليه
— يااباسم انت كنت زعلااان على مرااتك..وطلبت تشرب عشان تنسى….ولما تقلت في الشُرب حصل اللي انت شايفه ده 
رمقها باسم بذهول وصدمه…حاول أن يتذكر أي شئ ولكن لا فائده…
وضع يده على رأسه بصدمه وضياع 
— لاا لاا…مستحييل..نوور…لااا..مستحيل اخون نور…لااا..اناا مش كده…
فقد اعصابه وانقض عليها يصفعها بشده وهو يصرخ بغضب
— انتي كدااابه…كدااابه…مستحييل اخوون مرااتي…مستحيييل…لااااء 
ابتعدت عنه ماجي سريعاً..لتحكم لفّ الملائه على جسدها وهي تصيح ببكاء
— اناا مش كدااابه ياابااسم…ده اللي حصل..عااوز تصدق صدق…مش عااوز..انت حرر 
وضع يده على رأسه ثانيةً بشرود وتوهان…نظر لجسده..فوجده عاري بالفعل
شعر بأن قلبه يكاد يقف من الصدمه وهول الموقف…
نزل من الفراش ليلتقط ملابسه يرتديها سريعاً وهو ينظر للفراغ امامه بصدمه تامه 
ليردف بعد لحظات بصوت ضعيف 
— ابعدي من وشي 
اجابته بلهفه 
— رايح فين 
رمقها بنظره ناريه غاضبه ليهتف بحِده 
— رااايح اشووف مرااتي…كاان يووم اسوود يووم ماانزلتي مصررر 
ماجي بخبث وبكاء
—طب واللي حصل ده هنعمل فيه ايه 
باسم بغضب وضيااع
— اوولعي بجاااز…انتي السبب…شيلهاا لوحدك بقااا…
ماجي بتوتر 
— يعني ايه اشيلها لوحدي
صرخ بها وهو ينظر لها بغيظ 
— يعني انا مش بعترف ان لمستك…اناا بقررف اصلاً ابصلك…هلمسك ازاااي 
في تلك اللحظه كان حسن الرماح قد وصل للڤيلا…سمع صوت صراخ بااسم فهو يعرف ذلك الصوت جيداً 
جري لداخل الڤيلااا…ليتفاجأ باابنته مااجي…نصف جسدها عارف وتستره بالملائه الحريريه وهي تتصنع البكاء…بينما باسم كان يقف بكل برود وكأنه لم يحدث شئ 
انتبه الاثنين لوجود الرماح يفتح عينيه بذهول من الصدمه وملامح وجه تجتاحه الدهشه الشديده 
ليردف بصدمه وذهول 
— باااسم…مااجي….!!!
رمقه باسم بسخريه ليجيب 
— مبرووك…بنتك قدرت توقعني يابااشا
الرماح بذهول 
— انا مش فااهم حاجه 
نظر باسم لماجي بسخريه..ثم اعاد النظر لأبيها..مردفاً بسخريه وغضب
— حللي انت بقااا المصييبه اللي بنتك المحتررمه لبستهااني 
!!!!
هل سينجح باسم بالإفلات من قبضة ماجي الشريره…أما سيقع في شباكها  !!؟
_________________
في قصر مهاب السيد
….. 
استيقظت نور على أشعة الشمس تخترق نافذة الغرفه التي نامت بها ليلة أمس.. 
وجدت ان المصحف مازال بيديها… فيبدو أنها غفت أثناء التلاوه… 
تنهدت برّاحه عندما وجدت نفسها بخير وأن ذلك الذي يدعي مُهاب بعيداً عنها.. 
قبْلت المصحف باابتسامه رقيقه… لتضعه جانباً… ثم اخذت وشاحهها ارتدته.. لتستعد للذهاب لبطلها وزوجها… 
فتلك الليله التي امضتها بالخارج بعيداً عنه… جعلتها تشتاق إليه وبشده.. 
