Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم نرمينا راضي

شعر باسم بالتوتر قليلاً من سؤال نور الذي فاجأه… سكت قليلاً.. ليجيب بعد لحظات عندما رأى في عينيها أنها تريد وبشده أن تسمع منه إجابه عن سؤالها.. أياً كانت الإجابه ولكن يكفي أنه لن يتحاشى الرد عليها.. 
ولكونه من أمهر المحاميين.. فتلك الأسئله التي تثير القلق أو الإحراج.. دائماً ما تكون وارده عليه.. لذا فهو جيد في فن الرد على هذه الأسئله من ذلك النوع…. 
 فكر سريعاً بالسؤال الذي طرحته وما سببه وحلله بسرعه في عقله..ليجيبها بسؤالاً أخر جعلها تفكر قليلاً فيما قالته 
— إنتي بجد بتسألي السؤال ده يانوري!!..ايه اللي فكرك بـ ماجي دلوقت!؟ وإنتي شايفه فعلاً إن ممكن أرجعلها لو نزلت مصر!؟
توترت نور قليلاً..هي تعلم جيداً صدق حبه لها..وتعلم أنه لم يكذب عليها أبداً..وأن ماجي مجرد فتره قصيره مرّت من منذ الجامعه أي من منذ سبع سنوات أو أكثر…وأنها أصبحت من الماضي…وباسم وأفعاله مع نور،تقول بأنه لو استطاع أن يهديها عمره،سيفعل ذلك دون تردد..إذاً لم القلق!!
أجابته بخجل بدا على ملامح وجهها الرقيق 
—مش قصدي حاجه..بس..بس من وقت ماحكتلي الموضوع ده،وأنا خايفه تنزل مصر و..و ترجعلك تاني 
تبسم بخفه على سذاجتها،ليجيب
— ترجعلي!! هههه لييه..هو أنا حياتي وكاله من غير بواب..اللي عاوز يدخل،يدخل..واللي عاوز يمشي..يمشي!!
لاا ياروحي..أنا اللي اقول من يفضل معايا،ومين يغور في ستين داهيه…وحتى لو نزلت مصر،مش فارق معايا..اللي فات مات يانوري..وأنا بعتبرها ماتت وشبعت موت…أنا محلتيش غيرك يانور..افهمي بقاا…أنا محدش أجبرني عليكي..أنا اتحديت الدنيا كلها عشان تبقي في حضني ومعايا..والحاجه اللي بتيجي بعد تعب،طعمها بيفرق اوي..بتنسيكي أي مرّ دوقتيه في حياتك…وانتي نستيني كل التعب اللي عيشته..انتي اللي محليه حياتي يانور…معقول أفرط فيكي بالساهل كده  !!
تبسمت برقه..فقد هدأت كلماته من خوفها قليلاً..ولكن مازالت لاتفهم لمّا لا يقول لها الحقيقه..وأن ماجي بالفعل تعيش في مصر الآن وتعمل معه في نفسه مكتبه!
تأملته قليلاً بإبتسامه لطيفه…لتلقي برأسها على صدره وهي تضم نفسها له،تستشعر الراحه والهدوء منه…فهي بعد وفاة أبيها وأمها لم تجد أحداً يحبها ويحنو عليها مثل باسم…وأيضاً تخاف أن تخبره بأنها ذهبت لمكتبه وتقابلت مع ماجي،حتى لايفتعل معها عراكاً وهي في غنى عن أي مشاجرات،من المحتمل أن تبعد كلاهما عن بعضهما ولو للحظه…لذا أحياناً يكون السكوت هو الاكثر إيجابيه في بعض المواقف…
ظلت للحظات بين ذراعيه،وكأنه الملاذ الوحيد لها في جميع معارك الحياه..وهو كذلك..
أما هو..ظل يربت على ظهرها بحنان ويمسّد على شعرها برقه..حتى شعر أنها إستكانت تماماً على صدره….لينتابه بعد لحظات،الشعور بالحزن تجاهها…وتجاه نفسه ايضاً…أنه أخفى عليها أمراً كهذا…أياً كان مدى تاثيره السلبي على علاقتهم..ولكنهم وعدا بعضهم ألا يخفيا كل منهما شيئاً عن الأخر….
على سبيل القول…لأن أموت عطشاً أحب إلي من أن أخون بوعد مع من أحب…أي أنهم تعاهدا على قول الصدق دائماً مهما حدث…
لذا قرر باسم أخيراً بعد تفكير..أن يحكي لنور كل شئ..وهو متأكد أنها ستفهمه…فسرعة فهمها للأمور..واحده من الاسباب الذي جعلته يعشقهاا..وعلى نهج (قباني) ربما لم يرغب المرء بالحب، بقدر رغبته في أن يفهمه أحد…
تنحنح باسم وهو يُبعد نور عنه قليلاً..ليرفع لها ذقنها ويغوص في خُضرة عينيها مردفاً بصدق وعذوبه
— نوري…انتي عارفه اننا وعدنا بعض، محدش فينا يخبي حاجه على التاني،أياً كانت إيه!!
أومأت له بإرتباك قليلاً..ليتابع هو…
— معنى انك دخلتي حياتي..يبقا لازم تشاركيني كل حاجه فيها…بس عاوز أوضحلك حاجه الأول..متاخديش صراحتي ليكي بشكل سلبي وتفهميني غلط…ماشي ياحبيبتي!
أردفت بخوف: في ايه ياباسم.. قلقتني!؟
تبسم لها بحُب حينما رأى الخوف في عينيها..اخذها من يدها ليجلسا سوياً على الفراش..ليسترسل هو حديثه وهو يحتوي كفاها بيده حتى يجعلها تشعر بالهدوء قليلاً
— بصراحه يانور..انا خبيت عليكي موضوع كده خفت افاتحك فيه عشان متزعليش..بس لازم اقلك عشان تبقي عارفه كل حاجه عن جوزك 
اعتدلت في جلستها لتنتبه لحديثه وهي تأومأ له بإهتمام كي يتابع…ليردف هو بوضوح
—ماجي فعلاً رجعت مصر وللاسف هي بتشتغل معايا في مكتبي….
تأمل ملامحها قليلاً ليجد ان ملامحها تبدلت للحزن..فأردف هو سريعاً
— بس صدقيني..انا عملت كده عشان سمعت ابوها..حسن الرماح..انتي عارفه ان هو الوحيد اللي وقف جنبي في شغلي وكده..فكان لازم أردله الجميل لما يحتاجني
كان رد فعل نور..هو أن تحسست ذقنه بيدها برقه..لتردف
—وانا كمان خبيت عليك حاجه
قضب حاجبيه بااستغراب متسائلاً
—حاجة ايه!!؟
أجابته بإرتباك وخوف: أنا..أناا رحتلك المكتب انهارده..اتصلت عليك لما اتاخرت وواحده اللي ردت عليا..رحتلك المكتب وكانت ماجي وقالتلي انك رحت مشوار وسيبتلها الموبايل ترد هي عالناس عشان محدش يعطلك 
تغيرت ملامح باسم للغضب..ليتنفس بعمق وهدوء حتى يهدئ من انفعاله كي لا يخفيها…ولكن بالفعل خافت منه
اقترب منها ليطبع على جبينها قُبله طويله باتت مطمئنه لها..ليردف بحُب وهدوء
— متخافيش يانوري…انتي مغلطتيش في حاجه..انا اللي غلط ان خبيت عليكي من الاول..بس اللي ضايقني ان الزباله دي تقولك ان سايبلها الموبايل عشان محدش يعطلني..طب والله العظيم يانور..انا نسيت الموبايل غصب عني من خوفي على ريناد مش أكتر..وانتي بالذات لو ميت من الشغل ورنيتي عليا..هرد عليكي علطول…انتي عارفه انك عندي احسن من ميت شغل 
أجابته برقتها المعتاده 
—انا عارفه ده كويس وعارفه انها بتوقع مابينا…بس مش ده اللي زعلني…اللي زعلني ياباسم انك خبيت عليا موضوع زي ده..وكمان انت عمرك ماخبيت عني حاجه…فده خلاني خفت شويه 
باسم بحده وغضب 
— خفتي من اييه!!!…نوور..ارجوكي متخليش واحده زي دي تأثر على علاقتنا…لازم تفهمي انها لو ركعت تحت رجلي عشان ارجعلها،مستحييل اصلاً..مجرد التفكير فيها مستحييل…اعملك ايه عشان تفهمي انك مكفياني عن اي واحده ربنا خلقها!! 
هزّت رأسها بنفي لتجيب
— لاااء…مفيش اي حد يقدر يفرقنا عن بعض وانا مصدقه كل كلمه قلتها والله 
مسح على وجه بغضب..ليقوم فجأةً ويتجه للباب دون أن يبدل ملابسه…استوقفته متسائله بتعجب
— انت..انت راايح فين!!
اجابها بغضب 
— انتي مش مجوزه عيل عشان تيجي واحده زي دي تكون السبب في نزول دمعه واحده منك،وماخدلكيش حقك منها
اندفعت نحوه تجذبه من ملابسه بشده لتردف بخوف
— بااسم عشان خااطري بلاش مشااكل..انا خايفه عليك..ابوها راجل معروف في البلد 
احاط وجهها بقوه وهو ينظر لعينيها بعمق وغضب،ليردف بحده
— نوور…مش معنى ان ابوها معاه حصانه..ان اسيب مراتي تتهان!!…لااا ده اناا البس طرحه أحسنلي 
كادّت أن تتحدث ولكن أسكتها بقُبله قويه..ليدفعها من بعدها للداخل ثم يُغلق الباب متجهاً للمصعد ليدلّف بداخله ومن ثم يخرج متجهاً لسيارته…استقلها ليقود بسرعه وغضب شديد كلما تذكر ان تلك التي تدعى ماجي..كانت سبباً في بُكاء نورهِ
….
بعد أن ذهب باسم بسيارته لڤيلا القاضي حسن الرماح… ظلت نور تجوب الشقه ذهاباً واياباً في هلع وخوف من أن يحدث شيئًا سئ لبطلها… رددت في سرها دعاء النجاه من الكرب
(لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)…. ومن ثم وضعت يدها على قلبها وظلت تتلو بعض من آيات القراءن الكريم لكي تهدئ من روعها قليلاً… 
….. 
وصل باسم للڤيلا الشبيهَ بالقصر…ليترجل من سيارته بغضب شديد وهو يتنفس الصعداء بغضب…ماإن رأوه حراس الڤيلا..أفسحوا له الطريق سريعاً،فهم يعرفونه جيداً ويعلمون قرب العلاقه بينه وبين الرماح…
سأل أحد الحراس بغضب قائلاً
— حسن بيه هناا 
أومأ له الحارس وأشار له بالدخول…ليتحاشى باسم إشارته وقد جذبه صوتاً صادراً من المسبح بحديقة الڤيلا 
أدار وجه ملتفتاً لمصدر الصوت…وجد ماجي تخرج من المسبح بملابس السباحه الفاضحه….أدار وجه عنها سريعاً وهو يكزّ على أسنانه بغيظ من تلك الوقحه…فقد كانت تنظر له بغرور وإثاره دون أي حياء..
أخذت البُرنص لتلُفه على جسدها ومن ثم اتجهت اليه لتسير بدلال دون أي مبالاه..
وقفت أمامه بغرور لينتبه هو لهاا…نظرته الغاضبه تجاهها جعلتها تستفزه أكثر…لتمد يدها دون أي حياء إلى صدره
تفاجأ بتلك الحركه الوقحه منها..مما جعله يقبض على يديها بغضب ليهمس لها بحده
— ايدك الزبااله دي متتمدش عليااا
أنهى كلماته ليشدها من شعرها بقوه ويجرها ورائه تحت نظرات الدهشه من الخدم..صرخت هي بألم من جذبه الشديد لشعرها..
دلّف بها لداخل الڤيلاا وهو مازال يجرها ورائه دون أن يأبه لصراخهها…
تفاجأ بمجئ والدها يركض نحو مصدر الصراخ…ليقف باسم فجأةً ويدفع مااجي بوجه الرماح الواقف مذهولاً مما يراه
تحدث باسم بغضب وصوت عالي
— ربي بنتك يابااشا قبل ماتجيبها تشتغل معاايا 
أجابه الرماح بغضب هو الأخر
— انت اتجننت يابااسم…انت ايه اللي عملته ده 
باسم بسخريه وغضب
—احمد ربنا ان معملتش أكتر من كده…بنت حضرتك المحترمه بتبخ سمها بيني وبين مرااتي…قوول لبنتك يابااشا بلااش تلعب مع بااسم الرفاعي بالذات…عشان أنا اللي هيلمس شعره من مراتي ولاا يكون سبب في زعلها..اقسم باللي خلقني وخلقك لاأخليه ينتحر من العذاب اللي هعيشهوله
نظر لهم باسم نظره أخيره بسخريه…ليتركهم ويتجه سريعاً لسياارته وهو مازال غاضباً..
أما حسن الرماح نظر لـ ماجي بغضب وعتاب مردفاً
— عنده حق في كل اللي قاله…انا مش عارف انتي بتعملي كده ليه…ليه مش عاوزه تصلحي من نفسك وتعيشي نضيفه بقاا
أجابته ماجي بتعلثم وبكاء 
— حضرتك صدقته!!
صرخ عليها قائلاً
— مش عاااوز اسمع صووتك ده…هتعملي فياا ايه تااني…مش كفاايه قبل يشغلك معااه…كماان راايحه توقعي بينه وبين مرااته 
لم تجيبه ولم تستطيع الدفاع عن نفسها..فهي أخطأت كثيراً وأصبحت  جميع تبريراتها فاشله…
…….
أسفل البرج الذي يوجد به شقة باسم..
وقفت إمرأتان ترتديان جلابيب سود، لا يظهر منهما الى الوجه فقط.. احدهم كانت تحمل على رأسها حقيبه  من البوص تدعى بالمصري(السبْت)  ويبدو على كلاهما المنظر الريفي…
تأملت المرأتان البنايه الضخمه والراقيه بحقد وغل في نظرات عيونهم.. لتتحدث واحده منهم بخبث وكُره وتدعى نجيه 
— شايفه ياختي.. شايفه العز اللي بنت محمد سرحان اللي مكنش لاقي ياكل عايشه فيه… شايفه ياسعيده.. ده انا هنحسر 
سعيده بخبث وحقد هي الأخرى 
— بقا اللي ابوها كان شغال في مستودع أنابيب تقع على واحد من ولاد الذوات… واحنا اللي جوازتنا تجار في الأسواق عيالهم يجوزوا جوزات تكسف… واحده جوزها اتحبس في قضية سرقه والتانيه جوزها ماشي مع حريم الحته 
أجابتها نجيه وهي تشلشل بيدها
— حسره على عيالنا… اموت واعرف وقعت عالمحامي ده ازاي… ده انا فرج جوزي لما كان بيشهد على كتب كتابها بيحلف بربنا انه جابلها خاتم الماظ… واحنا عيالنا عيني عليهم، كل واحده داخله بدبله دهب والباقي صيني 
أنزلت سعيده الحقيبه على الأرض لتردف بخبث
— خايفه يكون جوزها فوق دلوقت 
اجابتها نجيه بغِل
— وايه يعني..مرتات عمامها وجاينلها زياره…هنقعد معاها شويه ونستفسر منها عاللي عاوزينه ونمشي 
أومأت لها سعيده ببغض وكراهيه..ليتجه كلاهما داخل البرج….ولأنهما لا تجيدان التعامل مع الأسانسير أو تخافان من ركوبه…ففضلا أن يصعد الدرج بدلاً منه..
وصلا أخيراً لشقة باسم ونور بعد أن سألا حارس البنايه عنها….
دق الجرس..ظنت نور أنه باسم ففتحت سريعاً وهي بملابس البيت ودون ان تضع تغطي شعرها…
تفاجأت نور بهم يحدقون بها…ظلت تتاملهم قليلاً بإرتباك…لتشهق بفرح وهي تعانقهم بشده ويبدو أنها تذكرت من هم..رغم أنها لم تراهم منذ سنوات لإغترابها في السكن الجامعي للطالبات…..
عانقاها الإثنان بتصنع وخبث…لتشير لهم نور بالدخول 
نور وهي تساعد عمتها سعيده في إنزال الحقيبه من على رأسها
— تاعبين نفسكم ليه بس…وحشتوني اوي..بس أنا زعلانه منكم..لسه فاكرين تزوروني بعد شهرين من جوازي 
أجابتها سعيده باإبتسامه مصطنعه
— معلش بقا يانور يابنتي انتي عارفه ان الدنيا تلاهي 
أومأت لهم نور بإبتسامه لطيفه..لتتجه الي المطبخ تعُد لهم الضيافه…بينما ظلَ كلاهما يتفحصان وجهها وجسدها بحقد..همست نجيه لسعيده 
— ليه حق يتجوزها…المزغوده زي فلقت القمر 
أجابتها سعيده بغِل وهي تتأمل الشقه الواسعه والاثاث الحديث والرائع
— شايفه الشقه اللي عايشه فيها…حته من الجنه…عيني عليكوا ياعيالي…
خرجت نور بعد لحظات..لتضع أمامهم العصائر والفاكهه وبعض قطع الكيك….اردفت بمرح
— طمنوني على عمامي وعيالي عمي اللي محدش فيهم بيسأل عليا 
أجابتها نجيه بحزن مصطنع
— والله يانور الحاله متسرش عدو ولاحبيب…زي ماانتي عارف الكورونا وقفت حال الناس بالذات تجار السوق..والحاله بقت في النازل خالص…وعمك فرج بيحتاج غسيل كلى..والفلوس مقصره معانا 
أومأت لها نور بحزن…لتذهب الى خزانتها وتحضر بعض المال الذي يعطيه باسم لها كمصروف يومي..لأنه يعلم انها خجوله ولن تطلب منه شئ..لذا تعود ان يترك لها المال يومياً قبل ان يذهب لعمله…
اعطت نور المال لزوجة عمها…أخذته منها بإحراج مصطنع…لتردف بعد لحظات
— ألا قوليلي يانور…هو جوزك فين..مش باين يعني..كنا عاوزين نسلم عليه
تبسمت لها برقه..لتجيب
— هو جاله مشوار من شويه وزمانه جاي 
أجابتها بفضول 
—يعني هو في العاده بيجي امتى من شغله 
نور بتلقائيه: على حسب..لو عنده قضيه في المحكمه بيجي بدري لأنه بيخلصها قبل الضهر..اما في لو رايح المكتب فبيخلص على تلاته العصر كده 
نظرت نجيه لسعيده بطرف عينيها بخبث..لتردف
— طب بالإذن احنا بقاا عشان نلحق نروح قبل المغرب 
اومأت لهم نور إبتسامه…فقد شرد ذهنها ثانيةً مع باسم وعاد قلبها ينبض سريعاً من الخوف عليه…
ودعت المرأتان نور…..لينزلا من الدرج ثانيةً دون استخدام المصعد…
تحدث نجيه بخبث: كده احنا عرفنا اللي ميتسمى جوزها بيجي امتى….نعمل اللي اتفقنا عليه بكره قبل مايجي
أجابتها سعيده بإرتباك: بس اوعي نطلع احنا في الصوره
نجيه بغرور وخبث: عيب عليكي…أنا ظبط مع الواد عادل كل حاجه وفهمته هيعمل ايه…..
في ذلك الوقت وصل باسم البرج..لينزل من سيارته ومازال غاضباً…وكزت سعيده نجيه في كتفها لتردف لها بهمس
— دهو شكلوا باين جوزها..أنا شفتوا متصور معاها عالنت..البت احلام بنتي كانت مورياني الصوره..
أجابتها سعيده بسخريه وهما يديران وجههما عنه
— لاا ابن ذوات صحيح…اما نشوف هيعمل ايه لما يعرف باللي هيحصل لست الحسن الحسن والجمال.    !!!
****************
فتحت دنيا باب الغرفه ببطئ شديد وخوف لكي تتأكد أنهم خرجوا… لتتفاجأ  بـ وائل على الأرض والدماء تملئ وجه…. شهقت بخوف وهي تركض نحوه.. لتنزل على ركبتيها بخوف شديد وهي ترفع رأسه على صدرها… بخبرتها الطبيه، أدركت انه فقد الوعي… 
كادت أن تذهب عند الباب وتصرخ عليهم كي ينقلوه للمشفى ولكن تذكرت على الفور هجومهم عليهم منذ قليل وخافت أن يعيدوا الكَرّه ويزداد الوضع سوءاً… 
فكرت سريعاً.. لتقرر أنها ستداوي جراحه بنفسها. مستعينه بصندوق الإسعافات الأوليه…. اتجهت سريعاً نحو المطبخ. فقد تركه وائل هناك منذ أن داوى جرح إصبعها.. 
أحضرت الصندوق وقماشه نظيفه بجانبه… لتضعه على الارض بخوف وهي ترفع رأس وائل بحذر… لتستطيع ايقاف نزيف أنفه اولاً.. قامت بـ  الجلوس بهدوء لكي تستطيع التركيز والتحكم في اعصابها  ،رفعت رأسه لأعلى لدقائق  … أعلى من مستوى القلب.. ثم قامت بـ  الضغط على جميع الأجزاء اللينة من الأنف معًا بين الإبهام والسبابة… 
وضعت بعض قطع الثلج ملفوفًا بمنشفة نظيفه على الأنف والخدين…استطاعت بعد دقائق بإيقاف نزيف الأنف…
(الكلام ده من معلوماتي الطبيه اللي درستها بالجامعه..لو لقدر الله حد حصله نزيف بالأنف..فـ دي انسب طرق لإيقافه)
أما أعلى رأسه كان ينزف دماً بسيطاً تحديداً من احدى حاجبيه وجبهته الأيسر…
قامت بمهاره بوضع قطعة القماش النظيفه على جبهته وحاجبه وضغطت عليها بكلتا يديها لمدة خمس دقائق
….وضعت رأسه على الأرض بحرص شديد..لتتجه سريعاً إلى الحمام…أخذت من الرف غسول الفم…ثم عادت ثانيةً له.لترفع رأسه ثانيةً بحرص شديد وتسندها على صدرها..لتقوم بوضع القليل من غسول الفم على المنطقه المصابه 
فالكحول الموجودة في غسول الفم تعمل كمادة طبية، بالتالي وضع الغسول على الجرح يساعد في وقف النزيف بصورة أسرع….واستطاعت دنيا بمهاره ايقاف النزيف بعد فترة ليست بكثيره.
.لتضع أخيراً  الثلج ثانيةً في قطعة قماش نظيفة وجافة من ثم ضعها على الجرح وظلت تطبطب على وجه برقه بقطع الثلج…ليفتح عينيه بصعوبه وتعب بعد دقائق 
تقابلت عينيه بعيونها في نظره مطوله…ليردف أخيراً بهذيان وكأنه لايعي مايقوله
— صوابعك دي ولا صوابع زينب 
دنيا بدهشه وتعجب: نعم!!
وائل بتعب وهو يفتح عينيه بصعوبه
— نعماالله عليك ياجميل…الحلو منين 
كتمت دنيا الضحك بصعوبه…لتتمتم بسخريه
— حتى وانت مضروب وطالع عينك بتستخف دمك 
أجابها وائل بتعب وهو يشير للحبل المنسدل من السويت شيرت خاصته
—امسكي طرف الحبل ده كده
دنيا بتعجب: ليه ؟
وائل بتعب وهذيان: علشان هشد انتباهك طالما التلميح مش نافع مع اهلك
اتسعت عينيها بدهشه لتردف
—هو الضرب أثر على نفوخك ولاايه… وضعت رأسه على الارض برقه.. لتردف بغضب
— متجبش سيرة اهلي ياادكتوور لاأفتحلك دماغك بمكنة حلاقه 
وضع وائل يده على رأسه بتعب ليستوعب أخيراً  ماحدث له… أردف بأنين وتعب
— ده انا لو بحب واحد صاحبي  هيبقا فيه أنوثه عنك 
اجابته بغضب وهي تضع يدها في خصرها 
— ماانت كل اللي تعرفهم شبه كارلا مسعود 
وائل باإستفزاز لها
— طب والله ظلمتيها.. فيها أنوثه عنك 
تنفست بغضب وهي تبرم شفتاها بحنق منه وتنظر له بغيظ
كان يحاول جاهداً ان يستند على الحائط ليستطيع الوقوف.. ولكنه فشل بسبب تعبه…. 
تأملته بشفقه… ليتغلب عليها الجانب العاطفي وتتجه اليه تساعده في الوقوف…. أردف وائل بمرح وتعب قليلاً 
—الحب ولع في الدره
أجابته بغيظ:  عقبال مايولع في شعرك 
ضحك بتعب ليردف:  والله شكلك قرعه ومتغاظه مني 
رمقته بنظره ناريه غاضبه… ليضحك هو بشده عليها.. وهي تسنده لينام على السرير.. 
وضع وراء رأسه وساده تساعده في الراحه…. لتردف بغضب
— انا من واجبي كدكتوره ان اساعدك… لكن اوعى دماغك توديك حته تانيه 
جذب الغطاء عليه وهو يغني بتعب وضحك
— ده في حته تانيه غير التانيين… ده فلقلي قلبي وبقا نصين
نظرت له بغضب وغيظ لتردف
— حتى الأغنيه شوهتها…. اووف… انا هطلع اتفرج عالتلفزيون.. اما اشوف اخرتها ايه في القرف اللي انا اتحطيت فيه ده 
ناداها بتعب قبل أن يغُط في النوم
— استني قبل ماتطلعي هقولك حاجه 
دنيا بتأفف: عااوز اييه 
ضحك بصعوبه وتعب مردفاً
—صيدلي بيحب صيدلنيه ومتردد يقولها.. ليه! 
دنيا بغيظ: ليه ياخفيف 
وائل بضحك: خايف تاخدله اسبرين شوت هيخهوخههو 
اغلقت فمها بشده حتى لاتضحك امامها… لتردف بغضب مصطنع 
— دممك ملـح 
أجابها بغمز
— لاا مجربتيش انتي بالشطه واللمون يلهوووي ولا بطعم الكباب.. حوااار 
كورت يدها بغضب وكزّت على أسنانها بغيظ مردفه
— انت بني ادم مستفز… قدر الوضع اللي احنا فيه شويه 
اسند رأسه بتعب على الوساده ليستعد للنوم وهو يقول
— قدرته وتقديره مقبول.. عقبالك 
أطفأت النور عليه بغيظ من حماقته واستخفافه بالامور… لتتجه وتجلس امام التلفاز… لتتذكر دفاعه عنها… تبسمت بخفه وحزن لتردف في نفسها
— اي واحده تتمناك ياوائل والله… بس للاسف انا وانت بالذات مننفعش لبعض… انت متعرفش ايه اللي حصلي وانا مستحيل اقولك حاجه زي دي… 
أما في الداخل.. لم ينم وائل بل ظل يفكر في شيئاً ما يجعل يوسف يخرجهم من هنا بإقناع… فـ وائل يمتاز بذكاء عالي وهذا ما جعل يوسف يغار منه منذ طفولتهم… 
تبسم وائل بخبث ليصيح بصوت عالي
— دنيييياااااا 
انتفضت من مكانها بخضه وخوف عليه.. لتهرول سريعاً  اليه وتشعل الضوء وهي تردف بقلق وخوف
— وائل.. مالك في اييه 
أجابها بخبث وتخطيط
—عندي فكره هتطلعنا من هنا زي الشعره من العجينه 
تنهدت براحه عندما وجدته بخير… لتردف باهتمام
— فكرة اييه!! 
وائل باإبتسامه لعوب:  نتجوز 
أجابته بدهشه بعد لحظات من استيعابها لما قاله
— نعممممم.!!!!!!! 
**********************
في المشفى التي بها عمر.. 
………
غابت عن الوعي إثر حقنة المهدئ التي اعطاها لها الطبيب…لتفيق بعد عدة ساعات قليله….فتحت عينيها ببطئ وهي تأن بتعب شديد..ناتج عن جسدها وقلبها معاً…
فالإستفراغ الكثير نتيجة رائحة المشفى التي أتعبتها لم يكن سهلاً عليها…ورغم ذلك نعلم جيداً أن الألم الجسدي يزول سريعاً بالأدويه…
فماذا عن ألم القلب!!… ألهُ دواء يشفيه!!… 
ماذا إذا كنت تعشق شخصاً لدرجة أنك لا تستطيع التنفس دون أن تطمئن أنه بخير…ماذا إذا كنت اعتدت على العيش مع شخص أصبح يمثلك لك الجميع..وفجأءةً..تأتي الأقدار وتسلبه منك دون أن تستطيع حتى المقاومه!! 
ماذا إذا كان هذا الشخص يمثل الحياه بالنسبة لك وفجأءه وبدون مقدمات، اختفى من الحياه وأصبحت ذكراه في القلب وطيفه في العقل فقط..!!
كم تكون الأيام وكل لحظه تعيشها ناقصة، حين يغيب فيها شخص تعودت وأحببت وجوده فى كل لحظة….
ظلت تتأمل غرفة المشفى من حولها لدقائق،وكأنها تستوعب ما يحدث حولها…لتتذكر سريعاً ماحدث لحبيبها وزوجها…
شهقت بخوف وتجمعت الدموع في عينيها ثانيةً والتي اتضح الورم بها من شدة البكاء…لتهطل كالمطر على خديها…
نزلت من فراش المشفى الذي رقدت عليه…لتركض سريعاً بتعب وخوف وبكاء وهي تنظر هنا وهناك كالمجنونه كأنها تبحث عنه…
اتجهت مهروله لتلك الغرفه الزجاجيه التي وُضع بها عمر ووضع له جهاز التنفس الصناعي وبعض الاجهزه الاخرى التي امتدت أنابيبها الخرطوميه لصدر عمر وذراعيه…
شهقت ببكاءٍ شديد وهي تتأمله من خلف الزجاج….انتبه لها مُهاب الذي كان جالساً على إحدى المقاعد أمام الغرفه..واضعاً يده على خديه وينظر للأرض وقد بدا على وجه الحزن الشديد والغضب ممن فعل هذا بصديق طفولته 
رفع رأسه ليتأمل تلك الواقفه تستند على الحائط وتبكي بحراره وتعب شديد…
جذبته ملامحها الجميله والصغيره كأن الله أبدع في خلقها…فبرغم تورم عيناها من بكائها ونحيبها الشديد وخداها وانفها اللذان باتَ متوردان بشده إثر البكاء…إلا أنها كانت فاتنه وبشده..بل زادها تورد وجهها جمالاً،وأيضاً حجابها الذي غطى شعرها الغجري الرائع وذلك الرداء الذي ورغم انه تلطخ بالدماء..إلا وأنه أبرز جسدها الممشوق والذي توسط بين الجسد الغربي والشرقي…لتصبح في ابهى صوره رغم بساطتها…
مما جعل لسان مُهاب ينطق هامساً
— ماشاء الله…أنا اه شفت في لندن أجمل ستات في العالم…بس دي مختلفه..جمالها من نوع خاص كده…
ظل يتأمل ملامح وجهها بتعجب للحظات…لينتبه لها وهي تردف ببكاء وتعب وتتجه نحو الغرفه الزجاجيه لعمر ثانيةً
— قووم بقاا ياعمر…وحشتني اووي..انا ضعيفه وتايهه من غيرك 
اتسعت عينان مُهاب بذهول ليتمتم بدهشه 
— مراااته!!!…ياابن الإيه يااعمرر..ده انت امك دعيالك في ليلة القدر ياصاحبي…تبسم بخفه ليتابع…
— الحمدلله اننا متهورتش وعملت حاجه.. كان زماني بنطق الشهاده على نفسي اما تقوم وتعرف ان كنت هعاكسها…..
 بس مش خساره فيك…تستاهل كل حاجه حلوه ياعمر..ربنا يقومك بالسلامه ياصاحبي…
لحظه هنا ياساده..لأعرفكم بالمعنى الدقيق من هو 
مُهاب السيد…
( والده مساهم كبير في شركات الرفاعي…ولكن السيد عزمي والد مُهاب انفصل عن منير الرفاعي في فرع مصر منذ أكثر من عشر سنوات ليقوم بفتح شركه له خاصه في إنجلترا تحديداً لندن وهي شركة استيراد بترول من الدول العربيه وكانت شركات الرفاعي تورد له البترول….افتعل السيد عزمي
حادث سياره أدى بمصرعه على الفور..مما جعل مُهاب يسافر للندن ليدير الشركه هناك..وكان مُهاب في ذلك الوقت يدرس هندسة التعدين في الجامعه الأمريكيه بالقاهره مع صديق طفولته عمر…لكن مُهاب يكبر عمر ببضع أشهر فقط…فهو يبلغ من العمر الواحد والثلاثون بينما عمر مازال في منتصف الثلاثين…يميل مُهاب للعلاقات الكثيره مع الفتيات ولايفضل الزواج…بخلاف عمر الذي كان صارماً جداً ولايهمه سوا الاجتهاد في العمل حتى وقع في عشق تلك الجميله البسيطه
……)
تنحنح مُهاب ليقوم من مكانه ويتجه اليه وهو يتحاشى النظر بوجهها قدر الإمكان كي لا يفتتن بها رغماً عنه…ليردف بهدوء
— احممم أنا مُهاب..صاحب عمر..اللي كلمتيني من كام ساعه
تأملته للحظه من بين دموعهها…لتأومأ له مردفه 
— شكراً لحضرتك 
مُهاب بتساؤل واهتمام
— ممكن تعرفيني ايه اللي حصل بالظبط
سكتت للحظات…لتردف ببكاء شديد
— كنا..كناا خارجين امبارح بالليل عالجزيره…وفي حد جه قاله ان في ناس عاوزينه…وعمر راحلهم..وبعد شويه سمعنا صوت رصاص…الناس كلها راحت تشوف في ايه وانا جريت وكنت حاسه ان حصله حاجه..و..و…
لم تستطيع التكمله فشهقت بالبكاء والنحيب 
أردف مُهاب بحزن يهدئها
— طب اهدي…عمر قوي وبيتحمل اي حاجه..على بكره ان شاء الله هيفوق ويبقا زي الفل 
تابعت ببكاء: وشفته غرقان في دمه…معرفش مين عمل فيه كده…حسبي الله ونعم الوكيل
ثواني وأتت ممرضه لتردف بإحترام باللغه العربيه الفصحى ويبدو أنها من احدى الدول العربية..وجهت حديثها لمُهاب
— السلام عليكم… إدارة المشفى بتبلغ حضرتك أن العمليه التي تمت لقريبكم..يجب التوجه لخزنة المشفى الماليه ودفع حقها….وأيضاً فترة الزياره انتهت ويجب عليكم الذهاب والمجئ غداً…
اومأ لها مُهاب متفهماً….ليتجه لخزنة المشفى..ولكن يمنى استوقفته وهي تنزع عنها عقد اللؤلؤ الذي اهداه لها عمر..لتعطيه لمُهاب قائله
— بيع ده وادفع حق العمليه 
أجابها مُهاب بأدب
— انتي كده بتغلطي فيا…عمر مش صاحبي..عمر اخويا واحنا الاتنين مفيش فرق مابينا…واعتقد اما يقوم ويكتشف انك بعتي الهديه اللي اهدهالك..هيزعل جدااً
فكرت قليلاً..لترتدي العقد ثانيةً وهي تاومأ له..فكلامه صحيح وهي أيضاً لا تريد أن تفعل شيئاً يحزن عمر عندما يفيق..
ذهب مهاب ليدفع المال…وبالفعل سدده بالفيزا كارت خاصته….ليعود ثانيةً…ليجد يمنى مازالت تتأمل عمر من خلف الزجاج وهي تبكي بشده…
استشعر مهاب مدى العشق الذي بينهم وصدق حب يمنى في أعينها…التي لفت انتباهه جمال حدقتيها وطول رمشها…
ليردف هو بعد لحظات وهو يتأمل صديقه أيضاً
— احنا مش هينفع نفضل هنا…لازم نمشي ونيجي بكره..ياإما الأمن هيدخل ويطلعنا غصب 
اجابته بحده
— يعملوا اللي يعملوه..أنا مش همشي من هنا غير اما  عمر يفوق…
تنهّد ببطئ فهو يتفهم الموقف الواقعه فيه…ليردف بهدوء
— مينفعش…دي مستشفى حديثه وليها اجراءات خاصه لازم تتنفذ 
يمنى ببكاء وتعب: انا معرفش اروح بيتنا لوحدي..انا معرفش حاجه هنا 
أومأ لها بتفهم مردفاً
— متقلقيش..فيه فندق جنب المستشفى هنبات فيه لحد مالنهار يطلع ونيجي تاني 
رمقته بغضب لتردف بحده ادهشته
— هماا مين دوول اللي يباتواا فيه…لااا اصحااا..اناا ااه جوزي مش معاايا ولوحدي…بس وقسماً بالله اللي يفكر بس يلمس شعره مني أكله بسنااني…انت عبيط ولاايييه!!!
اتسعت عيني مُهاب بدهشه…ليصمت للحظات ولايستطيع الرد عليها…ظل يتأملها بتعجب ودهشه وكأنه يقول لنفسه…كيف لتلك الجميله أن تتحول لمتوحشه في لحظات!!…ولكن لا بأس فتلك الزوجه والعاشقه بصدق…تستطيع المحافظه على نفسها في أي وقت وأي مكان ولا تسمح لأحد أن يقترب منها غير زوجها وحبيبها التي خُلقت له فقط!!
وهو حقاً لم يقصد مايدور في رأسها…ولكن أحياناً يعد عدم التوضيح في الحديث جالباً للتفكير المخطئ من كلا الطرفين
أردف مهاب بخجل
—أنا بجد مااقصدش حاجه…انتي مرات صاحبي يعني بالنسبالي زي أختى…أنا كنت هاخدلك اوضه ترتاحي فيها لوحدك..
هزّت رأسها بنفي شديد لتجيب
—لااء برضه..وبعدين راحة ايه اللي بتكلم عليها وأنا جوزي مش عارف يتنفس طبيعي زينا!!
أخفض مهاب رأسه بحزن..فهي معها الحق في كل ما تقوله 
لحظاات ودوى صوت صفير وإنذار في كل مكان بالمشفى
اتسعت عينيها بدهشه وخوف وضياع.. ليصفر وجهها وهي تتأمل جهاز القلب يعطي صفيراً بتوقف ضربات قلب عمر… 
لم تتحمل الصدمه فوقعت على الأرض مغشيّا عليها.. 
أما مُهاب دق قلبه بعنف وهلع عندما سمع الإنذار العالي والصفير قادم من الغرفه الموضوع فيها عمر… ليردف مُهاب بفزع وخوف شديد 
— لاا.. لاا لاا ياعمر لاا ياصااحبي…. علاا صوته ليصرخ بجنون
اوعى تسيبني ياصاااحبي.. يااااعمرررررر 
ركض الأطباء سريعاً بخوف متجهين لغرفة عمر… أردف الطبيب بصراخ
— حطوووه على الإنعاااش بسرررعه… القلب وووقف… ووصلووا المساارات الكهربااائيه لصدرره بسررعه…… 
نفذ الأطباء الإجراءات المطلوبه لإنعاش القلب… ليقوم الطبيب الرئيسي بعمل صدماات كهرباائيه لقلب عمر.. 
دقائق مرّت على الأطباء كأنها أعوام وعلى مُهاب الواقف يتأملهم بخوف شديد…. ليستطيع الأطباء بفضل الله أولاً وبمهارتهم الطبيه أن يُعيدوا قلب عمر للنبض ثانيةً… ليضعوا له الأجهزه الموصله لجسده وصدره وأيضاً جهاز التنفس الصناعي… 
تنهّد مُهاب براحه.. ففي لحظه كادّ أن يفارق صديقه الحياه لولا أن الله أراد له البقاء حياً الأن… 
نظر مُهاب لتلك التى فقدت الوعي وسقطت على الأرض… تردد في بادئ الأمر أن يقترب منها ويحملها.. احتراماً لحُرمة صديقه… ولكن لامفّر… لن يستطيع ان يتركها هكذا أمام الغرباء… 
انحنى عليها ليحملها بين ذراعيه… انزلهاا برفق على إحدى المقاعد وقام بخلع المعطف خاصته ليغطيها به.. حتى لا ينظر لها أحداً من الرجال الغرباء.. 
عادّ ليتأمل عمر وقد استقر قلبه ثانيةً… واطمئن عليه الأطباء.. ليتركوه على الأجهزه ويتجهوا للخارج.. 
استوقف مهاب الطبيب الرئيسي مردفاً 
— اللي مغمي عليها دي.. تبقا مراته.. عاوز اخدلها سرير في المستشفى لأنها رافضه تمشي تطلع من هنا غير مع جوزها وياريت تركبولها محاليل تغذيه عشان شكلها تعبان خالص ومش هتقدر تواصل باقي اليوم… 
أومأ له الطبيب متفهماً ليشير له بأن يحملها ويدخله إحدى الغرف.. بينما أمر ممرضه أن تعلق لها المحاليل وتقوم بإيفاقتها…
ساعات أخرى مرّت على مُهاب بحزن وتعب شديد… فقد شعر بالنُعاس والتعب من اثر اليوم الطويل… فصديقه مازال على أجهزة التنفس وزوجة صديقه بعد أن فاقت لم تشعر بأي شئ سوا النوم.. لتدخل في نوبة نوم استغرقت ساعات ومازالت المحاليل معلقه في يدها.. وكانت تبدل عندما تنفذ… نظراً لتعب جسدها الشديد والذي احتاج الكثير من المحاليل المغذيه…. 
ثقلت جفون مُهاب رغماً عنه وهو جالس في حديقة المشفى… لينام رغماً عنه على المقعد الذي جلس عليه
… ساعات أخرى مرّت.. لتشرق الشمس وتبعث نورها في الأرجاء… ودبت الضجه ثانيةً في المشفى…. 
فتح مُهاب عينيه ببطئ وتثاؤب وهو يتأمل المكان من حوله… ليستوعب أخيراً  أنه نام في الحديقه وأن المشفى امتلئت ثانيةً بالزيارات والمرضى… 
حرك رأسه بتعب وتألم من نومته على المقعد الخشبي…. ليقوم بعد لحظات متجهاً للداخل ليطمئن على صديقه وزوجته…. 
مرّ مُهاب من أمام غرفة يمنى.. ليجدها مازالت نائمه وقد سحبت منها الممرضه المحاليل نظراً لأخذ جسدها التغذيه الكافيه له… 
اتجه نحو غرفة عمر… ليقف خلف الزجاج متأملاً جهاز القلب خاصته وهو يلاحظ أن حالته بدأت بالإستقرار قليلاً… 
اتجه للخارج ثانيةً ليحضر له كوباً من القهوه تجعله يفيق جيداً…. 
أخذ القهوه من احدى الكافيهات بجانب المشفى… ليعود ثانيةً للداخل… 
اتجه ليقف أمام غرفة عمر، يلقي نظره أخيره عليه قبل ان يجلس ويحتسي قهوته…. 
ولكن قبل ان يدير وجه عن عمر.. لمحه يحرك جفون عينه ببطئ شديد!!!!  
هزّ مُهاب رأسه باانتباه وكأنه لايصدق….. قرب وجه من الزجاج جيداً ليستطيع الرؤيه بوضوح… ركز نظره لدقائق على عين عمر….. ليجد أنه بالفعل حرك جفونه ورمش بأهدابه
تهلل وجه مُهاب بالفرح… لتسقط منه القهوه من شدة فرحه دون وعي منه… 
هرول مسرعاً لأحد الأطباء وهو يصيح بفرح
— عمرر فتح عينييه… والله فتح عينيه 
أردف الطبيب بدهشه
—هو المفروض يفوق انهارده بس على اخر اليوم او نصه حتى
أجابه مُهاب بتأكيد
—انا شايفه بعيني وهو بيفتح والله 
ذهب معه الطبيب مسرعاً نحو غرفة عمر….. ليجدوه بالفعل قد أزاح جهاز التنفس عن وجه وينظر للسقف بتعب شديد 
******************
في سويسرا… تحديداً في شركة سامح الصعيدي… 
ترّجل سامح من سيارته… ليدّلف داخل الشركه يلقي نظره على انتظام العمل بها.. فمنذ أن جاءت فاديه إليه وهو لايتابع عُمال شركته وترك الأمر لأكرم ليديرها… أما هو كان عقله مشغولاً بكل المصائب التي ارتكبها مع فاديه في مصر واذداد خوفه أكثر كلما تذكر أن لديه ابنه منها وهي ريناد والتي لم تكتشف من والدها الحقيقي بعد… 
اتجه سامح لمكتب أكرم ليستفسر منه عن أحوال الشركه… ولكن فوجئ بالسكرتيره الخاصه به تخبره أنه لم يأتي منذ البارحه للشركه.. مما جعل سامح متعجباً من قولها.. فـ أكرم لم يتغيب يوماً عن الشركه… 
اخرج سامح هاتفه ليتصل عليه.. ولكنه لم يجيب… لذا لم يجد مفّر من مكالمة صديقه أنس، فهو يعلم أنهم يجتمعان سوياً دائماً…. 
لكن أنس هو الآخر لم يجيب على اتصاله… مما جعل سامح في حيرةً من أمره.. ليستقر أخيراً على شئ وهو الذهاب لبيت أنس… ربما يجد أكرم هناك.. 
بالفعل ذهب سامح لبيت أنس.. دق الجرس.. فتح له أنس بعد لحظات.. وبدا التوتر عليه قليلاً ليردف بإرتباك
—عم سامح!!  تعال عمي اتفضل أجلس.. شو بتحب تشرب 
هزّ سامح رأسه بالنفي ليجيب 
—لا يا انس شكراً.. أنا بس كنت عاوز أكرم.. السكرتيره بتقول أنه مجاش الشركه من إمبارح 
شعرّ أنس بالتوتر ليدير عينيه يميناً ويساراً مما جعل سامح ينظر له بشك.. ليردف أنس بإدعاء
— مابعرف وينه هلأ.. بس أنا برجح أنه يكون مع رفيقته شي
تأمله سامح قليلاً.. ليردف بوضوح
— أكرم إنفصل عن إيرما من شهر وانت عارف الكلام ده..مفيش داعي تكذب او تخبي حاجه عني..أنا مش عدوه ياانس أنا أبوه..
تنهّد أنس ببطئ..ليردف بخوف
— عم سامح..راح احكيلك على كِل شي..بس بتوُعدني انو ماراح تحكي لهاي المره اللي اسمىٰ فاديه إشي..اوك 
اتسعت عينان سامح بذهول ليردف 
— انت..انت تعرف فاديه منين!!
هزّ أنس رأسه بنفي ليجيب 
— أنا مابعرفها شي..ولا بعمري شفتا…بس أكرم إجاني أمس ومعو تسجيل صوتي لهاي المره..و………إلخ
حكي له أنس ماحدث بينه وبين أكرم منذ أن سمع مافي التسجيل وترجمته له..لحين قرر اكرم السفر لمصر….تابع انس قائلاً
— وهلأ أكرم بيكون بالطياره لمصر..حتي يلاقي أي حدا من هاي العيله ويعطيهن التسجيل الصوتي 
وضع سامح يده على رأس بصدمه ليردف بخوف شديد
— ابني…ابني هيروح مني…لو حد من عيلة الرفاعي عرف باللي حصل زمان..اكرم هيبقى هو الضحيه وهيروح فيها 
أنس باإستغراب: ماعم أفهم شي..
انقض عليه سامح يمسكه من ياقة قميصه بشده وهو يصرخ به
— انت ازاااي تسيبيه ينززل مصرر…ازااي متقوليش انه هيسااافر بدووون علمممي…انا كنت هسفرره اااه..بس بطريقه متأمن علييه فيهااا…لكن ده رااح لووحده ومش رااجع غير مقتوول….لييه مقولتليييش 
ابعد أنس يده عنه ليردف بهدوء وعدم فهم 
— انا شو خصني..اناا ماعم افهم شي والله 
تركه ساامح ليذهب خارجاً وهو يستقل سيارته بغضب ليردف بغضب شديد
— مكفكيش قتل منير كماان عااوزه تقتلي ابنه…وابني انا يروح في الرجلين…مااشي ياافاااديه أنا اللي هخلص عليكي باإيدي…
……..
وقف الرجلان اللذان اطلق الرصاص على عمر، يتأملان  المشفى التي بها…
ليتحدث احدهم بخبث
— بقولك ايه…الحواار لو اتكرر هيبقا خطر علينا…انا سألت واطقست عالواد ده..طلع معروف في اكتر من بلد…يعني لو كان مات كنا هنروح احنا في داهيه وهنتجاب من قفانا بسهوله….احنا نقول للست اللي اسمها فاديه دي..انه مات وكده كده احنا الكسبانين..كفايا علينا مليون جنيه…لو قتلنا مراته مش بعيد القيامه تقوم علينا…احنا نبعتلها اي صوره لواحده مقتوله وهي هتصدق…ونطلع بالمليون التانيه…ويبقا يادار مادخلت شر 
أومأ له صديقه بمكر وخبث
— جبت الخلاصه..احنا نعمل اللي قلت عليه…
ابتعد الرجلان عن المشفى ليخرج أحدهم الهاتف ويتصل على فاديه…لتجيب بعد لحظات
فاديه بفرح وغِل: خلصتوا على مرااته 
أجابها الرجل بخبث: متقلقيش ياست هانم..كلوا تمام..وزمان الحكومه هنا بدور على حد من اهلم يستلم جثثهم ولو مش مصدقاني أبعتلك صورهم وهما غرقانين في دمهم 
ضحكت فاديه بشر وخبث لتردف
—لاا بلااش تبعت صور عشان التليفون ميقعش في ايد حد والخطه تكتشف…انا مصدقاكوا…هبعتلكم الفلوس مع حد تبعي هيستناكوا في نفس المكان بتاع المره اللي فاتت 
لمعت عيني الرجل بمكر ليجيب: تمام ياست هانم..واحنا تحت امرك في أي حاجه تعوزيها…
أغلق معها المكالمه ليحدث صديقه بضحك وشر
—مش قلتلك هيدخل عليها الحوار…نلحق احنا ناخد باقي الفلوس ونسافر في أي بلد تانيه عشان لو الموضوع انكشف نكون احنا فص ملح وداب…
…….
أما فاديه ظلت تضحك بخبث وشر لتردف في نفسها
— كده بقاا ارجع مصر وأنا رافعه راسي..وادير الشركه زي ماانا عااوزه…وكل حاجه تبقا تحت طوعي…
***************
تأملها حمزه للحظات بدهشه ليردف بدون تصديق
— عاارفه!!..انتي…انتي عاارفه ان كنت مجوزز قبل كده!!!..عاارفه ان قتلت مراتي واخويااا!!!…عاارفه ان جاتلي حاله نفسيه وكنت بتعالج منهاا  !! عاارفه اني كنـ……
لم يكمل حمزه الجمله ليجدها احاطت وجه بيديها الصغيرتان..لتميل على شفتيه تُقبله عدة قُبلات رقيقه وهادئه….ابتعدت عنه بعد لحظات وهي تبتسم وتعبث في شعره بحُب مردفه
— بحبك اووي
تأملها حمزه بدهشه ليردف
— هو مين فينا اللي مجنون 
ضحكت بشده… مما جعل قلبه يتراقص عشقاً مع رنات صوتها التي تشبه العزف الموسيقي… 
أظلمت عينيه وهو يفترس كل إنش بها كالذئب… لتتوقف هي عن الضحك وقد انتبهت لصورتها المنعكسه في عينيه… لتتفاجأ به ينقض على شفتيها يلتهمها بقُبلاته العاشقه… مما جعلها تذوب بين يديه رغماً عنها وهي تتجاوب معه بكامل إرداتها.. تبادله قُبلاته بعشقٍ أكبر… ابتعدت عنه بعد لحظات.. لتتنفس بعمق مردفه بنظرات مضحكه
—بقا بزمتك ده شكل واحد مريض نفسي 
تبسم بخفه ليجذبها لصدره يعانقها بحنانٍ وهو يهمس
— انا مكذبتش في كل كلمه قلتهالك… بس انا ببقا عامل زي الطفل وأنا معاكي… انتي العلاج بالنسبالي ياريناد.. بعدك عني بمثابة الجحيم والله ياطفلتي… 
نظرت في عينيه بقوه لتردف بتأكيد 
— عاارف… لو فيك عيوب الدنيا كلها، هفضل معاك برضه… 
أصل أنا مجوزتكش من فراغ… لا ياحمزه.. أنا قبلت أكون مراتك عشان شفت فيك خير الأب والزوج… يعني انت بحنيتك عوضتني عن بابا.. وبحبك وإحتوائك ودلعك ليا كنت زوج مثالي ومازلت وبفهمك لدماغي كويس فااعتبرتك احسن من ميت صاحبه ليا… عاوزني بعد ده كل أبعد عنك بسهوله كده…لمجرد أنك فيك عيب!!..عيبك اللي انت شايفه ده بالنسبالي ميزه…
لمعت عينيه بعشق ودموع قليلاً وهو يتأمل تلك الصغيره التي تجلس على فخذيه وبين ذراعيه…استطاعت وبدون أن تبذل أي مجهود أن تتملك من قلبه وعقله معاً…فعلت بطفولتها ورقتها مالم تفعله إمرأه من قبلها…رغم فرق السنوات الثلاثة عشر ونصف بينهم إلا أنه رأى فيها كل مايحتاجه أي رجل….هي وحدها التي لا يستطيع السيطره على نفسه ومشاعره أمامها…..
بعد خيانة زوجته له من عشرُ سنوات وكُره لجنس النساء تماماً واصابته ببعض الأمراض التي حاول بسببها الإنتحار أكثر من مره…لتأتي هي بعفويتها وبراءة طفولته وتربك سنواته الخمس وثلاثون….وبرغم كل ما يعاني منه وأنه كان سيقتلها منذ قليل لولا أن أفاق فجأةً حين رأى نظرتها الطفوليه الدامعه تجاهه…تأتي هي بدلالها وصوتها الأنوثي العذب الذي يشعله نار العشق بداخله…لتخبره بكل تلقائيه أنها لا ترى به أي عيووب!!!
نعم…صدق قولها حينما قالت أنها ترى عيوبه ميزات 
فنحن نبصر عيوب المحبوب، لكن لا يعجبنا ان نصفها بانها عيوب، فنحن من شدة هيامنا بها نراها شيء جميل ورائع  فنأبى تسليبها أو تشويهها…. 
أردف حمزه بهدوء وهو مازال ينظر لعينيها بعشق
— انتي كنتي عارفه بكل ده ياطفلتي…ومخفتيش مني؟!
أجابته بمرح: مفيش واحده بتخاف من واحد بيحبها…وبعدين انت مش بتحبني بس..انت بتعشقني وبتموت فيا كمان 
رفع حاجبيه بدهشه وضحك ليجيب
— جايبه الثقه دي منين 
مالت برأسها على صدره مما جعله يشددّ من احتوائه لها..لتردف هي
— الافعال هي اللي بتثبت اذا كان اللي قدامنا بيحبنا ولا لأ…وانت كل حاجه بتعملها معايا بتقول أنك بتدمن وجودي في حياتك….رفعت رأسها لتنظر له متابعه…
— صح يابابتي 
ضحك بخفه ليطبع قُبله رقيقه على شعرها مردفاً
— صح ياروح بابتك…سكت قليلاً…ليردف بعد لحظات
— مقولتليش برضوا..عرفتي منين الماضي بتاعي 
تنهّدت ببطئ لتردف 
— عمر…عمر اخويا هو اللي قالي في اليوم اللي طلبت مني الجواز فيه 
اتسعت عينان حمزه بدهشه ليردف 
— عمر!! هو عمر عرف منين 
اجابت ريناد بغرور مصطنع 
— ليه..هو انت فاكر ان عمر اخويا قليل ولاايه…ولا هيجوزني لاي حد وخلاص…لاا ياحبيبي..عمر عرف عنك كل حاجه في اليوم اللي قلتله انك بتحبني وعاوز تجوزني….واخدني بحجة انه يوديني الملاهي عشان يعرف يتكلم معايا من غير مايوصل لماما او باسم الكلام…لانهم لو عرفوا مكنوش هيوافقوا…بس عمر حكالي كل حاجه وقالي الاختيار في ايدك…حكالي انك كنت مجوز وانت عندك خمسه وعشرين سنه واكتشفت ان مراتك بتخونك وانت وقتها ماترددتش لحظه وقتلتهم…بس ده اللي قالهولي…وقالي ايه رايك..انتي شايفه ايه….قلتله دي صدمه محدش يستحملها والقانون معرفش يمسك عليه حاجه..هاجي أنا واعترض….وبصراحه ياحمزه أنا وقتها كنت حبيتك عشان كده مكنش فارق معايا انت عملت ايه…بس اللي خلاني اوافق اتجوزك…هو الأمان…كنت دايماً أحس ان مطمنه وأنا معاك…والشعور بالأمان في أي علاقه..بيبقا ده أعلى مراحل الحب…
سكتت قليلاً لتتابع…لكن بقا حكاية انك مريض نفسي وبتتعالج دي…محدش يعرفها…وبصراحه لما قلتلي انا مصدقتش…مدخلش عليا الحوار ده…
غمزت له بضحك لتردف: حساك بتقول كده عشان تهرب من عملتك يالئيم 
حمزه بعدم فهم: عملت ايه 
صفعته على وجه برقه لتردف بغضب مصطنع
— سااندي يامعفن 
تحولت ملامح حمزه للغضب ليردف 
— متجبيش اسم الزباله دي على لسانك…متوسخيش لسانك الحلو ده بااسمهاا…فااهمه 
ريناد بجديه قليلاً: هي السبب في اني مشيت من الڤيلا
عقد حاجبيه بإستغراب ليردف: مش فاهم 
أجابته بحزن عندما تزكرت المكالمه 
— في اليوم ده…اتصلت عليك وانا اللي رديت عليها..قالت انها مستنياك في المكتب 
أومأ لها حمزه مؤكداً: ايوه صح..حصل 
ريناد بعصبيه ودهشه: ايييه…يعني انت فعلاا على علاقه بيها 
مسح حمزه بيده على وجه وشعره بقلة حيله مردفاً
— بطلي هبل ياريناد
صرخت به بحده وهي تضربه بقبضة يدها الصغيرتان على صدره بحركات عشوائية وتحاول ان تقوم من عليه…اما هو كان ظل يحتضنها من خصرها حتى لا تقع أثناء طيشها..تاركاً ليدها الحريه بضربه كما تشاء….لتردف ريناد بغضب
— انت لسه شفففت هبل….انا بقاا هوريك الجناان على اصوله
قهقهـ عالياً وهو يلف ذراعه عليها ويدخلها في صدره ليستطيع أن يوقف حركاتها الطائشه…مردفاً بضحك
— الزفته دي دخلت السجن ياعبيطه 
توقفت ريناد..لتهدأ قليلاً وهي تتأمله بشك..مردفه بدهشه
— بجد…طب ليه 
أجاب بجديه: كانت عاوزه تخدرني..معرفش ايه المصيبه اللي كانت عاوزه تلبسهاني 
رمشت بأهدابها عدة مرات لتستوعب أخيراً أنها أخطأت في حقه….القت بنفسها بين ذراعيه تعانقه بشده.هامسه
— حقك عليا ياحمزه..انا اسفه 
مسّد على شعرها بحنان ليجيبها بنفس الهمس
— مبزعلش من بنتي…انا اللي زعلني انك سبتيني ومشيتي…فكرتك استغليتي نقطة ضعفي،وهي انا مقدرش استغنى عنك…فكرت انك بتعاقبيني بحبي ليكي 
ابتعدت عنه قليلاً..ليجد الدموع في عينيها تهدد بالسقوط في أية لحظه…
مال على جفونها يُقبلها برقه هامساً
—ششش…مش عاوز اشوف اي دموع في عيونك….ولاعاوزاني اتجنن تاني 
تبسمت بخفه لتردف: انا…انا خايفه تطلع من السجن وتدبرلك حاجه تانيه….البنت دي مش سهله 
اومأ لها يطمئنها: عارف انها هتطلع بسرعه واحتمال تكون طلعت اصلا بكفاله…وده اللي انا عاوزه…عشان اعرف الف حبل المشنقه حولين رقبتها بطريقتي…هي اختارت تلعب مع الجن..وانا هوريها اللعب معايا شكله عامل ازاي 
اجابته بإرتباك وخوف وقد لاحظت أن عينيه تحولت للنظره التي تثير الرعب في كل من يراها ثانيةً: 
هـ..هتعمل ايه!!
تبسم بخبث مردفاً بصوت هادئ جداً ومخيفاً: 
— مش أنا اللي هعمل…اللي شفتيه من شويه هو اللي هيعمل
ابتعدت عنه بخوف وبطئ لتنزل من عليه كأنها تهرب من هيئته المرعبه….قبض على خصرها بشده مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبه وهي ترتجف قليلاً 
تبسم بسخريه وهو يشعر بإرتجافه جسدها…ليردف
— متخافيش مني….ميغركيش شكلي دلوقت…أنا قلتلك ان ببقا طفل قدامك…بس ساعة مابتجيلي النوبه..الطفل ده بيستكين جوايا…
لكن ده مايمنعش ان ضعيف قدامك ياطفلتي
أراحتها كلماته…لتلف ذراعيها حول رقبته وتدفن رأسها في عنقه..هامسه
— هو انت بجد كنت بتتعالج من المرض النفسي 
لم يجيبها…قام فجأةً وهو يحملها على خصره..مما جعلها تخاف منه قليلاً….ضمت نفسها اليه اكثر خوفاً من أن يتركها فجأةً وتقع….فهو الآن ليس بحالته الطبيعيه..
ربتْ على ظهرها بحنان كي يجعلها تهدئ قليلاً…ثم سار بها متوجهاً نحو غرفة مكتبه التي لم تدخلها ربناد أبداً وذلك بأمر منه….
دلفّ لداخل الغرفه وهو مازال يحملها على خصره وهي تتمسك به بشده…تخافه وفي نفس الوقت تحتمي فيه
أنزلها برقه على سطح المكتب الكبير خاصته…ظلت تتأمل الغرفه للحظات…شعرت بالخوف والكئابه ينتابها من تلك الغرف الواسعه والمظلمه قليلاً والتي لها رهبه من نوعٍ خاص..تجعلك تخاف المكوث بها لدقائق
انتبهت لحمزه يخرج بعض الاوراق من درج مكتبه….
اعطاها لها الاوراق مردفاً بسخريه
— اقري…
نظرت له في البدايه بتردد…لتتجمع الدموع في عينيها سريعاً..همست بإرتباك
— هتأذيني.!!
ضحك بخفه وسخريه…أحاط وجهها بيديه ليميل على شفتيها ويطبع قُبله طويله باتت لدقائق مما جعلها تخاف اكثر من افعاله المتناقضه….ابتعد عنها أخيراً ليهمس لها امام شفتيها بعذوبه
— إلا إنتي ياطفلتي…..اقري الورق ده 
اومأت له…لتردف: طب..طب انت طافي النور ليه..انا كده مش هشوف 
أضاء لها النور…لتضح لها الغرفه أكثر….فبرغم انها دائماً مغلقه الا وانها منظمه ومرتبه بشكل رائع لكن ايضاً لا تخلو منها تلك الرائحه المخيفه…
تطلعت على الاوراق…ظلت لدقائق تقرأ..لتتوقف عند جمله..جعلت شعر راسها يشيب وشحب وجهها من الخوف….لتقرأ بصوتٍ مسموع
— وظل بمستشفى الأمراض العقليه لستة أشهر سراً….!!!!!!!!
********************
شهقت مارينا بخوف وبكاء عندما رأت يوسف يفك ازرار قميصه…لتبرز عضلات صدره أكثر….اقترب منها كالفهد ببطئ..لينقض عليها يُقبلها رغماً عنها تحت توسلاتها وبكائها المستمر…
كادّ أن يمزق قميصها لتصرخ به ببكاء شديد مردفه بتوسل
— هعملك اللي انت عااوزه…بس ارجووك ابعد عني 
ضحك بشده وهو يرجع خصلات شعره التي تبعثرت على جبهته  للوراء اثر تهوره منذ لحظه..
ظل يضحك لدقائق…ليردف بعدها بثقه
— وانتي مفكره ان عاوز اجوزك عشان ابعد عنك….تؤتؤ…لا ياحلوه…انا طلبت اتجوزك بس عشان شكلك محترمه….فاانا مش عاوز اعمل معاكي الغلط دلوقت…خلينا اما نجوز احسن عشان يبقا طعمه حلو ياقطه 
شهقت ببكاء لتردف: حرام عليك…اشمعنا انا…في بنات ماليه الدنيا من النوع اللي انت عاوزه…ليه انا…انا عملتلك ايه 
ضرب بيده على مقود السياره ليصيح بغضب
— اوووف…هو انتي كل شويه تسألي أم السؤال ده….قلتلك انا اعمل اللي عاوزه وعلى كيفي وقت مااحب….وعشان تبقي عارفه برضوا…لولا انك لحقتي نفسك مني على اخر لحظه …كنت زماني مخلص عليكي دلوقت…..ومتخافيش مش هسيبك واطلع اجري….لاا كنت هاخدك من ايدك اوديكي لأهلك واقلهم رأي في طعمك…اللي انا مدقتوش بس متاكد انه حلو زي عيونك الحلوه دي ياقطه 
مسحت دموعها بتعب لتردف بضعف
— هو انا متحبش يايوسف  
دُهش من سؤالها ليتأملها للحظات وقد شعر بالندم تجاهها….أدار وجه عنها دون اجابه
استرسلت حديثها من بين شهقات بكائها مردفه
— عارف يايوسف…لو كنت جيت قلتلي انا بحبك يامارينا..واثبتلي ده بأفعالك..واهتميت لتعبي وحزني ووقفت جنبي في كل حاجه…لأن انت عارف ان مليش اخوات ولا حتى صحاب وده كان هيخليك تكسب قلبي بسهوله ومكنش فيه داعي لكل اللي عملته ده…
ساعتها كنت انا اللي هاجي اقلك متسبنيش يايوسف..خليك معايا…كنت ساعتها هعترف ان بحبك 
كان يستمع لها بإهتمام وقد شعر قليلاً بالندم يغزو قلبه…ولكنه اكتفى بالصمت….بماذا سيجيبها او يبرر لنفسه بعد كل مافعله معها…
تابعت مارينا ببكاء ورقه 
— انا ابسط مما تتخيل يايوسف…انا كل اللي كنت بحلم بيه..انا احب واحد يكون سند ليا بجد..يعوضني عن كل حاجه..ونجوز ونبني اسره صغيره انا وهو….انا…انا متولدتش عشان اشبع رغبات حد…انا مش كده يايوسف 
أغمض عينيه بألم وندم شديد…فقد اثرت عليه نبرات صوتها الضعيفه وجعلته يشعر بالغضب من حماقته و جرائم أفعاله 
لتعترف هي ببكاء اكثر حتى بدا صوت بكائها ممزق للقلب
— حبي لوائل كان حب أخوي…كان بيعاملني زي اخته وكان بيساعدني في كل حاجه…وكنت بعتبره صاحبي واخويا….لكن…لكن محبتهوش بالمعني اللي انت فاهمه…حتى اسأله….انا زعلت لما قلت انه هرب مع حبيبته مش عشان بحبه لاا..عشان هرجع احس بالوحده تاني ومش هيبقالي صحاب 
أدار وجه لها يتأملها بدهشه وهو يستمع لإعترافاتها الأولي عن حبها لوائل….
نظرت له بندم وعتاب مردفه
—مش هسامحك عاللي انت عملته فيا….انهت جملتها وهي تخفي وجهها بين كفيها لتبكي بصمت…
ظل يتأملها للحظات ليستوعب ما حدث ومافعله….امتدت يده بدون وعي منه…ليبعد كفيها عن وجهها…
اقترب منها بندم ليمسح عنها دموعها…..ليميل على شفتيها ببطئ وبدون وعي منه يُقبلها برقه…دون ان ينتظر استجابه منها…ابتعد عنها ليهمس بندم:
— اسف 
نظرت له بحنق وغضب..لتناوله صفعه شديده على وجه..دوى صوت صفعتها في السياره….نظر لها بدهشه لتتحول عينيه للجحيم وهو يتنفس بسرعه وغضب شديد 
جذبها من شعرها بشده مما جعلها تصرخ من الألم…همس بالقرب من أذنيها بحده وغضب وغل واضح في نبرات صوته
—فااكره ان الكلمتين دول هيخشوا عليااا…بتحووري علياا ياووسخه..ده اناا احوور على بلددك يااابنت الـ**
أنا هدفعك تمن اللي عملتيه ده غاالي…أنهى كلماته ليقوم بجذب شعرها بقوه اكثر ومن ثم دفع برأسها على رف السياره الأمامي…لترتطم جبهتها بقوه مما جعلها تفقد الوعي دون ان تتفوه بكلمه…
انطلق بسيارته بسرعه قصوى وهو يتنفس بغضب شديد…ليصيح بحده وهو يرجع خصلات شعره للوراء بجنون
—انااا هعررفك مقااامك يااازبااله….هررووحك لأهلك مكسووره يااماارينااااا….هخليييك مكسووفه تبصي لنفسك في المرااايااا حتـى..!!!!!!!
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!