Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

إنه موعد غروب الشمس، وقف أمام ذلك البحر كانت أجواؤه لطيفه وألطف ما هناك صوت الأمواج .. تشعرك بأنك في صفاء بعيد عن الهموم، تنظر حولك وترى المنظر الجميل والبحر والشمس يتهامسان وقوارب الصيد الصغيرة التي تذكّرك بالماضي البسيط،تنهدّ بألم وهو يتأمل ذلك المشهد المتناقض، فما أروع البحر حين يطل عليه العشاق .. وما أشد ظلمته حين تطل مِنه الذكريات وتنكسر على ضفافه الأحلام
رفع بصره للسماء ليشاهد اختلاط زرقتها بحُمرة الغروب وهو يبتسم بحزن فكأنما اختلطت أحلامه الورديه بوميض من التعاسه،تزكر تلك الليالي المريره التي قضاها في تخطيط مستقبله مع من أحبها سراً،ولكن يبدو أن لا أحد يختار قدره،فكم تمنى أن يتخرج من دراسته بالصيدله ثم يعمل كطبيب صيدلي ومن ثَم يجني المال الذي يستطيع أن يتزوج به حبيبته التي وقع في حبها منذ السنه الدراسيه الثانيه بالطب،رغم أنها تكبره سناً وبرغم أنها أيضاً لم تعرف أنه مغرم بها ولكن لم يتوقف قلبه عن النبض بإسمها يوماً،قصد أن يخفى ذلك الحب حتى يأتي الوقت المناسب ويخبرها،ولكن يبدو أن كل شئ لايسير كما أراد تماماً،نعم حصل على عمل كما تمنى وتحسنت حالته الماديه وبقي أشهر فقط ويكون طبيب رسمي ولكن ينقصه هي!…ظل يحبها لخمس سنوات دون أن تعلم! وحينما تجرأ وأخبرها عن حبه،رفضته هي بكل بساطه لتحطم آماله التي بناها طيلة هذه المده…ارتسمت على شفتيه ابتسامه لطيفه حين تزكر مارينـا،تلك الجميله المرحه التي استطاعت بعفويتها وبراءتها أن تكون معه علاقه طيبه..لايستطيع أن يصنف تلك العلاقه..أهي صداقه أم حب!
لا يستطيع إنكار أنه إنجذب لها، وأحب الحديث معها كثيراً،ولكن…ولكن ماذا عن دنيـا!! 
أغلق عينيه بألم وهو يزفر بضيق…فتح عينيه بعد ثواني ليعيد النظر للسماء كأنه يناجي الله ليردف بترجي 
— اااه ياالله….أنا مش عارف أنا عااوز اييه…أنا حاسس إن تايه يارب….صمت قليلاً ليتابع ومازالت عينيه متعلقه بالسماء 
—اللهم إختر لي ولا تخيرني..
قام من مجلسه على الصخره ليودع البحر صديقه الوحيد الذي يشاركه ألامه وهمومه مردفاً بمرح 
—يلاا همشي أنا بقا وابقى اجيلك أنكد عليك وقت تاني…ضحك بسخريه على نفسه وهو يفتح باب سيارته متجهاً لبيته المتواضع والبسيط…..وبعد نصف ساعه قضاها في قيادة السياره وهو شارد بذهنه في دنيا قليلاً ومارينـا قليلاً… ليتذكر يوسف…صديقه منذ الطفوله..كان الجميع يظنون أنهم إخوه رغم إختلاف ديانتهم إلا أنهم كانوا بمثابة إخوه أو أكثر…. ضحك وهو يتذكر مشاجرتهم عندما يلعبون “البلي” فعندما يفوز أحدهم يبدأ الأخر بالصراخ عليه وإتهامه بالغش ليحكم الفائز على الخاسر بأن يشتري له عصير القصب فهو المشروب المفضل لدى كلاهما…طفولتهم كانت مليئه بالمقالب والمشاغبات رغم أن كل منهما كان ينافس الأخر  ليسعى جاهداً أن يحصل على المرتبه الأولى على الصف..إلا أنه لم يترك أحداً الأخر في مأزق إلا وساعده…عبس وجه وهو يتذكر ذلك اليوم الذي فرقهم عن بعضهم….حينما وقع يوسف في حب فتاه تدعى كريستينا…أو لم يكن حب بالمعنى الحرفي..بل كان إعجاب زائد…أنتم تعلمون مرحله المراهقه وكيف تتغلب العاطفه عن الجانب العقلاني….
في ذلك اليوم طلب يوسف من وائل أن يدبر له مقابله معها…ولكن وائل امتنع عن ذلك واخبره بأنهم في الصف الثالث الإعدادي ويجب التركيز أكثر على نيل المركز الأول ككل عام…..ليعلم يوسف مؤخراً أن تلك الفتاه التي أُعجب بها كانت مغرمه بوائل… حينها غضب منه يوسف وظن أن صديقه يخدعه أو يغار منه…ابتعد الإثنين عن بعضهم..ليسلك كل منهم طريقاً خاصاً…وفي تلك السنه حصل وائل على المركز الأول بينما يوسف على المركز الثاني…ظلوا هكذا حتى الأن….كان وائل يسبقه بدرجه أو نصف فقط…لكن أثر هذا بالسلب في قلب يوسف تجاه صديقه وأصبح يعتبره عدوه الذي يأخذ منه كل شئ……….تنهدّ بحزن ليردف 
—وحشتني أيام طفولتنا يايوسف….انت الوحيد اللي كنت بعتبرك اقرب حد ليا….ومازلتي ياصاحبي…بس نفسي تبطل التفكير الزفت اللي في دماغك ده وتعرف ان عمري ماكرهتلك الخير…اوووف ياالله…هلاقيها منين ولا منين..
وصل أخيراً لبيته..ترجل من سيارته بعد أن اوقفها أمام البيت وقام بتغطيتها بالغطاء الخاص بها…ليتفاجأ بوالده يجلس على مقعد خشبي أمام البيت..حاملاً في يده كوبٍ من الشاي 
ألقى عليه التحيه ليردف بإستغراب 
—اييه يابابا..ايه اللي مقعد حضرتك برا في السقعه دي 
أشار له سلامه ليجلس بجانبه مردفاً 
—مستنيك يادكتور…انت عارف لانا ولاامك بنام غير إما تيجي…..إدخل أمك تحطلك لقمه وابقى تعالا اقعد معايا هنا شويه…الجو دافي مش سقعه انهارده 
جلس بجانبه ليردف: لاا مليش نفس…أنا بصراحه كنت عاوز حضرتك في موضوع  …
قاطعه والده قائلاً: ايه اللي مضايقك ومخليك مش على بعضك كده…احكي مالك فيك ايه!؟
دهش وائل في البدايه من رد أبيه ليتابع قائلاً
—هو..هو حضرتك عرفت منين إن الموضوع اللي عاوزك فيه مضايقني
أردف سلامه بإقناع: إنت إبني والحاجه اللي تزعلك أنا بحس بيها 
أومأ له وائل ليبدأ في الحديث.. ولكن إستوقفه والده ضاحكاً 
—استنى إما أقولك نكته تفتح نفسك… عشان أنا بخلقتك وتكشيرة وشك اللي تسد النفس دي هتخليني أرمي كوباية الشاي في وشك وأدخل أنام 
ضحك وائل ليردف:  هههه لااا وعلى إيه… إتحفني بنكتك ياحج
أردف سلامه وهو يضحك قبل أن يلقى عليه مزحته ليشاركه وائل الضحك قائلاً: أناا مش عاارف ليه الواحد إما يجي يقول نكته يضحك قبلها بسنه…متخلص يابابا..الله هههههه
وكزه سلامه في كتفه ليردف بغضب مصطنع 
—بس يابنالكلب هقولك أهوو…بيقولك مره سباك نفسه إتسدت غرقت الشقه هههههه ضحك سلامه بشده ليشاركه وائل الضحك..ظلَ اثنتيهم هكذا لدقائق..يضحك الأب الذي يحمل هموم العالم على كتفيه ليجعل إبنه وفلذ كبده يضحك متناسياً ألاامه….حقاً إنه مثالاً للأب الحقيقي…
توقف سلامه عن الضحك ليردف بجديه 
—هاا..احكي يادكتورناا..ماالك بقاا 
تحدث وائل وهو مازال يضحك ليقول 
— عاارف يابابا..نكتك دي بتفكرني بالبت يمنى…وحشتني والله 
أومأ سلامه مؤكداً على كلامه مردفاً
—ووحشتني أنا كمان والله…يلاا ربنا يسعدها..جوزها كلمني من يومين قال إنهم مسافرين المودليف 
أردف وائل بإبتسامه: المالديف قصدك…دي جزيره كده تقدر تقول من أجمل الأماكن على الأرض…مهو سألني يوم فرح باسم على نوع مخدر قوي يغيب لفتره 
عقد سلامه حاجبيه بإستغراب قائلاً: مخدر!! وهو كان عاوز مخدر ليه 
أدرك وائل أن تحدث بدون وعي..أردف سريعاً مصحح كلامه
—ده…ده كان عاوزه لواحد صاحبه يعني بيسأله عليه وهو سألني بما إني دكتور وعارف الأنواع الكويسه وكده 
أومأ له سلامه متفهماً ليقول: اممم….طب خلينا في المهم…قولي بقاا مالك 
إعتدل وائل في جلسته ليردف بجديه: أناا تايه يابابا…أنا بحب….سكت قليلاً..ليتابع…قلبي متشتت…مابين واحده رافضاني وواحده متقبلاني…واحده قعدت خمس سنين أحبها ووعدت نفسي أول ماأتخرج أتجوزها…والتانيه لما بتكلم معاها بحس براحه…حتى هي بحس إنها بتبقا فرحانه لما نتكلم سوا…بس…بس الأولانيه مش راضيه تطلع من بالي…شاغله عقلي وقلبي بطريقه متعبه لياا…مش عارف أركز في شغلي ولا في حياتي..صورتها اربعه وعشرين ساعه مبتفارقنيش…بس..بس مارينا بتنسيهاني شويه 
قاطعه سلامه قائلاً: مارينا دي من إسمها مسيحيه صح!؟
أومأ له وائل متسائلاً: اييوه..في حاجه 
أجابه قائلاً: لااا..أصل عمك سعيد ميشيل اللي بيشتغل معايا في الورشه عنده بنوته صغيره كده في أوله صيدله إسمها مارينا 
إتسعت عيني وائل بذهول ليردف شاهقاً بدهشه 
—ماا..مااهي اسمهاا مااريناا سعيد ميشيل..وفعلاً في أوله صيدله..بتدرب معايا في نفس الصيدليه
ابتسم سلامه ليتابع بدهشه:  والله!!.. ده أبوها راجل محترم وطيب.. هما نااس على قد حالهم زينا كده… دي بقا اللي إنت بتحبها  !؟ 
هزّ رأسه بنفي مردفاً: مش عاارف… مش متأكد من مشااعري.. مهو أنا بحكيلك عشان كده… حاسس إن تايه بجد.. مش عارف أعمل إيه 
أجابه قائلاً: بص يابني… فيه حكمه دايماً كنت أسمعها… بتقول إيه بقاا.. 
الصراع بين العقل و القلب هو المعركة التي تخرج منها في كل الأحوال خاسرا.. إما خاسرا مبادئك او خاسرا سعادتك…. وانت دلوقت والواضح من كلامك.. ان عقلك قابل مارينا وقلبك رافضها.. والبنت اللي بتقول عليها دي… دي انت بتحبها.. بس عقلك مش موافقك… لأن لو عقلك وقلبك مشغولين بيها.. مكانتش مارينا قدرت تنسيهالك في الشويه اللي بتكلمك فيهم… ولاإيه!! 
أومأ له يؤكد على كلامه قائلاً:  صح.. طب والحل!؟ 
استرسل حديثه ليجيب: الحل في ايدك.. محدش هيقدر يفيدك.. لأن مفيش حد بيحس باللي بتمر بيه غيرك.. بس أنصحك متفكرش بزاويه واحده.. حاول توزان بين الأمور.. وياريت لو تنسى البنت اللي انت متعلق بيها دي… طالما رفضتك يبقا تعمل لقلبك وعقلك كرامه وتبعد…. وخلى علاقتك زي ماهي ماشيه مع مارينا كصداقه فقط.. لحد ماتتأكد من مشاعرها نحيتك… والناس بتقول خد اللي يحبك 
أومأ له وائل ليربت سلامه على كتفه وهو يهّم بالدخول قائلاً 
— ربنا يريح قلبك… قووم يلاا كُل لقمه قبل متنام…..
دلّف اثنتيهم للداخل.. ليلقي وائل التحيه على والدته ومن ثَم دخل غرفته الصغيره والمتواضعه ليبدل ثيابه ويستلقي بتعب على فراشه وهو يتنهّد بحيره قائلاً 
—القلب ده أكتر عضو يوجع صحبه.. وبردوا العضو الوحيد اللي منقدرش نعيش من غيره….
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهو يزفر بضيق، ليقوم بضبط ساعته على ميعاد استيقاظه…. وضع الهاتف على الكومود ليستعد للنوم رغماً عن عقله وقلبه اللذان أنهكانه من كثرة التفكير…. والكثير منكم يعرف ذلك الشعور جيداً.. فالجميع مرّ به…. 
أغلق عينيه بشده وأخذ يتلو بعض آيات من القرأن الكريم حتى يستطيع النوم… لحظات وسمع صوت طرقات على باب غرفته.. ليسمح للطارق بالدخول، فإذا بوالدته تحمل بيديها صينيه الطعام وتبتسم له بحنانٍ لتردف 
—قووم يلاا ياحبيبي.. متنامشي كده على لحم بطنك.. قوم كُلك لقمه… 
كادّ أن يرفض ولكن أومأ لها وأخذ منها الطعام حتى لايشعرها بالحزن…… إستندَ على وسادته ليبدأ في أكل القليل فقط… وقبل أن يدخل الطعام معدته… رنّ هاتفه 
امتدت يداه ليرى من المتصل في هذه الساعه المتأخره بعض الشئ.. فإذا بـ مارينـا… عقد حاجبيه بإستغراب، فهي لم يسبق لها وأن هاتفته ليلاً… 
أجاب عليها قائلاً 
—الوو… ايوه يامارينا…. سمع صوت بكائها وهي تقول من بين شهقاتها 
—وائل… بابا تعب جامد ومفيش حد معانا غير أنا وماما.. ومش عارفين نتصرف.. أرجووك تعالا بسرعه 
اغلق هاتفه بعد أن قامَ بتهدئتها وإخبارها بأنه سيأتي حالاً
لمحه والده وهو يخرج مهرولاً بملابس البيت… استوقفه قائلاً 
—في اييه يااوائل!!! 
أجابه وهو يفتح الباب ليتجه لسيارته 
—أبو مارينا تعب فجأه ومفيش حد معاهم 
قامّ والده وهو يتبعه للخارج قائلاً 
—لاحول ولاقوة الابالله… طب استنى انا جااي معاك 
لم يجيبه فالوقت لايسمح بالجدال… قادّ وائل سيارته متجهاً لبيت مارينـا ووالده بجانبه يدعو الله أن يكون صديقه بخير… 
في منتصف الطريق، رنّ هاتف وائل ثانيةً، ظنّ أنها مارينا ولكن ماإن نظر في الهاتف، تفاجأ بـ دنيا!! 
اغلق عليها، فهو الأن في مزاجٍ لا يسمح فيه بالتحدث في ذلك الموضوع الذي يسبب لقلبه الحزن…. ولكن هي لم تتصل عليه منذ أخر مكالمه لهم… إذا لما تريد أن تحادثه!! 
أعاد الهاتف بالإضاءه بإسمها ثانيةً، فحثه والده أن يجيب… عسى أن يكون هناك أمر ما….. أجاب عليها قائلاً ببرود
—نعم……ثواني واتسعت عينيه بذهول فقد أتاه صوت رجل غليظ يردف قائلاً
—الحته بتاعتك معانا…!!!!!!! 
******
ما أصعب تلك اللحظات التي نتذكّر فيها غائب بالجسّد لكنه حاضر بالروح هي لحظات حنين مؤلمة تذكرنا الاشياء الجميلة التي عشناها سوياً قبل الرحيل…رؤيه المقابر من بعيد تشعرك بالرهبه والخوف بعض الشئ…فماذا اذا وقفت أمام قبر شخص عزيز عليك!؟…لن تشعر بالحزن أو الرهبه…شعورٌ واحدٌ فقط سينتابك…الفقد…ستشعر أنك تفتقد عضو من جسدك..عضو لك بداخل مكان موحش مظلم يتحول لعظام..وباقي اعضائك مازال الدم يسري بها…شعور اسوأ من أن يكون مؤلم..بل هو أشد وأبعد من الحزن بمرااحل…
أنهت تلاوة سورة يس وهي تحاول جاهده ألا تبكي…ولكن..ولكن فشلت..ورغماً عنها..ذرفت الدموع حرهاا…أجهشت بالبكاء وهو واقف ورائها يحيط كتفيها بذراعيه يحثها على الصمود…. 
أردفت ببكاء وهي مازالت واقفه أمام قبر والدها قائله
—اطمن يابابا… اطمن ياحبيبي… ربنا مبينساش عبده… متقلقش عليا.. أنا معايا راجل عوضني عن كل حاجه… أنا عارفه إنك مش هتتعوض يابابا… بس باسم يتمنالي الرضا ارضى… ارتاح في تُربتك ياحبيبي… بنتك معاها اللي يقدر يحميها ويخاف عليها ويحبها…. عاارف يابابا… أنا بشوفك في باسم… من حنيته علياا وإحتوائه ودلعه وحبه ليا…
قاطعها باسم ليدير وجهها إليه قائلاً
—كفاياا عيااط… مسح دموعها ليتابع بحُب…. دموعك دي غاليه علياا أووي… ربنا يقدرني وأنسيكي أي حاجه تعبتك…. رفع يديها إليه ليُقبلها بحنان مردفاً 
—نمشي بقاا !؟ 
أومأت له بنصف إبتسامه ليحتضن يداها بيديه متجهاً نحو سيارته… فتح لها باب السياره لتركب بالمقعد الأمامي بجانبه… أما هو ركب في مقعد القياده…. وقبل أن يحرك سيارته… إلتفت لها ليجد الدموع مازالت متعلقه بأهدابها…. إمتدت أصابعه ليمسح لها دموعها… نظرت له مطولاً… تعلقت أعينهم ببعض لوهله… ليقترب منها ببطئ دون ان يرتد طرف عينه عنها… طبع عدة قُبلات رقيقه على جفنها… ليبتعد وهو يردف بمرح قائلاً 
—بيقولوا إن الدموع طعمها ملح… أمال إنتي دموعك طعمها عسل ليه 
ضحكت بخفه.. فـ باسم يمتلك حس فكاهي تتمناه جميع الفتيات… ودائماً ما ينجح في إضحاكها….. 
رفع ذقنها الصغير إليه ليغوص في خُضرة عينيها قائلاً 
—تعرفي أنا مبحبش اللي عينيهم ملونه… بس أول مره أعرف إن العيون الخضره جميله كده… سحرتيني يانوري 
عادّ خداها للتورد لتنظر بعيداً من زجاج السياره … فدائماً مايجذبه حُمرة خداها… لينزل على شفتيها دون أن تنتبه هي لحركته السريعه… طبع قُبله طويله على شفتيها.. باتت رقيقه وكأنها تحمل جميع مشاعر الحب التي يشعر بها…رغم تفاجأها بذلك.. لكن لم تبتعد عنه كما تفعل في كل مره يُقبلها فيها..أو لم تشعر بالخجل…كانت بحاجه لذلك…فقُبلتهُ كفيله لتجعلها تشعر بالإطمئنان…بالحُب..بمشاعر باتت جميله ومختلفه عن كل مره يقترب منها…بادلته قُبلته برقه أكبر…لتحيط ذقنه بكف يديها الرقيق وهو مستمر في تقبيلها…. ابتعد عنها بعد دقائق.. ليلمس شفتاها التي باتت ورديه من قُبلته… طبع قُبله أخرى على جبينها… ابتسم لها بحُب وهو يعتدل ليحرك سيارته قائلاً 
—هااا… تحبي نرووح فين 
سألته قائله: هو.. هو انت مش هتزور باباك 
هزّ رأسه بالنفي..فهو لم يُرد أن يزيد عليها اوجاعها..رؤيه المقابر تجعلها تبكي بشده..وهو لايحب أن يراها تبكي..قلبه يتمزق عندما يعجز عن إيقاف دموعها.. أجاب وقد حرك سيارته بالفعل 
—يوم تاني بقاا… بقولك ايه.. متيجي نروح حديقة الحيوان… 
عقدت حاجبيها بإستغراب لتردف ضاحكه
—اشمعنا حديقة الحيوان!! 
أردف قائلاً  بمرح 
—القرده اللي هناك بتفكرني بنفسي وأنا صغير
ضحكت برقه وهي تنتبه لحديثه ليتابع هو بضحك قائلاً 
—كنت أشقى طفل في العالم… كل البلاوي اللي ممكن تتخيليها كنت بعملها.. وعمر أخويا كان بيضطر يداري عليا.. عشان بابا ميضربنيش… عمر من النوع الجد شويه.. بمعنى أصح قفل كده.. لا كان ليه في اللعب ولا الهزار ولا الكلام ده… كنت أقول لبابا إن رايح النادي يقول لعمر روح مع أخوك… عشان عارف إن لو عملت مشكله.. عمر هيعرف يحلها… فكنت اروح ألعب كوره… وعمر يقعد في جنب يزاكر… الساعه اللي كنت بلعب فيها.. كان هو ممكن يحفظله كتاب من الجلده للجلده في الساعه دي… بعد ماأبويا مات الله يرحمه… كنت ساعتها في تالته ثانوي وعمر في تانيه هندسه… كان هو الأب بالنسبالي… كان دايماً لما أعمل مشكلة أو أتخانق مع حد.. وانضرب في الخناقه… كان اللي بيضربني ده لما يعرف إن عمر الرفاعي يبقا أخويا.. بيبقا هيموت من الرعب.. عمر لو لحد لمس حد من طرفه أو حاجه تخصه.. ممكن يخليه يحفر قبره بإيده… ولما نروح الڤيلا بعد الخناقه كان يمسكني يديني علقه تمام… ضحك بشده لتشاركه نور الضحك.. ليتابع هو… ويفضل يقولي لو مامشيتش مزبوط هحبسك مع إخواتك… ههههه.. أقوله إخواتي مين… يقولي القرود اللي في حديقة الحيوان…. ههههه… ومن ساعتها وأنا حاسس فعلا إنهم شبهي… هههههه 
ضحكت نور عليه بشده وهي تقول
—بس إنت مش باين عليك إنك شقي 
نظر لها بخبث ليردف قائلاً وهو يغمز لها
—متأكده!!
عاّ خداها للتورد بشده.. ليضحك هو على خجلها الزائد منه عندما يذكر لها مثل هذه الأشياء…….. أردف قائلاً  بعد لحظات وهو يوقف سيارته عند تلك الحديقه الضخمه
—وصلنااا… يااه يااخوااتي وحشووني اووي 
ضحكت نور عليه ليشاركها الضحك وهو يهّم بالنزول من السياره ليفتح لها… لتنزل هي وهو يمد يده إليها يساعدها في النزول بحركه مضحكه قائلاً 
—شرفتي ياحرم المتر.. يلاا عشان تتعرفي على إخوات جوزك
تشبثت في يديه ليقوم هو بقفل سيارته بالجهاز الألي الصغير الذي يحتوي على مفاتيح السياره… ثم يتجهوا سوياً لداخل الحديقه… ليحيه أحد الحراس على البوابه الكبيره ممازحاً اياه وهو يقول
—اهلااا… بااسم بيه… فينك من زماان… ده اخواتك هيموتوا عليك
ضحك باسم بشده وهو يلقي عليه التحيه ليدلف بالداخل ممسكاً بيده نور… كل من يعمل بالحديقه يعرف باسم جيداً.. فمنذ أن كان صغيراً وهو يأتي للحديقه ويقف أمام قفص القرود الكبير ويبدأ بمداعبتهم وهو يلقي لهم الفول السوداني والموز.. لذا أصبح الجميع يمازحه مثلما فعل الحارس… 
استوقفته نور قائله: أنا عطشاانه 
أومأ لها بمرح وهو يتجه للماركت الكبير في الحديقه قائلاً 
—عنيا حااضر….
أوقفه بعيداً عنه قليلاً بسبب وجود الكثير من الشباب أمام الماركت 
إشترى لها زجاجة ماء بالإضافه للشيبس و الكثير من الشوكولا فهو يعلم جيداً مدى عشقها لهذه الأشياء 
كانت واقفه تتأمله بحُب.. يحاول جاهداً أن ينسيها العذاب الذي مرّت به…. لتتذوق معه حلاوة السعاده وكأنها تُولد من جديد… في عالم العشق والحب الخاص بهم والذي لن ينتهي 
…. أو…. أو ربما يسلك قدرهم طريقاً أخر!!…. لا أحد يعلم ماذا تخفيه الأيام…. 
لحظات وقاطع تأملها لزوجها وبطلها… أحد الشباب الطائش وهو يقترب ليحتك بها قائلاً  بنظرات مبتذله 
—القمر واقف لوحده ليه..عيونك دي ولا لانس……………
لم يكّد يكمل الجمله…ووجد من ينقض عليه كالأسد..ليكيل له بااسم اللكمات دون أن يتفوه بكلمةً واحده…بينما الأخر يصرخ تحت يديه يتوسل أن يتركه…..ارتجف جسد نور من الخوف عندما رأت أصدقاء هذا الشباب الذي من المحتمل أن تخرج روحه في يد ذلك الذي تحول لوحش..عندما رأى أحد يقترب من ممتلكاته…..إلتف الناس حول باسم..حتى إن رجال الأمن الذين يعملون بالحديقه..لم يستطيعوا إفلات هذا الشاب الذي اصبح شبه ميت من يد باسم ..وقف الجميع بقلة حيله يشاهدون هذا الثور وهو يفتك بذاك الذي تحول وجه لبركة دماء….
ما إن اقترب منه أصدقاء الشاب…حتى انتبه اليهم باسم..وقبل أن يقتربوا منه..جذب صديقهم من لياقة قميصه كالمجرمين وقد فقد الوعي تماماً..ليلقي به في وجههم قائلاً بصوت هادئ به نبرة تهديد ارعبتهم 
—شيلوا الزباله ده من قدامي حالاً بدل مااخلص عليكم معاه
أخافتهم نبرة تهديده..فما كان منهم الا أن يحملوا ذلك الذي اغشى عليه…ليفروا من نظراته القاتله نحوهم..
قام رجال الأمن بفض الناس من حولهم..وقدموا اعتذارهم لباسم…أومأ لهم ببرود..ثم جذب نور من يديها..ليتجه بهاا نحور قفص القرود قائلاً بمرح
—اعرفك بااخواتي 
تأملته للحظات بدهشه ثم ادارت وجهها تشاهد القرود وهم يلعبوا كصغار البشر تماماً…لتردف في نفسها قائله
—ازااي بيقدر يتحول في ثانيه كده..من شويه كان هيموت الراجل في ايده..ودلوقت بيضحك ولاأكن حاجه حصلت!!
ألقى عليها نظره سريعاً.. كأنه يقرأ مايدور في عقلها…أحاط كتفها بذراعيه ليردف قائلاً
—مش عاوزك تخافي من حاجه طول منا معاكي..فهمتي 
نظرت له بحُب قائله: معرفتش معنى الأمان غير معاك ياباسم 
ضغط على كتفيها برقه كتعبيراً عن الإحتواء….رنّ هاتفه بعد لحظات……دهش من اسم المتصل…ليقول بدهشه وتعجب
— حسن الرماح!!
ابتعد عن نور قليلاً ومازالت أنظاره متعلقه بها حتى لايحدث مثلما حدث منذ قليل..فكانت على مايبدو أنها أجمل فتاه في الحديقه…بل إنها لو شاركت في مسابقات أجمل إمرأه في العالم…من المؤكد أنها ستنال اللقب بجداره……أجاب على المتصل..ليردف قائلاً 
—الباشا الكبير..اخبارك 
اجابه بنبره قلقه يشوبها الخجل بعض الشئ
—عاوزك تجيلي المكتب ضروري ياباسم 
أردف باسم بقلق 
—خير..في ايه!!
