Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم نرمينا راضي

اتسعت عيناها من الذهول وبدت على ملامحها الصدمه وهي تردد في صمت تلك الجمله التي أصابت عقلها بالتشتيت..لتردف بصوتٍ مسموع بات مرتجفاً من الصدمه
—انت.. انت كنت في مستشفى الأمراض العقليه!!!  
أومأ لها بسخريه وحزن مردفاً 
— ياريت تستوعبي بقا إن مينفعش تعيشي مع واحد زي
تأملته لوهله ثم وضعت الورق بجانبها على سطح المكتب.. نظرت له بسخريه لتردف 
—عاوز تقنعني إن الراجل اللي اتجوزته  وعشت معاه تمن شهور وفي طفل جاي منه كمان شهرين يبقا مجنون!! 
تأملها دون أن يجيب.. تابعت ريناد بحده 
—عااوزني أصدق إن الداخليه قبلت تشغل واحد مختل عقلياً معاها.. لأ وإيه ميقدروش يستغنوا عنك…. رد.. سااكت ليه 
أجابها بهدوء:  لأن ببساطه كنت بتعالج في السر 
وضعت يدها على رأسها بحركه متعبه لتردف بتعب وحده
— حمزززه.. بالله عليك متحاولش تقنعني بالهبل ده…. يعني هي الحكومه هيستخبى عليها حاجه زي كده… وبعدين لما انت مقتنع انك مريض عقلي ليه هربت من المستشفى وعيشت حياتك عادي!!… سكتت قليلاً لتتابع بسخريه
— ولاا الدكاتره هما اللي مشوك لما لقوا قواك العقليه سليمه 
إرتبك قليلاً من نظراتها الساخره تجاهه.. أدار رأسه في اتجاه أخر بعيداً عن نظراتها ووضع يده في جيبه دون أن يجيب عليها… لتردف هي بغضب 
— مفيش مريض عقلي يتعامل عادي زي بقيت الناس… مفيش مريض عقلي هيحب ويتجوز ويخلف كمان… حمزه.. المريض العقلي ده يعني معندوش عقل… يعني مبيعرفش يتصرف في أتفه الأمور.. وإنت جاي تقولي ببساطه كده إنك مجنون.. لأ وكمان عاوزني أصدقك!!  
مرّت عليهم دقائق من الوقت خيّم الصمت عليهم، لم يجيبها ولم تستجوبه ثانيةً.. ظلت تتأمله بغضب وحزن.. لتنزل أخيراً من على سطح المكتب وقد لمعت برأسها فكره، ولكن لكبر بطنها تعثرت في النزول وكادت أن تقع لولا أنه كان منتبه لحركتها فأسرع بإسنادها تحت نظرات السخريه منها 
أبعدت يده عنها لتردف بغضب وسخريه
—مسبتنيش أقع ليه… لو كنت وقعت مكنتش هلومك، لأنك مريض عقلي يعني مش مكلف بأي حاجه 
تنفس بغضب ليدير نظره بعيداً عنها يتحاشى نظراتها الغاضبه والمتصلبه عليه.. 
أخرجت ريناد من درج المكتب المسدس الخاص بحمزه.. وضعته أمامها بغضب فأصدر صوتاً عالياً إنتبه له 
شهق بدهشه وخوف عندما وجدها تخرج بعض الرصاص وتضعه في خزنة المسدس… اتجه اليها بخوف وحذر ليسحب منها المسدس سريعاً.. أردف بغضب
— انتي بتعملي اييه!!!!
ابتسمت بسخريه لتجيب
— عاوزه أعرف ده مسدس حقيقي ولا لعبه 
كور يده بغضب ليضرب بها على سطح المكتب وهو يقول بحده وبغضب شديد
—انتي اتجننتي يارينااد..انتي ايه اللي بتهببيه ده 
تأملته قليلاً بسخريه لتدخل في موجه من الضحك بعدها وهو ينظر لها بغضب…مالت عليه وهي تضحك بشده..فاانحنى عليها ليحملها..جلس بها على الأريكه ورائه…لتردف ريناد من بين ضحكاتها
— فااكرني هبله عشان أصدقك بسهوله كده 
توقفت عن الضحك لتنظر لعينيه بقوه وحزن مردفه
— انت عاوز تجنني ياحمزه..مفيش واحد مريض عقلي يعمل اللي بتعمله ده…مفيش واحد مجنون يعرف يفرق بين الهزار والجد…انت لو مريض زي مابتقول مش هتلحقني قبل مااقع..مش هتاخد مني المسدس وانت الخوف هينطق من عينك عليا…حمزه انت ليه بتعمل كده!!…احنا بقالنا تمن شهور وأزيد مع بعض…ليه فجأه حصلك كده!!! 
تنفس بعمق وتعب ليجيب 
— مش عارف..معنديش إجابه للأسئله دي…بس الدكتور اللي كنت بتعالج عنده قالي إن دي نوبات هتجيلك لما تحصلك حاجه تزعلك جامد…وفعلاً جتلي النوبه دي لما اكتشفت ان الزفته دي حطتلي مخدر عشان تستغفلني وتنفذ اللي عاوزاه…وأنا محدش إتجرأ معايا وغفلني قبل كده..غير مره وخلصت عليهم في ساعتها….عشان كده ياريناد أنا خايف عليكي وعاوزك تمشي…روحي عندكم لحد ماتولدي وهوعدك الفتره دي هرجع أكمل جلسات العلاج تاني…لكن أنا مش هأمنلك تقعدي معايا وأنا بالشكل ده 
أجابته بهدوء: الدكتور اللي كنت بتتعالج عنده كان تخصص ايه!!
أجاب بحزن: نفساني..بيعالج المرضى النفسيين 
وضعت يدها على ذقنه تدير وجه لها لتردف بحنان وهي تنظر في عينيه 
— يعني انت مريض نفسي!!
تبسم بسخريه ليجيب: مش هتفرق ياريناد 
قابلت ابتسامته الساخره باابتسامه رقيقه منها وهي تتحسس ذقنه بحنان مردفه
— لا ياحمزه…في فرق..وفرق كبير أووي…لو المريض العقلي هيتساوى بالمريض النفسي يبقا كلنا عندنا مرض عقلي..يبقا كده كلنا مجانين بقا 
حمزه بإستغراب: ازاي..مش فاهم 
أجابت بهدوء ورقه: كلنا مرضى نفسيين ياحمزه…المرض النفسي ده بيجي نتيجة أزمات بتحصل في حياتنا…فبتأثر بنتيجه سلبيه على نفسيتنا وبالتالي بتؤدي للإكتئاب والقلق الدائم والتوتر الحاد بس المريض بيبقى واعي ومدرك لكل حاجه بتحصل حواليه…لكن المريض العقلي ده بيبقا في حاله من الجنون التام ومش مدرك لأي حاله بتحصله..يعني بالبلدي كده بيبقا محتاج حد يعرفه ازاي يلبس ازاي يمسك المعلقه ازاي يدخل الحمام..بيبقا عقله عقل طفل عنده سنتين ومش بيكبر عن كده حتى لو سنه وصل للخمسين…وبيبقا منفصل عن الواقع تماماً وبيتكلم بأسلوب غريب محدش بيفهمه…
وانت من حالتك دي بتقول انك لا مريض عقلي ولانفسي…اللي انت فيه ده ياحمزه بسبب الإكتئاب الحاد اللي جالك بعد خيانة أقرب الناس ليك…وانت خفيت منه بس أثاره موجوده وبتحصل فجأه لما يجيلك موقف يفكرك بيه…ومعظمنا بيحصلنا كده…فمش كل واحد عنده شوية اكتئاب يتقال عليه مريض عقلي  !! 
كان يتأملها بإعجاب وعشق…كيف يزعم أنه مريض ويحتاج لعلاج والدواء بين يديه!!
أومأ لها بحزن مستوعباً ماقالته ليردف بندم
—بس ده ميمنعش إن أخاف عليكي مني…ريناد افهميني بالله…دلوقتي أنا مسؤول عن روحين…خايف أرجع اتهور وأرفع عليكي السلاح تاني..خايف تنأذي بسببي ياريناد…ساعتها مش هسامح نفسي..
أومأت له بحزن..لتقوم من بين ذراعيه تحت نظرات الندم والحيره منه… اتجهت لخارج الغرفه.. تابعها بنظراته حتى اختفت من أمامه… مسح على وجه بحزن وزفر بتعب وضيق… قام متجهاً ورائها حتى يطمئن عليها….. دلّف لغرفة نومهما فوجدها تخرج من خزانتها بعض الملابس لها وتضعهم في حقيبه واسعه بجانبها… 
تأملها بدهشه مردفاً : بتعملي إيه ياريناد  !!!
لم تجيبه وظلت تملئ الحقيبه بملابسها… اتجه إليها.. نزع منها الملابس ثم ألقاها على الأرض بغضب…. نظرت له بحده وانحنت لتغلق الحقيبه…. جذبها من يدها وهو ينظر لها بغضب مردفاً 
— ردي علياا.. ايه اللي انتي بتعمليه ده 
أجابته بهدوء دون أن تنظر له
— همشي… مش انت عاوزني أمشي.. أنا همشي ياحمزه 
جذبت يدها منه لتعود ثانيةً ترتب ملابسها… تنفس حمزه بغضب ليقوم بغلق الخزانه أمامها بغضب شديد… أردف بحده وهو ينظر لها بقوه
—هتمشي تروحي فين 
اقتربت منه بغضب فاانعدمت المساحه بينهما… قابلت نظراته بحده أكبر مردفه
—ميخصكش أروح فين.. انت كل شويه تقولي امشي.. انا همشي ياحمزه… بس ساعة مااهطلع من هنا… مش هتشوفني تاني.. لاأنا ولابنتك 
ظل يتأملها لدقائق بدهشه وحزن.. مردفاً بضعف وندم
—وهيهون عليكي 
صرخت به بحده وقد فقدت السيطره على نفسها
—وأنا هُنت عليك… كل شويه تقولي امشي… خلاص يااحمزه.. انا هنفذلك رغبتك وهختفي خالص من حياتك 
أغمض عينيه بألم ليجيب 
— أنا مش قصدي كده ياريناد… أنا اقصد لحد متولدي بس واجي اخدك.. أنا خايف عليكي افهمي 
أومأت له بحده وغضب مردفه
— تمام.. ماشي.. وأنا مش هقبل بكده ياحمزه… عاوزني امشي همشي.. بس بشرط تطلقني عشان اجوز واحد يهتم بيا أنا وبنتك 
جحذت عينيه بذهول ودهشه وهو يتأملها بغضب شديد.. عقدت يدها على صدرها لتنظر له هي الأخرى بحده دون أن تأبه لنظراته الغاضبه… سمعت صوت أنفاسه الغاضبه والمتسارعه… تبسمت بسخريه مردفه
— اييه.. وجعتك اووي دي صح!!.. مسألتش نفسك أنا بحس بإيه لما بتقولي امشي.. رغم انك عارف ان انت الوحيد اللي بتعرف تاخد بالك مني… انت مش مريض ياحمزه.. انت غبي 
رمقها بنظره ناريه… لمحته يكور قبضة يده بشده وبغضب 
أردفت بسخريه 
— اعملها ياحمزه.. اضربني وخلص عليا… صرخت به بحده 
يلااا مستني اييه… انا دوست على كرامتك.. اضربني يلاا.. خد حقك مني… يلااا ولاا تحب امشي واتجوز غيرك بجد
كزّ على أسنانه بغضب واظلمت عيناه تجاهها… لحظات ورق قلبه لها… يعلم جيداً أن كلاهما لا يستطيعان العيش بدون الاخر وأنه الوحيد المسؤول عن هذه الضجه بينهم…. 
انحنى على رأسها يُقبل جبينها بعمق وندم مردفاً بأسف
— أنا أسف… حقك عليا متزعليش مني.. غصب عني ياريناد 
رغماً عنها ترقرقت الدموع في عينيها لتسيل على خدها بغزاره.. نظرت له بغضب وحزن.. لتنهل عليه بالضربات من يديها الصغيرتان… ظلت تصرخ به بينما هو لم يتأثر بضرباتها ولم يتحرك إنشاً واحداً 
—لااا يلاحمززه مش غصب عنك… انت مدرك لكل اللي بتعمله… عشان كده اعتذرت… انت مش مريض ياحمزه.. انت وااحد غبي عاوز تخلي ماضيك يأثر على علاقتنا… وأنا يااحمزه… بعترف قدامك اهو اني فشلت… ايوه انا فشلت انسيك اللي فات.. فشلت ان أكون الزوجه اللي تعوضك عن كل حاجه… فعشان كده بقولك ارحم نفسك وارحمني معاك.. وطلقني ياحمزه… ومتخافش مش هحرمك من بنتك ابقى تعالا شوفها وقت ماانت عاوز
جذبها لصدره بحزن وندم وهو يحكم لفّ ذراعيه عليها… تمسكت في قميصه بشده لتبكي كالأطفال بصوتٍ عالي مما جعل قلبه يتمزق ألماً من بكائها…. لم يعرف كيف يهدئها… ظل يربت على ظهرها ويمسّد على شعرها بحنان… ولكنها لم تكفُ عن البكاء والنحيب.. بل علا صوت بكائها أكثر ليتحول بعد لحظه لشهقات متتاليه… لتردف بتعب وضعف
—انت مبتحبنيش ياحمزه… انت… انت لسه بتفكر في مراتك الأولانيه.. انا.. أنا عارفه إني تاني ست في حياتك… بس… بس مش هقبل إن أكون في المكانه التانيه في قلبك… أنا عاوزه أطلق بجد… بكت بشده لتخرج الاحرف منها متقاطعه…. لو سمـ.. حت… طلـ… قني… 
أخذ يسُب نفسه بصمت وندم على تسببه في بكائها… أغلق عينيه بألم شديد لتملئ الدموع عينيه… مسح دموعه بحركه سريعه حتى لا يصبح ضعيفاً أمامها وهي في أشد الإحتياج له.. 
