Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

شروق ببكاء : هتسبني يا جاسر؟ طب وقاسم؟ 
أمسك جاسر بكتفيها واردف : ماما حبيبتي، ده الاريح للكل صدقيني، وأنا دلوقت بحاول ابدأ ف حياة جديدة مع شيري ف بالله عليكِ متصعبيش الأمر عليا، وقاسم هيجيلك دايمًا متقلقيش، وأحنا كل أسبوع أنا وشيري هنكون هنا ف التجمُع الأسبوعي، وطول الأسبوع هجيلك أشوفك.
شروق : بس..
وقف ماجد بجانبها وأحاط كتفيها بذراعه واردف : شروق، متصعبيش الدنيا عليه، هو دلوقت حابب يكون بيت وعيلة بابنه ومراته، ف شجعيه لكدة، عارف تعلقك بقاسم كبير إزاي بس كل يوم هبعت السواق يجيبه يقعد معاكِ شوية، اتفقنا؟
أبتسم جاسر وهو يؤيد حديث والده : أيوة وأنا الي هاجي اخده واشوفك، حلو كدة؟
شروق : ماشي يا جاسر، مش هقدر أقولك حاجة وأنت عارف، دي حياتك وشايف أن ده الأحسن ليك ولمراتك وهتكونوا مبسوطين كدة ف أنا أكيد هكون فرحانا لفرحتكوا سوى.
كاد جاسر أن يقترب لاحتضان شروق ولكنه وجد نفسه بأحضان ماجد..
ابعده ماجد عنه واردف بإبتسامة صفراء : مع السلامة يا حبيبي.
ضحك جاسر على والده واردف : دي أمي على فكرة!
ماجد : مش شايف نفسك شحط إزاي؟ غور يا جاسر من قدامي.
شروق : أبعد يا ماجد مش كفاية هيمشي بعيد عني؟
ماجد : آل يعني الواد هيسافر؟ ما قالك كل يوم هيجيلك هو وابنه! 
شروق : بردوا هينام وهو ف مكان غير المكان الي أنا نايمة فيه 
ماجد : لأ هنقلبها دراما تاني!
جاسر لماجد : أبعد بقى كدة وسيبني احضنها.
أحاط ماجد كتف شروق واردف : لأ.
حاولت شروق أن تبعد يد ماجد عنها وهي تردف : عاوزة أسلم على أبني يا ماجد!
ماجد : بالأيد، سلام بالأيد عادي جدًا، إنما أحضان لأ.
زفرت شروق بضيق ونظرت لجاسر بأعين دامعة واردفت : كل يوم تجيلي.
أمسك جاسر بيدها وقبلها واردف بإبتسامة : كل يوم هكون عندك يا ست الكل.
مسحت شروق دموعها واردفت بإبتسامة : ماشي يا جاسر، ربنا يسعدك أنت ومراتك.
جاسر : ادعيلي دايمًا صدقيني مش محتاج غير دعواتك وبس.
شروق : بدعيلك يا حبيبي، بدعيلك دائمًا أنت ومراتك.
أبتسم لها جاسر واردف : هروح أشوف ليان عشان عاوز أتكلم معاها قبل ما أمشي، وتكون شيري جهزت الشُنط.
شروق : ماشي يا حبيبي.
خرج جاسر من الغرفة وبقى شروق وماجد..
ماجد : برغم زعلي أنه أختار ينعزل لوحده بس على قد فرحتي لـ ده يا شروق، كده جاسر بدأ يفكر صح ف حياته، جاسر عارف ذكائه وتفكيره إزاي بس ف شغله، إنما حياته الشخصية مع مراته بالذات كان بيفكر غلط، إنما كدة جاسر بدأ تفكيره يتظبط من ناحية بيته ومراته، وأنا شايف هيجيب نتيجة ف حياته.
نظرت لهُ شروق واردفت بنبرة حزينة : برغم تعليمه وحياته وقرب قاسم ليه، ونجاحه ف شغله، وأنه قدر يكبر الشركات اكتر واكتر، لغاية دراسته كان ناجح فيها جدًا، بس على طول كنت بحسه حزين أوي، بيضحك معانا وقاسم قريب ليه جدًا، وعارفة أن قاسم عارف إيه الي مخلي جاسر حزين وتعيس ف حياته أوي كدة برغم الي بيظهره وأنا حاولت كتير اكلم قاسم وأعرف منه بس مرضيش يقولي حاجة، جاسر بيرضي الكل والي حواليه بس هو لأ بحسه مش مرضي خالص يا ماجد.
نظرت لصورة جاسر التي تضعها على حائط غرفتها واكملت : حتى جوازته، شيري أنا عارفة إنك ف الأول كنت بتحاول تعوضها وتراضيها عن الي حصل ف حياتها وخصوصًا لما عرفت الي غادة كانت بتعمله فيها، ولما لقيتها مش عارفة بردوا تندمج جوانا قولت لجاسر أنه يتجوزها وتكون فرض مننا، جاسر رضاك ورضاها واتجوزها برغم أني كنت عارفة أبني وأنه رافض بس اتجوزها عشان يبسط الي حواليه، بتمنى شيري تتغير حتى معاه هو بس، مش مهم تكون معانا إزاي بس المهم جاسر.
حاوط ماجد كتفيها واردف بإبتسامة وهو يقبل رأسها : أنا عندي فكرة، هتقرب من جاسر وشيري أكتر..
نظرت لهُ شروق بإنتباه بينما بدأ هو بالحديث عما ينوي فعله..
في غرفة ليان..
سمعت صوت جاسر من الخارج ونهضت من على الفراش بسعادة لمحادثة أخيها. 
فتحت باب الغرفة واندفعت لاحضانه واردفت : وحشتني أوي يا أبيه، عايشين ف نفس البيت بس أقعد بالايام مشوفكش، يرضيك كدة؟ 
احتضنها جاسر واردف بإبتسامة : حقك عليا يا عيون أبيه، و بنوتي وحشتني كتييييييييير أوي.
