Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثامن 8 بقلم فرح طارق

دلف للمشفى وهو يلهث من سُرعته، واتجه ناحية الغُرفة الموجودة بِه زوجته، واردف للممرضة الواقفة بالخارج : ما الأمر؟
الممرضة بأسف : نحن نعتذر منك مستر جاسر، لكن زوجتك قد فاقت للتو ولم نقدر من السيطرة على حالتها.
دلف سريعًا للداخل و وجد شيري تقف عِند النافذة وهي تحاول فتحها والطبيب يقف مُنتظر قدوم جاسر.
جاسر بغضب ما أن رآها تحاول فتح النافذة : أفرض فتحتها يا أحمد؟
أحمد بهدوء : متقلقش، مش هتعرف تفتحها احنا مش اغبية يعني علشان نسيب الشباك مفتوح أو نخليه تقدر تفتحه يا جاسر، مهما حاولت مش هتعرف.
تقدم جاسر ناحيتها واردف بهدوء : شيري حبيبتي.
لم تلتف لهُ بل ظلت تحاول فتح النافذة، وما أن سئمت من فتحها حتى التفتت لهُ واردفت ببكاء وهي تتقدم نحوه : جاسر أنت بتحبني صح؟
جاسر بدموع لحالتها : بعشقك مش بحبك.
تقدمت نحوه واردفت وهي تلقي بنفسها داخل أحضانه : طب أرجوك قولهم يدوني الجرعة بتاعتي يا جاسر، هموت مش قادرة.
اغلق عينيه بألم ورفع يديه وهو يحاوطها واردف : لأ يا شيري.
شيري ببكاء : ط..طب حاجة توقف الصداع، دماغي هتنفجر يا جاسر مش قادرة، أرجوك يا جاسر هموت من الصداع صدقني.
نظر جاسر ناحية احمد الذي اردف ما أن التفت لهُ : مش هينفع اديها أي أدوية تاني، أنا اديتها قبل ما تيجي بمفيش يا جاسر.
التفت جاسر لشيري مرة أخرى واردف : شيري، انتِ لسة واخدة علاج دلوقت وعياطك ده هو الي هيزود الصداع عندك، ف بطلي عياط يا شيري وهتلاقي العلاج عمل مفعول والصداع هدي شوية.
ابتعدت عنه واردفت بغضب وصراخ : بكرهك يا جاسر، أنت كداب مبتحبنيش، أنت واقف ومبسوط وأنت شايفني بتعذب كدة..
ظلت تكسر كل ما هو حولها وهي تصرخ بأنها تكرهه وجاسر يحاول السيطرة عليها..
بصعوبة اخمدها بين يديه وتقدمت الممرضة وقيد يدها حتى يعيق حركتها من أن تبتعد عن الفراش..
شيري بغضب : فُكني يا جاسر.
نهض جاسر من جانبها وهو يلهث بشدة ويعدل من ملابسه بينما خرج الطبيب حتى يترك جاسر يواجه مُوجتها وحدهه.
شيري بصراخ : فُكني يا جاسر، متبقاش جبان وضعيف وتواجه بالطريقة الرخصية دي! بتكتف مراتك! 
أكملت حديثها بسخرية وغضب : ما أنا كنت هنتظر منك إيه؟ هستنى إيه من إنسان هِمجي ومُتوحش! لو مش جبان وعندك جرأة ولو واحد ف المِية فُكني يا جاسر.
أغمض عينيه بغضب وهو يضغط على أسنانه بشدة، ويكور قبضة يده بغضب شديد ويقنع نفسه أن ما تفعله ليس إلا مُحاولات استفزاز لهُ ليس أكثر.
نظر لها بهدوء شديد واردف بنبرة هادئة : متحاوليش يا شيري، ومش هفُكك.
بكت بكثرة واردفت بنبرة أظهرت بها كثرت ارهاقها وتعبها : حرام عليك يا جاسر.
نزل بجسده حتى يُقابل جسدها واردف وهو يحتضن وجهها : علشان بحبك يا قلب جاسر، صدقيني كل الوجع الي فيكِ دلوقت أنا حاسه ف قلبي يا شيري، مُتخيلة وجعك ده؟
أمسك بيدها و وضعها ناحية قلبه واردف : كلوا بحسه هنا يا شيري، دموعك دي زي السيف بالظبط، بس سيف من نار هدفه ف قلبي بالظبط.
ترك يدها واحتضن وجهها وهو يستند بجيبنه على جبينها واردف بدموع : حاسس بيكِ يا شيري فوق ما تتخيلي، وكإني أنا الي بمُر دلوقتي باللي انتِ بتمُري بيه، وهو فعلًا كدة، لأنك مراتي، وحبيبتي، وجُزء مني، أنا وانتِ واحد، الي فيكِ بيكون فيا والعكس بردوا، مِحنة ربنا حطنها فيها وهتعدي بس عاوزة صبر مننا، وصدقيني هتعدي.
شيري ببكاء : أنا تعبانة أوي يا جاسر، أنا مش وحشة صدقني، هما كانوا السبب، هما الي خلوني كدة.
جاسر وهو يرجع خُصلات شعرها المُتمردة للخلف : أوعدك تقوميلي بالسلامة وهندمهم كلهم يا قلب جاسر، كل واحد كان السبب ف الي وصلتي ليه لـهخليه يتمنى موته وميطلهوش.
ارتمت بأحضانه واردفت ببكاء : عشان خاطري عاوزة حاجة للصداع، دماغي هتنفجر يا جاسر.
ضمها بين ذراعيه بينما أغمضت هي عينيها تستلم لِلتك الرغبة المُلِحة بداخلها للعودة لدروب الماضي ومُشاركته مع من أسر قلبها واحتل كيانها مُنذ تِلك اللحظة التي وقعت عينيها بداخل أعينه الزيتونية، واوقعتها أسيرة لهما، ونست أن ماضيها هو من يحسُم قرارات حاضرها ويجزم حصار المُستقبل دائمًا، ولم تنال شيئًا بس إلام قلبه وقلبها وقلبًا ثالثًا جاء لِتلك الدنيا، لا تعلم هل حقًا كما ذكر لها جاسر مُسبقًا وقالها نصًا “قاسم جه حياتنا علشان يربُطها يا شيري، يربُطك بيا ويثبتلك أن مفيش أي مهرب مني إلا ليا، مهما تهربي مكانك هو هنا، مراتي وبس، واقع واتمنى تتقبليه برضاكِ، لأنه لو منالش رضاكِ هيتفرض بالغصب..”
رفعت يدها وتشبث بسُترته كالطفلة التي عاد والدها من سفره للتو، وتخاف أن يذهب مُجددًا..
اردفت بصوتٍ ضعيف مهزوز يتغلفه البُكاء : أنا بكره غادة يا جاسر، بكرهة علشان اتجوزت واحد معملش حاجة غير أنه كان بيأذي فيا، بكرهة علشان كانت شايفاه إزاي بديني حُقن علشان أكون مُدمنة وكانت سايباه، بكرهة علشان اتجوزته، بكره ماجد أنه سابني ليها ومخدنيش، لو كان بس دور وراها كان عرفني وعرف هي بتعذبني إزاي! وقتها كان خدني منهم وعِشت معاكم، بكره لينا وصبا علشان أنا أستحق أكون زيهم بس مكنتش، كل واحدة فيهم عندها اب وأم بيحبوها وأنا لأ، بكرهم علشان واخدين حب وحنان من الي حواليهم أنا اتمنيت أشوف بس ف نظرة حد ليا مش تصرفاته حتى! بكره شروق علشان هي بتحب بنتها، وأنا كان نفسي يكون عندي أن تحبني وتكون صاحبتي كدة، مش مهم حتى تكون صاحبتي المهم تحبني، بكره مروة علشان هشام ساب غادة بسببها، لو..لو كان هو فضل معاها مكنتش اتجوزت واحد عذبني كدة يا جاسر، كلهم غلطوا وأنا وقعت ضحية ليهم، أنا بكرهم كلهم يا جاسر، بكرهم كلهم..
تشبثت به أكثر بينما هو ضمها إليه أكثر وايقن بداخله أن شيري الان تحتاج لمُعالجة نفسية، وتلك الخطوة عليه أن يتخذها فور علاجها من الإدمان، عليه أن يشفيها من كل مرض بها سواء نفسي أو جسدي حتى يكون قادرًا على بدأ حياتهم معًا برفقة ولدهم “قاسم”..