يعلم جيداً أنها لاتقصد ذلك… فعندما تقول لشخص تحبه أنك لاتريده… هو لايقصد ذلك أبداً.. هو فقط يريد معرفة مدى حُبك له… وهل حقاً ستتخلى عنه مجرد أن يطلب منك الإبتعاد!!؟ 
شددّ من إحتضانه لها ليدخلها في صدره أكثر وكأنه يقول لها أن مكانك هنا.. بداخلي.. بقلبي… ولو استطعت إدخالك بداخلي… لفعلت ذلك… وأغلقت عليك جيداً.. وقلت لكِ حينها.. أن مكانك هنا ياطفلتي… بداخلي.. فلا تحاولي الهرب ورفقاً بهذا القلب العاشق… 
همس لها برقه وهي مازالت بين ذراعيه، تدفن رأسها في قلبه وتتمسك به بشده وفي نفس الوقت تريد أن يُطلقها…! 
— عاوزاني أبعد عنك ياريناد… عاوزه تبعدي عن باباكي… عاوزاني أبعد عنك ياطفلتي!!
أجابت بنفس الهمس ولكن بنبرات باكيه 
— أقتلك ياحمزه…والله لو فكرت بس انك تبعد عني…ساعتها مش هتردد لحظه إن اقتلك 
ضحك بخفه ليُقبل رأسها بحنان مجيباً 
— حقك…حقك ياطفلتي…أنا ملكك ياريناد..ومن الدقيقه اللي شفتك فيها..قدرتي تستحوذي على قلبي وعقلي…مش سهل عليا إن اسيبك تبعدي عني دقيقه واحده…
انحنى ليحملها بين ذراعيه متجهاً لفراشهم…أجلسها عليه بينما هو جلس على ركبتيه على الأرض أمامها..احتوى وجهها بكلتا يديه وهو يتحسس وجنتيها بحنان بينما هي كانت تضع يدها على بطنها وتنظر له نظرات طفوليه حزينه….تجعل قلب أشد الرجال وأصلبهم يرّق لُطفاً بها….
أردف بحنانٍ ورقه:
—ريناد..طفلتي…أقسم باللي خلق الكون ده..انا لو حبي ليكي اتوزع على العالم ده مش هيكفي…
سقطت دمعه من عينيها..مسحها لها سريعاً لتردف هي بحزن
—ليه كل شويه بتقولي امشي..مع انك قادر تحتويني وتاخد بالك مني كويس…حمزه..أنا لو اتحطيت قدام حفره من نار وجابوا اهلي كلهم ومن ضمنهم انت وقالولي واحد بس ممكن تستنجدي بيه..هتختاري مين..هختارك انت…هختارك انت ياحمزه والله…وتيجي انت بسهوله كده عاوزني أبعد عنك عشان إنت خايف عليا من نفسك…مش مشكله ياحمزه..اعمل فيا اللي انت عاوزه…بس متبعدش عشان خاطري…مش هقدر صدقني…مش هقدر أعيش طبيعي كده وابقى كويسه من غيرك…أصلاً الأمان اللي انت بتقولي هتحسيه لما تبعدي عني…الكلمه نفسها محستش معناها غير معاك ياحمزه والله
تأملها للحظات بعشق…ليقترب منها ببطئ ثم وضع قُبله طويله على شفتيها الصغيرتان…بادلته القُبله وهي تحاول جاهده ألا تبكي…لتنزل دموعها رغماً عنها…شعر بحرارة دموعها تغزو وجه وذقنه…ابتعد عنها ليُقبل جفونها برقه….أرجع خصلات شعرها خلف أذنها ليردف بعد لحظات
بعد أن شعر أنها هدأت قليلاً
—البُعد عمره ماكان سهل على عاشق…بس هقولك السبب عشان اريحك…تنهّد بتعب ليتنفس بعمق متابعاً
— أنا ببني ڤيلا جديده في حي راقي اسمه “حي شرق” ده في الاسكندريه هنا في منطقة سموحه اكيد تعرفيه…وكنت عاوزك تروحي تريحي أعصابك عندكم الشهرين دول..هتكون الڤيلا جهزت وهتكوني انتي ولدتي ونبتدي حياتنا الجديده مع بنتنا…وكنت عاوز اعملهالك مفاجأه…لأن بصراحه المفروض كنت عملت كده قبل مااتجوزك..بس الفلوس قصرت معايا شويه…
أجابت بعدم فهم: طب..طب ليه مش عاوزنا نعيش هنا 
تأملها قليلاً..كادّ أن يجيبها بالسر الحقيقي..كادّ أن يخبرها بأنه قام بدفن أخيه وزوجته في غرفة صنعها بنفسه تحت الارض اي تحت أرضيه الڤيلا نفسها بأمتار ولم تستطيع الداخليه بأكملها ان تعثر عليها…كادّ أن يخبرها بأنه ليس مجرد ظابط عادياً وإنما هو يعمل في المخابرات المصريه وقد وضعته وزارة الداخليه برتبة مقدم حتى لايشك به أحد لأنه يعد إحدى الرجال المهمين بالوزاره بأكملها…والسبب الرئيسي أنه يمتلك ذكاءاً خاصاً صنفه أحد القاده المصريين بأنه من أمهر الرجال في الشرطه المصريه وإذا أراد فعل شئ فعله دون أن يعلمه أحداً غير الله…..ولكن إذا كان قوياً لتلك الدرجه.. فهو ضعيف أمامها… فقط من نظرة عينيها الطفوليه له.. تجعله يجث على ركبتيه أمامها…. هي وحدها فقط من تستطيع أن تتحكم في مشاعره…. لذا خاف…خاف وخشي أن يخبرها شيئاً كهذا..فتشعر بالخوف منه…وهي لا تجد الأمان إلا معه…لذا فااللعنه على قوته..اللعنه على ذكائه…المهم أن تبقى طفلته وحبيبته بخير وتبقى تشعر بالأمان في أحضان أشد الرجال وأقساهم….
أردف حمزه برقه وهو يتحسس بطنها بحنان
—عشان ببساطه كده ياحبيبتي عاوز نبدأ حياه جديده مع بنتنا بعيد عن الڤيلا الكئيبه دي…بحس فيها بالخنقه دايماً…وده بيأثر على نفسيتي وبالتالي هيأثر على علاقتنا..وأنا….
وضعت إصبعها على فمه لتسكته مردفه برقه
— ششش…مفيش أي حاجه هتأثر على علاقتنا…طول مااحنا بنحب بعض مفيش حاجه ياحمزه هتفرق مابينا 
أومأ لها مبتسماً ليُقبل إصبعها مجيباً
— مش سهل عليا ان أبعد أصلاً…يعني انتي بتقولي انك بتحسي بالأمان معايا…بس أنا اللي المفروض أقول كده ياريناد…أنا يتيم من غيرك ياطفلتي 
ضحكت بخفه وهي تداعب خصلات شعره مردفه
— هو لما آيلا تتولد هتفضل تقولي ياطفلتي برضه
أومأ لها ضاحكاً وهو يتأملها بحُب
— إنتي طفلتي الأولى.. وهفضل اقلك كده لحد لما نشيب ونعجز… هتفضلي انتي كل حاجه حلوه في حياتي ياريناد 
تأملته قليلاً لتردف 
— حمزه… أنا مليش حد أروح اقعد عنده الشهرين دول… خلينا هنا لحد ماالڤيلا تخلص ونبقا ننقل.. 
أومأ لها بطاعه ليجيب: حاضر.. زي ماانتي عاوزه… سكت قليلاً.. ليتابع بعد تفكير 
— أنا.. أنا قررت اكمل علاج عشانك 
تأملته بحُب لتعقد يديها حول رقبته مردفه بتأكيد
— بص ياحمزه..طول مانت سايب الباب مفتوح علي حاجه قديمة مؤذية، مفيش باب جديد هيتفتح… لازم تنسى اللي فات…ربنا سبحانه وتعالى خلق النسيان عشان يمتص اللحظات الوحشه اللي عدت علينا في حياتنا  عشان ينقذ الناس من أحزانهم… محدش هيساعدك ولايخرجك من الحاله اللي انت فيها دي غير نفسك… وعشان إحنا الاتنين روح واحده في جسدين… أنا مش هسيبك كده… أنا اللي همسح الماضي ده من زاكرتك تماماً…. سكتت قليلاً لتتابع بمرح…. مش هخلي حاجه شاغله بالك غير اتنين بس أنا وآيلا… 
تبسم بلطف ليجيب 
— عاوزك تفهمي إن فعلاً محدش شاغل بالي غيركم… انما الماضي بتاعي ده أنا ناسيه تماماً يعني هي مش فاكر ملامحها أصلاً.. أنا بس… 
أسكتته بقُبله منها رقيقه… لتهمس له بعذوبه ورقه
—أنا فاهمه كويس… عارفه انها انتهت من حياتك… أنا عارفه ان اللي تاعبك الماضي نفسه.. ان يكون في شريط حياتك حاجه بشعه زي دي… أنا عارفه إن ده صعب عليك ياحمزه
تأملها قليلاً بحيره وضياع ليردف بضعف كالطفل وكأنه يمتص القوه منها 
— والعمل ياطفلتي 
تبسمت بدلع وغرور لتجيب وهي تعبث في شعرها بغرور
— أنا اللي هعالجك بطريقتي الخاصه… اعتبرني الدكتور النفساني بتاعك وسيبك من اللي فات ده خالص 
رفع حاجيبه بضحك وهو يأومأ لها بإهتمام مردفاً 
—ايوه هتعملي ايه يعني 
نظرت لأعلى بغرور وهي تحاول أن تضع قدم فوق الاخرى ولكن لم تستطيع بسبب كبر بطنها… نظرت له بخجل وجدته يكتم الضحك حتى لايغضبها…. وكزته في صدره بغيظ لتردف بحده
—بتضحك على اييه… ماهو انت تعمل عملتك وأنا اللي اشيل الليله كلها… اخرجت له لسانها لتتابع بغيظ… كلها شهرين وأولد وأحط رجل على رجل براحتي يلاا هي 
قهقهـ بصوتٍ عالى…. بينما هي كانت مستشاطه غضباً منه…. أردف من بين ضحكاته العاليه
— بس بصراحه أحلى حاجه عملتها في حياتي… إحنا كل سنه نعمل العمله دي بحيث يبقا عندنا كل سنه عيل…. 
ايه رأيك 
كزّت على اسنانها بغيظ لتتمتم:  وقح 
ضحك ثانيةً وهو يتأملها بعشق مردفاً 
— في دكتور يقول للمريض بتاعه انت وقح 
أجابته بحنق: مش انا قلت.. يبقا فيه 
ضحك بخفه وهو يتأملها بحنان…. قام من مكانه ليجلس بجانبها على الفراش…. اقترب منها برقه ليزيح خصلات شعرها المنسدله على كتفها للوراء…. انحنى على رقبتها يُقبلها بشغف وعشق… ليهمس لها من بين قُبلاته 
—اعتبري ان دي أول جلسه من العلاج بتاعي 
ابتعدت عنه وهي تتثائب بنُعاس 
— لاا مكنتش هعالجك كده 
ساعدها في الإسترخاء عندما وجد أثار النوم عليها…ليغطيها جيداً…ثم ينام بجانبها ليضع لها ذراعه كي تنام عليه…أردف متسائلاً وهو يمسّد على شعرها كي يمنحها الراحه 
— اومال هتعالجيني ازاي 
نظرت له بعين ونصف وهي شبه نائمه مما جعله يضحك على شكلها…أردفت بنُعاس
—بقالك كتير مبتحكليش حواديت قبل النوم..فاانا من خبرتي العاطفيه اكتشفت ان ده مأثر على نفسيتك…فاانت لازم ترجع تحكيلي حواديت تاني عشان نفسيتك ترتاح 
أومأ لها بقلة حيله ليردف ضاحكاً وهو يدخلها في أحضانه اكثر:
— ااه فعلاً..صدقي مخدتش بالي من النقطه دي…لأ عندك حق……تمتم ضاحكاً…مجوز طفله والله 
شدته من خصلات شعره مردفه
— اخلص احكي الزفته..انت هتكلم كتير 
أجاب ضاحكاً: خلاص ياباشا هحكي والله….احممم..كان يامكان….ثواني وجدها قد غطت في النوم تماماً…تبسم بحُب ليطبع قبله رقيقه أعلى أنفها هامساً بهدوء
—نامي ياريناد…ارتاحي ياطفلتي…إن شاءالله أرجع أحسن من الأول واعوضك عن كل حاجه وحشه حستيها بسببي 
قبْلها مره أخرى من جبينها برقه ليعود للنوم هو أيضاً…ولكن قبل أن يغمض جفنه…رنّ هاتفه مصدراً صوتاً عالياً مما جعل ريناد تتململ في نومها وتحرك رأسها بخفه…امتدت يده سريعاً للكومود بجانبه ليغلق الهاتف على الرقم المجهول….عادّ ليتأملها فوجدها استقرت في نومها ثانيةً…سحب يده من تحت رأسها بخفه ووضعها برقه على الوساده…وضع على شفتيها قُبله رقيقه ليهمس أمامها 
—بحبك اووي والله…بس غصب عني شخصيتي الحقيقية مش هقدر أتخلى عنها…لكن أوعدك إن هتخلى عنها في وجودي معاكي ياطفلتي….طبع على شفتيها عدة قُبلات رقيقه ليبتعد عنها أخيراً…غطاها جيداً ليقوم من جانبها…
أخذ الهاتف وخرج ببطئ وهدوء من الغرفه….ليتجه نحو شرفة غرفه أخرى…أعاد الإتصال بالرقم الذي رنّ عليه منذ قليل….أتاه الرد ليجيب الشخص
—ساندي خرجت بكفاله ياباشا 
تبسم حمزه بسخريه ليعود لشخصيته المرعبه ثانيةً
—عارف…سكت قليلاً ليكمل بخبث وتخطيط
—زي مالعبت معاها اللعبه الحقيره بتاعتها…عاوزك تكمل في الدور للأخر…خليك معاها في اي مكانه تروحه وأعرف بتفكر في ايه…عشان نهايتها المرادي هتبقى على ايدي 
أجابه الشخص: اوامرك ياباشا…بس عندي استفسار صغير كده
حمزه بملل: هااا 
أجابه بتردد وخوف: هو يعني ياباشا…ساندي لو اكتشفت ان انا شغال معاك وبجبلك كل اخبارها..هعمل ايه ساعتها 
انفعل حمزه عليه ليردف بحده: ناااادر….أنا مش مشغل معاايا عيل…استررجل كده في اييه…مش حتة بت زي دي لاارااحت ولااجت تخليك تخااف 
ابتلع نادر ريقه بصعوبه فهو يعلم من هو حمزه جيداً حين يغضب…أردف بخوف 
— يابااشا اخااف اييه…زي ماعملت نفسي عامل وقدمت لحضرتك العصير اللي فيه مخدر وهي فاكره ان بلعب معاها عليك….هعرف اخليها برضه متحسش ان شغال معااك…بس…بس أنا خايف ياباشا لتعمل حاجه من ورايا تأذي بيها المدام بتاعتك لان انت عارف انها مش سهله وتعرف ناس كتير 
أجابه حمزه بحده وغضب شديد 
— أنا عاااوز بس واااحد ربنااا خلقه يفكر يأذي مرااتي…مجرد تفكيير بس اقسم بالله أخفيه من على وش الدنيا…وهي بالذات شكلها هتكون نهايتها جنب أختها الخااينه..