أجابه قبل أن يغلق الهاتف
—تعال بس..وهعرفك كل حاجه 
اغلق معه الهاتف وهو يقول لنفسه بإستغراب 
—ده بقاله شهرين مكلمنيش…ياترا فيه ايه!!؟
*********
لا تَلوميني فعندما زاد حبي لك، جعلني أغار حتى من نفسي عليك..لا تلوميني عندما أغضب اذا ابتسم لك أحداً غيري..فأنتي أصبحتي إدمان لي..خُلقتي لي فقط..أنا وحدي من يستحق أن يلمسك..يتأمل ملامح وجههك الملائكي..أنا وحدي من يستحق أن تبتسمي له…ولكن إذا نظرتي لرجل غيري..فلا تلوميني عندما أغضب..لاتلوميني عندما أجعل كل شئ حطاماً من الغضب…أناا اغاار ياصغيرتي..أغار وغيرتي تفوق الحدود..أغاار وعندما اغاار..أغضب كثيراً…
جذبها من ذراعيه ورائه بعد أن نزل من المركب وهي تتبعه بمرح لا تأبه لغضبه…دلف لمنزله ليغلق الباب سريعاً بغضب شديد..ويلقي بها بعيداً..لتسقط على السرير وهي مازالت ترتسم على وجهها تلك الإبتسامه البلهااء،التي ارتسمت على وجهها منذ أن رأت نسليهان وقادير..وكأنها لاتستوعب بعد أنها رأتهم أمامها….
خلعت وشاحها لينسدل شعرها الثقيل ببراعه أسفل خصرها وهي مازالت تضحك كالحمقاء لا يهمها نظراته المتصوبه تجاهها بغضب شديد 
سمعت صوته يتنفس بشده وغضب وكأنه يحاول جاهداً أن يتحكم في نفسه..حتى لايتغابى عليها مثلما فعل سابقاً 
قامت من السرير..لتمرّ أمامه بكل برود وهي تكتم الضحك بصعوبه…لتتجه نحو خزانة ملابسها..بدلت ملابسها بـ سلبوت من الچينز..تحته حمالة الصدر فقط..لتبرز السلبوت منحنيات جسدها ببراعه..كأنها أوتاار تحتاج لعازف ماهر….رفعت شعرها الطويل بمشبك رأس..ليصبح واصل لبعد كتفها بقليل..وضعت القليل من الروچ الأحمر القاتم…لتبرم شفتيها حتى يتساوى اللون..فتبرز غمازاتها عندما تقوم هي بإبرام شفتاها الممتلئه والصغيره في نفس الوقت…كانت تراقب طيفه من المرآه وهو يجلس على الأريكه ورائها..ينفث سيجارته بغضب واضح عليه….كتمت الضحك بصعوبه…فهي تعلم كم يغار عليها..وقد أوصلته هي لأعلى مراحل غضبه..عندما أبدت أنها لم تهتم لغضبه وكأنها لم تفعل شئ….
اتجهت نحو الفراش لترفع الغطاء وتنزل تحته وهي تدير له ظهرها وتقول بنبره ضاحكه رغماً عنها
—تصبح على خير..
كزّ على أسنانه بغيظ..ليلقي بالسيجاره تحت قدميه..وهو يطفأها بكل غضب….اتجه نحوها..ليزيل الغطاء عنها بعصبيه..قائلاً بحده وغضب واضح في نبرات صوته 
—قووومي…
أغمضت عيناها بشده..وكتمت الضحك بصعوبه..لتقول ببرود
—اقووم اعمل اييه 
صررخ بهاا وقد فقد السيطره على نفسه 
—لييييه…انتي فااااكره ياااروووح امممك..اني هسييبك تنااامي بالساااهل كده بعد عملتك دي 
نظرت له بتحدي وجرأه..لأول مره يصرخ بها ولا تأبه لصراخه
ضربته في صدره حتى يبتعد عن السرير..لتستطيع الوقوف أمامه….عقدت يديها على صدرها بتحدي..لتقع احدى حبال حمالة الصدر دون وعي منها…انتبه هو لذلك..ابتلع ريقه بصعوبه..حتى لا يضعف أمام جمالها القاتل 
اردفت بتحدي قائله 
— في اييه…متعصب لييه!!….. انزلت يديها عن صدرها ليتضح أكثر،لم تعي هي بذلك…تابعت قائله لتستفزه 
—اناا فعلاا رووح ماامي..اماال هكون روح مين يعني 
أدار وجه سريعاً عن جسدها وهو يمسح على وجه ويزفر بضيق..للحظه كان سيجذبها لفراشه ليثبت أنها ملكه هو فقط…ولكن عليه أن يصمد..حتى يؤدب تلك المتمرده العنيده..التي امتلكت قلبه وعقله وأربكت كيانه..
عادّ لحدته ليصرخ بها قائلاً وقد تحولت عيناه العسليتان للصقر ثانيةً عندما يغضب
—بت انتي…متجننيييش…انتي عاااوزه تتصووري مع رااجل غريب..واناا اقف واتفررج عاادي كده…ليييه حد قاالك ان اسمي ناااديه ياارووح امممك…ولااا يكوونش يابت.طلعلي قروون واناا معررفش 
أردفت بمرح قائله: لاا اسمك سوسن هقهقهق 
صرخ بهااا بشده ويبدو انه فقد صواابه حقاا
—ينعلللل…….متركبنييييش العفااااارييت…واقسممم بالله..اقتللك يايمناااه 
نظرت في عينيه بجرأه وتحدي لتردف قائلة 
—اعملهاا…اقتلني يااعمر 
تنفس بصعوبه وهو يطيح بكل شئ بغرفة النوم….انزل شاشة التلفااز من على الحائط ليلقي بها بشده على الارض..لتنكسر لنصفين…ركل الأريكه اماامها والمنضده لتنقلب مصدره صوتاً عالياً…ظل يكسر في الأشياء حولها وهو يتنفس بصعوبه…تسلل الخوف لجسدها رويدا وهي تراه يجعل كل شئ حطاماً في الغرفه….كان ينفث غضبه في تكسير الأشياء حتى لا يفقد اعصابه ويضربها هي..فقد وعدها الاا يؤذيها..ويجب ان ينفذ وعده..اذاا فليجعل هذا المنزل محطما ويدمره كما يشااء…..
عادّ ليقف امامها ولكن بعيداً وهو ينظر لها نظرات ارعبتها…اصبحت عضلات بطنه وصدره وذراعيه بارزه من القميص من شدة غضبه وانفعاله…..امتلأت عينيها بالدموع خوفاً من أن يضربها مثلما حدث سابقاً…ارتبكت وخافت اكثر من نظراته المتصلبه تجاهها…كالثعبان عندما يترقب فريسته للهجوم عليهاا………..خيم الصمت على الغرفه الواسعه بأكملها..فقط صوت تنفسه الغاضب يكاد يخترق أذنيها….بدون وعي منهاا..اقتربت نحوه بخطواتٍ مرتبكه خائفه من ذاك الذي صارت عينيه كالصقر تماماً….
وقفت امامه كالعاده تكاد لاتصل لكتفه…رفعت وجهها اليه لتقابل عينيه المرعبه تجاهها….وضعت رأسها على صدره وهي مازالت خائفه بشده…لفت يداها حوله لتحضنه اكثر..لم تصل أكفف يداها لبعض بسبب ظهره الصلب والعريض….دفنت رأسها في صدره بشده..تحديداً عند قلبه..تكاد نبضات قلبه تصم أذنيها……تفاجأ هو من ردة فعلهاا واحتضانه المفاجأ له…دائماً ماتهرب من أمامه..اذا غضب..لأول مره تلقي نفسها بين ذراعيه..رغم أنه في قمة غضبه ومن الطبيعي ان تهرب أو تختبأ من الخوف…ولكن…ولكن وجودها بين ذراعيه..على صدره..فذلك يعني..أنها لا تشعر بالأمان الا معه..نعم تخاف منه وأيضاً تخاف البعد عنه….أخفض بصره اسفل ليجدها قد استكانت على قلبه…شعور عظيم..كأن يخافك احدهم ولكن لايشعر بالأمان الا بوجودك…تماماً كما تروض الام ابنها..وتخاف عليه من شكة ابره..!!
بعد لحظات بدأت تشعر أن دقات قلبه بدأت بالإتتظام..اما هو فقد أرخى عضلات جسده حتى يمنحها الشعور بالسكينه..
رفعت وجهها اليه لتردف بخوف قائلة 
—متضربنيش..اناا خايفه منك ياعمر 
نظر لها ببرود قائلاً وقد عاد لحدته: لاا متخاافيش..انا وعدتك ان مش همد ايدي عليكي تاني 
شعرت انه لم يهدأ بعد..اذا..لم يجدِ العناق نفعاً..فهناك حيله اكبر للتهدئه وامتصاص الغضب..ألا وهي القُبله  !!
وقفت على أطراف اصابعها حتى تستطيع ان تصل لشفتيه..فلم تعرف..ماكان بها الاا أن تقف على قدمه..لتحيط وجه الوسيم الغاضب بيديها..ثم تطبع على شفتيه عدة قُبلات رقيقه..لتمنحه الهدوء قليلاً..تأملت ملامحه..أدركت أنه بدأ يعود لطبيعته ولكن مازال غاضباً…طبعت على شفتيه قُبله أخرى ولكن باتت طويله..رغم حاجتها للتنفس،لكن بداخلها اقسمت الاا تبتعد إلا إذا شعرت بأنه يريد ذلك…
ظلت تُقبله بشده..حتى رضخ أخيراً وتحول الأسد لشبل صغير..لتستطيع هي ببراعه أن تمتص غضبه بتلك القُبله التي تعتبر أول قُبله لهم تتعد الخمسة عشر دقيقه…ابتعدت عنه لتتنفس بصعوبه..رغم أنه لم يبادلها قُبلته..ولكن لا بأس..المهم أنه هدأ قليلاً….. تأملت ملامح وجه وهي تتحسس ذقنه برقه قائله 
—انا اسفه… انا فعلاً  غلطت.. بس غصب عني والله.. مش في نيتي حاجه.. دول مجرد ممثلين مش اكتر 
تحدث أخيراً  بصوت هادئ قائلاً وهو يميل ليحملها على خصره
— عيونك دي مش عاوزها تلمح راجل غيري..فااهمه يانبض الفؤاد 
تبسمت بمرح..فهو ناداها بإسمه الذي يخصه هو فقط…إذاً فلم يعد غاضباً منها…..تأملت الغرفه حولها وهي تقول بإعجاب ودهشه 
—بس انت طلعت جامد اووي..الأوضه مبقتش اووضه هههههه..بس عاارف احسن حاجه انك طلعت غضبك وخلاص 
عادت لتنظر له فوجدته يتأمل كل إنش بوجهها لينزل بعينيه التي تفترسها كالذئب نحو رقبتها البيضاء وصدرها الذي ظهر نصفه إثر وقوع حمالاتها…تابعت نظره..فاانتبهت أخيراً لما هي عليه…شهقت بخجل…وقبل أن تتفوه بكلمه..كان قد التهم شفتاها بإحدى قُبلاته القويه تجاهها….أصبحت لا تخجل منه..هو زوجها وحبيبها…هي ملكه..تخصه هو فقط..تزوجها أمام الله ليصبح كل إنش في جسدها يخصه هو فقط……سار بها تجاه فِراشه وهي مازالت على خصره…لم تستطيع أن تبادله قُبلته…لم يدع لها مجالاً لذلك…كان كالأسد الذي تم حبسه منذ فتره ولم يتناول اي طعام..وعندما قُدم له قطعت لحم صغيره..افترسها بكل ماأوتي من قوه…….
شعرت بشفتاها تكاد تنزف الدماء إثر قُبلته القويه والمشتاقه لها…لم يكن بيدها حيله….أنزلها على الفراش وهو يقبض على يديها بكل قوته…..ليفرض عليها سيطرته الرجوليه…ليعترفاا أخيراً أن كلاهماا خسرا التحدي……أي تحدي لعينٍ هذا يبعد رجل عن زوجته وعشقه…أي تحدي لعينٍ هذا يبعد المرأه عن سيدها وحبيبها!!…إذا فليذهب كل شئ للجحيم…وليبحر الإثنين في بحر حبهما.. الذي ولن ينتهي..إلا أن يفنى كلاهما
!
…..
ليله طويله مرّت على كلاهما ليرتوي بحر عشقهم من جديد
…ابتعد عنها أخيراً بصعوبه وهو يرجع خصلات شعره الناعمه للوراء….نظر إليها بوجدها قد غطت وجهها بشعرها الطويل….أزاحه عنها ليهمس بجانب أذنيها بمرح
—أخباار التحدي ايه…ههههه ضحك بشده..مما جعلها تعود لعنادها الذي بات يعشقه كثيراً…وكزته في صدره بغضب وهي تقول 
—بس يامهزق…انت اللي خسرت 
قهقهـ بصوت عالي..فدائماً مايطربها صوت ضحكاته الرجوليه
استند بظهره على الوساده ليجذبها معه وهو يبعث في شعرها بمرح قائلاً 
— مهزق!! ينهااار اسسود ههههه بقاا اناا يتقاالي يامهزق…اقسم بالله مافي حد اتجرأ وقلهاالي يادبش يأم لسان انتي 
رمقته بأعين ناريه قائله 
—هو اناا حد!!
ضحك وهو يميل ليُقبل جبينها قائلاً 
—لاا ياحبيبتي..انتي الدبش اللي خطفت قلبي..
عاادت لتنام على صدره وهي تقول بمرح
—اعمل حسابك انك هتخرجني بكره اليوم كله 
نظر لها بنصف عين ليردف بخبث قائلاً 
— النهاار ليكي والليل لياا..عشان الظلم حرام 
إستندت بكوعها على صدره لتردف بمرح 
—اممم اجل ياسيدي…قولي بقاا انت تعرف تركي منين 
اردف قائلاً بغرور وهو يمشي اصابعه على ظهرها ويديها 
—تدفعي كاام واقولك 
أجابته بغيظ: معنديش حاجه ادهاالك..اخلص قوول 
ضحك عليها ليردف قائلاً 
—لما بابا مات الله يرحمه..كنت في تانيه هندسه…واحنا عندنا كذا فرع في دول برا تبع الشركه..فااضطريت أسافر في الاجازه كل دول اشوف الشركه ماشيه ازاي وكده..وكل بلد كنت اروحها كان لازم اتعلم لغتها عشان اتعامل مع العملاء وكده..منهم تركيا..بس مرحتهاش من زمان..عمي أنور اشترى الفرع وبقا بيديره هو….
سألته بإنبهار قائله 
—يعني انت معاك كام لغه 
اجاب بغرور وهو يجذبها من شعرها ليُقبلها ثانيةً 
—كتشيير متعدش ياجيمي 
 ابتعدت عنه لتردف  ضاحكه  من طريقه كلامه التي باتت تشبهها كثيراً…نعم..فعندما تعشق أحداً..تبدأ في تقليده 
— تعرف..أنا مسمياك على موبايلي أوزكيم(Aşkim)
ضحك بخفه ليصحح لها قائلاً 
— أشكيم..أشكيم ياحبيبيتي..مش أوزكيم….أوزكيم ايه هو دوا كحه 
وكزته في صدره بغيظ لتقول 
—هتلاقي مش عارف غير كلمتين وبتتشطر عليا بيهم 
أجابها ضاحكاً 
—طب معناها ايه أشكيم 
ارجعت خصلات شعرها للوراء لتردف بغرور قائله 
—حبي…
جذبها اليه ثانية ليحيط وجهها بيديه قائلاً
—انتي اللي حبي….عاد لإلتهام شفتاه ولكن كانت قُبلته رقيقه عن ذي قبل…فيبدوا أن شفتاها تأثرت بقُبلته القويه منذ قليل وظهر عليها بعض الندوب…..
ابتعدت عنه للتثائب وقد ظهر عليها النُعاس قائله
—عااوزه اناام 
عدّل من شعرها ليرجعه ورائها..واستغنى هو عن وسادته لينزل برأسه على الوساده المنخفضه قليلاً..ومن ثَم جذبها بلطف..لتنام على ذراعيه وهو يمسّد على شعرها بحنان..ليمنحها الشعور بالراحه كي تنام….لم تمّر دقائق وبالفعل غطت في ثُبات عميق…
أما هو ظل يتأمل ملامحها الملائكيه وهي نائمه…كم تبدو كالاطفال وهي نائمه…لا عناد ولا تمرد…كأنها طفل تماماً…
….كادّ أن ينام هو الاخر..لينتبه لصوت الإشعار الصادر من هاتفه..
أخذ هاتفه من الكومود بجانبه..ليفتحه…فكان الإشعار صادر من الواتساب….فتح الرساله.فكانت من رقم مجهول..
لحظات مرّت عليه وهو في صدمع كامله….. اتسعت عينيه بذهول وهو يحدق بالصور التي أرسلت له…!!!!
*****
في ڤيلا المقدم حمزه الشافعي 
…. 
وصلا للڤيلا.. لينزل هو من سيارته ثم يعود للباب الأخر لينحني على صغيرته… ليحملها متجهاً للداخل… فقد غلبها النُعاس ونامت في السياره… صعد بهاا على الدرج.. ليدلف لغرفتهما ويضعها على الفراش.. كما يوضع الرضيع حتى لا تستيقظ… نزع عنها حذائها.. ومن ثَم قام بتغطيتها جيداً.. فالجو كان بارداً تلك الليله.. برغم أنها ترتدي معطف ثقيل.. إلا أن جسمها الصغير يحتاج للكثير من الدفء… صعد بجانبها على الفراش.. ليحيطها برفق ويضمها اليه حتى تدفأ جيداً… 
امسك يداها الصغيره ليُقبلها.. فوجدها بارده بشده… قرب يديها نحو فمه.. ظل يطبع عليها القُبلات الرقيقه.. حتى بدأت تدفأ قليلاً… جذبت يداها منه بحركه لاإراديه وهي تتململ على ذراعيه… فتحت عينيها ببطئ.. لتجد ظل اسود امامها.. فقد كانت راسها اسفل رقبته وكان يرتدي قميصاً أسود.. فعندما فتحت عينيها قابلت لون قميصه.. فكانت الرؤيه شبيها بالإنعدام قليلاً… وصلها رائحة عطره الرجول الجذاب.. فدفنت رأسها في صدره أكثر قائله بصوت شبه نائم
—حمزززه 
أجابها بنبره هادئه وهو ويشددّ من إحتضانه لها 
—نعم ياطفلتي
رفعت وجهها له لتقول وعينيها تُغلق رغماً  عنها 
—انت ازااي تنام من غير ماتحكيلي حدوته 
ضحك بخفه وهو يُقبل أنفها الصغير قائلاً 
—احكيلك ازااي ياقمري وانتي نايمه 
حاولت جاهده أن تفتح عينيها لتردف قائله 
—يلاا اناا صاحيه اهوو.. احكيلي بقاا 
لم يُرد أن يجادلها.. منذ متى وهو يرفض لصغيرته وزوجته طلب….. ابتعدت عنه لتجعله ينام على ظهره.. لم تكن تدري ماتفعله.. فهي كانت شبه نائمه.. اصطنع أنه يعتدل مع حركة يداها.. ليعتدل هو تلقاء نفسه.. لتستطيع هي أن تضع نصف جسدها الصغير على صدره والنصف الاخر على الفراش… رغماً عنها كشفت الغطاء.. فعاد ليرفعه عليها ويغطيها جيداً.. حتى لاتشعر بالبروده هي وطفلتها… فكلاهما يحتاجان لرعاايه أبويه تامه… 
بدأ في سرد حدوته الطفوليه ككل يوم.. فأصبح مؤخراً يحفظ حكايات الأطفال عندما يجد وقت فراغ في القسم.. حتى لايحزن صغيرته اذا لم يستطيع أن يحكي لها شئ 
—كاان يامكاان…… استوقفته قائله 
—خليها طويله شويه عشان أيلا 
عقد حاجبيه بإستغراب متسائلاً:  آيلاا مين!! 
أجابت بمرح وقد رحل النوم عنها 
—بنوتتنا… هنسميها آيلا 
سألها بنفس نبرة صوتها المرحه قائلا 
—ومعناه ايه بقا الاسم ده يابنوتي 
رفعت رأسها من على صدره لتستند بكوعها عليه قائله 
—يعني ضوء القمر.. هو اسم ايرلندي
جذبها من خدودها برقه ليُقبلها بلطف قائلا 
—ماطبيعي قمر هيخلف قمر…. قبلته قُبله سريعه.. لتضع يدها سريعاً على بطنها قائله بفرح 
—اتحركت.. شكلهاا عارفه اننا بنتكلم عليهاا هههه 
شاركها حمزه الضحك.. ليبتعد عنها بلطف.. وينزل على بطنها حتى يستطيع أن يشعر بركلات ابنتهما… وضع رأسه على بطنها برقه حتى لايُتعبها… استطاع بالفعل أن يشعر بركلاتها الرقيقه داخل رحم زوجته… نظر لـ ريناد بفرح.. وهو يعود ليعتدل في نومته ويجذبها على صدره ثانيةً قائلاً 
—بتتعبك!!
أجابته وهي تعيد إغلاق عينيها 
—يعني..بس اول مره أحب شعور التعب…كفايا عليا إن شايله حاجه منك جواياا 
لم يستطيع أن يتمالك نفسه من كلماتها العاشقه… رفعها إليه لتصبح في مستوى رأسه.. قبُلها قُبله رقيقه طويله حتى لا يجعلها تشعر بالتعب أكثر إذا فقد السيطره على نفسه وسلك معه طريقاً أخر…. 
أحاطت رقبته بيديها وهي تعيد دفن رأسها تحت رقبته قائله
—يلاا احكيلي الحدوته.. 
اغمض عينيه يتذكر ماحفظه صباحاً من قصص الأطفال.. ليتذكر تلك الحكايه التي تحكي عن الذئب….بدأ في سرد حكايته وهو يمسّد على شعرها بحنان..
كان يا ما كان في احدى القرى البعيدة ، القريبة من الغابة كان هناك ذئب جعان، لم يذق طعم اللحم منذ أيام ويشعر بالجوع الشديد ، فضل يدور في الغابة عن حيوان يأكله لكنه كان حاسس بالتعب.. فمعرفش يصطاد أي حيوان  ، فذهب للقرية لعله يجد بعض الطعام ليسد به جوعه ، وهناك شاف كلب سمين جدا وكان سعيد جدا وكان يجلس ويحرس منزل صاحبة .
فكر الذئب بالهجوم على الكلب والتهامه ولكن الكلب كان سمين جدا وضخم ، فخاف الذئب من الانقضاض ، اقترب منه وقال له صباح الخير ايها الكلب الوسيم ، فما اروعك كلب سمين وجميل ، لابد إنك تأكل كثير جدا و……….
كادّ أن يكمل ولكن وجدها قد نامت ويبدو أنها نامت منذ ان بدا يسرد لها الحكاايه….
رفعها على ذراعه بلطف..ليُقبل جبينها برقه..ثم يعود ويدخلها لصدره اكثر وهو يحكم لف الغطاء الثقيل عليها…ومن ثم غطّ هو أيضاً في ثُباات عميق 
……..
ليأتي الصبااح ببهجة إشراقه كعادته..ويوم يحمل الكثير من المفاجآت لكليهما…
تزحزح عنها ببطئ حتى لايوقظها…ذهب للمطبخ سريعاً ليُعد لها الحليب وبعض الساندوتشات..فهو يعلم جيداً أنها لن تأكل..طالما لم يطعهما هو..فمنذ أن حملت بطفلتهما..وهي تبتعد عن معظم الطعام…
أعد لها الحليب الدافئ وايضا كوب صغير من القهوه له ووضع بجانبه الڤيتامينات التي أوصتها بها الطبيبه….
حمل الصينيه الصغيره..واتجه بها نحو غرفتهما…
ليضعها على الكومود..ويهمس بجانب أذنها حتى تستيقظ
—بنوتي…ريناااد…
أجابته بنُعاس وهي نائمه 
—امممم 
أردف قائلاً برقه 
—قومي يلاا ياطفلتي..افطري وخدي الدوا ونامي تاني 
لم تجيبه وظلت نائمه…..اضطر أن يوقظها بعدة قبلات على وجهها وشعرها…تململت في الفراش لتحرك رأسها بعيداً عنه
اعاد همسه بجانب أذنيها 
—حبيبي…قومي يلاا عشان نفطر سوا.قبل ماأمشي 
أدارت وجهها ثانيةً لتجيب بنعاس
—هفطر بعدين…..
رغماً عنه..حملها بين ذراعيه ليجلس على السرير وهي بين يديه…أيقظها بقُبله عنيفه منعتها من التنفس…ابتعدت عنه مسرعاً..وهي تضربه في صدره قائله
—يااغبي..هتكتم نفسي 
ضحك بخفه وهو يحضر كوب الحليب قائلاً
—لسانك ده عاوز يتقص…اشربي اللبن يلاا وخدي الدوا في ميعاده 
هزّت رأسها بنفي قائله 
— هو في حد بيقوم من النوم يفطر علطول كده..
قبْلها من جبينها قائلاً وهو يعطي لها الحليب
—عشان اطمن عليكي قبل مااروح شغلي…اشربيه عشان خاطري……
أخذت منه الحليب..لترتشف منه القليل..وجدته محلي بالسكر الزائد كما تحب…اخذت ترتشف منه قليلاً..ثم تبعده..لأنه مازال ساخناً..
بينما هو كان يحتسي قهوته..وهو يتأملها بحب.وهي جالسه على فخذيه….بداخله يقسم إن لم يرزق بأطفال..فهي تغنيه عن أي شئ…هي بمثابتة طفلته وزوجته في آنٍ واحد 
أنهى القهوه خاصته..ليضعها بجانبه على الكومود…ليتفاجأ بأنها ايضاً شربت كوبها بأكمله…أخذه منها ووضعه على الصينيه بجانبه….ضحك بخفه على ذلك الشارب الابيض الذي تكون من اللبن فوق شفتاها….
سألته بغيظ 
—بتضحك على ايه…سيبني انام بقاا..شربت اللبن اهو
لم يجيبها وانقض على شفتيها يتذوق آثار اللبن بتلذذ…لم تتفاجأ بقُبلته..فتلك  أصبحت عادته المستحبه لديه….ابتعد عنها ليردف قائلاً 
—صدقي طعم حلو من شفايفك 
رفعت حاجبيها بغرور لتردف قائله بمرح
—أي نوو 
ضحك على طفولتها ليعطي لها ساندويتشاً من الجبن اللذيذ
قائلاً بلهجه آمره بعض الشئ
— والله العظيم هتاكليه…يلاا كلي 
لم تعترض فهي حقاً شعرت بالجوع…او كأنما طفلتها التي في أحشائها تتغذا على ماتأكله هي…فتصبح جائعه…..أكلته بتلذذ…ظل يتأملها حتى أنهت طعامها…أعطاها الدواء خاصتها…ليطمئن على حال صغيرته…ثم نهض ليبدل ملابسه..بملابس الخروج ليستعد للذهاب لعمله…….قبُلها من جبينها…ليخرج هو متجهاً نحو سيارته..يستقلها قاصدا قسم الشرطه…….
……
أما صغيرتنا لم يغمض لها جفن….تأملت التاريخ في هاتفها..لتردف قائله بخبث 
—إبدأي شغلك بقاا يارينااد….!!…فلنقتحم قناة الشيف نداا الحنفي!!
……
أماا حمزه عندما وصل للقسم…ألقى عليه الجميع التحيه العسكريه….ليفتح مكتبه ويشهق بذهول قائلاً 
— ايييه اللي بيحصل في مكتبي ده!!!!
******
في سويسرا 
كانت الصدمه هي سيدة الموقف..
لم يعيرهاا سامح أي إهتمام والتفت لـ أكرم قائلاً باللغه الألمانيه 
—Ik stel je voor aan mijn vriendin uit Egypte .. Dr. Fadia .. Ik ken haar al heel lang
(اعرفك بصديقتي من مصر.. الدكتوره فاديه.. أعرفها منذ مده طويله)
أومأ له أكرم بإحترام..ليمد يده لتلك الجالسه تأكلها الغيره والصدمه…فكيف لم يتزوجها بعد أن انجب منها..وتزوج بإمرأه أجنبيه!! أليس هي من تستحق الزواج!!…أليست إبنتها المسكينه من تستحق أن تكتب بإسمه..حتى…حتى لايقال عنها..أنها إبنة حرام!! 
أكرم وهو مازال يمد لها يده قائلاً 
—Leuk u te ontmoeten, mevrouw
(تشرفنا سيدتي) 
صافحته بيد بارده..وهي تصيح بـ سامح دون وعي منها قائله
—انت اتجووزت يااساامح…ويااترى ابنك المحترم..جااي من حراام برضه..ولاا..ولاا ربناا هدااك…وهو عاارف البلاوي اللي عملتها في مصر!!
اتسعت عيني أكرم بذهول وهو ينظر لهم بعقل مشتت ليردف قائلاً لكلاهما بصدمه 
— ابن حراام.!!!
شهق سامح بصدمه تبعته فاديه وهي ترجع للوراء بصدمه شديده…ليردف سامح وعينيه مفتوحه بذهول قائلاً
— انت…انت بتكلم عربي!!! 
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!