ابتعدت ليان عنه وهي تطالعه بأبتسامة واردفت : جاي تقعد معايا شوية؟ صح؟ قول أه أه. 
اردفت كلماتها الأخيرة بترجي بينما ضحك جاسر واردف وهو يدلف للغرفة ويجلس على الفراش : أه.
قفزت بسعادة وجلست بجانبه بينما اردف : جاي عاوز أتكلم معاكِ شوية.
ليان بمرح : كُلي اذان صاغية.
أبتسم جاسر لها واردف بحنو : كبرنا وبقينا بيجي عرسان وبيطلبونا.
احمر وجه ليان بخجل واخفضت رأسها بينما تعلى صوت ضحكات جاسر على خجل أخته واردف : أسر طالب إيدك يا ليان من بابا وهو قالي أتكلم معاكِ واشوفك موافقة ولا لأ.
ليان بهمس : وأنت وشايف إيه؟ وبابا؟
جاسر : أنا قولت لبابا أنه كويس وبابا مش ممانع ولا أنا بس احنا عاوزين رأيك أنتِ، موافقة؟ 
ليان بهمس بالكاد وصل لأذنيه : م..مش عارفة.
أبتسم جاسر على خجلها واردف بخبث : يعني أقول مش موافقة ولا موافقة؟ بصي يا ليان طالما مترددة كدة يبقى لأ لأنك لو حباه ف أكيد هتوافقي على طول، ف كدة هقوله..
قاطعته بلهفة قبل أن يكمل حديثه : لأ موافقة هتقوله لأ إيه بس..
ضحك جاسر بشدة على أخته، واقترب منها وأخذها بين أحضانه وسط خجلها مما اردفته للتو..
جاسر بإبتسامة : هقول لبابا يقوله إنك موافقة، ومبروك يا حبيبت قلب اخوكِ.
ليان بخجل : الله يبارك فيك يا أبيه.
في الدوار..”
هشام : ما ماجد قالي لو بنته وافقت على أسر ف كدة نعمل خطوبة صبا وزياد معاهم.
مروة : صبا أكيد هتفرح أوي لما تعرف إن خطوبتها هتكون مع ليان.
هشام بإبتسامة : طبعًا.
مروة : بحب قربها هي وليان أوي، وقاسم وجاسر.
احتضنها هشام واردف : ربنا يحفظهم لبعض.
همس بأذنها بمرح : أنا بقول نجوز صبا ونسافر أنا وانتِ نعمل شهر عسل، إيه رأيك؟
ضحكت مروة بدلال واردفت : ف السن ده؟ دا أنت معملتهاش وأحنا وصغيرين، هنعملها وأحنا كبار؟
هشام : أنا معملتهاش وأحنا صغيرين؟ أمال مين الي كان بيوديكِ اسكندرية؟
مروة : أنت، بس مودتنيش شهر عسل.
هشام : يا بنت الناس مش سفرتك هناك وقضيتي اجازة حلوة وفسحتك فيها؟
مروة : حصل 
هشام : أمال إيه بقى؟
مروة : بس مكنش شهر عسل، أنت مقولتش أنه شهر عسل.
نظر لها بدهشة كبيرة واردف : أنا كنت شاكك ف غبائك أما دلوقت اتاكدت منه فعلا يا مروة.
مروة بغضب : أنا غبية؟ وأما أنا غبية إيه الي مصبرك؟ صابر ليه ع الغبية؟ 
قاطع غضبها بقبلة منه على ثغرها، وابتعد بعد وقت وهمس أمام شفتيها بإبتسامة : عشان بحبها وبحب غبائها.
بعد أيام..
كان يجلس داخل مكتبه يُفكر بما حدث معه هو وزوجته بالايام الماضية..
أرجع برأسه للوراء وهو يبتسم على تغييرها الذي بدا واضحًا في علاقتهم، واقترابها الأكثر من قاسم ابنهم..
اختفت ابتسامته وهو يتذكر كيف تتغير وتثور بِه حينما يخبرها بأمر علاجها من الإدمان ولا تردف سوى أنه ويريد أن يلقي بِها بالمشفى كما فعل والده بأُمها.
قاطع تفكيره دلوف قاسم لمكتبه..
قاسم وهو يضع إحدى الملفات على مكتبه : جاسر، الورق ده محتاج امضتك، وكمان فيه حاجات عاوز اقولهالك..
جلس أمامه وأكمل حديثه : فارس الشاذلي..
جاسر بتساؤل : ماله؟
– كريستينا..
جاسر : فارس، كريستينا، إيه علاقتهم ببعض؟ ما تتكلم يا قاسم!
تنهد قاسم واردف : أنا آسف ف الي هقوله بس..
هو شيري مراتك مش بتروح النادي بقالها فترة صح؟
عقد جاسر حاجبيه واردف : أه.
قاسم : بص أنا مرضيتش أقولك لأني كنت شايف شيري بتصد فارس إزاي، وأنا كنت متابع من بعيد ولما لقيته ف مرة اتجاوز وضايقها أوي أنا اتدخلت، وضربته ف النادي ودي كانت آخر مرة وقتها شيري تروح النادي فيها، تاني حاجة كريستينا كانت الأول هتعمل صفقة بين شركتها ف فرنسا وشركة الشاذلي، وهي نزلت مصر على الأساس ده، بعدين مش عارف إيه حصل بينها وبين فارس ف لغِت العقد معاه وعملت العقد مع شركتنا إحنا.
جاسر بغضب : وليه مقولتش ؟
حك قاسم رقبته بحرج واردف : أنا لسة عارف من سكرتيرة كريستينا أصلي..
قاطعه جاسر بغضب أكبر : مش ده يا غبي أنا بكلمك عن مراتي، ما تولع كريستينا ويولع العقد بتاعها!
قاسم : والله أنا ضربته و وصلت شيري البيت والموضوع خلص خلاص وحذرته بأنك لو عرفت ف أنت مش هتسكت والعقد الي بين شركتنا وشركتهم ف أنت هتنهيه ده غير الي ممكن تاني تعمله، بس لما عرفت الي كريستينا عملته وأنها لغِت العقد معاه وعقدته معاك أنت قولت أقولك لأن فارس كدة أكيد مش هيسكت، ف قولت أقولك على الي حصل من البداية.