أردف نادر بخوف: هي…هي شكلها متعرفش لسه انها تبقا اخت الست اللي انت كنت متجوزها الأول 
أجاب ببرود: اليوم اللي هعرفها فيه هيبقا أخر يوم في حياتها…المهم انت تخليك معاها وتجبلي اخبارها علطول لأن مش فاضي اليومين دول…فاااهم يااناادر…وعاارف لو حد شم خبر…أقسم بالله ياانادر لأخليك تدفن نفسك حي 
ابتلع ريقه وارتجف جسده بخوف ليجيب 
— أمـ…أمرك ياابااشاا 
أغلق حمزه الهاتف بغضب…ليتجه للداخل..أخذ علبة السجائر خاصته والقداحه…خرج ثانيةً للشرفه….تنفس بعمق ليخرج سيجاره ثم يشعلها…ولكن قبل أن يضعها في فمها..تبسم ضاحكاً ليردف في نفسه
—ااه يارينااد…انتي الوحيده اللي بتخليني أتحكم في نفسي
أطفأ السيجاره في سور الشرفه أمامه…لينظر للفراغ بشرود..اقسم بداخله مردفاً
—هتحصليها قريب ياسااندي…اصبري علياا بس…اناا هعرفك ازااي تلعبي مع الحكوومه  !!!!!
******************************
قادّ يوسف سياارته بسرعه شديده وهو يتنفس بغضب وعمق
تأمل تلك التي فقدت الوعي بجانبه… ظل يتنفس بحده ويزفر بضيق وهو يضرب على مقوود السيااره بغضب مردفااً بصراخ
—ليييه…. ليييه كلكوواا شااايفنيي وحشش… لييييه 
لحظات مرّت عليه وهو يُأنب ضميره تاره ويلقي باللوم على أهله تارةً أخرى…. تنفس بهدوء قليلاً ليتوقف أمام ڤيلا متوسطة الحجم ولكن تبدو راقيه وجميله.. 
مسح على وجه بتعب وهو يزفر بضيق…. فتح باب السياره بحده ليترّجل منها بغضب وعيون تنبعث منها الشر… اتجه نحو مارينا ليحملها بين ذراعيه دون أن ينظر لها… دفع باب السياره بقدمه ليغلقها بقوه…. 
دلّف لداخل الڤيلاا وهو يحملها… فكانت فارغه تماماً من أي شخص بالداخل… خلوها من أي أحد يجعلك تقول أنها شبه مهجوره رغم جمالها… 
صعد بها للطابق الثاني بالڤيلاا.. ليدخل لإحدى الغُرف… وضعها على الفراش ببرود…. أزاح عنها خصلات شعرها السوداء التي غطت وجهها بالكامل… ظل يتأملها قليلاً…. كان يحاول جاهداً أن يسيطر على عاطفته… فالحب في نظره للمراهقين الصغار فقط… وهي تمتلك أعين تجعل أصعب الرجال يرق لها ويقع في حبها دون مجهود منها…. 
لمح جبهتها متورمه قليلاً من أثر فعلته الحمقاء بهاا
اغمض عينيه بألم وندم شديد… تنفس بعمق وهو يعود ليتأملها ولكن تلك المره بندم… فهي لم تفعل له شئ كي يذيقها كل هذا العذاب… ماذنبها هي بمعارك حياته المؤلمه التي تحدث له!! 
تركهاا ليتجه نحو مطبخ الڤيلا الواسع… فتح الثلاجه ليحضر بعض قطع الثلج… وضعهم في قماشه نظيفه… ثم عادّ إليها ثانيةً… 
تردد للحظات ان يفعل تلك الخطوه حتى لايضعف أمام نظراتها عندما تفيق… ولكن عادّ شيطانه يوسوس له بأبشع الجرائم ليبتسم بخبث مردفاً 
— تفوقي بس وأنا هخليكي تترعبي من مجرد نطق اسمي قدامك
جلس على السرير ليحملها بين ذراعيه… فجسدها كان يشبه الطفل مقارنةً بضخامة جسده… 
أخذ يضع القماشه التي بها ثلج على الورم أعلى جبهتها… ظل هكذا لعشرُ دقائق كامله… حتى بدا يختفى الورم رويداً ولكن أثاره مازالت موجوده… 
دقائق أخرى مرّت عليه وهو يتأملها بمشاعر باتت مضطربه قليلاً ولكن الغضب فقط هو المسيطر عليه… لم يستطيع التفكير بطريقه صحيحه وهو غاضب
 فليس هناك شخص يستطيع أن يفكر بشكل صحيح وقبضتاه مشدودتان للقتال… كأنه يستعد تلك اللحظه التي ستفيق فيها حتى يستطيع توبيخها والصراخ عليها مجدداً ولكن شيئاً ما داخله يخبره بأنها لاتستحق ذلك… ولكن أيضاً لايستطيع ان يحدد لماذا هي بالذات من يريد ان يسكب غضبه عليها… 
لماذا هي!! 
حتى أنه نسي أمر وائل ودنيا تماماً… وأيضاً لا يوجد اختلاط بينه وبين عائلته منذ عام…. إذاً لماذا مارينا تحديداً ماتجعله غاضب أو… أو لنقل لما هي التي تشغل عقله!! 
أهذا تأكيداً لتلك المقوله التي تقول بأن 
من يستطيع أن يجعلك غاضباً فهو يستحوذ عليك!!! 
لايعلم…هو فقط غاضب وبشده..لايعلم مِن مَن تحديداً…ولكن الشعور بالغضب هو المسيطر عليه الأن….
لحظات وانتبه لها تحاول أن تفتح عينيها….حركت رأسها بخفه…لتضع يدها على جبهتها بتعب شديد مردفه بخوف
—اااه رااسي…اناا فيين 
فتحت عينيها أكثر لتجد نفسها بين ذراعيه…ارتجف جسدها وهي تنظر له بخوف…وجدته يبتسم لها بندم ولُطف…
قامت مسرعه من عليه لتدخل في نوبه من الصرااخ وهي تبتعد عنه بخوف شديد…تعثرت اقدامها..فوقعت على الاريكه ورائها….كورت جسدها لتجلس في زاوية الاريكه وهي تصرخ بشده وخوف 
— ابعععددد عنييي…ابووس اييددك ابعععدد عنيي…
اقترب منها بحزن وندم ليرفع لها خصلات شعرها بحنان ولكن ماان اقتربت يده منها..حتى علاا صوت صراخهها..لتصررخ بهيستيريه 
— ابعععدد عنييي…متلمسسنييش…انااا بكرهككك…انتت شيطاان…بكررهككك…عمررك مااهتبقى انساان كوويس..ابعدد عنيي 
نهض فجأةً ليتملك منه الغضب ثانيةً ولكن تلك المره بات شديداً..حتى أن عضلات جسده برزت بشده من الغضب وسرعة تنفسه….كور يده بغضب شديد وتلك الجمله تتردد في أذنه 
(عمرك ماهتبقى انساان كويس)
أغمض عينيه بألم شديد وقد شعر بأن قلبه يغزوه الألم كالسكاكين من تلك الجمله التي تلاحقه منذ أن كان طفلاً…
تذكر والده وعائلته عندما كانوا يلقبونه بالفاشل رغم أنه كان جيداً في دراسته…تذكرهم وهم يقارونه بأفراد العائله الذين في مثل سنه…حتى أنهم كانوا يقارنوه بأقرب صديق له وهو وائل..حتى ولدوا الكره بينهم…
لم يكن يوسف بتلك الصفات السيئه..إلا حين شعر بفقدان الثقه بالنفس..حين شعر أنه مهما يفعل لكي يرضي والديه لن ينال رضاهم وسيظلوا يقارنوه بالأخرين…وللأسف يعتقد بعض الاباء أنهم بمقارنة ابنائهم بالأخرين يزيد ذلك من الشعور بالتحفز والنجاح…ولكن يأتي هذا بالنتائج السلبيه حتى يجعلوا طفلهم يشعر بقلة الثقه بالنفس والدونيه
وأيضاً تنشئة شخص متكبر يقارن نفسه بالآخرين، فيبالغ في مميزاته وفي عيوب الآخرين، وذلك كأسلوب دفاعي ضد التقليل من شأنه دائماً….
وهذا مالجأ اليه يوسف منذ الصغر..حتى أصبح يوسف هذا الذي يكره الجميع…ولكن حقاً ليس هذا ذنبه وحده..لااحد يقصد ان يكره الجميع..وإنما التربيه الخاطئه هي التي تولد شخصاً معدوم المشاعر مثل  المسكين يوسف…نعم..فهذا ليس خطأه منذ البدايه..
لم يستطيع يوسف التحكم في غضبه..فقاام بجذب مارينا من شعرها بشده..حتى ارتطم جسدها بالأرض بقوه…
قبض على عنقه يخنقها بشده حتى ادمعت عيناها…نظر لها بعمق وغضب مردفاً بحده
—اناا فعلاً انساان مش كويس…
أنهى جملته وهو ينقض عليها يمزق لهاا ملابسهاا..تحت اصوات التوسل والبكاء والصرااخ منهاا…استطااع أن يظهر مفاتن جسدها العلوي…لتغطي هي جسدها بيدها وهي ترتجف وتبكي بشده دون ان تتكلم..فالصدمه وحدها كانت كفيله بإخراسها…
أماا هو ظل يتأملها بخبث ونهم لينزع هو الاخر قميصه وكأنه لايعي مايفعله…فقد سيطرت عليه غرائزه الحيوانيه…
اقترب منها ببطئ وهو يفترسها بنظرااته….
نظرت له ماريناا بنظره توسليه وهى تهزّ رأسها بنفي كأنه تخبره بألاا يقترب منها..
تحدثت بصعوبه وتوسل: اتجوزني و متعملش فياا كده يايوسف…أرجووك…ارجووك يايوسف..اناا..اسفه..مش هغلط فيك تاني…اناا اسفه…ارجووك متعملش فياا حااجه 
تأملها بسخريه قليلاً…ليردف بعد لحظات وهو يعطي لها قميصه..فقد تمزق قميصها لنصفين 
— استري جسمك وامشي يامااريناا 
نظرت له بدهشه كأنها تستوعب ماقاله….أماا هو تركهاا وترك الغرفه بالكامل…لينزل للطابق الأسفل…دلّف لإحدى الغرف
ظل يجوب الغرفه بتنفس وغضب شديد…أخرج هاتفه…ليعطي أمرا للشخص الذي اتصل عليه مردفاً بحزم
— سيبهم يمشووا 
…اغلق الهاتف والقى به بعيداً….ليقوم بعدها بتكسير كل مايقاابله من اثاث أمامه مردفاً بصرااخ وغضب حتى وصل صراخه لأذان مارينا
— أناا مش وحششش…انتوو لييه بتكرهووني..ليييه 
ظل يكسر كل شئ بالغرفه حتى خاارت قوااه..ليتهاوى على احدى الأرائك القريبه منه…ظل يتنفس بسرعه وغضب…لينهض من مكانه ثانيةً…اتجه لإحدى الادراج المغلقه بالمفتاح….فتحها وأخرج بعض لفائف من الورق واكياس بها مخدرات…اتجه ليجلس أمام المنضده..ثم فرد اللفائف وفتح الكيس..ليضع المخدرات البيضاء أمامه….تبسم بسخريه مردفاً قبل أن يبدا في تعاطيها
— رجعتلك تاني بعد مابطلتك…رجعتلك عشان محدش عاوزني..الكل بيكرهني….انا هريحكم مني
ظل يتعاطيها بشرااهه حتى بدأت جفونه بالتثاقل…!!
……….
أما فوق…ارتدت مارينا قميص يوسف الذي اغرقها بالكامل…كانت تشهق ببكاء شديد…
تسحبت ببطئ وخوف وهي تنزل الدرج….كادّت ان تخرج عندما وجدت الطابق السفلي فارغاً…ولكن لمحت باب الغرفه التي أمامها مفتوح على مصرعيه…ارتجف جسدها بخوف ظناً أن يتهجم عليها ثانيةً…
تنفست بهدوء وصممت أن تركض مسرعه للخارج…ولكن عند خروجها…لمحت جسده ملقي على الأرض بإهمال 
اتجهت نحو الغرفه ببطئ شديد…شهقت بخضه وخوف لتضع يدها على فمها من الذهول والخوف….اقتربت منه أكثر فوجدت المخدرات تملئ أنفه وتتناثر على جسده بإهمال…
اتسعت عيناها بذهول…لترفع يده بحذر وخوف جديد…تركت يده فوقعت منها دون أدنى مقاومه أو حركه منه….شهقت بهمس  وخوف شديد مردفه
—.يوووسف!!!!!
*********************
في المشفى التي بها عمر… 
….
دلّف الطبيب ومعه مُهاب لداخل الغرفه التي أُحتجز بها عمر… وجدوه بالفعل قد أزاح جهاز التنفس الصناعي عنه… كان يحاول جاهداً أن يقوم ولكن لم يستطيع فجرحه لم يطيب بعد.. تمتم بقلة حيله وتعب مردفاً بصوتٍ منخفض جداً من شدة التعب.. لم يصل لأذان الطبيب ومُهاب
— يمنى… يمنى… يمنى.. 
انحنى عليه الطبيب يتفحصه جيداً.. ليزيل عنه جهاز التنفس بالكامل عندما وجد نبضات قلبه باتت مستقره… اردف بإبتسامه لطيفه بعد دقائق 
— حمدالله على سلامتك ياباشمهندس…تأمله الطبيب قليلاً ليردف باابتسامه عريضه: 
— سبحان الله مسبتش حاجه من أبوك الله يرحمه.. حتى نبرة صوته… 
لم يأبه عمر لكلامه أو لم ينتبه له.. فعقله شارداً مع يمنتـه.. أردف بهمس وتعب 
— مراتي فين.. يمنى فين 
في تلك اللحظه كان الطبيب قد خرج من الغرفه بعد أن إطمأن على حالته… ليترك مُهاب معه.. 
حاول عمر النهوض ولكن ثقُل جسده من التعب… أسرع مُهاب بتهدئته مردفاً بخوف
—اهدا يابني.. انت لسه خارج من العمليه مكملتش يومين 
تأمله عمر بعيون نصف مغلقه كأنه يتعرف على ملامحه… ليردف أخيراً بتعب شديد 
— مُهااب!!!  
أومأ له مُهاب مبتسماً ليجيب 
— حمدالله على سلامتك يابطل
حرك عمر رأسه بتعب شديد وهو يحاول جاهداً أن يفتح عينيه.. همس بتعب 
— فين مراتي يامُهاب 
أجابه بهدوء: متقلقش هي في الأوضه اللي جنبك 
نظر له عمر بخوف.. ليحاول النهوض بتعب.. أسرع مُهاب بتهدئته ومساعدته على الإسترخاء وهو يردف بخوف
— عمر مينفعش اللي انت بتعمله ده… انت مضروب برصاص.. يعني الحركه ممنوعه خالص دلوقت 
جذبه عمر من ياقة قميصه بتعب شديد وضعف وهو يردف بخوف واضح في عينيه 
— يمنى حصلها ايه… مرااتي حصلهاا اييه يامُهاب 
مُهاب بهدوء وخوف عليه 
—يبني مراتك مفيهاش حاجه… بس هي أغمى عليها من شويه ونقلناها في الأوضه اللي جنبك 
عاودّ عمر النهوض ثانيةً وهو يردف بتصميم 
— اسندني أروح أشوفها 
تنهّد مُهاب بقلة حيله مردفاً 
—مينفعش تتحرك دلوقت.. افهم بقاا 
أرجع عمر رأسه للوراء وهو يغمض عينيه بتعب… فتح عينيه بألم لينظر بقوه في عين مُهاب مردفاً بحذر وخوف شديد
— متخبيش عليا يامُهاب… ريحني وقولي مراتي مالها 
صفع مُهاب جبهته بنفاذ صبر ليردف بطريقه مضحكه
—يلهووي علياا وعلى سنيني… يابني انت قبل ماتفوق.. مراتك كانت واقفه برا مبطلتش عياط ومتسبنيش ياعمر ومش هقدر أعيش من غيرك ياعمر.. وانت سياتك هنا فوقت وهي مغمى عليها وبتعيد نفس اللي عملته… جذب مُهاب قميصه بنفاذ صبر وضحك ليتابع… قاعد مع روميو وجوليت.. منا كنت متنيل في لندن كل يوم مع واحده شكل.. أنا ايه اللي رماني على المر بس يااربي 
رمقه عمر بنظره ناريه وغيظ منه… ليتابع مُهاب بحماقه وضحك.. 
—ألاا صحيح الشركه بتاعتك دي فيها لحم أبيض حلو كده ولاهنقضيها شغل عالناشف 
أردف عمر بتعب وغيظ 
— عمرك ماهتتغير أبداً.. امشي إطلع براا ياالااه 
أجابه مُهاب بدلع مصطنع وهو يهزّ كتفه بطريقه مضحكه
—بتطردني يااعوومرر.. طب وابنك اللي في بطني 
ضحك عمر رغماً عنه فدائماً ما ينجح مُهاب في إضحاكه..فبرغم أنه يمتلك روح الدعابه وأيضاً يميل للعلاقات النسائيه الكثيره ولايفضل الزواج..إلا أنه يمثل الصديق الحقيقي وقت الأزمات… أردف عمر بغضب قليلاً 
— اطلع برااا ياازبااله  
جذب مُهاب كرسي من جانبه ليجلس عليه.. مردفاً بمزح وتحدي
— مش طالع.. أنا قاعد في ملك الحكومه 
حرك عمر رأسه بقلة حيله.. ليردف بعد لحظات بتساؤول وخوف
— مراتي كويسه صح!! 
أومأ له مُهاب بتأكيد 
— متقلقش والله هي مفيهاش حاجه.. شويه وهتفوق وتجيلك 
___________
في الغرفه التي وُضعت بها يمنى 
كانت مسترخيه تماماً بوجهها الذي يصبح كالأطفال عندما يسترخي جسدها… حركت رأسها يميناً ويساراً عدة حركات طفيفه ورمشت بأهدابها عدة مرات كأنها تصارح حُلماً ما… 
تمتمت بدون وعي وهي نائمه تردد إسمه.. عمر.. عمر.. 
لتفيق فجأةً وهي تتأمل المكان حولها… وضعت يدها على رأسها بتعب.. لتتذكر سريعاً عندما أعلن جهاز القلب إنذاره بوقف ضربات قلب عمر…
عادّت الدموع تملئ عيناها ثانيةً لتشهق بخوف وفزع… نزلت من سرير المشفى بتعب بتعب شديد بات واضحاً على وجهها وجسدها… ولكن قبل أن تتجه للغرفة التي بها عمر… شعرت بحاجتها للإستفراغ ثانيةً… ركضت سريعاً بتعب تجاه الحمام… ظلت تتقيأ عدة مرات… غسلت وجهها بتعب وبكاء… استندت على الحائط لتتجه لغرفته وهي تتخيل أبشع المشاهد أمامها… شريط حبهم يمرّ عليها سريعاً وهي تشعر بالضياع… تهاوت على إحدى المقاعد القريبه منها… لتجلس عليها بتعب وبكاء.. 
وضعت يدها على بطنها تاره وعلى رأسها تاره وهي تشعر بالتعب والألم الشديد… عجزت قدميها أن تحملها للاتجاه لغرفته والاطمئنان عليه خوفاً أن يكون حدث له شئ لن تقدر هي على مواجهته والصمود أمامه… ارتجف جسدها من الخوف بشده.. فمازال صوت جهاز الإنذار يدوي في رأسها… فقط الشعور بالهلاك والضياع هو المسيطر عليها… بكت بشده وانهمرت دموعها كالمطر تغزو وجهها دون أن تتوقف وكأنها لاتكفي..
فعندما تتعلق بشخصٍ ما وفجأة يرحل عنك..وقتها كل الدموع  لا تكفي لحظة واحدة جمعتكم سوياً، كل الحزن لا يكفي السعادة التي شعرتها وأنت بقربه…
هزّت رأسها بعنف وكأنها تنفض ذلك الشعور المميت والمؤلم عنها…لتردف بتفاؤل قليلاً 
—لااا…عمر كويس..أنا…أنا أكيد كان بيتهيألي..ايوه هو كويس
استندت على الحائط ثانيةً لتتجه بخطوات متثاقله بطيئه من شدة الخوف…اتجهت لغرفته لتنظر بإختلاس وخوف من خلف الزجاج…وجدته يتحدث مع مُهاب ولكن أثار التعب واضحه عليه…رمشت بأهدابها عدة مرات غير مصدقه…لحظات وتحاملت على نفسها لتتجه سريعاً وتقف أمام باب الغرفه….انتبه لها مُهاب وعمر الذي تهلل وجه بالفرح حينما رأها…
أما هي أردفت بهمس مسموع وعدم تصديق
—عمر…انت..انت كويس..صح 
أغلقت عينيها عدة مرات بشده وفتحتهم كأنه تظن أنها في حُلم ولم تفيق منه بعد…ظلت تتحسس الباب بجانبها والحائط وجسدها حتى تتأكد أن ماتراه حقيقه وليس حُلماً وأن حبيبها الأن على قيد الحياه…لتفيق بعد لحظات من شرودها على صوته مردفاً بإبتسامه ونظره عاشقه
—وحشتيني ياأم لسان…هتفضلي واقفه عندك كده كتير 
شعرت بقلبها يكاد يقف من سرعة دقاته…لتذهب كل المشاعر السلبيه إدراج الرياح ويحل محلها الشعور بالفرح والعشق فقط…كأنها كانت تائها ووجدت الطريق الصحيح…أو كأن روحهها سُحبت منها وفجأةً عادت لتنتشر في جسدها ثانيةً
تأملته بعشق شديد بينما هو كان يتأملها بعشق أكبر وإشتياق….تلاقت أعينهم في نظره حُب وعشق صادقه استغرقت لدقائق كأن كل منهما الأخر يتأكد من وجود حبيبه أمامه…تلك النظره التي جمعتهم،كفيله أن تثبت مدى تعلقهم الشديد ببعضهم….نعم..إنه الحب أو ما يدعى العشق..أعلى مراحل الحُب…
‏فبالله لا تدعي إن الحب الحقيقي الصادق الخالد لا وجود له في الدنيا.. ألا فليُقطع لسان الكاذب اللئيم! ‏تأمل فقط تلك النظره..انظر لطريقة حبهم ، وسوف تدرك مامعنى العشق…
اتجهت نحوه بخطوات بطيئه متثاقله..كانت تجر قدمها جراً وكأنها لا تستوعب بعد أنه فاقَ ويحدثها!! 
وقفت أمامه بالقرب منه..تتأمله للحظات وهي تتحسس وجه وشعره بحنانٍ واشتياق…لتفجر في البكاء ثانيةً وهي تلقى نفسها عليها بشده…مما جعله يكتم الوجع الذي شعر به في صدره إثر إندفاعهها عليه…
كان مُهاب يتأملهم بإبتسامه عريضه وفرح شديد لتنزل دمعه من عينيه رغماً عنه….كان يقسم بداخله أنه في حياته لم يرى عشقاً كهذا إلا في الأفلام فقط…
أشار له عمر بأن يخرج…أومأ له مُهاب ليتجه بالفعل للخارج ويغلق الباب ورائه..
أما عمر كان يكزّ على أسنانه بتعب شديد فجرحه لم يطيب بعد وعناق يمنى الشديد له يؤلم صدره ويضغط على الجرح بشده..مما جعله يتحمل الألم ويغمض عينيه بتعب ليجعلها تعانقه كما تشاء…
دفنت رأسها في عنقه لتشدد من احتضانها الشديد له دون أن تشعر بجرحه… تمتمت من بين شهقاتها
— متـ.. عملش… فياا.. كده.. تاني… متبعدش تاني يا… عمر… انت… انت مش.. عارف… انا… كنت عامله ازااي..من..غيرك
لم يجيبها.. فقد كان يبكي في صمت ليلف ذراعه عليها ضاغطاً على جراحه دون أن يأبه لتعبه… اكتفى فقط أن يستنشق رائحتها التي يعشقها… رغم تلطخ الدماء بملابسها.. إلا أن تلك الرائحه الطيبه منها لم تفارقها بتاتاً… ظل يتنفس من أنفاسها القريبه منه ويستنشق عبيرها بإشتياق وحُب… 
ليهمس لها بتعب: 
—وحشتيني… وحشتيني اووي يايمنتي… انا.. انا حاسس إن مشفتكيش بقالي سنين 
تذكرت أنها تضغط على جراحه… ابتعدت سريعاً بخوف وهي تتحسس صدره بجنون ورقه
— انا تعبتك صح… انا اسفه والله مااخدتش بالي.. طب انت كويس.. حااسس باايه… عمر انت كـ…. 
أسكتها بوضع إصبعه على شفتيها وهو يبتسم بتعب… ليجذبها برقه إليه ثانيةً… وضعت رأسها على صدره بعيداً عن جرحه… ظل يتحسس وجنتها بحنانٍ مردفاً 
—انا كويس طول ماانتي معايا 
ابتعدت عنه لتردف بخوف 
—انا.. انا معاك علطول والله… مش هسيبك أبداً… بس… بس هما ضربوك ليه… هما عاوزين منك ايه 
هزّ رأسه بنفي ليجيب 
—مش عارف… بس متقلقيش.. الشاطر ميقعش مرتين… الحمدلله انك بخير ياحبيبتي وانها جات فيا أنا 
تأملته للحظات بنظرات باكيه.. ليعاودها الشعور بالخوف ثانيةً كلما تذكرته وهو غارق بدمائه… انحنت عليه فجأةً تُقبل كل إنش في وجه بجنون… ابتعدت عنه بعد لحظات وهي تردف بخجل 
—انا اسفه… بس انت وحشتني اوي.. ارجع قِل ادبك معايا تاني بس متتعبش كده 
ضحك بقوه رغماً عنه ليضع يده بألم على مكان الجرح فقد ذاد عليه الألم عندما ضحك بشده… أردف من بين ضحكاته تحت نظرات الخجل منها
—متبقيش تلوميني بقا عاللى هعمله 
تبسمت بعدم فهم مردفه:  هتعمل ايه  ! 
أشار بضحك ومزاح لشفتيها مردفاً 
— في حاجه على شفايفك 
وضعت يدها تتحسس شفتاها…. تأملها بضحك ليردف بمرح
—قربي كده أوريهالك 
ماإن اقتربت منه.. جذبها من ياقة فستانها برقه ليلتهم شفتاها في قُبله طويله يبثُ فيها اشتياقه الشديد لها… كان يظن أنها ستقاومه ككل مره في البدايه ولكن فجأته بتبادلها لقُبلته باشتياق وعشق مماثل له… وكأنها ترتوي منه مايسد الظمأ التي شعرت به في بُعده عنها طيلة تلك المده … 
ابتعدت لتبتسم له بخجل…. أردف بمرح وهو يتحسس شفتاها: 
— مش هتقوليلي بطل قلة أدب ياعمر 
ضحكت بخف لتهزّ رأسها بنفي مردفه
— أنا عرفت في اليومين دول.. أد ايه كل لحظه معاك مهمه… ارجع اعمل فيا كل اللي انت عاوزه…لو هتبقا عيشيتي معاك عذاب أنا موافقه.. بس متتعبش تاني… أنا والله كنت حاسه ان ميته من غيرك 
تحسس وجنتاها برفق ليردف برقه 
— أنا اللي ضعيف من غيرك… تأملها للحظات.. لينتبه للدماء الملطخه على ردائها…. أغمض عينيه بألم…لينظر لها بعد ثواني بحزن بدا على وجه 
—أنا اسف ان وصلتك للمرحله دي… أنا عمري ماكان ليا أعداء ولا حصلي اعتداء من حد قبل كده.. مش عارف مين ورا العمله دي… بس أوعدك ان أي حد كان السبب في بعدنا عن بعض ولو لدقيقه واحده.. هجبلك حقك منه وهندمه على اليوم اللي اتولد فيه… بس أخف بس وسـ…. 
قاطعته ببكاء وتوسل مردفه بخوف شديد
— لاا يااعمر أرجووك.. انت لو جرالك حاجه تاني والله أموت نفسي… بالله عليك تشيل موضوع الإنتقام ده من دماغك خالص… ربنا مش هيسيبهم صدقني… عشان خاطري ياعمر متعملش حاجه… أنا قلبي مش مطمن والله 
تنهّد بتعب ليمسح لها دموعه مردفاً بهدوء وكذب حتى يهدئها
—خلاص اهدي… مش هعمل حاجه 
مسحت دموعها لتنحني على جبهته وتضع قُبله طويله عليها… ابتعدت عنه بعد لحظات لتردف بمرح وهي تتحسس ذقنه وشعره
—حاسه ان شعرك كبر شويه ودقنك كمان 
اجابها ضاحكاً: خلاص أبقى احلقهم عشان مبقاش شبه وائل أخوكي 
أردفت بضحك وغضب مصطنع 
—ايااك والله… المرادي الرصاصه هتبقى من عندي 
رفع حاجبيه بدهشه ومرح مردفاً 
—اممم يعني لو حلقتهم مش هتحبيني 
صفعته على جبهته بخفه وقد تناست تعبه.. لتردف بحده
— يسطاا انت ليه بتخليني أمد ايدي عليك.. انا بحبك في كل حالاتك 
وضع يده على جبهته بألم مردفاً 
—اااه… والله لو مجوز سواق توكتوك مش هيعاملني كده 
ظلت تضحك برقه ليشاركها الضحك فقد عاد قلبها ينبض بالسعاده ثانيةً فزوجها وحبيبها الأن أصبح افضل عن ذي قبل بقليل… 
عمر بتساؤول وهو يتأملها بحُب
—هو مُهاب عرف منين 
ارتبكت قليلاً قبل أن تجيبه… تعلم جيداً أنه سيذئر كالأسد مااان يعلم أنها هاتفت رجلاً أخر حتى لو صديقه حتى لو أخيه… فهو أخبرها سابقاً أنها له فقط لايحق لرجلاً أخر أن يشاركه أصغر تفاصيلها حتى لو كان صوتها… 
أردفت بخوف: بصراحه ياعمر… أنا كلمته من تليفونك وقلتله…. 
لم تكمل الجمله ووجدته ينظر لها بغضب شديد… ليردف بتعب وغضب وهو يحاول النهوض
—كلمتي ميييين يااارووح أمممك 
لم يهمها صراخه بقدر مايهمها خوفها عليه.. لتسرع اليه وهي تحاول أن تجعله يسترخي ثانيةً… اردفت بخوف 
—عمر… اهدى لوسمحت.. غلط عليك اللي بتعمله ده 
جذبها من وشاحهها برقه فهو مازال يشعر بالتعب الشديد ليهمس لها بحده 
— مين اللي قاالك تعملي كده… خدتي الإذن من مين 
أبعدت يده عنها برفق لتجعله يسند رأسه للوراء ثانيةً ويستريح… أردفت ببكاء وخوف 
—مكنش حد معايا ساعتها وانت عارف ان معرفش حاجه هنا ومعرفش اتصرف لوحدي… لقيته هو اخر رقم انت كلمته.. فااتصلت عليه يجي يقف جنبك… وكمان اناا تعبت كتير وأغمى عليا كتير ولولاه كان زماني مرميه في الأرض دلوقت.. الممرضين قالولي أن هو كان خايف عليك وعليا كتير 
شهقت بخوف لتضع يدها على فمهما وهي تستوعب ماقالته دون وعي منها….. 
كادت أن تتحدث لتُصلِح ما تفوهت به ولكن تفاجأت به يجذبها ثانيةً بغضب شديد وعيون مظلمه وجحيميه من شدة الغضب ليسُب بأبشع الشتائم التي لأول مره تسمعه يقولها
— وكماان شااالك..(*****) يعني في رااجل غييري لمسسك.. كماان مرره (*****) ده أنا اقسم بالله لأعرفه ازاي يقرب منك ال**** ابن ال**** 
شهقت بخجل من ألفاظه وخوف عليه وهي تبعد يده عنها..لتردف بخوف وارتباك
— عمر… حبيبي… والله انت فاهم غلط… انت… انت رجعت تشك فيا تاني!! 
نظر لها بغضب شديد… أشار إليه بأن تقترب منه…. اقتربت بخوف… ليجذبها ثانيةً من وشاحهها… حتى اقترب وجهها منه تماماً…. أغلقت عينيها بخوف وهي ترتجف… لكن تفاجأت به يُقبلها بقوه…. فتحت عينيها بدهشه لتجده يُقبلها بقوه وعنف وكأنه جعل هذه القُبله عقاباً لها…. ابتعد عنها ليتنفس ببطئ.. وجدها تبكي بصمت… مسح لها دموعها مردفاً بحده وغضب
—أنا مش بشك فيكي ياغبيه انتي… بس تصرفك غلط 
ابتعدت عنه لتثور في وجه بغضب 
— عااوزني اعمل ايه يعني يااعمرر… قولي المفروض كنت اتصررف اززاي في بلد غرييبه لوحدي 
صرخ به هو الاخر بحده وغضب
— وانا استفدت اييه لماا **** ده يقرب منك.. هاااا.. ردي عليااا… اتخرصتي لييه ياا ****
تأملته بدهشه وخجل من ألفاظه الخادشه للحياء… لتردف بدهشه وخوف منه: 
— انت ايه اللي بتقول ده… انت واعي للكلام البيئه ده 
أدار وجه في اتجاه اخر بعيداً عنها… ليزفر بتعب وضيق وهو يضع يده على صدره بألم.. فقد أثر إنفعاله وحدته على جرحه
تنهّد بألم ليردف: متحاسبنيش على أي كلمه قلتها دلوقت… سمعتي.. 
تأملته بخوف عليه لتقترب منه… جلست بجانبه لتحتوي كف يده بيدها مردفه بحنانٍ ورقه
— اهدى كده عشان خاطري… صحتك عندي أهم من أي حاجه 
تأملها بندم وأسف مردفاً 
— متزعليش مني… أنا اسف عالكلام اللي قلتهولك ده… أنا بس دمي اتحرق… اووف… هو فين ال*** انا مش هحله انهارده 
ضحكت بقلة حيله لتردف وهي تداعب خصلات شعره برقه
—تااني ياعمرر… طب بص… اهدى خالص لحد ماتتحسن شويه وابقى اعمل فينا اللي انت عاوزه ياسيدي… بس بالله عليك تستريح دلوقت ومتفكرش في أي حاجه غير انك تبقى كويس… عشان بجد.. أنا ولاحاجه من غيرك…. 
أومأ لها مبتسماً بهدوء… ليردف بعد لحظات بفضول
—بقلك ايه… فين الموبايل… هاتيه بسرعه 
أجابته بدهشه وهي تخرج الهاتف من حقيبتها الصغيره التي كانت معلقه على كتفها 
—في اييه 
أخذ منها الهاتف وهو يحاول الإعتدال في السرير… ساعدته مسرعه وهي تضع وساده وراء رأسه تساعده على الإسترخاء عليها…. تصفح الهاتف بفضول مجيباً
—الماتش عدا عليااا 
اردفت بإستغراب:  ماتش اييه 
أجابها دون أن يلتفت لها… فقد كان منشغلاً مع الهاتف
—الأهلي والدحيل القطري 
ضحكت بخفه لتتمتم بقله حيله 
—ياااربي… ده لو مضروب بمسدس خرز مش هيعمل كده… ربنا يقومك بالسلامه ياحبيبي 
ابتسم عمر إبتسامه عريضه ليردف بمرح
— الحمدلله… هنتأهل للنصف نهائي وهنتقابل مع بايرن ميونخ… 
اتسعت عيناها بذهول لتشهق بخوف… اردفت بحده 
— هماا مين دول اللي هيتأهلوا ويقاابلواا… لااا طبعااً.. مش هترووح في حته وانت تعباان كده 
تأملها للحظات بدهشه.. لينفجر في الضحك بعدها وهو يتأوه بألم من تعبه وأيضاً لايستطيع التوقف عن الضحك… ليردف أخيراً وهو يضحك 
— انتي بتقولي اييه ياعبيطه انتي.. هههه هو الناادي الأهلي اللي هيرووح مش أناا
أجابته بغيظ: مش انت اللي بتجمع…ده انت راجل مستفز
تأملها للحظات وهو مازال يضحك. ليردف من بين ضحكاتها.. 
—ااه ياام لساان..دا انتي عايزه الشناوي يصد كل كلامك الدبش دا…
رمقته بغضب مما جعله يعود للضحك ثانيةً..ليتأملها باشتياق مردفاً
—أقسم بالله وحشتيني
عضت على شفتاها بإبتسامه لطيفه لتقترب منه دون أن تعي تلك النظره المشتاقه لها… جلست بجانبه لتتحسس جرحه بخوف… شعرت برجفه في جسدها ماإن رأت تلك اللاصقه البيضاء التفت حول صدره واخفت نصفه تحتها…. وضعت يده أعلى صدره العاري تتحسسه بدموع وخوف مردفه
— هو انت هيفضل صدرك عريان كده لحد ماتخف 
أجابها برقه وهو يتأمل ملامحها المتورمه من البكاء 
— اكيد لاء… بس مكنوش مغطيين صدري عشان الاجهزه اللي كانت متوصله بيه 
انحنت على جبينه تُقبله بخوف هامسه
—انت قوي ياعمر… مهما حصل هتفضل في نظري اقوى واحسن راجل في الدنيا 
ابتعدت عنه ببطئ وهي تغوص في عينيه العسليتان بحُب… تحسس شفتاها برقه وعشق.. كادّ أن يُقبلها ولكن سمع صوت طرقات على الباب…. ابتعدت عنه سريعاً بخجل…. 
ليدلّف الطبيب وعلى وجه تلك الإبتسامه اللطيفه المطمئنه… كان يقف بجانبه مُهاب وأيضاً ممرضه ذات ملامح جميله غربيه كانت تتأمل عمر بإعجاب شديد فبرغم تعبه إلا أن الوسامه لم تفارق ملامح وجه الرجولي الجذاب…. 
لم تنتبه يمنى لهم فقد كانت أنظارها معلقه على عمر بحُب 
نظر عمر لمُهاب نظره جهنميه… ففهم مُهاب المغزى من نظرات صديقه فهو يعرفه جيداً…. ابتلع ريقه بصعوبه ليتسأذن مهاب مردفاً بإرتباك من نظرات عمر الناريه
—طب أناا…هستأذن بقاا..هقعد براا…لو احتجتم حاجه نادولي 
قاطعه الطبيب مردفاً بجديه 
—رايح فين…خليك مع صاحبك ومراته…عشان لو احتاج حاجه
نظر مُهاب لعمر كأنه يأخذ الإذن منه…وجده ينظر له بحده وهو يتمتم 
—اياااك…هعلقك يامُهاب 
قرأ مُهاب حركة شفتيه وفهم مايدور في رأسه…أومأ له ليخرج هارباً من أنظاره…
وجه عمر حديثه للطبيب متسائلاً
—هطلع امتى 
تفحصه الطبيب ليجيب بجديه
— هتفضل هنا اسبوع عالأقل على ماتتحسن شويه وبعدين تكمل علاج في البيت…اللاصقه اللي على صدرك دي مش هتتشال غير بعد شهر يكون جرحك لمّ وخف 
أجابه عمر بتصميم
—اكتبلي على خروج انهارده 
الطبيب بدهشه ونفي: لاأ طبعااً اللي انت بتطلبه ده خطر عليك 
تنهّد عمر بضيق ليجيب بحده 
—لو سمحت يادكتور..انا قعادي هناا هو اللي خطر عليا وعلى مرااتي…اكتبلي على خروج معلش 
بعد عدة محاولة فاشله من الطبيب بإقناع عمر بالمكوث…رضخ أخيراً لطلبه…ليردف بجديه وحزم
— تماام..بس هبعتلك ميرلين…دي من أفضل واحسن الممرضات عندنا في المستشفى..هتجيلك كل يوم  تغيرلك عالجرح 
عمر برفض: مش هينفع أنا هنزل مصر بكره 
نظر له الطبيب بدهشه…ليردف بحده
— غلط اللي انت بتقوله ده…ازاي عاوز تمشي وتسافر وانت مضروب برصاص ولسه خارج من العمليات مكملتش يومين…انا مقدرش اوافق عاللي انت بتقوله ده 
زفر عمر بضيق ليجيب 
— هينفع اسافر بعد اد ايه 
أجابه الطبيب بجديه
— بعد اسبوع عالأقل 
أومأ له عمر بعدم اهتمام مردفاً
—طيب خليها تيجي…هبقى اسيبلك عنوان المكان الجديد لأن هغير السكن لحد منرجع مصر 
الطبيب بإيماء وهو يخبر الممرضه بأنه وافق على ذهابها لتغيير له الجرح…تبسمت الممرضه ميرلين برقه وهي تختلس النظرات لعمر من وقتٍ لأخر….
بينما هو لم ينتبه لها…ليعود للنظر ليمنى التي كانت شارده تماماً في عالم أخر…
افاقت من شرودها على صوته يهمس لها
— مالك يايمنتي..بتفكري في ايه ياحبيبتي 
تبسمت له برقه لتعود وتجلس بجانبه مردفه بمرح
— حاسس باايه دلوقت 
أجابها مبتسماً بلُطف: حاسس ان عاوز اخبطك علقه 
ضحكت بخفه لتجيب: ليه اناا عملت ايه 
عمر بغضب مصطنع: عملتي اييه…ازااي تسمحيله ان يمد ايده عليكي…ده اناا والله مهسيبك..اصبرري علياا بس 
ضحكت بقلة حيله وهي تداعب أنفه برقه
— ياااصبررر ايووب…قوم بالسلامه كده بس ساعتها والله أنا اللي مش هسيبك 
رفع حاجبه ليردف بغرور: عيوطه بتكلم..اول مره اشوف عيوطه بتكلم 
تبسمت برقه لتردف متسائله 
—هي مين البت ام شعر اصفر اللي كانت واقفه دي
أجابها ضاحكاً: البت دي هي اللي هتيجي تغيرلي عالجرح 
شهقت بدهشه..لتردف بحده وغضب 
— نعممممم!!!! تغيررلك عالجرررح….طب وربنااا لمقلعه شعرها في ايدي….تركته يضحك بشده عليها لتتجه خارجاً وهي تصفق بكف يدها مردفه بغضب 
— تعاااليييليي ياام باااارووكه صفررااا    !!!!
الدبش اللي خطفت قلبي..الجزء ٢…لـ نرمينا راضي ✍️
…..
في سويسرا
….. 
استقل سامح سيارته من أمام منزل أنس.. ليتجه لمنزله وعلى وجه علامات الغضب الشديد من فاديه وأفعالها الجرائميه.. 
وصل لمنزله.. ترّجل من السياره ليغلق الباب بقوه.. دلّف سريعاً  للداخل وهو يتنفس بغضب… ولكن قبل أن تخطو قدماه لغرفتها، أعاد التفكير ثانيةً فيما سيفعله معها… ليستقر على أمراً ما.. أرجح في عقله أنه الصواب..
طرق على باب غرفتها عدة طرقات.. ليأتيه الرد بالسماح له بالدخول.. 
دخل وهو يحاول جاهداً ألا يظهر أنه غاضب منها.. حتى تنجح خطته…
أردفت فاديه باابتسامه خبيثه 
—أنا حجزت تذكرة طيران عشان هنزل مصر بكره 
ابتسم سامح بسخريه وهو يدير لها ظهره كي يصب له كأساً من الشمبانيا..
—فجأه كده هتنزلي!! 
أجابت بإرتباك قليلاً 
—مهو.. اصل.. العيال وحشوني.. وكمان ريناد قربت تولد.. وأنا لازم أبقى جنبها 
شعر سامح بالحزن عندما تذكر ابنته التي لم تتعرف عليه بعد.. ليردف بسخريه 
—طب كويس انك عارفه هي في الشهر الكام اصلا.. ده انا افتكرتك نسيتي ان عندك عيال 
فاديه بغضب وتأفف: 
—اووف.. يعني هما صغيرين.. منا بقالي كام شهر قاعده هنا اهو.. حد فيهم عبر ولا سأل عليا 
تأملها بسخريه وغضب منها.. ليردف بحده لحظات ببرود 
— وأنا كمان هنزل مصر 
شهقت بدهشه وتفاجأ لتردف بتوتر 
— هتنزل مصر!!  لييه.. في حاجه!! 
ابتسم ببرود ليجيب 
— بصراحه بفكر في حاجه تكبر اسمي انا وانتي 
أردفت بفضول وفرح بدا عليها
— بجد!!  قول حاجة ايه 
ارتسمت على جانب شفتاه ابتسامه ساخره ليجيب 
— هنقضي على شركات الرفاعي في مصر كلها.. ونحولها لإسمي أنا وانتي.. بس دي عاوزه تخطيط وذكاء 
أجابت بغرور:  لامحتاجه ذكاء ولاحاجه.. باسم ابني ليه شغل خاص لوحده.. وريناد متعرفش اي حاجه في الشركه 
قاطعها سامح: متنسيش ان ريناد ملهاش حاجه في شركة الرفاعي أصلاً 
تابعت بغضب وغيظ: محدش يعرف انها مش بنت منير.. يعني قدام اخواتها.. هي لها في الشركه 
أومأ لها ببرود وسخريه لتكمل هي.. 
—والخبر الجديد بقا… ان عمر ومراته مختفيين بقالهم مده 
اصطنع سامح الدهشه ليجيب 
— طب.. طب انتي عرفتي منين.. بتكلمي بجد!! 
أومأت بخبث وغرور: انت عارف ان مفيش حاجه بتخفى عليا… سكتت قليلاً تفكر بتخطيط.. تابعت بشر وخبث
— وانت عارف كويس ان اللي ماسك الشركه كلها يبقا عمر.. ودلوقت هو مش موجود.. يعني الملعب فضلنا و دي فرصتنا ياسامح… 
أجابها بلامبالاه: كويس اووي.. اتصلي احجزي كمان تذكره 
أومأت له وهي تفكر بمكر في رحلتها للإستيلاء على شركات الرفاعي.. ولا تعلم أنها بذلك تخطو بقدماها للجحيم..!! 
____________
هبط أكرم من الطائره في مطار القاهره الدولي… تمم اجراءات مكوثه في مصر لعدة اسابيع يستفاد منها في دراسة حالة مصر وسكانها كي يستخدم ذلك في بحثه وأيضاً يبحث عن أي شخص له صلة قويه بعائلة الرفاعي حتى يعطيه ذلك التسجيل ويحذرهم من نوايا فاديه الشريره…
استطاع أيضاً أن يقوم بشحن سيارته معه في الطائره… ليستقلها بعد أن تتم إجراءات خروجه من المطار نهائياً… وقف بالسياره بجانب حافة الطريق.. لا يعلم بعد أين سيمكث طيلة هذه المده التي سيقضيها في مصر… 
فتح هاتفه ليتصفح موقع جوجل ثانيةً حول تلك الشركه… ليتضح له بأن المقر الرئيسي لها بالإسكندريه… تنهّد بضيق فهو الآن بالقاهره ولايعلم الطريق إلى الأسكندريه… 
عادّ ثانيةً يتصفح الهاتف لعله يستطيع إرشاده للطريق الصحيح… دقائق وظهرت له الأسهم في هاتفه الحديث تشير للإتجاهات الصحيحه على الخريطه الإلكترونيه… 
قام بإتباعها على الوجه الصحيح… ليظل يقود السياره أربع ساعات كامله… توقف في الطريق عدة مرات.. يستريح قليلاً.. ليعود للقياده ثانيةً… 
قرأ على اللافته  الكبيره التي كتب عليها مدينة الأسكندريه.. ولأنه يجيد الالمانيه والإنجليزيه وأيضاً القليل من العربيه لم يجد صعوبه في قراءة بعض اللافتات التي كانت تقابله أثناء الطريق.. 
بعد دخوله للإسكندريه بنصف ساعه… وظهور البحر له بوضوح… مال برأسه من نافذة السياره يشاهد بإعجاب وإنبهار مدى جمال البحر حين طلت عليه الشمس بأشعتها الذهبيه لتعطي له بريقاً ولمعاناً يسري البهجه في القلب.. 
أبطئ من قيادته للسياره وهو يتأمل الشوارع المذحمه بالسكان على اختلاف الوانهم.. الكل يتعامل مع الأخر بود وحُب.. بخلاف بعض المشاجرات التي تحدث في الشارع المصري ولكن يبقى الود والكرم أولى صفات شعب مصر.. 
ابتسم بسعاده وهو يشاهد بعض الأطفال يقفون بالقرب من الشاطئ ويرمون صنارة الصيد الخاصه بهم تحت اصوات الصراخ والمرح منهم وكأنهم في سباق من يستطيع صيد أكبر كميه من الأسماك… 
شعر بالدفء والأمان قليلاً رغم وحدته بتلك البلد الغريبه عنه… ولكن يبقى جزء منه يعود لتراب مصر.. فوالده ذو جنسيه مصريه في الأصل.. 
ظل يتأمل كل إنش بالأسكندريه أثناء قيادته السياره… لتتعلق أعينه ببحرها الرائع طول الطريق.. 
والذي جذبه هوائه وأمواجه الهادئه والثائره أحياناً إبتداءاً من السّماء التي تمسكه بكفيها وتقدّمه للبشريّة جمعاء، فتعكس من جمال لونها على كلّ ذرّة من مائه، لتجعله بحرًا من أحجار الفيروز المبهجه للرائي والتي تبعث في قلبه الهدوء والراحه 
دقائق مرّت عليه وهو يتأمل أجواء الإسكندريه بمشاعر هادئه مريحه… لينتبه فجأةً لصوت صرااخ..
أوقف السياره بخوف ليترجل منها بخوف وتوتر شديد 
دهش عندما وجد الكثير من حبات الطماطم مبعثره تحت عجلات السياره وأمامها…
عقد حاجبيه بإستغراب وهو يتأمل الطماطم بدهشه لايعلم من أين جاءت…ليفيق من شروده على صوت صراخ صادر من فتاه يُقال أنها طفله وفي نفس الوقت أكبر من الطفله بقليل..وذلك لملامح وجهها الخالي من أي مساحيق تجميل والذي يشبه الأطفال…
تأمل وجهها الغاضب للحظات…كانت واقفه تضع يدها في خصرها وتبرم شفتاها بحنق وتنظر له بغضب شديد..
وبرغم ملامحهها البسيطه جداً والمتوسطه في الجمال أي انها ليست قبيحه او جميله..بل كانت عاديه بسيطه ولكن تمتلك شيئاً خاصاً بها..كأنها تستطيع أن تسيطر على قلب الجميع بعفويتها وتلقائيتها…فمن الأحمق الذي قال ان الجمال في الوجه فقط!! كلاا..لايقاس الإنسان بالجمال لأنه ليس سلعه..
بل يُعرف بجوهره وداخله ومايحتويه قلبه…
أفاق من شروده لها فلأول مره يرى فتاه ترتدي لباساً فضفاضاً كهذا…فهو في ألمانيا لم يسبق له وأن رأي إمرأه محتشمه مثل التي تقف أمامه…نعم..ألمانيا به مسلمون ولكن المنطقه التي كان يعيش بها لم يرى أي نساء بها يرتدون زياً فضفاضاً وبسسطاً كهذا بالإضافه لوشاحهها الذي زين وجهها الطفولي به..
صاحت به بغضب وحده 
— انت ياااخ..انت هتفضل متنح كده كتييير…منك لله..أمي هتعلقني من قفايا في المروحه بسبب الطماطم اللي رااحت دي…هنعمل احناا محشي اززااي دلووقت 
لم يفهم معظم كلامهاا..أردف بعدم فهم 
—أنا مش بعرف أتكلم عربي كويس 
رفعت حاجبها بدهشه لتجيب بغضب
—اماال اللي انت بتقوله ده اييه..فلبيـني  !!
لم يجيبها ظل ينظر لها فقط بقلة حيله فهو لم يتعرض لموقف كهذا من قبل ولا يعلم ماذا يفعل..
صاحت به ثانيةً وهي تلوح بيدها أمامه 
—لااا بقوولك ايييه…شغل المجاانين ده مش وقته..قِب بحق الطماطم بدل ماوربنا أعمل منك عصير دلوقت
أجاب بتأتأه:  أنا..أنا..هو..تـ..تاا.. قاطعته بسخريه وغضب
—اييه هتغني.. اااه افتكرت.. مش دي الحته بتاعت تامر حسني في عمر وسلمى لما كان بيغني… تات تات تاتا تااات
يا عاطشف يا عاطشف… وانت بقااا عااطشف ولاا فااتشن 
عقد حاجبيه بإستغراب دون أن يجيب.. مما جعلها تستشاط غضباً منه.. لتردف بغيظ وحده
— انت شكلك كده وااد فرفور ومش هتجيبها البر… بص بقاا ياعسل.. ياتجيب حق الطماطم اللي انت وقعتهالي دي… لهوقعلك صف سنانك وانت حليوه وشبه الأجانب كده.. جتك القرف في حلاوتك 
اردف أخيراً بعدم فهم: Alsjeblieft .. Ik begrijp niet wat je zegt .. Leg het me alsjeblieft uit
أرجوكي.. أنا لا افهم ما تقوليه.. وضحي لي من فضلك 
..
ضحكت بسخريه لتردف 
— يااتي بطه..هو الحلو مداارس لغاات….الله يرحم… كان بيقطع التورته بالفاس ويشرب الشوربه بخرطوم الغساله…….لاا بقوولك اييه..اسممع ياااض انت…انت لو ابن مين حتى اناا مبخاافش…الحق مبيزعلش وانا عااوزه حق كيلو الطماطم 
تنهّد بنفاذ صبر..ليخرج لها الباسبور والأوراق التي تثبت جنسيته الألمانيه…
أخذتها منه بتردد..لتلقي نظره عليهاا…شهقت بخجل ودهشه…اردفت باإرتباك وخجل وهي تعيد له الباسبور 
—  انا اسفه…أيم سوري يعني بالإنجلش…اوعا تكون مبتفهمش انجليزي كمان…ولاايه..هااه..شكلك فاهم يانصه 
ابتسم على تعبيرات وجهها المضحكه دون أن يفهم شيئاً مما تقوله..
تنحنحت مردفه بحماقه 
— شكلك جاي سائح وجاي تسيح عندنا…ياباشا ع راسنا والله…بس برضه هات حق الطماطم عشان ميتعملش مني بوفتيك انهارده 
أكرم بعدم فهم: يعني ايه!! 
تأفتت بضيق لتردف بملل: اووف.. احييه عليا وعلى سنيني السوخه.. ياابني انت حد مسلطك عليااا… بص.. انت شكلك فااضي.. وانا في تانيه ثانوي وعندي امتحانات وعاوزه اروح ازااكر… فاانجز في يومك ده وطلع الفلوس… 
اشارت بااصبعها كدليل على انها تريد المال.. 
أومأ لها مبتسماً ليخرج لها عدة اوراق ماليه… اتسعت عينيها بدهشه وهي تتأمل اوراق العمله الألمانيه… لتردف بدهشه وتعجب: 
—داا.. داا داا باليورو… تابعت بتفكير…. يعني انا لو اخدت واحد يورو بس وصرفته هيبقا تمنتاشر جنيه مصري… طب ماانا اضحك عليه واخد بتاع خمسه يورو كده والخمسه في تمنتاشر بتسعين جنيه… اشطااا هجدد الباقه واشتري طماطم لأمي عشان متمسيش عليا بحزام الحج.. ضحكت بشر وخبث.. هاهاها تابعونا في ابو لهب الجزء التاني 
كان واقفاً يتأملها وهو يبتسم ويضحك بخفه على تعبيرات وجهها المضحه للغايه وحركاتها التلقائيه…. أما هي هزّت رأسها بنفي لتصفع جبهتها برقه مردفه 
—اناا مالي قلبت على ابو جهل كده ليه.. ايه التفكير الشراني ده… لا لاا الواد شكله غلباان 
تنحنحت لتردف بصوت مسموع 
—خلااص ياااخ كرم ولاا كريم.. انت كرم ولا كريم.. اناا مش كريم انا كرم.. هعهعهع سوري ايم سوري.. أصل قرأت اسمك في الباسبور كرم.. صح ولاايه.. ولا هاه.. هااه…. اسمك اييه ياااض انت هتفضل متنح كده 
أجاب مبتسماً: أنا اسمي أكرم سامح 
أومأت له بعدم اهتمام.. لتشهق بعد ثوااني 
—عاااا اسمك اكرم سامح وعملي نفسك ألماني… خلف.. انت بتكدب ياخلف 
ضحك دون أجابه فهي تثرثر كثيراً وهو لم يستطيع أن يفهم الا القليل جداً من كلامها… 
أردفت بنفاذ صبر: بص.. عشان انا مبحبش الكلام الكتير.. اياً كان انت مين.. فاانا هاخد يورو واحد بس واتكل على الله 
مدت يدها لتأخذ منه ورقة اليورو التي لم يكن قد أدخلها في حافظه نقوده بعد…. اخذتها بخفه وهي تبتسم بحماقه كأنها تسرق شيئاً… 
ابتسم لها بعفويه.. لتأخذ هي النقود… لوحت له لتمشي من امامه… ولكن استوقفها متسائلاً
— ما اسُمك!؟ 
اجابت بضحك ومزاح:  ماأسمك!!!! هي حصة العربي بتاعت أبله نفيسه بدأت ولاايه.. روح ياعم العب في القطر اللي انت جاي منه… 
ظل يتابعها بنظراته حتى اختفت من أمامه ليردف في نفسه مبتسماً: Ik hoop je weer te zien, babbelaar … nou, Akram … je moet eerst je missie volbrengen …
أتمنى أن أراك مجدداً أيتها الثرثاره… حسناً ياأكرم.. عليك أن تنجز مهمتك اولاً…  
***********************
صعد باسم في الأسانسير ليتجه لشقته وعلى وجه لم تزول علامات الغضب بعد…
طرق باب شقته لتفتح له نور بإبتسامتها المعتاده ولكن تلك المره لم يقابلها الإبتسامه…
دلّف للداخل..ليلقي بجسده على الأريكه بتعب…تأملته للحظات بحزن..لتردف بإرتباك وخجل 
—أناا..أنا اسفه 
نظر إليها بطرف عينه..ليفتح لها ذراعيه ويشير لها بأن تتقدم تجاهُ…اقتربت منه بضع خطوات بتوتر…لتتفاجأ به يجذبها عليه…شهقت بخجل لتجده قد أحكم لفّ ذراعه عليها…
ابتسم لها بُحب مردفاً:
— أسفه على ايه!!  
أجابت بإرتباك وهي تحاول تحاشي نظراته المتصلبه عليها
— عشان..عشان…أنا السبب في المشاكل دي 
تأمل إرتجافة شفتاها بخبث ليردف 
— حياتي احلوت بوجودك…تابع بخبث وعينان تنضج بالهُيام
— حلو الروچ اللي انتي حطاه ده 
شعرت بحراره أنفاسه تغزو وجهها وصوت دقات قلبه من تحتها يكاد يصّم أذناها….توردت وجنتاها لتردف بخجل
—داا..دا..مش روچ…أنا..اناا مش حاطه حاجه 
أظلمت عيناه ليبتسم بخبث ومكر 
— تؤ…لازم أتاكد بنفسي…أنهى جملته ليلتهم شفتاها في قُبله قويه ممزوجه بالرقه من قُبلاته الخاصه نابعه من قلبه بصدق…ليشُل بها حركاتها المقاومه له…ويجعلها تستكين بين ذراعيه رغماً عنها وبإرادتها في نفس الوقت…
ابتعد عنها بعد دقائق ليبتسم لها برقه بينما هي كانت في قمة خجلها المعتاد منه… طبع قُبله رقيقه على راحة يدها ليجعلها تشعر بتقديره لها،  رفع كف يدها الأخر ليُقبله بلطف وببطء من الداخل، وكأنه يقول لها: شكرًا لأنك في حياتي…
تنحنح مبتسماً ليردف بتأكيد وهو يرفع ذقنها الصغير له:
—مش عاوزك تخافي أو تقلقي من حاجه…مش هسمح لأي حد أنه يزعلك أياً كان مين.. 
أومأت له مبتسمه:
—احكيلي عملت ايه 
أجاب بدون اهتمام وهو يعبث في خصلات شعرها بإستمتاع
—مبحبش أدي لحاجه تافهه اكبر من حجمها… يعني دي حاجه متستاهلش أتكلم عليها أصلاً… غمز لها بمرح ليتابع
الوقت اللي هنقعد نتكلم فيه عليها.. انتي أولى بيه يابطتي
أردفت بإرتباك 
—انت هتشغلها معاك تاني 
هزّ رأسه بنفي ليجيب: أبوها مستحملها بالعافيه.. هاجي أنا واتحمل قرفها ليه… تولع بجاز بقاا… طلعي الموضوع ده من دماغك… مجرد التفكير فيه خساره 
أومأت له وهي تتملص من بين يديه مردفه 
— طب أنا هقوم بقا أجبلك تاكل 
أحكم قبضة يده على خصرها يمنعها من الحراك مردفاً بخبث وعذوبه
—لاااء… هتغدى بيكي انهارده 
فهمت المغزى من كلامه ونظرات الهائمه بها… أردفت بهروب وخجل
— انت مكلتش حاجه من الصبح 
أجابها وهو ينهض فجأةً ويحملها بين ذراعيها 
— مقلتلك هتغدى بيكي انهارده 
أنهى جملته ليضعها على الفراش ويبتسم بقلة حيله عندما وجدها تغطى وجهها منه بكلتا يديها…. 
نظرت له من بين أصابع يدها لتجده قد نزع قميصه عنه بالفعل واتضحت أمامها مرونة جسده وعضلات صدره البارزه
شهقت بخجل لتزيح احدى يدها عن وجهها وتمدها لتجذب الغطاء عليها واليد الأخرى تغطي بها عينيها بخجل.. 
ضحك بصوتٍ عالي… ليطربها صوت ضحكاته الرجوليه ولكن ظلت تخفي وجهها عنه…. أما هو اردف من بين ضحكاته بقلة حيله: 
— نفسي تستوعبي بقاا أن مفيش داعي للكسوف ده… يابنتي والله انا حافظ تفاصيل جسمك اكتر منك فهااا بقاا 
شهقت بدهشه وخجل لتتمتم 
— مينفعش اللي انت بتقوله ده ياباسم 
نزع عنها الغطاء بقوه رغماً عنها ليردف بضحك وخبث
— عندك حق… الكلام مبيجبش نتيجه.. أهم حاجه الافعال
أنهى جملته وهو يضحك بخبث كأنه يستعد للهجوم على فريسته…. ليقترب منها ببطئ بينما هي أغلقت عينيها بشده دون أن تتحرك او تهرب من أمامه.. فهي استطاعت الفرار منه سابقاً ولكن جاء ذلك بنتيجه عكسيه عليها فما زاده هروبها إلا قوه وعشق منه… لتستقر أخيراً أمامه دون حيله… ففي نهاية الأمر… ترضخ لعنفوانه وجنونه بل تساعده على ذلك برقتها وخجلها….. فتظن هي أن خجلها سيغفر لها… ولكن لحماقتها لاتفهم أن تورد خداها وحده، كافي لجعله يفقد السيطره على نفسك ويفرض سيطرته الرجوليه عليها بعشق ممزوجٍ بالقسوه
فكأنما يثبت لها بجنونه.. أنه العاشق لحيائها منه فـ برب جمالك كفى تجملاً بخجلك فما زادني ذلك إلا شغفاً وإثاره…
لتخط ليله اخرى من لياليهم في صفحات حُبهم التي تنتهي دائماً بالعناق والإعترافات العاشقه التي يبدأها باسم..وتنهيها نور برقتها المعتاده….
_________________
لتأتي أشعة الشمس ممزوجه برائحة البحر و بخفّةِ النسيم تدقُّ على شرفة غرفتهم ، وبرائحة النعناع تنعشُ القلب بجدائلها الذهبية التي تتمايل بين الفجر والشروق، لا يسمع صوتها إلا قلب يخفق بالحبّ ويوزّعه على الملأ بلا مقابل….
لتفتح تلك الجميله عينيها تتحاشي أشعة الشمس التي أخترقت شرفة الغرفه وداعبت خصلات شعرها وعينيها…فأعطتهم لوناً فريداً فوق لونهم الطبيعي….
تثائبت بنُعاس.. لتدير وجهها له.. فقد كانت نائمه على ذراعه وتعطيه ظهرها… أو كأنها تحركت ليلاً فأصبح ظهرها لصدره… 
أدارت وجهها… لتتفاجأ به يستند بكوعه على الوساده ويتأملها بإبتسامه لطيفه وعشق شديد…. شهقت بخجل لتردف وهي ترمش بأهدابها 
— انت… انت مروحتش الشغل 
أجابها وهو يغوص في خضرة عينيها
— كنت مستني اما تصحي عشان أشوف عيونك… أول مابتفتحيهم بحس أن لونهم مختلف عن باقي اليوم 
ابتسمت برقه لتنهض فجأةً.. تُلقي بنفسها بين ذراعيه… مما جعله مندهش من جرأتها الغير معتاده… ظلت لدقائق تعانقه بشده وكأنها لايوجد في الكون سواه يستطيع احتوائهاا… وهو كذلك…بادلها هو الأخر العناق بشده حتى شعرت أن اضلعها تكاد أن تتمزق من قوته… فالعناق والقبلات تشبه النجوم التي تضيء حياتك عندما تصبح الأشياء مظلمة….
ابتعدت عنه بعد دقائق لتعود لخجلها ثانيةً… ضحك بخفه يمازحها مردفاً 
—مكسوفه ليه دلوقت بقااا.. ماا انفقستي واللي كان كان 
ضحكت برقه لتوكزه في صدره مردفه
— بس يارخم 
شاركها الضحك.. لينحني على شفتيها يُقبلها قبله سريعه دافئه…. نهض بعدها ليتجه للحمام مردفاً 
— اعملي سندوتشين كده اخدهم معايا عشان عندي جلسه في المحكمه كمان ساعه ومينفعش أتأخر. 
نهضت بطاعه… لتعد له فطوره… بينما هو تحمم.. واتجه لخزانة ملابسه…. ارتدى ثَوْب  يتأَلَّف مِن سُتْرة وسروال باللون الازرق القاتم وله صُدْريَّة ، جميعها متَناسقة ومن قُماش واحد…. ولكن اختلف لون الصدريه فكان بلون السماء… 
ليعطيها مظهر جذاب ورجولي كعادته… 
هندم شعره الكثيف ونثر عطره النفاذ والرائع برقه على صدره ورقبته… 
أتت من ورائه واحتضنته من ظهره.. فاابتسم لها بلُطف لتنعكس صورته الجذابه لها في المرآه… 
اردف ضاحكاً: هرمون الجرأه عندك عالي انهارده 
ابتعدت عنه لتقف وهي تقف على اصابعها حتى تصل لشفتيها… انحنى لها يساعدها في الوصول اليه وهو يبتسم بخفه… قبلته قبله سريعه رقيقه… لتردف بمرح
—ماخلااص بقاا.. مش انا انفقست واللي كان كان 
رفع حاجبيه بدهشه ليقهقهـ عالياً وهو يجذبها لأحضانه… 
قبلها من جبينها… ليأخذ منها حافظة الطعام وهو يلقي لها التحيه…. ولكن قبل أن يخرج.. أدار وجه لها يخبرها بمرح
—جهزي نفسك … هخرجك انهارده في الأماكن اللي بتحبيها
صفقت بيدها لتردف بسعاده طفوليه 
—بجد… هييه… عاوزه اروح قصر كيلوباترا عشان أسجل الاثار اللي هناك.. 
أومأ لها بقلة حيله ضاحكاً 
—ابتدينا حصة التاريخ… حاضر ياحبيبتي هوديكي هنا
القت عليه قُبله في الهواء ليلتقطها هو بمرح وضحك… 
اتجه نحو عمله بالمحكمه… أما نور ظلت تعبث في ملابسها بفرح وسعاده وهي تختار أي الملابس سترتديها اليوم.. 
_____________
مرّ باسم على مكتبه أولاً قبل الذهاب للمحكمه كي يحضر ملف القضيه التي سيترافع عنهاا… ليتفاجأ بماجي تقف في المكتب بضعف وبكاء… 
اندفع غاضباً تجاهه ليشير للباب مردفاً بغضب وحنق منها
—امشي اطلعي براااا…. انتي معندكييشش دم..
اجابت بتوسل وبكاء: 
—أنا اسفه والله… سامحني المراادي ياباسم 
جذبها من شعرهاا… ولكن ابتعد عنهاا هاتفاً بغضب وغيظ
—لاا مش همد ايدي عليكي… عشان موسخش البدله… غووري من وشي احسنلك بدل ماوالله العظيم ياماجي اطلعك من هنا عالمستشفى 
أومأت له ببكاء وقد خافت من شكله الغاضب 
—حاضر يابااسم.. همشي… بس صدقني أنا عاوزه اتغير وجيالك عشان تسامحني
ابتسم بسخريه مردفاً بحزم
—اطلبي من ربنا السماح عالبلاوي اللي عملتيها… وروحي خلي ابوكي يسامحك عاللي بتعمليه فيه… اما اناا.. معتبرك مش موجوده اصلا… يلااا اتفضلي اطلعي براا… ويااريت لو عندك كراامه.. مشفش وشك هناا تاني 
مسحت دموعهها… لتخرج بغضب من أمامه دون ان تجيب.. وكأنها تخطط لشيئاً آخر يساعدها في الاقتراب منه… 
زفر باسم بضيق ومسح على وجه بغضب.. فقد عكرت له مزاجه وجعلته يشعر بالغضب الشديد من رؤيته لها… 
تنهّد بضيق وتنفس بعمق مهدئاً من نفسه…. اخذ ملف القضيه واتجه لينجز المرافعه في المحكمه… 
____________
أما نور.. كانت قد استقرت على فستاناً بسيط ورقيق سترتديه اليوم برفقة حبيبها وبطلها…. اتجهت لتقوم بترتيب الفراش والغرفه.. وتنجز اعمالها المنزليه كأي زوجه مُرتبه
أثناء ترتيبها للمنزل رنّ هاتفهها.. فأسرعت بالرد دون أن تلتفت للرقم المجهول ظناً أنه باسم… فلا أحد غيره يهاتفهاا 
أجابت برقه: وحشتني.. هتيجي امتى
اتاه الرد من صوت أمرأه كبيره في السن ليست كثيراً… تبكي وتنتحب بشده لتردف بصراخ وبكاء
— عمك فررج بيمووت يانوور وعااوز يشوفك ضروري… 
شهقت نور بخوف واهتز الهاتف بيدها لتتذكر موت والدها الذي مات اثناء زواجهها في دبي ولم تستطيع رؤيته…. ورغم ان عمها شقيق ابيها لم يتولى رعايتها أو لم يكلف نفسه بالسؤال عليها… إلا ان عمها فرج تحديداً له مكانه خاصه في قلب نور.. نظراً للشبه الكبير بينه وبين ابيها.. 
اجابت بدموع وخوف 
—طيب.. طيب أنا جاايه حالاً… 
اغلقت الهاتف… لترتدي اي ملابس محتشمه سريعاً… اخذت هاتفها معها كي تخبر باسم في الطريق… 
نزلت من الدرج سريعاً ونسيت من التوتر ان تستقل المصعد
.. 
اتجهت لخارج البنايه… لتستقل تاكسي ينقلها لبيت عمها
______
على الطرف الاخر… نفس المرأة التي هاتفت نور منذ قليل.. أجرت اتصالاً أخر… لياتيها الرد من رجل
—ايوه ياعادل… استناها بالتاكسي قدام باب العماره ونفذ اللي قلتلك عليه…
…….. 
لوحت نور لأحد سائقين التاكسي…. لتركب معه.. أخبرته على عنوان البيت… 
بينما هي تناست تماماً الاتصال على باسم وظلت تستعيد ذكرياتها مع والدها… 
كان السائق المدعو بعادل.. يختلس النظرات اليها بتلذذ وخبث من المرآه من حيناً لأخر… 
لتنتبه نور أنها في طريقاً أخر غير التي اخبرت السائق عليه
أردفت بتوتر: مش ده الطريق
أومأ لها مردفاً بخبث: ايوه… اصل في كمين في الطريق التاني وانا نسيت البطاقه… وده طريق مختصر هيوصلك بسرعه
أومأت له.. لتعود وتشرد بزكرياتها مع والداها… 
____________
أنهى باسم جلسته في المحكمه… واستقل سيارته عائداً لشقته… 
وصل أمام البنايه وترك سيارته دون أن يصطفها… علماً بأنه سياخذ نور وينزل ثانيةً ليستقلها ويتجه للمكان المراد.. 
طرق على باب الشقه عدة طرقات ورنّ الجرس عدة مرات… فلم يأتيه استجابه.. تسلل الخوف لجسده.. ليتذكر أنه بحوزته نسخه من مفاتيح الشقه… 
اخرج المفتاح سريعاً وفتح الباب.. ليدخل الشقه وقد بدا عليه الإرتباك… 
ظل ينادى عليها عدة مرات ودخل لجميع الغرف يبحث عنها.. فلم يجدها… 
دق قلبه بعنف وشحب وجه.. ليردف بغضب وعيون قاتله 
—عملتيهاا ياامااجي… واقسم بالله منا سايبك المرادي غير اما اخلص عليكي…!!!! 
********************
شهقت دنيا بدهشه وذهول لتردف بغضب
—نتجووز!!!  انت جراا لدمااغك حااجه… يعني احناا منتنيلين هناا وانت تقول نتجوز!! 
أومأ لها بمرح ببرود
—هو انا بطلب حاجه غلط… ياغبيه افهمي… يوسف مفكره ان ان مارينا بتحبني.. تمام… فلما يعرف ان انا وانتي هنجوز معنى كده اننا بنحب بعض.. وبكده يسيبنا نمشي 
اجابت بنفي: لااا… هو أي اتنين بيتجوزا يبقوا بيحبوا بعض… ماياما جوازات حصلت من غير حب… لاا الفكره دي مش داخله دماغي
بقدر مألمته كلماتها.. ولكن تحاشى الرد عليها.. ليردف بعد لحظات
— انتي بتحبي حد تاني يادنيا… لو في  تاني في حياتك.. قوليلي وأنا هتفهم ده 
دنيا بغضب وصراخ عليه 
— انا مبحبش حد يااواائل ومش عااوزه حد في حيااتي.. عاوزه ابقاا لووحدي 
أجابها بغضب هو الاخر
—وهي بقاا طلعت في دمااغي يادنيا ومش هسيبك.. يلاا هي
تنفست بغضب لتصيح
—هو انت معندكش كراامه.. بقولك مش عااوزه حد في حيااتي.. افهم بقاا 
وائل بااستفزاز:  لااا.. معنديش كرامه في الحب… وبصي بقا عشان انا زهقت منك… هتجوزك يعني هتجوزك… واخبطي دماغك في الحيطه
اجابت بصراخ وهي تلقي عليه بزجاجة ماء من البلاستيك
— انت بني اادم مش طبيعي… ااخررك مستفشى المجاانين
ضحك بااستفزاز ليردف
—لاا اخري شهر العسل هقهق 
في تلك اللحظه واثناء مشاجرتهم واصوات الصراخ الصادره منهم تحديداً دنيا… 
دخل عليهم أحد الرجال بضخامة جسده.. ليردف بصوت اجش 
—الباشا بيقولكم روحوا 
لم يجيبوا او لم ينتبهوا له.. فقد كانوا منشغلين بالشجار بينهم… لتنهل دنيا على وائل بضربه بالوساده… بينما هو كان يسدد الضربه احيانا رغم انه مازال متعباً من ضرب الرجال له… وأحياناً كان يخرج لها لسانه فيستفزها اكثر.. فتقوم هي بالصراخ عليه 
صاح بهم الرجل بشده مردفاً 
—يعني مش عاوزين تروحوا… طب اللي مش هيسكت هطلعه برا… عقد الرجل حاجبيه بااستغراب مندهشاً مما قاله.. ليردف في نفسه.. 
—ايه ده الواد ابو شعر الاهطل ده عاداني ولاايه
سمع وائل ودنيا اخر جمله قالها الرجل… ليقوموا بالهتاف والصراخ كأنهم في روضة للأطفال… 
اعاد الرجل كلماته مردفاً بحزم
—يوسف باشا سمحلكم تروحوا 
نظر له كلاً من دنيا ووائل بذهول ودهشه… لتردف دنيا باابتسامه عريضه 
— بجد.. يعني نمشي 
أومأ لها الرجل… ليردف وائل بقلة حيله ويبدوا ان خطته فشلت 
—رووح ياشيخ الهي ربنا يسد نفسك 
اردف الرجل بجديه وغضب: بتقول حااجه!! 
هزّ وائل راسه بنفي ليجيب
—حد يخض حد كده… 
تركهم الرجل ليفسح لهم المجال للخروج… بينما دنيا ظلت تهتف بمرح 
—الحمدلله… اخيراا ياوائل… يلاا بينا بسرعه قبل مايرجعوا في كلامهم
نظر لها وائل بغضب مصطنع ليجيب
—لاا روحي انتي.. انا حبيت المكان هناا… 
تمتم في نفسه بغيظ: منك لله يايوسف.. يعني حبكت تتوب دلوقت… 
يتبع..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى