Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع 4 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع 4 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع 4 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الرابع 4 بقلم فرح طارق

وقفت وهي تنظر حولها بإنبهار، تطلع لتلك الأشجار من حولها، والزهور بِكُل مكان..
نظرت أمامها وجدت طريقًا طويلًا بعض الشئ و واضحًا باخره بأن هناك بيتًا للخيول. 
فريدة : واو ده فيه اسطبل خيل هنا!
قادت قدميها تأخذها للأمام ولكنها توقفت على ذلك الصوت الصادر من خلفها بحزم : فريدة.
التفت بإنتفاضة و وجدت كيان يقف خلفها يطالعها بنظرة غامضة واردف : رايحة فين؟
فريدة بتوتر : ف..فيه أه شوفت اسطبل خيل هناك هروحه.
كيان : افرضي الخيل الي فيه مش متدرب على أنه يتعامل مع شخص غريب وعملك حاجة؟ مش تقولي إنك هتيجي هنا؟
اخفضت رأسها بخجل واردفت : آسفة، بس أنا كنت بتمشى ورجلي جابتي هنا، وبعدين كنت هرجع بس شوفت الاسطبل وجالي فضول أني أروح.
كيان : أتمنى بعد كدة مهما كان فضولك متجازفيش غير لما تعرفي إذا كان هيأدي لنتيجة سلبية ولا إيجابية عشان احيانًا فضولك مش هيجيب ليكِ غير اذيتك.
نظرت لهُ بعدم فهم ولكنه لم يُبالي وتركها وذهب ناحية اسطبل الخيل، وأشار لها بأن تأتي خلفه..
فتح كيان الباب الخشبي، ودلف للداخل مُتوجهًا لإحدى الخيول، وتوقف أمام واحدًا منها وفريدة وقفت بجانبه..
كيان : فريدة.
نظرت له فريدة وهي ترفع حاجبيها بينما أكمل هو : وفريدة.
فريدة بدهشة : هي إسمها فريدة؟ هو انثى صح؟
كيان : أمال ذكر وهسميها فريدة؟
فريدة : مش قصدي، بس أصلي استغربت، وشكلها حلو أوي.
أشار كيان لإحدى الخيل الأخرى واردف : وده فارس، وهما ثُنائي، لو طلعت بيها لوحدها فارس مش بيثبت، ف سايبهم هما وبضطر اطلع بخيل غيره.
فريدة بلهفة : ينفع نطلع بيهم سوى؟ وهنكون طلعنا بالاتنين مش واحد.
كيان : بتعرفي تركبيه؟
فريدة : لأ.
كيان بضحك : وهتركبيه إزاي؟
فريدة بترجي : هجرب وافق أرجوك.
كيان : مش هجازف واركبك ممكن تركبي انتِ وهمشيه بالراحة وامشي جمبك، واعلمك إزاي تركبيه، حلو كدة؟
فريدة : اممممم حلو يلا.
كادت أن تتقدم ناحية الخيل ولكنها رجعت بخوف حينما وجدته يعود للخلف وصياحه يعلو..
أمسك كيان بيدها واردف : مش قولتلك؟
وضع يدها على رأس الخيل بحنو شديد وظل يُمسد على رأسه..
فريدة وهي تحاول سحب يدها بتوتر : خلاص مش عاوزة أركب.
أبتسم لها كيان، ونظرت هي لهُ ولِلتك الغمزة التي ظهرت بوجنته، واضافت جمالًا خاصًا لهُ وتلك اللحية التي أضافت أكثر وسامة..
كيان بإبتسامة : ليه؟ هعلمك تركبي!
ظلت تغمض عينيها وتفتحهما بتوتر واردفت : لأ مش عاوزة خلاص.
شدد على يدها واردف : ليه يا فريدة؟
فريدة : وقت تاني هتعلمه، دلوقت مش عاوزة ممكن؟
أبتسم لها واردف بهدوء وهو يترك يدها : الي يريحك.
