Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل السادس 6 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل السادس 6 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل السادس 6 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل السادس 6 بقلم فرح طارق

#مُنقذي_وملاذي_ج_2
#الفصل_السادس.
يقف الجميع ببهو الفيلا، يودعون جاسر وشيري..
ماجد بإبتسامة : يلا يا جاسر مفيش وقت، خد مراتك وسافروا يلا.
نظرت شيري لجاسر بصدمة، بينما وجدته أبتسم وهو يحيط كتفيها واردف لماجد : تسلم ايدك يا بابا.
ترك كتف شيري واتجه لماجد واحتضنه، ومن ثم أقترب من شروق الواقفة تنظر لهم بأعين دامعة من سعادتها، ووقف على بُعد خطوة منها واردف بمرح : كان نفسي استعبط واحضن بس الحاج عامل فيا جميل دلوقت.
قرصته شروق من وجنته واردفت : ماشي يا جاسر.
أمسك بيدها وقبلها واردف : متحرمش منك يا ست الكُل.
اقتربت ليان من جاسر واردفت : متتأخرش يا أبيه ها، بابا قال هو شهر وهترجع مطولش فيه.
ضمها جاسر لصدره بحنان واردف : حاضر يا حبيبتي، مش هتأخر.
ليان : وكل يوم هكلمك فيديو كول.
جاسر : كل يوم هنتكلم فيديو كول.
ليان : سيب قاسم معايا وروحوا انتوا وتعالوا بالسلامة.
شيري بتسرع : لأ..
نظرت لجاسر بتوتر من نظارته لها، بينما نظر هو لـ ليان واردف : معلش يا ليان، قاسم دلوقت بقى متعلق أوي ب شيري وانتِ شوفتي ده من شوية، وشيري كمان مش هتقدى تسيبه ولا أنا حتى، وكمان ده شهر مش مُدة قليلة ولا كام يوم.
ليان بتفهم : ماشي يا حبيبي ربنا يسعدكوا.
قبل جاسر رأسها واردف : بس اوعدك كل يوم هيكلمك فيديو كول.
ليان: ده أكيد هيحصل.
ودع جاسر الجميع وأخذ زوجته وابنه وركب سيارته واتجه ناحية المطار..
في السيارة..
شيري : أنت كنت عارف أن إحنا هنسافر؟
جاسر : لأ، كنت عارف أن قاسم هو الي هيسافر علشان فرع الشركة الي اتفتح هناك، بس النهاردة عرفت أنه حاجز ليا أنا وانتِ وإني هسافر بدل قاسم.
ابتسمت شيري بسعادة ومالت على كتف جاسر واسندت برأسها عليه واردفت : أول مرة نسافر سوى، مُتحمسه أوي بجد.
ابتسم لها وهو يقبل رأسها واردف : ومش آخر مرة بإذن الله.
أغمضت عينيها بسعادة غامرة وهي تحتضن ذراعه، بينما طالعها هو بحزن وتنهد بقلة حيلة، ف ما يقدم عليه يجب عليه أن يحدث وكُلما طال الوقت كُلما أصبح الأمر أصعب عليه.
في صباح يومٍ جديد..
في الشركة..
رفعت لينا نظرها لِتلك الفتاة التي دلفت للمكتب للتو، وهي تسألها عن قاسم..
نظرت لها من أسفلها لأعلاها وعقدت حاجبيها لتلك الفتاة التي تقف أمامها وترتدي ملابس تكشف أكثر مما تستر..
الفتاة بتكبُر : انتِ! قاسم فين؟
نهضت لينا واردفت : ف مكتبه.
– Ok..
اردفت بكلمتها واتجهت ناحية المكتب وفتحته ودلفت ولينا خلفها تحاول إيقافها..
لينا لقاسم : أنا آسفة بس مرضيتش تستنى أقولك ودخلت.
نظر قاسم للفتاة بغضب واردف : جاية هنا ليه؟
تقدمت منه الفتاة وحاوطت عنقه واردفت : قاسم وحشتني، ولقيتك بقالك فترة مش بتيجي ومش عارفة اوصلك ف جيتلك أنا.
نظرت لينا لما يحدث أمامها بأعيُن مُتسعة بدهشة، بينما أزال قاسم يد الفتاة ونظر لـ لينا واردف : لينا روحي شوفي شغلك انتِ.
طالعته بغضب شديد، ف هي كانت تريد معرفة من تلك الفتاة وما سيحدث الآن..
قاسم : يلا يا لينا.
خرجت لينا من المكتب على مضض، بينما اقتربت الفتاة من قاسم مرة أخرى وابتعد هو على الفور..
قاسم : شاهي! قولتلك لحد الشركة وخط أحمر ومشوفش رجلك تعتبها صح؟
شاهي بدلال : صح بس انت بقالك فترة مختفي!
قاسم : مشغول، مختفي علشان مشغول بس ده ميدكيش الحق إنك تجيلي الشركة! وبعدين ممكن اكون اختفيت علشان زهقت مثلا وحبيت اغير.
عقدت شاهي حاجبيها واردفت : تقصُد إيه؟
جلس قاسم على مكتبه وهو يضع قدم فوق الأخرى واردف : زي ما سمعتي، زهقت مثلا!
اقتربت منه شاهي بدلال و وقفت أمامه وهي تميل ناحيته واردفت : بس أنا واثقة إنك مزهقتش.
غمز لها قاسم واردف : يا واد يا واثق أنت.
ضحكت شاهي بدلال، بينما في الخارج كانت تدور حول نفسها بغضب وهي تفكر بمن تلك الفتاة، واستدارت تنظر للباب بصدمة حينما استمعت لصوت ضحكاتها..
اندفعت لداخل المكتب و وقفت بصدمة وهي تجد تلك الفتاة تجلس على أقدام قاسم..
نهضت شاهي وقاسم واردف قاسم : فيه حاجة يا لينا؟
لينا بتوتر : ها لأ..
أه أه فيه، أصل سمعتك بتناديني.
عقد قاسم حاجبيه واردف : لا ممكن يكون اتهيألك بس..
لينا بتوتر : أه ممكن، أنا هخرج أنا بقى عن أذنك..قصدي عن إذن حضرتك.
أبتسم لها قاسم وخرجت لينا، والتفت شاهي ناحية قاسم واردفت : مين دي؟ سكرتيرتك! زوقك بقى لوكل أوي يا قاسم! شكلها فلاح أوي
قاسم بحدة : شاهي الزمي حدودك واياكِ تغلطي فيها تاني، ودي سكرتيرتي يعني بتشتغل عندي وكرامتها لازم تتحفظ غصب عنك وتحترميها، ماشي؟
حاوطت شاهي عنقه واردفت : سوري يا قاسم..
ابتعدت عنه مرة أخرى واردفت : مش هتيجي شقتي بقى؟ بقالك كتير أوي مش بتيجي!
اقتربت منه واردفت بخبث : ولا هاجي عندك أنت؟
قاسم : للأسف لا عندي ولا عندك، جاسر سافر والفترة دي هتسحل بداله ف الشغل.
شاهي : بليل، لما تخلص تعالى روق نفسك علشان تقدر على شغلك، ولا إيه؟
اردفت كلمتها الأخيرة وهي تغمز له بدلال، بينما اردف قاسم : ماشي يا شاهي، أمشي دلوقت وبليل هعدي عليكِ.
شاهي : هتيجي النايت كلاب ونمشي سوى ولا هتروح ع البيت على طول؟
قاسم : هجيلك نمشي سوى.
قبلته شاهي من وجنته واردفت : اوكي يا بيبي، باي باي.
رحلت شاهي وبدأ قاسم بالتركيز بعمله مرة أخرى..
دلفت لينا مرة أخرى وفضولها يتغلب عليها بشدة..
رفع قاسم نظره واردف : فيه حاجة يا لينا؟
لينا : هي دي خطيبتك؟ 
قاسم وهو ينظر للأوراق التي بين يديه : لأ واحدة شقطها زمان ولسة بتجري ورايا لحد دلوقت علشان أروح شقتها تاني.
توسعت عينيها بصدمة واردفت : شقطها! وشقتها!
قاسم وهو يحرك كتفيه بلامُبالاة : أه.
لينا : وجيالك الشركة؟ وأنت إزاي كدة! وبتقولها عادي!
قاسم : إزاي إيه؟
لينا : أنت بتغضب ربنا على فكرة! وأنت معروف عنك شخص بيساعد وجيالك أصلا عن طريق جمعية خيرية علشان كنت مساعدهم وهما الي قالولي هتساعدني!
قاسم : وليه علاقة ده بده؟
لينا : أن ده بيضيع ثواب ده!
نهض قاسم واتجه ناحيتها واردف بخبث : قولي انك عاوزة تتشقطي زيها وخلاص.
لينا بصدمة : ات..إيه.
نزل قاسم بجسده لها واردف : بس أخلص منها وهفضالك انتِ.
رفع جسده مرة أخرى وغمز لها وهو يبتسم، بينما قابلته هي بغضب واردفت : أنت قليل الأدب اساسًا وأنا غلطانة أني بشت..
صمتت وهي تغمض عينيها بألم ف من المستحيل أن تترك عملها الآن، ف هي مهما حدث بحاجة لذاك المال أكثر من أي شئ. 
ضم قاسم حاجبيه واردف : وانتِ اساسًا إيه؟
لينا : أنا دخلت بس يعني أقولك نصيحة مش أكتر و آسفة أني أدخلت وأنا مليش دعوة بـ اللي بتعمله وعن إذن حضرتك هخرج أشوف شغلي.
أبتسم لها قاسم واردف : شطورة يا لينا، ومتنسيش قهوتي معاكِ ها.
خرجت لينا من المكتب بينما رجع هو للجلوس خلف مكتبه وهو يباشر عمله مرة أخرى..
في فيلا ماجد..
استيقظت صبا بإنزعاج من ذاك الشئ الذي يتحرك على وجهها بإزعاج..
فتحت عينيها بتأفف ونهضت بفزع حينما وجدت زياد يجلس أمامها وهو يبتسم ويحرك شئ على وجهها..
صبا : زياد! بتعمل ايه هنا؟
نظرت لباب الغرفة بفزع واردفت : يخربيتك لو حد شافك! قوم أخرج.
حاولت دفعه بينما أوقفها هو : بس لو حد شافني إيه هيحصل؟ واحد بيشوف مراته عادي يعني.
صبا : هه! لأ ظريف، ده كتب كتاب بس يا حبيبي مش فرح أمك هو!
زياد وهو يضربها على وجنتها بخفة : لسان أمك ده الي هيجي ف مرة أقوم قاصصهولك.
صبا : وايد أهلك دي الي هاجي فمرة واكسرهالك، ف خاف عليها وحُطها جمبك بعد كدة.
زياد : لأ هو فعلا عاوز يتقص يا صبا.
ظل يقترب منها وهي ترجع للخلف وتردف : زياد، ورب الكعبة لو عملتلي حاجة لأكون فضحاك ف الفيلا كلها.
عقد حاجبيه واردف : فضحاني؟ يا بنتي حسني ملافظك شوية!
صبا بسخرية : هي للأسف الملافظ بتتحسن مع تحسُن الي قدامك، كلما كان الشخص افضل كلما كانت الألفاظ المُوجهة لهُ أفضل، وكلما كان الشخص أسوأ كلما استحق ملافظًا أسوأ منه.
زياد : وده مين الي قالك كدة؟
ضمت يديها واردفت بفخر : لأ دي مقولة كدة قالتها كاتبة وقريتهالها.
زياد : واسمها إيه؟
صبا : فرح طارق.
زياد : حلو ده، خليها تنفعك لما الشخص الأسوأ دلوقت يطلع كل سوءه عليكِ.
أنهى كلماته وهو يندفع ناحيتها ويُقبلها..
بينما حاولت هي دفعه ولكنه وأحكم قبضته عليها وهو يقربها إليه أكثر..
بلحظة تحولت دفعاتها لاستجابة وهي تضع يديها على صدره، بينما تحولت قبلته لشوق طال لسنواتٍ بالنسبةٍ له..
أبتعد عنها زياد بعد وقت وأسند جبينه على جبينها وهو يغمض عيناه واردف بشوق : سنين يا صبا بتمناها..
بينما كانت هي تغمض بخجل شديد..
فتحت عينيها وهي تدفعه واردفت : أنت قليل الأدب بجد، وحلال فيك البلوك الي عملتهولك فعلا.
زياد : انتِ لسة مشلتهوش؟
صبا : لأ ومش هشيله.
زياد : عادي يا روحي وأنا هعمل إيه إذا شلتيه وانتِ أصلا قاعدة معايا دلوقت..!
صبا بسخرية : ده على أساس الأول كنت ف المريخ؟
ضربها زياد خلف رأسها واردف : مكنتيش مراتي ياختي، ثانيًا ضيعتي أم اللحظة الرومانسية ومعرفتش أقول الكلام الي كنت هقوله.
صبا : لأ قول يا زياد، هو أنت بتعرف تكون رومانسي؟ يعني وكنت هتقول كلام رومانسي وكدة؟ خلاص أنا آسفة كمل يلا.
نهض زياد واردف : أكمل إيه ما انتِ فصلتيني خلاص.
نهضت صبا وهي تتشبث بذراعه : لأ كمل.
زياد بخبث : طب قولي أي حاجة ترجعني للمود كدة.
صبا بإبتسامة : بحبك.
زياد : وايه كمان؟
عقدت حاجبيها واردفت : عاوز تاني؟ ما أنا قولت بحبك حلوة أهي.
حرك كتفيه بلامُبالاة واردف : وأنا كمان بحبك وحلوة أهي.
ضربت الأرض بقدميها واردفت : لأ بقى مينفعش كدة..
كتم زياد ضحكته عليها واردف : يلا أنا خارج بقى أحسن حد يشوفنا 
تركها زياد وخرج من الغرفة وما أن خرج حتى انفجر ضاحكًا..
في فيلا عمرو ورنيم..
رنيم بإبتسامة : هتروح فين أنت ومراتك؟
قبل أسر رأسها واردف : أوعدك أول ما اجي هنقعد سوى واحكيلك خدتها فين وعملنا إيه.
رنيم : لأ يا حبيبي، مش عاوزة أعرف هتعملوا إيه بس عاوزة اعرف هتروح فين، وكمان لو مش حابب تقول خلاص.
عمرو من خلفها بضحك : هي عاوزة تعرف بس عمرها ما هتقولك أنها هتموت وتعرف أحسن تفكر أنها بتعمل دور الحما من دلوقت.
ضحك أسر على ما أردف به والده بينما اردفت رنيم بزعل مُصطنع : بقى كدة؟ ماشي يا عمرو.
قبل عمرو رأسها واردف : بهزر يا قلب عمرو..
نظر لأسر مرة أخرى واردف بهمس: قولها بقى هتروحوا فين، بس أعتبر أنها مسالتش وأنك أنت الي قولت من نفسك، علشان هي متضايقش وتحس أنها بتطفل عليك أنت ومراتك.
حاول أسر كبت ضحكته ونظر لرنيم التي تنظر لهم وهي تحاول فهم ما يقوله عمرو لأسر واردف وهو ينظر لساعته : هي مُفاجئة عاملها لـ ليان ولسة فيه حاجتين هظبط بينهم قبل ما أروح ليها لأن المفاجئة مظبطتش أوي ف مش عارف هيحصل تغيير فيها ولا لأ ولما اجي بقى هقولك إيه الي حصل وعملت إيه بالظبط اتفقنا؟
رنيم بإبتسامة : اتفقنا.
خرج أسر بينما اختفت إبتسامة رنيم واردفت بقلق : قلبي مقبوض أوي يا عمرو، علشان كدة كنت عاوزة أعرف رايح فين بالظبط، ومش عارفة ليه قلبي مقبوض كدة، كان نفسي اقوله ميروحش ف حتة بس شوفته متحمس أوي أنه يخرجها تاني يوم خطوبتهم.
عمرو : لأ يا حبيبتي أن شاء الله خير وهيخرج ويجي بالسلامة هو وخطيبته.
رنيم بتمني : يا رب.
عمرو بغمزة : وبقولك إيه بلاش القلق ده، دا أنا مبسوط أن أسر خرج وأنا خدت اجازة وقاعدلك يا جميل.
ضحكت رنيم بخجل واردفت : مش هتكبر؟ دا إبنك كلها سنة ويجيبلك أحفاد!
غمز لها عمرو وهو يردف : وأنا أجيب لاحفاده خال وخالة.
ضحكت رنيم بدلال وهي تحاوط عنقه واردفت بحنو : بحبك يا عمرو، بحبك أوي أوي 
عمرو بعشق : بعشقك يا قلب عمرو.
في المساء..
نزلت ليان من السيارة وأسر واضع تلك القماشة على عينيها، وأمسك بيدها وهو يسير بها للأمام..
ليان : خلاص؟
أسر بإبتسامة : قربنا خلاص، خطوتين، خطوة كمان، بس..
اقفي بقى.
وقف أمامها وازاح تلك القماشة وهو ينظر لملامحها بترقب حتى يقدر على رؤية ردة الفعل التي ستحدث ويتابعها بتمعُن وعِشق..
فتحت عينيها ونظرت بصدمة أمامها واعيُن مُتسعة..
ف كانت تقف أمام يخت كبير مكتوب عليه إسمها بالانوار..
نظرت لأسر الذي يُطالعها بترقُب شديد واردفت بصدمة : هو ده..
أقترب أسر واردف بإبتسامة : كل سنة وانتِ طيبة.
نظرت لهُ ليان ولازالت على صدمتها بينما أمسك بيدها وسار بها لداخل اليخت..
أسر بحنو : أدخلي بالراحة وعلى مهلك اتفقنا؟
حركت رأسها وسارت معه للداخل..
وقف أسر والتف لها وهو يشير إليها للجلوس على ذاك المقعد الذي أمسك به..
تقدمت ليان وجلست بينما استدار هو وجلس أمامها. 
أسر : عجبك؟
ليان : عجبني؟ ده تحفه يا أسر.
أبتسم لها أسر واردف : تعرفي إنك بتقولي إسمي حلو أوي، ليكِ نُطق خاص كدة لاسمي بسمعه منك مُختلف وجميل، مش عارف هل انتِ الي بتنطقيه بإختلاف فعلًا ولا أنا الي بسمعه منك مُختلف دونًا عن أي حد.
نظرت ليان حولها بتوتر، واعادت بنظرها إليه مرة أخرى واردفت بتوتر : ال.. اليخت حلو أوي.
أسر بإبتسامة : علشان بإسمك وبتاعك طبيعي يكون حلو زي صاحبته.
توسعت عينيها بصدمة واردفت : بتاعي؟
أسر : مش ده من ضمن أحلامك؟ يخت زي اليخت الي بطل من أبطال رواياتك جابه للبطلة هدية؟ مش فاكر أوي إسم الرواية لأني ركزت بس مع حلمك بس إسمها عشق حاجة..
ليان بلهفة : عشق الزين.
أسر بإبتسامة : أيوة هي دي.
ليان : أنت عرفت كل ده منين؟
أمسك بيدها واردف بإبتسامة : الي بيحب حد وبيوصل حبه لدرجة الجنون زيي كدة، ف طبيعي يعرف عن الي بيحبه كل حاجة، غصب عني بلاقي كل عقلي مش مشغول غير بس ليان بتحب إيه، أو نفسها تحقق إيه، بتفكر ف إيه، إيه الي يفرحها، إيه الي أقدر اعمله ويخليني أشوفها مبسوطة.
ليان بإبتسامة مُتسعة بسعادة : أنت جميل أوي يا أسر، أجمل مما تتخيل.
أسر : أنا جميل من يوم ما حبيتك.
ليان بلهفة : بجد؟ بتحبني؟
ضحك أسر بشدة حتى أدمعت عيناه بينما قبضت هي على يدها واغمضت عينيها وهي تلعن نفسها على ذاك الغباء..
هدأ من ضحكاته واردف : يعني كل ده ومش بحبك؟ 
أمسك بيدها واردف وهو ينظر لأعيُنها بإبتسامة : بحبك، بحبك من وانتِ لسة صغيرة، بحبك من أول يوم جيت عندكوا الفيلا وكنتِ بتجري يومها وبتعيطي علشان زياد مش راضي يديكِ العروسة بتاعتك وف الآخر قطعها، ويومها جيتِ بتعيطي وشوفتك وشيلتك وفضلت اهديكِ وجبتلك عرايس غيرها، فاكرة يومها قولتيلي إيه؟
عقدت حاجبيها وحركت رأسها بمعنى لأ، بينما أكمل هو : بوستيني ف خدي يومها وقولتيلي قد إيه وأنا جميل وهتتجوزيني أول ما تكبري.
ضحكت ليان بخجل بينما لمعت عيناه لضحكتها واردف : من يومها والكلمة دخلت جوة قلبي واتقفلت عليها بالقفل والمفتاح، بحبك يا ليان فوق ما تتخيلي.
أرجعت خُصلات شعرها المُتمردة للخلف بتوتر وهي تجيبه بهمس : وأنا كمان..
اتسعت ابتسامته واردف : مش سامع بتقولي ايه!
ليان بخجل وصوت مرتفع أكثر بقليل : وأنا كمان.
أسر : وانتِ كمان إيه؟
ليان وهي تخفض رأسها بخجل : بحبك.
أسر : يعني صوتك واطي قولت ماشي هقرأ الكلام واخمنه من شفايفها إنما توطي راسك هعرف بتقولي إيه منين؟ لا سامع ولا شايف..
أمسك بيدها واردف بترجي : حبيبتي علشان خاطري بصيلي وقولي يلا، سامعك أهو..
ليان بخجل : بحبك.
توسعت بؤرة عيناه بسعادة واردف : وأنا بعشقك مش بس بحبك.
في مكان آخر تحديدًا أمريكا..
نظرت لهُ بهلع شديد واردفت : أنت جايبني فين؟ مش قولت أننا جينا امريكا نقضي شهر عسل سوى؟ 
نظر لها واردف : أنا آسف بس ده الي كان لازم يحصل من الأول..
ظلت تتراجع للخلف بخوف وهلع شديد وهي تحرك رأسها بشدة : لأ لأ مستحيل هقتلك أنت فاهم هقتلك لو عملت كدة..
تقدم منها جاسر وهو يردف بأسف : شيري، أنا آسف أني ضحكت عليكِ، صدقيني مكنتش أتمنى كدة، وكنت بتمنى إنك تتعالجي برغبة منك، بس انتِ مش راضية خالص، والدكتور ف مصر قالي كل ما هنتأخر كل ما علاجك هيكون أصعب عليكِ وهياخد وقت أكتر، وكل ما الوقت هيكتر انتِ هتتعبي أكتر.
تراجعت للخلف وهي تحرك رأسها بشدة بنفي : لأ، مش هتعالج أنسى يا جاسر.
جاسر وهو يقترب : هتتعالجي، علشاني، علشان قاسم، علشان متبعديش عنه تاني، علشان نعيش حياة سعيدة سوى، ونقدر نجيب أخوات لقاسم، فاكرة حلمك؟ فاكرة لما قولتيلي نفسك تجيبي بنت، ويبقى معاكِ بنت و ولد، ولو ربنا أراد تجيبي أكتر علشان حبيتي إحساسك وانتِ ام وأنك يكون عندك أسرة وانتِ اساسها؟ ده مش هيحصل غير لما تتعالجي من أدمانك.
شيري ببكاء : أنت كداب، بتكدب عليا، وهتسيبني وهتمشي، وهترميني زي أبوك بالظبط، وهتاخد قاسم مني، أنت كداب..
احتضنها جاسر وهو يردف ويربت على رأسها : والله لأ، هبعد إزاي وأنا بحبك؟ شايفة حُبك لقاسم وبقيتِ مبتقدريش تبعدي عنه إزاي؟ أنا بحبك أضعاف الحُب ده، حبي لقاسم الي كنتِ بتغيري منه الأول ف أنا كنت بحبه ليه علشان هو مِنك انتِ، علشان إبنك انتِ.
دفعته شيري وهي تردف بهستيريا : لأ مش هصدقك مستحيل أصدق كدبك أنا مش غبية علشان أصدق كدبك.
أحكم بها بين زراعيه وهو يحاول تثبيتها بأحضانه، وهي تدفعه بهستيريا وتصرخ بأنه كاذب.
اغمض جاسر عينيه بألم لرؤيتها لحالتها تلك وأشار للمرضة بأن تأتي وتعطيها ذاك المُهدِء.
بعد وقت جلس أمامها وهي نائمة على ذاك الفراش بغرفة المشفى أثر المُهدِء الذي أخذته للتو..
امسك بيدها والدموع اجتمعت بعيناه وتابى النزول ولكنها تأبى الرحيل أيضًا، وكأنها جاءت خاصةً لتعذيبه فقط..
جاسر بألم وهو يقبل يدها : أنا آسف، والله آسف، آسف على بُعدي عنك برغم أني كنت دايمًا معاكِ، آسف أني مفكرتش ف يوم أعبر ليكِ عن حبي، أنا حاسس بذنب كبير أوي بأني السبب ف إنك بقيتِ مُدمنة، صدقيني مش حاسس غير بكدة، دايمًا تفكيري بأني لو كنت قربت منك ف وقت بدري شوية عن كدة، يمكن كنت قدرت الحقك..
أغمض عيناه وهو يحتضن يدها بألم ودموعه تحرقه بشدة وتأبى الخروج من عيناه..
بعد وقت نهض من مكانه وخرج من الغرفة ليُحادث الطبيب المُختص لمعالجة شيري..
دلف جاسر لمكتب الطبيب الذي نهض مُباشرةً وهو يبتسم لهُ ويشير إليه بالجلوس..
جلس جاسر أمامه وهو يتنهد بحزن واردف : هتبدأ امتى ف علاجها؟
أحمد : من النهاردة يا جاسر.
جاسر : هتطول فترة العلاج؟
احمد : على حسب استجابتها للعلاج، واستجابة جسمها..
جاسر : يعني ممكن مثلا ف مدة قد أيه؟
– ٣ شهور، أو ٦ شهور أو أكتر مش هقدر احددلك المدة بتاعت العلاج، لأن زي ما قولتلك على حسب استجابتها الي هي شوفت أنها مُنعدمة دلوقت.
جاسر : عارف، وفكرة أنها تستجيب للعلاج هتكون صعبة وهتاخد وقت معاك.
أحمد : متقلقش يا جاسر، هتتعالج وهتكون كويسة بإذن الله، بس خليك أنت ف ضهرها، مهما كان رد فعلها معاك قابله بإحتواء وحنية و ردود هادية جدًا مهما كان أيه جواك، والأهم عرفها دايمًا عن مدى حُبك ليها وقد إيه بتتمنى أنها تتعالج وكلمها عن حياتكم بعد ما تتعالج هيكون شكلها إيه، وأهم حاجة بردوا الصبر يا جاسر، صبرك..
عاوزك صبور جدًا معاها لأن لسة الي جاي وكل ما الوقت يعدي كل ما هتبقى حالتها أصعب من الأول.
صمت جاسر ونظر لأحمد بتردد واردف بنبرة بمهزوزة : هو ممكن يحصلها حاجة؟
حك أحمد رأسه وهو لا يعرف ما يُجيبه، ثم نظر لهُ واردف : لأ بس فيه أشخاص ممكن ينتحروا ف فترة علاجهم..
نظر له جاسر بانتباه شديد بينما أكمل أحمد : يعني ف وسط فترة العلاج، تعبهم النفسي بيزيد، مع الضغط النفسي واحتياجهم للـشئ الي بيتعاطى ممكن توصل أنه ينتحر.
جاسر : وايه الي أقدر اعمله علشان يبعد عنها فكرة الانتحار؟
أحمد : مفيش، خليك دايمًا بس قريب وعينك عليها باستمرار، وده غير أننا هنا ف المستشفى عنينا عليها أكيد، ومش عاوزك قلقان كدة يا جاسر، لازم تكون قوي علشان تقدر تديها هي كمان القوة.
أرجع رأسه للوراء وهو يغمض عينيه يُداري تلك الدموع التي اجتمعت بها مرة أخرى واردف : مش قادر، صدقني مش قادر، ومش عارف هعمل إيه وهفضل مُستمر كدة إزاي وأنا شايفها نايمة كدة قدامي، من أول يوم وأنا حاسس بأن قلبي..حاسس..
نظر لهُ واردف وهو يشير ناحية قلبه : نار هنا بتحرق فيه، نار مخلياني عاوز أقتل كل الي وصلها لكدة..
نظر لهُ أحمد بترقب واردف : ومين الي وصلها لكدة؟
جاسر بغضب : الزفت الي أمها اتجوزته.
أحمد بصدمة : أبوها؟ أبوها هو الي خلاها تكون مدمنة؟
جاسر : هو مش أبوها، شيري أمها لما خرجت من المصحة اتجوزت واحد، وبعدين أطلقت منه وبعدها قابلت الدكتور الي كان بيعالجها ف المصحة واتجوزها، والدكتور ده يبقى أبو شيري، بس مات..
بعدها غادة رجعت لـ اللي اتجوزته الأول، وعاشت شيري معاهم، ورجع غادة لادمانها الي ماتت بسببه ف الآخر، وبعدين شيري بقيت مدمنة معاهم..
أحمد : وهو عايش؟
جاسر بسخرية : أمال مات وأنا عاوز اقتله تاني؟
أحمد : مش قصدي كدة..
بس عالعموم طب هتعمل ايه معاه؟
أطلق جاير تنهيدة واردف : الأول أشوف شيري وتتعالج وصدقني هندمه على اليوم الي اتولد فيه.
أبتسم له أحمد واردف : وأن شاء الله هتتعالج على خير، وحياتكوا هترجع أحسن من الأول.
نهض جاسر واردف : أنا هروح البيت علشان سيبت قاسم مع المربية بتاعته، هطمن عليه وأرجع تاني، وأنا هبات كل يوم ف المستشفى، بس هكون بين شيري وقاسم.
أحمد بإبتسامة : ربنا يعينك.
في مصر..
وقف ماجد بذاك المكان المهجور ونظر لإحدى رجاله واردف : جبتوه؟
– أيوة يا ماجد بيه، ومتكتف جوة زي ما حضرتك أمرت.
دلف ماجد لإحدى الغرف ونظر لذاك الرجُل المُكبل اليدين والقدمين..
جلس أمامه واردف : إيه رأيك ف أول لقاء بينا بعد ٢٦ سنة؟
مد يدهُ ليُزيل الشريط اللاصق من على فمه، بينما تحدث الرجل : لسة بجبروتك يا ماجد متغيرتش.
أبتسم ماجد واجابه : بالعكس ده زاد بوجود ولادي معايا.
– مسيرك تخرجني من هنا، و ولادك الي فرحان بينهم صدقني هخليك تبكي بدموع قلبك عليهم.
ضحك ماجد بصوته الرجولي واردف : وفِكرك أني هسيبك؟ ولا هسمحلك تقرب من حد فيهم؟ 
اقترب منه واردف بصوت كفحيح الأفعى : دا أن ادفنك حي مكانك، زمان قدرت أحمي أخويا منك ورميتك زي الكلب ٢٥ سنة ف السجن، ما بالك بقى علشان ولادي هعمل إيه؟ دا أنا أدخل فيك السجن بس المهم اموتك.
– جبروتك وقوتك هدفنهُملك قبل ما أدفن ولادك.
ماجد بسخرية : أيوة، قوتي الي زمان مقدرتش تقف قصادها وعمرك دلوقت ما هتقدر تقف قصادها، قوتي دلوقت زادت أضعاف اضعافها علشان ولادي، وصدقني عمري ما هتردد ثانية بأني ادفنك.
– طيب يا ترى مراتك هتعمل ايه لما تعرف الي أنت خبيته عليها لـ ٢٦ سنة؟ تفتكر إيه هيحصل لو السر ده اتكشف قدامها؟ مراتك زمان كانت نُقطة ضعفك ودلوقت هي هي نفس النقطة متغيرتش.
اقترب منه ماجد واردف بجانب أذنه بصوت كفحيح الأفعى : مراتي و ولادي عندهم مليون خط، هتفكر تعديه هتتحرق بالنار الي محفور بيها الخطوط دي، لأني حاطط قدامهم خطوط من نار، ملفوفة حواليهم حاميها بيهم، فكر تقرب وهتتفحم بالنار دي.
ابتعد عنه ونهض ووخرج من الغرفة بأكملها..
– هنعمل ايه معاه يا بيه؟
نظر لهُ ماجد واردف : عينك عليه دايمًا، وعينك على إبنه، إبنه دلوقت هتلاقيه بيتحرك زي الأفعى، ف هليك أفعى ماشية وراه، مفهوم؟
– امرك يا بيه.
– كل كبيرة وصغيرة تعرفني بيها دايمًا.
حرك الرجُل رأسه بمعنى نعم وتركه ماجد ورحل ناحية سيارته وصعد بداخلها وغادر المكان..
في الشركة..
خرج زياد من مكتبه واتجه ناحية مكتب قاسم ودلف لهُ واردف : مش هتمشي؟
استند قاسم عليه يديه واردف وهو يرفع قدمه أعلى المكتب : همشي، بس مش هينفع تيجي معايا.
عقد زياد حاجبيه واردف : ليه؟
قاسم : لأنك بقيت متجوز للأسف.
زياد : أنت جايبها شقتك؟
حرك قاسم رأسه بمعنى نعم بإبتسامة بينما اردف زياد : يا برودك يا أخي، دا أنت ربنا هيوقعك ف واحدة يا إما تكون لفاها قبلك يا إما تطلع عين الي خلفوك.
قاسم : ومين قالك أني ممكن أربط نفسي ف يوم بواحدة؟ 
زياد : ماشي يا قاسم، عالعموم أنا همشي بقى أحسن فصلت خالص مش قادر أقعد ثانية واحدة تاني..
كاد أن يتحدث قاسم ولكن قاطعهم رنين هاتف زياد..
عقد زياد حاجبيه بدهشة واردف : ليان؟ دي خرجت مع أسر النهاردة..
قاسم بضحك : تلاقيه مسك ايديها.
ضحك زياد واردف : أنت بتقول فيها، دي مش بعيد يكون مسك ايديها وضربته بالقلم مثلا!
أجاب زياد على الهاتف واردف : الو يا ليلو..
ليان ببكاء : زياد الحقني، الحقنا يا زياد، فيه ناس طلعوا علينا ضربوا أسر و غرقان ف دمه بالله عليك تعالى بسرعة..
زياد بلهفة : ناس مين؟ طيب اهدي طيب أنا جاي حالا اهدي خالص، بس انتوا فين؟
ليام ببكاء وهي تنظر حولها : م.. مش عارفة، مش عارفة إحنا فين تعالى بسرعة بالله عليك أسر مش موقف نزيف.
زياد : حاضر هاجي بس لازم اعرف انتوا فين، طب مفيش أي حاجة حواليكِ؟
ليان ببكاء : لأ الطريق كلوا فاضي وأنا خايفة الناس دي تيجي تاني.
زياد : ط..طيب بصي اقفلي العربية ولو النور شغال فيها اطفيه، وخليكِ ف العربية أنتِ وأسر وأفتحي جوجل وحددي موقعك من عليه واعملي اسكرين وابعتيه واتساب بسرعة.
ليان ببكاء وهي تنظر لأسر الغارق في دمائه بجانبها واجابت بصوت مرتعش : ح… حاضر. 
أغلقت معه وفعلت ما أخبرها به زياد، ومر وقت وكان زياد جاء هو وقاسم وماجد وهشام وعمرو..
بعد وقت في المشفى كان يقف الجميع بإنتظار خروج الطبيب من غرفة العمليات. 
رنيم ببكاء : قولتلك قلبي مقبوض يا عمرو كنت حاسة إن هيحصله حاجة.
عمرو : أن شاء الله هيكون كويس ويخرج.
اقترب ماجد من ابنته التي تبكي بشدة بين احضان والدتها واردف : إيه الي حصل يا ليان؟
ارتمت ليان بأحضان ماجد واردفت ببكاء : أنا السبب يا بابا أنا السبب..
انتبه الجميع لحديثها بينما اردف ماجد وهو يربت عليها
 : شششششش بس اهدي حصل إيه؟
ابتعدت ليان واردفت ببكاء : كنا مروحين، وفيه ناس فضلوا ورانا بالعربية بتاعتهم، ويقطعوا الطريق علينا، و وقفوا قصاد عربية أسر ف اضطر ينزل وقبل العربية، بس الناس كانوا عاوزين ياخدوني أنا، وحاولوا ياخدوني وأسر فضل يضرب فيهم لغاية ما واحد فيهم ضربه على دماغه وأسر وقع سايح ف دمه وهما خافوا بيحسبوه مات وركبوا العربية وجريوا..
نظرت لرنيم الباكية واردفت ببكاء : أنا آسفة أنا السبب..
اقتربت منها رنيم واردفت ببكاء : لأ يا حبيبتي، انتِ مش السبب، وأسر أن شاء الله هيقوم ويبقى كويس والدكتور هيخرج ويطمنا عليه دلوقت.
خرج الطبيب بعد فترة واتجه الجميع نحوه بلهفة بينما اردف : الحمدلله وقفنا النزيف، وعدى مرحلة الخطر وهنستنى نفوق ونشوف فيه أي تأثير بسبب الخبطة لأنها كانت شديدة ولا لأ 
عمرو : يعني ممكن تسبب إيه؟
الدكتور بأسف : يفقد بصره..
صرخت رنيم وهي ترمي بجسدها داخل أحضان عمرو الذي حاول يهدأها واردف ماجد : تمام يا دكتور شكرًا لحضرتك.
اتجهت ليان لإحدى الأركان وجلست تضُم جسدها لنفسها وهي تردد : أنا السبب..
مر يومان وفاق أسر واتجه الطبيب ناحية غرفته..
أسر : انتوا طافيين النور ليه؟
نظر له الطبيب بأسف واردف : للأسف يا أسر إحنا مش طافيين النور، بس! أنت فقدت البصر أثر الخبطة الي خدتها..
صمت أثر بصدمة كبيرة وهو يشعر بأن كلمات الطبيب كانت كالخنجر تطعن قلبه..
اندهش الطبيب من صمت أسر وعدم ثورانه كما المتوقع ولكنه تركه وخرج وأخبر عائلته التي دلفت فور خروجه..
اتجهت رنيم ناحيته بلهفة واردفت : أسر حبيبي، أنت كويس؟ حمدالله على سلامتك يا قلب ماما، وحشتني يا أسر، كدة تقعد يومين من غير ما أسمع صوتك؟
ظل يسمع أصوات الجميع حوله، حتى تحدث بعد صمت طويل : ليان فين؟ مش سامع صوتها ليه؟ هي كويسة ؟ حد عملها حاجة؟ ردووا عليا..
صرخ بجملته الأخيرة بينما اردف ماجد : ليان كويسة، وكمان هي الي يوم الحادثة كلمتنا وخليتنا نجيلك.
صمت وهو يشعُر بألم داخل قلبه، أمن المعقول عرفت بأمره ف ابتعدت عنه الان؟ ف هو حقها كيف ستعيش معه وهو كفيف؟ حقها..
ظل يردد كلمة حقها داخل عقله بكثرة وهو يرجع بجسده ويستعد للنوم..
عمرو : أسر، صدقني مش هسكت وهسفرك برة وهنشوف حل وهتتعالج.
جلس ماجد بجانبه واردف : أسر أنا محتاج أعرف مين الناس دي، حاول تفتكر أي حاجة حصلت تديني طرف خيط اعرف هما مين، يعني ناس قاصدين ليان فعلا؟ ولا شوية شباب كانوا شاربين مثلا، محتاج أعرف مين يا أسر.
عدل أسر من جسده مرة أخرى واردف : لأ، دول كانوا قاصدين ليان وعاوزين ياخدوها، بس فاكر آخر حاجة لما اتضربت، الضربة كانت شديدة لدرجة أني ملحقتش أعرف خدوها ولا سابوها ولا عملوا إيه.
ماجد : طيب أنا عاوزك قوي شوية، ليان من يوم الحادثة وهي بتقوم تاخد مهدئات وتنام تاني بسبب انهيارها لأنها مش مقتنعة غير بأنها السبب ف الي حصلك.
أسر : هي عرفت أني اتعميت؟
ماجد : أيوة وأول ما الدكتور قال رجعت لحالتها تاني واضطرينا نديها إبرة مهدئة.
حرك أسر رأسه، وتركه الجميع حتى يرتاح قليلًا وخرجوا من الغرفة وتركوه مع تفكيره..
إن كانت ليان ستتقبل فكرة أنه فقد بصره؟ وحتى إن تقبلت كيف سيكون عليه أن يصبح انانيًا لذاك الحد وربطها مع شخص كفيف؟
مرت الساعات وفتح عينيه بألم على تلك التي اندفعت لداخل أحضانه وهي تبكي بشدة..
تأوه أسر بألم بينما ابتعدت ليان عنه بلهفة واردفت ببكاء : أنا آسفة مقصدش أنا آسفة.
أبتسم أسر واردف : شششششش، بس
مد أنامله وضعها على وجهها واردف : ليه العياط؟
مسح دموعها واردف : مش عاوزط تعيطي مفهوم؟ أنا كويس أهو مموتش!
ليان بلهفة : بعد الشر عنك يا حبيبي.
أبتسم أسر على ما اردفته بينما أكملت هي ببكاء : أنا آسفة يا أسر أنا السبب ف الي حصلك، حقك عليا أنا..
وضع أنامله على فمها واردف : ششششش، آسفة إيه؟ كنتِ عاوزاني اسيبك يومها؟ ليه مكنتش معاكِ راجل مثلاً! وبعدين ابوكِ وافق عليا وسلمك ليا ليه؟ مش علشان واثق أن لو حصل حاجة انشالله لو هموت مش هسمح أن سعرة منك تتأذي.
احتضنته ليان واردفت : بعد الشر عنك يا حبيبي.
أسر بضحك : ليان..
ليان : عيون ليان.
أغمض عينيه بألم واردف : مش هينفع خالص.
ابتعدت عنه واردفت بتساؤل : هو إيه الي مش هينفع؟
أسر : وجودنا مع بعض مش هينفع، أنا هطلقك.
ليان بصدمة : إيه!
أسر : زي ما سمعتي هطلقك، مستحيل تربطي حياتك بيا انتِ لسة صغيرة من حقك تعيشي حياتك مع شخص يقدر يعيشهالك بجد مش واحد هيمشي يفضل يحسس علشان يقدر يعمل اتفه حاجة!
ليان : مستحيل، أنت بتقول إيه؟
أسر : اسمعيني، ممكن يكون إصرارك ده بس علشان حاسة بالذنب ناحيتي، بس صدقيني لا انتِ مش السبب، ده قدر ونصيب، وقدر الله وما شاء فعل.
ليان : أنت أسر بجد؟ يعني أنت نفسه أسر الي كان لسة بيكلمني ف اليخت وبيقولي قد إيه بيحبني؟ هتقدر تطلقني وأكون مع غيرك؟ هتقدر؟
أسر بألم : هقدر، عارفة ليه؟ لأني مش نفس أسر الي كان معاكِ ف اليخت، الي كان معاكِ كان واحد هيقدر يحقق معاكِ كل حاجة بتتمينها وياخد بأيدك لكل خطوة هتخطيها قدام، إنما دلوقت لأ، دلوقت هفضل دايمًا واقف مكاني مستني الي يمسك أيدي علشان أتحرك وأروح مكان، أنا دلوقت مش نفس أسر الي كان معاكِ ف اليخت.
احتضنت وجهه بيدها واردفت : ولو أنا مكانك كنت سيبتني؟ 
داعبت أنفه بأنفها واردفت : أكيد لأ وأنا واثقة من كدة مليون ف المِية، وانسى أني اسيبك يا أسر، وأنا هكلم بابا وهقوله أننا نتجوز ونعيش مع بعض.
رفع يده و وضعها خلف رأسها وهو يقبلها، قبلة يبُث بها مدى المه.. بينما حاوطت عنقه وهي تقربه منها أكثر وتبادله قبلته بشغف..
ابتعد عنها بعد وقت بينما اردفت هي : بحبك يا أسر ومستحيل اسيبك غير على موتي وبس.
اقتربت هي منه وقبلته بينما انصدم هو من فعلتها ولكن ما مرت ثوانٍ حتى شرع هو بإكمال ما بدأته هي..
أه والي ماجد راحله مش أبو شروق ها، الراجل مات مُنذ زمن????❤️????
يتبع…
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى