Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نرمينا راضي

وتبدأ أشعة الشمس الذهبيّة بالبزوغ بُعيد الفجر.. وكأنها عروس تجلّت بعد صبرٍ على ظُلمة الليل ووحدة السهارى.. تحارُ كيف توزع البسمة على شفاه المتأملين.. فتمنح عيونهم أملًا يقول بوجه كل بؤس: “صباحُ الخير، أيها الكون الذي لا بدّ أن يكون جميلًا لسببٍ ما”
ها هو يوم جديد يتجلى على هذا الذئب الوسيم وتلك الجميله النائمه في شِباكه…تدنو بأُذنيها على أوتار قلبه..تستمع لهمهات وتينه وهو يذكر للقلب..كيف إمتلك الذئب الفريسه لحد العشق والتملك..!
تغلغلت أشعة الشمس من شرفة النافذه الخاصه بغرفتهم..
فتململ يوسف في نومه.. والحقيقه لم ينم بمعنى الكلمه… بل باتت عيناه يقِظة تراعي تلك الصغيره الغارقه بأحلامها…
تأملها يوسف بعيون ملتمعه بالحُب للحظات..ثم أفتر ثغره عن ابتسامه مرحه عندما تحركت مارينا من على صدره بخفه ثم فتحت فمها الصغير كالأطفال لتتقلب على جنبها الأيسر..واضعه يدها أسفل بطنها النائمه عليها..
ضحك يوسف بخفوت ثم أزاح شعرها ليمسد على رقبتها الناصعه برقه..ليقترب بنهّم ويُلثم قُبلاته الرقيقه على عنقها…مما جعلها هذا تتململ في نومتها بأرق….فاابتعد سريعاً وهو يضحك بمرح على شكلها الطفولي..
عدل من وضعية نومها حتى يمنحها الراحه والسكينه…ثم طبع قُبله صغيره أعلى جبينها…ليتزحزح بخفه وبحذر…قاصداً مطبخ الڤيلا…
شرع في تحضير طعام الفطور..وتلك أول مره يحضر فيها يوسف الإفطار..فور الإستيقاظ من نومه…كعادته يقوم بإحتساء كوب من القهوه ثم يذهب للركض ساعه كامله..
ولكن الآن تغير الوضع..الآن بات شخص ضعيف مسؤلاً منه…بل في حقيقة الأمر…همّ شخصان…لذا وُجب عليه الإعتناء بهم جيداً ورعايتهم حق رعايه..فلم يكن تحضير يوسف للفطور سوا إعتناءاً بفريسته الصغيره وطفله الذي بأحشائها..
قام بتجهيز كوبٍ من القهوه له..بجانب إعداده للطعام…وهو يدندن بمرح تلك الأغنيه الروسيه المفضله لديه والتي تدعى القمر..
— اي ياااي يااااي  ياااا… القمر يقربنا من بعضنا
ومع ذلك فلا أستطيع أن ألمسك
وهذا يؤلمني أكثر وأكثر
فما أن أمسك بك حتى لن أتركك.. لن أتركك..يا بيبي..اووه بيبي 
لحظات وبدأ في احتساس قهوته بتلذذ..ثم حمل صينية الإفطار… وبخبرته كطبيب.. جهزها من من الأطعمه المهمه الغنية بالكالسيوم..كحبات الفول الصويا والتي طهاها بشكل شهي وكأنه طباخ ماهر…بالإضافه لكوب الحليب وصفار البيض الذي جهزه بطريقته الخاصه…حِذاء طبق الطحينه المليئه بالسمسم..
حمل يوسف الصينيه ثم اتجه بها للغرفه وهو يبتسم بخفوت وحنو..
وضع الصينيه على الكومود..ليقترب من مارينا ببطئ..ثم أزاح خصلات شعرها المبعثره حولها على الوساده…ليهمس في أذنيها برقه 
— مييري…ماريناا…صحي النوم يابطل…ماريناا 
تململت مارينا بخفه وهي تقضب جبينها بإنزعاج من همس يوسف…لحظات وبدأت في فتح عينيها الجميله ببطئ..ظلت تتأمل يوسف بدهشه وكأنها تتعرف عليه من جديد…فقد كان يحتجزها بين منكبيه ويغوص في زُمردة عيناها بتيهٍِ وولع 
انتفضت مارينا لتشهق بخجل هاتفه 
— انتت…انتت…انتت بتعمل اييه..أناا..أناا فين  !!
ابتسم يوسف مُقبلاً جبينها برقه ثم همس 
— إنتي في قلبي يافريستي…هتكوني فين يعني..إنتي معايا دايما ياحبيبتي…برضاكي غصب عنك معااياا…يلااا قومي اغسلي وشك عشان أفطرك..
قضبت جبينها بتعجب من تغيره كُلياً بتلك الطريقه المطمئنه للنفس..ظلت تتأمله للحظات وكأنها تقول لنفسها..كيف تغير لتلك الدرجه!؟..هذا ليس يوسف الشرس الذي لطالما خفت منه!؟
أردات مارينا استفزازه..فقد راودها أمراً ما في نفسها…وهي أنها تحلم ولم تستفيق بعد…أو أنه ذاد من جرعة المخدرات فبات رقيقاً هكذا..  !! 
دفعته مارينا في صدره..ثم تزحزت من أسفله لتنزل من الفراش صائحه بغضب مصطنع 
— هو انت عندك انفصااام في الشخصيه..شويه تبقا كويس وشويه بترعبني منك..
استدارت لتقف أمام جسده الضخم..ثم استجمعت شجعاتها لتلوح بيدها هاتفه 
— علفكره..أناا زهقت منك…و…وبفكر أهرب..وأبدأ حياه نضيفه…
صمتت مارينه لبرهه تبتلع ريقها بتوتر..لتتابع بشجاعه
— وأبدأ حياه نضيفه مع واحد غيرك…عشان مهما تعمل مش هحبك 
أنهت مارينا كلماتها الحمقاء ثم عقدت يديها على صدرها بشجاعه مصطنعه..وياليتها ما تفوقت بتلك الحماقه..
كور يوسف قبضة يده بقوه شديده حتى أن عروق يده صارت بارزه بشده…واصطكت أنياب الذئب من شدة الغضب..وأصبح صوت أنفاسه عالياً…فأخذ صدره العريض بالعلو والهبوط في تلاحق عنيف…مما أدى هيئته المريبه تلك.. لقشعرة بدن مارينا مما ستتلقاه على يد سجينها..
رجعت مارينا للوراء بضع خطوات مهزوزه بخوف..وقبل أن تخطو الخطوه الثالثه للوراء..كان يوسف قد وصل لذروة غضبه…فجذبها من شعرها بقوه مما جعلها تقف على أطراف أناملها حتى لايؤلمها قوة جذبه..
جذب يوسف شعرها لأسفل بقوه..فرفعت مارينا رأسها لوجهه رغماً عنها…صوب يوسف عينيه السوداويه لحدقتيها الزمرديه ببرود قاتل… وهو يكز على أسنانه بغيظ…
همست مارينا بصوت مهزوز 
— يوسف…أناا…أناا…مقـ…..
ضغط يوسف على فكها ليخرصها عن الكلام…ثم همس أمام شفتيها بنبره تحذيريه 
— ايااكي تقولي كده تااني..اتقي شري يامارينا وخليني كويس معاكي…عشان والرب لو فكرتي بس في حد غيري…سامعه…مجرد تفكير بس…هدوقك ألوان العذاب اللي عمرك ماشفتيه…
صمت للحظات يرمقها ببرود…تابع بوقاحه 
— بس عذابي ليكي مختلف يامارينا…عذابي…هيكون كله على جسمك..اتقي شر يوسف عشان مرسمش على جسمك خريطه تنسيكي إسمك خاالص…فااهمه ياحلوه ولا أفهمك بطريقتي اللي انتي عارفاها كويس  !
هزت مارينا رأسها بالموافقه..فترك يوسف فكها…ثم جذبها من شعرها ليلقي بها على الفراش..هاتفاً بقسوه 
— متتحركيش من مكانك 
أومأت مارينا بخوف شديد وبداخلها تسب نفسها مئات المرات على إثارة غضبه…ولكن هي فقط أردات التأكد ما إن كانت تصرفاته هذا بإرادته أم ماذا..فجاءت كلماتها الحمقاء بنتيجه سلبيه..لتثير غضبه ويتحول الوسيم للذئب المفترس ثانيةً..
خرج يوسف من الغرفه…ليتجه لغرفه آخرى لا يدخلها أحد سواه…ثم جلب أصفاد حديديه..”كلبشات” 
وآلة رسم الوشم وعدة أشياء صغيره آخرى…ليعود ثانيةً ببرود وقسوه يشوبها التملك..
دلف للغرفه وبيده تلك الآشياء فااتسعت عين مارينا بدهشه وخوف وهي تنظر للأصفاد بيده ولوجهه الخالي من المشاعر
همست مارينا بضعف 
— هـ…هتعمل ايه  !!
ابتسم يوسف بسخريه لينقض عليها كالذئب 
ليقييد رسغ يديها بقوه رغماً  عنها.. فأصبحت قريبتين من بعضهما مما قيد حركتهما تماماً 
هتفت مارينا بخوف وانهياار 
— يوووسف…لاااء…لااا يايووسف…خلااص..خلااص والله…أناا اسفه..مش هقول كده تااني…يو….
جلس يوسف على خصرها بتملك ثم انحنى بغضب يكتم فمها هامساً 
— ششش…اخررصي خاالص..مسمعش نفسك 
هطلت من عينيها الدموع بصمت فمسحها لها يوسف قائلاً ببرود
— متخافيش…مقدرش أذيكي…إنتي الوحيده اللي جبروتي بيضعف قدامك ومقدرش أذيكي..أنا حبيتك يامارينا…وللأسف مش هقدر أرحمك من حبي…لأن بحب بتملك..بغباء…بأنانيه..فمعلش..استحملي اللي هعمله ده…لأنك اللي استفزتيني 
كادت أن تصرخ بخوف…فكتم فمها بلاصقه سوداء…ثم أحضر حقنة مخدر ليغرسها في ذراعهها برقه…دقائق وبدأت قوتها تخور تدريجياً…حتى استكان جسدها وظلت حواسها تعمل فقط دون إدراك مايحدث لها..
رفع يوسف القميص خاصته الذي ترتديه مارينا..ليظهر نصف جسدها العلوي أمامه ولكنه تحاشى النظر ليشرع فيما قرره…
قام بمهاره برسم إسمه بالوشم أسفل صدرها ليكتب ” مِلك الذئب”..
أنهى ذلك بعد نصف ساعه ومارينا تشاهد فقط دون أن تبدي أي ردة فعل..
ابتعد يوسف عنها ليرمقها بسخريه..ثم انحنى ثانيةً على بطنها ليُقبلها بقوه..ليبتعد قائلاً  بتملك
— كلك على بعضك ملكي..انتي واللي في بطنك ملكي…بتوعي أنا بس..مفيش حد في العالم ده كله ليه حق فيكي..غيري أنا بس…إنتي بتاعتي أنا بس…وريني بقا هتستفزيني تاني إزاي..