اكتفت بالإبتسامة وذهبت الخارج وسار كيان خلفها..
– خوفتي؟
استدارت بجسدها لصوته واردفت : يعني!
– مش قولتلك هعلمك؟
– هي ليه إسمها فريدة؟
– انتِ ليه أسمك فريدة؟
– تيتا بتحب الإسم.
حرك كتفيه واردفت بإبتسامة تُسرحها للمرة الثانية : وأنا كمان.
– مش بهزر!
كيان بضحك : ولا أنا.
اردفت بضيق : ماشي.
سار الإثنان بهدوء وصمت، قاطعته فريدة بتساؤل : أنت بتشتغل إيه؟ وعندك كام سنة؟ بتدرس ولا خلصت؟
رفع حاجبيه واردف : جيبالي عروسة؟
صمتت بحرج واردفت : لو مش حابب ترد خلاص عادي.
ظلا صامتين لبعض الوقت، حتى رفعت نظرها وهي تُطالعه، وجدته ناظرًا أمامه ويردف بهدوء : 28 سنة، وأكيد مخلص دراسة يعني.
فريدة : بتشتغل إيه أو درست إيه؟
نظر لها واردف : ظابط.
في مصر تحديدًا الشركة..”
دلف ماجد لمكتب جاسر، وجلس أمامه..
ماجد : أسر إبن عمرو متقدم لـ ليان.
نظر له جاسر واردف : وليان وافقت؟
ماجد : لسة مقولتش ليها، أنا جيت الأول وأشوف رأيك.
جاسر : أسر كويس، ومن فترة بدأ يعمل شغل خاص بيه بعيد عن الشركة بتاعتنا، وبيأسس شركة صغيرة لنفسه، وطموح جدًا ومش واقف مكانه بالعكس بيحقق طموحه دي، وشركته قدر ف وقت قياسي يأسسها ويظبط إسمها بين الشركات، هي لسة صغيرة بس شايف بعزيمته هيقدر يكبرها، وأسر كـ شخصي ف أنا شايفه كويس ومُناسب جدًا لـ ليان، و ف الأول والآخر ده قرارها وهي شايفاه إيه وهتوافق ولا لأ.
ماجد : ماشي يا جاسر، لما تروح كلم أختك ليان بتحبك وبتحب تتكلم معاك وأنت أقرب شخص ليها، ف كلمها أنت.
أبتسم له جاسر واردف : حاضر يا بابا.
ماجد : عامل إيه مع مراتك؟
جاسر بإبتسامة : الحمدلله كويسين.
صمت ماجد لبعض الوقت، ومن ثم نظر لجاسر مرة أخرى واردف : من ٣ سنين وقت ما قولتلك تتجوز شيري، يومها أنا شوفتها ملهاش ذنب بغادة، وهي قعدت معانا ستنين، مقدرتش فيهم تتقرب من حد مننا وكانت مُنعزلة عننا كلنا، فكرت لما تشوف نفسها فرد من العيلة إحساسها يتغير من ناحيتنا وقولتلك تتجوزها، فضلت اقنعك من كل النواحي وده لأني كنت شايف منك ميول لأنك تتجوزها، وشيري لحد دلوقت انا شايف أنها اتاخدت بذنب أمها يا جاسر، تربية غادة ليها عملت جواها اضطراب نفسي وخليت جواها عُدوانية للكُل، شايفة الكل بنظرة أنه عدو ليها، وده بسبب غادة وبسبب تربيتها والذي زرعته جوة شيري، وأنا شوفت بعيني ف البداية أنها حاولت تكون صداقة بين ليان وصبا بس عُدوانيتها خلوهم يبعدوا عنها..
تقدر تقنعها تروح لدكتور نفسي يا جاسر؟ صدقني هتتحسن وده هيخلي علاقتكوا تكون احسن.
صمت جاسر ولم يرِد أن يخبره بأمر إدمانها، واردف بهدوء : كويس إنك جيت أصلا وفتحت الموضوع لأني كنت عاوزك فيه.
طالعه ماجد بانتباه بينما أكمل جاسر : أنا هاخد شيري وابني وهنسكن ف شقة لوحدنا.
ماجد بدهشة : ليه؟ ما انتوا قاعدين معانا يا جاسر!
جاسر : كدة أحسن ليكوا ولشيري.
ماجد : ماشي يا جاسر، بس أمك مش هت..
قاطعه جاسر : أنا هكلمها متقلقش.
تنهد ماجد واردف : ماشي يا جاسر، الي يريحك.
أبتسم له جاسر واجابه بهدوء : صدقني كدة أحسن لكل الأطراف، شيري مش عارفة تندمج معاكم، لازم الأول أقدر اخليها تتعالج وتواجه نفسها بعدين تواجه الي حواليها.
ماجد : ربنا يصلح ليكوا الحال.
جاسر : يا رب.
نهض ماجد من مقعده ورحل وبقى جاسر يفكر بما سوف يخطوه بالخطوة القادمة، ف أول ما فكر به أن ينتقل للعيش معها بمنزل وحدهم، عليه الأول مُعالجتها وحدها ومن بعدها تركها للإندماج مع الآخرين.
بعد بضع وقت دلف سكرتير جاسر..
: كريستينا روز برة.
نهض جاسر من مقعده وهو يعدل بدلته واردف : تمام دخلها.
دلفت تلك الفتاة التي أخبرها بها، فتاة شقراء شديدة الجمال، بأعين زرقاء، وأنف صغير، وفم مُكتنز تميزه بأحمر شفاه باللون الأحمر القاتم، طويلة القامة، ذات جسد مُتناسق، وترتري بدلة حمراء مكونة من سُترة وأسفلها قميص باللون الأبيض وچيب قصير بالكاد يصل لمُنتصف فخذيها..
جاسر بإبتسامة : مرحبًا كريستينا.
تقدمت منه واردفت بإبتسامة : أوه جاسر، كيف حالك؟ 
جاسر : بخير وانتِ؟ 
كريستينا : بحال جيد بكثير منذ أن رأيتك جاسر.
اكتفى جاسر بالإبتسامة على ما قالته واردف : تفضلي بالجلوس.
تقدمت وسارت من أمامه للجلوس حيث يشير، بالرغم من طولها ولكنها لا تصل لكتفه حتى! 
كريستينا : افتقدك كثيرًا جاسر، عندما طال لقائك جيت أنا بنفسي حتى أراك.
جاسر بهدوء : كريستينا، ما بيننا ليس شيئًا سوى عملًا فقط، أليس كذلك؟ ف لا أظن أنه يجب ان يضيع وقت أكثر من ذلك بحديث خارج عن العمل.
كريستينا بحرج : آسفة جاسر، ولكني لم أقدر على إخفاء اشتياقِ لك.
وضع جاسر أمامها إحدى الملفات وبدأ بالحديث عن العمل ولم يعِر لما قالته أي انتباه..
في الخارج، وقف قاسم أمام سكرتير جاسر وهو يسأله عنه..
: جاسر فين؟
سكرتيره بعملية : مع كريستينا جوة، الإجتماع بتاعهم بدأ.
قاسم : كريستينا! 
– أه، فيه حاجة؟
– طب ما كان جاسر يقولي كنت أنا الي عملت الإجتماع ده.
نظر له السكرتير بدهشة بينما دلف قاسم لمكتب جاسر..
قاسم بمرح : جاسر..
وقف بحرج مُصطنع واردف : كريستينا كيف حالك؟ آسف لم أعرف أن الإجتماع بدأ.
كريستينا : مرحبًا قاسم كيف حالك؟
قاسم بمرح : قبل أن أراك أم الآن؟
ضحكت كريستينا بدلال بينما أردف قاسم بلهجة مصرية لم تفتهمها كريستينا : مش تقول إنها هنا؟ ولا كنت خليتني أنا أعمل معاها الإجتماع؟ أبو شكلك يا جاسر.
جاسر بحزم : قاسم، أطلع برة.
قاسم : لأ يا حبيبي أنا هنا معاكوا مش طالع، دا أنت الي تطلع وأنا اكمل الإجتماع..
نظر له بترجي وأكمل : الله يباركلك يا جاسر، أنت متجوز أنا لأ سيبني أنا القط رزقي يا جدع!
جاسر بحزم أكبر : قاسم، اطلع برة أخلص.
قاسم : ماشي يا جاسر طالع، وهقول لمراتك خلي بالك.
رمقه جاسر بغضب بينما خرج قاسم من المكتب وجلس جاسر وكريستينا مرة أخرى لمتابعة باقي العمل.
في الخارج، خرج قاسم و وجد شيري أمامه..
قاسم : شيري، ازيك عاملة إيه.
– الحمدلله بخير يا قاسم، وأنت؟
قاسم بدهشة فـ لأول مرة تسأله شيري عن حاله، أو ترد عليه بهذا الهدوء : الحمدلله كويس، وابنك عامل إيه؟ وحشني والله 
ابتسمت له شيري واردفت : أبقى تعالى شوفه.
– هاجي قريب إن شاء الله، انتِ جاية عشان جاسر؟
– أكيد أه.
– هو مش فاضي للأسف، عنده إجتماع مُغلق دلوقت مع كريستينا.
عقدت حاجبيها واردفت : كريستينا مين؟
قاسم : مُعجبة كدة من برة مصر، آل نزلت مصر مخصوص علشان تشوف جاسر، وطبعًا جت الشركة ف جاسر عمل كدة إجتماع مُغلق لوحدهم.
كتم قاسم ضحكته أمام شيري التي أحمر وجهها من كثرة الغضب والغيرة بأنٍ واحد، وتركته ودلفت لمكتب جاسر..
شيري بغضب : جاسر.
نهض جاسر وكريستينا فور دخولها..
جاسر بإبتسامة : شيري، إيه المفاجئة والحلوة دي؟
اقتربت منه واردفت بغضب وصراخ : مين دي؟ وليه قاعدين لوحدكوا كدة؟ ومن امتى فيه إجتماعات عندك ف الشركة بتكون من غير قاسم حتى؟
حاوط كتف شيري و وقف بجانبها وهمس بجانب أذنها بنبرة حازمة وهو يضغط على كتفها ضغطة خفيفة : صوتك يوطى يا شيري، ماشي؟
رمقته بغضب بينما أبتسم هو لها ومن ثم نظر لكريستينا واردف : شيري زوجتي.
كريستينا : مرحبًا شيري، آسفة لأني أخذت زوجك لبعض الوقت ولكني بحاجة له الآن.
لم تفهم شيري ما اردفت به كريستينا، بينما جاسر حمد الله بداخله بأنها لم تفهمها، لأنها لو كانت فهمتها ف حقًا لم يكُن يقدر على إبعاد شيري وايقافها عن ضرب تلك المدعوة بكريستينا..
جاسر : شيري، اقعدي هنا ع المكتب استنيني وأنا هخلص الإجتماع مع كريستينا وهنمشي سوى، ماشي؟
شيري بأعين دامعة : ماشي.
ابتسم بداخله وهو يشعر بالفرحة تتسرب لنياط قلبه لما يستشعره منها من غيرةٍ عليه، وجلس مرة أخرى بجانب كريستينا وتابع عمله معها..
في مكتب قاسم..
قاسم لسكرتيره : لينا جت؟
– لسة.
– أول ما تيجي ابعتها فورًا 
– حاضر.
أجابه سكرتيره بعملية وتركه وخرج من المكتب..
بعد وقت سمع طرقات خفيفة على المكتب وسمح للطارق بالدلوف و وجدها لينا..
قاسم : أهلا أهلا، من أول يوم تأخير؟
لينا : ما أنا قولتلك معلش أني هاجي متأخر شوية.
نظر قاسم لساعته واردف : قولت ورديتك هتبدأ من الساعة 12 والساعة دلوفت 12 ونص، وده غير أني وبس سمحتلك تيجي ف الوقت ده نظرًا لظروفك وده مش هتلاقيه ف أي شركة تانية على فكرة، ولا ف مكان تاني حتى غير شركة.
لينا بتأفف : هو أنت هتفضل تذلني يعني؟
قاسم بحدة : إسمها حضرتك مش أنت.
– هو حضرتك هتفضل تذلني يعني؟
رجع قاسم للوراء بمقعده واردف بأريحية وهو يرفع قده فوق مكتبه : مكتبي وشركتي متنسيش، ثانيًا يلا متضيعيش وقتك و وقتي، وروحي اعمليلي قهوتي 
لينا :, هو ده هيكون شغلي؟
قاسم : لأ، بس أكيد مش هتفضلي متعمليش أي حاجة لحد ما تتعلمي! وتاخدي مرتب كدة! اقعدي ف بيتكوا بقى أحسن وابعتلك مُرتبك على كدة!
قال كلماته بسخرية، بينما نظرت له بحزن وانكسار واردفت : لو عاوزة اقعد ف البيت مكنتش طلبت منك شغل وطلبت فلوس بس، إنما قولتلك عاوزة الفلوس مُقابل أني أشتغل، ع العموم عن إذن حضرتك هعملك القهوة واجي.
ذهبت لإحضار قهوته وعادت بعد وقت بالقهوة، و وضعتها أمامه على المكتب و وقفت أمامه بتردد وهي تفرك بيديها..
رفع قاسم نظره وجدها لازالت واقفة مكانها ولم تتحرك
: فيه حاجة؟ حطالي سم ف القهوة؟
لينا بتسرع : لأ والله.
صمتت بتردد واكملت : هو أصل، بص والله الشهر ده بس ومش هيحصل تاني بس ممكن المرتب ده اخده مُقدم؟ 
نظر لها وهو يرفع حاجباه بينما نظرت هي له بترجي..
تنهد قاسم واردف : ماشي يا لينا، هخليهم ينزلولك مُرتبك دلوقت.
لينا بإمتنان : مش عارفة اشكرك إزاي بجد، صدقني جميلك هيفضل فوق راسي عمري ما هنساه، عارفة أن شركة زي دي مستحيل حد يشتغل فيها وبدبلوم حتى ومش أي حد بردوا معاه شهادة بيشتغل فيها، ومع ذلك شغلتني هنا، وكمان المرتب، صدقني جميلك عمري ما هنساه.
قاسم بإبتسامة : أنا بس شغلتك يا لينا، إنما مرتبك ف ده حقك وأنا ادتهولك بدري شوية، مش حكاية.
ثم أكمل حديثه : بس ده ميمنعش أني لو لقيت اي تأثير أو أي غلط منك مش هتردد ثانية من أني امشيكِ، لأني مش بكره قد الي مبيلتزمش معايا.
لينا بإبتسامة : متقلقش، واشرب بقى القهوة قبل ما تبردؤ وأنا هخرج تشوف شغلي، عن أذنك..قصدي عن إذن حضرتك.
ضحك قاسم لها وخرجت هي من المكتب.
في مكتب جاسر، انتهى الإجتماع ورحلت كريستينا وبقى جاسر وشيري. 
نهضت شيري فور خروج كريستينا واتجهت ناحية جاسر واردفت : قاعدين لوحدكوا ليه؟
ذهب جاسر باتجاه مكتبه وجلس واردف بهدوء : إجتماع وشغل بيني وبينها يا شيري وقاسم ملهوش علاقة بيه.
زفرت شيري بحنق ودموعها خانتها..