فتحت نور الباب بهدوء…وتسحبت ببطئ شديد..وعينيها تتفحصان القصر بدهشه وخوف
نزلت من على الدرج ببطئ وخوف وهي تتفحص المكان بعينين خائفتين… 
لتشهق فجأةً عند سماع صوته قادم من خلفها
أدارت وجهها باارتباك… لتشهق بخجل عند رؤيته يقف أمامها عاري الصدر… 
أدارت وجهها عنه سريعاً…لتشتعل وجنتاها بحُمرة الخجل… 
أغمضت عينيها باارتباك وخجل.. لتقرر أن تستكمل طريقها للخارج دون أن تُعيره اهتمام 
نزلت نور بضع درجات…لتتفاجأ به يسحبها من ذراعهها
شهقت بخجل لتسحب يدها منه سريعاً وهي تقول باارتباك دون أن تنظر له
— مينفعش اللي انت بتعمله ده…انا لازم امشي 
مُهاب بمرح وسخريه
— الفطار جاهز…انا اللي عامله بنفسي…يلاا عشان تفطر سواا 
نور بخجل وتوتر منه
— شُـ….شُكراً…انا…انا لازم امشي دلوقت 
نزل بضع درجات ليقف أمامها يعيق طريقها 
وضعت نور يدها على وجهها بخجل…مما جعل مُهاب يفتتن بها اكثر…ليردف في نفسه 
— حلو النوع ده…مجربتش انا النوع الخجول ده قبل كده…هتتعبني شويه…بس مش خسااره التعب فيها
تحدث بصوت جهوري 
— مش هينفعك اسيبك تمشي كده من غير فطار…اكرام الضيف واجب برضو…ولاايه ياا..
يانوري
نور بدهشه وارتباك 
— نوري!! 
اتسعت ابتسامة مُهاب…ليردف بعذوبه
— اظن ان ده انسب اسم لقمر زيك
نظرت له نور بحنق…فهذا اللقب يخص حبيبها فقط ولن تدع أحداً يناديها بها أياً كان 
هتفت بحنق وهي تشير له بااصبعها في وجه 
— اسمي ميتنطقش على لسانك…انت فااهم 
مُهاب بدهشه وابتسامه بلهاء 
— ايه ده!! انتي فعلاً اسمك نور ودلعك نوري!!
ياااه…شوفتي انا خمنت اسمك ازاي من غير ماتقوليلي…عشان تعرفي بس ان القلوب عند بعضها
قالها مُهاب وهو يغمز لها بوقاحه…لتوكزه نور في صدره فجأةً حتى تهرب من أمامه
كاد أن يسقط على السُلم ولكن تمسك في قطعة الخشب البارزه منه…
نزلت نور بضع درجات أخرى بعد أن استطاعت ابعاد مُهاب عن طريقها 
لحق بها مُهاب…ليجذبها من يديها بقوه…ارتطمت بصدره إثر قوة جذبه…ليحكم لف ذراعيه على خصرها وهو يتأمل كل إنش بوجهها الرقيق بتلذذ ورغبه
ظلت نور تعافر  محاوله الهروب من ذلك الوقح…
لتنفجر في البكاء والصراخ 
— ابعددد عنييي…ابعددد ايدددك عنننيي…انت واااحد مش محترررم…ابعدد عننني
تركها مُهاب عندما وجدها تصرخ بهيستيريه…بينما نور ظلت تبكي بشده وهي تتوسله أن يتركها تذهب
مهاب وهو ينظر لجسدها نظرات افتراسيه
— هو انتي فاكره الشويتين اللي عملتيهم امبارح دول..هياكلو معايا بحاجه..
نور ببكاء وعدم فهم
— شويتين اييه…انا عملت ايه!!
مُهاب بسخريه
— عملالي نفسك شيخه وقال الله وقال الرسول…
واحده طالعه تجري من شوارع ضلمه ومش بيدخلها غير اللي سكته شمال…تفتكري هصدقها بسهوله!!