نهض جاسر وصرخ بإسم سكرتيره بغضب..
دلف سكرتيره واردف : نعم يا جاسر بيه. 
جاسر بغضب : العقد الي بينا وبين الشاذلي تنهيه فورًا 
– بس كدة هنخسر كتير أوي، وكمان ما صدقنا الشاذلي مبقاش يعادينا بسبب العقد ده وكدة حركتنا ف سوق المعمار أسهل لينا!
قاسم مؤيدًا لحديث السكرتير : أيوة يا جاسر، استنى نشوف فارس ممكن يعمل إيه، لأن ايًا كان الي هيعمله ف هما مش هيلغوا العقد.
نظر جاسر لقاسم بغضب : وأنا هستنى كمان هو الي يلغيه؟ وبعدين أنا تخرس خالص لأني هاين عليا اضربك يا قاسم..
أنهى كلماته وتقدم نحوه ولكمه واردف بغضب وهو يمسك تلابيب قميصه : ولا هاين إيه، أنا عاوز اموتك دلوقت، واحظ بيضايق مراتي ويتعرضلها وأنت متقوليش؟ 
فك قاسم قبضة جاسر بصعوبة وابتعد عنه واردف : قولتلك مسكتش ليه يا جاسر، وصدقني هاريته ضرب وقتها.
رمقه بغضب وظل يلتف حول نفسه كالثور الهائج..
قاسم : جاسر ممكن تهدى؟
جاسر بصراخ : العقد يتلغي مفهوم؟
قاسم : هيتلغي العقد هيتلغي.
وقف جاسر أمام النافذة الزجاجية بمكتبه وهو يحاول تهدئة نفسه، بينما خرج قاسم من المكتب وتركه..
بعد وقت دلف قاسم مرة أخرى واردف : أنا كلمت المسئول الي اتبعت لينا من شركة الشاذلي وتمم معانا العقد وبلغته بأننا عاوزين ننهيه، وهندفع المبلغ الي مذكور ف البند السابع.
جاسر : تمام.
اندفع قاسم للأمام وجلس أمام جاسر واردف بإبتسامة : مكنتش أعرف أنك بتحبها كدة..!
رمقه جاسر بطرف عيناه بغضب واردف : اطلع برة يا قاسم علشان يا سبحان من مصبرني عليك دلوقت ومخليني مقومش مخليش فيك حتة سليمة، وأروح للزفت التاني اقتله.
قاسم بهدوء : فكر بعقل وبلاش تهور، وهو يومها أنا عملت فيه الي لو أنت كنت مكاني كنت هتعمله بالظبط يا جاسر، لأن شيري مرات اخوتي وأنا شوفت واحد بيضايق مرات أخويا ف تخيل كدة إيه الي عملته؟ أنا بقى عملت أكتر من تخيُلك ده، وفارس سكت ومتكلمش لأنه خاف من إنك تعرف لأني بينت من كلامي أني مش هقولك لأني لو قولتلك قولتله إنك هتلغي العقد ده غير الخساير الي هتسببها لابوه وكمية الأسهم الي هتقع من شركهتم بسببك.
صمت جاسر ولم يجِب عليه بينما أكمل قاسم : بس أنت بردوا خسرت كتير أوي لأنهم ف العقد حاطين بند مش قليل، لو ناسيه ف هما حاطين مبلغ هيدفع من الشخص الي هيلغي العقد ف يوم سواء إحنا أو هما، والمبلغ مش قليل نهائي.
زفر جاسر بضيق واردف : خلصت؟ اطلع برة بقى.
قاسم : خلاص بقى يا جاسر ميبقاش قلبك أبيض!
ضحك جاسر على ما اردفه بينما أردف قاسم : أيوة أضحك.
المهم، حبيتها امتى؟
جاسر : مش هتسكت؟
قاسم بإصرار : اسكت؟ مش هسكت وهتقولي، ها مش سامع بتقول إيه.
نهض قاسم واردف بلهفة : ولا أقولك، تعالى نروح ناكل ونتكلم بعيد عن الشركة.
أرجع جاسر رأسه للوراء واردف : لأ مش قادر أروح ف حتة.
جلس قاسم مرة أخرى : خلاص مش مهم، المهم تحكي، ها يلا احكي.
زفر جاسر ف هو يعلم قاسم لن يهدأ حتى يُخبره ما بالأمر..
جاسر بسخرية : بذمتك متجوز واحدة، ومعايا إبن منها، وقربنا نكمل ٤ سنين مش هكون بحبها؟
قاسم : مش قصدي يا جاسر وأنت افهم أقصد إيه، أنا عارف إنك اتجوزت شيري لرغبة ماجد وأنت متعودتش تقول لابوك على حاجة لأ 
جاسر بسخرية : وده سبب لأني اتجوز واربط حياتي بواحدة واعيش معاها كل عمري علشان بس رغبة لشخص تاني بده مهما كانت غلاوته؟
قاسم : أبعد ما كان يجي ف خيالي إعجاب مثلا، يعني أه أبوك قالك تتجوزها وقولت يمكن وافقت علشان مش بترفض ليه طلب وكمان شيري حلوة وقمورة وجس..
جاسر بغضب : قاسم!
قاسم : آسف، قصدي بس هو ده، إنك يعني عندك قبول ليها بس.
جاسر : واديك عرفت أني بحبها.
قاسم : ايووووة من امتى بقى؟ بعد ما فريدة مشيت؟
أرجع جاسر برأسه للوراء وهو يضع القلم بين يديه ويُحركه واردف : لأ، من وقت ما شوفتها أول مرة ف المستشفى من ٥ سنين.
فتح باب شقته ودلف وملامحه تدُل على ارهاقه الشديد، نظر بدهشة وهو يرى الظلام يعُم المكان..
أشعل الأنوار وهو يُردف عاليًا بإسم شيري..
فتح باب غرفة النوم واتسعت ابتسامته عندما رآها تحمل قاسم بين يديها وتدور به بالغرفة ومن الواضح أنها تحاول أن تجعله يخلد للنوم..
أشارت لهُ للصمت بينما حرك رأسه بمعنى نعم واتجه لخزانة الملابس وأحضر ملابسه ودلف للمرحاض بهدوء ليأخذ شاورًا دافئًا علهُ يُريح جسده من التعب.
خرج بعد وقت و وجد شيري تجلس على الفراش تنتظر خروجه بعدما خلد قاسم للنو..
نهضت شيري وتقدمت ناحيته بإبتسامة وقبلت وجنته واردفت : حمدلله على سلامتك.
أحاط خسرها بذراعيه وهو يُجيبها : الله يسلمك.
شيري : حضرتلك العشا، ونيمت قاسم، واستنيتك تيجي وقولت نتعشى سوى وكمان عشان عاوزة أتكلم معاك شوية.
امأ رأسه بإبتسامة وهو يحاول مُدارة تعبه، لم يرِد أن يفقدها ذاك الحماس الواضح بأعينها وفرحتها بأنها جهزت له العشاء بنفسها وساعدت قاسم للنوم دون أن تلجأ لمُساعدة المُربية.
بعد وقت كانا يجلسان على مائدة الطعام الصغيرة الخاصة بهم، واردفت شيري بسعادة : الأكل عجبك؟
أمسك بيدها واردف بإبتسامة : تسلم ايدك يا روحي.
– بجد حلو؟ جاسر مش عاوزاك تجامل، أول مرة اطبخ حاجة ف قول رأيك بصراحة، ولو فيه حاجة مش مظبوطة قولي عليها واظبطها بعدين.
– كل الأكل جميل وعجبني ومفيش حاجة مش مظبوطة بالعكس كله حلو.
ابتسمت بسعادة وتناولوا العشاء معًا..
جاسر بتساؤل وانتباه : مش بتروحي النادي ليه؟
شيري : هتصدق لو قولتلك مبقتش أقدر اسيب قاسم خالص؟ 
أمسكت بيده واكملت بسعادة غامرة : ده يا جاسر مرديش خالص ينام النهاردة مع المربية، تخيل؟ أنا.. أنا مكنتش بعرف انيمه خالص، بس هو فضل يعيط معاها وأنا خدته وأول ما شيلته وفضلت الاعبه شوية لقيته سكت وفضل يضحك معايا، وكمان أنا مشيت المربية وقولتلها بكرة لو عوزتك هتصل بيكِ تيجي، وقولت أحاول أنا النهاردة انيم قاسم ولو منامش أفضل ألعب معاه بس حاولت انيمه ونام فعلا ف حضني.
أبتسم جاسر لسعادتها التي شعر بأن قلبه بات يرقُص على اوتارها الآن واردف : كويس ده.
حركت رأسها بسعادة واردفت : كويس أوي مش كويس بس.
نهض جاسر من مكانه واردف : الحمدلله كلت، هغسل ايدي و هستناكِ ف الأوضة عشان نتكلم ف الموضوع الي عاوزاني فيه ماشي؟
شيري : ماشي هشيل الأكل بسرعة واجي.
ذهب جاسر ناحية المرحاض وانهى ما يفعله وخرج جلس على الفراش بارهاق شديد، ورفع قدميه بتعب وهو يرجع رأسه للوراء بإنتظار شيري أن تأتي..
دلفت للغرفة هي الأخرى وذهبت ناحيته وجلست بجانبه واردفت : هسالك سؤال وممكن ترد بصراحة يا جاسر؟ صدقني مهما كان ردك أنا هتقبله، بس أنا محتاجاه جدًا.
نظر لها بإنتباه وتركيز واكملت شيري : أنت بتحبني؟ متقولش كلمة أكيد، مش عاوزاها يا جاسر، عاوزة اسمع أه بحبك أو لأ، فاضل أسبوعين ونكمل ٤ سنين متجوزين، بس عمري ما سمعتها منك يا جاسر، ولا مرة قولت أنك بتحبني، بس أنا بقولهالك دايمًا، برغم كل الي بينا بس الي متأكدة منه أني بحبك، كل الي بعمله مش بيثبت حبي بس صدقني بحبك، وأنت بتعمل كتير معايا، بتتحمل كتير مني وعارفة أنت بتجازف قد إيه ف علاقتنا علشان تكمل ونكوِن أسرة مع بعض، بس..
نظرت إليه بأعين دامعة واكملت : برغم كل ده مش بحس بحبك خالص، بحس إنك بتعمل كدة كـ دافع واجبك كـ زوج مش أكتر من كدة.
أمسك بيدها وهو ينظر بعينيها وشرع بحديثه : الكل وأولهم انتِ شايف أني اتجوزتك بس برغبة من بابا وأنه طلب أني اتجوزك، بس أنا معملتش ده علشان كدة، أكيد مش علشانه هتجوز واحدة مش حاسس حتى بذرة مشاعر جوايا ناحيتها، أنا حبيتك، حبيتك من لحظة ما روحت المستشفى وشوفتك أول مرة وانتِ واقفة بتعيطي علشان غادة ماتت، حبيتك برغم أن أول بصة بصتيها ليا كنت شايفها كلها كُره، بس أنا بصتلك وأنا كنت حاسس بحاجة غريبة جوايا، عاوز احضنك واقولك أنا معاكِ متخافيش، عاوز أمسح دموعك واقولك كفاية عياط وكل حاجة هتكون كويسة، عاوز اخليكِ توقفي عياطك الي مكنتش عارف ليه كان مخليني واقف متجنن والي كان خانقني أكتر أني كنت متكتف حتى عن أني أقولك كلمة واحدة أو أقول معلش..
رفع أنامله وهو يمسح دموعها واقترب منها وقبل ثغرها برقة وابتعد مرة أخرى واكمل حديثه : كل يوم شعوري كان بيكبر أكتر ناحيتك، وأول ما بابا جه قالي اتجوزك الي خلاني أرفض وقتها أني كنت شايفك بتكرهينا كلنا، بس..مع كلام بابا وافقت، بس مش من كلامه، وافقت لأني بحبك وبس.
قبلها مرة أخرى قبلة أعمق من التي سبقتها وابتعد عنها بعد وقت وهمس أمام شفتيها : بحبك وبس يا شيري.
حاوطها بذراعيه وهو يضعها على قدميه وأكمل حديثه : أكبر عيب جوايا أني مش بعرف أعبر عن مشاعري وأقول إيه جوايا، وده أول غلط أني مقولتش أني بحبك، وتاني غلط أني كنت مفكر قربك ليا وانك وافقتي تخلفي مني علشان ترجعي فلوس غادة الي انتِ شايفة إن بابا وعمي خدوها منها.
أغمضت عينيها بألم واردفت بجمود : دي حقيقة يا جاسر.
كاد أن يتحدث ولكنها قاطعته
: دي حقيقة، حبي ليك حاجة وإني شايفة إن السبب ف الي حصل ف ماما أبوك وعمك حاجة تانية، وكمان مش هنسى أن..
– شششششش..
قاطعها وهو يضع يده على فمها وأكمل : سبيني أكمل كلامي يا شيري ممكن؟
امأت برأسها بينما أكمل هو 
: على قد ما زعلت من تفكيرك وانك وافقتي تخلفي مني علشان كدة، بس على قد ما كنت فرحان بأني هيكون عندي إبن أو بنت، ومنك انتِ، من الوحيدة الي قلبي اتفتح ليها.
قبل عُنقها وهو يحاوط خسرها من جديد، واردف وهو يدفن رأسه بعنقها : حبيتك أوي يا شيري، حبيتك فوق ما تتخيلي، وحبي ليكِ هو السبب ف أنه كان واجعني بالطريقة دي، أني بحبك وعاوز أقرب منك علشان بحبك، وشايفك بتقربي مني علشان ترجعي حق غادة، وكنت مضطر أوافق علشان اخليكِ معايا ومتفكريش تاخديه بطريقة تانية وتكوني فيها بعيد عني.
مد يده وهو يفتح سحاب فُستانها وتوقف حينما فتحه وأحاط خسرها من جديد وأكمل 
: لما فريدة جت البيت كنت بقسى ف تعاملي معاها علشانك.
أبتسم بسخرية وأكمل : شوفتي بحبك لدرجة إيه؟ كنت شايف وجعك قد إيه من وجودها ومن حب الكل ليها ف كنت بعاملها بقسوة ومكنتش بعتبر ليها وجود ف البيت علشانك.
قبل عُنقها قُبل متفرقة، وكتفها العاري وهو يكمل : جيت بعد كدة فكرت اتجوزها علشان أضايقك بيها، فكرت ممكن بـ كدة تفكري فيا كـ جاسر جُوزك لما تشوفيني ممكن اتجوز غيرك، مش جاسر الي اتجوزتيه و وافقتي تكوني مراته وأم لابنه عشان ترجعي حق أمك بس.
بِـ لحظة كان يعتليها وهو يردد ببن قُبلاته : بحبك يا شيري، بعشقك يا قلب جاسر، بحبك يا أول من قدرة تحطم حصون قلبه وتقتحمها وتكون ملكة عرشه، بحبك.
مرت الأيام وجاء يوم موعد خُطبة صبا وزياد، وأسر ولِيان.
في الغرفة المُخصصة لتجهيز العرائس..
ليان بدهشة : يعني إيه أسر عاوز نكتب الكتاب؟ هو مقالش! وأنا مش موافقة لا 
شروق : ليه يا ليان؟ هو حابب يكتب الكتاب مع الخطوبة عشان ميبقاش فيه حواجز بينكوا، إيه المُشكلة؟
ليان : لأ خطوبة بس، هنلبس دِبل وبس أكتر من كدة لأ.
شروق : طيب هو عمال يتحايل على ابوكِ تحت، وابوكِ كل شوية يكلمنب عشان أقولك وأن أسر عمال يزِن على دماغه علشان تكتبوا الكتاب مع الخطوبة، وتستنوا لحد ما تعرفيه كويس بعدين تعملوا الفرح.
ليان : ماشي و قولي لبابا أني مش موافقة غير على خطوبة بس.
جاءت صبا من خلفها واردفت : ليه يا ليان؟ ما أنا وزياد هنكتب بردوا!
ليان : انتِ و زياد حاجة وأنا وأسر حاجة تانية.
صبا : إيه الفرق؟ أنا وزياد بنحب بعض وانتِ وأسر كذلك!
ليان : لأ تفرق، انتِ وزياد ولاد عم، قرابتكوا سمحت انكوا تقربوا أكتر وتعرفوا بعض كويس، إنما أنا وأسر لأ، برغم أنه كان ممكن اشوفه كل أسبوعين واحيانًا كل أسبوع بس مفيش أي اختلاط زايد بينا غير سلامات مش أكتر يا صبا، أه مش هنكر أني معجبة بيه وجدًا كمان وعلشان كدة وافقت بس لسة معرفش أسر، أنا أعرف بس أسر الشخصية الهادية الي شوفتها ف التجمُع الي كان بيحصل بينا، إنما أسر شخصيًا لأ، معرفهوش، نتخطب الأول وندي لنفسنا فرصة نعرف بعض كويس بعدين نكتب الكتاب ونتقرب أكتر ونعرف بعض أكتر وبعدين نتجوز.
التفت للخلف حينما استمعت لحمحمة رجل من الخلف..
ليان بخجل وهي تخفض رأسها : أسر!
أبتسم أسر على خجلها من الذي حقًا أصبح كالادمان بالنسبةٍ له واردف : معلش عاوز أتكلم معاكِ لوحدنا ممكن؟ وأنا استأذنت عمي الأول.
شروق : أكيد طبعًا طالما قولت لماجد..
ندرت لصبا ولمروة ولشيري الجالسة بصمت تُتابع فقط ما يحدث واردفت : يلا نخرج ونسيبهم يتكلموا.
خرج الجميع والفتاتان المُكلفتان بتزيين العروس، وبقى أسر وليان..
أسر : أنا سمعت كل الي قولتيه لصبا، بس انتِ الي متعرفنيش يا ليان إنما أنا أعرفك وكويس أوي، أعرفك أكتر ما تعرفي نفسك كمان.
رفعت رأسها إليه واردفت بدهشة وبلاهة : هه!
أقترب أسر خطوتين منها واردف بإبتسامة : أعرف ليان الي بتكره الدراسة بس اضطرت تكمل بسبب جاسر أخوها الي فضل وراها ودخلت كلية ألسُن لأنها بالرغم من أنها بتكره الدراسة بس بتحب الإنجليزي، واختارت السُن علشان تدرسه هو مخصوص، ليان الي بتحب الروايات ونفسها ف قصة حُب خيالية يكون بطلها بطل من رواية، مش بطل بنفس صفات أبطال الروايات بس بنفس حُبه للبطلة، ليان الي عايشة ف عالم لوحدها وخاص بيها مع رواياتها، ليان الي ما صدقت خلصت جامعة وهتتخرج علشان تصحى كل يوم براحتها بعد الضُهر وتأسس يومها على أنها تصلي الضُهر بسرعة قبل ما العصر يأذن ويروح عليها، وبعدين تبدأ ف يومها براحتها، تاخد شاور وتفطر ويكون العصر أذن تصليه وتقعد تقرا رواية جديدة وتخلصها الفجر وتصليه بعدين تنام وتصحى تاني بعد الضهر وتعيد نفس اليوم بس برواية مُختلفة وأحداث مُختلفة مع بطل جديد ومُختلف بقصة حُب مُختلفة، أعرف ليان الي مجمعة من كل بطل رواية ميزة ف حُبه ونفسها كل الميزات دي تتجمع ف الشخص الي هتكمل معاها حياته، يعني مثلا عاوزاه يكون هادي والي واثق مليون ف المِية إنك وافقتي تتجوزيني علشان شايفاني شخص هادي مش عصبي، وتاني حاجة يعشقك لدرجة أنه يكون مهوُوس بيكِ، و تالت حاجة أنه يكون حنين عليكِ لدرجة أكبر من حِنية الأبطال الي ف الروايات، رائع حاجة أنه يساعدك يكون ليكِ كارير وكيان ويحفزك تحققي الأهداف الي انتِ مكسلة تحقيقها دلوقت.
ضحكت ليان على جملته الأخيرة بينما ضحك هو ليس لما اردفه بل ضحك بسعادة لرؤية ضحكتها..
أكمل حديثه بعدما توقفت ضحكتها وبقى ابتسامة مرسومة على شفتيها مع لمعة أعيُنها من حديثه : ليان العصبية الطفلة العاقلة الي بتعيط عشان الانسيال بتاعها اتقطع، وبتعيط علشان البيتزا طلبتها بجبنة كتير والبيتزا جت عليها جبنة بس مش كتيرة زي ما هي عاوزاها، أعرف ليان الي فيها كل شئ وعكسه، جريئة وخجولة، عصبية وهادية، عاقلة وشعنونة، إجتماعية ومُنعزلة، ليان الي تقدر ف أوقات تكون ف كامل أنوثتها وأوقات تانية تبقى لسة طفلة، تتجوزيني يا ليان؟ موافقة نكتب الكتاب مع الخطوبة علشان يكون عندي فرصة أني أعرف ليان أكتر واكتر واديها فرصة تعرفني؟ تعرف أسر إذا كان فعلا هادي ولا لأ، بيحبها ولا لأ، هيكون حنين ف حبه زي ما بتتمنى ولا لأ، تعرف إذا كان أسر نفس فارس الأحلام الي رسمته ف مُخيلتها ولا لأ، موافقة؟
امأت برأسها بمعنى نعم وملامحها مُندهشة مما أردف بِه للتو، تشعُر بأن حلقها جف وغير قادر على النُطق بكلمة واحدة حتى!
أبتسم لها أسر واستدار وخرج من الغرفة وتركها لازالت واقفة على صدمتها..
دلفت شروق فور خروجه واردفت : وافقتي؟
ليان! 
حركت صبا يدها أمام وجه ليان واردفت : يا بنتي ردي!
ليان : هه نعم 
شروق : وافقتي؟
ليان بخجل وهي تتذكر ما حدث : أه وافقت.
ضيقت صبا عينيها وهي تنظر لاعيُن ليان : قالك إيه خلى رأيك يتغير و وشك يحمر كدة، ها؟ قالك إيه؟
ليان بتوتر : م..مقالش هو بس طلب مني نكتب الكتاب.
صبا : أيوة ما إحنا من الصبح عمالين نحاول نفهمك كدة وكنتِ رافضة، إيه بقى الي قاله زيادة خلاكِ توافقي وتحمري وتخضري كدة؟ 
ليان بتوتر : م..مقالش أنا بس اتحرجت أني يعني كنت واقفة معاه لوحدي ف الأوضة و..وكمان طلب مني هو أني نكتب الكتاب ف..ف معرفتش أقوله لأ..
مروة لصبا : خلاص يا صبا خليكِ ف حالك وسيبي البِت، انتِ مالك قالها إيه؟ روحي يلا اجهزي علشان كدة هنتأخر.
شروق : أيوة يلا نبدأ نجهز، وروحوا علشان تحطوا الميك أب يلا.
بدأ الجميع بالتجهيز، وكانوا مشغولن ببعضهن البعض بينما كانت شيري تجلس على أريكة متواجدة بالغرفة تتابع ما يحدث بصمت تام..
انتبهت شروق لشيري الجالسة بصمت واتجهت ناحيتها واردفت : مش هتجهزي يا شيري؟
رفعت شيري نظرها إليها واردفت : حاضر هجهز 
ابتسمت لها شروق واردفت بحنو : طيب يلا يا حبيبتي علشان نخلص وننزل كلنا سوى.
نهضت شيري من مكانها واتجهت ناحية المرحاض الموجود بالغرفة حتى ترتدي فُستانها..
بعد وقت خرجت شيري وهي ترتدي فُستانًا باللون الأسود من الدانتيل الناعم، يرسم مُنحنيات جسدها
التف الجميع حولها بانبهار لم يستطع احد منهم إخفائه واردفت ليان : واو يا شيري، الفستان رقيق وشيك وتحفه عليكِ.
شيري بلهفة وسعادة : بجد حلو؟ أنا كنت خايفة يكون وحش! 
صبا بتأكيد : جدًا بجد، بس أبيه جاسر وافق عليه؟ هو تحفه لدرجة أني اشُك أنه وافق!
ضحكت شروق على حديث صبا واضافت بتاكيد : أيوة وأنا مع صبا ف كلامها، جاسر وافق؟
شيري بخجل : لأ ما هو أصل أنا قولت اعمله لجاسر مفاجئة 
شروق بضحك : أحسن إنك خلتيه مفاجئة لأن لو كان شافه مظنش أنه كان وافق عليه.
شيري بهمس : ما أنا خوفت اوريهوله كمان بصراحة لأنه كان عاجبني شوية ومعرفتش اشتري حاجة تانية وده الوحيد الي عجبني.
ليان : لأ حلو أوي يا شيري، وتحفه عليكِ فعلًا.
ابتسمت لهم شيري، بينما اردفت شروق : خلاص كلوا جهز؟
استدارت صبا حول نفسها بسعادة واردفت : أيوة جهزت خلاص، حلو؟
اقتربت منها مروة بأعين دامعة واردفت : قمر يا حبيبتي، زي القمر.
قبلت مروة رأس ابنتها وضمتها لاحضانها بسعادة ودموع ورادفت : مبروك يا قلب ماما.
صبا بسعادة : الله يبارك فيكِ يا روح قلبي.
شروق بدموع لـ ليان : ما شاء الله اللهم بارك، مش مصدقة أني شوفتك عروسة يا ليان، مش قادرة أقولك فرحتي قد إيه..
احتضنتها شروق بسعادة ودموعها باتت تنهمر واردفت : مبروك يا حبيبتي، ربنا يتمم الليلة على خير يا رب.
ليان بدموع هي الأخرى : الله يبارك فيكِ يا ماما
صبا : خلاص بقى هعيط أنا كمان.
شروق بضحك وهي تلكزها بكتفها : عديمة المشاعر انتِ!
ظل يضحك الجميع بينما نظرت لهم شيري بحزن والدموع اجتمعت بعينيها، كم تمنت أن تكون أمها بجانبها الآن، كم تمنت أن تكون بجانبها وقت زفافها، احقًا كانت ستفرح وتبكي لأجلها مثلما فعلت شروق ومروة لبناتهم الآن؟ أم أنها كانت ستفرح لتخلصها منها مثلما كانت تُخبرها بأنها تنتظر يوم زفافها حتى تتخلص من همها وعبئها عليها!
مسحت دموعها سريعًا وحاولت أن تبتسم بينما اردفت ليان : كلمي زياد يا صبا شوفيهم جهزوا ولا عملوا ايه كدة..
صبا : عملاله بلوك.
نظر لها الجميع بدهشة بينما اردفت هي بلامُبالاة وهي تهز كتفيها : اتخانقنا امبارح الفجر ف عملتله بلوك ونمت.
ليان : عملتي بلوك لخطيبك ليلة خطوبتكوا كتب كتابكوا؟
صبا بلامُبالاة : اخوكِ الي بارد وضايقني ف عملتله بلوك.
شروق : جوز مجانين والله، فعلا ما جمع إلا ما وفق بجد.
قاطع حديثهم صوت الطرقات على باب الغرفة وجاء ماجد وهشام وأخذوا الفتاتان وسلموهم للشابان.
نزلت شيري خلفهم وظلت تنظر حولها، والتفت حينما استمعت لصوت جاسر المذهول : شيري، إيه ده؟
شيري بتوتر وهي تدور حول نفسها : حلو؟
ابتلع جاسر ريقه بتوتر وذهول وعينيه تجول حول فُستانها من أسفله لأعلاه، ف حقًا كانت رائعة به، لا يعلم هل هو من يراها رائعة لذاك الحد، أم أنها حقًا رائعة هكذا ولكنه علم شيئًا واحدًا، أنها ستكون هكذا أمام كل تلك الأعين من حولهم، واردف : أوي، حلو لدرجة أنك هتطلعي تغيريه حالًا.
اقتربت شيري منه واردفت : جاسر بليز، مفيش غيره..
جاسر بحزم : وحضرتك مورتهوليش ليه؟ كنت قولتلك تجيبي غيره! أنسي إنك تدخلي بيه الفندق، الفستان يتغير.
اخفضت رأسها بحزن : مفيش غيره صدقني، ف خلاص لو مُصر هطلع الأوضة الي جهزنا فيها واستنى الفرح يخلص وبعدين لما تيجي مروح هروح معاك البيت.
أغمض عينيه بغضب ومن ثم فتحهما مرة أخرى ونظر لها مرة أخرى من أسفل قدميها لاعلاها واردف : ماشي يا شيري، هتحضري بيه..
اقترب منها وحاوط خصرها بيده واردف : بس هتفضلي جمبي طول الفرح لحد ما يخلص ونمشي مفهوم؟ صدقيني لو اتحركتي من جمبي مش هيهمني وهاخدك ونروح.
شيري بلهفة وسعادة : لأ والله هفضل كدة جمبك خطوة بخطوة.
امأ جاسر برأسه وأخذها ودلفَ لداخل القاعة..
كان يقف ينظر حوله وهو يبحث عنها بعيناه، حتى نظر لباب الدخول و وجدها تدلف بتوتر وهي تنظر حولها، ف تقدم ناحيتها بسعادة واردف بإبتسامة : لينا ازيك.
مدت يدها بخجل واردفت : الحمدلله يا قاسم بيه.
قاسم : بيه إيه بقى إحنا برة الشركة خلاص، إسمي قاسم بس اتفقنا؟
لينا بتوتر : اتفقنا.
قاسم بإعجاب واضح : بس إيه الجمال ده؟ انتِ حلوة أوي فعلا.
فركت يدها بتوتر شديد وأخذت تنظر حولها واردفت : آ.. مش هسلم على اختك؟ عاوزة أبارك ليها
قاسم بإبتسامة : أه طبعًا تعالي، واعرفك على ماما كمان.
بينما على الجانب الآخر كان يرقص العرائس سلو..
زياد لصبا : أنا تعمليلي بلوك؟
صبا : أنت الي قليل الأدب ومش محترم وبتعلي صوتك عليا ف الفون ف عملتلك بلوك.
زياد : ماشي يا صبا، وحياة أمي لاوريكِ بس الصبر الليلة تعدي ونكتب الكتاب بس وتكوني مراتي عشان اعرف اوريكِ كويس.
صبا : لا ما أنا قولت لبابا أني عاوزة خطوبة بس.
زياد : نعم يا روح امك؟ وبعدين هو بمزاجك؟ دا أنا قاعد من صغري أحب واتحايل واتغازل واسايس وتيجي ف الآخر تقولي قولت لبابا خطوبة بس؟ والله أصور قتيل هنا وبردوا نكتب الكتاب.
صبا : طب مفيش خطوبة كمان.
شدد زياد على خصرها وهو ينظر حوله ويبتسم ابتسامة صفراء واردف : بت اظبطي لاظبطك كده مفهوم؟ مش كفاية تعمليلي بلوك ليلة كتب كتابنا، دا انتِ ليلة ابوكِ سودة.
على الجانب الآخر كان يرقص أسر وليان..
كانت تضع يدها على كتفه بتوتر شديد، بينما هو يُطالعها بسعادة واعين لامعة بحب..
ليان بخجل : ل..لو سمحت بطل تبُصلي كدة!
ضحك أسر بشدة واردف : أبطل ليه؟ وبعدين أنا مش مصدق إنك خلاص بقيتِ قدام الناس دي كلها بقيتِ بتاعتي خلاص ودبلتي ف ايدك، لأ واسمك خلال دقايق بس هيكون على إسمي كمان.
اخفضت رأسها بخجل بينما ضحك هو على خجلها واردف : تعرفي أني بقيت مدمن لكسوفك ده؟ بالرغم من أني نفسي اكسره ومخلكيش تتكسفي مني خالص، بس بقيت مُدمن ليه بجد.
رفعت نظرها إليه بخجل بينما اتسعت ابتسامته بسعادة وعيناه تلتمع أكثر وأكمل : عاوز أفضل باصص ليكِ كدة دايمًا، عينيكِ فيها حاجة غريبة أوي بتسحبني جواها، بتخليني غرقان ف أعماقها، وبدوب ف جمالها.
ابتسمت بسعادة رغمًا عنها وسط خجلها و وجهها الذي برغم مساحيق التجميل ولكنه بات مُحمرًا أضعاف اضعافه بسبب خجلها..
التفت له بسعادة وهي تردف بعدما باركت للعرائس : بجد مش مصدقة أن جده وافق اجي، كنت خايفة ميوافقش وكنت هضايق أوي لو مجتش.
كيان بإبتسامة : اديكِ جيتِ أهو، وأي خدمة البركة فيا أنا الي قولتله هويدكِ واجيبك.
نظرت لهُ فريدة واردفت بإمتنان : بجد شكرًا ليك يا كيان، مش عشان بس اقنعته اجي الفرح وأنك جبتني وهتفضل مستني نروح سوى، لأ شكرًا لكل الي بتعمله معايا من وقت ما رجعت معاكوا البلد، من غيرك مش عارفة كنت هعمل إيه مع عمي ومراته ولا فادي السئيل ابنهم، ومعاملتك ليا من وقت ما جيت الدار عندكوا، وكل الي بطلبه منك بتعمله ليا، وبرغم المشوار الي بين البلد والجامعة بس بتوديني بنفسك، بجد شكرًا ليك.
ابتسم لها كيان تلك الابتسامة التي تُسحرها واردف بهدوء : أنا الي محتاج اشكرك على كتير أوي، بس..
فريدة : بس إيه؟
كيان بهدوء وهو ينظر أمامه مرة أخرى : سيبي كل حاجة لوقتها وهتعرفي كل حاجة.
مر الوقت بسعادة على الجميع، وكان يقف جاسر وشيري بجانبه وهما ينظروا للعرسان يرقصون رقصة السلو الأخيرة بعد كتب الكتاب حتى يستعد الجميع للرحيل..
نظر جاسر لشيري التي كانت تُطالع الجميع بحزن واضحًا على ملامحها، وتذكر يوم زفافهم ف هي رفضت أن يكون لها زفافًا وتم كتب الكتاب دون أي فرح لهم..
همس بجانب أذنها : تحبي نرقص؟
شيري بفرحة : بجد..
أبتسم لها واردف : ولو أني مش عاوز اخليكِ تتحركي اساسًا بالفستان ده، وهتكوني بترقصي قدام الكل بس هحاول علشانك.
نظرت له بسعادة غامرة، ليس من أنهم سيرقصوا معًا بل بسعادة من حبه لها وغيرته عليها التي بات يُوضحها لها بِكل ثانية يعيشون ها معًا..
                                     • • •
نظرت لهُ بهلع شديد واردفت : أنت جايبني فين؟ مش قولت أننا جينا امريكا نقضي شهر عسل سوى؟ 
نظر لها واردف : أنا آسف بس ده الي كان لازم يحصل من الأول..
ظلت تتراجع للخلف بخوف وهلع شديد وهي تحرك رأسها بشدة : لأ لأ مستحيل هقتلك أنت فاهم هقتلك لو عملت كدة..
يتبع…….
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!