روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي البارت الثالث

رواية أولاد الجبالي الحلقة الثالثة

……………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الـحـب مـــن طرف واحد مثــل عـمـلـية جراحية دون بـنج فالموت من الألـم فــيها مـؤكد.
……..
طلبت حكمت والدة إلهام زوجة( محفوظ ) من زوجها والد نهلة ( ابراهيم) زيارة إلهام لتتطمئن عليها فى بيت زوجها .
فنكس ابراهيم رأسه بخزى مردفا …هملى بتك فى حالها يا حكمت ومتزوديش عليها الحزن .
لأن أول ما تشوفك خابر عتجلبها مناحة وعتوجع جلبك عليها أكتر .
انهمرت دموع حكمت مردفة بإنكسار ….مش جادرة يا ابراهيم .
عايزة أشوفها وأملى عينى منيها يا خوى .
طالعها ابراهيم بعتاب مردفا بلوم ….دلوك عايزة تتطمنى عليها ، عتحبيها جوى يعنى .
امال كيف كنتى عتموتيها بيدك دى وروحها كانت عتطلع ، لولا انى لحقتك فى أخر وقت .
أشاحت حكمت بوجهها عنه شاردة فى ذلك اليوم التى عادت به إلهام من قصر الجبالى ترتجف وتبكى وشعرها مبعثر وملابسها ممزقة ويظهر بها بقع الدم .
فرأتها حكمت على هذا النحو فصرخت ..بت يا إلهام ، ايه اللى عمل فيكى كده يا بت ؟
فألقت إلهام نفسها على صدر حكمت مردفة بنحيب …غطينى وصوتى عليا ياما ، بتك خلاص ضاعت وراح شرفها .
لتبعدها عنها حكمت صارخة تضرب بكلتا يديها على صدرها مردفة …يا مرك يا حكمت ، بتك حطت راسك وراس ابوها فى الطين .
ثم هاجمتها وأخذت تركل وتضرب بها مردفة بإنفعال وغضب اجتاح كل جوارحها …مين اللى عمل فيكى أكده يا بت وليه سبتى نفسك ليه ؟؟
جولى كنتى عتعشجيه كيف الغوازى يا جليلة الرباية .
لا ده انا عموتك واخنجك بيدى دى واغسل عارى بيدى .
وبالفعل أحكمت يديها على عنقها تخنقها ، رغم توسلات إلهام لترحمها وأنه ليس ذنبها ولكن لم تشفع توسلاتها ولم ترحمها دموعها ، حتى أزرق وجهها وكادت بالفعل أن تختنق وتموت .
لولا عناية الله سبحانه وتتدخل والدها الذى أتى فى تلك اللحظة ليخلصها من يد حكمت .
……………..
طلب براء من زاد الجلوس ليتثنى له محادثتها فى أمر صلاح .
فجلست تطالعه بترقب وقلب مرتجف ويد مرتعشة وقد تلون وجهها بالحمرة .
فنظر لها متعجبا على تخضب وجهها بالحمرة دون مساحيق تجميل فحدث نفسه ….كيف بجت زى الملاك إكده ؟
حتى صوتها واطى ورقيق زيادة عن اللزوم .
يمكن عشان إكده صلاح عيحبها؟
نفسى كمان قمر هى كمان تكون إكده ، تبطل تلبس ضيق وتحط الوان الطيف دى ويكفيها حلاوتها الربانى .
أخرجته بانة من شروده قائلة …كنت عايز تجول إيه يا خوى ؟
يلا عشان أنا نعسانة وعايزة أسطح شوى جبل الچامعة .
فابتسم براء مردفا …حاضر عجول أهو ، جبل ما تنامى وأنتِ واجفة .
ثم نظر لتلك الجاليه أمامه تكاد لا ترفع عينيه إليه إلى للحظة ثم تخفضها حيائا .
طالعها بعمق ثم قال بتروى….انا مش خابر كيف ابدء فى الموضوع ده ، لإنه حساس حبتين .
لتدق طبول الحرب فى قلب زاد ، حتى أنها وضعت يدها على قلبها ليهدىء قليلا ولا تعلم كيف ستتحمل تلك الفرحه فى طلبه لها للزواج .