عليه أن يُحارب حتى يجعلها شخصًا طبيعيًا، يُفكر بكل ما يحدث حوله بشكلًا طبيعيًا، عليه أن يُحارب أولا حتى يحصل عليها وعلى حياة سعيدة معها، ولكن يبدوا أن الطريق أمامه لازال طويلًا، أمامه الكثير مما يفعله حتى يُعيد ترميمها من جديد..
– جاسر أرجوك عاوزة مُسكن، دماغي وجعاني أوي يا جاسر، أرجوك مش قادرة..
رجع من سطو أفكاره على صوتها المُترجي لهُ بِـبُكاء، ونظر لها ولعيناها المُتورمة، و التي يلتف حولهما الهالات السوداء، وجسدها الذي أصبح هزيلًا ضعيفًا بين ذراعيه..
اردف جاسر وهو ينهض من مكانه ويُبعدها عنه بحذر : هكلم الدكتور يا شيري وأخليه يديكِ مُسكن حاضر.
خرج من الغرفة بحثًا عن الطبيب، وما أن وجده حتى أخبره بإعطائها مُسكنًا، وبعد وقت أخذت المُسكن وخلدت للنوم..
بينما ذهب جاسر لمكتب الطبيب ليُحادثه بأمر علاجها..
أحمد بإبتسامة : أدخل يا جاسر، أقعد..
جلس جاسر أمامه وأكمل أحمد : كويس إنك عديت عليا قبل ما تمشي.
عقد جاسر حاجبيه واردف : فيه حاجة ولا إيه؟
أحمد بإبتسامة هادئة : في كتير يا جاسر، السم الي جسنها طيب نسبته قلت جدًا، يعني شهر كمان واقولك الحمدلله المدام خفت.
جاسر : بس مش شايف إنها كل شوية تتعب أكتر؟
أجابه احمد بعملية : طبيعي كل ما تمشي ف الطريق أكتر، كل ما هتتعب أكتر، لحد ما توصل لبر الأمان وترتاح على الشط، شيري دلوقت زي الي راكب سفينة وطول ما هو ماشي بيها بيغوص ف البحر أكتر واكتر، وكل ما هيغوص فيه كل ما هيحتاج مجهود أكبر علشان يوصل للبر، هي مشيت دلوقت أكتر من نص الطريق وده طبعًا بفضل ربنا ثم أنت يا جاسر وتعبك معاها ومُسايرتك ليها وصبرك وهدوءك معاها، ده كان مساعد أكتر، دلوقت مر ٣ شهور، وفيه تحسُن كبير أوي منها، وشهر بالكتير والسم هيكون خرج من جسمها خالص يا جاسر، بس نصيحة توديها لدكتور نفساني بعدها.
جاسر : كنت جايلك علشان كدة، ترشحلي دكتورة نفسية كويسة يا أحمد.
أحمد : أعرف واحد..
جاسر مُقاطعًا : دكتورة عاوزها دكتورة..
عقد أحمد حاجبيه واردف : اشمعنا؟ ده شاطر جدًا يا جاسر!
جاسر بحدة : وأنا هسيب مراتي تقعد مع واحد يقعدوا يتحاكوا ويتسايروا مع بعض بالساعات؟ دكتور نفساني يعني ممكن يعرف عنها حاجات أنا شخصيًا معرفهاش لأن زي ما قولتلك علاقتي بشيري كانت متوترة من بداية جوازنا، يعني شيري لو اتكلمت معاه هتفضفض بحاجات عمرها ما قالتلي أنا عليها! وأكيد مش هسمح بكدة! هتشوفلي دكتورة كويسة تمام مش هتشوف هتصرف أنا.
أحمد بمُشاكسة : طب ما أنا دكتور.
رجع جاسر للوراء واردف وهو يضع قدم فوق الأخرى : عادي يا أحمد، أنت زي أخت مراتي بردوا.
أحمد بغضب : تصدق إنك بارد؟
جاسر ببرود : علشان تبقى تفكر قبل ما تتكلم بعد كدة.
تمتم احمد بضيق : عيل غتت..
جاسر : مش ناوي تنزل مصر؟
– لأ.
– أنسى يا أحمد كفاية عليك كدة، وبعدين هتفضل ف الغُربة كدة كتير؟
أخرج أحمد تنهيدة حارة واردف : سيبها لظروفها.
– هي مكلمتكش خالص؟
– لأ
– ولا أنت تعرف عنها حاجة دلوقت؟
ضحك أحمد بسخرية واردف : وأنا لو أعرف عنها حاجة كنت فضلت مسافر كدة وسايبها؟
– مش عارف أقولك إيه يا أحمد، بس أنت بقالك ٦ سنين بتدور عليها، حاول تنسى وعيش حياتك وأرجع بلدك مش هتفضل متغرب طول عمرك!
أحمد بغضب : أنسى؟ أنسى إيه يا جاسر؟ وهي! هي حملتني ذنب وسابتني ومشيت، سابتني ست سنين عايش كل يوم بعاقب نفسي ع الي عملته، مُتخيل ست سنين عايش بذنب حاجة أنا عملتها بدون إرادتك ولو كنت ف وعيك عمرك ما كنت حتى تفكر فيها! وذنب كنت هصلحه وهي حتى مدتنيش الفرصة دي وسابتني وهربت ولحد دلوقت معرفلهاش مكان! وتقولي أنسى؟ 
هدأ قليلًا واردف بنبرة مُنكسرة : مش قارد يا جاسر، أنا مديها عُذرها، كل يوم أقول بكرة جرحها يتداوى وترجعلي تاني بس مبتجيش، عدا ست سنين وبكرة لسة مجاش بس لسة عندي أمل أنه يجي واشوفها لو حتى صدفة يا جاسر، صدفة بس تجمعنا تاني و وقتها والله ما هخليها تفكر حتى أنها تمشي.
جاسر بسخرية : شكلك أنت كمان محتاج دكتور مع شيري يا احمد.
احمد بحزن : علاجي معاها هي، ترجع وأنا هتداوى بس لمُجرد أني اشوف عيونها تاني.
حرك جاسر كتفيه بقلة حيلة واردف بحزن : مش عارف أقولك إيه يا أحمد، خايف اطاوعك واقولك تستني تاني يمكن ترجع، بس تفضل مستني كدة لطول عمرك ومترجعش، وخايف أقولك أنسى وأحاول أساعدك بكدة، تيجي هي ترجع وتحملني أنا ف الآخر الذنب! وف الحالتين مش قادر اسيبك كدة! وأنا شايفك مشيل نفسك ذنب مش ذنبك وزي ما هي كانت ضحية أنت كمان كنت ضحية زيها، وانتوا الاتنين الي وقعتوا ف شباكهم واتأذيتوا.
أحمد : سيبها للأيام، لو مكتُبلي فيها أنسى واعيش واقعها، واستنى المُستقبل بـ اللي هيكون مستخبي فيه ف ده الي هيحصل، ولو مش مكتوب أنسى واعيش مع الماضي واربط بيه الواقع والمستقبل ف ده بردوا الي هيحصل.
جاسر : ربنا يصلحلك حالك يا أحمد ويريح قلبك ويفوقه.
نهض جاسر من مكانه واردف وهو يعدل سُترته : هروح أشوف شيري وبعدين هروح الشركة اظبط حاجات هناك 
أحمد : ماشي.
خرج جاسر من المكتب، بينما رجع أحمد برأسه للوراء وهو يشرُد بالماضي..
في مكان آخر تحديدًا البلد..
زياد بتأفف : يا بابا إحنا بقالنا شهرين هنا! مش هنرجع القاهرة؟
استدار زياد لصوت عمه الذي صدر من الخلف مردفًا
 : زهقت من البلد يا زياد؟ وعاوز تسيبني وتسافر خلاص؟
حك زياد رأسه بحرج فلم يتوقع أن يستمع عمه لحديثه واردف
 : لأ يا عمي مش قصدي، بس قصدي الشغل وكل حاجة خاصة بينا ف القاهرة، وكمان دراسة صبا قربت خلاص!
هشام : ماشي لما تيجي دراسة صبا يبقى ربك يحلها يا زياد، ويلا روح دلوقت خد صبا و وديها المزرعة أحسن صدعتني بأنها عاوزة تروح هناك!