رمقته نور بدهشه…فلأول مره في حياتها ينعتها أحد بهذا اللفظ…نزلت الدموع من عينيها…لتبكي في صمت وألم..
همست بضعف وهي تنظر للأرض بحزن
— الله يسامحك…مش هدعي عليك…عشان واحد جاهل زيك متجوزش عليه غير الشفقه 
مُهاب بغضب من كلماتها
— هو مين اللي جااهل يابت انتي…لمي الدور كده عشان معملش معاكي زي ماعملت امبارح..
“يقصد عندما قبْلها رغماً عنها”
والمرادي  هتبقا غير شويه…
قالها مهاب بوقاحه وسخريه…وكأنه ينتظر منها أن تجادله ثانيةً.. فقد راق له مشاجرتها والجدال معها… ولكن لم يأتيه أي رد فعل من نور سوا البكاء فقط وهمهماتها وهي تدعي ربها سراً بأن ينجيها من ذلك الأجدب الوقح…
أردف مُهاب بهدوء قليلاً
— يلااا عشاان نفطر 
نظرت له نور نظره سريعه بإستحقار..لتدير وجهها عنه….وهي تتمتم في سرها ببعض الأدعيه 
للحظات ظل مُهاب يتأملها بشفقه…ليرّق قلبه لها…وهو يحاول جاهدا التحكم في نفسه حتى لايرتكب معها الفاحشه رغماً عنها…ولكن أرجح في عقله أنها ليست كباقي الفتيات الذي كان يخوض معهم ويلهوا بااستمتاع…انما هي نوعاً خاص فريداً لم يراه طيلة العشر سنوات التي قضاها في انجلترا…بذلك الفستان الواسع والوشاح الذي يخفي شعرها الغجري بالكامل والذي سحره حد الفتنه حين كُشف شعرها أمامه…
تنهّد مهاب بقلة حيله…ليردف بهدوء 
— متخافيش…مش هعملك حاجه…بس تعالي افطري
نور بحنق وقد وصل بها الضجر اعلى مراحله…لتهتف بعصبيه
— لييه ان شاء الله..فاكرني من بقيت عيلتك…ولا مراتك وانا معرفش 
استغل مهاب أخر كلمه قالتها…ليردف بوقاحه
— طب جربيني كده…مش يمكن اطلع احسن من البأف اللي انتي متجوزاه وسايبك تتخطفي كده عادي 
نور بعصبيه وغضب
— احترم نفسك….وسبق وقلتلك انك متجيش ضوفر في جوزي…كفايه بس ان اشهر قاضي في مصر بيعمله الف حساب 
مهاب بتعجب وسخريه
— قاضي!! ليه جوزك بيوزع عصير في المحاكم ولاايه ههههه 
نور بحنق وغضب
— اسأل على المحامي باسم منير الرفاعي وانت تعرف هو مين وعيلته تبقا مين 
في تلك اللحظه التي ذكرت فيها نور اسم باسم…شعر مهاب بأن دلو ماء بارد سُكب فوق رأسه…
تأملها للحظات بصدمه ودهشه…ليردد 
— باسم منير الرفاعي…باسم منير الرفاعي…
اوعي يكون اللي في بالي!!!
نور بعدم فهم 
— قصدك ايه!!
مُهاب بذهول ودهشه
— ليه اخ اسمه عمر…مهندس ومدير شركات الرفاعي للبترول!!!
نور باإيماء ودهشه من رد فعله
— ايوه عمر يبقا اخوه 
اعتلت الصدمه معالم وجهه بالكامل…ليشعر بأن دقات قلبه تكاد تقتلع من مكانه…اردف في نفسه بقلق
— ايه الحظ ده!!…طب انا فلت من ايد عمر بالعافيه…لكن باسم مراته انا بو…ينهاار اسود…انا كل ده بلعب في عداد عمري وانا مش حاسس 
!!!!!!
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى