Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نرمينا راضي

سيدتي.. أنوثتك لا حدود لها…. 
من رأسك حتى أسفل قدميكِ… فكل جزء فيكِ.. له حق من الدلال.. فااسمحِ لي بأن أدللكـ قاتلتـــي 
…♡♡♡
في شركة الرفاعي
……
صمت مُهاب ليتأمل “هنّا” بنظرات مختلسه..تابع في نفسه
— ده لا مرات عمر ولا مرات باسم..دي بيهم هما الإتنين…بس قمر يخربيت كده..ملااك نازل من السما…اووف استغفر الله العظيم ياارب…ويااترى بقاا المزه دي هتطلع متجوزه برضو ولا السناره هتغمز المرادي ! 
ظل مُهاب يتأملها بإعجاب شديد متناسياً كل شئ حوله…حتى نفسه
انتبهت “هنا” لأعين مهاب المتصلبه عليها بهُيام
..فهتفت بخجل
— احممم..مستر مهاب..مستر مهاب !
آفاق من شروده على صوتها الأنوثي فأردف
— هااه…ايواا..نعم…أنا مهاب عزمي 
ضحكت “هنا” بخجل ثم أجابت
— حضرتك غني عن التعريف…
تابعت مشيره بيدها تجاه ذاك المكتب الفخم 
— اتفضل حضرتك وأنا هجبلك ورق الصفقات اللي عمر بيه هيعقدها الشهر ده 
مُهاب بتلقائيه
— مش هتطلبيلي عصير نعناع 
ضحكت برقه وهي تضع يدها على فمها
— تحت أمرك يافندم…اتفضل وهطلبلك حالاً
أردف وهو يهيم بعينيها
— قمر 
هنا بدهشه
— أفندم !!
مهاب مصححاً حديثه 
— الدين…قمر الدين…عندكم !!
هزت رأسها بنفي ضاحكه
— للأسف لاء يافندم 
مهاب بإيماء وهي يعدل من قميصه ليتجه للمكتب
— اطلبيلي قهوه ساده وهاتيلي ملفات الصفقه 
هنا بتعجب من تغيره المفاجأ
— تحت أمر حضرتك يامهاب بيه 
دلف مهاب لداخل المكتب…ثم جلس على الكرسي وأخرج هاتفه كي يتصل بـ عمر 
هاتفه مهاب مراًراً ولكن لم يأتيه أي رد..وضع الهاتف أمامه بتأفف وهو يزفر
— اوووف…رد ياعمر…متبقاش عقلك صغير كده 
أعاد مهاب الإتصال به ثانيةً ولكن لم يكن هناك استجابه…فقد كان يعطي الهاتف رنين دون الرد 
لحظات ودلفت “هنا” للمكتب وبيدها كوباً من القهوه وباليد الآخرى تحمل ملفات الصفقه الخاصه بإحدي شركات التجاره الكبرى 
كانت “هنا” ترتاد تنوره قصيره زرقاء قاتمة اللون بالكاد تصل لمنتصف فخذيها..فبدت قدماها البيضاء تشعل لهيب مهاب وهو يحاول جاهداً غض البصر لكنه لم يستطيع…فوقع بصره ثانيةً على تلك الأنوثه الطاغيه..غارقاً بذهنه وعينيه في منحنيات جسدها الفاتن..
انحنت “هنا” بتلقائيه لتضع الكوب على سطح المكتب…فأبرزت تلك البلوزه اللعينه نصف صدرها مما جعل مهاب يبتلع ريقه بصعوبه ثم أخفض بصره سريعاً مستغفراً ربه..
وضعت “هنا” ملف الصفقه ثم أدارت جسدها لتذهب…ولكن استوقفها مهاب بغيظ شديد بدا على إحتقانة وجهه
— مش هتخسري حاجه لو طولتي لبسك 
التفتت “هنا” لتجيب بتعجب
– نعم !! 
زفر مهاب بضيق ثم وقف ليتجه إليها بغضب متابعاً
— اللي انتي لبساه ده..يتلبس في كباريه..حفلة تعري…مش في شركه محترمه !!
تحولت ملامح “هنا” للإستشاطه واحتقن وجهها الجميل ثم هتفت بغضب 
— وتطلع مين إن شاء الله..عشان تتحكم فيا وتقولي إلبسي ده ومتلبسيش ده !!
اقترب منها مُهاب ليقف أمامها مباشرةً ثم هتف بتحدي
— وأنا ليا في الشركه ده..زي..زي عمر بالظبط..يعني من حقي أقول مين يشتغل فيها ومين ميشتغلش..
صمت ليتابع وهو يتفحصها من رأسها لأسفل قدميها بسخريه 
— وللاسف مبشغلش معايا حريم مش مظبوطه..سمعة الشركه أهم
رمقته “هنا” بدهشه شديده من قوله… فدائماً ماينظر لها الرجال كونها إمرأه للمتعه وملئ فراغ شهواتهن…تحولت ملامحها من الغضب للحزن..وترقرقت عيناها الجميله بالدموع..ثم همست
— عندك حق يامهاب باشا…أنا فعلاً وجودي هيقل من سمعة الشركه…أنا لازم أمشي…بس هستنى لما عمر بيه يجي واديلو الملفات الخاصه بيه وبعدين هقدم إستقالتي من الشركه 
اتجهت “هنا” لخارج المكتب…ولكنه استوقفها ممسكاً بيديها ليردف بتلقائيه
— متمشيش.
نظرت “هنا” بسخريه لقبضة يديه المحيطه بمعصمها…فسحب مهاب يديه بخجل…تابع بإحراج
— انا اسف…متفهمنيش غلط…مكنتـ…….
قاطعته “هنا” بنصف ابتسامه
— لا..ولايهمك ياباشا…انت مش أول ولا آخر حد هيقولي الكلام ده…حضرتك مغلطتش…الغلط من عندي….عن إذنك 
خرجت “هنا” بينما تابعها مهاب بحزن وغضب من نفسه…ففي حياته لم يغار على إمرأه…لايعلم لما احترق قلبه وشعر بغليان الدم يجري في عروقه عندما رأها بتلك الملابس التي تفضح أكثر مما تستر..
ظل يزفر بضيق ويتأفف بغضب من نفسه..ثم اتجه ليجلس على مكتبه ثانيةً ليراجع الأوراق الموضوعه أمامه..
ارتشف القليل من القهوه وهو يتفحص الأوراق بعينيه…وذهنه غائب تماماً بل مشتت بتلك البيضاء الفاتنه التي هزت عرش قلبه..
مُهاب زير النساء..قد غُرم وافتُتن بالجميله البيضاء!
لحظات مرت عليه..يرتشف القليل من القهوه..ثم يحك رأسه بتوتر وتشتيت..
قام فجأةً وقد حسم أمره…قرر أن يذهب إليها ويعتذر منها عن حديثه الغير لائق…أخذ معه بعض الأوراق متعللاً وجود خطأ بملف الصفقه..
اتجه للخارج..ولكنه فوجئ بعدم وجودها على مكتبها..
بلغ التوتر ذروته وظنّ أنها رحلت عن الشركه كما قالت بالفعل..
اتجه مهاب لأحد الموظفين..ليسأله بلهفه
— هناا فيين !! 
تعجب الموظف من ملامح مهاب القلقه والملهوفه..فلم يعرفه معظم الموظفين بعد
تابع مهاب بهدوء قليلاً
— الآنسه هنا السكرتيره فيين…عاوزها في شغل حالاً
أشار الموظف لممر بالشركه وهو مازال متعجباً
— مِشت من هنا..مع مهندس قاسم 
مهاب بغيره 
— مين مهندس قاسم ده !!
الموظف بتلقائيه
— ده اللي ماسك فرع التعدين في الصحراء ويعتبر من أهم الموظفين عند عمر باشا 
تركه مهاب…ثم رحل على مضض وبداخل رأسه تشن معارك الغيره…لا يعلم لما غار هكذا عندما ذُكر له أنها برفقة رجلاً آخر…حق لا يعلم لِما يغار عليها..
أهذه الغيره هي أول طرقات لباب الهوى والعشق!
اتجه مهاب لذاك الممر..ولكنه توقف فجأةً وتوارى جانباً.. عندما سمع صوت رجولي يقول بوقاحه
— بس أنا مشبعتش من المره اللي فاتت…هستناكي تيجي انهارده في نفس المكان اللي انتي عارفاه…ولو إتأخرتي ثانيه…إنتي عارفه أنا هعمل ايه 
أجابت “هنا” بهمس
— حاضر..بس وطي صوتك عشان متفضحش 
أجاب الرجل والذي يدعي قاسم 
— لا متقلقيش..طول ماانتي سالكه معايا ومدلعاني..مش هتتفضحي…هتمشي معوج ومش على هوايا…هتلاقي رد فعل مش هيعجبك..ماشي ياقطه 
“هنا” بإيماء وهي تنظر حولها بتوتر 
— حاضر 
قاسم الجوهري..شاب في مقتبل الثلاثينات..من أذكي المهندسين بالعالم..تخرج من جامعة كامبردج دولة إنجلترا.. ثم تقدم للعمل بشركات الرفاعي.. كونها من أفخم الشركات على مستوى العالم.. ويعد أيضاً الذراع اليمنى لـ عمر الرفاعي.. أختاره عمر لذكائه.. أما عن طباع قاسم.. فهو وقح وزير نساء من الدرجه الأولى.. يُمكنه فعل أبشع الجرائم التي ممن الممكن أن تتخيلها.. دون أن يمسه ضرر ولا ضرار…. 
