روايات

رواية ناثرين الفصل الثاني 2 بقلم سيلا

رواية ناثرين الفصل الثاني 2 بقلم سيلا

رواية ناثرين الجزء الثاني

رواية ناثرين البارت الثاني

رواية ناثرين الحلقة الثانية

مر اسبوع والجميع لم يذق طعم النوم. كلهم متأهب للبحث عن ليتسي. ولكن دون جدوى فآخر اليوم يعود اهالي البلدة وهم منهكون واليأس يتملكهم بعدم إيجاد إبنتهم المرحة التي خلفت وراءها فراغا كبيرا بقلب اسرتها واقاربها وجيرانها الذين يحبونها.
وفي يوم إستيقظ أهالي البلدة على خبر وجود جثة بمقر الشرطة وعليهم ان يتعرفوا عليها إن كانت الضحية هي نفسها ليتسي المفقودة ام غيرها. فهرع الجميع نحو المقر والخوف ينتاب اسرة المفقودة. اما ناثرين كانت كل الطريق تبكي بكاء الهلع وايضا الخوف يعصر فؤادها راجية ان لا تكون الجثة هي نفسها اعز صديقاتها. وبينما هي مابين الحشد المجتمع امام مقر الشرطة ينتظرون الاوامر لكي يختاروا بضعة اشخاص يكونون من دم ليتسي لكي يتعرفوا عليها.. وماهي دقائق حتى فتح الباب وقاموا عيان الشرطة بإختيار افراد عائلتها وأخذت ام ليتسي ناثرين معها بيدها وهي تدخل للداخل حتى تقوي نفسها بوجود صديقة فلذة كبدها معها… كانت تمسكها وكل جسمها يرتعش. حتى كفكفتها ناثرين بيديها لتساعدها على السير. وكلا من اخواتها ووالد ليتسي سبقوهما يسارعون خلف الشرطيين نحو الغرفة التي بها الفقيدة.
حينها كان الامر مؤلما للغاية وهم ينظرون ويتحققون في جثة تكاد ان تكون محللة ليبحثون عن ملمحا واحدا يجزم ويؤكد ان هذه الجثة ليست بالتي يظنونها.
خرجت اسرة ليتسي إلى الخارج. فهرعوا إليهم كل من جاء ليعلم حقيقة موت ليتسي . فأحاطوا الاسرة بكاملها. اما ناثرين تركت يد ام صديقتها لتحتضنها اختها وهي تسألها عما رأته بالداخل. فابتعدت عنهم قليلا. بالتحديد قرب شجرة تكون بجوار المقر. وبدأت تستفرغ بقوة. تكاد احشاؤها تخرج من بطنها.. وهي كذلك حتى سمعت صوتا خلفها يسألها إن كانت بخير؟ ثم مدها بقرورة الماء يطلب منها ان تغسل وجهها. اخذتها دون ان تتطلع إلى الشخص الذي يكلمها.. اثناءها مضمضت ناثرين فمها ثم غسلت وجهها والبقية من الماء شربتها كلها. وعندما هدأت. إستدارت لذاك الصوت الغريب عنها لتشكره.. فلم تستطع الكلام وكأنها صمت للتو… رأت شخص غريب عن منطقتها. وسيم وله عضلات مفتولة. فتذكرت مباشرة ليتسي عندما اخبرتها عن الجار الجديد… لحظتها استفاقت ناثرين من صفنها. وطلبت منه المعذرة انها افرغت كل قرورة الماء واعربت عن شكرها له. وبدوره لم يتذمر. بل كان لطيفا معها للغاية واصر ان يقوم بمساعدتها حتى تكون بخير.. فطمنته انها كذلك. وإنما احست بالدوار فقط وقلبها يعتصر من الرائحة الكريهة وصورة الجثة التي رأتها. فأخبرها ان هذا الامر طبيعي. والسعيد في كل هذا ان الجثة لم تكن لليتسي.
واستغربت ناثرين في تلك اللحظة. كيف لغريب لم يحل إلا ايام قليلة لا غير في منطقتهم يعلم بالقضية ويتتبع امر قصتها. حتى إسم المفقودة يحفظ إسمها… حينها لم تتوانى ناثرين ان تسأله إن كان نفسه الذي تقصده بتخمينها او لا. فأكد لها توقعاتها بأنه الجار الذي تحدثت عنه ليتسي وعن إرتيابها منه قبل الايام الاخير من ضياعها.
في تلك الاثناء اخبرها الشاب انه يكون جارهم الجديد. وهو تعرف مؤخرا على اخ المفقودة لذلك يعلم بكل القصة من الألف للياء ويقوم بمساعدة البحث الذي يتشارك فيها الصغير والكبير عبر انحاء كل المناطق المجاورة حتى الغابات منها. والجبال.
بعدها إرتاحت ناثرين قليلا من كلامه وتعرفا على بعضهما البعض. وانظما مجددا إلى الوفد الذين لا يزالون مجتمعين أمام مقر الشرطة. ينددون ويطالبون بإيجاد ليتسي في الحال.
تغيرت احوال ناثرين ولم تعد تستطعم الحياة بدون صديقتها ليتسي. اصبحت تحس بالوحدة رغم انها لايزال لديها بعض الأصدقاء. إلا ان ليتسي غيرهم. فهي في كفة والآخرون بكفة اخرى بقلب ناثرين. فهي تعتبرها اختها التي لم تنجبها امها. لذلك لم تعد تطيل مكوثها في المراعي. وعند عودتها مباشرة تذهب لمنزل صديقتها تتطقس اخر اخبارها واحيانا تقوم بالبحث بمفردها في الجوار. وبمرور الوقت اصبح لها مستكشف خاص يقوم بمساعدتها على البحث وهو لا غيره الفتى الوسيم كوستيف… الذي كان يستهدف طريق ناثرين ويظهر لها كأنها صدفة وجوده امامها … وككل علاقة تبدأ في الوقت الذي تكون محتاجا فيه للمساعدة والمآزرة في ظرف ما قاس يؤلم مشاعرك. تجد نفسك دون ان تدري متعلق بذاك الشخص الذي دخل حياتك دون إستئذان.وهذا ماجرى لصديقتنا ناثرين.. اصبحت تبدد وحدتها بوجود كوستيف معها. مما جعلها تحس بشيء غريب يجذبها إليه.. أهو إعجاب ام حب؟
ومرت ايام اخرى واخرى ولم يظهر اي خبر على ليتسي. حتى بطل الجميع البحث عنها. وعاد كل فرد منهم إلى اشغاله وحياته. ولم يعد يذكر اسمها كما في الاول إلا من قبل عائلتها طبعا. وناثرين التي لم تنسى وجود صديقتها بقربها في كل حالتها. وتأمل ان تعود قريبا… حتى ذات نهار وصلت رسالة غير مختومة كتب على غلافها:
من ليتسي إلى صديقتي العزيزة ناثرين

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ناثرين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى