روايات

رواية كوابيس الفصل السادس 6 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية كوابيس الفصل السادس 6 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية كوابيس الجزء السادس

رواية كوابيس البارت السادس

رواية كوابيس
رواية كوابيس

رواية كوابيس الحلقة السادسة

نط حمزه من مكانه وهو بيبصله بضيق عشان يلحق ما يمكن إنقاذه: افضل انت ارغي وخليك مركز في صريخها، و سايب المشكلة الاكبر.
مسكه عويد قبل ما يطلع، زق حمزه ايده بعصبيه: وسع ايدك دي، وادعي للجثه اللي فتحت ليها الباب متكونش خلصت عليها؛ لأنها مجنونة والشك فيا عندها هوايا .
★********★
مي أول ما دخلت من باب الشقة، وشافت چودي وقفت حطت ايدها في وسطها وجبتها بعينها اللي زي رادار الجيش من فوق لتحت.
چودي اضيقت جدا من نظراتها الحاده اللي فيها اتهام وقالت بضيق: حضرتك عايزه مين؟
مي رفعت ليها الحاجب ورفعت ايدها لمت شعرها الأسود الكيرلي وزقتها جامد وهي بتقول: هو فين العربجي الصايع اللي أول ما عرف فيها نسوان سابني وماشى.
حمزه طلع بتوتر ووقف في النص ما بينهم: يا مي يا حبيبتى ممكن تهدى عشان اعرفك على چودي.
مي رفعت ايدها تمنعه عن الكلام وهي بتبصلها نظرات اسد بيطارد فريسة صغيره ضعيفه سهل الوصول ليها: لا والله ما انت تاعب نفسك، انا هعرفها عليا الأول بطريقتى.
خلصت كلامها وميلت جابت چودي اللي واقعه على الأرض من شعرها بعد ما زقت حمزه بكل قوتها، چودي استسلمت ليها وقامت من على الأرض وهي بتصرخ، وضربتها مي بالراس.
حمزه جري عليهم بسرعة وهو بيحاول يتفادي موجة تسوماني اللي بداية غير مبشرة بأي خير: سمي الله واهدي كده البت هتموت في ايدك.
كلام حمزه زاد غضب مي وخلاها تتجمع جواها اكبر حمم بركانية ميقدرش على اخمادها المحيط ذات نفسه، سابت چودي تقع في الأرض من قوة الضربة وبصت لحمزه المدافع الهمام ووجهت ليه سؤال يعجز حتى العلماء على الرد عليه: اهدى؟!… انت تقصد أنا مجنونة !!!
حمزه بخوف من سؤالها العميق ذو مغزى، حاول الرد دبلوماسية: لا بس عايز اخليكى تاخدى بالك… انتى لما دخلتى لقيتينى فين؟
مي صرخت وهي بترد عليه: في الاوضه يا واطى.
حمزه بأبتسامة تبرير: ايوه يعنى مش معاها.
عويد طلع من الأوضه بعيون حمرا شرسه غير مباشرة بخير وزي ما يكون حاله اتبدل ١٨٠ درجه، جز على سنانه وبص على چودي اللي بتحاول تاخد جنب من البعبع اللي بأنياب حيوان مفترس قرب منها يساعدها أنها تقوم وقبل ما يوجه كلام ل مي كانت هي بتبص ليهم كلهم نظرات قرف وأشمئزاز، وقطعتهم مي كلهم بأتهامها الفاجع اللي لا يخطر على بال واحد فيهم: تصدق لو كنت معاها كان هيبقى أفضل ليا ما اشوفك معاه جوه…. ولوحدكم.
عويد قعد چودي على كنبه عربي وكان خلاص فاض بيه الكيل، بصلها بحده و رد عليها بلهجته الصعيدى: حليك يا ست في البطاقة، يا بابور منفس وطايح في الكل، اهدى كده وقولي هديت، انتى جايه تقولي شكل للبيع؟!
مي فضلت تتنطط وتصرخ بهستريه: انتوا كمان ليكم نفس تتكلموا.
كانت بتقول جملتها وهي بتقرب منهم ولسه هتمد ايدها على عويد اللي تقريبا اخد برشام الشجاعة قدام واحده طايره منها كل حاجة مش عقلها بس.
مسك ايدها، لكن مش بكل قوته وفضل يبصلها بصات وحش مفترس صعب حتى التفاهم معاه واتكلم بعد ثواني بتهديد صريح: ايدك دى كلمه كمان وهتوحشك.
مي بلعت ريقها بخوف وحاولت تفلت ايدها اللي في قبضت ايده معرفتش، غير لما هو قعدها على كرسي وقالها بحده وعينهم في عيون بعض: ايوه إكده قنبري عاد ونقطينا بسكاتك مش ناقصه الحكايه حريم مهفوفه.
مي بصت ل حمزه بستغاثه وبصوت هامس فيه خوف: حم زه.
حمزه ولا كأن سمع صوتها أو كذب نفسه أن النبره دي تطلع من مي المجنونة.
عويد قرب من چودي وبصلها جوه عيونها بقلق: حاسه بحاجة؟
چودى بصوت ناعم ورقيق وفيه الم: آه دماغي بتوجعنى وعيوني مزغلله ورجلي….
عويد بلع ريقه وبص للجنب اليمين ورجع بصلها وهو بيحط ايده على شفايفها: أني بقول كفايه إكده، إلا أني اللي اعصابي كمان دقيقه مش هتلم عليها واصل.
مي عضت شفتها وهي بتبصلهم بغيظ: يا محني… دول كلهم روصيه وشدت شعر وكام شنكل ما تنشفي يا اختشي.
عويد بصلها وقهقه بصوت عالي: تصدقى لولا صوتك ده فوقنى من حاجة أعوذ بالله منها، لكنت خليتك تبلعي لسانك.
وبعدها بص لحمزه: خلى خطبتك تسكت وتنقل فردت الجزمه اللي متركبه في دماغها وتحطها في بقها عشان نعرف نتحدت.
حمزه بص لمي: ممكن بقى تفهمي وتبطلى اتهام فيا على الباطل.
مي جزت على سنانها وقالت من بين سنانها: ادينى خرست حد يخلص ويفهمني لأحسن اتحول عليكم كلكم.
عويد قعد جنب چودي اللي كان وراها شباك صغير مفتوح وبرغم فيه مسافة، أول ما جت نسمة هوا من الشباك اخدت ريحة چودي ورمتها على عويد، استنشقها عويد بمذاج عالي ولا كأنه بيشد سطر هروين كتم نفسه ثواني، وفاق على صوت مي اللي كله صريخ اللي اتعصبت أول ما لقته سرح لدرجة غمض عينه باستمتاع واضح: حمزه أنا ثانيه كمان وهنفجر.
عويد ضرب ايد على ايد وضحك وهو بيقولها: انتى لو ضميري مش هيفوقني زي ما بتعملي، اهدى يا شبح الزمان…
وبص لحمزه وهو بيقول: وخلي بالك يا حمزه خطبتك عايزه ظبط زوايا لدماغها اصلها بتحدف شمال.
مي بتبريق وصوت مفتوح ع الرابع: نااااااااااعم.
عويد مسح وشه واتكلم بهدوء: انتى بس لو تفهمي.
مي جزت على سنانها: فهمني يلا أنا مستنيه افهم.
عويد بص لحمزه وحط ايده على كتفه: يلا فهمها يا حمزه بدل ما فضولها يخليها تولع واحنا مش ناقصين نصايب.
مي بصت ليه بعيون صقريه، فكمل عويد كلامه بلامبالة زي الدبش: اه ما كفاية علينا نصيبه واحده.
چودي اخدت الكلام عليها وعينها دمعت وضمت كفوف ايدها على بعض بأحراج وفضلت تحركهم على بعض بتوتر.
عويد اخد باله من لمعان عيونها، اضايق أنه زعلها حاول يهرب من احساس التأنيب بالذنب وقال وهو بيضرب ايده على رجله بنرفزه، وبصوت عالي: ما تخلص يا حمزه اتكلم.
حمزه راح جنبه وهو مش عارف المفروض يقول ايه لخطبتة المجنونة وضربه على كتفه: لا سبتلك الطلعه دي قول انت.
عويد بص لملامح جودي بتمعن وبعد ثواني جلى صوته وقال: دى ضيفه عندى أنا، وعندها مشكلة مع اهلها في البلد وجت لجأت ليا.
مي لوت شفتها وهي بتقول بتريقه: بلد؟! هي الشوجر دي بتدخل البلد بالشفتشي عادي؟ ولا بطاقية الاخفا، ولا اوعى تقول ببساط سحري.
چودي اخيرا نطقت بصوت كله قهر ووجع: يا أستاذه أنا واحده فعلا حياتها اتبدلت من حال لحال وربنا عالم باللي جوايا فبلاش تبقى انتى والزمن عليا، وبعتذر ليكم كلكم على اللي حصل، ويا استاذ عويد بعتذر ليك على المشكلة اللي حصلتلك بسببي، بس ادوني فرصه للصبح ارتب اموري وهطلع خالص من حياتكم، تمام.
عويد ضم شفايفه على بعض وبصلها بشفقه وبرغبه انه يرفع ايده يمسح دموعها، و كلمها بلهجة قاهرويه: يا آنسه انتى بقيتى أمانه في رقبتى ولحد ما نعرف ايه اللي حول اهلك كده مش هتمشي من هنا.
چودي بعدت خطوه من قدام عويد بأحراج: ميرسي لذوقك.
مي قامت اخدت شنطتها ضربت بيها حمزه وهي بتاكل چودي وعويد بعيونها: ورايا يا سبعييييي.
حمزه استأذن منهم وراح ياخد نصيبه منها في البلكونة وهو بيقول: دعواتكم لحد ما ارجع ولو مرجعتش متقلقوش هتلاقوني متمدد في الشارع تحت البلكونة.
عويد زقه بعصبية منه ومن خطيبته: لا معاك ربنا واتنين ملايكة اتكل.
★*****★
في فيلا المستشار
دنيا بتتحرك زي الأسد اللي اتخدت منه مملكته قدام عينه وهو واقف مشلول: انت لازم تتصل بالشركة الزفت دى وتبلغهم بالمهزلة اللي حصلت.
المستشار كان قاعد وعلى ملامحه ظاهر عليه القلق: ما بلاش شوشره يا دنيا.
دنيا بتصميم وجبروت وهي بتقعد جنبه وتقول بإصرار: انت لو هتسكت أنا مش هسكت.
المستشار: بس ااااا…..
دنيا تبتسم زي الأفعى وهي بتبخ سمها وتحاول تقنعه: ما بسش أسمع مني……
و بعد الحاح دنيا عليه يقف يتصل بالشركة، لكن التليفون محدش بيرد عليه.
دنيا قالت بعصبية: من الصبح هروح الشركة وهعرفهم مقامهم وهعرفهم انت تقدر تعمل ايه لو البنت مرجعتش والهلفوت ده يترفد.
★*****★
في بيت عويد
حمزه هدى خطبته وطلع من البلكونه اللي كانوا فيها، لكن أول ما شافت چودي فضلت تبص عليها بقرف.
فأول حاجة قالها عويد بزعل وقهر: تقريبا كده والله اعلم بيت اللي جابوا اهلي اتخرب.
حمزه باستغراب: هدينا واحده هتشتغل معاك؟!
عويد بضيق: مش بهزر.
حمزه بستفسار: طيب ليه بس بتقول كده…….
وكمل بهدوء: اهدى بس هما ايه اللي عرفهم انت مين وكنت رايح ليه؟
عويد رفع راسه وبصله وهو بيقول: ورق البوليصة وقع هناك.
حمزه بعملية: الورق مش بيكون مكتوب فيه اسمك ولا رقم ولا حاجه تدل أنك انت مين.
عويد: اسم شركة التأمين مكتوبه يا ناصح.
حمزه: ما كده كده هما عارفين أسم شركة التأمين…..
عويد حط راسه بين إيده وفضل يهز رجله بتوتر وقلق حقيقى على مستقبله اللي ضاع قبل ما يبدأ.
حمزه حس بيه حط ايده على كتفه الشمال وحاول يهدى: أطمن، حتى لو سألو محدش كان يعرف أنك رايح اصلا ليه.
عويد اتنهد بقوه وهو بيبص لحمزه: يعنى مش هتقول، أنا اللي رحت.
حمزه بأبتسامه صافيه: لا طبعا مش هقول.
مي بجدية: خلاص اتحلت اهو.
وأكملت وهي بتوجه كلامها ل چودي: طيب وانتى يا غندوره، انتى متأكده أن الناس دي اهلك مش لقينك على باب جامع.
حمزه رد عليها بتريقه: ولنفرض يا ذكاء ليه قلبوا برضو عليها دلوقتى؟
مي بتوضيح قصدها: ممكن اهلك دول خطفوكي…. ولا ابوكي مات وانتى صغيره وكان غني واخدوكي ربوكى عشان طمع في فلوسك، يعني مش حب لا سمح الله، ولما كبرتي قالوا يخلصوا عليكى، عشان ياخدوا الورث.
حمزه حط ايده على وشه من توقعات خطبته اللي طلعه من فيلم بوليسي من الستينات.
رد عليها عويد بتركز: ولنفرض برضو اسمها على اسمه ازاي وهو مش ابوها وغير كده لو اخدوها زي ما بتقولى، وهنقوا اخد كمان اسم ابوها ومركزه كمان … ايه اللي قلبه كده دلوقتى؟!
اخيرا چودي اخدت نفس عميق و اتكلمت: كل الافتراضات دي غلط، بابي من صغري بيحبنى جدا ومامي لما ماتت فضل سنين عايش ليا وبس لحد ما ماما دنيا ظهرت في حياتي وكانت مدرستى وبقت تدينى دروس برايفت في البيت اتعلقت أنا بيها وطلبت من بابي انها تفضل معانا على طول، وبعد ما اتجوزها، مره زعقتلي جامد عشان عملت حاجة غلط بابي اليوم ده مش بيتها في البيت وفضلت تلت شهور بتزحف وتتحايل عليه وتترجاني في المدرسة أنه يرجعها وهي عمرها ما هتمد ايدها عليا ولا هتزعلنى تاني، وفعلا طول الوقت كانت بتتمنى ليا الرضى لحد ما حصل اللي شوفته في البيت النهارده يا عويد.
عويد اول ما سمع اسمه بصوتها نسى كل حاجة وسحب للسما زي الطير الحر: لا قولى تاني كده.
جودي باستغراب: اقول ايه؟! انا خلاص خلصت.
مي بعصبية وهي بتخرج أنفاسها المولعه: لا فوق وصحصح يا باشا معانا، فيه رقاب هتطير ابوها مستشار انتوا وخدين بالكم.
عويد رفع شفته وكلمها وهو بيشوح بإيده: جرى ايه يا وحش زمانك اهدي بس والكلام بيكون خد وهات بلاش تبقى شبه اللقمه اللي بتوقف في الزور.
مي ضمت ايدها على بعض بعصبية: ادينى هديت ولا اقولكم أنا همشي خالص.
: طب بسرعة للباص يفوتك.
قال الجمله عويد من عصبيته وهو بيقوم بينهى النقاش و دخل البلكون هيشرب سجاير.
ومي نزلت بزعبيب أمشير، و حمزه بص لچودي اللي هتموت من الأحراج: بصى ممكن حضرتك تدخلي ترتاحي في الأوضه وأنا وعويد هنام هنا.
كلام حمزه ليها كان بمثابة إسعاف أوليه انقذتها من الموت قامت بسرعة چودي دخلت الأوضه وقفلت الباب وقعدت ورا الباب وسابت العنان لدموعها اللي كانت بتحاول تحبسها، كانت في الوقت ده مش عارفه تعيط على ايه ولا ايه، أهلها اللي مش عارفه ليه وازاي عملوا كده معاها، ولا الموقف المحرج اللي حطتها فيه مي، ولا عويد اللي سلخها من غير ما يدبحها، رفعت راسها بشويش ومسحت دموعها وبصت على منظر البيت فعلا شكله يدل على اللي عايش فيه أنه محتاج الفلوس، وكان عنده حق عويد يعمل كل ده لأنه ممكن يخسر شغله بسببها، قامت من على الأرض ومافيش قدمها حد ينقذ الموقف غير خطيبها هو اللي باقي ليها في الوقت ده، فتحت باب الأوضه وبصت في الأرض بعد ما شافت عويد نايم على الكنبه وحاطط ايده تحت راسه وقالع القميص بتاعه كل عضلات بطنه برزه وقالع حزام البنطلون القماش ورمي جنبه و دخان السجاير زي السحاب فوق منه، كحت بأحراج قام بسرعة بكسوف يعادل كسوفها ما هو برضو راجل صعيدى وعيب عندهم يبقى بالمنظر ده قدام بنت لبس تيشيرته بسرعة وقال بتلجلج: عايزه حاجة؟
چودي سابت شفتها اللي تقريبا خلصتها من كتر الأكل فيها: كنت عايزه موب.
عويد بعدم فهم: وده يطلع ايه؟
نضفت حلقها وقالت: موبيل.
عويد قرب منها ومد ايده بالتليفون، اخدته وهي بتشكره وكانت عينها في الأرض، ودخلت الأوضه وقفلت الباب، عويد عض شفته اللي تحت جامد وهو بيرجع شعره لورا وبيبحلق على الباب، طلع حمزه من المطبخ وقال بأستغراب: واقف كده ليه؟!
عويد مسك مخده كانت مرميه بأهمال ورد عليه بتريقه وهو بيحدف عليه المخده: غيرت مجالي وبقيت رسام كاريكاتير وهرسم الباب.
حمزه ضحك بصوته كله وهو بيمسك المخده: روح نام يا عويد وادعى ربك أنك تفضل بعقلك وفي مكانك ومتلقيش نفسك بترسم على حيطان السجن.
عويد طفا السجاره في الطفايه وبصله وهو بيشاور عليه بصباعه: عارف أنا مش هرد عليك بس احذرني يا حمزه.
حمزه ضحك وهو بياخد جنب بطريقة كوميدية على أساس أنه بيحذره.
في الأوضه فضلت چودي تحاول الاتصال على خطيبها لكن الفون مقفول زي العاده طول الليل، نامت على نفسها وهي بتحاول الاتصال، وفاقت على صوت رساله بفتح الرقم التليفون أتصلت بسرعة وقالت ليه أول ما رد بصوت عياط واستغاثه: احمد الحقنى يا أحمد.
احمد كان راكب عربيته جنب السواق ودماغه بتفكر في مليون حاجة، اتعدل في قعدته أول ما وصله اتصالها وقال بعد ما سمع صوتها: چودي مالك يا حبيبتي طمنينى عليكى؟
چودي بهسترية عياط كأنها طفل كان تايه وما صدق لقى اهله يترمى في حضنهم: مش هعرف احكليك حاجة دلوقتى تعالى خدنى من العنوان ده….
أحمد بهدوء: مسافة السكة يا قلبي وأكون عندك.
طلعت چودي من الأوضه بوش أحمر وعيون دبلانه كلها دموع ميلت بصت حوليها ملقتش حد مشيت كام خطوه وميلت حطت الفون على ترابيزه.
عويد طلع من الحمام كان حاطط فوطه على شعره ووشه وأول ما شالها لقه چودي قدامه كح: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.
چودي بأحراج: بص أنا خلاص هريحك مني خالص وهمشي.
عويد بص جوه عيونها وتاه في نهر عينها العسليه وقبل ما يرد عليها حس بأن فيه زلزال ساب العالم كله ومسك العمارة اللي ساكن فيها من كتر الناس اللي طلعين يجروا على السلم.
عويد جري فتح الشباك و بص بسرعة لقى بودي جارد ودنيا مرات ابوها وقفه تحت، من غير ما يفتح شفايفه بكلمه مسك ايدها وجري بيها ناحية الاوضه وقفل الباب عليهم، طبعا كل ده تحت استغراب چودي وتوترها من اللي بيعمله عويد وخصوصاً قفل الباب بالمفتاح، وقبل ما تعترض على حركاته، لقته راح ناحية البلكونه اللي جوه الاوضه وقالها تنط، تنحت وهي بتقول: انت عايز تخلص مني ولا ايه؟
عويد بصوت واطي هامس: بقولك نطي وهفهمك بعدين
كانت خايفه جدا وبتترعش من المسافه، راح قالها: اعملي زي ما هعمل تمام.
واستعد ينط لكن هي مردتش عليه، فبصلها اووي وهو بيقول بحزم: تمام يا چودي؟
هزت راسها بخوف حقيقي، وأول ما نط نطت وراه، في وسط ذهول چودي كانت بتتحرك زي العروسه اللي بتعمل عرض واللي ماسك الحبل هو اللي بيوجها، وبعد ما حس أنهم في أمان بصلها واتكلم بعصبية: انتى كلمتي مين خلتيهم يعرفوا مكانا ؟!
چودي بخوف من طريقة كلامه ولهجته: خطيبى.
عويد مشي خطوتين وهو بيرجع شعره لوره ورجع بصلها: انتى عرفتيه اللي حصل ليكى منهم.
چودي هزت راسها بلا: أكيد طنط سألته عليا وهو قالها على مكاني لما كلمته وقولت ليه.
عويد حاول يمثل الهدوء: طيب ممكن ولا تكلمي خطيبك ولا الجن الازرق لحد ما نشوف هنتصرف أزاي؟
چودي بعصبية: انت بتقول ايه خطيبى بيحبنى وميقدرش يشوفنى في مشكلة ويكون بعيد.. ده أكيد هيتجنن عليا.
رد عليها عويد من بين سنانه: بقولك خطيبك مش هتكلمي تاني.
چودي بهسترية: انت اهبل بقى فعلا.
عويد قلب وطلع الصعيدى اللي كان بيحاول يسيطر عليه: ست انتى أحترمي نفسك انتى هتفضلى معايا لحد ما اشوفلك صرفه.
چودي زقته بعناد: انت مالك بيا يا جبله بقولك هات الفون اكلم خطيبى وافهمه الوضع صح.
عويد مسح وشه وهو بيربط على لجام غضبه: لاحول ولا قوة الا بالله….. ولو قلت لاء.
چودي جابت أخرها وتحولت هي كمان وكل اللي بقى ماشي في الشارع بقوا يبصوا عليهم: ولا انت فوق وشوف نفسك بتكلم مين؟
عويد جز على سنانه مش عارف هو ليه رافض وحاسس بنغزه جوه قلبه، ياترى عجبته وعايز يمتلكها ليه، ولا فعلا في خطر وهو حاسس بيه؟ رد عليها بهدوء وعكس اللي جواه: أنا فايق يا هانم بس انتى اللي طلبتى الحماية فمتجيش دلوقتى تلمينى أني بحميكى.
چودي باستفسار : انت بتحمينى من خطيبى؟
عويد ضرب ايد على ايد وهو بيقول: لا اله الا الله، إذا كان طلبتى الحماية من أهلك.
چودي بصتله وهي رافعه حاجب وربعت ايدها وقالت بعناد، ما اللي بيبعدها عنه ده برضو حبيب قلبها اللي بيموت في التراب اللي بتمشي عليه: هو انا ليه حساك غيران من خطيبى؟!
عويد بلع ريقه باحراج ورفع ايده مسح على شنبه: مين دا اللى يغير يا بجره انتى واغير على ايه ومن ايه؟ بصى أنا هريحك واريح نفسي اتصلي بيه واحكيله كل اللي حصل بالظبط ها بالظبط، واديله العنوان ده وقوليله أنك واقفه مستنية لوحدك وهو يجي لوحده وياريت يا بتاعة بتغير عليا منه .. تتأكدى أنه يااااجى لوااااحده، مفهوم.
چودي مدت ايدها شدت الفون وعوجت بقها وهي بتقلد طريقة كلامه الصعيدي: مفهوووم.
وبالفعل اتصلت وعملت كل اللي قال عليه عويد، وقالت بتأكيد عليه: اوعى يا أحمد تقولهم حاجة زي الصبح.
أحمد: يا قلبي طنط دنيا أول ما تلفوني فتح لقتها متصله كتير اتصلت بيها بعد ما كلمتك لقتها منهارة و هتموت وتعرف مكانك وأنا مكنتش اعرف كل اللي حصل قلت ليها بعفوية، ويا چودي مش أنا اللي هقولك طنط بتحبك قد ايه أكيد اللي حصل سوء تفاهم.
چودي: مش مهم اللي حصل حصل ازاي المهم تعالى لوحدك يا احمد وخدني أنا محتاجة ليك اووي.
أحمد بصوت مرهف الإحساس: چودي مش هتأخر عليكى يا روحي اقفى مكانك وأنا جايلك حالا وياريت اللي معاكى ده يمشى أنا بغير عليكى من الهوا يا روحي.
چودي بقلب بيرقص من الفرحة: حاضر يا روحي.
قفلت الفون وشبح ابتسامتها لسه موجود، عويد بصلها و اخدها المكان اللي اتفقوا عليه وهو كان قريب منهم اخدوها مشي، چودي بصتله بصات ضيق: يالا يا بابا اتوكل على الله واحده ومستنيه خطبها هتفضل واقف مستنى ايه؟
عويد بدون اي كلام مسك ايدها وشدها معاه، صرخت فيه وهي بتحاول تفلت ايدها منه: انت اتجننت ولا ايه ؟!
عويد بصلها جامد: هششششش، انا وانتى هنستنى خطيبك متقلقيش بس ورا الصخره اللي هناك دى.
چودي بصوت كله ضيق: تحب اقولك اللي بتعمله ده اسمه ايه ؟!
عويد بص وراه عليها وقبل ما ينطق كلمة خوف عليكى قال بقوه: طلبتيها وهتنوليها على أكمل وجه.
چودي ضاقت عينها باستغراب: اللي هو ايه؟!
عويد اخدها ورا الصخره وقال بصوت هامس وهي ضهرها للصخره ووشها ليه: الحمايه واحد… الأمان اتنين.
چودي بصوت هامس: من خطيبى؟!
عويد بعصبية من تكرار الكلمه: يووووو بقولك ايه… اهمدى لحد ما سي خطيبك يجي وتبقى تتفضلي تروحي ليه، واعتبري أن احنا واقفين هنا بعيد عن الشمس اللي خلاص ثانيه كمان وهتخلينى اجيب جاز، فل إكده.
چودي بعصبية: فل وإكده مع بعض.
عويد وهو بيمسح كف ايده على وشها بعصبية: سمعينى بقى سكاتك لانفجر في وشك.
فضلوا واقفين فترة كبيرة متابعين الطريق في هدوء مزيف من الطرفين.
★*****★
في مكتب مدير شركة بوليصة تأمين
كان قاعد المدير على مكتبة وقدامه دنيا: أنا مش هسكت على اللي حصل إمبارح من عيل حقير شغال في شركتك.
مدير الشركة: يا هانم عايزك تطمنى اللي عمل كده هيتعاقب.
دنيا ببرود وهي بتبص للخاتم الالماظ اللي في ايدها: تؤ تؤ اللي عمل كده يلزمنى أنا هتصرف معاه بنفسي.
حمزه خبط على الباب ودخل
المدير قام وقف وقاله بعصبية: انت اللي رحت امبارح لسيادة المستشار؟
حمزه هز راسه بنفي: لا يا فندم.
مدير الشركة: امال مين؟
حمزه وهو بيفحص دنيا: معرفش والله.
مدير الشركة: هو فين عويد؟
حمزه بدفاع عن صاحبه: عويد كمان مرحش حته بعد بوليصة شمشوم الجبار.
مدير الشركة ضغط على زرار دخل السكرتير اللي بعت عويد أمبارح: مين عندك اللي راح فيلا المستشار؟
السكرتير بص للمدير المتعصب وعلى دنيا اللي وشها بيأكد أن فيه كارثة وعلى حمزه اللي بيغمز بعيونه وقال……
ياترى عويد هيوصل ل ايه مع چودي؟
تفتكروا خطيبها بعد اللي عرفه هيصدق كلام چودي ولا كلام مرات ابوها اللي بيقول أنها هتموت عليها؟
وياترى يا هل ترى السكرتير هيقول مين ولا هيفهم من نظرات حمزه ويتهرب من الأجابة؟

اسرار مخفيه والغاز هتنكشف واحد ورا التانى واقنعه هتسقط ويظهر اللى تحتها للعلن 🤫

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كوابيس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!