Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

في صباح يوم جديد، في فيلا ماجد..
تحديدًا غرفة جاسر وشيري..”
زفرت بضيق واردفت : هو إيه الي مفيش نزول تحت؟ عاوزة أنزل أفطر معاهم!!
جاسر بغيرة : أه علشان تفضلي تهزري انتِ وقاسم!!
ابتسمت شيري بسعادة، وحاوطت رقبته واردفت بدلال : بتغير؟
– أه، مش مراتي!!
قبلته من وجنته واردفت : طبعًا غير براحتك، بس علشان خاطري ننزل نفطر معاهم.
– تؤ تؤ علشان خاطرك هنفطر هنا سوى لوحدنا، ولا انتِ مش حابة تفطري معايا!!
لوت فمها بحزن واردفت : أنا يا جاسر!! 
– ما ده الي واضح!
– خلاص بقى يا جاسورتي!!
قرص فمها بخفة واردف : مش قولت بلاش جاسورتي؟ لو حد بس سمعها منك هيكون شكلي إيه!!
– تؤ ما ده دلعي ليك وأحنا لوحدنا بس.
– طب شوفي غيره!
شيري بغضب : شوفت إن أنت الي مش عاوزني ادلعك إزاي!!
نظر لها بدهشة من تحولها، ف منذ ثوانٍ كانت تدلل عليه، والآن ابتعدت عنه وتهاجمه بغضب!!
: أنا يا روحي؟ 
– أه أنت، وأهو قولتلك ده بينا بس بردوا مش عاوز، وبتتلكك عليه، مرة أصل شكلي هيبقى وحش لو حد سمع!! ومرة أصله مش عاجبني! قولي مبقتش تحب إني ادلعك وهات من الآخر..
جاسر بدهشة : مالك يا شيري؟ فيه حاجة يا حبيبتي!!
تركته وذهبت وجلست على الفراش واردفت : مفيش حاجة، الأكل هيطلع امتى علشان جعانة.
– دقايق وهتلاقيه.
– ماشي 
اردفت يجُملتها، ورفعت قدمها اليُسرى، وخلعت الحذاء المنزلي الذي ترتديه، وبدأت بتدليكها وهي تتأوى بألم. 
بينما اقترب جاسر و جلس أمامها واردف : مال رجلك؟
شيري بدموع : وجعاني أوي، رجلي الاتنين واجعني أوي.
– من إيه طيب!!
اردف بها، ونظر لقدميها واردف بدهشة : دي وارمة خالص!
نظر لها وجدها تبكي ف أبتسم بها بحنو واردف : متعيطيش، هقوم اجبلك مية سخنة، وحطيها فيها شوية، بعدين هدهنلك مرهم وهتلاقيها هديت.
أمأت لهُ برأسها، واتجه ناحية المرحاض وخرج منه بعد وقت وهو يحمل وعاء بِه مياه ساخنة، و وضعه أسفل قدميها، وأمسك بِهما و وضعهم داخل الوعاء، وظل يُدلكهم بحنو شديد.
انتهى جاسر من تدليك قدميها بالمياه الدافئة، ونهض وهو يرفع قدميها ببطئ، ويلفها بمنشفة، وجففها وبدأ بتدليكها مرة أخرى بِـ كريم مُضاد للألم الورم..
انتهى مما يفعله ونظر لها واردف بحنو : أحسن؟
حركت رأسها بخجل واردفت : أه أحسن.
ترك قدميها، ومسح آثار الكريم من على يده، وتقدم ناحيتها وجلس بجانبها واردف : ممكن لما تكوني تعبانة، تقولي إنك تعبانة، مش تتعصبي؟
شيري بخجل : حاضر، أنا آسفة.
ضمها جاسر لصدره واردف : بس لو حابة تتعصبي براحتك يا شيري، لو شايفة ده هيريحك بس.
– أنا آسفة، بس أول خمس شهور كانوا كلهم توتر وخوف عليك، وتعب أعصاب، ف مش عارفة أبطل عصبية دلوقت ولا اتحكم ف أعصابي، وقولت للدكتورة بس قالتلي ممكن بسبب اول شهور الحمل.
قبل رأسها بحنو واردف : طيب يا حبيبتي، اتعصبي براحتك، ولو مش أنا الي هتتعصبي عليه وتكوني معاه ف كل حالات، هيكون مين؟ وأنا هنا ومعاكِ علشان أتحمل عصبيتك، وأي حالة هتكوني عليها.