يمتلك قاسم ملامح غربيه بشعر بني خفيف وعيون زرقاء ضيقه.تعود لوالدته البريطانيه “إيما”..
اغتاظ مهاب بشده وكاد أن يقتحم المكان عليهم…ولكنه تريث بتفكير..ثم جمح غيظه ليردف بغيره وغيظ في نفسه
— خايفه من الفضيحه !! عملالي نفسها محترمه!
مهو واحده لابسه لبسه زباله زي ده..هتكون ايه غير إن مشيها مش مظبوط…
صمت ليتابع بحنق متوعداً
— مااشي..أنا بقا اللي هفضحك إنتي والكلب اللي معاكي ده 
نفهم من ذلك أن مهاب سيتبع خطوات”هنا” وذاك الشيطان قاسم…فمالذي سيفعله مهاب لو رأى ما لا يسره !!؟
—————————–
على الجانب الآخر أمام بيت المقدم نادر حواس
………..
يااخدهااا…ياااقتلهااا 
قالها الرجل وهو يصوب سلاحه تجاه رأس ساندي 
اذدات ضربات قلب نادر بخوف وهلع شديد..فهو يعلم جيداً أنه اذا تركها تذهب معهم…حتماً سيقتلونها..وإن وقف بوجه الرجل…سيضغط على الذناد وسترحل ساندي وطفلها للآبد
أنزل نادر سلاحه من يده..ثم وضعه على الأرض..وفعل مثله رجال الجيش الأسود “الشرطه”
هتف نادر بخوف شديد
— ساندي ملهاش علاقه بأي حاجه بتحصل…أنا قدامك أهو…اقتلني أنا 
ضحك الرجل بسخريه ليجيب
— أنا مكلف بقتل ساندي أو الباشا اللي يقتلها…لكن مليش دعوه بيك 
كاد نادر أن يخرج مسدس أخر بجيبه الخلفي…ولكن انتبه له أحد رجال سامح…فأطلق الرجل بضع الطلقات الناريه في الهواء وهو يصرخ
— ايييدك فوووق…اررففع ايييدددك 
أومأ نادر بخوف ولكن خوف على ساندي وليس عليه…ثم رفع يده في الهواء 
ما إن رفع يده..حتى ضحك الرجل بسخريه ثم أطلق الرصاصه…فقفز أحد رجال الشرطه تجاه نادر ليدفعه بعيداً وهو يصرخ 
— حاااسب يابااااشاااا 
أصيبت ذاك الشرطي بالعيار الناري في ظهره…أما نادر من حسن حظه أن الرصاصه لم تصيب هدفها
بدأ الإشتباك بين رجال الشرطه وبين رجال سامح ثانيةً…وتناول نادر في يده سلاحين…الذي بحوزته وبحوزة الشرطي المصاب..
ثم أخذ يطلق الرصاص بالسلاحين كالمجنون وبغضب شديد دون حتى أن يتوارى خلف أي شئ…فكان نادر في المقدمه…يلحقه باقي الضباط وهما يصيبون الأهداف الصحيحه..
واستطاعوا بالفعل قتل عدد لا بأس به من رجال سامح…مقابل إصابة شرطي وقتل إثنين..
أما نادر لمهارته ودقته رغم عدم إرتدائه للبدله الواقيه…إلا أنه كان يقفز هنا وهناك بمهاره…ثم يتدحرج على ظهره..ليعود ويجلس على ركبتيه مصوباً سلاحهه في الرأس مباشرةً…فيخر العدو جثه هامده…
بينما هذا الإشتباك مازال قائماً بينهم…تسحب الرجل المقيد ساندي..ببطئ وخوف…فقد قُتل معظم زملائه..
إلا أنه في آخر لحظه…توقف الجميع وهدأت الرصاصات…حينما وصل لأذانهم صوت بندقية 
“تشي تاك الأميركية” أقوى بندقية قناصه على الإطلاق..لايستخدمها إلا من هو ماهراً في القناصه بحق..
وتلك الدهشه التي اجتاحت ملامح جميع الواقفون وجعلتهم يترنحون بذهول تام..من بينهما نادر 
هو أن تلك البندقيه القناصه ليست موجوده بمصر ولم يتم استخدامها في مصر إطلاقاً…أي أن لا أحد يستطيع إستخدامها…
فمن هو إذاً قناص تلك البندقيه !! 
تصلب نادر مكانه..ووصل صوت دقات قلبه لآذانه
فقد انطلقت الرصاصه بسرعه البرق تجاه الرجل وساندي…!
رفع الجميع وجوههم تجاه ذلك القناص المندثر فوق سطح أحد البيوت ويصوب بندقيته بمهاره على بعد مئات الأمتار…تجاه ذاك الرجل المقيد ساندي 
لحظات وخرّ الرجل ساقطاً على الأرض…بينما جميع الواقفون مازالت الدهشه تعتري وجوههم..فهو بالطبع غريب عنهم..وأيضاً هذا القناع الذي لُثم به نفسه..لم يظهر ملامحه..
فما مصلحته إذاً من إنقاذ ساندي  ؟! 
قفز ذاك القناص بمهاره ولياقه شديده فوق أسطح البيوت…مما جعل الجميع يفتحوا افواههم وتتسع أعينهم بذهولٍ تام ودهشه عارمه..
كأنهم يشاهدون فيلماً لرجل خارق أو لـ بات مان  !
فذاك القناص قفز من سطح لأخر وكأنه يطير في الهواء بلا اجنحه..
آفاق نادر من دهشته وذهوله…ثم هرول راكضاً ورائه..يود اللحاق به ليعرف هويته..
فكان القناص بالأعلى يقفز على الأسطح..وبالأسفل نادر يركض بأقصى سرعته يحاول اللحاق به..
بعد دقائق من الركض…توقف نادر ليتنفس بقوه..حيث تلاحقت أنفاسه بإضطراب وسرعه شديده..إثر الركض وراء ذاك الذي وصلت سرعته لسرعة الفهد الأسود..
أو أن هذا لقبه بالأساس  ! 
توقف القناص هو الآخر عن القفز..ثم هبط للأسفل مستخدماً ذاك الحبل الغليظ…الذي ربطه جيداً..في قطعة الحديد البارزه من سطح البيت ثم استعان بالحبل قافزاً لأسفل بمهاره فائقه..
وقف القناص عن قرب من نادر..وظل يحدق به دون أن يتفوه بأي كلمه..
هتف نادر بدهشه
— انت…انت ميين  !!! 
لم ينطق القناص ولكنه رفع القناع عن وجهه فتعجب نادر من ملامحه الوسيمه والغامضه أيضاً
وكأنه يقول لنفسه..كيف لهذا الوسيم أن يكون بتلك المهاره القتاليه  !!؟ 
“القناص” 
ابتسم القناص نصف ابتسامه هادئه بها بعض الغموض…ثم أخفى وجهه ثانيةً خلف ذلك القناع الأسود..
ومن ثَم انطلق بسرعة السهم لإحدى ممرات الطرق
…ركض نادر ورائه..ولكن في لمح البصر…كان قد اختفى القناص  !! 
اعتالت الصدمه معالم وجه نادر وظل للحظات يتفحص بعينيه المكان من حوله… ولكنه لم يجد له أثر… كأنه قد ذاب أو إنصهر  ! 
عاد نادر ثانيةً لمكان تجمع الشُرطه… ولكن ذهنه شارد تماماً مع ذاك المقنع الأسود.. 
عدة أسئله تدور  في ذهنه… ما مصلحته من إنقاذ ساندي.! ومتى ظهر! وهل كان على علم بهجوم رجال سامح  !!؟ وبما توحي تلك الإبتسامه الغامضه!؟ 
بينما نادر شارداً مع ظهور ذاك القناص الغريب.. فوجئ بااندفاع ساندي نحوه وهي تبكي بشده
— نادر انت كويس… فيك حاجه ياحبيبي.. حاسس باايه.. انت كويس… رد علياا 
احتوت ساندي وجه نادر وظلت تتفحصه بجنون وهي تبكي… أما نادر كان ذهنه شارد عما حوله تماماً… 
لحظات وانتبه نادر لوجود ساندي تبكي بقوه في أحضانه.. 
ضمها نادر إليه بقوه.. ليدخلها في أحضانه أكثر.. هامساً بنبره حنونه
— ششش… اهدي.. اهدي ياحبيبتي.. انا كويس.. متقلقيش ياساندي.. انا بخير ياحبيبتي 
شددت من عناقه أكثر.. تابع نادر بهمس وهو يمسد على شعرها برقه 
— مفيش وقت ياساندي.. عين سامح بقت علينا وعليكي انتي بالذات… لازم اسفرك حالاً… بس قبل متسافري هاخدك اكتب عليكي عند المأذون.. عشان لو مت.. يبقا ابننا مولود ومنسوب لأب.. مش حاجه تانيه 
ابتعدت ساندي عنه برّقه.. رمشت بأهدابها للحظات ثم همست بنفي شديد 
— مستحيل… مستحيل اسيبك واسافر بعد اللي حصل ده.. انا خايفه عليك اووي يانادر.. الموت جنبك ولا البعد عنك… عشان خاطري خليني معاك… عشان خاطري يانادر 
تنهّد نادر بحزن…ثم احتوى وجهها ليهمس بحُب
— ارجوكي ياساندي.. متضغطيش عليا… ارجوكي ياحبيبتي… انتي عارفه كويس ان بعمل اللي في مصلحتنا 
هزّت رأسها بعنف وبكاء
— لاا… لاا عشان خاطري… انت اللي متضغطش عليا.. لو بتحبني بجد خليني جنبك.. 
صمتت لتتابع ببكاء أكثر.. 
–انا كنت عاوزه اسافر الأول عشان كنت فاكره انك هترفض حملي.. بس لما اعترفتلي بحبك.. مقدرتش ابعد ثانيه..حبي ليك هو اللي مخليني متشعلقه فيك كده زي الطفله…انا مصدقت لقيت حد يحبني ويخاف عليا زيك…
  متلومنيش على حبي ليك يانادر… ارجووك 
داعب نادر وجنتيها بأنامله وهو يبتسم بعشق ملحوظ هامساً
— اسمعي كلامي ياحبيبتي عشان خاطري..اوعدك إن هاخد بالي من نفسي وهبقى كويس ان شااءالله..اهتمي انتي بصحتك عشان ابننا ينزل وحش كده زي أبوه 
ابتسمت برقه..ثم طبعت قُبله صغيره أعلى شفتيه..متناسيه تماماً كم الرجال من حولهم..
ابتعدت لتبتسم بخجل..فاانحنى نادر هامساً جانب أذنيها بمرح 
— اصبري على رزقك يافراولتي..ايامك الحلوه جايه معايا 
اتسعت ابتسامة ساندي..بادلها نادر الإبتسامه ثم جذبها من يدها برفق ليتجه نحو سيارته..
بعد أن هرب رجال سامح..وغادر رجال الشرطه حاملين معهم..زملائهم القتلى والمصابين الشُجعان 
قادّ نادر سيارته ليعود بذهنه شارداً مع ذلك القناص المقنع..
أخرجه من شروده صوت ساندي وهي تقول بحزن
— احنا لازم نجيب حق كل ضابط وجندي اتقتل..لازم حمزه باشا يتحرك ويقتل الفران دي..
أومأ نادر بشرود..تابعت ساندي بتساؤل
— هو اسمه ايه الضابط اللي قتل الراجل اللي تبع سامح ده..!مدرب كويس اووي..تقريباً تبع حمزه باشا 
تأملها نادر للحظات..فهو لم يفكر في أن يكون هذا القناص..إحدى رجال حمزه!..ولكن شيئاً ما بداخله يقول له أن هذا الشخص..له كيان خاص بنفسه
وكأنه يمثل دوله بالكامل..فلم يرى مثله أحد في مهارته!
فمن هو هذا القناص ياتُرى  !؟
وهل سيتم عقد قران ساندي على نادر..أم سيرسم قدرهم طريقاً آخر  !!!؟ 
—————————- 
ركضت ريناد بكل ماأوتيت من سرعه وقوه…ولم تستطيع صباح اللحاق بها…ولذكاء ريناد..ركضت من طريق آخر..حتى لايصل إليها الحراس الذين يتبعونها بأمر من حمزه لحمايتها…فقد لمحت أحد منهم يتوارى خلف جدار منزل مواجه لبيت صباح
ركضت ريناد وهي تلهث بقوه ورغماً عنها بكت مثل الأطفال..
بعد لحظات من الركض كادت أن تُصطدم بسياره لولا أن السائق كان منتبهاً للقياده..فضغط على المكابح سريعاً لإيقاف السياره.. 
سقطت ريناد من الذعر والخوف على الأرض.. ثم وضعت يدها على قلبها وهي تردد 
— الحمدلله… الحمدلله 
فُتح باب السياره  وشهقت ريناد بشده مما رأته..
إنه الممثل المشهور “أحمد عز”  !!! 
ظلت ريناد تحدق في وجهه بصدمه شديده..فهي لم تراه إلا في التلفاز فقط..
أيُعقل أن يكون هو بذات نفسه  !!
تصلبت ريناد في مكانها وهي مازالت محدقه بوجهه بغرابه وتعجب شديد..
هتف “عز” بخوف 
— انتي كويسه  !!
لم تنطق ريناد وظلت ترمقه بدهشه فقط…فظنّ أن قدماها مصابه..
اعتقد أحمد في ذهنه أنها مجرد طفله ..فملامحها كفيله لجعلها يصدق أنها حقاً مجرد طفله صغيره 
انحنى عليها أحمد بخوف وتوتر من أن تكون أُصطدمت بسيارته فتأذيت قدميها..
حملها بين ذراعيه كالطفله..ولم تعترض ريناد فقد ظنت أنها في حُلم 
تماماً مثل تلك الفتاه التي تُدعى “ميار فاضل” عندما علمت بأن ضيفنا سيكون “أحمد عز” فاافتعلت ضجه مضحكه..
أجلسها عز على مقعد سيارته..وجلس بالمقعد الآخر
ثم هتف وهو يحرك السياره
— انا هوديكي المستشفى حالاً..متخافيش..ممكن تديني أي رقم حد من أهلك.!
آفاقت ريناد من شرودها..فـ عز يمتلك عيون حمزه تماماً بتقضيبة الحاجبين الوسيمه وطوله الفارع هذا..
هتفت ريناد بحزن
— في قسم شرطه قريب من هنا..وديني عنده
عز بدهشه وتوتر
— قسم..!! لييه!! خيير!!
ظنت ريناد اعتقاده أنها ستزج به للسجن لإصطدامها بسيارته…فهتفت مبتسمه بلُطف
— أولاً..نورت اسكندريه..ثانياً أنا جوزي ظابط..ومحتجاه ضروري فعاوزه اروحلو وعربيتي مش معايا وزي ماانت شايف الطريق ضلمه ومفيش عربيات 
عز بدهشه وتعجب
— انتي متجوزه  !!
ريناد بإيماء وضحك فكل من يراها يظن أنها طفله
— ايوه وعندي بنوته..
عز بدهشه متسائلاً
— انتي عندك كام سنه؟
ريناد بتلقائيه 
— واحد وعشرين 
رمقها عز بدهشه…تابعت ريناد
— ممكن توديني القسم..؟ أو لو مش حابب وهعطلك..نزلني وأنا هروح لوحدي
عز بنفي
— لاء طبعاً..هوصلك بنفسي..مينفعش تمشي بالليل لوحدك كده 
أومأت ريناد وعادت لتُفكر بمدللها وكيف ستعاقبه أشد العقاب الطفولي عندما تراه وستلومه على تركها تشتاق وتحترق بنار الشوق هكذا..
أما الفنان أحمد عز عندما سيصل ريناد للقسم وتراه تلك الثرثاره..ماذا ستفعل  ؟!
أعتقد أنها ستفعل أكثر مما فعلت ميار؟
فما هو اعتقادك عزيزي القارئ  !!؟ 
يتبع.. 
وصل الفنان “أحمد عز” إلى قسم الشُرطه الذي أملته عليه ريناد..ترّجلت ريناد من السياره وهي تودعه مبتسمه..
دلفت للقسم …ولكن ماإن خطت قدماها للداخل..دُهشت من تلك الضجه وذلك الصياح المرح من ورائها..
التفتت بدهشه..لتتفاجئ بالعديد من الماره..يهتفون بمرح طالبين التصوير مع هذا النجم…حيث اعاقو سيارته من التحرك..مشكلين دائره حول السياره..
فرغماً عن “أحمد عز” اضُطر أن ينزل لهم..ليُلبي هتافهم…
ابتسمت ريناد بخفه ..ثم أدارت جسدها لتكمل سيرها لمدللها..
ولكن توقفت فجأةً واتسعت عيناها بدهشه..عندما رأت تلك الثرثاره المجنونه..تندفع للخارج وهي تصرخ بمرح 
— عااااااااا…عزووووو…وأنااا اقووول اييه الصياااح ده..اتاااري بطل الممـــــــر عندنااااا…عااااا…ده انت الممر نفسسسه…ممر اييه…انت البطـــــل نفسسسسه…بيضهااالك في القفص يااابت ياارووووضااااه 
التفت الجميع لتلك التي تُشبه المجانين في ثرثرتها 
.. بينما روضه اندفعت نحو “عز” وهي تخرج هاتفها وتهتف بمرح
— عينك دي ولا لانسيز.. اضحك للصوره ياعززوو.. وقول وراايااا.. بطشييييخ 
رمقها  ” عز ” بدهشه دون أن يتكلم 
فتابعت روضه بمرح وهي تلوح للناس بيدها كي يفسحوا لها المكان 
— يلااا انت وهوو من هنااا…بيتك بيتك..ايييه أول مرره تشووفوا عمود نور ماشي لوحده 
عز بدهشه
— عمود نور  !!
روضه بمرح وهي تُرقص حاجبيها
— أحلااا عموود نوور..متديني شويه من طولك شالله تتستر…أصل أنا واحده نموها واقف من سته إبتدائي…أيام مكانو بيقولو على الكراش.. الجو
عز بضحك رغماً عنه 
— يلا نتصور عشان ورايا بروفا ومينفعش أتأخر
روضه وهي تغمز بطريقه مضحكه
— ايواا كده..خليك معااياا عالخط..أناا أحب أي حاجه فيها نون..نتصور..ناكل..نخرج..نتجوز…قولي ياابوحميد..انت مُرتشبط!
في تلك اللحظه خرج حمزه والنقيب أحمد ومعهم أكرم..ليرو مامصدر تلك الضجه..
دُهش حمزه من التجمع الهائل أمام القسم…سأل حمزه أحد العساكر عن سبب تلك الضجه..فأجاب العسكريّ
— أصل الفنان أحمد عز هنا..والناس عاوزه تتصور معاه 
حمزه بدهشه
— أحمد عز!!…وايه اللي جابو القسم ده!
أمر حمزه العساكر بأن يفضوا ذلك التجمع…ونجحوا بالفعل بعد دقائق بإبعاد الناس..
انتبهت ريناد لوجود حمزه..فااتسعت حدقتيها بفرح شديد وخفق قلبها بعشق وسعاده…اندفعت إليه 
مهروله..فقزت لأعناقه وتعلقت برقبته بقوه ثم انفجرت باكيه
— حمزززه…وحشتني..وحشتني اوووي…متسبنييش تاااني يااااحمزززه…متسبنيش تاااني يابابااا 
ظل حمزه للحظات يرمش بأهدابه…فلم يكن قد استوعب بعد وجودها الآن في أحضانه…أو لم يكن يتوقع مجيئها أبداً..
دقائق مرّت عليهم هكذا…هي تتعلق برقبته وتبكي بشهقات طفوليه..وهو يُترنح باإندهاش
استوعب أخيراً مايحدث…فبادلها العناق دون أن يتكلم ثم دلف بها للداخل بعيداً عن أعين الماره..
أما بالنسبه للفنان “عز” فقد تهيء لإستقالة سيارته والذهاب لموقع التصوير…
ولكن قبل أن يذهب…جذبته روضه من طرف بدلته كالمجرمين وهي تهتف بشرشحه
— رااايح فيييين…انت فااااكرر دخوول الحمااام زي خرووجه…لااااءااا…براااحه على نفسك يافنااان…فيين الصووره..فين ابتسااامة بوليود..فين خفة الدم…فين رقمك هيهخههيخهو 
مسح عز على وجهه بنرفزه… ثم أردف باإبتسامه مصطنعه
— هااه.. يلاا فين تليفوونك
زمّت روضه شفتاها ثم هتفت
— بيرن هناك متجبهولي… تليفوون مين يافناان.. عييب كده… وأناا اللي كنت عدااك فتى أحلاامي.. محصلتش حتى فته باللحمه 
عز بتعصب
— تليفوونك ياآنسه عشاان الصوره اللي مصدعانا بيهاا 
فتحت روضه فمها بشهقه
— نعم نعم نعم…أنااا روضااااه كمماال منصووور بنت بنت بنت بنت الملك مينا موحد القرنين يتزعقلي وتعلي صووتك عليياااا 
عز بدهشه مردداً
— الملك مينا موحد القرنين  !! 
كزّ أحمد على أسنانه بغيظ…محاولاً أن يتمالك نفسه…حتى لا ينفجر صارخاً بها..ابتسم له بتصنع
— انتي شكلك مش سهله ومش هتجبيها البر انهارده
كادت أن تجيبه.. ولكن وجدت يد فولاذيه تسحبها من معصمها بقوه… فقد كان ذلك أكرم.. حيث شعر بالغيظ الشديد من وقوفها تُثرثر مع هذا الغريب 
جذبت روضه يدها منه لتهتف بتعصب
— لااا إسمع إماا اقوولك…انت ملكش الحق تدخل في اللي بعمله.. كنت خطشيبي ولا خطشيبي 
أكرم بغضب
— Shut up  اخرسي 
روضه بإنفعال
— هي ميين دي اللي تشطب يااااض.. فاااكرني أنبووبه ياابن خضرره العااامشه.. ولااا. بووص.. بووص.. هعوورك وكتااب الله 
مسح اكرم على وجهه وهو يتمتم بنفاذ صبر.. 
— Oh God .. have mercy on me .. you will make me crazy soon
ياالله.. ارحمني.. ستجعلني مجنون قريباً 
صمت ليتابع وهو يشير بإصبعه في وجهها بتحذير
— Do not talk to strangers again … otherwise … 
لا تتحدثي مع الغرباء ثانيةً.. وإلا…. 
قاطعته روضه بحنق وهي تضع يدها في خصرها
— Otherwise, what … haaa … otherwise, what … you will hit me !!!
وإلا ماذاا.. هااا.. وإلا مااذاا… ستضربُني!!! 
تنفس أكرم بغضب ليجيب
— I will kidnap you and marry you against your wil
سأختطفك وأتزوجك رغماً عنك
اتسعت عينان روضه بذهول..ظلت تحدق به للحظات…هتفت بصراخ ومرح
— عاااااااا أممممك دعياااالك في ليلة القدر ياروضاااااه…أخييييرااا هعيييش قصة حب زي الرواياااات…لولولولللللللييي…أبووس ايددك ياحازوقه عاوزاك تعذبني وتحبسني واعمل فيا اللي انت عاوزه وبعدين نحب بعض ونعيش في تبات ونبات ونجيب صبيان وبنات
تاابعت وهي تصفق بيديها كالمجنونه
–…وصاالييي صااالي..صاااليييي واللي ميصلييي صاااالييي..أبوو أرمليييي صاااالييي وأممه يهودييه صااااليي بتبييع طعمييه صاااالي 
لفت جنان روضه وصوتها النشاذ.. انتباه العساكر أمام القسم… أحس أكرم بالإحراج.. فوضع يده على فمها يكتم هذا الضجيج.. ثم سحبها كالطفل للداخل وهو يتمتم بقلة حيله
–Oh God .. Oh God .. What is my sin to fall in the way of that chatter?
ياالله.. ياالله.. ماهي خطيئتي كي أقع في طريق تلك الثرثاره 
بينما أكرم أخذ روضه لداخل القسم.. حينها وقف النقيب أحمد يتأملهم عن بعد وهو يكز على أسنانه بغيظ وغيره لايعلم لما يشعر بهم وهو بالكاد لايعرف كلاهما.. 
أما بغرفة حمزه.. أنزلها حمزه من أحضانها برفق ليحتوي وجهها هاتفاً
— ايه اللي جابك ياريناد.. مصممه تروحي للنار برجليكي ليه 
رمقته ريناد بتعجب.. ثم التمعت عيناها بدموع لتهمس
— هو أنا موحشتكش  ! 
تركها حمزه ليولي لها ظهره وهو يمسح على وجهه بيأس قائلاً 
— وجود هنا خطر… انتي ليه مش قادره تفهمي إن بعمل كل ده لمصلحتك.. لييه
حبست ريناد دموعهها ثم هتفت بإنفعال
— انت ليييه كدده.. طلقتني وبعدتني عن حياتك وانا لسه والده ملحقتش حتى تشوف بنتك غير دقيقه ويمكن كمان تكون نسيت شكلها… ومع ذلك جيت على نفسي وقلت ماشي ياريناااد.. سامحيه يارينااد.. إنتي في الأول والآخر ملكيش غيره ياريناد… ويوم مااعرف مكانك واجيلك بنفسي وانا تعبانه اطمنك عليك… يكون ده رد فعلك  !! 
انتي جيتي ليه!! 
صمتت لتتابع بنبره باكيه 
— انت فعلاً معتش بتحبني ومصدقت خلصت مني… مااشي يااحمززه.. انا غلطانه ان جتلك.. أنا همشي ياحمزه.. همشي ومش هتشوف وشي تاني… لااانااا ولا بنتتتك ياحمززه 
كادت ريناد أن تفتح الباب وتهرول للخارج.. ولكن يد حمزه كانت أسرع منها.. فجذبها من ذراعيها الصغيرتان سريعاً ليحملها إليه ثم قُبلها بقوه مانعاً إياها من التنفس أو المجادله.. 
ابتعد عنها وقد أُدمعت عيناه.. تأملته ريناد بتعجب شديد.. همس حمزه وهو يرخي جبهته على جبهتها الصغيره
— بحبك.. والله العظيم بحبك… انتي عندي أهم من أي حاجه في العالم.. والله والله بعمل كل ده عشان نعيش مرتاحين بعد كده.. والله العظيم طلاقك في مصلحتك.. طلقتك عشان احميكي.. ريناد لازم تصدقيني.. صدقيني ياطفلتي والله بحبك وبعمل كل ده عشانك 
أحاطت ريناد رقبته لتهمس هي الآخرى ببكاء
— بتحبني ازاي بس.. بتحبني ازاي وانت بعيد عني كده.. حمزه أنا من غيرك ولا حاجه.. انت عارف كويس إن أعتبر يتيمه ومليش اهل.. انت اهلي.. ليه تبعد عني وأنا في أشد الحاجه ليك
أجابها وهو يغمض عينيه بألم
— أنا اللي من غيرك ولاحاجه.. بس مش هينفعك افهمك دلوقتي.. خلي كل حاجه لوقتها
ريناد ببكاء وتوسل
— لإمتى.. لإمتى هتفضل تقولي خلي كل حاجه لوقتها… لإمتى هتفضل مخبي علياا… حمزه احكيلي.. انت مكنتش بتخبي عليا أي حاجه.. ايه اللي حصلك.. حمزه عشان خاطري.. عشان خاطر ريناد طفلتك حبيبتك قولي في إيه 
أنزلها حمزه برفق.. ثم تنهد ببطئ ليجيب
— حاضر ياريناد.. حاضر ياطفلتي.. هقلك على كل حاجه… بس الأول قوليلي ازاي قدرتي تيجي لهنا وتعرفي مكاني وأنا حاطط حراس قدام بيت صباح 
ريناد بتلقائيه
— عرفت اهرب منهم… وماما صباح هي اللي قالتلي إن إنت اللي بعت تاخد أكرم وروضه… وبصراحه الطريق كان ضلمه ولولا إن ربنا بعتلي الفنان أحمد عز في الوقت المناسب كان زمان حصلي حاجه 
أومأ حمزه.. لحظات وأردف بدهشه
— بعتلللككك مييييين  !! 
استشعرت ريناد على الفور غيرته التي تعشقها.. فتبسمت بعشق وقررت أن تشعل نار قلبه أكثر.. فكم اشتاقت لرجلها العاشق الغيور
— ايه يابابا.. متعصب ليه.. مش عارف أحمد عز الممثل.. ده حتى طويل زيك وعينه خضره
قبض حمزه على ذراعهاا بقوه هاتفاً بغيظ
— ريناااااد… بطلي تستفزيييني… الكلاااام ده صحييح.. وهو كان جاااي مخصوص للقسم عشان يوصلك… يعني انتي اللي كنتي رااكبه معااه 
ريناد بإستفزار أكثر
— ووقعت قدام عربيته ونزل شالني 
اشتعلت عينان حمزه بالغضب وتسارعت أنفاسها.. فهتف بغضب شديد
— اللي يقرب من حاجه تخص الجن.. يقول على نفسه يارحماااان يارحييييم
أنهى صراخهه ليخرج مسدسه… رمقته ريناد بدهشه وخوف.. اندفعت نحوه لتحتضنه.. فوضعت رأسها على صدره الذي يعلو ويهبط بقوه… رفعت وجهها لترا الغضب والغيره بحق في عينيه
همست بإدعاء وخوف
— أنا كنت بغيظك بس.. أنا اه ركبت معاه بس ملمسنيش… مكنتش لاقيه عربيات في الطريق خالص… حمزه صدقني ملمسنيش… طيب أنا اسفه يابابا.. خلاص بقاا… حقك عليااا 
رمقها حمزه بغيظ وغضب للحظات.. ثم أغمض عينيه ليتنفس بعمق.. زفر طويلاً ليهتف
— مش معنى إن طلقتك يبقا راجل تاني يلمسك غيري… اقسم برب العزه يارينااد أنسفه وأنسفك من على وش الأرض 
ريناد بمزاح
— الله.. وأناا مالي يالمبي 
حمزه بغيظ وهو يبعدها عنه برقه
— قاال شاالك قااال… والله لو كان الكلام ده بجد وراجل غيري لمس شعرايه منك… لفرغ خزنة المسدس ده في دماغه 
ابتسمت ريناد بعشق وإطمأن قلبها.. فهو مازال يُحبها.. بل ويعشقها بجنون… طفلته هي وإمرأته.. فكيف لغيره أن يمسسها.  ! 
تنهّدت ريناد براحه.. فالأمور صارت كما يرام.. وحمزه صدقها.. ومنذ متى والجن يُكذب طفلته  ! 
اقتربت منه ريناد.. وهو يقف يولي لها ظهره.. احتضنته من الخلف.. ثم أرخت رأسها على ظهره هامسه
— وحشتني.. والله وحشتني أووي.. 
أدار جسده لها ليداعب وجنتيها مبتسماً بعشق
— إنتي أكتر ياطفلتي 
أجابت باابتسامه رقيقه
— طيب مش هتحكيلي بقا في ايه  ! 
حمزه بإيماء وقلة حيله
— هقلك ياريناد… بس توعديني بعد مااعرفك كل حاجه.. تعملي اللي هقلك عليه 
ريناد بإيماء وفرح
— ومن إمتى وأنا بقلك لاء على حاجه… حاضر والله أوعدك إن هعمل اللي هتقولي عليه 
أحاط حمزه وجهها بقوه ثم نظر في عينيها مطولاً
— منير الرفاعي مش أبوكي.. أبوكي الحقيقي عايش
تأملته ريناد للحظات بدهشه.. ثم إنفجرت في الضحك
— ههههه.. طب والله وحشتني خفة دمك.. طب قول حاجه تتصدق شويه 
تأملها حمزه بحزن ليردف
— أحياناً الحقيقه صعب نصدقها.. بس هي دي الحقيقه ياريناد.. انتي مش بنت منير الرفاعي 
ضحكت ريناد بسخريه.. ثم اقتربت ثانيةً لتقف على قدم حمزه.. أرادت أن تحيط رقبته ولكن لحجمها الصغير لم تستطيع.. فرفعها إليه.. 
أحاطت رقبته وهي تعبث في شعره بمرح
— عندك حق.. أنا بنت حمزه وبس.. انت ابويا وحبيبي وجوزي 
تنهّد حمزه بيأس وظل يتأملها بحزن للحظات دون أن يتكلم.. سكوته هذا.. جعل ريناد تستشعر صدق حديثه… فهمست بتساؤل
— انت مبتقولش الحقيقه صح  ! 
هزّ رأسه بنفي ليجيب
— هي دي الحقيقه 
في تلك اللحظه سمع كلاهما صوت طرقات على الباب… فابعدها حمزه عنه ثم سمح للطارق بالدخول.. 
دلف أكرم مصطحباً روضه في يده كالأطفال وهو يتذمر منها.. 
جذبت روضه يدها منه لتهتف بمرح
— مش تبركوولييي… هتخطااااف.. ياااعااللم يااهووو… يااام نيااازي صحيي نيااازي وقوللها رووضه هتتخطف وتعيش قصة حب زي الروايااات.. وادحررج وااجرري يااارومااان 
وضع ثلاثتهم أيدها على رأسهم من تلك الضجه المزعجه التي تفتعلها روضه 
صاح بها حمزه
— روضاااه… بس.. بس بقااا… مش عااوزك اسمع صووتك خاالص 
وضعت روضه يدها على فمها بطريقه مضحكه ثم أومأت بمرح… جعلتهم يضحكون عليها.. 
تأمل أكرم ريناد للحظات.. فلاحظ حمزه ذلك.. غمز لـ أكرم سريعاً كي يبعد بصره عن ريناد.. حتى لاتشك بشئ.. فهو لا يريد إخبارها عن صلة الأخوه بينها وبين أكرم الآن.. 
ولكن ذلك العفوي الآحمق أكرم.. اقترب من رينااد.. فرمقته ريناد بتعجب ثم نظرت لحمزه وهي تعقد حاجبيها.. كأنها تقول له
لما ينظر إلي هكذا  !!؟ 
اندفع أكرم نحو ريناد ليعانقها بشده.. ثم انفجر في البكاء ولأول مره يبكي أكرم
هتف اكرم ببكاء رجولي
— I know that you miss paternity .. I will compensate you for it now .. Rest assured .. your brother will be by your side forever
أعلم أنك تفتقدين الأبوه.. سأعوضك عنها الآن.. إطمأني.. سيكون شقيقك بجانبك للأبد 
صفع حمزه جبهته بغضب من غباء وتهور أكرم.. بينما روضه فتحت فمها بذهول وشهقت بدهشه
أما ريناد.. ظلت تنظر أمامها بشرود وعقلها رافض تصديق مايحدث لها وماتسمعه أذناها  .. 
فما موقفهم من تلك الصدمه التي حلت عليهم  !!. وهل فشلت خطة حمزه التي كان سميليها لأكرم.. أم سيقوده ذكائه لخطه أخرى!!؟ 
————————————
في غرفة دنيا
…….
تركت دنيا والديها مذهولين من ردة فعلها الهجوميه…ثم هرولت سريعاً لداخل غرفتها…اوصدت الباب بإحكام ثم القت بجسدها على السرير لتبكي وتنتحب بقوه وهي تردد
— انا هريحكم مني…هريحكم من دنيا
ظلت هكذا تبكي وتنتحب على حظها التعيس…لاتعلم كم مرت من الساعات وهي تبكي وتشهق هكذا..
قامت من فراشها..ثم اتجهت لتفتح نافذة الغرفه تستنشق بعض الهواء..لمحت طيفها في المرآه..فوقفت تتأمل تورم وجهها وعيناها من البكاء..
مسحت دموعها لتردف في نفسها
— بتعيطي ليه يادنيا…من امتى والعياط نفعك..او من امتى وانتي مهمه عند حد..معقول يكون ربنا لسه مغفرليش وبيعاقبني بكل الإبتلاءات دي..بس اللي ربنا بيحبه بيبتليه…لا..لاا..ربنا مبيحبنيش…ايوه عشان محدش بيحبني من خلقه..حتى ماما وبابا محسسني إني تقيله عليهم…وهو عشان متجوزتش لحد دلوقت..أبقى منبوذه من الناس كده..والكل يحسسني إن تقيله عليه…بس وائل مش زيهم…ايواا..وائل بيحبني
صمتت لتتابع ببكاء
— مهو لو كان بيحبك بجد يادنيا..كان كلمك اطمن عليكي…حتى لو تليفونه مقفول كان اتصرف واتصل من أي تليفون تاني..مش المفروض اللي يحب حد يعمل عشانه المستحيل ولاايه…أنا حاسه انه راجع نفسه تاني وفكر كويس وقال مش هتجوز واحده مشت في الغلط قبل كده…بس هو معاه حق..وائل محترم وجدع ومن حقه يتجوز واحده نضيفه زيه..
مسحت دنيا دموعهها بعنف لتتابع 
— يااارب مش عااوزه حد يحبني غيرك..خلااص يااارب مش عااوزه اي حاجه…غير..غير انك تسامحني بس…سامحني يارب وارضي عني..أنا تعبت..والله تعبت ومستاهلش كده….لا..لاا استاهل…ايواا اناا استااهل كل حاجه وحشه بتحصلي..
أحضرت هاتفها لتطلب وائل ثانيةً..وكأنها لحظه الوداع..
ثواني وجاءها ذاك الصوت المسجل 
“عفواً..الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح..”
ألقت بالهاتف على السرير وهي تشهق ببكاء ثانيةً
لحظه..ولمعت برأسها فكره..وهي أن تهرب من الجميع..حيث اللاعوده..  !
جاءت دنيا بحقيبة سفر كبيره ثم جمعت بها كل مايخصها..
هيئت نفسها للهروب…فزجت الحقيبه من النافذه..ثم قفزت عليها ببطئ وتريث..لتقوم بعد ذلك بأخذ حقيبتها والركض ليلاً..لمكان لايخطر على بال أحد…
فأين هربت دنيا  !!
————————–
في فيلا الدكتور ميخائيل باتريك
….
أشار لهم ميخائيل بالجلوس..وهو يضع قدم فوق الآخرى بتعالٍ..
نظرت ميرڤان لـ سعيد زوجهها بتوتر…فهتف سعيد بأدب
— الصراحه يادكتور ميخائيل…أنا كنت جاي لحضرتك عشان موضوع مهم بخصوص يوسف ابن حضرتك
عقد ميخائيل حاجبيه بإستياء ثم هتف
— معنديش عيال بالإسم ده 
رمقه سعيد بدهشه…فوقف ميخائيل وهو يشير للباب
— شرفتونا 
نظر كلاً من ميرفان وسعيد لبعضهما بدهشه من تلك المعامله الجافه…هتفت ميرفان بغضب
— ابنك مع بنتي في مؤتمر بقالهم اكتر من شهر ومحدش عارف عنهم حاجه…انا خايفه على بنتي..كل اللي طالبين منك..تعرفلنا مكان ابنك فين عشان نوصل لمارينا بنتي 
هتف ميخائيل بغضب
— وأنا قلت معنديش عياال بالإسم ده…واتفضلوا من غير مطرود 
نظرت له ميرفان بتحدي وغضب…ثم سحبت زوجهها…ليخرجا من الڤيلا وهي تهتف بحنق
— يبقاا مقدمنااش غير حل وااحد…نروح القسم ونبلغ بإختفاء مارينا ويوسف
سار سعيد زوجهها ورائها يطيعها في كل شئ…فهو رجلاً مريض قلب..وبالكاد يمشي بصعوبه..
هتف سعيد
— عاوز اشوف بنتي قبل مااموت..حاسس ان هقابل ربنا قريب..حاسس ان هموت ياميرفان 
ميرفان بحزن
— بعيد الشر عليك ياخويا…نلاقي بس بنتنا ونجوزها احسن جوازها وتفرح بيها وبعيالها…هنلاقيها متقلقش ياسعيد…خلي عندك ايمان بربنا 
سعيد بحزن ويأس
— يارب تبقى كويسه…حتة البت اللي حيلتنا مش عارفين نطمن عليها ولاعارفين هي فين وبتعمل ايه وعايشه ازاي دلوقت…ربنا يحميها
أمنت ميرفان على دعائه بعد أن استقلا تاكسي لمركز الشرطه..
فهل سيسوقهم القدر للقسم الذي يترأسه حمزه..ويتقابل الجن مع الذئب كما تقابل مع الآفعى… أم نرمينا لها رأي آخر  !؟????
——————————-
في ڤيلا الذئب
….
خرج يوسف من المرحاض بعد أن تحمم..ارتدى سروالاً من الچينز الأزرق القصير..بالكاد يصل لركبتيه..ووضع المنشفه على رقبته تاركاً لعضلات صدره العنان بذلك الوشيم المخيف..
ألقى نظره على مارينا فوجدها قد غطت في النوم..اتجه إليها…ليجلس ورائها..ثم انحنى ليزيح خصلات شعرها المبعثره…ففوجئ بعيناها متورمتان…فيبدو أنها ظلت تبكي حتى غلبها النعاس..
شعر يوسف بالآسى والغضب من نفسه والحزن عليها…كم يود لو يتغير ويصير للأفضل..ولكن لا أحد يريد مساعدته..حتى وائل يأس منه سريعاً..
يريد أن يتغير لأجلها هي فقط..! لأجل مارينا..!
نعم ليس لذاته..بل ليسعدها…هي تستحق أن تعيش مثل الأميرات..ولكن في مملكة يوسف فقط..في مملكة الذئب..لايحق لبشري أن يسلبها منه…خلقها الله لتكون له فقط…تحيا لرجل واحد فقط..وهو يوسف..
لايعلم مامصير تلك المشاعر المضطربه التي يستشعرها بالقرب منها…أهي عشق..أم حب التملك..أم فرض سيطره..!…لم يدرك حقيقة مشاعره بعد..ولكن مايدركه جيداً…أنها ملكه هو فقط…تخصه هو فقط..!
أراح يوسف جسده بجانبها..ثم عدلها برقه وببطئ كي لا تستيقظ…رفعها رأسها برقه..ليضعها على ذراعهه…ثم أرخى رأسه مقابل رأسها…وظل يداعب شعرها وخداها برقه…وهو يتمتم
— اسف..مش ببقا شايف قدامي لما بعمل كده…صدقيني يامارينا…نفسي اتغير..نفسي ابقى انسان كويس..نفسي تفهمي يامارينا إني مش كده أنا مش وحش زي ماانتي فاكره…أنا تايهه يامارينا..أنا تايهه ووحيد ومصدقت لقيتك..ارجوكي متسبنيش…متسبنيش زيهم..عاقبيني العقاب اللي تحبيه على كل اللي عملته فيكي…بس متبعديش عني 
رمشت مارينا بأهدابها…فصمت يوسف عن الحديث..تحركت مارينا دون إرادتها..لتضع رأسها على صدره…فاابتسم يوسف بخفوت..ولف ذراعهه عليها..ليضمها إليه..ومن ثم جذب الغطاء ليدثرها جيداً..
مرّت نصف ساعه..وهي نائمه في أحضانه دون أن تعي ذلك…أما هو كان في قمة سعادته…فقد شعر ولأول مره بالمسؤليه…وأن شخصاً ما..بات مسؤل منه الآن..
وعد يوسف نفسه أن يجاهد كي يبتعد عن المخدرات…ويسعى لتعويض مارينا عن كل مامرت به من آلاام سببها هو لها..
ولكنه مازال يحتاج ليد العون…فهل ستمدها له مارينا  !
لحظات وانتفضت مارينا بفزع عندما شعرت بنبضات قلب من تحتها تكاد تخترق أذنيها…
رفعت شعرها المنسدل على وجهها…ففوجئت به يبتسم لها بحنان لم تلحظه هي من قبل..
ابتعدت لتهتف بتلعثم
–انت..انت..انت عملت فيا ايه تااني…ليه ناايم جنبي..فين..فين قميصك…عملت فيااا ايييه يايوووسف…عملت فياااا ايييه تااااني 
احتوى يوسف وجهها سريعاً وهو يهتف
— ششش ششش اهدي اهدي..معملتش حاجه..والله معملت حاجه..أنا وعدتك إن مش هأذيكي تااني…اهدي عشان خاطري
رمقته مارينا بغضب ثم نزلت من السرير وهي تشير بيدها للباب قائله
— براااا…اطلع برااا…أناا عمري مهصدقك تااني…دي مش أول مره توعدني إنك مش هتلمسني…براااا ياايووووسف
يوسف بهدوء
— حاضر يامارينا..حااضر..هخرج براا…بس ممكن تهدي..مش عاوزك مدايقه كده
عقدت يديها على صدرها لتردف بسخريه
— لاوالله…بجد..مارينا بقت تهمك اووي دلوقت…عاارف يايوسف..لو حلفتلي على الإنجيل مش هصدقك برضه…عارف ليه..عشاان انت وااحد حقير..وزباااله…ومريض نفسي..وبتااع مخدراات…حشاااش يعني…هثق في واحد حشاش ازااي  !!
كزّ يوسف على أسنانه بغضب شديد وكور قبضة يده بقوه…فتابعت مارينا بسخريه
— اييه…هتطلع غلك فيااا…عاادي ياايوسف..يااريت تموتني عشاان ارتااح واخلص من قرفك ده
فقد يوسف السيطره على أعصابه وانهار بصراخ وهو يهشم ويحطم أي شئ يراه أمامه 
— متقوليييش ياحشاااااش…أنااا مش بتاااع مخدرااات…همااا اللي وصلوووني لكددده…أنااا مش عاااوز ابقاااا وحش كددده…همااا اللي عملواا فيااا كده…انااا كنت بحبهم
صمت قليلاً يتنفس بقوه…انفجر في البكاء كالطفل ليقوم بمتابعة تحطيم باقي أثاث الغرفه
— محدددش فيييهم كااان حنييين علياااا…محددش فييهم طبطب عليااا في مررره…كرههم ليااا هو اللي وصلني لكددده…اناا مغتصبتكييش باارااادتي يااامااارينااا…والله غصب عني…والله غصب عني…كل حاجه وحشه بعملها ببقا مش في وعي..
توقف عن تكسير الأشياء…ثم تهاوى بتعب على المقعد..ليشهق بقوه وهو يضع وجهه بين كفيه
— أناا عااوز ابقااا كوويس…عااوز ربناا يساامحني…عااوزك تسامحيني…عااوز أبقاا إنساان كوويس
سارت مارينا إليها دون وعي منها وكأن أحداً يسحبها…وجدت نفسها تجلس على ركبتيها أمامه…امتدت يدها لترفع له وجهها…فوجدته غارق بالدموع…مسحت له دموعهه برقه لتهمس بنصف ابتسامه 
— هساعدك…هساعدك يايوسف تبقا كويس
يوسف بدهشه
— بجدد…بتكلمي بجد…هتـ…هتساعديني!! 
مارينا بإيماء وابتسامه
— ايوه هساعدك…بس بشرط 
احتوى يوسف يديها على الفور ثم قبلهم بعمق..ليهمس بسعاده
— لو طلبتي عيوني والله ماتغلى عليكي 
أجابت بتلقائيه
— سيبني اروح لحالي…هساعدك وهخليني جنبك لحد ماتبقى كويس وبعدين كل واحد يروح لحاله
تحول وجه يوسف للغضب والإحتقان الشديد…هتف بنفي وغضب
— لاا…مش مواافق…أناا حاالك…حاالك يامارينااا…لو مساعدتك ليا هيبقا أخرها بعد..يبقا أنا راضي باللي أنا فيه ومش هتغير
ابتعدت مارينا عنه لتردف بيأس
— انا تعبت منك…اعمل اللي انت عاوزه 
وقف يوسف ليخرج من الغرفه مردفاً
— نامي ياماريناا…نامي متخافيش مني…انا نازل تحت..
تركها ليخرج من الغرفه بالفعل…بينما هي جلست على السرير تزفر بضيق وتفكر بتشتيت..
مسحت على وجهها بنفاذ صبر وقلة حيله لتردف في نفسها
— اعمل ايه يارب بس…معقول اسامحه بسهوله كده…اسامح واقبل اعيش مع واحد هتك عرضي!
ده انا كنت ناويه لما اهرب من هنا ابلغ عنه في القسم واحبسه…اقوم اساعده لا وكمان مش عاوزني اسيبه!
صمتت لتتنهد بتفكير…تابعت
— بس هو شكله مظلوم..وباين عليه أنه مبيكدبش…طيب ليه الأهل يعاملو عيالهم بالطريقه دي ويوصلوهم للإنحراف والمخدرات…اوووف…اعمل ايه دلوقت…أناا محتااره..دلني يارب على الصح 
زفرت بضيق…ثم اتجهت لتفتح خزانة ملابسه لتخرج قميصاً ليوسف بعشوائيه…فقد اعتادت على ارتداء قمصانه مؤخراً..
دلفت للمرحاض..ثم وقفت تحت الصنبور لينزل عليها الماء البارد…لعله يفيقها من كل هذا الضجيج…شردت لدقائق فيما قاله يوسف…لكن الحيره والتشتيت مازال يسيطران عليها..
اغلقت الصنبور..ثم ارتدت القميص وهي شارده تماماً…فاالتصق بجسدها نظراً لعدم تجفيفه…حتى أنها لم تجفف شعرها فتعلقت قطرات الماء به..ليعطيها مظهراً مثيراً….بدا القميص قصير جداً..فقد اختارت قميصاً عشوائياً دون أن تتفحصه..
وجدت تسوقها قدماها لتذهب إليه…نزلت بالأسفل..فوصل لأذانها صوت أنين وبكاء مكتوم…اقتربت من الغرفه أكثر…فوجدته يجلس بإحدى الزوايا وهو يضع وجهه بين كفيه ويبكي مردداً
— أناا وحش..عمري مهتغير…محدش بيحبني
أناا وحش..عمري مهتغير..محدش بيحبني 
التمعت عين مارينا بالدموع فور سماعها لذلك…اتجهت اليه لتقف أمامه دون أن تتكلم..رفع يوسف وهو يبكي كالطفل وينظر لها بيأس كأنه يقول..
أخبريني يافريستي..كيف للذئب أن يصير أليفاً  !؟
جذبت مارينا رأسه برقه لتضعها على صدرها..وظلت تمسد على شعره دون أن تتفوه بأي كلمه  ..
فماذا ستقرر مارينا تلك المره..أتساعده ثم تهرب..أم تبقى معه  !!؟
———————————
أناااا اللي ماسك كاام دوله في ايدي…ينضحك عليااا من وااحده زبـااااااله زييييييك…..استحممملللي بقااا اللي هيجرااالك من سِم الأفعى 
قالها عمر بغضب وغموض شديد
لم تنتبه يمنى لما قاله عن كونه قائد لعدة دول عالميه…ولم تفهم المقصود من ذلك…فكل تفكيرها قد انصب ودار حول سؤالٍ واحداً فقط يراودها في تلك اللحظه….وهو 
كيف سينتقم الآفعوان تلك المره  !
اقترب عمر منها بخطوات بطيئه وعينيه متصلبتان عليها…كما تتريث الآفعى للهجوم على فريستها
ظلت يمنى تتراجع للوراء وقد أبى الكلام أن يخرج من حلقها من شدة الخوف 
انقض عمر عليها…يكيل لها الصفعاات بغباء وعنف شديد…وهي تصرخ بتوسل من تحته أن يتركها…بينما هو انقض على شعرها بقوه هاتفاً بغضب شديد
— عليااااا الحرااااام لااخليييكي تسسسفي التراااب انهااارده يااابنت الـ**** بقاااا بتضحككي عليااا…خلتيني لعبه في ايييدددك وبتعاامليني زي المغفللل…داا أناااا محبببتش قدددك…بتعمللي فيااة كده لييييه
يمنى ببكاء وتوسل
— عمرر…عمررر اسسفه..والله مهعمل كده تااني…عمرر الله يخلييك سيبني…هتموتني يااعمرر..هتموتني
عمر بغضب أعمى وهو يجرها من شعرها ورائه
— انااا همووتك ياايمناااه فعلااا…هموووتك…مش دي الاووضه اللي حبستك فيهااا…فكراااهااا ياازباااله…اووضة الخداامين دي..من انهاارده هتعيشي فيهااا…انتي اخررك خدااامه لااسيااادك ياازباااله…انااا غلطااان ان حبيت وااحده من طبقه فقييره ووسخه زييييك 
دفعها عمر لداخل الغرفه بقوه…فاارتطم ظهرها بالحائط…صرخت بتألم وهي تضع يدها على ظهرها
بينما هو شعر بالألم ثانيةً في جرحه الذي لم يتم تخييطه ثانيةً..
رمقها عمر بنظره ناريه ليهتف
— عارررفه المرااادي هعمل فيييكي ايييه  !!..اناا هوريكي هعمل فيييكي ايييه 
أحاطت يمنى جسدها بيديها بخوف شديد..فنظرات عمر تخبرها بأنه سيدفنها حيه..
خرج من الغرفه…بينما يمنى تحاملت على نفسها لتقف وتهرب من ذاك الافعوان الذي فقد عقله..ولكن من شدة الألم والتعب الذي تشعر به..وقعت ثانيةً..
لحظات ودلف عمر وبيديه أسلااك كهرباء واليد الآخرى دلو مااء
رمقته يمنى بدهشه شديده ثم هزت رأسها بعنف كأنها تقول له
كلااا…أرجووك..لاتفعل..لاتفعل بي ذلك..أنا حبيبتك..لاتقتلني هكذا  !
ولكن عمر كان في عالم الأفاعي خاصته..فبدا مرعباً للغايه…أو أنه ليس عمر الرجل الحنون العاشق الذي تعرفت عليه في إحدى المولات!!
اللعنه على ذاك الحب الظاهر من الخارج فقط!
سكب عمر عليها الماء..فشهقت يمنى بخضه وهلع..جلس على ركبتيه أمامها وهو يبرز لها سلوك الكهرباء مردفاً بسخريه
— برضو ده ميجيش حاجه جنب اللي كنت هعمله فيكي لو مش بحبك…ورغم كل ده…انتي لسه مشفتيش الوش التاني من عمر يايمنى 
رمقته يمنى بحيره وبكاء..لاتعلم ماذا تفعل لذلك المجنون كي يتركها وشأنها..ماكان منها إلا أن تستعطفه بكلماتها الرقيقه
فااندفعت اليه لتسقطه على الأرض…ثم ارتمت بأحضانه وتمسكت به بشده وهي تشهق بتوسل
— قلبي هيقف من الرعب…ابوس ايدك متعمل فيا حاجه…والله تعبت ياعمرر..لو مش عاوزني في حياتك طلقني…بس متأذنيش بالشكل ده 
جذبها عمر من شعرها ليرفع رأسها إليه هاتفاً بسخريه
— طلاااق انسسسي…والشويتين اللي بتعمليهم دول معدوش بياكلو معايا
احتوت وجهه بيديها..ثم قبلته وهي تبكي..ثم ابتعدت…ثم قبلته ثانيةً..ثم ابتعدت…وعادت لتعيد الكره عدة مرات…لتبتعد أخيراً هامسه بااستعطاف
— ايه اللي يرضيك وأنا اعمله 
دفعها عمر بعيداً عنه بقسوه وبرود..ثم وقف ليهتف ببرود قاتل
— لازم قرصة ودن عشان تحرمي تستغفلي سيدك تااني يااكلبه 
قرب عمر الأسلاك منها بالفعل..بينما يمنى من شدة الذعر والرعب لم تحتمل ماتراه عينيها..فأغشي عليها..
——————
لم يهدأ لوائل بال منذ أن سمع عمر يهدد أخته…لم يعرف مالذي يفعله..ولمن يلجأ لمساعدته…فاأبيه رجلاً كبير ولن يحتمل…والدكتور سعيد مابيده حيله…وباسم لا يرد على هاتفه…و يوسف…!
يووسف  !! 
قاام وائل بالإتصال على يوسف فوراً وهو يردف
— يووسف…ايووه…يووسف اللي هيقدر عليه 
—-
على الجانب الآخر
كانت مارينا مازالت تحتوي رأس يوسف وتمسد على شعره بحنان..
رن هاتفه فاابتعد برفق ثم ابتسم لها بعفويه فبادلته مارينا الإبتسامه..
نظر يوسف في هاتفه فوجد شاشته مضيئه بااسم وائل
عقد حاجبيه بإندهاش قائلاً
— وائل…!! هو مبيحرمش الوااد ده 
ضغطت مارينا على منكبيه برقه هامسه 
— معلش يايوسف..رد عليه المرادي
زفر يوسف بضيق ثم اجاب
— عااوز اييه مني تااني يااازفت انت
وائل بتوتر وخوف
— يووسف…تعاال حاالااا في المكاان اللي هقلك علييه
يوسف بتعجب من نبرة وائل الخائفه
— في اييه!! 
وائل بلهفه
— يمنى…يمنى اختي يايووسف…عمر هيموتهاا…تعاال بسررعه اعمل اي حاجه…انت الوحيد اللي هتقدر عليه 
يوسف بتلقائيه
— متقلقش ياوائل…ابعتلي اللوكيشن وانا مسافة السكه واكون عندك 
لحظات ووصلت ليوسف رساله بموقع فيلا عمر
قاام يوسف على الفور مهرولاً لسيارته…بعد أن قبْل مارينا من جبينها بقوه مؤكداً أن تطمئن وأنه لن يغيب عليها…
استقل الذئب سيارته ليقودها بأقصى سرعه تجااه فيلاا الافعوان..
ولم يفكر يوسف بأن يكون ذلك ملعوب أو خطه للإيقاع به…بل انصب كل تفكيره على أن صديقه بحاجه إليه الآن…
أما وائل وصل للفيلا قبل يوسف..وركض سريعاً للداخل وهو يصرخ
— ياايمنااااااه…ياااعمرررر…سسيييب اختتتيي ياااعمررررر…لووو لمسستهااا هقتلللككك
سكب عمر الماء المثلج في وجه يمنى..فأفاقت بشهقه..
ضحك عمر بسخريه مردفاً 
— لاا اجممدي كدده…احناا لسه عملناا حااجه 
في تلك اللحظه..دخل وائل ودفع بعمر بعيداً قبل أن يمسس سلك الكهرباء جسد أخته
اتسعت عينان وائل بذهول..وهو ينظر ليمنى التي أصبحت كأنها غارقه في الماء..ولذلك السلك بيد عمر..
هتف وائل بغضب ودهشه
— انت اتجنننت…عاااوز تكهرررب مرراااتك…عااوز تقتتتل مراااتك ياااعمررر
عمر بغضب وإنفعال هو الآخر
— اختتتتك المحتررررمه غفلتنااااي…سألتهاااا عملت ايييه عشااان اعمل فيهااا كده 
وائل بصرااخ
— مهمااا تعمممل ميوصلش بيييك انك تقتلهااا..انتت اكييد جرااا لعقللك حاااجه يااباااشمهنددس ياامحتررررم 
عمر بغضب وتحدي
— محترم غصب عن عين اهلك انت واختتك…وكويس انك جييت عشاان السلك ده من نصيبكم انتو الاتنييين 
سكب عمر الماء في وجه وائل…فصرخت يمنى بخوف على اخيهاا..
هنا قد وصل يوسف…هرول يوسف راكضاً للداخل على صوت الصراخ…دلف للغرفه…ثم في لمح البصر…جذب سلك الكهربااء من عمرر…ليقوم بإلقائه بعيداً…ثم انهل باللكمات في جسد عمر حتى أفقده الوعي تماماً..
نظرت له يمنى بشفقه وحزن وكُره…لحظات ولم تتحمل جراء ماحدث ففقدت الوعي ثانيةً..
أسرع وائل ليحمل أخته ولكن تزحلق في الماء…فاانتشلها يوسف سريعاً وهي فاقده الوعي..حملها بين ذراعيه..ليضعها في السياره ثم توقف قليلاً يتأمل وجهها بحزن شديد متذكراً شقيقته هيلينا..فهي في مثل جمال يمنى..
ركب يوسف السياره وبجانبه وائل…هتف وائل بغضب وحزن وخوف 
— اطلع عالمستشفى…بسرررعه ياايوووسف…والله لااعملهاا كشف طبي واودييه في ستيين دااهيه 
وهطلقهاا منه…مااشي يااعمررر
أما بالداخل
فقد عمر الوعي من لكمات يوسف القويه..بالإضافه لجرحه البارز والذي أخذ ينزف بكثره…ظل هكذا وحيداً بدمائه ليس حوله أحد..
تُرى مامصيرهم  !!!!؟
—————————–
في مكتب باسم 
….
تابعت ماجي تمثيلها بجداره 
— خلااص يابااسم…لما اخلف خدوا خلي نور مراتك تربيه..هي طيبه ومش هتقول لاء..وأنا هختفي خاالص
زفر بااسم بضيق ليهتف
— انتي اتجنننتي…عااوزااني اخدد عييل اقوول لمرااتي معلش ربيه اصل جووزك خاانك وجاابو في الحرااام
ماجي بحزن
— طب والعمل…مينفعش انزله…حراام يابااسم انت عاارف الحلاال من الحراام كويس ومترضااش بكده…اناا عاارفه ان مكنااش في وعيناا لماا غلطنا…بس اللي حصل حصل بقاا خلينا في الواقع
مسح باسم على شعره بحيره ليهتف
— منك لله…منك لله ياامااجي…عمري مافكرت ان اخون نوور..عمرري…منك لله 
ماجي بغضب قليلاً
— مننا لله كلناا…هاااه هنعمل اييه…وعلفكره في واحد مستني تحت عمارتكم تبعي…مستني اشااره مني عشاان يطلع يوري السيديهات لمرااتك الاموره
باسم بغضب وغيظ
— انتي ايييه يااشييخه..ايييه شيطااان
ماجي بسخريه
— مش عيب تقول على ام ابنك كده 
باسم بقلة حيله وهو يفكر في مشاعر نور عندما تعلم
— والمطلوب مني 
ابتسمت ماجي بسخريه وثقه..ثم اقتربت منه بغرور لتضع يدها على كتفه..ازاحها باسم بغضب
هتفت ماجي
— كده تعجبني..مش هطلب منك حاجه صعبه يعني..هقدر حبك لمراتك..وهقولك تتجوزني في السر وتجبلي شقه اعيش فيها لوحدي وبابي ميعرفش بوجودي في مصر 
أغمضت باسم عينيها بألم شديد..فلم يكن يتوقع أن يحدث له كل ذلك من هذه الحيه…
تباً لكم جنس حواء..فحقاً كيدهن عظيم..!
فهل سيوافق باسم على أن يتزوج من ماجي سراً..أم سينتصر عشقه لنور ويقضي على ماجي بطريقه أخرى  !!؟
———————
#يتبــــــــــــــــع 
….
ال بنات ال جاوبو على سؤال الحلقه اللي فاتت صح: والإجابه هي..يوسف ومارينا..دول الثنائي اللي هيتعملهم بارتي دانص عالبحر..
..
ميريام ميريام..هايا أشرف..روان صلاح..ندا ياسر..روضه محمد..ايه سامر 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه..
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!