بانة…..يا سيادة المقدم جول على طول ، زاد مننا وعلينا .
براء …اه طبعا ولولا أنها كيف أختى مكنتش عكلمها إكده .
لِتتلقى زاد أول سهم أصاب قلبها فأدماه ، حتى نزف وأصفر وجهها خوفا أن يلقيها بسهم آخر يكون به مقتلها .
فكيف يقول إنها مثل أخته وهى تراه الحبيب وزوج المستقبل !!
تابع حديثه براء بحرج ….انا چيلك وخاطرى متكسفنيش ، وترفضى إنسان عيحبك جوى .
زاد وقد تخدر جسدها كلها محدثة نفسها بإنكسار يشق روحها …وانا معحبتش غيرك واصل يا براء .
إن كنتَ لا تحبني فاتركني أحبك وأكون بقربِك
اجعلني على هامش حياتِك
أكون خادماً بين يديك رهنُ إشارةٍ من ناظريك
ولا تحرمنى أن أتنفس عطرك
أكمل براء حديثه ..ما أنتِ خابرة صلاح زميلى ودفعتى ، واتجدملك جبل سابج ومش خابر ليه عترفضيه يا زاد ؟
ده راجل زين جوى وانا خابره ، ابن ناس وأخلاق مجلوكيش يعنى وفوق إكده عيحبك وشاريكى يا بنت الناس .
فخسارة تضييعه من يدك ، وهو كلمنى تانى وعشان إكده جولت أتكلم معاكى وكيف ما جولت متكسفنيش معاه .
ها جولتى ايه يا بنت عمتى ؟
طالعته زاد بعيون باكية وكأنه تخبره …كيف بتخطبنى لغيرك بنفسك ، چبت الجسوة دى من وين ؟؟
للدرچاتى عمرك ما حسيت بجلبى اللى عيحبك .
يااااه كل الاحلام دى ، انك تكون ليه طلعت كابوس .
ودلوك جى تخطبنى لصاحبك .
اااااه يا نار جلبى .
اعمل ايه واسوى ايه دلوك ؟
وهو دبحنى بسكين بارد .
لا أقدرة أعيش ولا حتى طولت الموت وارتاحت .
ليفجائها بضربة أخرى قاتلة عندما طال صمتها بقوله … كده كيف ما بيجولوا السكوت علامة الرضا .
صوح ؟
انا جولت إكده بردك ، مش هطلعينى مكسور الخاطر وتعمليلى مجام جدام صاحبى .
وانا هفضل فى ضهرك طول عمرى ومهتخافيش واصل ، ولو فى يوم زعلك ، جوليلى بس .
وعتشوفى كيف عجبلك حچك منيه .
ثم وقف متحفزا بقوله ”
وانا دلوك هتصل عليه ، أفرحه إنك موافجة ، ده من الفرحة مش هيجيله نوم الليلادى .
لتخرج بانة عن صمتها قائلة بتروى ….أصبر بس شوى يا خوى .
لما نتأكد من موافجة زاد ، يمكن سكوتها ده رفض مش جبول ومكسوفة تجول .
ثم إشارات إلى زاد بقولها ..متكسفيش يا زاد وجولى ها .
عايزة المقدم صلاح ولا لع ؟
ده چواز وعمر بحاله مش لعب عيال .
لتجد زاد نفسها من قوة الصدمة فى حب عمرها تصرخ والدموع فى عينها …ااااااه موافجة ، موافجة .
ثم أدارت وجهه عنه وسالت دموعها .
وقد خرجت الكلمة تلك من جوفها كالنار المتدفقة من بركان ثائر.
فتحير براء وبانة من أمرها وطريقتها حديثها وتسائلوا عن سر دموعها وهى تنطق بالكلمة ، أهى دموع الفرحة حقا ، ام هناك شىء لا يعلماه.
فنظر براء إلى بانة متعجبا وبادلته نفس النظرة ، ثم خرجوا سويا .
على قول براء ..تمام هسيبك دلوك يا زاد ترتاحى وهروح انا عتكلم مع صلاح ونحدد معاد معاه يچى يتجدم ونتفق على التفاصيل ..
ليغادر بعدها مع بانة كل واحدا إلى غرفته تاركين زاد تشتعل به نار لا يمكن لإحد إطفائها سوى ( براء ) .
وما أن غادروا حتى أطلقت العنان لنفسها ، فانفجرت باكية مردفة بلوعة وحزن وخذلان …ااااه يا نار جلبى .
معجول بعد سنين العمر اللى قضتها فى حبك يا براء !
يطلع كل ده وهم ، وبدل ما أتزف ليك ، تزفنى بيدك لصاحبك .
اه يا جهرة جلبى ، الرحمة من عندك يا كريم .
أنا مش مصدجة حالى .
حاسه إنى بحلم .
معجول عمره ما فكر فيا ؟
امال ليه كان عيهتم بيه ؟
اااه يعنى كيف ما جال كيف أخته .
وانا اللى كنت فاكره ، عيحبنى .
ومنتظرة اليوم اللى عيكلمنى فيه .
ثم تابعت وصلة البكاء الهيسترية حتى نامت والدموع مازالت تنهمر من عينيها .
……..
ولج براء إلى غرفته ثم استراح على فراشه وأخرج هاتفه واتصل على صلاح ولكنه شعر بغصة فى قلبه فجأة لا يعلم سببها .
حتى وجد صلاح يجيبه بصوت أجش مردفا ….ايه يا سيادة المقدم سبع ولا ضبع ؟
فوجد نفسه يبتسم رغما عنه مردفا …ايوه يا صاحبى وأخوى ، وافقت ، هنيالك بجا ودعواتك ، انا كمان يكتبلى نصيب مع قمر ..
سرى فى جسد صلاح رعشة من الفرحة وكأنها جرعة ادرينالين زائدة جعلت جسده يرتاح وكأنه مخدرا ثم أردف…الله يبشرك بالخير يا براء.
وبس إكده ، ده انا هدعيلك ليل نهار يا صاحبى .
ربنا يجعلها من نصيبك .
وياريت تكلم سيادة اللواء وتخدلى منيه معاد ، أچى اتجدم وعشان خاطرك هچبلك ليك وحدك علبة چاتو .
فضحك براء مردفا …لا كريم جوى جوى يا صاحبى ..
ثم أغلق معه الخط ، ليفترش بجسده الفراش ، لتداهمه ذكرياته مع قمر وحديثه معها اليوم ، ليجد نفسه يبتسم .
ليلتقط هاتفه بعد ذاك ويبعث لها رسالة ..
فتصل إلى قمر بإشعار لكن دون أن تفتحتها ، فابتسمت ابتسامة صفراء ثم أردفت بفحيح الأفعى …ايه يا ابن الجبالى ؟
مهتزهجش من الرومانسية الزيادة دى ، ده انا مليت ، بس أعمل ايه ، كله يهون عشان حبيب الجلب صوح ( دوحه ، العشج كلاته ) .
لم يجد براء ردا منها فظن إنها نائمة ، فخلد هو أيضا إلى النوم ،ليستعد إلى المعركة التى سوف يخوضها مع أبيه من أجل تلك القمر .
…..
أما تلك المسكينة ناهد ، فأخذ يتناوب عليها ذلك الذئب الشرس طوال الليل ولم يرحم توسلاتها إليه أن يتركها لوجه الله ، ولكنه أبى حتى يقضى وتره منها عدة مرات حتى أصابها الإعياء بين يديه وأصفر وجهها وتباطئت وتيرة أنفاسها ثم فاجىء بسيل من الدماء قد انفجر منها وأغرق الفراش
فذعر للحظة ثم تذمر بقوله …يخربيتك بت ، ايه ده ؟
عتموتى ولا ايه ؟
يلا فى داهية ، بس كيف اخلص من المصيبة دى جبل ما حد يحس ولا يدرى ؟
أنى مش عايز شوشرة ، عشان إسمى فى السوق ميتهزش .
بس كيف أتصرف دلوك ؟
اه مفيش غيره حمدان ، هو عيعرف يتصرف فى كل مصيبة تحوصل .
فاتصل به وحدثه فى الأمر .
فضحك حمدان ضحكة شيطانية مردفا ….البت صغار وانت تجيل يا منصور وياما جولتلك خف عليهم شوية .
لكن أجول ايه بجا !
فزفر منصور بضيق مردفا .. ملوش عازة الحديت الماسخ ده
والمهم دلوك تجولى أتصرف كيف فى المصيبة دى ؟
البت شكلها عتطلع فى الروح وعملت بركة دم تحتيها ، الله يجرفها .
لو بعتها المستشفى ، هيبجا سين وچيم ومش هنخلص عاد .
حرك حمدان شفتيه متهكما ثم حدثه….ولا مستشفى ولا يحزنون .
شوفها بس خلصت ولا لسه فيه روح ؟
تلون وجه منصور خوفا ثم أمسك بمعصمها فلم يجد به نبض ، فرفعه لأعلى ، ثم تركه ليقع منه بجانبها .
فتأكد أنها قد فارقت الحياة بجسدها ولكن روحها صعدت إلى ملك الملوك الذى سيأتى لها بحقها ولو بعد حين .
فأجابه منصور بتوتر …البت خلاص فطست يا حمدان .
حمدان بقلب ميت غير مباليا …طيب چميل إكده ، بس ابجا خف المرة الچاية يا راچل .
إنفعل منصور بقوله …..وبعدهالك عاد !
خش فى المفيد ، عتهبب ايه دلوك فى المصيبة دى ، انا خلاص روحى بجت فى مناخيرى .
همس حمدان ..هش هش مردفا بتروى …. إهدى إكده وخلاص هجولك تعمل ايه و متزربنش إكده عاد ، وحش على صحتك
منصور بضيق ….جول وخلصنى .
حمدان …..هبعتلك حالا راچل من رچلتى بشوال ، عيحطها فيه ، وياخدها يرميها بين الزراعات .
وبس إكده ، خلصت .
هيطلع عليها الشمس ، الناس هتتلم وتيچى الحكومة .
تعاين وتتشرح وهيطلع تقرير أنها اغتصبت لحد الموت وهى مروحة دارهم عشية بعد الشغل .
وسعتها بجا يدوروا على الچانى براحتهم .
بس عطل الكاميرات اللى جدام الجصر بالذات عشان ميشفوش الراچل وهو طالع بيها من عنديك .
وانت كيف ما انت عندك شهود انك نايم من عشية مخرچتش برا الجصر.
يعنى يستحيل حد عيكشف اللى حوصل .
فضحك منصور ضحكته الشيطانية مردفا بخبث ….عفارم عليك يا حمدان .
حمدان بخبث …..يلا بجا عد الچمايل .
لمعت عين منصور مرددا …عيونى ، ليك .
وليك عندى عشرة كيلو دهب اصطباحة المنچم .
حمدان وقد علت وجهه الفرحة مردفا …يزيد خيرك يا واد عمى .
ثم ضحك بخبث مردفا …..ومتنساش تغير الملايات ، وتنظفهم بسرعة أو تحرقهم وتخلص منيهم .
منصور ….عحرق ابوهم .
ثم حدث بالفعل ما أخبره به منصور ، ليحمل الرچل الصغيرة فى شوال ويلقيها بين الزراعات كأنها مجرد قمامة وليست إنسانه سيحاسب عليها أمام الملك الجبار .
ليجدها أحد الفلاحين فى الصباح عندما ذهب لمباشرة أرضه ، فصرخ …كتيلة يا خلق ، كتيلة يا هو .
فتجمع الناس حول الجثة مفزوعين ويتسائلوا ..بت مين دى ؟
ليشهق أحدهم ، دى بت ابواسماعيل لا حول ولا قوة الا بالله.
مين بس اللى عمل فيها إكده ؟
حسبنا الله والوكيل .
ثم ذهب لإبلاغ والدها بما حدث لإبنته ، وتم إبلاغ الشرطة .
تلقى اسماعيل الصدمة بموت ابنته ،فصرخ …لا انتوا كدابين .
لاااا بنى عايشة مماتش .
ثم أسرع إلى مكان تواجدها ، فوجد الناس بصحبة الشرطة ، فكاد قلبه أن يتوقف كلما تقدم منها ، حتى رآها بأم عينه ملقاة على الأرض بوجه أزرق وملابسها ملطخة بالدماء ، ففزع وصرخ صرخة أبكت كل من حوله ثم اغشى عليه .
……….
تجمعت عائلة منصور على مائدة الأفطار فى الصباح .
تبادل باسم نظرات التوتر مع براء ، فأومئ له براء أن يهدىء قليلا حتى يتم والداه إفطاره .
أما منصور فأخذ ينتقل ببصره بينهم وشعر من حركاتهم أن هناك شىء ما .
فأطلق فحيحا مرعبا بث فى أنفسهم الخوف بقوله …هو فى ايه على الصبح ؟
ملكم عتتغمزوا إكده ، حد فيكم يخلص ويتكلم عشان أنا محبش الحركات دى .
دب الذعر فى قلب زهيرة خشية على ابنائها ، فترجتهم بأعينها أن يلتزموا بالصمت .
ولكن براء حاول السيطرة على خوفه ، وتماسك قائلا …ابوى انا فعلا كنت رايدك فى موضوع إكده انا وباسم .
زفر منصور بضيق …موضوع ايه ده ، عايز فلوس ؟
اظن انك عندك اللى يكفيك انت وأخواتك .
على الچاهز إكده ،من غير شجا ولا تعب كيف منا شغال..
تحمحم براء بحرج …خيرك مكفينا يا بوى ، انا بس يعنى كنت عايز انا وباسم اخوى ثم صمت للحظة بعد أن وقفت الكلمات فى جوفه من شدة الخوف من رد فعل منصور .
ولكن صمته هذا أغضب منصور الذى كان يطالعه بترقب ،فضرب بيده على المائدة فأصدر صوتا أفزعهم قائلا بهدر …..
ياريت ندخل فى الحديت على طول ،عشان انى مليش طول بال .
طالعه براء بتوتر وحاول إخراج صوته المكتوم مردفا بتلعثم …فى الحقيقة يا بوى .
انا عايز أچوز وباسم اخوى كمان .
فتلون وجه زاد بالصفرة من صدمتها ، فهو لا يحبها فقط بل أيضا مغرم بأخرى ويريد الزواج منها .
لا ما عدت أتحمل كل هذا .
يكفى ما فى قلبى .
أما منصور فانفجر ضاحكا قائلا بسخرية …..كل الحركات دى عشان عايز تچوز وماله .
وحلو جوى انك فتحت الموضوع ده ، لانى كنت بفكر فيه من زمان جوى .
تهلل وجه براء قائلا ..بچد يا بوى ، بس يعنى العروسة .
ممكن متكنش جد المجام شوى ، بس يعنى أخلاق وناس طيبين جوى .
طالعه منصور بريبة وأردف بخبث …يكش انت اللى عتختار العروسة !!
وايه كمان عتجول عليهم ناس على جد الحال .
ويطلعوا مين فى البلد دول كمان ؟
مين دى اللى عتاخد ابن منصور الچبالى ؟
ابتلع براء لعابه بخوف من نبرة صوت أبيه المريبه مرددا …دى بنت من أهل الكفر عادية وبنت سواق قطر .
تلون وجه منصور بحمرة الغضب وكور يده مجددا وضرب بها المائدة حتى سقط كوب الماء أرضا فتناثر الزجاج فى الأرضية كتناثر قلب زاد .
ليصدر أوامره .
منصور بلهجة حادة ….وعيلى يا سيادة المقدم ، انت ابن مين ، انت والدكتور ؟
ارتجف براء مردفا بتلعثم ….خابر يا بوى ، بس دى حياتى وانا بحبها وريدها .
منصور ساخرا …وماله حبها لغاية ما تزهق يا ابن الچبالى وخد كيفك منها كمان عاد .
لكن چواز لا .
لتصرخ زهيرة منفعلة …لااا ، فاكرهم زيك عاد ، ميعرفوش ربنا.
لا يا منصور .
ولادى مهيعملوش إكده فى بنات الناس .
لتتفاجىء به زهيرة قد قام من مكانه وأسرع إليها غاضبا ثم أقبض يده على عنقها قائلا بإنفعال…والله بجا ليك صوت يعلى عليا يا زهيرة .
لتصرخ بانة …اماى .
وصرخ براء وباسم وزاد وانتفضوا جميعا وأسرعوا الى منصور .
فقبض براء على يد أبيه قائلا برجاء …بعد يدك عنها .
حرررام عليك .
ليه عتعمل فيها وفينا إكده ؟
انت مش ابو ابدا .
فأبعد منصور يده عن زهيرة ، التى بالكاد حاولت التقاط أنفاسها بصعوبة .
منصور غاضبا …والله بجا ليك صوت وكبرت عليا يا براء ..
بجا إكده !
بس يكون فى معلومك .
انا خلاص أخترت لك العروسة من زمان جوى جوى .
ومفيش چواز من غيرها .
وإلا لا عتكون ابنى ولا أعرفك وعحرمك انت وأخوك من الثروة اللى چمعتها سنين عشانكم سنين.
ومش بس إكده ، اعتبر البت اللى ملهاش أصل ولا فصل دى فى خبر كان .
فشحب وجه براء وتجمدت أطرافه مردفا بفزع …كيف ده ؟
فضحك منصور قائلا بسخرية ..كيف ما فهمت .
وأعمل حسابك الچمعة الچاية عيكون كتب كتابك انت وأخوك .
براء بصدمة …لا كيف ده !!
عتغصبنى إياك ؟
منصور وقد عقد حاجبيه مردفا بتوعد…..ايوه عغصبك وعحط رچلى فوج رجبتك كمان ، وفوج رجبة اللى يتشددلك .
طالعه براء بعدم تصديق مردفا …انا مش مصدق اللى عتجوله ده يا بوى !!
ويا ترى مين العروسة دى إن شاءالله ؟
منصور بعد أن رمق زاد بنظرة نارية مشيرا إليها ..
أهى جدامك أهى ، بنت أختى الغالية زاد .
أما باسم فهياخد ( عزة ) بنت بسطويسى .
ما هى دكتورة زيه وتليق بيه ، وبكده أقدر أعمل انا وابوها أكبر مستشفى استثمارى فيكى يا بلد.
علت الصدمة وجه زاد وفتحت فمها وارتعدت أواصلها وحدثت نفسها …معجول ده !
انا هچوز براء !
هل بالفعل ما تمنته طوال عمرها سيتحقق وسيكون زوجا لها .
ولكن مهلا ..لا إنه لا يحبها ومغرم بغيرها .
لذا لن تستطيع الزواج منه ، حتى وإن كانت هى تعشقه .
فكرامتها لا تسمح بذلك ابدا .
لذا وقفت متشنجة مردفة بقوة …اسمحلى يا خال أجول حاچة .
انا مش موافجة أچوز براء ، أنا هچوز صلاح زميله ، هو طلبنى من براء وانا وفجت.
لتغلى الدماء فى عروق منصور ، فكيف لتلك أيضا أن تعصى أوامره ويعلو صوتها عليه .
فتوجه إليه وباغتها بصفعة قوية على وجهها ، فصرخت زاد
فهدر منصور بقوة فى وجهها …..مبجاش غيرك كمان يعلى صوته عليه ، دى چزاة تربيتى ليكى بعد ما رماكى أبوكى .
يا جليلة الرباية والحيا .
كيف تجولى أچوز ده و ما أچوز ده ، أنتِ نسيتى انك بنته ملهاش عاد رأى ولا شورة.
وانا جولت كلمتى عاد خلاص .
هتچوزى براء وعزة لـ باسم .
أما بانة فهتخلص تعليمها وهچوزها بردك لولد حمدان ( چابر) .
وإكده يبجى زينتا فى دجيجنا وفلوسنا مهيخدهاش غريب واصل .
شهقت بانة وأسرعت تحتضن زاد لتخفف عليه وطأة تلك الصفعة القوية وتحضنها بقوة لتهدىء من شهقاتها المتعالية .
أما براء فطالعها بقهر وكأنه يعتذر لها عما فعله أبيه ولكن ما بيده حيلة .
بعد أن هدده بقتل أغلى الناس عنه وحبيبة القلب ( ملك ).
أما باسم فكان يقف مذهولا غير مصدق ما يحدث حوله .
أيعقل أن يكون والداه بهذه الدرجة من البشاعة التى تصل إلى القتل !!
كيف وقد كان رجل قانون ، فكيف تصل به الدناءة لتلك الدرجة ؟؟
ثم وقف منصور يتتطلع إليهم بشموخ مردفا بعلو وهدر …مالكم وجفين إكده تتطلعولى بعين حمرا وكأنكوا هتكتلونى ، نسيتوا انى ابوكم وليه عليكم السمع والطاعة .
ويلا كل واحد ينجر على شغله أو أوضته معيزش أشوف حد فيكم جدامى دلوك .
طالعه براء بإنكسار مردفا ……احنا منسناش انك ابونا ، بس انت أكده هتظلمنا يا بوى ، واكده حرام جوى .
وكيف هان عليك تجول هتكتل نفس من غير ذنب .
كيف ده وانت كنت فى يوم من الايام فى الشرطة وعتدافع عن الناس .
ولا كتر الفلوس غيرتك للدرچة دى !!
فنظرت زهيرة إلى منصور نظرة يعلم فحواها ، فضيق النظر لها بتوعد ، فأشاحت عنه وجهها خوفا من بطشه .
منصور بزمجرة …ملكش صالح عاد بلى فات ، خلينا فى دلوك .
انا دلوك منصور الچبالى أشهر من النار على العلم .
كله بيطيع أمرى وأقدر أدوس برچلى على رجبة كل واحد يخالفنى .
سمعين ولا أجول تانى ؟
وحضروا نفسكم كلاتكم على كتب أكتابكم إهنه فى الجصر أما الفرح بعد شهر وهنعمله فى تلت ليالى .
ايوه ما أنتم مش ولاد اى حد ، انتم ولاد الجبالى .
فطالعوه جميعا بإنكسار وقلوب واجفة من شدة ظلمه لهم .
ثم ضمت زهيرة زاد وبانة الباكيتين وغادرت بيهم إلى جناحها .
أما باسم وبراء فغادروا معا الى الخارج فى حالة صدمة .
….
فى جناح زهيرة التى اعتصرها الحزن على ما آل إليه الأمر لأولادها التى أفنت عمرها من أجلهم وتحملت طباع هذا الجبار حتى لا يحدث لهم مكروه .
وحدثت نفسها ……ياريتنى كنت سبته من زمان جوى وهربت بيهم ولا حصل اللى حوصل ده .
ثم تعالت شهقات بانة مردفة بنحيب …لا يا ماى انا يستحيل أچوز جابر ده ، ده مش متعلم ويدوبك واخد ابتدائية.
فكيف أچوزه وانا فى هكون خريچة جامعة ، لا مينفعش واصل الحديت ده .
لو ابوى غصب عليا انا هموت نفسى .
فصرخت زهيرة مردفة بإنهيار ….لا يا بتِ عاد
عايزة تموتى كافرة .
سيبك أمرك لله وهو كفيل بيه ومهيسبش حد إلا ويجبر بخاطره ويعالم الخير فين يا بتى .
اما زاد فكانت تقف مصدومة ، مشاعرها مختلطة .
نعم انها لم تحب أحدا غيره ودعت الله به فى كل سجدة أن يكون زوجا لها .
ولكن لا يكفى أن يكون زوجا فقط بل تريده محبا أيضا وليس مجبورا عليها .
فما تفعل ؟؟
……..
وفى الخارج ”
كور باسم يده بغضب شديد وأحمر وجهه غضبا مردفا “”
وبعدين يا سيادة المقدم .
هنعمل كيف فى المصيبة دى ؟
هنهمل ابوك إكده يتصرف فينا زى ما هو عايز ولا كأننا بنى آدمين .
وهيمشينا بخاطره كيف البهايم.
ولا كأننا حريم مش رچالة ليها صوت ومجام .
فصمت براء ولم يجيبه حيث كان شاردا فى ملك حبيبة القلب والروح وكيف أن السبيل إليها أصبح مستحيل .
وهناك أيضا معضلة شديدة لم تكن فى الحسبان .
فهو صديقه صلاح ووعده له .
فكيف له أن يتزوج من حبيبته هو ، ما سيظن به إذا ؟
اكيد سينعته بالخيانة .
وسوف تتدمر صداقتهم .
فويلى ما عسانى أن أفعل ؟؟
أمام قلبى وأمام هذا الظالم ابى ؟
…….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!