ضمت شفتيها واردفت : أنا جعانة أوي، كل ده الاكل لسة مجاش؟
جاسر بإبتسامة : هنزل اجيبه أنا.
قبل رأسها مرة اخرى، ونهض من مكانه واتجه ناحية الباب وغادر الغرفة..
بينما ابتسمت هي وهي جالسة بمكانها، وهي تسأل نفسها بذهول عما فعلته بحياته حتى أعطاها الله زوجًا مثله.
بالوقت ذاته في غرفة شروق وماجد..”
كانت نائمة بين أحضانه، وهو يمرر أنامله بين خُصلات شعرها..
شروق : اممممم، يعني يوسف ده يبقى إبن واحد من ضمن الي كانوا بيشتغلوا مع بابا؟
– أيوة.
– طب هو اشمعنا أبوه اتحكم عليه بالاعدام وبابا مؤبد؟
– علشان ابوكِ وهو كانوا بجانب شغلهم بيتاجروا ف الآثار، والقضية دي، هو لبسها ف أبو يوسف وابوكِ اختفى من الصورة، علشان كدة الحكم طلع كدة.
نهضت شروق ونظرت لهُ واردفت وهي تخفض رأسها : أنا آسفة على يوم ما فاروق عرفني بأن بابا قتل ماما وأنت كنت عارف، آسفة على رد فعلي بس كانت أعصابي متوترة بسبب جاسر، وأنا اضايقت إنك خبيت عليا، وكمان الخبر كان شديد عليا شوية ف طلعتهم فيك.
جذبها ماجد لاحضانه مرة أخرى واردف : أولًا متبعديش عن حضني، ثانيًا لما تيجي تكلميني ف أي شئ كان راسك تكون مرفوعة وعينك بصالي، ثالثًا بقى واخيرًا أنا معلقتش ع الي حصل ولا على رد فعلك لأني كنت متوقعه يا شروق، وكمان عارف إن الصدمة كانت شديدة عليكِ، بأن مهما كان ابوكِ إيه ف عمرك ما كنتِ هتتخيلي إنه يكون قتل أمك..
استشعر حزنها ف اردف في مرح : وبعدين ده كان معاد ضيوف بيجوا كل شهر بيبوظوا الأعصاب حتى لو كانت حلوة ومظبوطة، ف بعيدًا عن أي حاجة ف أنا قدرت هرموناتك وقتها الي خدتها بالصيغة دي.
ضحكت شروق في خجل واردفت : أنا قليل الأدب والله!
قهقه ماجد واردف : قليل إيه!! انتِ عارفة معنى الكلمة دي إيه!؟ وجاية تقوليها وأحنا معانا ٣ عيال؟
ثم أكمل وهو يرفع رأسها إليه : وبعدين خدي هنا، معانا ٣ عيال ولسة بتتكسفي؟ دا أنا شعري أبيض خلاص!!
مررت أناملها بخصلات شعره التي يكسوها اللون الأبيض، واردفت : ما زادش حاجة غير إنه زاد من وسامتك يا ماجد.
بلحظة كان يلقيها على الفراش وهو يعلوها واردف وهو بمرح : لأ دا الكلام ده محتاج جايزة عليه.
ضحكت الإثنان، واقترب منها ماجد وقبلها بِعشق..
في الشركة..”
وصل هشام وماجد للشركة، وصعدوا للأعلى لمكتب ماجد، وجلس الإثنان معًا..
هشام : أنا عرفت مين تبع يوسف
عقد ماجد حاجبيه واردف بتساؤل : مين؟
– السكرتيرة بتاعت قاسم، تبقى هي الي معاه، أنا قولتلك شاكك ف حسن، ف لما دورت وراه، دورت روا لينا بردوا وعرفت إنها هي الي من طرفه.
تنهد ماجد واردف : ما أنا عرفت، قاسم كلمني بليل وحكالي إنه عرف إنها هي.
– وابن الـ *** مقاليش!
ضحك ماجد واردف : المهم إنه عرف، بس قولي يا هشام، أنت إزاي عرفت ان يوسف وجه ف بالك إزاي إنه ممكن يكون هو!
– أنت عارف إني عمري ما ارتاحت ليه يا ماجد، وفترة ما كان جاسر ف المستشفى وأنت دماغك مشغولة بيه، أنا دورت ورا يوسف لأني كنت شاكك إنه وراه حاجة.
– حاسة الشك عندك قوية الفترة دي، لأ وبتطلع ف محلها بالمظبوط..
هشام بفخر : وأنا أي حد يا ماجد ولا إيه!
ابتسم ماجد واردف : أنت أخويا وابني يا هشام، مش أي حد.
هشام و هو يبادله ابتسامته : وأنا عملت كدة لأني لقيتها فرصة أرد ليك ربع الي عملته معايا زمان يا ماجد، لأني لولاك كان زماني لسة خارج جديد من السجن مع فاروق.
– وأما كان ده هيحصل، أنا إيه لزمتي ف حياتك؟ 
ابتسم هشام واردف : ربنا يحفظنا لبعض.
– يا رب.
قاطع حديثهم دلوف السكرتير وأخبره : فاروق برة وعاوز يقابلك.
نظر ماجد لهشام، ومن ثم لحسن واردف : طيب دخله يا حسن.
غادر حسن، ودلف فاروق فور مغادرته ببضع ثوانٍ، و وجد هشام يجلس مع ماجد بالمكتب..
فاروق : ازيك يا ماجد، ازيك يا هشام.
لم يجيبه هشام، بينما أردف ماجد بنبرة جامدة : الحمدلله.
جلس فاروق أمام مقعد هشام، ونظر لماجد واردف : أنا جايلك ف موضوع يا ماجد، أو تقدر تقول صفقة.
عقد ماجد حاجبيه واردف : صفقة إيه؟
فاروق : صفقة إني أقولك مين الي ورايا وعاوز يأذيك وليه؟ وإني أبعد عنكم خالص وامشي أنا وابني برة البلد..
ماجد بدهشة : والمقابل؟
– تديني خمس أضعاف حق المصنع الي اتحرق بسببك والخساير الي خسرتها.
نظر لهُ ماجد لبضع الوقت، ومن ثم أردف بنبرة غامضة : وأنا مش موافق على عرضك.
تحولت نظرات فاروق من الثقة، إلى الاهتزاز والخوف، وقد لاحظ ذلك ماجد، وابتسم لهُ بسخرية واردف فاروق : ليه؟
ماجد : لو على الي وراك، ف أنا عرفت هو مين يا فاروق، أما حكاية إنك تبعد عني، ف أنا سايبك بمزاجي كـ تسلية وتضييع وقت مش أكتر يا فاروق، أما أنت عارف كويس أوي إني ممكن انهيك أنت وابنك دلوقت، و ف لحظة أوقع كل الأسهم الي ف شركتكم واخليكم تحت الصفر.
فاروق بغضب : أنت بتهددني!
حرك ماجد كتفيه واردف بإبتسامة : أنا بفكرك بالحقيقة الي أنت شكلك متجاهلها عن قصد يا فاروق.
نهض فاروق بغضب ونظر لهُ واردف بتوعد : ماشي يا ماجد.
خرج فاروق من المكتب، ومن ثم أمسك ماجد بهاتفه وهاتف قاسم وطلب من أن يأتي..
أغلق معه واردف هشام : هتعمل ايه؟ وليه عرفت فاروق إنك عارف!
ماجد : هتعرف دلوقت.
دلف قاسم لهم واردف : إيه يا عمي..
ماجد : هتروح لـ لينا وتخليها تبعت رسالة أو تكلم يوسف تعرفه بأن فاروق جه عندي وباعه ليا مُقابل مبلغ مالي، وأنا وافقت وفاروق عرفني كل حاجة حتى حقيقت لينا.
قاسم : يا إبن الجنية! دماغك سم بجد.
أمسك ماجد بِـ قلمٍ موضوع على المكتب وقذف قاسم بِه واردف: احترم نفسك يا بغل أنت! 
قاسم : هو أنت تقول بغل، وابنك يقول بغل! إيه مش كدة!! 
ماجد : روح يا قاسم أعمل الي قولتلك عليه بدل ما اقوملك.
قاسم : أنت عارف بتفكرني بمين؟ بـ أمي زمان وأنا صغير لما كانت تقعد كدة وتبصلي نفس بصتك دي، وتحط رجل على رجل زيك كدة، وايديها على الشبشب الي كان بيفيونكة ده، وتقولي ذاكر وخلص الي وراك بدل ما اقوملك، وتحسس بايدها على الشبشب كدة آل يعني هخاف لتضربني بيه.
ماجد بتساؤل : وكنت بتخاف؟
– طبعًا كنت بخاف.
– طيب روح بقى بدل ام اخليك تجرب ضربة الجِزم عاملة إزاي، وتقارن بينها وبين الشبشب.
خرج قاسم من المكتب سريعًا بينما أردف ماجد : بيكبر وعقله بيصغر!!
ضحك هشام بشدة واردف : معلش اعتبره إبن أخوك بردوا.
ضحك جاسر هو الآخر، بينما على الجانب الآخر، كان يقف قاسم بجانب لينا وهي تتحدث مع يوسف وتخبره بما أخبرها بِه..
بعد وقت أغلقت معهُ ونظرت لقاسم بخوف واردفت : حاجة تاني؟,
ابتسم لها قاسم واردف : تؤ تؤ يلا لمي حاجتك، وروحي ليوسف وقوليله قاسم بيقولك إن الراجل الي يستخبى ورا واحدة سِت ف هو بيكون سِت زيها، وكمان أضعف منها، على الأقل هي وقفت في الواجهة وهو كان وراها
كادت أن ترحل ولكنه قبض على ذراعها واعاداها إليه مرة أخرى واردف : الجملة توصله بالحرف الواحد، وتقوليها بسرعة قبل ما يقتلك علشان عاوزها توصل، مفهوم؟
ارتجف جسدها بخوف فور نُطقه للموت، بينما ابتسم بسخرية واردف : للدرجة دي مش واثقة فيه وإنه هيموتك؟ ولا هو مبيحبكيش!
انهمرت دموعها واردفت : لا بيحبني، بس..بس أنا خايفة منك أنت بس.
ترك قاسم ذراعها واردف : وتخافي ليه، يلا أمشي من هنا، ومش عاوز المحك تاني حتى لو صدفة ف أي مكان، لأن وقتها يا لينا هخليكِ تخافي بجد.
رحلت لينا وهي تهرول بخوف شديد، بينما وقف قاسم مكانه، و وضع يده بجيوب بنطاله وأخذ يتطلع مكانها وعيناه تلمعان بحزن..
في فيلا الشاذلي..”
صرخ برجاله بغضب واردف : تجبولي الزفت ده دلوقت، مفهوم؟ اخلصوا لسة واقفين!!
صرخ بهم، وخرج الجميع بخوفٍ منه، ولم تمر ساعةً، حتى جاءت لينا للفيلا، ودلفت و وجدت قاسم يجلس بالبهو بغضب وهو ينتظر قدوم فاروق..
هرولت نحوه بخوف، وارتمت باحضانه واردف ببكاء : كان هيقتلني يا يوسف..
مسد يوسف على شعرها بحنو واردف : ششش اهدي يا حبيبتي، هو معملش ليكِ حاجة وانتِ دلوقت معايا أهو.
ابتعدت عنه واردفت بخوف : وأنت هتعمل ايه؟
طالعها بشر واردف : هجيب فاروق واقتله.
شهقت بفزع واردفت : يالهوي، هتضيع نفسك علشانه!!
قبلها يوسف من وجنتها برقة واردف : ده كلب يا روحي ولا يسوى، يعني موته حلال.
– بس يا يوسف..
قاطعها يوسف : ششش، مبسش، اطلعي اوضتك ارتاحي أكيد اليوم كان رخم وتقيل عليكِ، اطلعي خدي شاور يريح أعصابك ونامي شوية.
حركت رأسها ونهضت من جانبه بخوفٍ عليه من تهوره..
بعد وقت جاء إحدى رجاله وأخبره أنهم جاءوا بفاروق وهو الآن بالبَدروم..”
نهض يوسف من مكانه وعيناه تطلقان رصاصٍ من الشر والغضب..
فتح الباب و وجد فاروق مُكبل من يديه بالمقعد، ودلف وهو يصفق واردف : برافوا يا فاروق، بجد برافوا، بحييك على غبائك، الي أتأكدت منه دلوقت.
نظر لهُ فاروق بخوف واقترب يوسف منه، وقبض على شعره واردف : ورحمة أبويا لهعرفك يعني إيه تخرج من تحت طوعي يا فاروق، تخرج من تحت طوع الي حياك من الموت من تاني الموت الي كانوا السبب فيه الي أنت بعتني ليهم.
فاروق بخوف : والله ما بعتك يا يوسف، والله ما نطقت بحاجة 
– نعم يا روح امك!! 
ابتعد يوسف وأشار لرجاله بإحضار شيئًا ما، ونظر لهُ فاروق بغضب ف كان عِبارة عن، سوط، ومعهُ علبة سجائر، واقترب يوسف منه، وكان رجاله تاركين فاروق عاريًا، وظل يهوى عليه بالسوط وهو يصرخ بشدة..
أنهى يوسف من ضربه إليه، ومن ثم اشعل إحدى السجائر، واقترب منه وظل يضعها على المكان المُحمر بفعل ضربات السوط، وصراخ فاروق يعلو أكثر وأكثر..
في فيلا ماجد..”
خرجت شيري من غرفتها، وأثناء سيرها بالطُرقة خانتها قدميها، و وقعت مُتخبطة بشئٍ ما..
صرخت شيري من أثر خبطتها، و هي تنظى لِـ صبا الواقفة ببرود تُشاهد الموقف مِن بِدايته..
إتكأت شيري على يديها وحاولت النهوض من مكانها، وقدميها تؤلمها بشدة أثر الوقعة..
نجحت بنهوضها، و وقفت وسارت نحو غرفتها وهي تعرُج بقدميها، وتتأوى بوجع..
دلفت لغرفتها، وجلست على الفراش وأخذت تُدلك قدميها مثلما فعل جاسر معها قبل الذهاب لعمله لعلها تهدأ قليلًا، ومر وقت وبالفعل هدأت قدميها، وإتكأت عليها مرة أخرى ونهضت بضعف مُتجهة لغرفة صبا..
طرقت على باب غرفتها عِدت طرقات خفيفة و سمعت صوت صبا يسمح لها بالدلوف..
دلف شيري بتوتر بينما نظرت لها صبا بدهشة واردفت : فيه حاجة؟
فركت شيري يديها بتوتر واردفت : كنت عاوزة أتكلم معاكِ شوية ممكن؟
صبا بضيق واضح على ملامحها : اتفضلي.
أحست شيري بشعور انكسار وحُزن لوهلة، ولكنها اخفته سريعًا وهي تحسم أمرها بأنها يجب أن تتحدث إليها الآن..
جلست شيري على الفراش وكادت أن تتحدث ولكن قاطعتها صبا : هقولك أنا جاية ليه..
نظرت لها شيري بدهشة، بينما اردفت صبا : جاية تقوليلي نبدأ صفحة جديدة زي ما عملتي مع مرات عمي، الي هس حماتك، وعملتي مع ليان أخت جوزك، وعملتي مع العيلة كلها، جاية تعملي معايا نفس الشئ بردوا..
بس أحب أقولك لأ، سوري أنا مش تحت امرك حضرتك، حابة تقبليني وتحبيني يبقى المفروض عليا أعمل نفس الشئ معاكِ..
شيري : بس أنا كنت..
قاطعتها صبا بصراخ جعلها تنتفض : كنتِ ايييه؟
واحدة غريبة ف يوم وليلة تقول إنها قريبتنا! ودخلت وسطنا وبتكرهنا!! أما انتِ بتكرهينا ليه حشرتي نفسك ف وسطنا واتجوزتي أبيه جاسر! أمك كانت السبب وجع ماما وما صدقت خلصت منها وعاشت حياتها كويس مع بابا، تيجي فاجئة تظهري انتِ!! وكل شوية تقولي إننا السبب ف الي حصل مع أمك؟؟ وانتِ أصلا واحدة مريضة يا شيري عقلك مريض، ويستحسن تروحي لدكتور نفسي يعالج عقلك المريض ده، لأن مفيش حد غيرك غلط ولا حد كان السبب ف أي حاجة غيرك انتِ وأمك وبس..
قاطعها صراخ مروة بها : صبا، إيه الي بتقوليه ده!!
نظرت صبا لمروة واردفت : بقول الحقيقة، إنها إنسانة مريضة.
لم تشعر مروة بحالها سوى ويدها تهوى على وجنت صبا واردفت : اعتذري يا صبا..
وضعت صبا يدها على وجهها واردفت : مش هعتذر لو إيه حصل مش هعتذر لآني مقولتش حاجة غير الحقيقة وبس.
تركتهم صبا وخرجت من الغرفة، بينما التفت مروة لشيري الواقفة بأعين متسعة من كثرة صدمتها، من حديث صبا معها..
مروة : شيري..
وضعت يدها على كتفها واردفت : صدقيني أنا حاسة بيكِ، عارفة يعني إيه تتحطي ف بيئة زبالة ومُجبرة تكوني زيهم وتتربي على أنك تكوني زيهم، بس بعزيمتك تخرجي منهم، وده انتِ عملتيه وخرجتي من البيئة دي وجيتِ لجاسر، وكلنا هنا حبيناكِ، واعتبرناكِ مننا، وكلنا فرحنا ف لحظة ما اعتبرتينا أهل ليكِ.
لم تجيبها شيري بل أزاحت يدها من على كتفها، وخرجت من الغرفة..
نظرت مروة إثرها بحزن ودموعها تهوى : والله يا شيري طول الوقت كنت ببقى عذراكِ، لأني عِشت زيك، بكل الي مريتِ بيه..
في مبنى المخابرات المصرية..
تحديدًا مكتب كيان..”
كان يجلس خلف مكتبه، وأمامه إحدى زملائه..
كيان بصدمة : حماه بيتاجر ف الاثار!!
– وهو كمان بيتشغل معاه فيها.
حرك كيان راسه واردف : تمام شكرًا ليك يا عُدي.
– على إيه يا كيان؟ الملف أهو فيه كل حاجة ممكن تحتاجها للقضية..
– ماشي يا عُدي..
خرج عُدي من المكتب وبقى كيان مكانه، وأمسك بالملف الذي تركه لهُ وأخذ يتطلع بِه في صدمة كبيرة، عمهُ يُتاجر بالآثار! هل لذاك السبب قد تزوج!! ماذا عن إبنه وابنته!! ماذا سيحدُث لهم!! 
مساءًا عدا جاسر من العمل، بتعب وارهاق شديدًا، ف هو اليوم لم يذهب للشركة بل كان طوال اليوم بالموقع، يُباشِر بنائه..
صعد لغرفتهم، فقد تأخر الوقت ونام الجميع، ولكنه صدم بوقوف مروة زوجة عمه واردف :, فيه حاجة يا مرات عمي؟
– أه عاوزاك.
عقد جاسر حاجبيه واردف : ف إيه؟
مروة بحزن : بص الأول أنا بعتذرلك عن الي حصل بس أنا حاولت أكملها وهي مسمعتش مني، ف قولت أقولك علشان تعرف تكلمها..
جاسر : حصل إيه يا مرات عمي قلقتيني!!
قصت على مروة ما حدث بين صبا وشيري، ونظر جاسر لها بغضب واردف : هي صبا بتستعبط!! كمان مش عارفة إنها حامل!! 
مروة بدموع : حقك عليا أنا، أنا قولتلك علشان تعرف تتكلم مع شيري وتبقى فاهم هي مالها وفيها ايه..
تنهد جاسر واردف : ماشي، عن أذنك.
تركها جاسر وصعد لغرفتهم، وهو يستعد لانفجار شيري بِه..
فتح الباب بِبُطئ، و وجد الغرفة مُظلمة بشدة، ولكن ما إن أغلق الباب حتى وجد الأضواء تشتعل، واستدار ولم يكُن سوى ضوءًا للشموع..
نظر لها بانبهار وعيناه تلتمع بشغف شديد، من وقوفها أمامه بإحدى فساتين السهرة، كان فُستانًا باللون الأحمر القاتم، قصير بالكاد يصل لفخذيها، وعاري من فوق ودون حملات، كان فُستانًا بسيطًا بِشدة وذلك ساعدها بإبراز مفاتنها بوضوح أمام عينيه..
اقترب جاسر وعيناه تلتمع بشغف، ولوهلة قد نسى ما أخبرته بِه مروة بالاسفل، و وقف أمام شيري وكاد أن يقبلها ولكنها أوقفته وهي تضع يدها على شفتيه : لأ
عقد حاجبيه بضيق، ولازالت يدها على شفتيه واردفت برقة : أدخل خد شاور، وأخرج، أنا عملت لينا إحتفال صغير بمناسبة عيد جوازنا الرابع..
حرك جاسر رأسه وقبل يدها، وابعدتها شيري عن فمه، وتركها جاسر واقفة مكانها ودلف للمرحاض حتى يأخذ شاورًا سريعًا..
مر وقت وخرج جاسر من المرحاض، عاري الصدر وهو يلف حلو خصره منشقة، وترك شعره لم يُجففه..
اشارت شيري لملابس اختارتها لهُ و وضعتها على الفراش، واردفت : البس دول..
أبتسم لها جاسر وهو يفعل ما تُمليه عليه، ف هو يُريد أن يسير الأمر مثلما خططت هي لهُ، حتى ينتهي مثلما يُخطط هو، وهو يرى سعادتها..
ارتدى جاسر الملابس وكانت عبارة عن “بدلة، من اللون الأسود، واسفلها قميصًا بلون فُستانها..
رجع جاسر إليها بعدما ارتدى البدلة و وقف أمامها واردف : إيه تاني سِنيوريتا؟
مدت يدها إليه بعدما صدح صوت الموسيقى، واردفت : هنرقص سلو سوى .
ابتسم لها جاسر وهو يميل بجسده بحركة رومانسية واردف : أمرك سِنيوريتا..
أمسك بيدها وبدأ برقصتهُ معها..
وهو بيدندن مغ أغنيتها المُفضلة وهمس بجانب أذنها : سيبي روحك وأُرقُصي.
تغلغلت أصابعها بين فراغات اصابع يده واردف : بين إيديا وإلمسي
حاوط خصرها بيده، وأمسك يدها و وضعها على كتفه واردف : حُضني بإيديكِ وإضحكِ.
اقترب بجانب أذنها وهمس بها : على ودني ميلي وإهمسي.
ابتعد عنها، وهو يحتضن كل يد من يديها، بكفٍ من كفيه واردف بصوتٍ عالٍ نسبيًا : عارفة إيه ف بالي؟
عارفة نفسي ف إيه؟
أقترب منها مرة أخرى وبتلقائية يديها حاوطت كتفيه، وأكمل غناء وعينيه تنظر لأعيُنها التي أدمعت من كثرة سعادتها : عايز دلوقت أشيلك وبيتنا نجري عليه.
صمت وهو يمايل خصرها على الموسيقى، والاثنان صماتين، ولكن هل الأعين ايضًا صامته؟ هل قلوبهم الآن صامتة؟ لمعة أعينهم، نظرتهم لبعضهم البعض، تِلك السعادة المُرتسمة على وجوههم، وكأنها انعكاس لسعادة قلبيهما..
اقترب منها مسافة أكبر، وأمسك بيدها وهو يُغلغل اصابعها بين فروق أصابعه واردف : أيدي على ايدك كده.
وبِـ يده الأخرى جعل رأسها تستند على صدره وأكمل : ميلي على حُضني كده.
أغمضت أعيُنها وهي تستمع بِكل ما يحدُث الآن، تشعُر وكأنها بحلمٍ ما، أو تقرأ إحدى الروايات الرومانسية فقط، ولكن سعادة قلبها، دقاته التي تشعر بأن جاسر يستمع إلى دقاته الآن، أهذا أيضًا حُلمًا؟ وجودها بين أحضانه وهي تضع رأسها على صدره وتستمع لدقات قلبهُ، هل هذا ايضًا حُلمًا؟ بالتأكيد لا، بينما قاطع تفكيرها جاسر مُكملًا للأغنية : إنتِ وأنا نرقُص سوى، ع الأرض ولا ع السما، قلبي سامعة قلبي، وإنتِ خدك عليه؛
سامعة كُل دقة، فاهمة بتقول إيه؟
من ثم رفعها بين يديه، وسار يدور بِها وصمت وهما يستمتعان باللحظة وبآخر كلمات بالأغنية، لم يُكررها جاسر ولكنه اكتفى بالنظر إليها، وكإن لِسانه قد عُقِد مكانه من فرط جمالها الذي يطغى عليها سعادتها
: سيبي روحك وأرقصي، بين إيديا وإلمسي، حُضني بإيديكِ وإضحكِ، على ودني ميلي وإهمسي.
نظر لها بِعشق وهو ينزلها ببطئ واردف : عجبتك الرقصة يا سِنيوريتا؟
نظرت لهُ بأعيُن دامعة من فرط سعادتها واردفت بِعشق : عجبتني علشان برقُصها معاك.
نظر لها جاسر بِعشق : إنتِ حلوة أوي النهاردة..
ابتسمت لهُ شيري واردفت : أنا ببقى حلوة لما بكون بين ايديك، ببقى حلوة لما بتبسم ليا، أنا بحلو بيك وبس يا جاسر..
مال برأسه ويده تلتف حول خصرها، وهو يرفع جسدها إليه، ويطبع شفيته على ثغرها، ويقبلها بِعشق وشغف..
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!