زياد : حاضر يا عمي، عن أذنك.
خرج زياد من المكتب بينما التف هشام ناحية ماجد الذي يقف بشرود واردف
 : في إيه يا ماجد؟ مخبي عني إيه خلاك تيجي أنت ومراتك وعيالك هنا من شهرين؟ وبنتك التانية وجوزها مهلي حراسة قد كدة عند العمارة بتاعتهم ف القاهرة؟ حصل حاجة يا ماجد؟
اقترب هشام منه و وضع يده على كتفه واردف بقلق
 : ريح قلبي وطمني يا ماجد وقولي إيه حصل، متسبنيش قلقان كدة و ولا منك بتقولي في إيه و ولا منك بتطمن قلقي ده!
تنهد ماجد واردف
 : مفيش يا هشام، بس كل الحكاية أني مستني جاسر يرجع من سفره.
هشام : طب ما قاسم عندك ف القاهرة!
ماجد : والعين على جاسر مش قاسم يا هشام.
هشام : أيوة عين إيه بقى؟ لازم اوقعك بالكلام يعني؟ احكيلي يا ماجد يمكن أقدر أساعدك!
ماجد : فاروق وابنه.
هشام : مالهم؟ أنت مش قولت خدت إبنه واديته درس ؟ 
ماجد : وفِكرك فاروق ولا إبنه هيسكتوا على كدة؟ فاروق سِكت شهرين علشان بيحضر لحاجة مش مريحاني، وأنا دماغي كلها مع جاسر وخصوصًا أنه مش ف مصر ومش تحت عيني!
هشام : فاروق ليه حاطك أنت بالذات ف دماغه؟ وعاوزين يأذيك بجاسر بالذات بردوا؟ وبعدين هو مش أول ما حاول ياذي كان بيأذي ليان؟
ماجد : كان مُجرد تهويش علشان جاسر يظهر ف الصورة ويبقى منه ليهم، لأنهم عارفين أن طالما الأمر اتعلق بـ ليان ف جاسر هو الي هيظهر قصادهم، وليه جاسر لأن جاسر دلوقت هو الواجهة ليا ف كل حاجة ف القاهرة يا هشام، جاسر هو الي كاز السبب ف أن الشركات بتاعتي توصل للعالمية، ولما وصلت ظهرت بإسمه، يعني لو جاسر وقع دي فيها وقعتي من كل حاجة، أبني وشغلي وكل حاجة يا هشام، هما لاعبينها معايا صح أوي.
جلس ماجد على المقعد بتعب وارهاق شديد وأكمل : وأنا مش هستحمل، لو كنت أعرف إن ورا كُبر شغلي بالطريقة دي هتكون أذية أبني ف أنا والله ما كنت دخلته المجال ده يا هشام، مش هستحمل يجراله حاجة، وقاسم من يوم ما جاسر سافر وهو الي ماسك مكانه، وأنا باعت ناس مراقبة قاسم أربعة وعشرين ساعة، بس من بعيد لبعيد لأن قاسم عِندي ولو عِرف أني حاططله حرس مش بعيد يقتلهم.
ضحك هشام على أخيه واردف : عامل زي عمه يا ماجد، زيك بالظبط كنت عِندي بنفس الطريقة.
رفع ماجد رأسه ناحيت هشام واردف : وجاسر زيك بالمللي يا هشام، جبروت و وقفة وصعب ينخ لأي حد، يمكن جاسر لو مكنش زيك صدقني كانت علاقته بشيري اتغيرت كتير أوي..
أسند برأسه مرة أخرى واردف وهو يلوي فمه بسخرية : بس هقول إيه بقى! طالع زي عمه بالظبط، حط عينه على شيري واتجوزها وعمل إلي هو عاوزه، تعب البت معاه لحد ما نفسيتها تبعت أكتر ما هي تعبانة، هو لو كان ركن غروره على جمب شوية كان زمان علاقته بمراته اتحسنت شوية، بيحبها وعاوزها وهو الي اختارها بس بدماغه بردوا خلاني أنا الي طلبت منه يتجوزها..
أبتسم هشام واردف : هيجي على دماغه ف الآخر متقلقش.
ثم أكمل هامسًا : زي ما جه على دماغي كدة.
ضحك ماجد عندما أستمع لهمس أخيه، واردف وهو ينهض من مكانه : أنا رايح أشوف مراتي.
هشام : استنى بس، مقولتليش هتعمل ايه؟ مش معقول هتفضل مستني كدة هو يعمل حاجة! 
ماجد : متقلقش، أنا محصن نفسي من ضربته، وكمان أنا بس عاوز نفضل كلنا مع بعض ف مكان واحد، وأحنا هنسافر القاهرة ونقعد هناك سوى لحد ما الأمور تهدى، لأن أنا ف مكان وأنت ف مكان ده هيسهل أي حاجة ممكن هو يعملها 
هشام : أنت عارف إيه يا ماجد ومخبيه؟
ماجد : هو لازم علشان أقولك ناخد احتياطاتنا أبقى مخبي حاجة؟ 
هشام : ما تحبسه!
ماجد بسخرية : جبت التايهة يا هشام! تصدق كانت رايحة عن بالي فين! ما هو لو أقدر احبسه كنت عملتها بس الزفت إبنه تعلب عامل زي حسان بالظبط، مش عارف أمسك عليه أي حاجة 
هشام : جاسر يرجع بالسلامة ويجبلك أراضيهم.
في مكان آخر تحديدًا شقة أسر وليان..
أسر وهو يسير ويتحسس بيده حوله : ليان..
وقف مكانه وهو يبتسم عندما شعر بيدها تحاوط خصره، وتستند برأسها على ظهره..
أسر : بقالي حبة بنادي عليكِ، كنتِ فين؟
لم تجيبه بل ظلت صامتة مما دفع القلق لنياط قلبه واردف بنبرة قلقة وهو يتلمس يدها المُلتفة حول خصره : ليان 
– نعم.
– مالك يا حبيبتي؟ ساكتة ليه؟
تنهدت ليان بحزن واردفت بسخرية : حبيبتك؟
– مالك يا ليان؟
ليان بدموع : منين بتقول حبيتك ومنين من شوية كنت بتكلم بابا علشان يجي ياخدني؟ أسر أنت مقدر موقفي؟ كل شوية ألاقي بابا يكلمني يقولي جوزك مش عاوزك؟
تنهد أسر وكاد أن يتحدث ولكنها قاطعته وهي تحتضنه واردفت ببكاء : بحبك يا أسر، والله بحبك وصدقني مبسوطة معاك.
– مبسوطة مع واحد أعمى؟
– قولتلك قبل كدة أنت أعمى القلب يا أسر، القلب وبس، ولو سيبتك ف يوم ف هيكون بسبب عمى قلبك وبس يا أسر.
اردفت بجملتها وابتعدت عنه ودلفت لغرفتها، بينما وقف هو مكانه وكلماتها تدور بعقله وهو يستمع لصوت إغلاقها للباب خلفها..
في المساء بإحدى المستشفيات الخاصة، دلف قاسم للمشفى مُتجهًا لإحدى الغرف..
وقف قاسم أمام باب الغرفة وهو يمسك بباقة من الورود، ويعدل من ياقة قميصه ومن ثم طرق عدة طرقات خفيفة على الباب..
دلف للغرفة حينما استمع للسماح له بالدخول.
قاسم بإبتسامة : السلام عليكم.
نهضت لينا من مكانها واردفت : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مد قاسم يده بباقى الورود واردف : حمدلله على سلامة والدك.
لينا : الله يسلمك يا قاسم بيه.
قاسم : هو لسة مفاقش؟
لينا : واخد علاجات كتيرة ف نايم بسببها.
أمأ قاسم رأسه بتفهم واردف : تمام حمدلله على سلامته مرة تانية.
– الله يسلمك 
– انتِ هتباتي معاه؟
– لأ سياسة المستشفى بتمنع أن شخص يبات معاه ف بروح أنام ف البيت وبجيله قبل الشغل واما بخلص شغل بجيبله تاني.
أبتسم قاسم بداخله وهو يتذكر أنه هو من أخبرهم بالمشفى حتى يخبروها بأن سياسة المشفى تمنع بقاء أحد مع المريض، وذلك حتى لا ترهق نفسها بين المشفى والعمل وهو من الأساس أحضر ممرضة تمكث معه بكل الوقت.
– طيب الوقت أتأخر مينفعش تمشي دلوقت!
– إيه هتوصلني ؟
– لأ هتباتي معايا 
– إيه!
استرد حديثه مُسرعًا واردف : ق..قصدي أه هوصلك طبعًا مينفعش تمشي لوحدك دلوقت
اطمني على والدك وأنا مستنيكِ ف العربية.
خرج قاسم من الغرفة وأثناء سيره اصطدم بشخصٍ ما..
قاسم بغضب : مش تحاسبي؟
كادت أن تصرخ به ولكنها صرخت بسعادة واردفت وهي تحتضنه : إيه دا قاسم!
ابتعدت عنه بينما هو كان ينظر لها بصدمة واردف : ريما!
ريما بسعادة : أخبارك إيه يا قاسم؟ وفينك كل ده؟ ليك وحشة والله!
أبتسم لها قاسم واردف : الحمدلله بخير وانتِ أخبارك إيه؟ 
– بخير طبعًا من وقت ما شوفتك.
ابتسم لها قاسم بينما اردفت هي : جاي المستشفى ليه صحيح؟
– ابدا حد معرفة كدة تعبان ف جيت أزوره.
نظرت لها واردفت بتوسل : طيب أنا بتشغل هنا، ممكن تيجي معايا المكتب بتاعي ونقعد ندردش شوية؟
– لأ والله يا حبيبتي مينفعش، أصله كان قايلي أنه هيوصلني..
التفت الإثنان ناحية ذاك الصوت، بينما تقدمت لينا بغضب دفين ناحيتهم، ف هي تقف منذ أن رأتها تحتضنه، وظلت تستمع لما يحدث أمامها ولكنها حسمت أمرها أن تتدخل الآن قبل أو يوافقها على الذهاب معها لمكتبها..
وقف لينا بجانب قاسم واردفت وهي تبتسم لريما ابتسامة صفراء : ولا إيه؟
نظر لها قاسم وهو يرفع حاجبيه واردف : طبعًا يا لينا، هوصلك.
نظرت لها ريما بغضب نجحت بإخفائه بتلك الابتسامة واردفت : مش تعرفني يا قاسم؟
– أه طبعا..لينا دي ريما 
وريما دي لينا.
رفعت ريما حاجبيها ف هو لم يخبرها من تلك لينا، ولكنها وجدت لينا تنظر لها بتحدٍ ف قررت هي بكسب تلك المعركة أمامها واردف بخبث : مبتلحقش خالص يا قاسم؟ على طول بتغير فيهم كدة! 
اردفت جملتها وهي تنظر لـ لينا من أعلاها لاسفلها ومن ثم نظرت لقاسم مرة أخرى واردفت : بس زوقك المرة دي بقى بلدي أوي يا قاسم..
أمسك قاسم بيد لينا واردف : مكلمتلكيش يا ريما لينا تبقى مين! لينا خطيبتي، وكنت بزور باباها لانه مريض، وخطوبتنا أول ما حمايا يقوم بالسلامة.
ابتسمت ريما وهي تحاول إخفاء غضبها وغيرتها من تلك الفتاة واردفت بإبتسامة صفراء : مبروك يا لينا، مبروك يا قاسم، عن أذنكم علشان عندي شغل.
رحلت ريما بينما التفت لينا لقاسم واردفت بغضب : ليه قولتلها أني خطيبتك؟
حرك كتفه بلامُبالاة واردف : أصلها بت لازقة وكانت هتفضل ماشية ورايا وكانت هتبقى زي خيالي كدة بالظبط، وأنا الصراحة مبحبش ف البنات الي بتبقى عاملة زي الأمير دي، ف خدتها من قاصرها وقولت إنك خطيبتي
عقدت ذراعيها واردفت بسخرية : لأ يا شيخ!
أعدل ملابسه واردف بغرور : طبعا يا بنتي، وأنا أي حد بردوا؟
في مكان آخر وقف أمامها بصدمة شديدة واردف : مستحيل الي بتقوليه!
لوت فمها بسخرية واردفت وهي تنظر لعيناه بتحدٍ : إيه المستحيل؟ مش كنت عاوز تعرف هي بنت مين؟ هي بنتك ولو مش مصدق نعمل تحاليل ونتأكد من كلامي.
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!