تركها يوسف بعد أن حررها من الأصفاد..ثم اتجه ليجلس أمامها على الأريكه بعد أن صب لنفسه كوب من الصودا كبديلاً عن الخمر..
ظل يتأملها بنظرات تملكيه وعشق بدا ملحوظاً بمقلتيه…بينما هي كانت تبادله النظرات بضعف وخوف..تحاول استرجاع وعيها من المخدر 
استعادت مارينا وعيها بعد دقائق…فقامت متكأه على ذراعيها بتعب…فأرتخى ساعديها رغماً عنها.. وألقت برأسها على الوساده…ثم وضعت يدها على أسفل صدرها لتهمس بأنين 
— اااه..بطنني…بطنني ياايوسف 
انتفض يوسف على الفور..فغضبه الشديد أعماه عن كونها ستشعر بالألم إثر رسم ذاك الوشم…حملها يوسف بين ذراعيه كالطفل،ليدلف بها للمرحاض..ثم أنزلها برفق على قدمه..ليغسل لها وجهها برقه..ليقوم بحملها ثانيةً متجهاً للفراش…أنزلها عليه برفق وظل يمسد أسفل صدرها بحنان هامساً
— حقك عليا..بس انتي اللي استفزتيني..كان لازم اعمل كده..عشان كل اما تشوفي المكان ده تعرفي إنك ملك ليوسف وبس 
رمقته مارينا بغيظ..لتخرج عن صمتها،منفعله عليه بهيستيريه وهي تضربه في صدره بطيش وجنون صارخه 
— انتت غببببي…انتتت واااحد غبببي…بتعمل فيااا كدده ليييه…اشمعنااا انااا…انتتت مرريض وغببي…بكررهك…بكرررهك يااايووسف 
احتواها يوسف بشده ليضمها لصدره بحنان..حتى هدأت ثورتها المجنونه ثم استكانت بين ذراعيه..تعبر عن غضبها منه ببكاء فقط..
قبضت مارينا على قميصه بشده لتهمس ببكاء
— انت غبي يايوسف..غببي 
مسّد يوسف على شعرها ليضمها إلى أعناقه أكثر..هامساً
— بحبك..والله بحبك…اهدي عشان خاطري 
تململت من بين ذراعيه بقوه لتضربه على أكتافه بغيظ تاره وتجذبه من قميصه بقوه تارةً أخرى وهي تصيح
— اهددي ازاااي…اهددى ازااي بعد اللي انت عملته دده…انت لييه بتخوفني منك…كل اما ابتدى أحس إنك كويس…بترعبني منك أكترر…لييه ياايووسف ليييه 
زفر يوسف بضيق…ثم احتوى وجهها بقوه ليلتهم شفتاها بقسوه وتملك وكأنه يثبت ملكيته لهم أيضاً…أو ليس كأن…بل بالفعل أصبحت مارينا له هو فقط..  !
ابتعد لينظر في عينيها بقوه للحظات جعلتها تشعر حقاً بملكيته لها..
هتف يوسف بهدوء
— هسألك سؤال يامارينا وتجاوبيني بـ اه أو لاء 
هزت مارينا رأسها خوفاً منه…فتابع يوسف 
— هتقدري تحبيني..؟
تأملته مارينا للحظات بدهشه من سؤاله..ثم هتفت بسخريه 
— وهتفرق ايه…أنا كده كده ملكك
ابتسم يوسف بغرور ليجيب 
— ودي حاجه مفروغ منها…كويس إن إنتي عارفه إنك ملكي…بس معلش..عاوز اجابه حالاً
أشاحت ببصرها بعيداً عنه لتهمس بخجل
— أنا اتعلقت بيك يايوسف..
تابعت وهي تغوص تلك المره في سوداويته 
— مش قادره اتخيل حياتي من غيرك..واكيد هايجي يوم وأحبك…بس أنا خايفه..أنا بخاف منك اوي يايوسف..أحياناً…أحياناً ببقا كرهاك اووي..بس برجع أقول إن رغم قسوته وغضبه اللي بيرعبني بس مش حابه حياتي من غيرو.. أنا..أنا اتعودت عليك يايوسف..بقيت متعلقه بيك زي الطفل المتعلق باأمه…مش عارفه أكرهك ولا أحبك..أنا محتاره و…و خايفه..وحاسه إن تايهه يايوسف 
كان يوسف يستمع لإعترافتها وهو يبتسم بعشق..ثم طبع على جبينها قُبله طويله ليهمس بعدها
— متخافيش مني…أنا وعدتك مش هأذيكي تاني..مش هقرب منك غير برضاكي..مش هزعلك تاني…بس أرجوكي قدري إن غيرتي صعبه..طبعي صعب يامارينا ومش عارف أغيره ولا هيتغير أصلا…أنا حبيتك بغباء..وده مش بإيدي..أنا عارف إنك صغيره على كل اللي بقولهولك ده… بس كل اللي طالبه منك..تستحمليني شويه لحد ماأصلح من عيوبي…وصدقيني هعوضك عن كل دمعه نزلت من عيونك الجميله دي بسببي 
رمقته مارينا بدموع وعتاب لتهمس
— هو ممكن أعرف باباك ومامتك مبيسألوش عليك السنين دي كلها ليه
أطرق يوسف رأسه بضيق ثم تأفف بضجر هاتفاً بحِده وهو يحضر صينية الإفطار
— مش عاوزك تسألي السؤال ده تاني..ولا تفتحي الموضوع ده تاني لو سمحتى…ويلاا عشان انتي والحته بتاعتنا تفطروا 
قضبت حاحبيها بدهشه متسائله 
— يعني ايه الحته بتاعتنا  !
أشار يوسف لبطنها بعينيه هاتفاً بمرح
— مارينا الصغيره 
وضعت مارينا يدها على بطنها لتهتف بتلقائيه 
— وانت عرفت منين انها بنت…وبعدين أنا لسه مش مصدقه ومحتاجه اختبار حمل 
وضع يوسف الصينيه على الفراش..ثم صعد ليحملها ويجلسها على فخذيه وهو يقول بمرح
— أنا عاوزك تمليلي الڤيلا دي بناات..عااوز بناات كتتير اووي حلووين شبهك كده..أنا متأكد انهم هيطلعوا حنينين زيك…وبالنسبه لأنك لسه مش مصدقه..فأنا جبتلك اختبار للحمل.. هتفطري الأول وبعدين تعمليه…وأخدك نروح لأهلك عشان نتجوز 
تنهّدت بقوه ثم أرخت رأسها على كتفه لتهمس 
— يوسف…أنا خايفه 
رفع لها ذقنها لينظر في عينيها قائلاً بحُب
— خايفه وأنا معاكي  !
لامست مارينا يده برقه ثم ظلت تمسد عليها وهي تتحدث بخوف
— مش عارفه..خايفه من الناس في الحاره لما يشوفوني بعد الغياب ده كله…خايفه من ردة فعل بابا وماما لما يعرفوا…يووسف أنا خايفه اووي 
رفع يوسف كفها الصغير ليُقبله برقه قائلاً بغرور
— كلمة خايفه دي مسمعهاش تاني…انتي في حياتك راجل مش عيل…يعني اطمنى كده وسيبي كل حاجه عليا 
أومأت بهدوء.. ثمبدأ يوسف بإطعامها بيديه وقبل أن تتناول منه ملعقة البيض…هتفت بتساؤل 
— يوسف أنا مهزقه ومعنديش كرامه صح 
ضحك يوسف بخفه ليجيب 
— لا ياحبيبتي إنتي ست البنات 
برمت شفتاها لتهتف 
— معنى إن اوافق اتجوز من واحد اغتصبني يبقا أنا كده مهزقه صح 
ضحك يوسف بقوه شديده وبدت أنيابه البيضاء فأظهر ذلك وسامته المعهوده مما جعل مارينا تشرد بملامحه للحظات 
توقف يوسف عن الضحك ليهتف بمرح وهو يضمها لصدره بقوه 
— مفيش الكلام ده…أنا عملت كده غصب عني..عارف إن عقابي القتل كمان…بس أعمل ايه المغتصب الكخه وقع في حب فريسته الطايشه…يسكت لااء طبعاً ازااي يقوم مغتصبها للمره التانيه بإرداته فتحمل الفريسه وتتجوز من الصياد بتاعها ويخلفوا صبيان وبنات ويعيشوا في تبات ونبات 
وكزته في كتفه بغيظ لتردف بحنق
— وقح…مش هتتغير أبدااً
دسّ لها الملعقه في فمها ليجعلها تأكل رغماً عنها وهو يقول بمرح
— كلي ياماريناا…كُلي يافريستي 
ظل يُطعمها جيداً كما الأم التي تطعم صغارها بإعتناء….أما مارينا كانت مستسلمه تماماً له..والتهمت الطعام كاملاً بشهيه وبدا أنها كانت تضور جوعاً..
بينما يوسف ظل يطعمها برعايه وحنان وهو يبتسم بخفه عندما تسقط الطعام على ملابسها رغماً عنها..فيقوم هو بتناوله من بعدها وكأنه يثبت لها أنهم روح واحده في جسدين..أي لا يوجد فرق بينهم..
إنتهى يوسف من إطعامها ثم قبلها برقه أعلى أنفها مردفاً
— بألف هنا يافريستي…يلاا قومي اعملى الإختبار ده عشان بالك يهدا وتتأكدي إن فيه مارينا صغيره في بطنك 
أومأت مارينا بتوتر وبداخلها تتمنى لو أن النتيجه سلبيه…فهي مازالت صغيره ولاتدرك كيفية التعامل في موقف كهذا..
اتجهت للمرحاض لتقوم بعمل ذاك الإختبار…بينما يوسف وقف أمام الباب عاقداً يده على صدره ويبتسم بحُب
زجرته مارينا قائله بغيظ
— هو انت هتفضل واقف كده…اطلع براا 
ضحك يوسف ليجيب
— مكسوفه ولاإيه 
رمقته بغيظ فتابع يوسف ضاحكاً
— اممم طيب هديكي ضهري وهغمض عيني..يلا اخلصي 
استدار يوسف ليولي لها ظهره ويضع يده على عينه وهو يكتم صوت الضحك بصعوبه…شعرت مارينا بسخريته منها..فدفعته من ظهره بقوه صارخه
— اطلـــع براااا…متبقاااش باارد كدده 
لم يتأثر يوسف بقبضة مارينا الصغيره ولكن على كلٍ لم يُرد مضايقتها أكثر من ذلك…فخرج على مضض..
دقائق وفتحت مارينا الباب ببطئ شديد وكأنها خائفه ومتوتره من شئ ما…التفت يوسف لها ليجذبها من خصرها برفق وهو يبتسم بسعاده شديده…
هتفت مارينا بحيره وهي تظهر له الإختبار 
— يوسف…أنا…أنا مش عارفه..هو في خطين كده ظهروا بس معرفش ده معناه إيه
ضحك يوسف ليجيب وهو يتفحص الإختبار
— يوسف مبيقولش حاجه غلط…أنا سيبتك تتأكدي بس عشان بالك ده يهدا..لكن أنا كنت متأكد إنك حامل ياقطه 
رمشت بأهدابها قليلاً تستوعب ما قيل لها..أردفت
— يعني…يعني أنا حامل  !
أومأ يوسف مبتسماً..تابعت مارينا بحيره
— بس أنا ليه مش حاسه إن في بيبي في بطني…يعني انا حاسه بدوخه بس و..و عاوزه استفرغ كتير…هو ده طبيعي 
ضحك يوسف وهو يعضّ على شفتيه بوقاحه ويضمها لصدره من خصرها أكثر..هامساً
— شكلك داخله طب بواسطه…المهم أنا معاكي..هعلمك كل حاجه..متقلقيش ولاتخافي يامارينا…أنا هخليكي تتعودي على الحمل
تنحنح بوقاحه وغزل متابعاً 
— اعملي حسابك إن هقفلهم اتناشر بت..يعني عاوز دسته حلوه ومقطقطه زيك كده 
رمقته مارينا بدهشه لتوكزه في صدره وهي تصيح
— انت مجنوون…ده لو قطه مش هتجيب اتناشر عيل..انت عاوز تموتني!
ضحك بقوه على طفولتها المتمرده ثم رفعها من خصرها إليه…ليبث قُبلاته على وجنتيها كأنه يُقبل طفلاً…هتف يوسف بمرح
— بس قطة يوسف غير أي قطه…صدقيني ياميري مش ههدا غير لما أجيب اتناشر بت..أو ممكن أربعه وعشرين بنوته…كل حمل بتوأم…ايه رأيك
زمت مارينا شفتيها بغضب ثم جذبته من شعره بخفه لتهتف بغيظ
— انت مش متربي وعااوز تتعلم الأدب من أول وجديد 
رمقها يوسف بحُب ثم عضّها برقه من ذقنها ليبتعد هامساً
–بكره تحبي قلة أدبي ده وإنتي كمان اللي هتطلبيها مني يا…ياأميرتي 
هتفت بتحدي وهي مازالت تتمسك بخصلات شعره
— ده بعينك يايوسف…وعلفكره بقا…أنا اتعلمت منك أبقى قويه وبارده…وهطلع كل ده عليك وأخليك تتمنى أرضى عليك كمان
تأملها مبتسماً ثم طبع قُبله سريعه على شفتيها ليهتف بتحدي
— وأنا بعشق التحدي…خصوصاً لو بين الصياد وفريسته الضعيفه 
تركت مارينا خصلات شعره لتهندمها له بتساوٍ ثم أردفت بإستفزاز
— شعرك بدأ يطول عن الأول…بقولك ايه..بلاش تبوسني تاني عشان إنت ريحتك سجاير وأنا بقرف 
بقدر ماأشعلت تلك الجمله الآخيره غيظ يوسف…ولكنه جمح غيظه وتغاضى عن ذلك حتى لايخيفها منه ثانيةً…ثم علق على أول جمله قائلاً
— مش عاجبك الشعر الطويل…تحبي أقصه 
هزت رأسها بالرفض الشديد وبكل تلقائيه أجابت
— هقتلك لو عملت كده…أنا حابه شعرك كده وكمان دقنك حلوه 
أنهت مارينا جملتها وهي تتأمل ملامحه بإعجاب شديد دون أن تعي ماتفوهت به..أما يوسف غرق في بحور كلماتها التي هزت أوتار قلبه وجعلته يتراقص فرحاً…ها هي فريسته الصغيره تُبدي إعجابها به لأول مره..!
استوعب مارينا أخيراً ماأردفت به..فتنحنحت بخجل
— ممكن تنزلني…عشان…عشان أغير هدومي..ونروح عند ماما وبابا زي ماوعدتني 
آفاق يوسف من شروده على قبضة يدها الضعيفه وهي تجذبه من قميصه كي ينتبه لها…أومأ مبتسماً
— ماشي ياحبيبتي…أنا جبتلك كل اللبس اللي هتحتاجيه…هتلاقيه في الدولاب…اجهزي يلا وأنا كمان هغير هدومي
اتجهت مارينا لخزانة الملابس..ثم فتحتها بتمهل لتشهق بإندهاش من كثرة الملابس التي تليق بها
— الله…كل ده ليا يايوسف  !!
تنهّد يوسف بإرتياح على سعادتها..ثم اتجه ليقف ورائها ويحيط خصرها بتملك قائلاً
— هو أنا عندي كام مارينا…وبعدين لو مجبتش الحجات دي ليكي…هجيبها لمين…بصي أنا أول مره أجيب لبس بنات…فلو مفيش حاجه عجبتك هاخدك تجيبي إنتي بنفسك اللي تحتاجيه 
هزت مارينا رأسها بنفي وسعاده شديده لتجيب
— لاا..كلهم حلووين…شكلهم حلو اووي…طيب ألبس ايه…أنا ماما اللي كانت بتختارلي لبسي…ممكن تساعدني 
ضغط على خصرها بتملك ليجيب بمرح
–تحت أمرك مولاتي 
ضحكت مارينا بسعاده طفوليه وتناست كل مافعله يوسف بها…بل تناست غضبه وقسوته اللتان ترعبانها وبشده…وأخذت تتفحص الملابس الجديده بفرح شديد…كما الطفل المسرور بملابس العيد…
اخرج يوسف لها..فستانٍ زهري اللون محتشم من الأكتاف…يصل لبعد ركبتيها وبربطة خصر أنيقه ثم أخرج ايضاً جوارب سوداء طويله.. ليهتف وهو يعطيهم لها 
— البسي دول يلاا على ما ألبس أنا كمان 
تناولت منه الملابس لتتفحصها بدهشه هاتفه
— غريبه…لما كنت بلبس فساتين عريانه شويه الأول مكنتش بتكلم ليه 
تحدث بتلقائيه وهو يبدل ملابسه أمامها
— عشان الأول مكنتيش تخصيني…لكن الوضع اتغير…من يوم مجبتك الڤيلا وإنتي كل حاجه فيكي حقي..يعني مش من حق حد يشوفك غيري
انتبهت لوقوفه شبه عارٍ أمامها..فأدارات جسدها وهي تشهق بخجل
— مش معقول اللي بتعمله ده..انت فيك كمية قلة أدب لو اتوزعت على العالم كله هتكفي وتفيض
قهقهـ يوسف بصوته الرجولي الخشن..ثم خرج من الغرفه هاتفاً
— انا طلعت أهوو..اخلصى يلاا 
وضعت مارينا يدها على صدرها لتتنهد بإرتياح..ثم نزعت قميصه الذي ترتديه…وقبل أن تشرع في ارتداء الفستان…انتبهت للوشم الذي كتبه يوسف أسفل صدرها…تحسسته بمشاعره مضطربه..ثم ابتسمت بخفوت لتكرر الكلمه المكتوبه بهمس 
— مِلك الذئب  !
في تلك اللحظه..كان يوسف يتوارى بجانب الغرفه يتأملها من بعيد بعشق وتملك..ليتنهد هامساً 
— مِلكي..!
لم تنتبه له مارينا…فمن هي كي تكشف هذا الماكر!
دقائق وانتهت من ارتداء الجوارب السوداء والفستان…ثم ارتدت حذاءً أبيض اللون أنيق يناسب قدميها الصغيره…لتقوم بعد ذلك بجمع شعرها في شريطة شعر أنيقه…وقبل ان تلتفت لتخرج…امتدت يدها لتجلب العطر الخاص بيوسف ثم نثرت القليل منه على رقبتها وهي تردف بغيظ جعلت يوسف يكتم الضحك بصعوبه حتى لاينكشف أمره 
— ريحته بقت إدمان بالنسبالي…إيه الدلقه اللي انا فيها دي…اووف..لازم أربيه وأعلمه ازاي ميخوفنيش تاني 
صمتت لتتابع بسخريه وتقليد له 
— انتي ملكي يامارينا…انتي بتاعتي يامارينا..نينيني…اووف…مستفز 
خرجت مارينا..فتفاجئت بيوسف أمامها..همست بتوتر
— انت…انت كنت هنا  !
ضحك ليجيب 
— لاء كنت هناك…متخافيش مسمعتكيش وانتي بتتريقي عليا 
شهقت مارينا بدهشه وخجل…فحملها يوسف على الفور بين ذراعيه وهو يهتف ضاحكاً
— لاا بس ايه رأيك في الوشم..حلو مش كده!..ده بقا هيفضل في جسمك للأبد 
أجلسها برفق في مقعد السياره الأمامي بجانبه ثم قاد سيارته بتريث خوفاً عليها…أما هي كانت تشتعل وجنتيها خجلاً كلما تذكرت أنه تصنت عليها أو شاهدها وهي تبدل ثيابها…!
وصل كلاهما للحي الذي تسكن به مارينا بعد نصف ساعه…وقبل ان تترجل مارينا من السياره..ألقت نظره تفحصيه على الحي…لتهمس بخوف وتوتر 
— يوسف انا خايفه…خايفه من نظرات الناس لما تشوفني بعد المده دي وخصوصاً معاك 
مسد على شعرها بمرح قائلاً
–قلتلك متخافيش وانا معاكي…سيبي كل حاجه عليا وأنا هتصرف..مش عاوزك تحكي أي حاجه..سيبيني أنا أتكلم 
أومأت بإرتباك…ثم ترجل كلاهما من السياره بعد أن اصطفها يوسف بعيداً…ليمسك مارينا في يده بتملك…متجهاً لبيتها بشموخ وخيلاء كعادته..لا يهاب شيئاً..
حدث بالفعل كما توقعت مارينا…فكلاهما لم يسلم من نظرات الناس المستنكره…
اوقفتهم إمرأه في نصف الطريق لتقول بإستنكار
— دكتوره ماريناا…!! كنتي فين المده دي كلها..ومين الحلو اللي معاكي ده!! 
نظرت مارينا ليوسف بتوتر…فاخفاها يوسف خلف ظهره عندما لاحظ مجئ شاب في مثل عمره يتأملهم بسخريه 
هتف الشاب بسخريه 
— بقا الدكتوره مارينا اللي الحاره كلها بتحكي بأخلاقها…تغيب الغيبه دي كلها ويوم ماترجع…ترجع ومعاها واحد 
ظل يوسف واقفاً بملامح خاليه من أي مشاعر دون أن يتأثر بما قاله هذا الوقح… 
لحظات وبدأ الجميع في التجمع حولهم…فاابتسم يوسف ببرود وسخريه كأنه أراد تجمعهم هذا..
انتهز يوسف فرصة التفاف أهل الحي من حولهم..ليقوم بتكوير قبضة يده الصلبه المعهوده ثم ناول للشاب لكمه جعلته ينتفض بصراخ من الألم…تراجع الجميع للوراء بذهول…فلم يكف يوسف عن ذلك بل سحب الشاب من قميصه ليجعله كما الممسحه على الأرض في وسط الحي بأكمله…ثم هتف بصوت جهوري 
— أنااا عاااايزز الدكرر اللي من ضهرر دكرر فييكم يتكلم نص كلمه على مارينااا وأناا أقطعله لسانه وأعيشه طول عمره أخرررص…مفهوووم يااحااره مفيكووش رااجل ياشووية حررريم زباااله 
لم ينطق أي أحد من الواقفون بل ظلو يشاهدون ما يحدث بخوف وصمت…اما مارينا تشبثت بذراع يوسف لتهمس له بخوف
— يوسف خلااص..عشاان خااطري كفايه 
رمقها يوسف بنظره ناريه أخرصتها على الفور..ثم هتف بقسوه 
— دووسي بجزمتك على وش الوسخ ده 
تأملته مارينا بدهشه…فجذبها يوسف رغماً عنها ليجعلها تضع حذائها على وجه هذا الشاب طريح الأرض بألم..
انحنى يوسف ليبصق في وجهه هامساً بنبره تهديد 
— دي جذمتها أضف منك يا**** ياابن الـ**** قولهاا اناا اسف…اعتذررر ياابن الـ**** 
همس الشاب بتعب وخوف
﹉ أنا…أناا…اسف..اسف والله..خلااص..اسف 
تركه يوسف ليرمق تلك المرأه ببرود التي تفوهت بما لم يعجبه منذ البدايه 
— حظك إني محترم ومبمدش ايدي على نسوان 
ابتلعت المرأه ريقها بخوف..أما يوسف أخذ مارينا ليعبرا طريق آخر مؤدي لبيتها…
كانت مارينا تسير معه في صمت..أراد يوسف أن يطمئنها فأردف بمرح
— لو فضلتي مكشره كده هعمل اللي انتي عارفاه وانتي عارفه إن قليل الأدب ومبيهمنيش حد 
شهقت بدهشه لتهتف
— لاء خلاص والله…اهوو هضحك
ضحك يوسف على تعبيرات وجهها..ثم دلفَ سوياً لبيت مارينا..
تراجع يوسف للوراء قائلاً
— ادخلي انتي الأول 
تركت مارينا يده دون أن تجيبه لتندفع لداخل البيت وهي تصيح بااشتياق ومرح
— ماااماااا…بااباااا…انااا جيييييت
وصل ليوسف صوت صراخهها الطفولي فضحك بخفوت ثم التمعت بعينيه الدموع فور تذكره أنه لم يقل أبي أو أمي منذ سنوات..!
انتفض سعيد وميرفان بدهشه..لتصرخ ميرفان 
— مااريناااا…اناا مبحلمش صح  !!
ضحكت مارينا لتندفع لأحضان والدتها تعانقها بقوه ولهفه..ثم انخرطت في البكاء وشاركتها أمها ذلك…ابتعدت مارينا لتعانق والدها أيضاً بلهفه شديده..
هتفت ميرفان وهي تمسح دموعها
— انتو نزلتو من المؤتمر امتى 
قضبت مارينا حاجبيها بتعجب لتجيب
— مؤتمر…مؤتمر اييه  !!
ميرفان بتلقائيه
— وائل قالنا انك في مؤتمر طبي مع يوسف في بلد أجنبيه كده مش فاكره اسمها
هنا تدخل يوسف لينقذ الموقف وقد شكر وائل في نفسه…تنحنح مردفاً
— ازيك ياطنطا ميرفان…ازيك ياعمو سعيد..الصراحه احنا أول مانزلنا من المؤتمر جبت مارينا وجينا عندكم علطول 
رمقته مارينا بدهشه وقد تفهمت الموقف..هتفت ميرفان مبتسمه 
— شكراً يايوسف…الرب يحميك يابني 
في تلك اللحظه خرج شاب من المطبخ يحمل صينية شاي…ذاك الشاب يدعى مايكل..ابن خالة مارينا…في مثل عمر يوسف ويدرس الهندسه..لكنه يشبه مارينا كثيراً في أعينها..والحقيقه أنه يفوق يوسف وسامةً وجمال..
وضع مايكل صينية الشاي على المنضده ليهتف بدهشه ومرح 
— مااريناااااا… وحشتينااااي 
اندفع مايكل نحو مارينا يعانقها بقوه شديده.. مما ابتلعت مارينا ريقها بخوف لتردف في نفسها
— منك لله يامايكل… روحنا في مصيبه 
أما يوسف غلت الدماء بعروقه من ذروة الغضب والغيظ كغليان الماء بأعلى درجه.. ضاقت عيناه بغضب جحيمي لامثيل له فمن رأه يكاد يجزم أنه يستطيع تحطيم الحي بأكمله من ضخامة عضلاته التي ثارت بفعل غيرته العمياء وغضبه المخيف
فبئساً لك يا مايكل.. لقد اثرت غيرة وغضب الذئب.. الله يحميك مما ستتلقاه على يده..  !! 
——————————
في مكتب عمر 
….
ثار عمر بغضب ونفاذ صبر من زوجته وحبيبته البلهاء..على تلك الرساله النصيه التي هزت براكين غضبه وآثارت غيرته…فتناسى أنه طلقها ولم تعد له من الأساس…ثم أزاح مهاب من أمامه بغضب ليتجه بخطوات سريعه خارج الشركه تحت أعين الموظفين الخائفين من هيئته الآفعوانيه المعهوده 
بالداخل ضرب مهاب كفاً على كف هاتفاً بيأس من صديقه
— تهورك وغضبك ده ياعمر اللي موديك في داهيه..ربنا يهديك زي ماهداني ياصاحبي
اتجه مهاب لـ هنّا..ثم جذب منها الأوراق التي تتفحصها بحوزتها…هبّت هنا واقفه بضجر منه لتهتف
— علفكره يابشمهندس مهاب…اللي حضرتك بتعمله ده تعطيل عن الشغل..وبشمهندس عمر لو لاحظ أي تغير ولاتعطيل في أوراق الشغل هيرفدني منها
وضع مهاب يده في جيبه مردفاً بسخريه
— تؤ..مش عمر اللي هيرفدك منها…أنا اللي هرفدك..بس بعد ماأخد منك اللي عاوزه الأول 
تراجعت هنا للوراء بخوف قائله
— بشمهندس مهاب..لو سمحت مينفعش اللي بتطلبه ده…أنا مش زي ماانت فاكر..مينفعش أروح مع واحد غريب بيته 
تأملها مهاب للحظات بسخريه ثم ضحك بقوه..لفت انتباه بعض الموظفين في الممر…
جذب هنا من قميصها دون أن يمسس يدها ثم أدخلها المكتب وأغلقه بإحكام…ليلتفت لها هاتفاً ببرود
— اسمعي يابت انتي…الشويتين دول مش عليا ياروح أمك…الصنف المقرف بتاعك ده والسكه الشمال دي أنا دارسها كويس 
صمت ليتأملها بتقزز…تابع بسخريه
— أوعي تكوني فاكراني نايم على وداني ومعرفش ايه اللي بيحصل في الشركه هنا…لو عمر ميعرفش حاجه…فأنا دبة النمله بتوصلي…شغل حوارات ولف ودوران مش عليا يا شمـ*** سامعه ياسنيوره
هنا بإيماء وخوف 
— سامعه…بس لما إنت ملكش في السكه دي..عاوزني أجيلك بالليل لوحدي ليه 
مهاب ببرود وهو يجلس واضعاً قدم فوق الآخرى 
— أكيد مش عشان أمد ايدي في الزباله يعني..
رمقها بفتور متابعاً
— هنا…انتي واحده زباله ياماما…سكتك كلها شمـ**..واحد زي مش هيروح يقلب في الزباله بإيده بعد مااترمت…السكه دي للي زيك انتي وقاسم…أما أناا عاوزك عشان حوار تاني خالص غير اللي في دماغك 
ابتعلت هنا ريقها بتوتر لتجيب 
— قاسم…هو…هو حضرتك عارف اللي بيني وبين قاسم..!!
مهاب بإيماء وسخريه 
— تحبي أقلك كمان عنوان الشقه اللي بتتقابلو فيها يازباله 
فركت هنا يديها بتوتر لتجيب بهمس 
— مهاب…انت…انت مش فاهم…علاقتي بقاسم..مش زي ماانت فاكر 
هبّ مهاب واقفاً من مكانه بإستشاطه…ليجذبها من ذراعيها بقوه حتى ألمتها…هتف بغضب
— تتحرقي انتي والزفت ده…اولعوا انتو الاتنين بجااز…أنا كل اللي يهمني حاجه واحده بس…وهتعرفيها لما تيجي المكان اللي قولتلك عليه…واسمي باشمهندس مهاب…مهاب دي لما اكون قاعد معاكي على المصطبه ياروح أمك 
تركها مهاب ليتنفس بغضب…لحظات واتسعت عين هنا بخوف شديد وابتلعت ريقها بتوتر مراراً عندما رأت ما رأته سابقاً…
انتهى مهاب مما فعله ليرمقها بسخريه شديده قائلاً
— عشره بالدقيقه…لو اتأخرتي ثانيه…أكيد بعد اللي انتي شوفتيه عرفتي هعمل فيكي إيه…واياكي حد يعرف باللي حصل ده…هدبحك…سمعتي 
أومأت بخوف شديد وظلت تمسح حبيبات العرق على جبينها من هول ما رأته…
أما مهاب تركها وخرج نهائياً من الشركه وهو يتأفف بغضب من نفسه مما فعله
— غبي…غبي وستين غبي كمان…ايه اللي انت هببته ده..!
—————————
جادلوني بك..أقسمت لهم أنك مختلف…فخذلتني!
ترّجل عمر من سيارته أمام بيت يمنى..ثم دفع الباب بقدمه بقوه وغضب أعمى..
سمع همهماتها مع صديقتها هدى وهم يضحكان سوياً…فأشعل ذلك الغيره بقلبه أكثر وكأنه يقول لنفسه..
كيف لها أن تبتسم وتمرح والفراق حال بيننا!!؟
ألا يُعنيها أنني فارقتها!!؟…ألم يعد عمر يهمها لذاك الحد..!!؟
دفع عمر باب غرفتها بقوه…فصرخت يمنى وهدى بفزع…نظرت هدى ليمنى بتوتر وساد الصمت بينهم للحظات…كان عمر حينها يصوب أعين الأفعى تجاه يمنى بكل غضب وإذدراء…بينما يمنى قابلت نظراته برعب دب في جسدها بالكامل فأصبحت في ذروة خوفها منه..
هرولت سناء بخوف على صراخ الفتاتان…فشهقت بدهشه من تواجد عمر بهيئته القاتله بغرفة ابنتها 
وقبل أن تنطق سناء بتوبيخه…جذب عمر هدى من ملابسها ليدفع بها في وجه سناء بغضب شديد ثم اغلق الباب بإحكام..
أما يمنى انتفضت من الفراش بخوف لترجع للوراء تحاول الهرب من جحر الآفعى…
لم يدع عمر لها المجال…فاندفع نحوها بصفعه شديده دوت بالغرفه بأكملها…ثم قبض على رقبتها بقوه ليلقى بها على الأريكه ورائها..انحنى عليها وهو يكز على أسنانه بغيظ شديد حتى بدت عظام فكه بارزه..
همس عمر بصوته المرعب الذي يشبه الفحيح عند الغضب 
— من إمتى وإنتى بتروحي حفلااات..هااا…من إمتى وإنتي بتخرجي من البيت بمزاجك…وكمان عاوزه تخرجي بشعرك ونص جسمك عرياان..لييه يا*** كنت مجوزه صحبتك ولا يكونش طلعلي قرون وأنا معرفش 
امتلئت عين يمنى بالدموع إثر شعورها بالإختناق من قبضة عمر المحيطه برقبتها….تركها عمر لينزل بصفعه آخرى اخترقت خداها..
ظلت يمنى تسعل بقوه شديده…ثم همست بتعب
— أناا…أناا مخرجتش في حته..مروحتش أي مكان..انت..انت متخيل إن ممكن أعمل كده 
رمقها عمر بسخريه ليجيب وهو يفك أزرار قميصه
–بعد خداعك ليا…بقيت أتوقع منك أي حاجه يايمنى….عشان كده لازم أشفي غليلي منك بطريقتي
هزت يمنى رأسها بنفي لتهتف بعدم استيعاب
— لاااء…لااا…لاا يااعمر…فوق بالله عليك…احنا مطلقين ياعمر…مينفعش كده الله يخليك 
ألقى عمر بقميصه بعد أن ظل عارياً بنصفه العلوي أمامها..هتف بسخريه 
— لاا متدينه اووي…من شويه كنتي عاوزه تخرجي براا بمنظرك المستفز ده…فبدل ماحد غيري يقربلك..أنا أولى بيكي…على الأقل…كنتي…كنتي مراتي 
تراجعت يمنى للوراء بخوف ثم صرخت بتوسل
— ماااماااااا…الحقوناااااي…عمررر…عمرر هااايـ..
قبل أن تكمل يمنى الجمله…كتم عمر فمها…أما بالخارج ظلت هدى وسناء يحاولان فتح الباب ويصرخان بترجي أن يتركها..
همس عمر بجانب أذنيها
— قسماً برب العزه يايمنى…لو رجلك خطت برا البيت من غير ماأعرف..لكون قاطعهالك 
أومأت بخوف ثم احتوت ذقنه بضعف تتوسله أن ينفض تلك الفكره الحمقاء عنه…استجاب عمر لضعفها فتركها ليبتعد عنها ثم ظل يضرب بيده في الحائط صارخاً بقوه 
— لييييه…ليييه وصلتينااا لكددده لييييه…اناا في وقت دلوقتي محتاااجلك فيييه…ليييه تخليني أعمل فيكي كددده…لييه مقدرتيش غيرتي وحبي ليكي…ليييه عملتي فيااا كدده 
هتفت يمنى باكيه 
— عشان إنت متتعاشرش أصلا ياعمر…انت عاوز واحده بنفس جبروتك..أما أناا واحده ضعيفه معندهاش كرامه…عشان كده بسيبك تضربني وتهيني عادي…لأن مبعرفش أقاوم قسوتك ياعمر..أنا وإنت مننفعش لبعض…وكويس إنك طلقتني
صمتت لتمسح دموعها بوهن…تابعت تلك المره بشجاعه
— ميخصكش…أخرج مخرجش..خلاص يمنى معدتش تخصك…أنا حره ياعمر 
رمقها عمر بإستياء…لحظات وارتخت ملامحه..ليعود لهدوءه المخيف…اقترب منها ببطئ كما تزحف الآفعى..
ولم تتزحزح يمنى من مكانها إنشاً واحداً بل ظلت واقفه بثبات ترمقه بغضب وشجاعه دُهش لها عمر 
اقترب عمر منها بشده وهو يتأملها ببرود… حتى انمحت أي مسافات بينهم…ساد الصمت والتوتر للحظات..أضغى على ذاك الهدوء صوت أنفاسهم المتلاحقه بغضب 
خرجت يمنى عن صمتها لتهتف بغضب
— برااا…اطلع براا يااعمرر…اطلع براا حياتي نهائي..مشوفش وشك هناا تااني…براااااا 
أحاط عمر خصرها ليلصقها به بقوه هامساً
— كرهتيني  !
ظلت يمنى تحاول أن تتململ منه.. تحاول الفرار من قبضته المؤلمه فلم تستطيع…لم تجد ملجأ سوا أن تنقض عليه تضربه في كتفه وصدره بجنون وهيستيريه صارخه 
— ابعددد عناااي يااعمررر…ايووواا كررهتتك..انتت البعد عنك رحممه…مين هتقبل تعيش في جحييمك يااعمررر…ابعددد عناااي قلت..معتش طيقااك ابعدد 
شددّ عمر من احتوائه لخصرها…بل ضمها لصدره ليعانقها بكل ماأوتي من قوه حتى شعرت بأن عظامها ستتمزق من قوة عناقه…ظل هكذا لدقائق..كانت يمنى تحاول فيهم الفرار منه فقد شعرت بالألم يغزو جسدها من قوة عناقه…أخذت تمسد على ظهره برقه حتى هدأ عمر قليلاً وبدأت قوته في التراخي…فتحول عناقه تلك المره من قوه وقسوه..لحُب واشتياق…
ابتعد أخيراً ليهمس 
— ممكن توعديني متبقيش لغيري..!
تأملته يمنى بحيره ولكن لسانها نطق بدون وعي
— أوعدك..
ابتسم عمر بنصر..ثم طبع قُبلة الوداع على جبينها بعمق..ليبتعد هامساً
— هتوحشيني اووي…أنا هرجعك ليا تاني بس فيه حوار صغنن كده لازم انهيه الأول…ساعتها هرجع عمر بتاع زمان وهرجعك لحضني تاني يايمنى
دفعته يمنى في صدره لتبتعد وتولي له ظهرها قائله بغضب
— ومين قالك إني هرجعلك…وبعدين حواراتك دي متخصنيش
اقترب عمر من خلفها ليحتوى كتفها برقه هامساً
— عشان انا وانتي عارفين كويس إن مفيش حد فينا يقدر يستغني عن التاني…أنا وإنتي مربوطين ببعض لآخر نفس يايمنى…مهما حصل مينفعش واحد فينا يعيش بعيد عن التاني 
تحررت يمنى من ذراعيه لتجلس أمامه على الأريكه بغرور مشابه له…ثم أردفت بسخريه
— لاء…يمنى الهبله انت موتها ودفنتها بإيدك ياعمر… أما رجوع ليك… تؤ… انسى يابيبي 
ابتسم عمر بسخريه هاتفاً 
— لااء شربتي شخصيتي.. بتعرفي تقلديني كويس
اتجه ليجلس  بجانبها ثم جذبها من كتفها لصدره..رمقته بغيظ لتحاول الإبتعاد هاتفه
— ابعددد يااعمررر…انت مش مستووعب لييه..وجوودك معااياا مينفعش…احناا مطلقين 
عمر ببرود
— متخافيش…انا لو عاوزك مش هستأذنك..أنا هسافر برا مصر لمده معرفش كام شهر…كل اللي طالبه منك تحافظي على نفسك في غيابي 
هتفت يمنى بدهشه
— هتساافر  !! هتساافر فين وليه!!
أجابها ببرود وهو يقوم ليأخذ قميصه ويرتديه 
— اممم.. شغل…المهم زي ماوعدتيني… انتي ليا يايمنى… حتى لو مرجعناش لبعض اوعى تخلي راجل غيري يلمسك… سمعتي يايمنى 
وقفت بغيظ ثم عقدت يدها على صدرها لتهتف ببرود
— من إمتى وانت بتسافر شغل من غير متعرفني 
أجاب بتلقائيه 
— لاء… شغلي خط أحمر… ميخصكيش
هتفت يمنى بسخريه
— ليه… زعيم مافيا  !! 
اتسعت ابتسامة عمر الساخره… ثم تركها تشتعل غيظاً وخرج ببرود وهدوء على عكس ماقد جاء به 
ماإن خرج عمر حتى اندفعت هدى وسناء يتفحصناها بخوف..
هتفت سناء وهي تتفحص ابنتها جيداً
— عملك حاجه…كنتي بتصوتي ليه…ضربك  !!
تنهّدت يمنى بقوه ثم أجابت بيأس
— مفيش ياماما…كان جاي يقولي انه هيسافر برا مصر 
سناء بتلقائيه وغضب
— في ستين داهيه…يروح مايرجع 
رمقتها يمنى بدهشه ثم صاحت بغضب 
— متدعيش عليه ياماما لو سمحتي 
سناء بدهشه من ردة فعل يمنى الهجوميه 
— انتي لسه بتدافعي عنه…صدقي انك معندكيش دم وتستاهلي كل اللي بيعمله فيكي 
تركتها سناء وخرجت تتأفف بغيظ من ابنتها المجنونه..
جلست هدى بجانب يمنى لتردف بتساؤل
— ممكن تحكيلي حصي ايه!
يمنى ببرود
— اللي حصل ميخصش حد فيكم 
صمتت هدى بخجل..بينما وقفت يمنى لتنظر لنفسها في المرآه بنظرات ساخره ممزوجه بالغموض والإنتقام…أردفت في نفسها بمكر
— ماشي ياعمر…إنت بدأت وأنا هنهي…إن مخليتك ترجعلي المرادي وتقول حقي برقبتي..يبقا الموت أفضل
تنهّدت بعمق لتتابع في نفسها بخبث 
— من بكره مش هيبقى فيه شركات عمر الرفاعي في مصر خالص…يمنى…شركات يمنى سلامه وبس 
تُرى ماذا ستفعل يمنى في شركات عمر !!؟
——————————-
حان موعد لقاء هنا بـ مهاب في المكان المحدد من قبل مهاب..
لم تبدل هنا ملابسها من شدة التوتر والخوف وكثرة التفكير فيما ستتلقاه على يده..
كانت ترتدي بلوزه خضراء قاتمة اللون تصل لبعد خصرها..وبنطال اسود واسع فكانت ملابسها محتشمه جداً…خوفاً من مهاب..
انتبه لها قاسم قبل أن تخرج من الشركه..فهرول اليها سريعاً ليعوق طريقها غامزاً بوقاحه
— المزه رايحه فين كده…مش عوايدك تروحي مكان من غير إذني 
هتفت هنا بغيظ منه
— وانت مين بقا إن شاء الله عشان أستأذن منك..وبعدين انت بتراقبني ولاايه 
قاسم بإيماء وبرود
— حصل…براقبك..وعارف إنك رايحه لبشمهندس مهاب…ماانتي بقيتي قديمه في الشغلانه بقاا والكل بقا بيطلبك
احتقن وجه هنا من الغضب وتجمعت الدموع بعينيها من كثرة ماتتلقاه من إهانات…نزلت بصفعه قويه على وجه قاسم أخرصته على الفور 
ثم صاحت
— اخرررس ياازبااله يااحيواان 
مسح قاسم على وجهه بغضب شديد ثم جذبها من شعرها بكل قوته ليضعها في السياره رغماً عنه..وقبل أن تصرخ..أخرج قاسم المسدس خاصته ليهتف بغضب
— ششش…لو نطقتي هخلص عليكي 
قااد قاسم السياره متجهاً لإحدى الشقق التي يستأجرها للفاحشه
صاح بغضب وهو يقود مسرعاً
— بقااا وااحده حقييره زيك تمد ايدها علىياا…على آخر الزمن زباااله تعلم عليااا…ماااشي يااهنااا..والله العظيم لأبكيكي بدل الدموع دم
هنا بتوسل وبكاء
— اعمل معروف ياقاسم…أنا عندي ميعاد مع مهاب في شغل..لو اتأخرت هيأذيني 
قاسم بسخريه
— شغل…علياا اناا الكلااام ده…طيب..ماااشي…حلوو اوووي…وأناا كماان عااوززك في شغل ولاانتي نااسيه يااحلوه انك مرااتي 
هنا ببكاء شديد 
— أرجوك ياقاسم…سيبني امشي..مهاب مش هيعديها على خير 
ضرب قاسم على المقود صارخاً بغضب 
— اخررررسسسييي…متنطقييش اسسممه تاااني…أناا مش مكفيييكي ولااييييه…مش كفااياا اتجووزتك عررفي وقبلت تنزلي اللي في بطنك وأنا معررفش جيبااه من مين اصلااا ياا **** 
دفنت هنا رأسها بين يديها لتبكي وتردد
— انت السبب..أنا معملتش حااجه…انت اللي عملت فيا كده من الأول…انت السبب في كل حاجه ياقاسم…منك لله…منك لله
توقفت السياره وترجل قاسم ثم جذب هنا من يدها ورائه..لتسير خلفه كما المخدره من كثرة البكاء 
صعد بها للشقه…ثم ألقى بها على الفرااش بغضب…رفعت هنا شعرها الذي غطى وجهها من قوة الدفع…لحظات وشهقت بدهشه ورعب مما رأته..
نظرت هنا لقاسم بذهول ثم أعادت النظر لهؤلاء الشُبان الملتفون حول الفراش يحتسون الخمر والمخدرات ويتراقصون بثماله…
ضحك قاسم بسخريه ووقاحه ليصفق بيده هاتفاً بمرح
— يلااا ياارجااله…جبتلكم اللي هتبسطكوا انهاارده 
هزت هنا رأسها بنفي وذهول تستوعب مايحدث…أهذا هو ظن قاسم بها…أنه يراها سلعه لأي أحد…!!؟ نعم هي أخطأت عندما فرطت في عرضها معه منذ البدايه…ولكن لم تكن تصدق أنه سيظن بها كل هذا السؤ ليجعلها سلعه رخيصه لأصدقائه أيضاً…!!؟
اجتمع الشباب يصرخون بمرح حولها بينما هي أحاطت جسدها بخوف وظلت تبكي بشده..
لحظات وانتفض الجميع بفزع عندما سمعوا صوت ارتطام لشئ قوي بالخارج…
كاد أن يخرج قاسم ليرى ماهذا الشئ ولكنه وقف مكانه كالصنم وانتصب شعره من الخوف الشديد الذي دبّ في جسده..
تحدث  قاسم آخيراً بصوت مهزوز من الخوف
— بـ…بشـ…بشمهندس عمر  !!!!!!!؟
———————————-
لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك؟ لماذا بين يدي، ويديك سرب من الأسلاك؟ لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنت هناك.!؟
ظل وائل طائحاً في الطرقات لساعات..لايعلم أين ذهبت الفتاه الوحيده التي عشقها للجنون..لا يعلم السبب الحقيقي وراء اختفائها وهروبها منه دون حتى الوداع  !؟
وقف وائل أمام طريقين مختلفيين تماماً عن بعضهم..
طريق مؤدي للمسجد..والآخر في نهايته حانة رقص بالإضافه للأنواع المتعدده من الخمور بها..
كاد أن يخطو لطريق المسجد..ولكن صوت قوي ينبعث من صميم قلبه يهمس له..
لكي تنسى عليك بالإسراف في المخدرات!
هزّ وائل رأسه بنفي شديد يحاول أن ينفض تلك الوساوس عن رأسه…ظل يردد بتوسل
— ياارب…يااارب…يااارب..بلااش السكه دي يارب
ولكن للأسف الشديد لم يكن وائل في لحظة انهياره قوياً…بل تملك منه شيطانه واستحوذت عليه نفسه الأماره بالسؤ…وذلك بسبب بعده عن ربه في الأيام السابقه منذ علمه بهروب دنيا..
خطى وائل أولى خطواته للخطيئه…طريق الشيطان…
اتجه لتلك الحانه دون أن يدري ما يفعله وكأن أقدامه تسوقه رغماً عنه..
دلف لتلك الحانه التي تعم بالضجيج والصخب الموسيقي ورقص النساء مع الرجال دون حياء واعتبار للآخره..
وقف وائل عند باب الحانه يوزع نظراته بدهشه مما يراه من منكر وفاحشه تُقام على الملأ دون استحياء…
دفعه للداخل بعض الماره أثناء الخروج والدخول للحانه…
دلف وائل وهو يفتح فمها بذهول ففي حياته لم يدخل تلك الأماكن…
جلس أمام البار الخاص بالخمور..فأتي النادل ولوح أمام وجهه ليخرجه عن شروده مردفاً
— تشرب ايه 
وائل بتلقائيه 
— لمون 
ضحك النادل ليجيب بسخريه
— ليه حضرتك داخل عصاره..ده بار ياباشاا..يعني مفيش غير خمراا
انتفض وائل ليجيب بنفي
— خمراا…لاا..لااا طبعاً..مش عاوز…شكراً
رمقه النادل بتعجب منه…ثم أردف غامزاً
— خلاص متزعلش نفسك…عندي اللي هيعجبك 
في إحدى الزوايا…وقف شابان يتراقصان بثمل..انتبه أحدهم لوجود وائل فوكز صاحبه ثم همس
— هو مش ده الدكتور وائل…ابن النجار اللي في الحي اللي جنبكم 
اجاب الشاب بعد أن تفحص وائل بعينيه
— ايوه هواا…بس ازااي ده..ده مبيسبش فرض وابوه راجل محترم والكل عارفه 
هتف صديقه بسخريه
— محدش محترم في الزمن ده..بيبقوا شيوخ بالنهار وبالليل في بيوت *** 
أما عند وائل ظل يشرب ماأحضره النادل ظناً بأنه عصير كما ادعى…ولكن وائل ابعد الكوب على الفور عندما أحس بمراره ولذاعة المشروب…لحظات وبدا أن الخمر راق له…فأخذ يشرب بشراهه كأس وراء الآخر حتى بدأ يفقد الوعي تدريجياً ودب الثمل والخمول جسده…فأرخي بجبهته على المنضده أمامه..
دقائق مرت وهو بتلك الحاله…حتى انتبه له النادل وأخذ يهزه هاتفاً
— ياابااشاا…ياأستااذ..!!
ولكن وائل لم يجيب…انتبه له هذان الشابان فااتجه نحوه ليردف واحداً منهم
— شكله ملوش في التقيل
ظل الإثنين يحاولان ايفاقته…ولكن وائل غاب ذهنه عن الوعي تماماً..وظل يتخبط ببعض الكلمات مثل 
— دنياا..انتي فين…ارجعي يادنيا…متسبنيش..ارجعي
نظر الشاب لصديقه قائلاً
— ده شكله حكايته حكايه..
هتف الآخر بتفكير وخبث ويدعى عماد 
— بقلك اييه…إحنا ناخده قبل مايفوق ونشغله معاناا
رمقه صديقه بدهشه ليجيب
— ديلر ياعمااد !! هنشغله ديلرر  !!
————————————-
في ذلك الكهف المظلم
……
استيقظ نادر فجأةً ليهتف بهلع
— أناا فيين…انتواا مييين!!
ضحك قائد النسور ليجيب بهدوء
— اهداا كده…انت في الكهف بتاعي 
استوعب نادر آخيراً مايحدث…فمسح على وجهه بيأس ليهتف
— ممكن اعرف فيه اييه…أناا اخرر حااجه فااكرها إن الزفت القناص بتاعك ده خدرني…خدرتوني ليه…انتوا مين أصلاً
أجاب قائد النسور وهو ينظر في ساعته بملل
— بص يانادر..إحنا مبنأذيش رجالتنا…وانت واحد من رجالتنا…جايبينك هنا عشان تساعدنا…ولما فضلت تعلى في صوتك وتزعق امبارح انا قلت للقناص يخدرك ويسيبك ترتاح شويه…
نادر بيأس وتأفف
— طب هو راح فين 
في تلك اللحظه دلف القناص وبيده معدات غطس ليهتف بمرح
— كنت بجيب ادوات الغطس دي وشوية قنابل كده عشان نخلص بيهم  مهمتنا…خلاص جاتلنا أخبار إنه مداري في غواصه تبع الخط البحري للولايات المتحده 
هتف نادر بدهشه 
— انتو مجاانين انتو الاتنين…عااوزين تودوا البلد في دااهيه…عاوزين تتهجموا على خطوط امريكا…انتو كده بتقوموا حرب عالميه 
القناص ببرود
— لا حرب عالميه ولا حاجه…احنا هنفجر الغواصه في الميه التابعه لمصر 
عقد نادر يده على صدره بسخريه هاتفاً
— وده بقاا ازااي ان شاء الله…هتجيب الغواصه من مكان لمكان ازاي…بقواك الخارقه اللي هربان بيها من فيلم هندي دي!!
ضحك كلاً من القناص وقائد النسور بقوه على ماأردف به نادر…
تابع القناص بغرور
— بالظبط…بقيت تفهمها وهي طايره اهي…أنا اللي هحرك الغواصه بإيدي…وزي ماانت عارف الخط الفاصل بينا وبينهم تلاته متر…بسيطه يعني 
نادر بدهشه شديده
— انت عاايز تقنعني انك تقدر تزق غواصه بنفسك ولو حتى سنتي واحد!!!
القناص بإيماء
— اخلص بس البس اللبس بتاع الغطس ده وهناك هتشوف بعينك 
رمقه نادر بعدم تصديق ثم هتف بسخريه قبل أن يشرع في ارتداء ملابس الغطس
— وحضرتك بقاا يااقائد النسور تبقي مين…اصل حاسس من صوتك ان سنك كبير يعني داخل عالسبعين سنه كده 
قائد النسور بلامبالاه
— اعتبرني ولي أمركم لحد ماالمهمه تخلص بسلام 
نظر لهم نادر بغيظ ثم هتف ثانيةً بتساؤل
— انتو عرفتوا منين إني بعرف أغطس!
أجاب القناص بتلقائيه
— أي واحد قوات بحريه طبيعي يكون عبقري غطس 
شهق نادر بدهشه من معرفة القناص لحقيقته..أردف بتعجب شديد
— انت…انت عرفت منين إني قوات بحريه في الأصل مش مقدم شرطه!!
القناص بغرور وذكاء
— أنا عارف عنك كل حاجه…إحنا مفيش حاجه بتخفى علينا…يلاا اخلص البس وتعالا ورايا 
لحظات وارتدى نادر ملابس الغطس وكذلك القناص…ثم ذهب نادر ورائه يتبعه في السير…فعبر القناص إحدى ممرات الكهف الضيقه بمهاره وساعد نادر على العبور معه…
ظل نادر ينظر لكل شئ بدهشه وعدم تصديق كأنه يقنع نفسه أن كل هذا مجرد حلم وعاجلاً أم آجلاً سيفيق منه…
وصل الإثنين لفتحة الممر التي تطل على بحر شديد الإتساع 
…قفز القناص وتبعه نادر…ثم شرعوا في السباحه لنصف ساعه حتى اتضحت لهم الغواصه من بعيد..
سبحوا اليها..ليشير القناص لنادر بألا يتعدى الخط الفاصل…ظل نادر في المياه مكانه بينما القناص قام بدفع الغواصه وتحركت الغواصه بالفعل بسهوله كأنها من الورق!!
مما جن جنون نادر مما يراه من قوى خارقه للطبيعه…واتسعت عيناه بذهول ودهشه شديده مردفاً
— مستحيل…لاالاا أنا اكيد بحلم..ده…ده حرك الغواصه  !!
لوح القناص بيده لنادر مشيراً له بأن يتقدم ويقوم بتثبيت القنابل معه في كل مكان بالغواصه..
انتهو من ذلك ثم سبحوا بعيداً ليشاهدوا لحظه انفجار الغوااصه بالماء…لحظات وانفجرت مصدره صوتاً قوياً رجّ له البحر بأحيائه…
ولكن لسؤ الحظ…لم يكن أحداً بالغواصه..لا سامح ولا حتى فاديه..  !!!
—–
بالكهف
نزع قائد النسور القناع من عليه…ثم هندم شعره الطويل للوراء ليخرج صوره لفتاه جميله من ثنايات بدلته..
ظل يتأملها للحظات بإشتياق وعشق جديد…ليقبل الصوره بقوه هامساً بنبره منكسره 
— خلااص ياحبيبتي…جبتلك حقك من اللي حرمنا من بعض…قريب اووي هرجع مصر واتجوزك 
تُرى من تلك الفتاه!!!؟
——————————-
في ذاك البيت البسيط التابع للشيخ سمير عفيفي
……….
بعد أن جهز مروان الغرفه واصبحت مهيئه للنوم بها…التفوا جميعاً حول مائدة الطعام..
تناول الجميع طعامهم بشهيه..إلا دنيا كانت تشعر بالخجل الشديد من نظرات مروان المختلسه لها
أثناء تناولهم للطعام…قامت تلك الصغيره ابنة مراون والتي تدعى رفيده…بالركوض سريعاً للمرحاض ثم أخذت تستفرغ بقوه..
انتفض الجميع عليها بخوف…بينما دنيا سبقتهم لتساعد تلك الصغيره…
غسلت لها دنيا وجهها بحنان ثم حملتها في أحضانها وظلت تربت على ظهرها وتهدهدها حتى كفت عن البكاء..
هتف مروان بخوف وهو يتفحص ابنته
— اكيد الإستفراغ ده نزله 
دنيا بنفي 
— لااء ده دور برد في المعده عادي…في دوا كويس للبرد اسمه رينوكالم..ياريت تجيبوا بسرعه من الصيدليه
اتجه مروان سريعاً للخارج ليحضر لصغيرته الدواء
أما دنيا ظلت تهدهد الصغيره بحنان أموي..انتبهت له حكمت زوجة سمير…فمالت برأسها على زوجهها لتهمس 
— مروان مش هتنفعه غير دنيا ياابو بسمه…ايه رأيك
أجاب سمير مبتسماً
— أنا برضو شايف كده 
لحظات وأحضر مروان الدواء ليعطيه لدنيا…أثناء مد يدها لتأخذه منه لامست أصابعها يده فجذبتها سريعاً بخجل أما مروان ابتسم بخفوت وبدا إعجابه بها يذداد يوماً عن يوم..
دلفت دنيا بالصغيره لتضعها على الفراش بعد أن أعطتها الدواء..
دثرتها بالغطاء جيداً…ثم أردفت بخجل
— لو عاوز تفضل معاها خليك..بس كل شويه حط ايدك على راسها شوف فيه سخنيه ولا لاء 
أومأ مروان مبتسماً
— دنيا…خليكي لو سمحتى…أنا محتاج أتكلم معاكي شويه 
دنيا بإرتباك
— بس…بس مش هينفع نفضل لوحدنا يادكتور مروان 
اتسعت ابتسامة مروان ليقوم بإستدعاء الشيخ سمير وزوجته…
جلس الجميع في الغرفه منتظرين حديث مروان
تنحنح مروان مردفاً
— دكتوره دنيا…أنا مش عارف اجبهالك ازاي..رغم إني لسه معرفكيش قد كده…وهتقولي عليا مجنون أو بستهزأ بيكي…بس أنا عاوزك في حياتي 
نظر كلاً من الشيخ سمير وحكمت لبعضهما مبتسمين بسعاده…وكأن مرادهم تحقق!!
بينما دنيا ذاد توترها وظلت تفرك بيدها بإرتباك شديد..وقبل أن تتحدث…قاطعها مروان قائلاً
— أنا مش عاوزك تستعجلي…فكري كويس…وأي قرار هتاخديه أنا هحترمه 
تُرى هل ستوافق دنيا على الزواج منه  !!؟
—————————–
يمكن رؤية أشياء أخرى بشكل أوضح من خلال عين العقل لا عين القلب…
دلف باسم لشقته وعقله مشتت وذهنه مرتبك للغايه…قابلته نور بإندفاعهها نحوه تعانقه كعادتها 
فقابل باسم عناقها بفتور قليلاً مما جعل نور تنظر له بتعجب وشك مردفه
— مالك ياحبيبي…في حاجه دايقتك!
ابتسم باسم بتوتر ثم جذبها من يدها ليجلسها على الفراش وجلس أمامها…احتوى وجهها ثم اقترب وقبْلها بعشق كعادته…ابتعد ليعود ويتأملها بتوتر شديد مما ذاد هذا من حيرة نور ودهشتها 
داعبت نور وجنتيه لتهمس 
— فيك ايه ياباسم…مخبي ايه عن نور حبيبتك 
ابتلع باسم ريقه ليجيب بهمس 
— مخبي بلوه…لو عرفتيها هتطلبي الطلاق وتبعدي عني وتكرهيني يانور 
ضحكت نور بخفه لتحتوي رأسه بحنان ثم وضعتها على صدرها لتمسد على شعره برقه 
— مجنونه أنا عشان أبعد عنك…أبعد عن روحي ياباسم..حبيبي مهما حصل مستحيل أبعد عنك…بُعدي عنك هو موتي…عاوزني أموت بدري كده ياباسم 
لم يجيبها باسم بل دفن رأسه في صدر نور أكثر وأخذ يبكي بقوه ومراره…بينما نور شعرت بالقلق الشديد نحوه…فلأول مره تراه ضعيفاً هكذا..هل يبدو الأمر مريب لهذا الحد  !!؟
وزعت نور القُبلات على شعره بحنان وظلت تمسد على ظهره حتى تمنحه الشعور بالراحه قليلاً..هدأ باسم بعد دقائق ثم ابتعد ليمسح دموعهه بحزن بدا عليه..
أدارت نور وجهه برقه لتكمل مسح الدموع المتعلقه بأهدابه…هتفت بصدق
— بااسم…والله والله مهما حصل مش هسيبك ولا هبعد عنك…والله مهسيبك ياباسم..بس طمني ياحبيبي وقولي فيه إيه…عشان خاطري إحكيلي ياباسم
تنهّد باسم بتعب ثم أردف 
— خاطرك غالي عندي اووي والله يانور..عشان كده خايف على زعلك…انتي مش هتزعلي وبس إنتي ممكن تختاري البعد عني…وأنا اتعلقت بيكي زي الطفل..مش هقدر أعيش من غيرك يانور…صدقيني مش هقدر ياحبيبتي 
قبلته نور من كتفه لتهتف بمرح حتى تطمئه و تجعله يهدأ
–علفكره بقاا…إنت معاك أعقل واحده في الدنيا..إنت عارف كويس إن أي مشكله بستخدم فيها عقلي وبحلها…يبقا ازاي هتصرف بغباء وابعد عنك…ده أنا اللي مش هقدر أعيش ثانيه واحده من غيرك…وتقولي أبعد!!
ابتسم نصف ابتسامه حزينه…ثم ضمها لصدره ليُقبل شعرها برقه…وأخذ يسرد لها كل ماحدث معه بداية من ذاك النذير الشؤم لحديثه مع الشيخ صلاح..
ابتعدت نور عنه بعدم استيعاب بينما باسم ظل ينظر لها بتوسل وكأنه يقول 
أقسم لكِ لم تكن خطيئتي…لا أستطيع خيانتك..أقسم أنني بدونك لاشئ…أرجوكِ لا تتركيني!
مسحت نور على وجهها بهدوء ثم تنفست بعمق وأخذت تستغفر الله في نفسها…هتفت بعد لحظات من المام شتات عقلها 
— أنا مصدقاك ياباسم…وعارفه إنك مستحيل تخوني…أنا بثق فيك أكتر من نفسي…مستحيل نخلي الشك يدخل بينا ياباسم
اقتربت لتهمس بجانب أذنيه 
— بحبك ومصدقه كل كلمه قولتها 
تنهّد باسم بإرتياح شديد..ثم أردف 
— والعمل يانوري…هنعمل إيه 
نور بعقلانيه وذكاء 
— اللي في بطنها ده مش منك ياباسم 
باسم بدهشه 
— مش مني!! طيب..طيب ازااي…عرفتي منين..ايه مخليكي متأكده!!
نور بتفكير 
— لأن مستحيل تحصل بينكم حاجه وانت فاقد كل وعيك…مستحيل ياباسم…على الأقل بتبقا فاكر شويه حصل ايه…لكن انت مش فاكر حاجه خالص…أنا متأكده إن ده ملعوب من ماجي عشان تفرق بينا وتجبرك تجوزها..
تحولت ملامح باسم للغضب الشديد ثم كور قبضة يده بضجر هاتفاً
— يااابنت الـ**** والله العظيم لأموتها وأخلص من قرفها بقاا 
زجرته نور قائله بتخطيط
— لاء طبعاً…أنا معنديش استعداد أخسرك عشان واحده زي دي…بص…انت هتجيبها تعيش معايا هنا 
باسم بدهشه 
— نعمممم  !!!
غمزت نور بخبث مردفه 
— هاتها تعيش معايا هناا وأنا أعلمها الأدب بشويش 
!!
حسناً..سنقف هنا ونرفع القبعه لنور على طريقة تفكيرها العقلاني هذا..والتي تندرج تحت مقولة
” اتقٍ شر الحليم إذا غضب “
__—————————-
طفلتي أنوثتك لا حدود لها، من رأسك حتى أسفل قدميكِ، فكل جزء فيكِ له حقه من الدلال، فاسمحِ لي بأن أدللك صغيرتي..❤
ترّجل حمزه من السياره المصفحه بكامل رجولته وهيبته المعروفه…اصطحب ريناد في يده وروضه تسير ورائهم تردف بثرثرتها المزعجه
— الله يسهلوو…ايواا بقااا..مااسكين اييد بعض ومحدش قددكم..مناا لوو لااقيه كلب يهوهولي حتى…اااه يااني من السنجله وعذاابها…بس اتس اوكيه السنجله جنتله والإرتباط إحباط 
ضحك حمزه في صمت بينما ريناد التفتت لها لتخرج لسانها بإستفزاز ومرح قابلتها روضه بنظرات غيظ مصطنع..
لم يكن البرج به أي حراسه كما زعم حمزه بل كان خالياً تماماً حتى من السُكان..
ولم تعقب ريناد أو لم تهتم بذلك…فكل ما يهمها هو وجود حمزه معها..
دلفو للشقه…وحينها كانت صباح ترُضع آيلا بالرضّاعه..
هرولت ريناد بفرح نحو ابنتها..لتحملها بين ذراعيها وتقبلها بشده..أخذتها منها روضه بقوه ثم احتضنتها وظلت تركض بها كالدميه.. لتهرب من ريناد…حتى بكت الطفله..
اعطتها لحمزه قائله بملل 
— اشقط بنتك يااببيه…دمها تقيل وهي بتعيط 
وكزتها ريناد في ظهرها لتهتف 
— بت متشتميش بنتي..بدل مااجيبك من شعرك 
اتجهت روضه لتضئ التلفاز وهي تقول بمرح
— يختي جتك نيله عليكي وعلى بنتك دي عامله زي العروسه اللعبه..
احتوى حمزه ابنته بتفحص وعشق شديد ثم قبلها برقه عدة مرات وهو يقول 
— كلها شبهك ياطفلتي…جميله زيك ياريناد 
ريناد بغيظ 
— لاء عيونها خضرا شبهك…وبعدين بطل بوس فيها.. ابتديت اغير 
ضحك حمزه ليُقبل ابنته ثانيةً وكأنه يشعل غيرة ريناد 
— صدقي طعمها حلوو…أنا هقضي الليل كله ابوس فيهاا… طعمها زي الفراوله…مش زي طعم نااس 
وضعت ريناد يدها في خصرها بغيظ لتهتف بغيره
— بجد…يعني أنا طعمي وحش 
التمعت بعين ريناد الدموع…تابعت بلهجه طفوليه
— مااشي يااحمزه…يعني ايه بقيت وحشه..طعمي معتش فراوله 
انفجر حمزه ضحكاً…شاركته كلاً من صباح وروضه الضحك…بينما روضه قامت بتقليد ريناد هاتفه
— مااشي يااحمزه…يعني ايه بقيت وحشه..طعمي معتش فراوله…نينيني…ياقلب أمك ياصغننه…بتغيري من بنتك ياشايبه 
رمقتها ريناد بغضب…بينما حمزه اعطي آيلا لصباح حينما شعر بحزن طفلته وغيرتها الحقيقيه..
اقترب منها حمزه لينحني هامساً بجانب أذنيها 
— وحشتيني ياأحلى فراوله في العالم 
ريناد بغيظ وغضب 
— وانت موحشتنيش 
همس حمزه ثانيةً بكلمات جعلت وجهه ريناد يشع حمرة الخجل…
ابتسم حمزه ليتفحصها بنظراته الراغبه وكأنه يقول “أليس من حق المشتاق لقاء وقُبله وعناق!
تناسى حمزه وجود روضه وصباح معهم..وانقض الجن على طفلته يلتهم شفتاها ويُقبلها بجنون يبث بهم كل اشتياقه ويصك ملكيته وعشقه لهم..ولم تزجره ريناد بل تجاوبت معه…والخطأ ليس على تلك الصغيره…بل هو من علمها كيف الحب بتلك الطريقه..
شهقت روضه بدهشه ثم فتحت فمها بذهول ولكن بدت تلك الثرثاره مضحكه جداً.. وبدلاً من أن تُخفي عينيها لتتحاشى هذا الموقف المحرج.. حدث العكس..! 
قامت روضه بوضع يدها على عين والدتها وهي تهتف بدهشه
— غمضي عينك ياماما… عيب تشوفي الحجات دي.. انتي ارمله أما أنا داخله على جواز.. خليني اتعلم شويه.. منك لله يا ابيه حمزه 
أزاحت صباح يد روضه بغضب ثم وضعت آيلا في الفراش الخاص بها…لتقوم  بنزع نعلها ثم بدأت بضرب روضه على مؤخرتها كالعاده وهي تصيح 
— ااه يابنت الجذمه ياقليلة الاادددب… يااخساارة تربيتي فيكي… انتي بتبصي على الراااجل ومرااته يامهزقه 
هتفت روضه بمرح وهي تقفز هنا وهناك كالقرده.. تتفادى النعل المصوب تجاهها
— يامااماا.. حد يبووس مرااته قداام النااس برضوو.. هماا اللي مبيختشوش.. وبعدين ست رينااد اللي عامله فيها مؤدبه دي مفكرتش في الجفااف العااطفي اللي جابتهولي… كابلز ممحون 
لوحت صباح بالنعل في الهواء بمهاره.. لتحدد الهدف المراد ثم ألقت به بكل قوتها.. فاالتصق في مؤخرة روضه وهي تستدير للهرب… وضعت روضه يدها على مؤخرتها وهي تزفر بنفاذ صبر 
— هوو مفييش غيير المكااان ده اللي بنضررب فييه كل مرره… اوماال لو كنت مربربه شويه كنتي عملتي منهاا شااورما يامااماا… اووف بقااا
صمتت لتتابع بمرح وهي ترمق باب غرفة حمزه وريناد بخبث
— بس تصدقي ياماما… الله يكون في عون ابيه حمزه بجد.. المهمه بتاعته صعبه اووي فعلاً
صبااح وهي تصفع وجهها بلطم
— يااابت وطي صووتك هتفضحيناا ياامهززقه
غمزت روضه بطريقه مضحكه ثم عضّت على شفتيها لتردف
— ألااا قوليلي ياااست الكل.. هو الجواز حلو… أصل نفسي هفااني على الإرتباط
انحنت صباح لتنزع النعل الآخر وهي تهتف بضجر
— لااااا.. ده انتي مش هتجبيهاا البر انهاارده.. وااحده لسه بتفرش مشمع على السرير قبل ماتناام وتكلم على الجوااز… جااتك جناازه تدق على دماااغك… ورحمة ابووكي مناا سيبااكي انهاارده ياارووضه
صااحت روضه بمرح وهي تستعد للركض والهرب
— طب استني اقوولك هو مين طيب… ده جااني بهدااوه ودااوي كل حااجه يامااماا… عالطلااء دااوى جرح جديد وجدد روووحي… عااااا راااحت مناااااي
صرخت روضه بألم مصطنع.. وكالعااده التصق النعل بمؤخرتها..!!
ابتعد حمزه عن ريناد بعد دقائق..بعد أن أن أخذها ودلف بها للغرفه… بينما هي دفنت رأسها في عنقه بخجل شديد..
جذبها حمزه من شعرها برقه ليهمس بحُب
— وحشتيني…وحشتي الجِن ياريناد
أجابت ريناد بهمس مماثل
— وانت كمان وحشتني…وحشتني أوي ياحمزه
عاود حمزه تقبيلها…
أما في الخارج اقتربت روضه من والدتها بحذر ثم اندفعت نحوها تعانقها بمرح قائله بمزاح
— ادييني حناان من اللي أناا مش حثه بقاالي زماان..اديني في حبك حثه ولاانت خلاص مش حثه..اووه اوووه اوووه
دفعتها صباح بعيداً عنها لتضحك بقلة حيله
— الله يكون في عونه اللي هيتجوزك… والله هيشوف الويل معاكي ياروضه يابنتي
روضه بغرور مصطنع
— متقوليش كده ياماما…هو شايف الويل من دلوقتي أصلا…وبعدين هو يطول…ده حازوقه
صباح بدهشه
— حازوقه مين!!
روضه مصححه كلامها سريعاً
— داا…فيلم كرتون اسمه حازوقه وابو سن…أنا بقا بكراش على حازوقه ده
صباح بتأفف
— أدي دقني لو فلحتي
روضه بضحك دون ان تعي ماتقوله
— روحي احلقيها الأول ياصباح
وضعت روضه يدها على فمها سريعاً لتردف
— هااار اسووح…هي مالها بردت كده ليه..ايه اللي أنا قولته ده
كادت صباح أن توبخها…ولكن وجدت حمزه يخرج من الغرفه ويغلق ازرار قميصه بتكاسل…هتف حمزه بهدوء وهو يتجه للخارج
— روضه…تعالي عاوزك في كلمتين
روضه بمرح
— عريس…عليا الطلاج عريس وهيترفض
ضحك حمزه ليجيب
— لا مش عريس…اخلصي تعالي
ذهبت روضه ورائه..اخذها حمزه ونزل لأسفل البرج ثم توارى في مكان هادئ..ليعود لهيئته المخيفه
هتف بتخطيط
— روضه…اسمعي اللي هقوله ده وتنفذيه بالحرف الواحد
روضه بإيماء وانتباه
— حاضر ياابيه
تابع حمزه بغموض
— البيت بتاعكم…هتروحي هناك هتلاقيه اتنين رجاله رايحين جايين قدامه…هتروحلهم وتعرفيهم بالمكان اللي ريناد فيه
شهقت روضه بدهشه شديدة ثم هتفت بخوف وتوتر
— انت…انت عاوز تسلملهم ريناد ياابيه
ابتسم حمزه بسخريه وخبث…ثم اخرج علبة سجائره ليشعل واحده ببرود…نفث دخانها عالياً..ثم أردف
— قرصة ودن لأبوها…اللي أقول عليه يتنفذ وإلاا..
قاطعته روضه بخوف
— لاا ياابيه..اعمل ايه حااجه تانيه الا انك تسلملهم رينااد..مش انت بتحبها..!!
حمزه بغضب
— مش شغلك…اسمعي يابت انتي…انتي مش هتيجي تبوظيلي خطتي…إللي أقول عليه يتنفذ
تُرى ماذا ستفعل روضه !!!؟
يتبع…..
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا

‫12 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!