نهض جاسر من مكانه واتجه ناحيتها، و وقف أمامها بطوله الفاره واردف بهدوء : ليه العياط؟
لم تجيبه وظلت تبكي بينما تنهد وهو يأخذها بين أحضانه واردف : كفاية عياط عشان اعرف أقولك ع المفاجئة الي محضرهالك.
ابتعدت عنه واردفت بلهفة : مفاجئة؟ 
أمأ جاسر برأسه بمعنى نعم بينما احتضنته هي بسعادة، ف تلك المرة الاولى بحياتها التي يخبرها يها أحد بأنه افتعل لها مفاجئة..
احاطها جاسر بذراعيه واردف : لسة مقولتش إيه هي على فكرة!
شيري بدموع : بس قولت أن فيه مفاجئة.
أبتسم جاسر وشدد من احتضانها بينما اردفت هي بتردد : جاسر.
– امممممم.
شيري بتردد : هو كريستينا دي أنت كنت مرتبط بيها؟ أو كان فيه بينكوا حاجة؟
جاسر : لأ يا شيري..
أكمل بمشاكسة : مش بيلفت نظري غيرك يا كيرڤي.
ضحكت بخجل واردفت : بس هي حلوة أوي وجسمها حلو جدًا أنا كنت بفكر اخس كدة..
جاسر : تؤ تؤ اوعي تخسي، انتِ عجباني كدة، ومالية عيني كدة، وأنا حابك وانتِ كدة.
اقتربت من أكثر وحاوطت رقبته بدلال واردفت : يعني لو كريستينا كانت كيرفي كدة كانت لفتت نظرك؟
اقترب جاسر وهمس أمام شفتيها واردف : كانت هتبقى كيرفي بس عمرها ما هتكون شيري.
ضمها إليه أكثر وهو ينقض على ثغرها ويقبله.
ابتعد عنها بعد وقت واردف بهمس : وحشتيني يا شيري، وحشتيني اوي اوي.
اردف بكلماته وقبلها مرة أخرى قبلة أعمق ويده تحتضنها وأكثر إليه..
بعد وقت كان يجلس على الأريكة بمكتبه وهي على قدميه واردفت بتساؤل : مقولتش إيه هي المفاجئة!
جاسر : جهزت شقة لينا لوحدنا، هنسكن فيها أنا وانتِ وقاسم.
شيري بسعادة : بجد.
ابتسم لها جاسر واردف : بجد.
أكمل حديثه : فكرت هتضايقي خصوصًا أني ف أول جوازنا قولتلك كدة وقولتيلي لو هننقل ننقل ف فيلا مش شقة.
صمتت ولم تعرف بما تُجيبه بينما رفع وجهها ونظر إليه واردف : عاوز أكلمك ف موضوع، وممكن تسمعيه للآخر؟ حاجة لازم تحصل الأول يا شيري عشان نقدر نكمل حياتنا كويسين مع بعض من غير أي مشاكل، عارف صعوبتها معاكِ و الوقت الي هناخده عقبال ما نتجاوزها بس دي هتكون أول خطوة ف حياتنا.
نظرت له بإنتباه وتركيز شديد، بينما تنهد هو واردف : أنا عرفت بأنك مُدمنة يا شيري، بس..
شعر بها تحاول الابتعاد عنه ولكنه تشبث بها أكثر وأكمل : بس ده مينفعش، حياتك وصحتك وابنك وأنا وبيتك وحياتنا كلنا هتتوقف على علاجك.
شيري : هترميني ف مصحة وتطلقني زي ما أبوك عمل ف ماما زمان صح؟ أنت كداب، كل كلامك كدب، مش هتعمل كدة عشان نحسن حياتنا أنت وهتوديني هناك وهترميني هناك.
جاسر : لا مش هرميكِ هتتعالجي عشانا وعشان حياتنا، مش هتعيشي طول عمرك مُدمنة وابنك يا شيري؟ فكري فيه.
ابتعدت عنه واردفت ببكاء وهستريا : لأ أنت كداب طلقني يا جاسر بكرهك.
يتبع…….
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!